|
Re: أزمة في السودان!!!!!!!!! جيمي كارتر *خدمة «واشنطن بوست» (Re: jini)
|
الأخ حيدر تحياتي وسؤالي عن الأحوال.أتابع مساهماتك كلها في المنبر: كتب الأستاذ السر سيد احمد المقال التالي في صحيفة الرأي العام السودانية عدد اليوم الخميس 4 فبراير 2010 حول متابعة المتغيرات في سياسات واشنطون تجاه السودان
Quote: من المبكر جدا القطع بالقول ان المسرح السياسي في واشنطون تجاه السودان يشهد تغييراً، لكن هناك بعض الاشارات التي تستحق المتابعة، وتعود بصورة رئيسية الى الوضع في جنوب السودان أصبح يجذب إنتباها وقلقا أكبر من صانعي القرار. ففي الحادي والعشرين من الشهر الماضي وجه أثنا عشر من أعضاء الكونجرس الأمريكي رسالة مفتوحة الى مندوبة بلادهم في الأمم المتحدة سوزان رايس بخصوص الوضع في السودان معبرين عن قلقهم تجاه ما يجري طالبين منها أن تسعى جهدها وعبر الأعضاء الآخرين العمل على حماية المدنيين من خلال بعثة اليونيمس. قائمة الموقعين ضمت من عرفوا بعدائهم للسودان رغم تغير الأنظمة أمثال سام براونباك، ومن بدأوا يتخذون مواقف معتدلة كالسيناتور جون كيري. ويلفت النظر في الرسالة عدم ذكرها لحكومة السودان أو المؤتمر الوطني، وإنما ركزت على تعبير موقعي الخطاب عن قلقهم العميق تجاه ما يجري في جنوب السودان من زيادة لحجم العنف القبلي والأهلي مستشهدين بأرقام للأمم المتحدة أن من حصدتهم تلك الحروب وصلوا الى «2,500» شخص الى جانب «350» ألفا نزحوا من مناطقهم خلال العام الماضي وحده. وأشار موقعو الخطاب انهم يعلمون ان هناك بعض الأفكار يجري التداول بشأنها لتغيير سلطات ومهام بعثة اليونيمس عندما يحين أوان التجديد لها في أبريل المقبل، لكنهم يخشون أن يكون الوقت قد فات ومفسحا المجال أمام المزيد من التدهور، ومضيفين إن أندلاع العنف لايهدد حياة المدنيين فقط، وانما له أبعادا استراتيجية تتعلق بوضع السودان الجغرافي وأنه يمكن أن يصبح عنصر عدم استقرار لكل المنطقة. ومع ان مجلس الأمن لم يتخذ أية خطوة عند مناقشة تقرير الأمين العام حول السودان بعد أسبوع من ذلك الخطاب، الا المفاجأة جاءت في مقابلة للأمين العام بان كي مون مع وكالة الأنباء الفرنسية وذلك أثناء حضوره قمة الاتحاد الأفريقي يوم الأحد الماضي عندما صرح ان الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لديهما مسؤولية كبرى في الحفاظ على السلام في السودان وجعل الوحدة جاذبة، وهو ما جر عليه هجوماً من حكومة الجنوب التي رأت في التصريح تجاوزا للأعراف الدولية والتقاليد الديبلوماسية. فمهمة الأمم المتحدة مراقبة تنفيذ إتفاقية السلام وليس التبشير بالوحدة، كما قال دكتور لوكا بيونق وزير شؤون رئاسة حكومة الجنوب. ولوكا بيونق محق في إحتجاجه، لكن يبقى السؤال مطروحا ما الذي جعل الديبلوماسي الكوري الحريص يتجاوز الأعراف والتقاليد الديبلوماسية ويدلي برأيه في شأن ليس له أن يخوض فيه؟. والأجابة تتلخص في التدهور في الوضع المعيشي والأمني في الجنوب وضلوع الأمم المتحدة ومنظماتها في مساع لمعالجة الوضع. فبعد يومين من تصريحات بان كي مون تلك نشر برنامج الغذاء العالمي نتائج مسح قام به بالتعاون مع وزارة الزراعة والغابات في جنوب السودان ان عدد الجوعى في الجنوب تضاعف أربع مرات من حوالي المليون نسمة العام الماضي الى «4.3» ملايين هذا العام، الأمر الذي دفع البرنامج الى تعليق خططه التنموية الى التركيز على عمليات الإغاثة، وأرجع الأسباب الى موجة الجفاف التي تضرب المنطقة وأيضا الصراع القبلي. ثم ان تبعات الجوع والعنف لن تقتصر على جنوب البلاد أو السودان كله، وانما يمكن أن تنداح الى بقية المنطقة بسبب الوضع الجغرافي الاستراتيجي للسودان ومجاورته لعدة دول. المؤشر الآخر الوارد من واشنطون يتمثل في التعاطي مع القضية المثيرة للجدل والخاصة بالتزوير في السجل الانتخابي، حيث نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسؤول أمريكي لم تسمه انه يعتقد ان عمليات التسجيل تمت بدون حدوث إنتهاكات كبيرة، ومضيفا ان عمليات التزوير ربما تراوحت بين «300» ألف الى مليون ونصف المليون، وهذه لا تسدد طعنا كبيرا بالنسبة للحجم الكلي وهو «16» مليون شخص سجلوا للانتخابات، مما يجعل التزوير صعبا، لكن المصدر لم ينس التأكيد على الموقف الأمريكي من انه حتى لو فاز عمر البشير بالرئاسة فإن هذا لن يغير من نظرة واشنطون اليه و لا من موقف المحكمة الجنائية الدولية. في بداية عهد الانقاذ وصيحات أمريكا التي دنا عذابها تملأ الآفاق عقد محمد الأمين خليفة عضو مجلس قيادة الثورة وقتها اجتماعا مع مجموعة من الديبلوماسيين، حيث اعترض بعضهم على تصعيد لهجة العداء ضد القوة العظمى الوحيدة في العالم، ورد الخليفة بحدة هل تريدوننا أن نخضع للأمريكان؟ رد أحد الديبلوماسيين بما معناه انه ربما يكون من الأفضل الحبو اذا تطلب الأمر استجداء لعدم اثارة غضب واشنطون. ذاك زمان مضى. ففي أقل من عقدين من الزمان بدأت وضعية الولايات المتحدة قوة عظمى وحيدة في العالم في التضعضع وأثناء زيارته الى بكين أواخر العام الماضي جلس باراك أوباما مثل التلميذ في حضور المسؤولين الصينيين ليقدم اجابات حول وضع بلاده الاقتصادي وان استثمارات بكين التي مولت حربي العراق وأفغانستان في مأمن، بل ووصلت الجرأة بالصين الى تحذير أوباما من لقاء زعيم التبت المعارض. مستشار أوباما للشؤون الاقتصادية لورنس سمرز طرح سؤالا مفتاحيا وهو الى أي مدى يمكن للمقترض الأكبر في العالم أن يبقى القوة الأكبر في العالم؟ والسؤال في وقته تماما. فالميزانية الجديدة التي أقترحها أوباما تتضمن عجزا يصل الى «11» في المائة من الناتج المحلي الاجمالي. وليس هذا بجديد، لكن الجديد ان توقعات أوباما الأكثر تفاؤلا ترى ان هذا الوضع يمكن أن يشهد تغييرا يذكر خلال السنوات العشر المقبلة. والنتيجة التلقائية لهذا ان القدرة الأمريكية على التأثير في المسرح العالمي ستشهد اضمحلالاً بصورة تدريجية. ليست هذه دعوة الى التجاهل أواستثارة العداوات بلا مبرر، فالولايات المتحدة ستبقى الى وقت طويل متمتعة بشىء من التأثير ومخزونا للتطوير التقني والعلمي. وبدلا من ادامة النظر الى الخارج انتظاراً لحلول لمشاكلنا المتفاقمة، يحتاج ساستنا الى النظر الى الداخل وأنهم يمكن أن يجدوا قواسم كثيرة مشتركة، واذا تمكن طرفا المعادلة السياسية في البلاد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من تحقيق اتفاق للسلام برغم عيوبه وتنفيذه بصورة مرضية، فان الأمل يبقى كبيرا في توطين هذا النهج وفي المعمعة الانتخابية الحالية فرصة ينبغي إنتهازها. |
| |
|
|
|
|