|
محمد على بابكر من الادب للسيلسة
|
هذا الوشاح لك عنوان مكتوب على لوحة خلفية حزينة لأبعد مدى، علقت على جدار قاعة الشارقة عندما غابت شمس الاربعاء التاسع عشر من فبراير 2003م واكتظت تلك القاعة الباهرة والمتسعة لتفيض بأهل السودان وأحزابه وطرق صوفيته واتحادات طلابه وقبيلة الفقيد المؤبن الدكتور محمد علي بابكر الطاهر الذي توفى فجأة وهو يكشف على مريض بمدينة الطائف السعودية، وجاء رجال الأدب وصغار المتوفي سلمى ومصطفى وذويهم تتقدمهم أم مكلومة مفطورة الكبد هي نفيسة حسن موسى وأولادها وبناتها..
وجاءت لوحة تأبين الدكتور محمد مغايرة تماماً عن بقية مناسبات التأبين كتبوا عليها:
هذا الوشاح لك غزلته أصداء العروق النابضات وتداً من الألم العميق وصوتاً من العطش الغريق..
وقالوا في لوحة بديعة ثانية: لك أن يكون الحرف أبسطة وسجاداً وان يمشى على أعصابك القنديل والأزميل والقلم، لك أن يكون الدمع مصباحاً ومفتاحاً ويشعل في المدى سفراً من التكوين والوجد القصي..
ورغم صغر الفقيد ورحيله المبكر عن الفانية إلا ان تأبينه أوضح للكثيرين سيرة شاب مستنير الفكر، مرتب الرأي والرؤية، زاميا وشاعراً وكاتباً وسياسياً المعياً في الخفاء والعلن وهو أحد أبرز كوادر الحزب الاتحادي منذ ان كان طالب طب بجامعة القاهرة حتى تخرج منها مؤسساً مجلة الأبواب لسان حال الحركة الطلابية الاتحادية بمصر حيث أسهم في اخراج برامج تحالف القاعدة الطلابية بمصر، وله علاقات ممتدة ومتميزة مع مفكرى وأدباء مصر كخالد محمد خالد، وفرج فودة وأمينة النقاش والشيخ متولى الشعراوي والامام الغزالي وفهمي هويدى وأحمد فؤاد نجم وصلاح عبدالصبور والفنان عمر جيهان، وعمل الراحل الأديب بعدد من مستشفيات السودان والطائف السعودية حيث مات ودفن فيها..
كانت كلمات أهل التأبين وهم اتحاد الطلاب الاتحاديين كأبناء الحركة الاتحادية كانت كلها تقطر أسى على رحيل أحد أفذاذهم الشباب رحل عنهم وهم في حاجة اليه قالوا عنه الكثير الجميل، وصفوه بحافظ العهود وكاتم الأسرار، وشيال الحمل وجمل الشيل، قال عنه حسن البطرى وصلاح يوسف وأبوالمعالى وأحمد حضرة والدكتور الباقر أحمد عبدالله وآخرين..
كانت شقته في حي المهندسين مزاراً للطلاب بمختلف ألوان طيفهم السياسي والمعرفي ومقعده في كلية طب القصر العيني نقطة انطلاق والتقاء..
كان جميلاً تكسوه هالة من الجلال، يلتهم الكتاب ساخناً لحظة خروجه من المطبعة موسوعياً وارشيفياً حاذقاً صنع لنفسه مكتبة تضاهي مكتبات العلماء عبر السنين في شقته بمصر وفي بيته بالسودان، أنجب مصطفى وسلمى وندا من رفيقة دربه وابنة خاله منال عبدالرحمن..
وقالوا عنه انه انسان بحجم الوطن. وتجددت ذكرى رحيله بذكرى رحيل الشريف حسين الهندى الذي كان محمداً يفخر به..
لقد أثبتت الكوادر الشبابية بالحزب الاتحادي الديمقراطي انهم وقود ثورة وملاذ حزب ووطن، جاء حفل التأبين قبل البارحة أنموذجاً للتنظيم ووحدة الكلمة والصف والرأي والرؤية..
عجبتموني يا شباب، وليت زعيمكم يعود.. ©جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2003 Copyright © 2003 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved هذا المقال كتبته الاستاذة بخيتة امين عن تابين الفقيد محمد على بابكر فى الراى العام
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
لعل مقال الاستاذة بخيتة امين يفتح الباب لكل معارف الفقيد ليكتبوا عنه لتصبح تلك الاراء نبراسا وهادية لابنائه من بعده الذين تركهم فى سن صغيرة .. مرحب بارائكم ..اكتبوا عن مناقب الفقيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
اشكرك جزيل الشكر يا اخى الصاوى على مساهمتك وهذا انما يدل على معدنك الاصيل اخى ربما تكون خبرتى الكمبيوترية لا تساعدنى باقترا ن الموضوعين حول الفقيد واذا استطعت انت افعل لك السماح لان هدفك نبيل واصل الحكاية ..بعد ما كتبت المقال صادفت مقال بخيتة امين وبدلا من اضافته مع الموضوع الاول نقرت على موصوع جديد ...اشكركثانيا مع اطيب تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
عرفت الدكتور محمد على بابكر في جدة فقد تلفن لي وتناقشنا حول ما كنت أكتبه في الخرطوم حينما كانت تصدر من القاهرة .كانت لدي صفحة أسبوعية بعنوان تلك المنابر وفيها عامود بعنوان في التنك .وتناقشنا أيضاً حول كتابته في الخرطوم عن تلك الحكايات السيقة التي كان ينشرها عن سوق الجزارين بامدرمان .كانت لديه قدرة على الحكي رائعة وكانت كتاباته تلك تروقني . توطدت علاقاتنا بعد ذلك فصار يزورني بجدة كلما جاء إليها وكان في احايين كثيرة يتلفن لي . . قبل وفاته بشهر جاء وترك سيارت مع وسافر للسودان لحضور زواج شقيقته وعندما عاد أحضر لى نسخ من كتبي معه وقابل الناشر هناك وتحدثنا حول ضرورة ان ينشر هو أيضاً ولا زالت إبتسامته الودودة ترد إلى ذهني كلما تذكرت رفضه التفكير حالياً في النشر . كنت لا أعرف احداً في الطائف لأذهب إليه معزياً وكانت زوجته قيد الحبس توفي محمد على يوم الخميس وفي يوم السبت ذهبت مع زوجتي للطائف فوجدت عدداً من زملائعه الاطباء وتحدثوا عن كيف أنه مات في غضون خمس دقائق دون أن يحظى وهو الطبيب بالوسائط الطبية الغسعافية لمثل هذه الحالات . قالت زوجته لصديقه محمد عزالعرب أن طفلة محمد الصفيرة استيقظت متوترة ذلك الصباح وكانت تبكي وعندما سأل محمد عما بها وعرف أنها كانت متوترة لسبب مجهول أخذها للخارج وطاف بها في ذلك الصباح البكر بالسيارة إلى ان عادت لحالتها الطبيعية ثم ذهب للعمل ليموت بعدها في ساعات قليلة . إمام المسجد الذي يصلي فيه محمد سأل عنه في ثاني أيام الوفاة وعندما دهموه بالخبر الفاجع رثاه بقصيدة نشرت فيما بعد بجريدة الخرطوم .طفت حول سيارته في الطائف وكنت حائراً لأن نني لم أستطع مقابلة من أعزيه فأبناؤه أطفال . ستبقى ذكرى مصطفى بوجداني ووجدان كل من عرفه وستتسع معرفة الناس به حينما يقرأون له سيما مقالاته عن العميري وعن جده بابكر شيخ الجزارين ولاشك أن اهله وأصدقاءه في أمدرمان يفتقدون فيه أكثر مما قلت بكثير فلهم صادق العزاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
عرفت الدكتور محمد على بابكر في جدة فقد تلفن لي وتناقشنا حول ما كنت أكتبه في الخرطوم حينما كانت تصدر من القاهرة .كانت لدي صفحة أسبوعية بعنوان تلك المنابر وفيها عامود بعنوان في التنك .وتناقشنا أيضاً حول كتابته في الخرطوم عن تلك الحكايات السيقة التي كان ينشرها عن سوق الجزارين بامدرمان .كانت لديه قدرة على الحكي رائعة وكانت كتاباته تلك تروقني . توطدت علاقاتنا بعد ذلك فصار يزورني بجدة كلما جاء إليها وكان في احايين كثيرة يتلفن لي . . قبل وفاته بشهر جاء وترك سيارت مع وسافر للسودان لحضور زواج شقيقته وعندما عاد أحضر لى نسخ من كتبي معه وقابل الناشر هناك وتحدثنا حول ضرورة ان ينشر هو أيضاً ولا زالت إبتسامته الودودة ترد إلى ذهني كلما تذكرت رفضه التفكير حالياً في النشر . كنت لا أعرف احداً في الطائف لأذهب إليه معزياً وكانت زوجته قيد الحبس توفي محمد على يوم الخميس وفي يوم السبت ذهبت مع زوجتي للطائف فوجدت عدداً من زملائعه الاطباء وتحدثوا عن كيف أنه مات في غضون خمس دقائق دون أن يحظى وهو الطبيب بالوسائط الطبية الغسعافية لمثل هذه الحالات . قالت زوجته لصديقه محمد عزالعرب أن طفلة محمد الصفيرة استيقظت متوترة ذلك الصباح وكانت تبكي وعندما سأل محمد عما بها وعرف أنها كانت متوترة لسبب مجهول أخذها للخارج وطاف بها في ذلك الصباح البكر بالسيارة إلى ان عادت لحالتها الطبيعية ثم ذهب للعمل ليموت بعدها في ساعات قليلة . إمام المسجد الذي يصلي فيه محمد سأل عنه في ثاني أيام الوفاة وعندما دهموه بالخبر الفاجع رثاه بقصيدة نشرت فيما بعد بجريدة الخرطوم .طفت حول سيارته في الطائف وكنت حائراً لأن نني لم أستطع مقابلة من أعزيه فأبناؤه أطفال . ستبقى ذكرى مصطفى بوجداني ووجدان كل من عرفه وستتسع معرفة الناس به حينما يقرأون له سيما مقالاته عن العميري وعن جده بابكر شيخ الجزارين ولاشك أن اهله وأصدقاءه في أمدرمان يفتقدون فيه أكثر مما قلت بكثير فلهم صادق العزاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
لك التحية والسلام أخي دكتور بشرى، فقد دفعك الوفاء للراحل ان تذهب الى جوار داره وتقف امامها معزيا نفسك فيه، فلك العزاء، ونسال الله ان يرحم محمد على بابكر في السماء ويعوضه عن شبابه بجنات الخلد
وها انت قد دفعك الوفاء للظهور هنا بعد انقطاع طويل، فارجو ان نراك اكثر كلما سمح وقتك، ونحن ايضا بانتظار بقية سمفونية الجراد ان كنت طبعتها على الكمبيوتر، وما صار من امر مؤسسة النشر التي قمت مبادرا بالدعوة لقيامها وما اجتمع لديك حتى الآن من الراغبين المتحمسين
ويا اخوانا ناس اب روف من كان عنده عنوان او تلفون او إ ميل يوصلنا باسرة الراحل العزيز فارجو افادتنا على الماسنجر حتى نعزي فيه ويعزي فيه اصدقاؤه الكثر ومنهم دكتور بشرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
رحمة الله على الفقيد الغالي
و نحن على الدرب سائرون إنشالله
نحو وطن معافى و موحد و متسامح
الصاوي إنشالله النمرة تكون معاك قريب
و سأحاول أن أنشر لكم مقتطفات من الكتاب الذي صدر في ذكرى تأبين الفقيد الراحل حالما يكون بطرفي
و لكم خالص التحايا و لفقيدنا الرحمة و لأهله و إيانا الصبر و السلوان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
اخى الصاوى ...اشكرك جزيل الشكر على الاهتمام وما قمت به يعد من جلائل الاعمال ووفاء لمن يستحق الوفاء اشكرك الاخ بشرى الفاضل هذا القول الجميل فى يوم الشكر لا ياتى الا من امثالكم فى معرفة الرجال اشكرك على مساهمتك ايضا اخونا انتهازى وما هو بذلك اشكرك ويبدو انك من اهل الفقيد اشكرك على المساهمة لا زلت ادعو معارف الفقيد بالكتابة واخص بالذكر صديقى فيصل محمد صالح ليكتب فهو من اكثر الناس معرفة بالفقيد ايضا الاخوان السر الطيب زميله فى الكلية وزملائه حسن البطرى وعادل طيب الاسماء وصلاح احمد السيد الدكتور البيطرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد على بابكر من الادب للسيلسة (Re: الكيك)
|
شكراً وتبقى هناك ديون علينا في أعناقنا من جميل ما أسبغه غلينا الفقيد نتمنى أن نعود به لأطفاله . لديه بنتان وولد هو مصطفى وهومن الأطفال ذوي الحالات الخاصة ولأن عمره الذهني أصغر من عمره الحقيقي قابلني في ثالث يوم للوفاة وكان مستغرقاً في لعب لا يشبه المأساة التي حلت بهم كان وسط زمرة من الاطفال وما أن رآني حتى صاح ـ عمو بشرى إنت قريت الخبر في الجريدة ؟ لم أسأله اي جريدة . لم يكن الخبر قد نشر حتى تلك الساعة في أية جريدة ولكنه عبر عن إحساسه بالفقد بطريقته . عاد مصطفى ليقول لي بان المدرسة فتحت وهو سيذهب لها غداً . طبعاً بعد اقل من أسبوع سافرت أسرته للسودان. الاطباء وأسرته قالوا أن د. محمد على لم يكن يشكو من أمراض القلب من قبل وقد ذهب للمستوصف لعمله وهو في كامل صحته .عليه الرحمة
| |
|
|
|
|
|
|
|