الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: عاطف مكاوى)
|
في زيارتي الأخيرة للقاهرة التقيت أستاذنا الكبير محمود أمين العالم في منزله الكائن بجاردن سيتي، وكان -رغم إعيائه- طلق المحيّا، في تواضع العلماء. كنت بصدد تسليمه رواية "أرتكاتا" والاطمئنان على صحته. وأدهشني كثيراً بعفويته وخفة ظله.
يا له من خبر!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: محمد الشيخ أرباب)
|
سيرة حياة
محمود أمين العالم
نبذة عن حياته
- ولد في 18 فبراير في حي الدرب الأحمر في القاهرة.
- بدأ دراسته الاولى في كتّاب الشيخ السعدني في مدخل حارة السكرية.
ثم في مدرسة الرضوانية الاولية في حي القرية، ثم في مدرسة النحاسين الابتدائية بحي الجمالية، ثم في مدرسة الإسماعيلية الثانوية الأهلية بحي السيدة زينب، ثم مدرسة الحلمية الثانوية بالقرب من حي القلعة.
- التحق بعد شهادة الثانوية (الباكلوريا) بقسم الفلسفة - كلية الآداب - جامعة فؤاد الاول (القاهرة اليوم)، حصل على شهادة الليسانس.
- طوال دراسته بمرحلة الليسانس كان يعمل موظفاً إدارياً في ديوان وزارة التربية والتعليم (آنذاك) انتقل بعد ذلك إلى موظف مخازن أيضاً في مدرسة الأورمان الابتدائية القريبة من الجامعة في منظقة الدقي ثم إلى وظيفة إدارية داخل كلية الآداب ليكون أقرب إلى مكان دراسته، وبعد حصوله على الليسانس ترقى إلى وظيفة مترجم ومنظم محاضرات في الكلية فأمين مكتبة قسم الجغرافيا.
- حصل على درجة الماجستير من الكلية نفسها في موضوع (فلسفة المصادفة الموضوعية في الفيزياء الحديثة ودلالتها الفلسفية) حصل بها على جائزة الشيخ مصطفى عبد الرازق في الفلسفة وسجل بحثاً للدكتوراة حول الضرورة في العلوم الانسانية. تم تعيينه في قسم الفلسفة بعد حصوله على الماجستير مدرساً مساعداً للمنطق ومناهج العلوم.
- تم فصله في نفس العام أي 1954 مع عدد آخر من الاساتذة والمدرسين من مختلف كليات جامعة القاهرة لأسباب سياسية، كما تم فصله من الاعداد لرسالة الدكتوراه . بعد فصله عمل في إعطاء دروس خاصة في الفلسفة والمنطق واللغتين الانجليزية والفرنسية حتى التحق بمجلة روز اليوسف مسؤولاً عن افتتاحيتها السياسية التي كان يغلب عليها الطابع النقدي للاوضاع غير الديموقراطية. كما أخذ يكتب فيها مقالات في النقد الأدبي التي كان قد بدأها قبل فصله من الجامعة في جريدة الوفد المصري بمقال مشترك مع صديقه د. عبد العظيم أنيس رداً على مقال الدكتور طه حسين في جريدة الجمهورية حول مفهوم الأدب. وبهذا المقال بدأت معركة نظرية في مجال الأدب كان لها تأثير على المستوى العربي عامة وفي تنمية الاتجاه الواقعي الجدلي في النقد الأدبي.
- استدعته مؤسسة التحرير التي كانت تمثل في الخمسينات المؤسسة الاعلامية للدولة، وكان يرأسها السيد أنور السادات، للانتقال إليها لاصدار مجلة أسبوعية عربية مع الاستاذ أحمد حمروش، ويبدو أن الأمر كان بهدف إبعاده عن كتاباته النقدية في روز اليوسف، إذ لم تصدر المجلة التي أعدها الاستاذ أحمد حمروش ومحمود العالم برغم إصدار عددين تجريبييتين منها.
- في إثناء ذلك وقع العدوان الثلاثي عام 56 فحاول الاستاذ حمروش والعالِم إصدار جريدة يومية باسم المعركة من دار مؤسسة التحرير نفسها ولكنها صودرت في المطبعة عند الانتهاء من طبعها.
- تم نقله إلى مجلة الرسالة الجديدة مديراً لتحريرها وهو الاستاذ أحمد حمروش تحت رياسة الاستاذ يوسف السباعي، وكانت المجلة تصدر عن مؤسسة التحرير، وفي هذه المجلة بدأ سلسلة من الكتابات النقدية.
- في 58 قامت الوحدة المصرية السورية التي كان متحمساً لها وكتب مقالاً عنها في الرسالة الجديدة بعنوان ميلاد المواطن العربي في تحيتها. ولكنه كان يختلف مع منهج تحقيقها ونشر بياناً سرياً بتوقيع كل من سيد (وهو الاسم السري للدكتور عبد العظيم أنيس) وفريد (وهو اسمه السري) يحيي الوحدة. وينتقد أنها لا تراعي الخصائص الموضوعية للمجتمع السوري. وكان البيان يطالب بتحسين شروط الوحدة ديمقراطياً فضلاً عن مراعاه الاختلافات الاقتصادية فيما يطبق عليها من قوانين. وصدر هذا البيان بهذين التوقيعين السريين ولكن باسم "الحزب الشيوعي المصري" الذي كان قد تشكل هذا العام موحداً كل التنظيمات الماركسية في مصر لأول مرة يعد الحزب القديم عام 1924م.
- تم فصله من عمله في الرسالة الجديدة وفي مؤسسة التحرير عامة.
- في أواخر نوفمبر 58 دعاه الرئيس أنور السادات إلى اجتماع دام من العاشرة مساء حتى فجر اليوم التالي طالبه السيد السادات بحل الحزب الشيوعي المصري وباندراج أفراد في التنظيم الرسمي للنظام. وصاحب هذا الطلب بتهديد ورعيد، ورفض الطلب مع تقديم البديل هو اقتراح بالتواجد داخل التنظيم الرسمي ولكن كتنظيم مستقل لا كأفراد، وبهذا يتحول التنظيم الرسمي إلى جبهة تضم مختلف التنظيمات الوطنية والديموقراطية وانتهى اللقاء إلى لا شئ.
- مع أواخر نوفمبر بعد ذلك اللقاء بدأت حملة اعتقالات واسعة للشيوعيين المصريين وفي فجر يوم أول يتاير 1959 تم اعتقالة في منزله فرحلة طويلة من سجن الواحات الخارجية إلى العودة إلى سجن قراميدان بالقاهرة، حي القلعة، إلى سجن الحضرة بالاسكندرية، حيث انعقدت محاكمة عسكرية، قام فيها مع رفاقه بالدفاع عن الأهداف التقدمية والقومية لثورة 23 يوليه مع انتقاد اسلوبها غير الديموقراطي سواء داخلياً أو عربياً.
- بعد شهر أو أكثر من المحاكمة أمام المحكمة العسكرية قررت المحكمة عودتهم إلى سجن قراميدان بالقاهرة. ويبدو أن هذا كان قرارأً بالانتظار إلى حين صدور الاحكام كما تخيل الجميع، وهكذا تم انتقالهم إلى سجن قراميدان في عربات ثلاث ثم ما لبثوا أن انتقلوا إلى سجن أبو زعبل، أوردي لبمان طره شمال القاهرة، حيث ألبسوا ملابس السجن وفرض عليهم تحت التعذيب العمل في الجبل لتفجير حجارته البازلية بالديناميت ثم تقطيعها إلى أحجام صغيرة لرصف الشوارع. وكان عملاً شاقاً وتعذيباً أكثر مشقة ومهانة فاز هو منه جانياً كبيراً لمشاركته مع بعض زملائه في التمرد والتحدي لهذه الأوضاع التي نتج عنها استشهاد شهدي عطية الشافي ود. فريد حجاد وموت آخرين لسوء الأوضاع الصحية الخاصة.
- نتيجة لتسلل أخبار مذبحة أبي زعبل إلى الخارج أوقف التعذيب وتم نقل الرفاق دميعاً إلى سجن الواحات الخارجية، وهو منهم. وكانت نتائج المحاكمة قد أبلغت لهم واختلفت الاحكام بين السجن عشر سنوات أو البراءة وكان نصيبه البراءة. ولكن هذا لم يعفه من الاستمرار في الحبس مع المحكوم عليهم والانتقال معهم إلى سجن الواحات الخارجية حيث استبدل بالعمل في الجبل العمل في زراعة الصحراء. وتم الافراج عنه في صدور القرار بالافراج العام عن المسجونين والمعتقلين الشيوعيين جميعاً منتصف عام 1964.
# كانت السياسة الناصرية قد دخلت في صدام مع السياسة الامريكية آنذاك وفي تحالف عمل مع السياسة السوفيتية التي أسهمت في بناء السد العالي، بعد رفض أمريكا. وخلال فترة التواجد في سجن الواحات، كان قد أعلن الميثاق وتم تأميم الشركات الرأسمالية الكبيرة والملكيات الزراعية الكبيرة كذلك، وتشكل الاتحاد الاشتراكي مع تشكيل الطليعة الاشتراكية وهو التنظيم السري في قلب الاتحاد الاشتراكي. وكان قد تم اتفاق على اندماج الشيوعيين سواء في الاتحاد أو التنظيم، بعد مناقشات طويلة بين النظام الناصري والشيوعيين أثناء التواجد في السجن ثم بعد الافراج عنهم. وكان من نصيبه هو عند الافراج عنه تعيينه محرراً في مجلة المصور واختياره عضواً في التنظيم الطليعي ثم عضواً بعد ذلك في أمانته المركزية. # عمل محرراً أدبياً في مجلة " المصور " الأسبوعية, ثم ما لبث أن عُيِّن بعد ذلك رئيساً لمجلس ادارة هيئة لكتاب، ثم شركة الكاتب العربي، ثم رئيساً لمجلس ادارة مؤسسة المسرح، ثم رئيساً لمجلس ادارة أخبار اليوم، ثم حدثت بعض الصراعات السياسية التي أفضت إلى فصله من أخبار اليوم ثم تعينه بعد فترة مسؤولاً عن مؤسسة المسرح، بل إتاحة الفرصة له لحديث سياسي بعد نشرة أخبار الساعة التاسعة مساء كل يوم خميس. وطوال هذه الفترة كان يمارس مسؤوليته في أمانة التنظيم الطليعي مسؤولاً عن نشرتها الداخلية وعن خطتها التثقيفية. # ويموت عبدالناصر، ويتم اختيار السادات خلفاً له ويبدأ صدام جديد داخل السلطة الجديدة حول سياستها التي أخذت تتناقض شيئاً فشيئاً مع السياسة السابقة في عهد عبد الناصر، ويقف هو موقفاً معارضاً صريحاً في اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي الذي كان عضواً فيهابالانتخاب الشعبي إلى جانب عضويته في أمانة لتنظيم الطليعي. # ويتم اعتقاله مع من أسماهم السادات بمراكز القوى داخل النظام ويُقدم إلى التحقيق ويُتّهم بالخيانة العظمى مع بقية الزملاء الآخرين مثل علي صبري وشعراوي جمعة ومحمد فائق وغيرهم، ولكنه في التحقيق يَتَّهِم بدلاً أن يكون مُتَّهماً. -ولهذا فيما يبدو- يجد نفسه ذات يوم وهو يعدّ في زنزانته كلمته الأخيرة قبل شنقه كما كان يتصوّر، ( وكانت قد بدأت المشانق في السودان)، وإذا بباب زنزانته يُفتح وتُعاد له ملابسه، ويجد نفسه خارج معتقل القلعة، ليركب تكسياً إلى منزله. # ويُقدّم باقي الزملاء الناصريين للمحاكمة دونه، ويطلبونه للشهادة أثناء المحاكمة. ويذهب للشهادة في صالحهم. ويتسائل المحامون: أين ملفه من القضية رغم انه كان مسجوناً معهم كذلك. ويتبين أن ملفه أُستبعد تماماً بسبب ما جاء في التحقيق من كشف الأسرار في سلوك السادات السياسي، وتجنّب الزملاء الآخرون ذكرها؟ # في اليوم التالي للإفراج عنه، يأتي محقق من وزارة الثقافة إلى منزله ليحقق معه في أسباب تخلّفه عن عمله كمسؤول عن مؤسسة المسرح! وكان السؤال جزءاً من مهزلة. فهم كانوا يعرفون أنه كان في سجونهم! المهم، يتم تأسيساً على هذا التحقيق احالته إلى المعاش باقتراح من الأستاذ الوزير الجديد للثقافة أنذاك "يوسف السباعي" وموافقة رئيس الجمهورية أنور السادات. # ويُستدعى من كلية St. Anthony's College في أكسفورد لينضم إلى أسرتها باعتباره Senior Associate Member ، فيسافر إلى إنجلترا- بعد منعه من السفر لمدة عام، ويقوم هناك بالمشاركة في بعض السمينارات حول الفكر العربي المعاصر. # ثم اتصل به صديقه الأستاذ جاك بيراك لِيَقترح عليه المجيء إلى باريس، فيترك أكسفورد إلى باريس ليُعيّن في جامعة باريس 8، مدرّساً للفكر العربي. ويظل بها منذ 1973 حتى عام 1984 يقوم بالتدريس بها، وحضور والمشاركة في سيمنارات جاك بيرك، وإعطاء درس في النقد الأدبي التطبيقي لمدة عام لطلبة الأجريجاسيون أيضاً لمدة عام آخر. # خلال هذه الفترة في باريس أنشأ مع بعض الرفاق المصريين مجلة شهرية هي " اليسار العربي " للدفاع عن الوحدة العربية والديمقراطية والتحرر السياسي والاقتصادي. وشارك في الجبهة الوطنية المصرية المناهضة للسياسة الساداتية عندما بدأ مشروعه للصلح مع إسرائيل، مما أفضى إلى أن يُقدّم غيابياً لمحكمة "العيب" ويحكم عليه بحرمانه من حقوقه المدنية والسياسية ويتعرض للتقديم للمحاكمة في حالة عودته إلى مصر، ثم وضع تحت الحراسة هو وأسرته. تُصادر أملاكه ثم تُردّ لأسرته، فلم تكن أكثر من عربة قديمة ماركة " رمسيس". وتُفك الحراسة عن أسرته. # ويموت السادات وتبدأ مرحلة جديدة، يتصور هو أنها ستكون مجالاً لنشاط سياسي وديمقراطي أرحب، فيستقيل من الجامعة الفرنسية ويقرر العودة إلىمصر، فيعود إليها عام 1984 م. # يتفرّغ فور عودته لاصدار كتاب غير دوري هو " قضايا فكرية " لعدم القدرة المالية، فضلاً عن عدم أهليته المدنية لاصدار مجلة أو جريدة. ولا يرتفع عنه الحظر المدني والقانوني إلا بعد إلغاء قانون العيب منذ بضع سنين. # يتفرغ اليوم لاصدار الكتاب غير الدوري " قضايا فكرية " الذي صدر من حتى الآن عشرون عدداً في موضوعات فكرية مختلفة، كما اختير مقرراً للجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة، فضلاً عن أنه عضو في نقابة الصحفيين، وعضو في اتحاد الكُتّاب، وكان نائباً لرئيس رابطة المثقفين المصريين التي كان يرأسها سعد الدين وهبة. # أصدر عدداً من الكُتب في مجالات النقد الادبي والفلسفة والفكر عامة، كما صدر له ديوانان شعريان. ومرفق بهذا تفصيل للاصدرات. # حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1998 .
وظائف شغرها : # مدرس في قسم الفلسفة - كلية الآداب - جامعة القاهرة. # رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للكتاب. # رئيس مجلس إدارة مؤسسة المسرح والموسيقى والفنون الشعبية. # رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم. # Senior Associate Member St. Anthony College - Oxford Univ.
عضو زميل في كلية القديس أنطوني-جامعة أكسفورد - إنجلترا # Maitre Assistant بجامعة باريس 8 - فرنسا
الهيئات المشترك فيها : # عضو اتحاد الكتّاب المصريين. # عضو نقابة الصحفيين المصريين. # مقرر لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة.
العمل الحالي : # مشرف على اصدار كتاب ثقافي غير دوري بعنوان " قضايا فكرية " من اجل تأصيل العقلانية والديمقراطية والإبداع.
أهم مؤلفاته : # ألوان من القصة المصرية- دار النديم- 1955 تقديم د. طه حسين # في الثقافة المصرية بالاشتراك مع د. عبدالعظيم أنيس- طبعة ثالثة 1989 -القاهرة. # معارك فكرية : دار الهلال 1970- ترجمة روسية 1974-موسكو. # الثقافة والثورة : دار الآداب-1970-بيروت. # تأملات في عالم نجيب مجفوظ : 1970 القاهرة- الهيئة العامة المصرية للتاليف والنشر. # فلسفة المصادفة : 1971- دار المعارف- القاهرة. # هربرث ماركيوز أو فلسفة الطريق المسدود : 1972- دار الآداب-بيروت. # الانسان موقف : 1972- المؤسة العربية للدراسات-بيروت. # الرحلة إلى الآخرين : 1974- دار روز اليوسف-القاهرة. # الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر ك 1973-دار الآداب-بيروت. # البحث عن أوروبا : 1975 - المؤسسة العربية للدراسات-بيروت. # توفيق الحكيم مفكِّراً فناناً : 1994 - دار قضايا فكرية-القاهرة. # ثلاثية الرفض والهزيمة : دراسة نقدية لثلاث روايات لصنع الله ابراهيم - 1985-دار المستقبل العربي-القاهرة. # الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي المعاصر : طبعة ثانية - دار الثقافة الجديدة- 1988-القاهرة. # الماركسيون العرب والوحدة العربي : دار الثقافة الجديدة - 1988. # مفاهيم وقضايا إشكالية : دار الثقافة الجديدة - 1989 . # البنية والدلالة - في الرواية العربية المعاصرة 1994-دار المستقبل العربي. # الفكر العربي بين الخصوصية والكونية : دار المستقبل العربي - 1996 . # مواقف نقدية من التراث : دار قضايا فكرية - 1997 . # الإبداع والدلالة : مقاربات نظرية وتطبيقية-دار المستقبل العربي - 1997. # أغنية الإنسان : ديوان شعر- دار التحرير 1970 . # كتاب " من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل "، مساهمة في بناء نهضة عربية جديدة - المستقبل العربي 2001 . # عشرات الدراسات والمقالات والمحاضرات في مجلات مصرية وعربية وأجنبية.
منقول
| |

|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
من اقواله: "بالنسبة لموضوع المثقف والسلطة فعلينا أن نتذكر بداية أن دلالات التثقيف في لغتنا العربية تحيل إلى النشاط والإيجابية والفاعلية. فثقف الرمح أي حوله من مادة صلبة إلى آلية مقاومة وقيمة وقانون. وتحول المثقف يرتهن إلى تحول الواقع ذاته، فالسلطة تنتج عملية البغي باستمرار في تعاملاتها اليومية، والمثقف العربي، غالبا تحت وطأة الجوع ولقمة العيش والاضطهاد، يلجأ للتعامل أو التماهي مع السلطة القائمة. ومن المثقفين من يتحول إلى بوق للسلطة يمجدها ويعلي من قيمتها، وإن كانت في الأصل غير ذات قيمة، وهو على يقين بينه وبين نفسه أنه على باطل. لذا أرى في احتكام المثقف، كل مثقف، إلى ضميره آلية حماية ضد الغبن والقهر والاستبداد العربي، وسيحفظ التاريخ مواقف هؤلاء وهؤلاء. وللأسف فثمة العديد من المثقفين سينتهي بهم المطاف في "مزبلة التاريخ".
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
و عنه ايضاً : "أقرأ تحولاتي الشخصية في ضوء تجاربي التاريخية. فقد كان أبي يسعى لإلحاقي بقسم اللغة العربية، لكني درست الفيزياء في الماجستير، وفي الدكتوراه درست "الضرورة في العلوم الإنسانية"، ومن ثم اهتممت بالفكر الإنساني عامة وبالصوفية والوجودية. فخلال هذه الفترة ارتبطت برؤية صوفية عميقة، ومعادية فى نفس الوقت للرؤية العلمية الموضوعية، ولهذا التحقت بقسم الفلسفة. وفى قسم الفلسفة تأثرت بعبد الرحمن بدوي، الذي ألف كتابا عن نيتشه. كان بدوي حادا وشرسا، وكنت أعشقه عشقا لا حد له، وكانت أسرتي عاجزة عن دفع المصروفات- مثل أي أسرة بسيطة محدودة الدخل الآن وما أكثرهم- وكنت أعمق في نفسي الاتجاه النيتشاوي المثالي المعادى للعلم. واخترت موضوع الماجستير عن "فلسفة المصادفة في الفيزياء الحديثة" لأدحض بالمصادفة القوانين العلمية، وأؤكد مثالية الوجود. ثم وجدت كتابا للروسي لينين عن المادية، والذي فجر بداخلي كل الرؤى المعادية للعلم. وهنا خرجت عن نيتشه وآمنت بفكرة العلم، ومن ثم آمنت بالمادية التاريخية، والموضوعية التاريخية، ثم ارتبطت بالحركة اليسارية في أحد تكويناتها، وكانت نواة للحزب الشيوعي والتي كان لها هدفان، الأول هو استبعاد اليهود من الحركة الشيوعية، والثاني تجميع الحركة كلها في تنظيم واحد. فانضممت إليها، وحين خرجت من المعتقل جاءتني دعوة للعمل بجامعة اكسفورد بانجلترا، ثم وجهت لي دعوة أخرى بعد عامين من بقائي في انجلترا للتدريس بفرنسا، وهو ما يمثل منعطفا في توجهاتي العلمية. فحين ذهبت إلى هناك كنت معتقدا أنني سأدرس مبادئ الفيزياء الحديثة ونظرية النسبية، غير أني فوجئت بهم يطلبون مني تدريس الفقه الإسلامي!! ومن هنا ابتدأت علاقتي المباشرة والعميقة بالتراث الإسلامي، إذ استحضرت في ذهني ما كنت أقرأه لأخي الشيخ أحمد في الصغر وبدأت رحلة البحث والمعرفة."
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
و منه: "إن اكتشاف معنى الضرورة وتوجيهها لمصلحة الإنسان يمثل في الأساس الركيزة الرئيسة لتاريخ الحضارات منذ إنسان الغاب وحتى تشييد ناطحات السحاب، من خلال الاستفادة من العلاقات وتفجير علاقة جديدة وتحويل المعرفة من توظيفها لمصلحة طبقة إلى مصلحة الإنسانية، مع الأخذ بالاعتبار أن الاختلافات الواقعة بين البشر يجب أن تكون بحسب الكفاءة والفاعلية وليس بحسب الطبقية."
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
لقد قال يا خضر ذات مرة أن "الزمن يتحقق بحسب قدرتك علي الحفاظ علي وجودك" و العالم حفر اسمه عميقاً في سجل الخالدين فلتصغر امامه ايها الموت و لتنزوي راياتك
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
فقدنا فقد هائل في شخص هذا المثقف العضوي الإنسان الذي لم يفقد بوصلته في أحلك الظروف.ما أجمل علاقته بالسودان والسودانيين. ما أروع مواقفه ويا للحسرة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
خسارة فادحة للحزب الشيوعي المصري ، لقد فقدنا عالما فذا ومناضلا جسورا في شبيل الاشتراكية والعدل الاجتماعي 
 في حوار مع قناة العربية : محمود أمين العالم: أنا لا أنفي وجود حزب شيوعي مصري علني الآن رغم أن القانون قد ينفعه.. قد يمنعه, ولكن هناك حزب شيوعي
| |
 
|
|
|
|
|
|
رحيل: محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
بعد حروجي عام المعنقل عام 1973 سافرت لانجلترا وبقيت فيها حوالي 6 سهور خضؤت خلالهالقاءا للحوار مع محمود امين العالم في لندن نظمه لنا الزميل عزالدين علي عامر وهو صديق قديم للمناضل.. الحوار كان ثرا حضره الشيوعيين من ليدز ومانشستر وليفربول وبرايتون وعير ذلك من المدن.. كان اهم ما يشعلنا مناقشة الأسس الفكرية التي جعلت الشيوعيين المصريين يندمجوا مع تنظيم السلطة.. واستمر النقاش ساعات اقتنعنا خلالها ان التصحيح في الطريق. الشيوعيين المصريين يكنو للسودانيين معزة خاصة وكتاباتهم تشهد على ذلك والكاتب محمود امين العالم كان يكن لنا هذا الشعور الحميم طوال حياته أيها المناضل الجسور: سوف نفتقده كثيرا.. لن ننساك سعاد إبراهيم أحمد الخرطوم في 10 يناير 2009
| |
   
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل: محمود أمين العالم (Re: Suad I. Ahmed)
|
فى القاهرة كنا على موعد معه كان دائما معنا يجئ الى حيث نقف ويبدا بالحديث عن زملاء الحزب الشيوعى السودانى كانما كانوا فى حزب واحد يحدثك حديث العارف عن الشهيد عبد الخالق محجوب والشهيد الشفيع احمد الشيخ فى اخر لقاء لنا به كان العام 1998 وايامها كان ينعقد مؤتمر الرواية العربية جئناه هذه المرة ولم نلح عليه فى التقاط صور تذكارية رفقته ووقف كانه واحد منا احتضناه وكان مبتسما واليفا صحبتنا كانت لبكرى والسمؤال ابوسن حدثنا عن ان القادم للشباب وعلينا التسلح بهذه المقولة يا للقامة التى مضت دون انكسار او انحناء وظل طوال اقامتنا فى مصر واينما وجدنا حدثنا عن المستقبل دائم الحديث عن المستقبل ايمانا لا يدانى لك الرحمة ايها الانسان الشامخ الذى ما ونى يقدم للحياة كانه يعيش ابدا ولعمرى سيخلده التاريخ لما لسيرته من احتكام والتصاق بالانسان له الرحمة ولنا حسن العزاء انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
محمود أمين العالم.. رحيل مفكر أعطى اليسار وجها إنسانيا
خاض معركة ثقافية بين «الوجه» الفكري و«القناع» السياسي القاهرة: علي جمال الدين اهتز الوسط الثقافي العربي صباح أمس، بإعلان نبأ وفاة المفكر المصري محمود أمين العالم، الذي رحل عن الدنيا فجرا، إثر أزمة قلبية هاجمته فأودت بحياته عن عمر يناهز السابعة والثمانين. فيما أعلن محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الاتحاد يدرس إقامة احتفالية فكرية خاصة لمناقشة إسهامات الفقيد الفكرية، وخاصة في المجال الثقافي والأدبي.
المعروف أن العالم يعد أحد أقطاب الفكر اليساري في مصر وقد انتسب في مرحلة الشباب لـ«الحزب الشيوعي» المصري، وتعرض للاعتقال في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وأيضا في عهد أنور السادات، فيما فر من البلاد إبان فترة الستينات مهاجرا إلى بريطانيا، ومنها إلى فرنسا، حيث اشتغل بتدريس الفكر العربي المعاصر في جامعة باريس، لفترة قاربت العشر سنوات، ركز خلالها على إطلاق مجلة «اليسار العربي»، ولما عاد إلى بلاده أصدر مجلة «قضايا معاصرة». كما أشار سلماوي الذي يشغل أيضا موقع الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إلى أن قيمة أمين العالم تتجاوز الحدود الإقليمية لمصر، واعتبر رحيله خسارة كبيرة للحياة الثقافية العربية بشكل عام، إذ أن مشاركته في الحياة الثقافية طوال فترة ناهزت ربع القرن، مكنته من أن يكون أحد أعمدة الفكر والأدب والثقافة في مصر، بغض النظر عن التوجهات السياسية للأنظمة المتعاقبة.
ومن المقرر أن يقام سرادق كبير للعزاء في الفقيد بعد غد (الثلاثاء)، حسبما أشار رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ونائب مجلس الشورى المصري، الذي أكد أيضا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن العالم يمثل رمزا لجيل من المفكرين، الذين تمكنوا من الجمع بين البزوغ في عدة مجالات، فقد كان العالم قطبا من أقطاب الفلسفة المعاصرة، إذ رأس لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة، كما كان أيضا رمزا من رموز الحركة السياسية والشعر والنقد، ويعد أحد كبار النقاد العرب، في ذات الوقت الذي لم يتخل فيه عن نهجه في النضال السياسي، مما عرضه للاضطهاد حقبا طويلة من عمره، ودفع ثمنا لتمسكه بآرائه أن فصل من الجامعة، فيما كان على وشك الحصول على الدكتوراه، وبرغم ذلك، تمكن بإنتاجه الفكري الثري، أن يسطر اسمه بحروف خالدة في الثقافة العربية. وأشار السعيد الذي يعد من أقطاب المعارضة اليسارية المصرية، إلى أن رحيل العالم يعد خسارة ليس لليسار المصري فحسب، ولكن لليسار العربي بأسره. جدير بالذكر أن التوجه اليساري للعالم، برز في فترة دراسته الجامعية، حينما تبوأ مركزا قياديا في الحركة الشيوعية الطلابية. وولد العالم في الثامن عشر من فبراير (شباط) بوسط مدينة القاهرة عام 1922، وتلقى أول تعليم له بحفظ القرآن في أحد الكتاتيب بحارة «السكرية»، وبعد حصوله على البكالوريا (الثانوية) بمدرسة الحلمية القريبة من حي القلعة الشعبي التحق بقسم الفلسفة بآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وحاز درجة الماجستير من الكلية ذاتها وكان موضوع رسالته «فلسفة المصادفة الموضوعية في الفيزياء الحديثة»، ولكن فصل عام 1954 قبل أن يستكمل رسالة الدكتوراه بعنوان «الضرورة في العلوم الإنسانية»، وراح يتكسب قوته من العمل في التدريس الخاص للغتين الإنجليزية والفرنسية، وكذا الفلسفة والمنطق، وبزغت أولى اهتماماته بالشأن العام، حينما التحق بمجلة «روز اليوسف» التي عرف عنها في تلك الفترة انتقادها للأوضاع المناقضة للديمقراطية، حيث عهد إليه كتابة افتتاحيتها.
وتردد اسم العالم بقوة في الأوساط الأدبية، حينما كتب مقالا صحافيا مشتركا مع صديقه عبد العظيم أنيس، ردا فيه على مقال لطه حسين حول مفهوم الأدب، وآذن ذلك المقال بنشوب معركة ثقافية على مستوى فكري عال، ساهمت في إثراء حركة نقد النص الأدبي المعاصر. ومن أهم إسهاماته الفكرية «ألوان من القصة المصرية» الصادر عام 1955 و«معارك فكرية» عام 1970 و«الثقافة والثورة» عام 1970 و«تأملات في عالم نجيب محفوظ» عام 1970 و«الرحلة إلى الآخرين» عام 1974، و«الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر» عام 1973 والبحث عن أوروبا عام 1975 و«توفيق الحكيم مفكرا فنانا» عام 1994، و«ثلاثية الرفض والهزيمة» في نقد رويات لصنع الله إبراهيم. وقد حصل العالم على جائزة الدولة التقديرية عام 1998.
ولكن التوجه اليساري للعالم كان ذا نكهة خاصة، نأت عن الطابع المادي الجامد، وخرجت به من قوقعة الخلايا والعمل السري الخفي المرتبط بالخروج على الشرعية، وكما يصف الكاتب المصري محمد سلماوي ناعيا إياه، فقد كانت أبرز بصماته في الحياة الثقافية والسياسية معا، أنه نجح في إعطاء اليسار وجها إنسانيا، وقد تمكن من أن ينزع عن الفكر اليساري، ما اصطبغ به طوال عقود من جمود وتطرف، وتمكن بمعرفته الفلسفية الواسعة من أن يخرج بالفكر اليساري إلى عالم أكثر رحابة، حتى خصومه، كان يخاطب فيهم إنسانيتهم التي كان يراهن عليها قبل أن يراهن على فكرهم أو سطوتهم. ولم تختلف السمات الشخصية التي تمتع بها العالم عن سمات كتاباته، فقد كان تجسيدا حيا لإنسانية اليسار على الصعيدين السياسي والفكري، حسبما أضاف سلماوي، مضيفا أن اتحاد الكتاب المصريين يدرس بجدية التباحث حول إعادة نشر إسهاماته النقدية مع دور النشر وورثته.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
المفكر الكبير محمود أمين العالم يواصل حواره مع «المصرى اليوم » : «2 ـ 2» ليس ذنبنا أن الرئيس له ابن يريد أن يصبح رئيساً
حوار رانيا بدوي 4/4/2007
تصوير - فؤاد الجرنوسى محمود أمين العالم «عايزينك معانا خمس دقائق»، جملة سمعها أكثر من مرة خلال فترة نضاله السياسي.. لم يسمعها طوال حياته إلا في ساعات متأخرة من الليل أو الساعات الأولي من الفجر.. وكانت دائما إشارة إلي أمر خطير، وربما ذهاب بلا عودة.. وهو ما دفع المفكر محمود أمين العالم إلي التأكيد علي أن سياسة
مصر تحولت وتغيرت إلي الأسوأ، من رئيس إلي رئيس..ورغم الاختلافات الجوهرية ما بين عهد وآخر، إلا أن شيئاً واحدا لم يتغير في رأيه، بل بقي قويا، اسمه «سطوة الأمن» والتعذيب الذي كان سمة بعض الفترات والتضييق علي كل من يختلف مع النظام في الرأي أو الفكر.. ليعتلي الأمن السياسي المنصة ويتراجع أمن المواطن، وجلس محمود أمين العالم يحكي لي،
والذاكرة لم تخنه لحظة، ولم تتوقف عن إمداده بلحظات ما كان ليطيقها بشر، أو ليتحملها إنسان، داخل المعتقلات المصرية، ولكنه تحملها، ومرت العهود، وهو باق كما هو شديد الإيمان بأفكاره وشديد الفخر بتاريخه، وقبل أن أسأله عن تعذيب السجون سألته عن عذاب الناس في الشارع:
.. كيف تري الوضع الاقتصادي في مصر؟
ـ نحن نزداد تبعية للنظام الرأسمالي العالمي.. خاصة أمريكا التي ترتبط بدورها مع إسرائيل بعلاقات قوية.. وفتح مصر للرأسمال الأجنبي ليحصل علي الأعمال التي كان يقوم بها المصريون يزيد من البطالة والتحكم والسيطرة علي السوق.. وهو ما أدي إلي تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر وغلاء الأسعار بل فقر مدقع في أنحاء كثيرة من البلد.
.. وهل أنت وتنظيمك الشيوعي الذي تحدثت عنه بالأمس ضد الخصخصة؟
ـ نحن ضد الخصخصة الكاملة، ولكن لسنا ضد القطاع الخاص، فنحن فقط نحاول في برنامجنا الحفاظ علي وجود القطاع العام في بعض النواحي لضمان حصول المواطن علي احتياجاته بأسعار زهيدة.. كما أننا نريد ضوابط تحكم القطاع الخاص والاحتكار والاستغلال، وحل مشكلة البطالة، ومهتمون بزيادة الإنتاج المحلي وتنمية القوة الإنتاجية في مصر، وبناء اقتصاد قوي لا يعتمد علي الخارج.
.. هل مازلت ضد الرأسمالية التي تحولت من مجرد شبح في عهد السادات إلي ما يشبه الواقع في العهد الحالي؟
ـ نحن الآن لا نستطيع إلغاء الرأسمالية والملكية الفردية مطلقا، لأنها أصبحت النظام الذي يحكم العالم، ولكن المهم هو وضع محددات لهذه الرأسمالية وهذا ما نحاول أن نضمنه في برنامجنا نحن الشيوعيين وهو تقديم حلول قابلة للتنفيذ.
.. ما رأيك في التعديلات الدستورية الحالية؟ وهل تري أنهم نزعوا منها ما تبقي من ملامح الاشتراكية؟
ـ ما يحدث الآن ليس تعديلات إنما تكريس للوضع القائم بالفعل، من حل للقطاع العام والارتباط بإسرائيل وتنفيذ سياسة أمريكا في المنطقة، وتمهيد الطريق أمام الابن العزيز لتولي السلطة، فهي في مجملها تعمل علي إلغاء ما تبقي من الاشتراكية التي تعني العدالة الاجتماعية وعدم الاستغلال، وبالتالي إلغاء المستقبل الجيد وإعادة ما كان موجوداً سابقا في كل شيء.. ورغم أنه لم تكن لدينا سوي ملامح بسيطة للاشتراكية في الدستور، إلا أنهم قضوا حتي علي هذه الملامح.
.. صوتك يحمل رأيا مضادا لوصول جمال مبارك للحكم فهل أنا محقة؟
ـ توجد محاولة دؤوب من النظام لتوريثه الحكم عن طريق انتخابات شكلية تزور، كما زورت من قبل، فهم يعملون كل ما يمكن عمله لتحقيق هذا الحلم، ينظمون له جولات في كل المحافظات ليقدم نفسه للشعب ويقربونه منهم.. ويملون عليه كلاما جيداً يلقيه في لقاءاته، والسؤال هنا كيف لهذا الرجل الذي عاش أغلب سنوات عمره من حياة ودراسة خارج مصر أن يركب علي الحكم بلا أي مقدمات؟!
.. بعض المرحبين بالفكرة يقولون إنه مؤهل للحكم ثم أنه ليس له ذنب في كونه ابن الرئيس؟
ـ صرخ في وجهي وكأنني أحمل وجهة نظري الشخصية قائلاً: ويعني هو ذنبنا احنا أن الرئيس له ابن لم نسمع عنه أبدا ولم يشترك في مظاهرة ولم ينزل الشارع، وليس له أي نشاط اجتماعي ولا حتي سياسي، ليأتي به أميناً للسياسات، ويريد أن يكون رئيس جمهورية مصر العربية التي بها كفاءات أفضل منه!!
.. هل تعتقد أنهم سينجحون في إيصاله للسلطة؟
ـ المسألة صعبة وأمامه عقبات كثيرة أولاها أن مصر ليست ملكية، وثانيا عدم رغبة الشعب فيه، اللهم إلا إذا تم تزوير الانتخابات من أجله ووضعت درجاته حتي قبل إجراء الانتخابات، وطبخ كل شيء مسبقاً.
.. وماذا لو أتي جمال إلي السلطة؟
ـ أعتقد أن البلد سيزداد سوءا.
.. ومن ترشح إذن؟
ـ لن أحدد أسماء.. أنا مع أي شخص يقدم نفسه للترشيح من أصغر فلاح إلي أكبر مثقف.. المهم أن يكون لديه برنامج حقيقي يخدم به الناس.
.. هل اقتربنا يوما من الاشتراكية؟ هل تحققت كفاءة الإنتاج وعدالة التوزيع.. والمساواة الاجتماعية؟ هل يمكن أن تنقذنا الاشتراكية، مما نحن فيه الآن؟ أم أنها أصبحت موضة بالية في عصر تتحدث فيه رؤوس الأموال فيصمت الجميع وتدار الشعوب بأطراف أصابع الكبار؟
ولو أن الشيوعية التي يتحدث عنها محمود العالم تحمل هذه السمات النبيلة الإنسانية من عدالة ومساواة وحرية وغيرها إذن هم يستوحون أكفارهم من مبادئ الدين الإسلامي.. وشطح رأسي أكثر وتصارعت فيه الأفكار فتساءلت: إذن الدين الإسلامي يساري فلماذا يحاول الإخوان المسلمون جذبه إلي اليمين؟ بدأت من هذا السؤال ودفعته للإجابة عن باقي الأسئلة.
.. الدين الإسلامي يساري أم يميني؟
ـ الإخوان أقرب للدين في النص الكامل الجامد الذي لا يراعي اختلاف الزمان والمكان، والشيوعيون أقرب إليه عمليا في التطبيق، فنحن نوائمه مع الواقع فسيدنا محمد قال: أنتم أعلم بشؤون دنياكم.. وبالمناسبة نحن بيننا مسلمون كثيرون، كما كان بالحزب الشيوعي الإيطالي والفرنسي مسيحيون كثيرون.
.. وبعد أن ورطته في هذا السؤال عدت واستنكرت فسألته: وهل الدين الإسلامي يصح أن نلوثه بالتصنيفات السياسية؟ وأذكر أنني لم أتلق جوابا مفهوما.. لكن أذكر أنني سألته: لماذا ارتبطت الشيوعية في مصر بالإلحاد والبعد عن الدين؟
ـ لأن هناك حرباً ضد الفكر اليساري ولم تكن مناقشة مع فكرنا، ولأن الدين شيء قيم جدا لدي الناس، لذا استخدمه البعض في تشويه كل من يختلفون معهم في الرأي، وبالمناسبة لقد بنينا جامعا في أحد المعتقلات التي سجنا بها ومازال اسمه حتي الآن جامع الشيوعيين.
.. هل نحن اقتربنا يوما من الاشتراكية الحقيقية أم أنها ظلت حبيسة الشعارات؟
ـ ربما لم نقترب حتي الآن من الاشتراكية التي كنا نحلم بها من عدالة وحرية وديمقراطية، ومجانية تعليم، ولكننا اقتربنا منها في عهد عبدالناصر، ورغم فردية عبدالناصر في قراراته أحيانا، إلا أنه كان يعمل علي أحداث اشتراكية حقيقية ولا يستطيع أحد أن ينكر جهوده في هذا الأمر.
.. بما أن الاشتراكية خطوة علي الطريق إلي الشيوعية، كما قلت سابقا.. وها أنت الآن قد اعترفت أننا قد اقتربنا من الاشتراكية بالكاد.. إذن لم يكن للشيوعية أي مكان في مصر من قبل سوي اسمها لذا أتساءل متي تعلنون وفاة الشيوعية؟
ـ هل يستطيع أحد إعلان وفاة فكرة.. فحتي الفكرة السيئة لا تموت.. الشيوعية هي الأمل الكبير للعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والتقدم والمستقبل.. الشيوعية مازالت موجودة، ولكن طريقها صعب فهي حركة جماهيرية عميقة سنظل نجاهد من أجل الوصول إليها دائماً.
.. هل الاشتراكية تصلح الآن في زمن العولمة؟
ـ الاشتراكية قادرة علي مواجهة العولمة، هذا إن كانت هناك عولمة بالفعل، فالأزمة التي نواجهها الآن هي سيطرة أمريكا علي العالم بما يسمي الهيمنة الأمريكية، وأنا أري أن الخطر الأساسي علي الشعوب لا يكمن في العولمة التي تعني سيطرة رأس المال.. إنما في هيمنة الولايات المتحدة علي العولمة، وهي معركة وقضية لن تحل بين يوم وليلة، لأن الاشتراكية لن تتحقق في يوم وليلة.
.. وما هو الحل؟ وإلي أين يذهب العالم في ظل الهيمنة الأمريكية علي العولمة كما تقول؟
ـ الحل في إتاحة فرصة أكبر للشعوب في كيفية اختيار طريقها نحو التنمية وأن يكون لكل دولة حق التضامن العالمي مع كل دول العالم في إطار علاقات تستند إلي الديمقراطية واحترام الآخر، علاقات لا تحكمها ولا تصوغها أمريكا.. فالرأسمالية التي تحكم علاقات الدول دخلت الآن مرحلة الاحتكارات الكبري والشركات متعددة الجنسية التي تسعي إلي الهيمنة علي العالم لمصالحها، لذا أصبحت العولمة ضد الاتجاه العقلاني والديمقراطي وضد احترام الآخر بل وضد الحداثة، فالحداثة تعني الحرية والعدالة.
.. هل انتهي حلم القومية العربية؟
ـ نحن نعمل جاهدين كقوي يسارية وناصرية وشيوعية من أجل تحقيق هذا الحلم.
<اختلف محمود العالم مع كل الأنظمة السىاسىة التى حكمت مصر، هاجم سىاسة عبدالناصر واتهم السادات بالخىانة العظمى، ووصف مبارك بأنه أضر بمصلحة الناس، وشاع الفساد فى عهده وختم بوصفه مستنكرا «ماذا تنتظرون من نائب السادات» فبدأت معه من الأول:>.. ما سبب خلافك مع عبدالناصر؟
ـ رغم ما أبليناه من بلاء حسن في مقاومة العدوان الثلاثي علي مصر عام 56، إلا أنه في عام 58 عندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا ونشرت بيانا سريا يحمل الاسمين الحركيين لي أنا وعبدالعظيم أنيس «سيد وفريد» نشيد فيه بالوحدة، ولكن ننتقد عدم حفاظها علي الخصائص الموضوعية للمجتمعين المصري والسوري، ووقعناه في النهاية باسم الحزب الشيوعي المصري، الذي كان قد تشكل في نفس العام موحدا كل التنظيمات الماركسية في مصر لأول مرة بعد الحزب القديم عام 1924،
لذا اعتبرنا عبدالناصر ضد الوحدة.. ومن هنا بدأ الخلاف.. وفي أواخر نوفمبر من نفس العام استدعاني السادات وكان ضابطاً في مجلس قيادة الثورة وطلب مني حل الحزب الشيوعي المصري وصاحب ذلك تهديد ووعيد بذبحنا، علي حد قوله، كما فعلوا مع الإخوان المسلمين، وانتهي اللقاء إلي لا شيء، فبدأت بعدها حملة الاعتقالات،
وفي عام 1959 تم اعتقالي في منزلي وقضينا رحلة طويلة في المعتقلات بدأت من سجن الواحات الخارجية إلي سجن قراميدان بالقاهرة، ثم إلي سجن الحضرة بالإسكندرية، ثم عادوا إلي القاهرة ومنه إلي سجن أبوزعبل وليمان طره، حيث حكم علينا بتكسير الجبل وتفجير حجارته البازلتية بالديناميت، ثم تقطيعها لقطع صغيرة لرصف الشوارع وكانوا يمعنون في تعذيبنا ومهانتنا حتي استشهد شهدي عطية ودكتور فريد حجاد وآخرين لسوء الأوضاع الصحية، وقد تم الإفراج عنا في منتصف عام 1964.
.. العدالة الاجتماعية رابط بين اشتراكية عبدالناصر وشيوعيتكم فلماذا كل هذ التعذيب؟
ـ الاشتراكية كما قلت خطوة للوصول إلي الشيوعية والمسافة بينهما كبيرة وعبدالناصر في النهاية كان مع الملكية الفردية والنظام الرأسمالي، ولكن في حدود.. أما نحن فكنا ضد الملكية الفردية علي الإطلاق.
.. رغم التعذيب الذي لقيته في عهد عبدالناصر فإنك تدافع عنه وتدين السادات؟
ـ لأنني أتذكر عبدالناصر، وقد استدعاني بعد الإفراج عنا، وهو يقف منتظرا إياي علي رأس السلم وقد بادرني بتقديم الاعتذار لي عما لقيناه في السجن وأوكل لي رئاسة تحرير جريدة «أخبار اليوم»، وقد قلت له لا عليك يا سيادة الرئيس نحن فقط حزنا، لأننا لم نكن معك أثناء تحقيقك للإنجازات الكثيرة التي يلمسها الشعب الآن..
وكان عبدالناصر قد أعلن الميثاق وتم تأميم الشركات الرأسمالية والملكيات الزراعية الكبيرة، وتشكل الاتحاد الاشتراكي، وكان قد تم الاتفاق علي اندماج الشيوعيين سواء في الاتحاد أو التنظيم.. وفي النهاية عبدالناصر رغم ديكتاتوريته أحيانا، فإنه كان رجلا وطنيا معادياً للاحتلال، بعكس السادات الذي وثق علاقتنا بالأمريكان واعترف بإسرائيل.
.. ولكن ألا تذكر للسادات إفراجه عنك بعد الحكم عليك بالموت شنقا؟
ـ السادات لم يفرج عني حبا في، بل لأنني أحرجته عندما قلت في التحقيقات ما يدينه واتهمته في النهاية بالخيانة العظمي عندما وجهوا لي نفس التهمة.. فقد أمر السادات باعتقالي مع من سماهم بمراكز القوي، واتهمت مع آخرين من بينهم علي صبري وشعراوي جمعة ومحمد فائق بتهمة الخيانة العظمي وحكم علي بموجبها بالإعدام شنقاً،
وقد هيأت نفسي للموت ولم أكن خائفاً حتي اليوم الذي فتح فيه باب زنزانتي وأعيدت إلي ملابسي لأجد نفسي خارج معتقل القلعة، فركبت تاكسي وعدت إلي منزلي وطلبت في اليوم الثاني للشهادة، فإذا بي أخيب توقعاتهم وأشهد في صالح زملائي،
والمثير للدهشة أنه بعد الإفراج عني مباشرة أتي محقق من وزارة الثقافة إلي منزلي ليحقق معي في سر تغيبي عن العمل كمسؤول عن مؤسسة المسرح!! وبالمناسبة لقد اختفي الملف الخاص بالتحقيقات معي تماماً بكل ما ذكر فيه.
.. حتي وإن كانت تجاربك الشخصية معه سيئة فيبقي أنه بطل نصر أكتوبر؟
- السادات كانت تحكمه دائماً مصالحه الشخصية، وكان يوجد في أي شيء يحقق له الظهور والشهرة، فهو كان يريد إنهاء التجربة الاشتراكية فقط لا غير.
.. هل لو كانت ثورة عبدالناصر خلفت وراءها ما يحمي مكتسباتها لما كان الانفتاح ولا سيطرة الرأسمالية؟
- لاشك أن عدم الديمقراطية وتفكيك عبدالناصر للقوي المختلفة ومنها الشيوعيين قدم أرضاً ممهدة للسادات.
.. وماذا عن تقييمك للرئيس مبارك وعهده؟
- بدأ طيباً ولكن السلطة بعد ذلك «لبسته» وأصبح تابعاً في سياسته لأمريكا وإسرائيل وجررنا معه إلي هذا الاتجاه، وقام بدور سياسي فقط ولم يكن له أي دور في الحركة التقدمية.
.. ألم يترك أي بصمة؟
- ترك بصمة سلبية، فقد فكك القطاع العام، ألم يكن مبارك نائباً للسادات، لذا طبيعي أن يسير علي نهجه ولكنه أقل حنكة منه، فهو أكد المصالحة مع إسرائيل، وزاد من ارتباطنا بأمريكا، وشاع في عهده الفساد، وأفسد كل خطط التنمية وزاد من تبعيتنا للخارج.
.. هل قابلت الرئيس مبارك؟
- مرة عندما أعطاني جائزة الدولة التقديرية التي تأخرت كثيراً، ومرة ثانية منذ عدة أعوام عندما كنت مدعواً في لقاء المثقفين الذي يعقد في يوم افتتاح الرئيس لمعرض الكتاب كل عام، وأثناء تسليمه علينا بعد الجلسة عرفته بنفسي، فطبطب علي كتفي وقال لي: أنت طبعاً معروف يا أستاذ محمود وغني عن التعريف فلا تذكر اسمك، وبعدها لم يتم دعوتي لهذه الجلسة مرة ثانية.
.. لماذا؟
- ربما لأن سياسته اتضحت جداً خلال السنوات الأخيرة وكنت حاد اللهجة في نقدي لسياسته في مقالات لاذعة.
.. هاجمت هيكل بضراوة في مقال أخير لك فلماذا؟
- هيكل هاجم الشيوعيين مؤخرا قائلاً: إنها حركة يهودية، وكان علي رأسها كورييل، وبدأت في الأربعينيات فكتبت أرد عليه في مقالة كاملة شديدة الأدب، قلت له فيها إن الحركة الشيوعية بدأت في القرن التاسع عشر وليس في الأربعينيات كما ذكرت، كما قلت له يا هيكل كتبت بعد وفاة عبدالناصر مباشرة أنه لم يكن أسطورة، لتمهد لنفسك للدخول في عهد السادات، وكأنك تتنبأ بالنظام الرأسمالي الذي أنت منه، وها هو الآن يهاجم الشيوعيين في محاولة لتشويههم.
.. وهل يتنبأ هيكل بمرحلة جديدة الآن؟
- هيكل يعلم باقتراب حركة التغيير وكل ما يهمه هو تشويه الشيوعيين لإبعادهم عن أي حركة تغيير.
.. وهل يعرف هيكل باقتراب إعلانكم عن أنفسكم؟
- هيكل متابع الحركة الشيوعية العلنية والسرية جيداً، وهو حريص علي استمرار النظام الرأسمالي لأنه يعبر عنه.
.. إلي أي مدي تغيرت الصحافة من أيام هيكل وأيامك في شارع الصحافة عندما توليت مجلس إدارة جريدة «أخبار اليوم»؟
ـ الصحافة الآن تدل علي الواقع الحالي، فهناك صحف تمثل النظام الرأسمالي وصحف تمثل الرأسمالية الوطنية وصحف تمثل اليسار.. وصحف تمثل الإخوان، وأمريكا هي التي فرضت علي الحكومة المصرية إطلاق حرية الصحافة، ولكن في النهاية المجتمع أمي، لذا لا يوجد خوف من بعض الأصوات المعارضة.. فالحكومة لها اليد الطولي، فهم يسيطرون علي التليفزيون الذي يعد وسيلة المعرفة الحقيقية لهذا الشعب الأمي ويمنعون المعارضة من الظهور فيه، ويحاولون إلهاء الناس عن القضايا المهمة بالرقص والغناء والبرامج التافهة.
.. بلا ترتيب للأسئلة أو تحضير وجدتني أسأله ما رأيك في تعبير الشعب عن غضبه بمظاهرات من حين إلي آخر؟
- المظاهرات.. أي مظاهرات؟ أتقصدين التي يتم الاعتداء فيها علي عفاف الرجال والنساء!!
وأومأ معرباً عن أسفه فاعتذرت له عن إثقالي عليه وأنهيت الحديث.
دموع في عيون رجل وحيد
هنا نامت سميرة الكيلاني، وهنا كانت تجلس.. هذه كتب خطت تحت سطور صفحاتها بقلمها.. وها هي أوراق ساعدت في ترجمتها وتنقيحها في محاولة لمساعدة زوجها.. لا أتحدث عن الإعلامية الراحلة سميرة الكيلاني إنما عن رجل لا يبدأ أي حديث ولا ينهيه إلا باسمها وسيرتها..
قبل وبعد كل جملة، فهو رغم كل تاريخه النضالي، ومؤلفاته ونظرياته الفلسفية، يؤكد أن أجمل حدث وقع له في الحياة هو زواجه من الإذاعية والإعلامية الكبيرة سميرة الكيلاني ـ رحمها الله وأعانه علي العيش وسط ذكرياته معها ـ فهو الآن يعيش وحيداً في منزل ضخم بجاردن سيتي لا يملك إلا حوائط من الكتب تعانق السقف، زادها الزمن صفرة وتحمل فكر ماركس ونظريات لينين، وأرفف لكل فنون الأدب والشعر وأخري للفلسفة وغيرها وسط صمت الكتب وآنين الذكريات يرن الهاتف كل نصف ساعة تقريباً..
إنها عائشة شقيقته الكبري التي تسأله عن كل شيء بدءاً من مواعيد الدواء وانتهاء بضيوفه وملابسه لتطمئن عليه بعد أن أصبح وحيداً في حياة صعبة رحل عنها حب العمر والأصدقاء وجفاه التلامذة ونساه المنتفعون حتي وإن أكد عدم اكتراثه بشيء.
.. سألته عن ابنته الدكتورة شهرت العالم؟
ـ فقال: شهرت تتصل بي من حين إلي آخر ولكنها ستنتقل قريباً للعيش في منطقة بعيدة عني.
.. لماذا لم تنجب أبناء أكثر لتتحدث عنهم فرحة كما تفعل عند ذكر أبناء شقيقتك؟
- نظر لي والابتسامة ارتسمت علي وجهه كيف لي أن أنجب أكثر وأنا كنت ضيفاً دائماً في المعتقلات أنتقل من سجن إلي آخر؟ وأضاف ساخراً: «كويس قوي إني عرفت أجيب شهرت».
.. من يعيش معك؟
- لا أحد.
.. من يرعاك؟
- أنا أراعي نفسي، صحتي بمب والحمدلله، «أنا أجمد منك».
.. وكيف تأكل؟
- تأتي لي الشغالة مرتين في الأسبوع لتطبخ لي.
.. من أين تنفق؟
- بعد تعييني في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة اليوم» كمدرس مساعد للمنطق ومناهج العلوم تم فصلي بعدها بعدة أشهر أنا وعدد آخر من الأساتذة لأسباب سياسية لذا لا أحصل إلا علي معاش ضئيل للغاية أما راتبي الحقيقي، وهو راتب محترم أحصل عليه من جامعة باريس التي كنت مدرساً فيها للفكر العربي وهم حريصون علي إرسال معاشي كل شهر في الموعد بالضبط بل ويرسلون لي خطاباً قبلها بعدة أيام ليعلموني بأنه قد تم تحويل المبلغ لي فقط مطلوب مني أن أذهب مرة كل عام إلي القنصلية لأثبت لهم أنني مازلت علي قيد الحياة،
ورغم أنني عملت في مجلة «روزاليوسف» ورئيساً لمجلس إدارة هيئة الكتاب ثم رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة المسرح ثم رئيساً لمجلس إدارة «أخبار اليوم»، فإنني لا أحصل علي أي معاش من هذه الجهات.. فأنا تقديري يأتي دائماً من الخارج.
.. هل تشعر بالوحدة؟
- نعم.. فسميرة كانت كل دنيتي.. ولمعت عيناه بالدموع فتوقفت عن هذه الأسئلة التي لم أهدف بها التدخل في شؤونه الخاصة والتي ربما لا تهم القارئ، إنما أردت فقط التركيز علي حالة مجتمعية نعيشها الآن
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل : محمود أمين العالم (Re: Amjed)
|
أمجد ،
أواخر خمسينات القرن الماضي وأوائل ستيناته: محمود أمين العالم : معارك فكرية؛ محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس : في الثقافة المصرية. جورج حنا : ضجة في صف الفلسفة؛ خالد محمد خالد: من هنا نبدأ ؛ مواطنون لارعايا، هذا أو الطوفان ، الديمقراطية أبداً، لكي لاتحرثوا في البحر؛ أفكار في القمة، الخ ؛ سلامة موسى : هؤلاء علموني: المرأة ليست لعبة الرجل، نظرية التطور وأصل الإنسان، الخ ؛
وكلهم : ضد الظلامية والتخلف والجهل.
محمود أمين العالم ، في الخالدين أبداً:
كان من رواد حركة التنوير الذين استضاء بفكرهم جيلنا .
تحياتي .
| |

|
|
|
|
|
|
|