|
|
 الفنان محمد الأمين بين أناشيد الثورة و قضايا الثورة//الوليد مبارك إبراهيم
|
عزيزي القاريء الكريم
اعجبني هذا المقال الثمين للصديق المناضل الوليد مبارك ابراهيم وقد احببت ان اشرككم هذه المادة الدسمة للنقاش حول غياب تماهي بعض المبدعين مع انتاجهم اي بعدهم في الواقع عن الالتزام بالمضامين المبدئية التي ابدعوا في صياغتها وقد اخذ المبدع الفنان محمد الامين انموذجا لرؤيته!
واتفق تماما مع صديقي الوليد في هذا النقد المؤسس بالحجة المقنعة وهو امر يتوافق مع عدة خيوط اثرتها في هذا المنبر واخرها هذا الخيط الذي ابتدرته قبل اقل من ساعة تقريباوهو:
الفنان الثائر الكابلي يشعل طلاب جامعة الخرطوم بالنشيد ضد الطغاة!
إستطاع موسيقارنا الفذ محمد الأمين بجانب العملاق محمد وردي أن يوثقا فنياً لبعض ثورات شعبنا العظيم بمجموعة مميزة من الأناشيد الوطنية التي أصبحت تراثاً فنيـّاً و وطنياً ملهماً و نبعاً لا ينضب من الإحساس بالعزّة ينهل منه وجدان شعبنا ..
و إذا خصينا بالحديث الأستاذ محمد الأمين فإننا نجد أن مقدرة هذا المبدع الخارقة على خلق هذا الإنسجام الفريد بين تلك الألحان الثورية و المقاطع الثورية لتلك الأناشيد ثم التجسيد الفنّي لتلك الحالات الثورية من نضال الشعب السوداني قد مدّت هذه الأعمال الرائعة بأسباب الخلود فسكنت ضمير الشعب و وجدانه ..
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه أو بالأحرى الأسئلة التي تطرح نفسها هنا هي : أين هو الأستاذ محمد الأمين اليوم من ذلك الإرث الفنّي الضخم؟ و لماذا غاب محمد الأمين الثوري عن هذه الساحة مؤخراً و بقي فقط محمد الأمين الفنان؟ لماذا عقم إنتاجه لهذا اللون من الغناء؟ بل أين هو حتى من إعادة إنتاج تلك الأناشيد الثورية القديمة و إعادة توزيعها و توثيقها بحيث تواكب التطور التقني للموسيقى الحديثة في السودان أسوة بما فعل بأغانيه القديمة منذ الستينات و السبعينات؟ هل هي أزمة في النص الشعري الثوري؟ أم هو تهيب من الإصتدام بالأنظمة الباطشة و المستبدّة التي حكمت السودان خلال العقود الماضية و التي ليس في مصلحتها إنتشار هذا النوع من الفنون لمقدرته على ضخ الطاقات الحماسية و التعبوية في العروق السياسية لشعبنا الصابر على العسف و الإضطهاد ؟ أم أن المزاج السياسي قد تغير في السودان و لم يعد من متطلبات المر حلة السياسية أن يكون هذا النوع من الفنون إحدى و سائل تعبئة الجماهير للثورة ؟ ..
إن هذا النوع من الفنون كان دوماً محركاً أصيلاً من محركات الثورة و شاحذاً للهمم الوطنية و حادي دربها في مسيرات النضال للشعوب ضد الغاصب المحتل و ضد الطغيان و الإستبداد .. و كان الكثير من حركات التحرر الوطني في العالم و انتفاضات الشعوب ضد القهر و الظلم قد استصحبت معها في نضالها الأغاني و الأناشيد الحماسية و الوطنية مثلما حدث في بريتوريا العنصرية و فلسطين و إبان ثورات التحرر في الهند و الكثير من دول و جزر أمريكا اللاتينية .. فكانت الأناشيد الثورية جزءاً لا يتجزأ من الثورة و وسيلة لا تقلّ ضراوة عن وسائل النضال الأخرى ..
إن الأجيال الجديدة في السودان قد نشأت و هي في شبه إنفصال عن منابع إلهام الوجدان الثوري و التي هي في موضع القلب من جسد التعبئة الثورية فكان أن جاء حسّها الثوري متدنيا بالمقارنة مع الأجيال التي سبقتها..
إن الفنان الثوري المهموم بقضايا شعبه و المؤمن بحق ذلك الشعب في الحرية و الحياة الكريمة يكون دوما في حالة تماهي و انسجام بين التزامه الفني تجاه قضايا الثورة و مواقفه الوطنية تجاه تلك القضايا .. و بذلك فإنه لا يستقيم منطقياً أن يكون للفنان حساً ثورياً يمكنه من أن ينتج فنّاً ثورياً عظيماً كأناشيد محمد الأمين الخالدة ثم تكون لهذا الفنان مواقف ثورية هلامية أو لا تكون له مواقف على الإطلاق تجاه نفس القضايا التي خلّدها في أغنياته .. و الشاهد هنا أن كل أغاني محمد الأمين الثورية قد وثقت للثورات السودانية بعد إنتصارها و لكن لم يكن لها وجود أو دور إبان لحظات مخاض تلك الثورات و تلك هي اللحظات التي كانت تحتاج حقيقة شحنة الدفع الوجدانية الكامنة في تلك الأغنيات و الأناشيد .. و لعلي لا أكون قد جانبت الحقيقة و أنا أعزو جفاف منابع الإلهام الثوري لأغاني محمد الأمين في الآونة الأخيرة إلى حالة اللاإنسجام هذه بين نوبات الإبداع الثوري التي تعتري محمد الأمين أحياناً و بين مواقفه الهلامية إزاء قضايا الثورة ..
إن أكتوبريات محمد الأمين قد وثّـقت فنياً لثورة أكتوبر و رصدت كفاح الشعب الثائر في تلك الفترة و مجّدت الثورة و الثائرين و لكنها لم يكن لها إي دور إبان فترة نمو الثورة و ترعرعها إلى نضوج عواملها ثم انفجارها في وجه الطغيان .. و كذلك كان الحال مع أناشيد إنتفاضة أبريل (على قلتها بالمقارنة مع الأكتوبريات) ثم غاب إلى اليوم الغناء الثائر لمحمد الأمين و منذ مجئ ديكتاتورية الإنقاذ .. و لعل محمد الأمين في انتظار إنتفاضة جديدة حتى يتقمص أو بالأحرى تتقمصه حالة الفنان الثوري مرّة أخرى ..
في إعتقادي أن من يقدم نفسه إلى شعبه كمبدع و يختار أن يتغنى بأمجاد ثورات أمته لابد و أن ينفعل بها .. و من ينفعل بقضايا شعبه فنياً عليه أن يكون على قد من الإتساق الداخلي يمكنه من أن يعبر عن مواقف أكثر صلابة من الهلامية التي تبدو على مواقف محمد الأمين من القضايا الوطنية .. فكما للسياسي دور وطني يفرض عليه إلتزاماً سياسياً تجاه قضاياه الوطنية فإن للفنان الثوري أو على الأقل من يتغنى بالأغاني الثورية دور وطني يحتم عليه إلتزاماً فنياً تجاه هذه القضايا بالمشاركة في صناعة التاريخ و ليس فقط توثيقه .. و إذا كانت للسياسي ضريبة وطنية يدفعها بمجابهة السجون و المنافي و المقاصل دفاعاً عن مواقفه الوطنية ، كذلك هو الحال مع الفنان الملتزم بفنه و دوره دفاعاً عن فنه و رسالته تجاه قضايا شعبه ..
إن هذه الحالة الفريدة لسياسيينا و فنانينا .. حالة البيات السياسي و الفنّي العميقة في انتظار أن يفجر شعبنا الثورات حتى يخرجوا من بياتهم ليعتلوا أمواج المد الثوري لهي حالة جديرة بالتأمل إن لم يكن بالدراسة و التحليل و النقد ..
الوليد مبارك إبراهيم
Brooklyn, NY
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان محمد الأمين بين أناشيد الثورة و قضايا الثورة//الوليد مبارك إبراهيم (Re: هشام هباني)
|
فالمبدع الذي لا يعبر عن ضمير امته ويلتزم بذلك نهجا وسلوكا فهو لا يستحق صفة المبدع لانها صفة مفعمة بالخير والجمال تعبر عن اخلاقية وانسانية صاحبها المعبر عنها باعماله.. فلا يستقيم ان يكون المبدع مواليا للقبح والشر في شكل تواطؤ مباشر او بصمت متواطيء لانه امر يتناقض مع جوانياته اي ضميره وانسانيته...التي ترجح فيها كفة الخير والجمال كفتى الشر والقبح.... ولذلك لا يستقيم ان نطلق على مبدع صفة المبدع وهو اما من الممجدين للدكتاتورية وانظمة القتل والسلب او المطبعين معها او الصامتين عن جرائمها وهو الامر الذي ادخل النجوم( وردي وكابلي والراحل الطيب صالح ومحمد الامين) في حيص بيص ووضعنا جميعانحن المعجبين بهم ايضا في حيص بيص وهم بالنسبة لديناالنجوم الذين نحبهم الى درجة التقديس ومهما كبوا لن نجرؤ ايضا على تجريدهم من صفة الابداع التي عطرونا بها ولانستطيع ايضا ان نقرهم ونوافقهم على مواقفهم المخجلة جدا لنا وهم يتواطؤون بلا استحياء مع اعدائنا من القتلة والمجرمين واللصوص بالتطبيع والمدح وهو امر محزن جدا ولكنه للاسف فعل يجعلني
ان اسحب احترامي لهم جميعا وانا لا انكر ابداعهم لانى لا املك هذا الامر وغير مخول بذلك حيث الحكم للجمهور من النقاد الوطنيين الاكفاء.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان محمد الأمين بين أناشيد الثورة و قضايا الثورة//الوليد مبارك إبراهيم (Re: Mustafa Mahmoud)
|
العزيز دكتور مصطفي
تحياتي
على ما اظن تم قبل فترة في هذا المنبر حديث
حول تكريم المجرم صلاح غوش للفنان محمد الامين
بمبني الامن والمخابرات مع جوقة من الفنانين
وقد كان امرا مهينا ان يقبل فنان الملحمة الاكتوبرية
هذا التلويث لتاريخه كفنان ثورة وهو يكرم بواسطة القتلة والمجرمين
الملطخة اياديهم بدماء شهدائنا الابرار في عقر دار القتل
والارهاب وليس في مسرح او في كلية او دار او اكاديمية
ثقافية فنية وهنا حضيض السقوط.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
هشام هباني
Mustafa Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست