اللـــيل أمــسى

يجد البعض متكأً في ترديد منثور الشعر .. الذي لم يكن نثراً. وبعض يجد ملاذاً في تمثُّل ما تناقلته الرواة عن ثقافة أمريكا اللاتينية وهو لم يرها حتى في أحلام يقظته. وبعض آخر هامت نفسه بحب الترحال المستدام وذمّه في آنٍ معا. وبعض خارت عزيمته فصار ينوح مع كل نائح في حيه. وبعض تملكته روح القفز على إرثه وأصله وظن أنه قد بلغ من العلم منتهاه وانتمى قلباً وقالباً الى العالم الأول. وبعض ظن أن الخالق قد ملّكه عصا موسى لحل معضلات الكون .. وهو في ضلال مبين إن فَطِن. وبعض يسعى جاهداً، على غير هدىَ، لبناء سودانٍ خالٍ من السودانيين، كما توحي تعبيراته اللافظة لكل طائفي تقليدي متخلف بسيط أمي .... الخ .. وما علم هذا النحرير الشاطح أن السودان كله هكذا. وبعض ضاع بيْنَ بيْن. وبعض يحاول تلميع نفسه إرضاءً لجهة ما. وبعض مازال يردد مأثورات لينين وروزا لكسمبورغ ويسعى بين الناس كرجال الـ كي.جي.بي. المتمرسين ظاناً أنه ممن انتخبهم الله لتخليص السودان من آفاته. وبعض غدا والخبث ملء إهابه. وبعض يظن أنه أصبح محور الكون وهو لا يسوى جناح بعوضة. وبعض أقرب الى أبناء الحرام .. يميلون حيث مالت الريح الدولارية
وسط كل هذا الموزاييك الغريب .. ألجأ الى مسارب القيعان الأولى

الليل أمســى والْبِلْ حَرّرَنْو مَشيهِن
عَقَبَنْ مويَة والجبل أب قرود راجيهن
الخلاني فَرْض الخمسة ما اقضّيهن
رزْق الدنيا والمِحَن البصارِع فيهن

هو الطيب ود ضحوية .. شيخ المسارب النقية .. ومسارب القيعان الأولى

ملاحيض: الفضل يرجع لصديقي الاديب الريح عبد القادر عثمان صاحب ديوان مسارب القيعان الأولى .. وإعجابي بهذا النحت اللغوي

(عدل بواسطة Shinteer on 09-25-2003, 02:39 PM)
(عدل بواسطة Shinteer on 09-25-2003, 03:00 PM)