|
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) (Re: عادل عبدالرحمن)
|
قِربة "نظام الإنقاذ" المقدودة / أم قربة "التجمع" أو "التحالف" .. أولا؟!
وهي حكمةٌ شعبيّة سديدة : لا تنفخوها، فإن ذلك لن يجدي فتيلا .. فلو كان القصد، من السعي الحميم والتوثيق للتزوير، الجاري الآن، إحراج النظام أمام "الشعب" ـ فالنظام يعرف أنه فرعون عصره، ولكنه لا يتحرّج؛ والشعب السوداني لا يحتاج لمن يكشف سر النظام الباتع! فهو يكتوي بلظاه وناره صباح مساءْ ـ في جوعه وعطشه وفقدان أمنه وتسفيه نسائه؛ أما إن كان الهدف شَكْوَه للقضاء والعدالة، فالكل يعلم أن أمرهما بيد السلطان؛ وأما إن كان المقصود هو الرأي العالمي العام، فلا الإعلام العالمي ولا مؤسسات العدل الدوليّة ـ المغلولة اليد ـ غضّت الطرف عن جرائم السلطان وزبانيته؛ ولئن كنا ننشد دعم الدول الكبرى والصديقة والشقيقة والإقليمية، فنحن كمن ينفخ في قربةٍ مخرومة هي الأخرى: فالدول وحكوماتها تنظر في البدء، لمصالحها وأمنها، قبل أن تلتفت لقضايا شعبٍ آخر.. فالدول لا تتعامل إلا مع دولٍ وحكومات. وهذا إن لم نقل، أن بعض هذه الدول والحكومات، أو جُلّها، مشغولةٌ ولاهية عنّا ـ لتكفّ عنها "شرّ" شعوبها التي تسعى إلى إسقاطها!
والمثل الشعبي السديد هذا، بسيط الدَلالة ـ فهو يدعونا إلى سدّ الثقوب قبل كلّ شيء. فالتجمع، قبل أن ينعيهِ البعض، الذي يضم في أحشائه "الحركة الشعبية" و"أحزاب الشمال" و"القيادة الشرعية" والنقابات والأفراد، تكتنفه الكثير من العِلل، والريبة والشك وما هو باقٍ في النفوس من تجارب مريرة: من تضاربٍ للأهداف وتناقض في الأولويّات والرؤى ـ ليس بين طرفٍ وآخر، فقط ـ بل ضمن الكيان الواحد لمجموعةٍ ما.. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، "الحركة الشعبية" و"القيادة الشرعية": فكلتاهما ليسا بحزبين بالمعنى السياسي والأيديولوجي العام. فالحركة الشعبية تعاني من صراع مرير بداخلها بين تيارين متباينين، يصعد فيه طرف على حساب الآخر حسب منعرجات الصراع بينها والسلطات الحاكمة في المركز، وصل إلى حد الاقتتال والتشرذم والانشقاقات، ولئن بانت لنا الآن إحدى الكفتين صاعدةً، فليس بمعنى ذلك أن الكفة الأخرى قد هجعت واستكانتْ إلى الأبد؛ أو هكذا تعوّدنا، أو تآمَلنا..(من الأمل)! والقيادة الشرعيّة كانت مكوّنة من مجموعة ضبّاط من الجيش وقيادته ومَن تطوّع للعمل العسكري من مدنيين حزبيين أو مستقلين؛ لا يجمعهم فكرٌ واحد ولا خطّ سياسي واحد، بل هدفٌ محدّد بأمرين: الأوّل إسقاط النظام الشمولي، والثاني بناء جيشٍ وطني مُحترف. ولكنها لم تسْلَم هي الأخرى من التجاذبات الحزبية وصراع الرؤى والمصالح داخل التجمع، فانقسمت ثم تشرذمت ثم اندثرت.
فالصورة البرّاقة التي رسمها "التجمع" لنفسه، بأهدافه النبيلة ومسوّداته المُحكمة بالفكر السديد وبُعد النظر، لم تكن تصلح إلا للنظر إليها من بعيد! فكلّ ما قاربناها، وساءلناها، مع الواقع العملي وإرادة التنفيذ، وجدناها حبراً على ورق، ليس إلا! وللأحزاب الكبيرة والمؤثرة (أمّة، إتحادي، شيوعي) "نصيب الأسد" في المسؤولية عن ذلك. لأنها رضيْت وتوافقت على هدف وبرامج عملٍ لم يكن بوسعها أن تنفذ أغراضه ومراميه، ولئن تعدّدت الأسباب: من عدم انسجام مع فكرها وأيديولوجيّتها؛ إلى الخشية من فقدان "شعبيّتها" وقواعدها؛ إلى الركون، والسكوت، لوعدٍ غير جاد، أو قول الحقيقة، أو قلّة الحيلة.
ولئن كنا لا نملك "الوثائق" والبراهين الماديّة على ما نقول (فجلّها محاضر اجتماعات "هيئة القيادة" التي يدسّها البعض عن مناصريهم أو لا يحفل بها، أو صراع قياداتٍ حزبية تدور خِفية عن القواعد والتابعين) إلا أن أمامنا النصوص المنشورة، وواقع الحال، كي نقرأ ونشوف.
والثقب الأوّل، أو الفتق الكبير، هو الهوّة التي تفصل ما بين "الحركة" وبقيّة أطراف التجمع؛ من تاريخ مرير من الصراعات السياسية والحروب. فالظلم التاريخي الواقع على الجنوبيين منذ ما قبل "الاستقلال"، إلى عهود الأنظمة والحكومات بعده، ما زالت جراحه نازفة. وإن ما يقع على كاهل الحركة وزعاماتها من مَهام جسام، يفوق التصوّر. وبما أننا نتحدّث عن "ماضٍ ما"، بدأ بجلوس الحركة بزعامة الشهيد/ جون قرنق مع الأطراف الأخرى للتجمع، تجبُ علينا الإشارة إلى أن "فكرة السودان الجديد" التي صارت هدفا وأملا لتوجهات الحركة حينها، ولم تزل لدى البعض فيها، وجدَت المقاومة والاستنكار من أبناء وبنات الجنوب قبل مَن بيده السلطة، أو الممسك ببعض خيوط اللُعبة، في المركز/الشمال. فكان على قيادة الحركة أن تشقّ دربين وعِريْن: أن "تقنع" شعبها وقواعدها وكوادرها بمزايا الوحدة والعيش المشترك، وأن الأحزان والقهر والتعالي ستصبح شيئا من الماضي لا رجعة إليه؛ وفي نفس الوقت أن تعمل على "إقناع" مَن يجلسون معها في ساحة التجمّع، وأولئك الذين تحارب جيشهم، أن هذا الأمن والسلام والعيش المشترك لن يتمّ إلا تحت سقف دولةٍ مدنية، بقوانين مدنية ـ أيْ بمعني أن الدين لله، والوطن للجميع.
لقد استعملت تعبير "مَن تجلس معهم" الحركة في ساحة التجمع، ولم أسعى لقول: حلفائها فيه؛ لشيءٍ في نفس يعقوب. فأنا أزعم أن التجمع لم يكن فيه مِن حليفٍ للحركة؛ بل العكس، ربما يكون هو الأقرب لواقع الحال ـ إما لبُعد الشِقّة بين الآمال والأحلام والنوايا.. أو للغيرة، والمكيدة السياسية! فلعدَم وجود تحالفٍ حقيقيّ بين أطرافٍ متباينة، يجمع فيما بينها هدفٌ مشترك، يستحيل الوصول إليه ـ إلا عبر دربٍ طويل وشاق، تكتنفه الصعوبات والتضحيات .. بدايته نقد الذاتي، وجهاد الروح!
ودون أن نبخّس جهود الآخرين كأفراد وأحزاب، نريد أن نعرف: هل فعل كلٌ، بما في وسعِهِ، وقال: هذا كتابيَ.. أم لا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-18-10, 07:37 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-18-10, 09:43 PM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-20-10, 01:29 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-20-10, 07:20 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-22-10, 06:54 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | Abdel Aati | 04-22-10, 09:24 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-22-10, 11:30 PM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-23-10, 09:43 PM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-24-10, 04:28 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-25-10, 08:23 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | بدر الدين اسحاق احمد | 04-25-10, 10:40 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-26-10, 01:17 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-26-10, 02:13 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-26-10, 07:18 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-27-10, 08:40 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-28-10, 06:45 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 04-28-10, 06:59 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 05-01-10, 06:29 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 05-01-10, 06:35 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 05-05-10, 07:27 AM |
Re: أوكازيون/ التجمع الوطني الديمقراطي : نفاد معظم البنود في فترة وجيزة ( 2005 ـ 2010 ) | عادل عبدالرحمن | 05-06-10, 08:34 AM |
|
|
|