|
Re: أم وطفل!!... (Re: خضر حسين خليل)
|
عزيزي وأخي الحبيب كمال..
بين التكل، والزريبة، والحوش تقضي حياتها كلها، طلبات لا تنتهي، حين نمر بالتكل اختي وانا كنا نركض سريعا من دخان القصب تحت الصاج، وعين زرقاء اليمامة لن ترى امي داخل التكل، بل يتسلل الدخان الاسود من الطاقة والباب كحريق هائل، وهي تعوس الكسرة، لها قدرات خارقة، كأي ام نزرت نفسها، لأطفالها..
دوما اتعجب من طاقتها، من أين لها، فهي قليلة الطعام، قليلة الكلام، قليلة المنام، جسدها واهن، صادق، محب، تسعى في القرية للعزاء، والتهنئة، وحضور حلقات الذكر، ثم تأتي البيت لمباشرة العمل من الفجر، وللفجر، بدعة، ووبساطة، وهمة، تحس معها بقدرة المحبة على خلق المعجزات، وبقدرة الحنان على زخرفة بيوت الطين، وجعلها قصور حقيقية... وبنشر الإلفة الحقيقية في سماء وارض الدار..
تحمل العنقريب بظهرها كي تخرجه لنا، وتخرج عنقريبها، و عنقريب خالي، وعنقريب اخي الأكبر في الصالون، ثم ترجع لحمل المراتب، ثم تفرش الملايات بمحبة، بعد ان تنفض الغبار عنها، وتدعو بالنبي نوح لنا بالنوم الهنئ، ثم تظل تراقبنا طوال الليل، لو انقلب الفراش، أو انزاحت الملاءة...
لها نظرات عجيبة، وربي، أحس بأنها تحتضنني بهذه النظرات الأليفة، الصادقة، البسيطة، وكنت احب ان أنوم وانا اتغطي بثوبها، وحين اكون نائما تمر من أمامي ببطء، كي لا تزعجي، متوجة بذلك الاحساس العميق بالآخرين، ناهيك عن ابنائها..
عميق محبتي، أخي كمال، في عزائكم الصادق النبيل.. ودمتم.. اخوك عبدالغني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: Rihab Khalifa)
|
العزيز ود كرم الله رحمة الله عليها واسكنها فسيح جناته
تعرف الواحد ما متخيل نهائي انه ممكن يفقدهن وللابد منذ عامين تقريبا فقدتها وانا في غربتي الممتدة حتى وانا امام قبرها لم اصدق انني لن اراها مرة اخرى لا زلت احن الى النوم بقربها في ((العنقريب))
رحمهن الله مثلهن لا يعوض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: esam gabralla)
|
خالص التعازي عبدالغني ..
في الفترة الاخيرة من عمري اصبحت ادرك معني الموت ومعني ان تفقد عزيز ..
ادرك حجم الالم وما تخلده الذكريات من حنين لأوضاع تمنينا دوامها ولكن الحياة وكعادتها امتهنت خذلنا وكان الموت ذروة الخذلان ..
لا نمتلك الا الدموع ولا نملك الا ان نسمع كلام النصحاء منا ..
فلندعو لها ولندعو لموتانا ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: طارق جبريل)
|
Quote: معها!!,...أحس بذاتي... (الذات، ذلك اللغز الجميل)، ذلك الكيان الخلاق في الحنايا..أحس بدفء عجيب، وبركة |
Quote: أصحابي يقولون (أمك حنينة شديد)...
|
Quote: كائن لا مرئي كان يزين محياها اسمه (اليقين)، ..
|
زدت علي أحزان هذا الصباح ياعبد االغني كرم الله بهذا الحزن المترف وكأنك تحكي عن أمي أطال الله في عمرها ..
حين تقسو الحياة هنا ونتنفس الصبر ونتجرع الإبتلاء في عبادة دائمة ويقين. تطيب هناك الحياة بفعل الصبر واليقين.
أتاك حديث اليقين حين كتبت:
Quote: وللحق احسست بسفرها، وليس موتها، فهي أكثر حياة الآن، وأكثر بهاء، |
أحر التعازي أخي عبد الغني كرم الله .. !
اللهم اغفر لها وارحمها واجعلها من أصحاب اليمين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: Hadeer Alzain)
|
Quote: أحسست بجمال الله، وعظمته حين صاغ أمي..
حين أكتب ... احاول تمثل أمومتها العظيمة للاشياء والاحياء.. .. |
لها الرحمة وهذه الحروف النديه والتى تحكى كم هى عظيمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عصام عبد الحفيظ)
|
أي كلمة قالتها أمي كانت بها روح.. كانت حية..
كائن لا مرئي كان يزين محياها اسمه (اليقين)،
عبد الغني : وسع الله مراقدها في الفردوس الأعلى مع والدتي إن شاء الله هذا قدرنا أن يعتلين الجنان قبلنا
صبرك الله علي هذا الفقد وحار تعازي بهاء/طوكيو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: Alsa7afa_30)
|
أخي عبد الغني
هو شأننا مع هذه الحياة الدنيا نعيش لكي نحب، وعندما نكتشف حجم المحبة التي بدواخلنا يأتي الموت لكي يقطف ذلك الحب.. لكن الحب لا يموت، لأنه صورة روحية خالصة.. لو تدنست بأي مادية لم تكن كذلك...
اعزيك في الوالدة... واقول لك كأني اراك جالسا في عليين وهي هناك تسامرك وتحكي لك عن قصص الحياة الدنيا... التي سوف تصبح بكل ما فيها ذكرى ذات يوم...
اسال الله ان اكون معكم... هناك لاشهد تلك اللحظة الفريدة............
دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: emadblake)
|
مهما كبرنا نظل بأعينهن وقلوبهن أطفالا ..لا يقل مقدار تدليلهن لنا أو اهتمامهن بنا ...
لها الرحمة فى سماواتها العلى ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: Masoud)
|
الاخ عبد الغني كرم الله
أحزنني كثيرا خبر وفاة الوالدة احر التعازي ... البركة فيكم الصبر جميل.... وكلنا لها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: awad hassan)
|
الاخ عبد الغنى كرم الله
Quote: حين أكتب ... احاول تمثل أمومتها العظيمة للاشياء والاحياء.. أصحابي يقولون (أمك حنينة شديد)... كائن لا مرئي كان يزين محياها اسمه (اليقين)، .. اليقين بعقل قديم يرعى خراف اطفالها الصغار، بمحبة، ورحمة، رغم الكرب والجور الذي تتعرض له الاسر البسيطة.. |
لها الرحمة و نسأل الله أن يصبركم لكم و لنا العزاء .. فى كل من فقدنا من الاحبة اللهم اغفر لها و ارحمها و عافها و اعف عنها و لقنها حجتها اللهم وسع لها في قبرها مد بصرها و اجعله روضة من رياض الجنة رب ارحمها واغفر لها واجعل الجنة تحت قدميها¨ اللهم اجعل البركة فى ذريتها واهلها وصبرهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: اسعد الريفى)
|
...
في اليوم السابع، ذهبنا لزيارة ضريحها، مع اخي عبدالواحد وعبدالعظيم وعبدالواحد وعلوية، وأختي محاسن لم تذهب معنا، واعترضت، قالت لها علوية (العربية ما بتشيل)، زيارة الأم في القبر عالم ثان، وأي أم، كانت هي الأب والأم والأخت، ولأني الأصغر، فقد مصصت كلها طيبتها، وأستغليت كل طيبتها، ومارست ما يحلو لي على ظهرها، وصدرها، ورأسها، ..
كانت حماري.. كنت امتطي ظهرها، واقمز برجلي بطنها كي احثها على السير في الحوش الملي بروث الخراف واثار الدجاج ووضوء خالي، وأمسك رسن شعرها الشايب، وهي جذلى بطفل سعيد على ظهرها، وأي ظهر، حمل غباش المعاناة، ولذة الأيمان بالمقدور، والاستسلام للقضاء، بحزن نبيل، ليس إلا..
أحس بها تجيب، كالنبي، حين امتطاه الحسين، وقال الاعرابي: نعم المركوب.. وقال النبي، نعم الراكب...
الاحساس بأنك (غاية)، هو أعظم احساس، ويطفو هذا الشعور الأمير، الشعور الحقيقي حين تكون في حضرة الأم، حتى أحسست بأن الأمومة هي الكائن الغائب في التعامل اليومي، هي أس الفرح بين الأسرة الإنسانية، هي دفء احترام الذات من اجل الذات فقط، بلا قشور لغرض أو خوف أو تملك، بل هي المحبة الصافية، من أجل لذة المحبة، ذات المحبة.. بل للحق، لم أؤمن بالكثير من الافكار للعبقري نسبيا ماركس، إلا لأنه لم يجعل من (الغائية)، هدفا له..
الغائية هي هدف الحياة، وارسلت الأم كمدرسة لذلك..
طعلنا الترعة، فبدأ مشروع العسيلات مزورعا بالقمح، لا يزال اخضر، في طريقه للصفار واللون الذهبي، كان هناك حزن نبيل، أختي علوية تذكر محاسن أمي، ولحيظات فراقها، أتابع كلامها، كأنني أرى شريط يمرر أمامي، حبل سري يربطني بها، للغد، والآن، والأمس، حيوات لا تحصى معها، منه ما اذكره، ومنها ما توارى، يزخرف النسيان،..
قالت بأنها تماثلت للشفاء، واشرق وجهها، حتى ظننا بأنها ستخرج من المستشفى، لانها عانت اليومين الاخرين، ... ثم صفا الوجه، وغابت في تخوم السماء، حين الحياة الأبدية، ...
اخي عبدالعظيم اقترح شاهد من الاسمنت.. قلنا سوف يتأخر، نعمل هسي شاهد من الحديد، يكتبه اخي عبدالوحد، فخطه جميل، تذكرنا اخي عبدالعزيز، وهو فنان مطبوع كتب شاهد أبي..
ماهذا المكر الجميل الذي تنسجه الحياة، تخلق الحياة، ثم تخلق الموت، ثم تخلق الحزن، ثم تخلق الحزن النبيل..
وصلني الخبر، وكنت في قهوة كوستا، في الطابق الثاني، لوحدي، حشرجة اخي أحسستني بفراقها، بكيت لوحدي، توكأت على عمود وبكيت، أن يصلك الخبر في الغربة احساس موحش، أن مراسم الوفاة في بلدي، والفراش، ولمه الاهل عبقرية سودانية اصيلة، فالحزن كائن حي، له ثقله، ويحمله معك الاهل والاحبة..
فوجئنا بأسر تأتي من الشرق والغرب، كانوا طلاب، يسكنون معنا، حيث بالقرية مدرسة، والقرى المجاورة بعيدة، كل فرد يذكر من محاسن أمي، أي بطله هذه، عاست الكسرة للكثيرين، وغسلت ملابسهم، ودعت لهم، بنكران جميل، بل كواجب، يحتمه الضمير الحي..
وصلنا المقابر.. واوشكت الشمس على المغيب، أحسست بأن الكون حزين مثلي، هنا تنام أمي، قبر بسيط، كوم من تراب يغطي قلبها وجسدها وشعرها الشايب، وشلوخها، وكفيها، التي مسحت، وعصرت، وطبخت، وتوضأت، وحملت ما يشاء من الاشياء..
أم هناك، وأسرة هنا، وقفنا حولها ... المقابر لصق النهر، تكاد تسمع صوت الموج، أحسست بأن الموت جميل، بأنه غياب في تخوم الغيب البهي، وبأنها فراشة لعقت عطر الحياة، ومضت راضية، بعد إكمال رسالتها على أكمل وجه، على أبهى وجهل، على أروع وجه..
قبر ابي، وقبر أمي معا، يقع قبر أبي في الجنوب الشرقي منها، هي أقرب للنهر.. للنيل الازرق الجميل..
أصرت علوية على زيارة قبر حبوبتي خادم الله، لم أرها، ألا في الحكايات التي تروى عن طيبتها، وحنانها..
أم وأب وحبوبة، كأن المقابر هي المصير الأبدي لم يسوح ويجري ويرقص في الأرض، هي المصير، الآن، أو غد، أو بعد غد..
من جماليات المعاناة، والعمل اليومي المكرر، هي ان تنفخ المحبة في العمل، أحس بأن أمي كانت تعمل الاشياء بشغف، بمحبة، هي تحس بطعم الكسرة في فم، وطرب الشاي في القلب، ومكوة القميص الجميل في الحفل، هي تحس وتتذوق، وتشم، أي عمل تعمله، واي خاطر يخطر ببالها، وأي دعوة تلهج بلسانها...
هي البساطة، بساطة الماء، وعبقرية الماء، عبقرية الفطرة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: emadblake)
|
أخي وصديقي وحبيبي عماد البليك
عميق شوقي، واحترامي..
لاشك، هي هناك، أحس بألم فراق، سفر لتخوم بعيدة، في البيت كنت اراقب سريرها الذي تنوم فيه، أجلس عليه، أنظر لقوائمه، المرتبة، أحس بها، في الشهور الاخيرة كانت طريحة الفراش، تصلي ثم ترجع، وفي الصلاة تقف كثيرا، تتجاوز المعهود...
في طريقي للقبر، أحسست بأن لي علاقة مع المقابر، امي فيها، أحسست بعوالم آخرى حقيقية، مخفية عنا، لكنها مجهولة لحواسنا..
عميق محبتي اخي عماد، ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي واخي استاذ محمد عبدالجليل
المحبة الزايدة...
بعد لغز الموت، يجتر الانسان ذكرى، ويالها من ذكرى، وقائع عظيمة يومية بل كل لحظة، من المخاض العظيم للميلاد وحتى رحيلها، كيف اصف الطفولة الاولى وانا لا اذكرها، كيف؟
سنوات ثلاث او اربع تكون هي انت، تراعيك في البول والاكل والنوم والغسيل والملبس، تعتمد عليها كليا، وهي بطلة التضحية..
ثم تتداعى حياتها فيك، عبر الشبة الحسي والمعنوي..
ثم تلك الهالة من المحبة..
عميق محبتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: Baha Elhadi)
|
عزيزي واخي بهاء...
أمي هي امك..
نحن في الاخوة معا...
الام صادقة، تحس معها بكينونتك، بذاتك، ...
تحس بالمحبة الحقيقية... بجمال الله، بجمال الكون، بجمال القلب..
عميق محبتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عصام عبد الحفيظ)
|
أخي الفنان الكبير عصام
عميق محبتي وتقديري فنهر الامومة عظيم خصب وخلاق ورسول وعجيب تحس معها بامن عجيب، وبراح داخلي خصب..
عميق شكري ومحبتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: طارق جبريل)
|
اخوي طارق جبريل...
تتجلى رحمة الله في خلق الام..
وبأن رحمتها وحنانها جزء من حنانه، ورحمته، بالغريزة فيها،..
ورحم الله والدتكم الرؤوم، وألحقها بالصديقين والشهداء والابرار..
عميق محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
رحمة الله عليها الحاجة بنت المني بنت العوض عدلان وأكيد قبرها روضة من رياض الجنة وهي المدرسة الحقيقية تخرج جيل أنت رمزه أخي عبدالغني وهنا لا ننسي أن نترحم أيضا علي الحاج كرم الله أحسن الله مثواهما .
كانت عظيمة (بالنسبة لي)، بطلة حقيقية، أم اسطورية.. بلا منازع (بالنسبة لي)، فالذاتية عظيمة..
أحسست بجمال الله، وعظمته حين صاغ أمي..
حين أكتب ... احاول تمثل أمومتها العظيمة للاشياء والاحياء..
أصحابي يقولون (أمك حنينة شديد)...
أي كلمة قالته أمي كانت بها روح.. كانت حية..كائن لا مرئي كان يزين محياها اسمه (اليقين)، ..
،،،،أبوقصي،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
...
احضر الحفلة في القلابات (قرية مجاورة، شمال الحلة، من قرى العسيلات)،، تنتهي حوالي الواحدة صباحا، أو أكثر، أصل الباب، أركله بقوى، لم تكن نائمة، ولكني أجهل قلب الأم، ... "جيت يالمبروك"، أحس بعظمتي، بكياني..
واجد العنقريب بارد، ومخدة على رأسه، وبطانية وحيدة مطبقة وفوقها ملاءة مطبقة ايضا،..
ارتمي في السرير، تمضي هي للتكل، تولوع الفانوس، تسخن اللبن، ومعه عيشة، تأتي لي، وتحنسني للشراب..
ياخي تعشيييييييييييييييييييييييييييت، تعشيييييييييييت.. أصرخ في ظلمة الليل، ... تصر.. أشرب... وهي تدعو لي، مع كل جرعة، وممسكة بالكورة المليئة باللبن..
خلاص.. كأنها لا تسمع كلامي، تواصل رفع الكورة حتى يندفق اللبن لفمي..
ثم تصر على ملص البنطلون والقميص ولبس الجلابية... أرفض، تحنسني، (عشان تنوم كويس ومرتاح).. أرفض.. تصر.. افك زراير البنطلون، وأجعلها تسحبه هي، تسحب البنطلون، يعاندها في الركبة، تسحبه ببهدوء، كأنها تخاف جرح رجلي، وتدخل الجلابية في رأسي، وهي تهمهم بالجيلاني، والنبي نوح، والاولياء الصالحين بحفظ ابنها الصغير..
أنام ملء جفوني، وتسهر هي .. اتخليها تراقبني نومي، تقلبي في السرير، تقوم تعيد الملاءة..
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
كتابات قديمة عن أمي الحاجة بت المنى العوض..
Quote: في طفولتي، بل ليوم الناس هذا، حين يرتل شيخ الامين الدويش، بصوته الشجي، الجميل، من وراء بتينا، حيث المسيد (لا تأخذه سنة ولا نوم)، كنت اظنها امي، في طفولتي والآن، معا، لم أراه نائمة أبدا، من على العناقريب نفتح عيوننا، في غبشة الفجر، فنجد كائن هلامي يجلس في ركن الحوش، تلفه الدخاخين، وهو ينفخ في نار الكانون، وحوله صينية وزلابية وليبنه حلبوها قبيل ذلك، وبنابر بعددنا...
وحولها أيضا، هالة من حنان، وصبر حنون، تزخرف به وقائع يومية، تبدو لنا مملة، ولكنها عند الحاجة بنت منى ضرب على وتر، كالقصبجي، كالكاشف، يسيل عرقها قبل ان تطلع الشمس، من نار الكانون، وحين نصحو، كملوك صغار، نجد الخادمة المطيعة، المؤثرة، الفريدة أمي.. قد أعدت لنا أكثر مما نريد..
نشم رائحة الشاي من بعيد، ونحن نقوم كسالى من عناقريب رصت في حوش طيني كبير، أحيانا، أمضي مباشرة لشراب الشاي، فتقربني منها، وتغسل وجهي، وتمضمض فمي، وتحنسني لكي اتسوك، فأرفض، فتخضع كعادتها.. وتكب الشاي في كباية كبيرة، تساوي طمعي، ولأني نعسان، أرفسها برجلي، فتسيل كنهر في الأرض، وهي كأن شئ لم يكن، وكأنها لم تحلب وتشعل النار قبل ان يفكر أي عباد شمس في فتح بتلاته، فتكب كباية أخرى، بل وثانية وثالثة، حتى (أشبع)، فالكيف لم يكن في حساباتي..
وفي الكباية الثالثة يتفتح ذهني، وعيني، فأرى امامي عالم من الكبابي والزلابية وماء الوضوء، وفحم ساكن سخنت به اللبن، وآخر الزلابية، والبرش بالقرب منها، ماذا فعلت قبل أن نصحو، كم أيدي في جسم أمي، كم عين بها، لا أصدق ما يتراءى لي، كم عدد ساعات اليوم لدى أمي، أقسم بأنها ليست 24 ساعة، ألم ينم الرجل مائة عام في ساعة واحدة، أم يسافر الدرويش راجل الكسرة لمكوار، وتجول بين الاضرحة لمدة شهرين، وحين عاد لم يسخن الشاي في البراد، ..
هل أحسستم بالبطولة الحقيقية، البطولة الاسطورية، والأبدية، هل أحسستم بأنكم كرام، عزاز، وأصلاء، وبأنكم غاية، عيون أمي تقول أكثر من ذلك، أما قلبها، فهو جنة يتفنن الشعراء في وصف بابها فقط..
بعد أن أشرب الشاي أرجع للعنقريب، ثم تبدأ في التحنيس، بين شقي يريد مواصلة النوم بعد أن أكل الزلابية وشرب ثلاث كبايات شاي ساخنة ومركزة، وبين أم تطمح في فتى يلبيس الرداء، ويمضي للمدرسة..
- قوم أمشي جيب الرداء والشنطة - أبيت أبيت أبيت فتمشي هي..
قوم ألبس أبيت أبيت ابيت، أقولها صارخا، وأمطها كلبنان بين اسناني واناملي.. فتملص سروالي وقميص، وعارية اقف امامها.. فتمضي بي للطشت، وتدعك الرأس، ولك أن تتصور طفل لا يريد اغماض عينه، فكل شي يدهشه، وصابون حار يحاول خلق ابي العلاء المعري، وهاك ياصراخ، ومجابدة، وصراع بين طفل عاري وأم رؤؤوم...
ثم اللبس.. ثم الشكر (أنت الزيك منو، يافارس (لم تكن تكذب)، ورب الكعبة، الأم لا تكذب، وهي تخلق منك فارس حقيقي، متجاوزة الدين والايدولوجيات..
وحين أعود من المدرسة، أضرب الباب، بل أرفس الباب، كي تعلم (الخادمة)، بنت المنى بأن السيد وصل، وطلباتي لا تنتهي، وأبسطها، أن تمشي على أربع، كي أركب فوقها، كحمار (بربك هل رأيت حمارا وملكا، وملاكا، معا)، وأشد شعرها الشايب كرسن... هل كانت غاضبة... مالكم كيف تحكمون.. الأم نسيج آخر، كات تضحك، وهي تسير بالفارس في الحوش وبين الراوكيب... والفارس يضحك، ولا يعصى..
وحين أصحو........ |
وربي لا أحس بأنها ماتت، على الأطلاق، بل مضت لتخوم أخرى..
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
الحمامة البيضاء
ريشها الناصع يطوف حول أنفاسي، فأطير به... أطير بأمي.. وأطير إلى جذر لم يرسو فيها حنين قبل إنفاسي المتعبة.. وبأحشائي هديل من حروف بنية، وبيضة ليس فيها ماضي، أو نقمة أطير لبحار عذراء، لم تلوث ببطون القوارب والسفن وأنين العشاق كي أهدأ من تأثير الضجيج الالكتروني وحبوس القطيع . فأترك بيضة هناك ، ثم أمضي في عشقي.. متعجباً من الأنامل الخفية الماهرة، التي كورت بيضتي والجنين بداخلها ثم صبغتها بلون أبيض يفوق النور هزالاً وأطير بعيداً عن البيضة، طارت الحمامة.. أسيرا لليد الخفية التي ترعى المروج والقلب والسحب والقطط والشعر واللذة والخوف. فماذ يدور بخلد جنين بالبيضة وهو يقلب رأسه في المحيط البكر وأي ام اختار، الارض، أم ينسى هذا الأمر، كغيب، كعدم، كخاطر لن يمر عليه... ليتني علمته عزف الكمان، ففي وحدته أسى عظيم، لا أحد يخبره بنفسه واسمه وأمه وأبيه. قد يولد وفيه قيم الفتوة والعدل والتحليق وأسر العيون الفطرية. سيسمي أشياءه كما يرغب، باللمس والفتنة ثم يحلق نحوي، فالغريزة لا تنسى.. سيهتدي في حلكة الظلام، إلى رحم الأم. وسيعجب من ريشه، وغريزة الحياة الغامضة، والهديل، أي خمرة يعتقها في حروفه البنية، أخفقة لين هو، أم جرس يؤذن في جبهة نهر عصى التخييل. وأعجب... كيف اهتدى للهديل، وهو لم يسمعه من قبل..
كيف اهتدى للهديل، وهو لم يسمعه قط..
ابنك عبدالغني كرم الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
يا الله يا كرم الله .. يالله ..
تبكي امك، حلوة اللبن مع عمود بارد داكن املس ما ببكي لا له يدين ؟
اعفي للغربة، اعفي للزمن، تكون رحمة ما شهدت تقلب وجها الصبوح لقبلة البياض، من أين لي بكلام، بحكي،بتربيتة على كتفك تخفف عنك محبتك لـ بنت المني بنت العوض عدلان؟ وكان لقيت، فكرك بأقوله؟ ما تخفف حزنك النابت من محبتك للطين الأصل، وهو الطين بيتنسي؟ واصل برك يا غني، و ابكيها يا غني بطريقتك، ما بيموت غالي ذكرناهو و طريناهو صبح وليل احكي و اكتب، وروحها أو روح تلاقي روحها بتوصل ليها شوق ولدها الصغير ..
اكتب ... النبي اكتب .. علشان اطمئن عليك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عزاز شامي)
|
عبد الغني
تحاياي
أحسن الله عزاءكم جميعا
أما بعد
Quote: قليلة الكلام.. ترنو بحنية مفرطة.. لنا، لأزيار، للسماء، للقبلة، لضيف عند باب الزنكي..
تكنس بمحبة، وتطبخ بمحبة، وتحس بمذاق الطعام في فم ابنائها وبناتها.. ترملت مبكرا.. وحين نزور ضريح ابي على ضفاف النيل الازرق، أسمع اعظم غزل بين عروس هنا، وعريس هناك.. وتذكر أبي، رغم رحيله المبكر، بمحبة وهيام وتقديري عصي الوصف.. |
كأني رأيتها حقا ...رحمها الله ..
مثل هذه الأم العظيمة تكون حية إلى ما شاء الله ... فذكراها العطرة تضمخ كل زاوية من زوايا حياتك.. و يفوح عبق سيرتها عند كل منعطف ... نعرف أنك ستتجاوز الحزن و ستبقى سيرتها سنداً لك
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: ابو جهينة)
|
....
نصوص قديمة، تمثل امي عمودها الفقري...
شقاوة، وبس!!!
(1)
أول شي، كنت راكب لي حصان، ولافي البيت كلو، حصان من خرطوش موية مقدود، ثم يستحيل الخرطوش إلى سيارة، تيت تيت تييييييييييييييييييييت!! ثم احيله كموسى إلي ثعبان اسك به اختي محاسن، وهي قابضة بيديها على حلاوة لكوم، وقد صنعت شنب من السكر حول فمها السعيد بالحلوى، ثم أقفز بالشباك إلى الشارع، فالوقت ثمين، لا يمكن ان نضيعه حتى أصل للباب البعيد، وما اوسع حيشاننا، وما أنضرها... فأثار الموج الترابي الساكن، بفعل المقشاشة، يزينها حتى الاركان القصية، وداخل الزريبة، والتي هي جزء لا يتجزأ من البيت، من القصيدة، عوالمنا المفضلة، حيث المعزة، والدجاجة، والنعجة، والشتلات... لي فيها ما أشاء، ، جنة ماثلة.. فالنعجة خلقها الله كي أتزحلق بذنبها الطويل، والمعزة كي أركب فوق ظهرها، والدجاجة كي أسكها !!
وحين تضع امي الصينية، للفطور، نواصل اللعب، وهل يأبق الطفل من ملك نفسه، نتقاذف بالطعاطم، ثم ارفع اللقمة عالية، من فوقي، ثم تهوي نحو فمي، أو جضومي، أو حتى رقبتي، لا شي يهم، وأمي (لا تضج ولا تثور)، نأكل ونلعب، عصفوران بحجر واحد، برمية نبلة واحدة، ثم أدس شطة لأختي محاسن، كي تبكي ... وتضحك معا، كل شي ممكن تحت سقف بيتنا، جنتنا.....
ولا أدري إلى الأن، لم كنت بحب المشي بالخلف، وراء وراء، حين ارسل لملاح من ناس عشة، جارتنا، كنت أمشي وراء وراء، حتى أصل، ويتحول الصحن إلى دركسون، وفمي إلى بوري يصيح في شارع خالي، وملي بالناس في خيالي!!...
وللحق لم يتعبني شي، كتصور نهاية السماء، ونهاية الأرض، وتصور (الله)، كنت أخاف من الذهاب إلى الأفق، بعد نهاية المشروع، كي لا أسقط من هاوية الارض (المربعة)، وهناك قد انزلق ، وتدفعني محاسن، لأني هربت باللقة الأخيرة ونحن نأكل في البيض، وأقع في هاوية لا حد لها، مطلقة، وكنت اتصور إن أطفال من العصر العباسي، وابناء أمي حواء لا تزال تهوي في بئر لا قرار له.. أما تصور الله، فقد كنت اتصور انه كبير، أكبر من الجمل، وأكبر من البيت، واكبر من البحر، ثم يجري خيالي لأكبر، فأجد مساحة أخرى، ثم أكبر، وأجد مساحة أخرى، وهكذا، حتى أخاف من تصوري، ثم اتغطى بالملاءة، والتهم بعض البلحات التي خبأتها تحت كيس المخدة، وأنسى موضوع الإطلاق، مع حلاوة البلح، أما الغطاء، فليس بسبب الحر، بل، كي لا تسمع محاسن صوت ضروسي السعيدة بهرس بالبلح الجاف،...
(مرت دقيقة).. هكذا كنت أقول لأختي، كنا نحاول معرفة (فترة الدقيقة)، بدون النظر للساعة، نحددها بالعد الداخلي، وثم صرنا نحددها بالصمت، ونصيح معا (دقيقة)، وأحيانا نقول لخالي دفع الله شوفنا بعرف الدقيقة، وهو ينظر في ساعته المشققة، وحين نصيح (دقيقة)، يصيح خالي متعجبا، (الله يلعنكم يالشواطين).!!...
حين ارسلتني امي لجلب الزيت، لعمل بيض بالطوة، واعطتني الجركانة الصغيرة، كانت جركانة عصير، ثم تحولت للزيت، زي الجرائد، حين تتحول إلى ضلفة النملية، جريت بالجركانة، وكنت اضربها بكوع رجلي، وهي تحدث صوت احبه، كما احب كل الاصوات، بلا فرز، سوى صوت حصة التسميع (كالعادة)، فجريت للدكان، وفي عودتي مررت بالخور، والكبرى، فنزلت كي امر تحت الماسورة الكبيرة، كما تمر الماء، وليس كما يمر الناس فوق الجسر، وفجأة أطلقت ساقاي للريح، حين طاردتني كلبة والدة يادوب، أما الزيت، والجركانة فعلمها عند الله، وحين حكيت الحكاية لأمي، لم تسألني عن الزيت والجركانة، فقد أكتفت بفرحة شديدة (من سلامتي من الكلب)، وهكذا حالها مع كل شقاوتي، تركز اهتامها على (صحتي وسلامتي)، وبس!!
وللجركانة، ونسيانها حكايات وحكايات، مرة صارت الجركانة، قائمة لمعلب الكرة، حين لم نجد طوبة للقائم الاخر، ونسيت كعادتي الزيت، والطوة والملاح، ففطلوع البدر ما يغنيك عن زحل، ثم إن اللعب أهم من الأكل والشراب (و للحق أنا اتناول الطعام كي ألعب)، يعني حلينا مشكلة (نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل)، بل نعيش لنعلب، ونطير، ونغني، ونحلق... كما تشاء غرائزنا، ورغباتنا المتواصلة..
ولم اتذكر بأني مرسل للزيت إلا حين ارتطمت كرة الشراب (وبالأدق شراب استاذ فائز) بالقائم، بالجركانة..
(2)
الدكان لا يبعد عن البيت سوى 250 متر، ولكني أتأخر أكثر من نصف ساعة، أحيانا بكون بحاكي في السلحفاة، وأكثر الأحيان، بكون جاري جري، ولكن بل لا بد أن اقفز أي برميل اقابله، وأنط أي حفرة، وأشوت أي بعرة وعلبة صلة، وأركب أي خرف يقابلني، حتى ولو كان اتجاهه عكس غايتي، وللحق غايتي اللعب، هي الأولى والأهم، يعني بشمي الدكان وبجي، زي مكنة سنجر، وفمي مرة ينبح، ومرة يثغو، ومرة يدوس بوري شديد من بقرة مرت أمامه، ممكن اتجاوزه بيسر، ولكني كنت اسوق قندراني ضخم وخلفي ترلة مقطروة ملاينة طوب من الكمائن، لبناء غرفة آمنة...
مرة كنت عند ناس خالي، رسلوني عشان أجيب فحم، والبرد شديد، وخرجت منهم الساعة التاسعة، وهي متأخرة جدا في عوالم القرى، وكعادتي النبيلة، التلصص، كي اتعرف على عالم خلق قبلي، بملاييين السنوات، ومطلوب مني أن أتعرف عليه، كي أعرف بأن النار تحرق، والماء يروي، والنط من الراكوبة قد يؤدي إلى الهلاك ، فوجدت باب العرسان (هبة وأحمد)، يتسلل من ضوء اللبمة منه بشقوق صغيرة، فذهبت ، وأغمضت عيني اليسرى، وفتحت اليمنى، أكبر ما يكون، أنظر لهم، وحين ذهبت لأمي قلت (شفتي يايمة هبه واحمد نايمين عريانين، قليلين أدب مش؟..
فقالت أمي، أيوة..
وواصلت وضوء العشاء، سعيدة بعودتي، بعد غيبة استمرت ثلاث ساعات كاملة..
وأيضاً، كانت فرحة امي كبيرة، وأنا ادخل أسجل هدف، ببصلة فاسدة، وكان الميدان هو حمالة الزير، وللحق اعترنتي نشوة لا توصف، وقد ارتطمت كرتي النباتية بأحدى قوائم الحمالة، وتدجرت ببطء تحت العنقريب.. (قوووووون) هكذا صاح الجمهور، وهو أمي (فقط)، وللحق ما أوسعها، وأكثرها...
من قال إن الأسد يلتهم الخراف؟، كنت ألعب بالطين في فسحة الحواش، تحت ظل البرميل، وقد صنعت غزالة، وأسد وخروف ودجاجة، وتركتهم يرعوا مع بعض، كان الاسد يرعى العشب مثلهم، بل يخاف من الدجاجة، إنها عوالمي، وغرائزي، التي تصيغ هذا القطيع، بيدي، لا بيد القدر ومعاييره...
ولكن ، وللحق، أتعبني الفيل، لم أجد له قرون، فتشت البيت كلو، فلم أجد سوى عودي كبريت... فقال خالي (أول مرة اشوف فيل انيابو عدييييييييييييلة، مش مقوسة)..
وحين اصابني ملل، وقد تقاصر ظل البرميل، عجنتهم مع بعض، وصنعت منهم (لوري طوب)، حتى داورن، سوف يتعجب من هذه الردة (التطورية)، إن يتحول (أسد ودجاجة إلى... لوري طوب)، ولكني ركبت اللوري، كي أجلب طوب لبناء غرفة لأمنة (لم اكن اتصور بأن رعشة الحب تأتي مبكرة جدا، بل جدا جدا)... بل قبل الميلاد!!
الخرطوش المقدود (حصاني السابق،.... بل واللاحق)، تحول إلى خرطوش حقيقي، حين هم خالي بضربي، لأنني كسرت الزير، وللحق لم أكن أنوي ضرب الزير، ولكني كنت اريد قذف الكانون، ويدي لم تطاوعني، (التمارين تقلل دماء المعركة)، فذهب الحجر للزير، وقد كنت غاضب من الحجر، ووبخته كثيرا، لأنه لم يضيع رغبتي!!
عوير، أهبل، شين، هكذا خاطبت الحجر، الذي كسر الزير... (أوعى الموية تزلقك)، هكذا خاطبتي أمني وانا ألعب بماء الزير المسكور...
إنها شقاوية، وبس!!
(3)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عواطف ادريس اسماعيل)
|
عبد الغنى كرم الله التعازي الحارة كم هو مؤلم ان نخسر الاحبة لكن تلك هي الحياة وهذا هو قانونها العزاء ليس هو السلوى فقط .. ولكن السلوى أن تترك خلفك كل هذه الأصوات تدعو لك فلك أيتها الراحلة بسلام ألف دعوة ودعوة تسلمك ليد الملائكة وتغمّدك الله بفسيح جناته وألهمك أخي وذويك الصبر والسلوان وندعوكم بالذكر الطيب للفقيدة إنا لله وإنا اليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: NAHID HASSAN BASHIR)
|
...
كنت أخدعها، ولا أبالي، أغشها عشرات المرات، وأنا أحضر من الخرطوم الألغاز، والمغامرين الخمس، وحين يصل بص العسلات الاصفر القرية، أسرع في القراءة، وحين تنزلق الشمس للمغيب، أمارس الكضب:
يمه بكرة عندنا امتحان... وهي تعرف الإشارة، يعني جلب الجاز من الدكان آخر الحلة، أو من القرى المجاورة... وتحضره، مغبرة الاقدام، محننة بطين وتراب بلدي المحبوب، ثم تغسل الزجاجة، وتملأ الفانوس، وتحضر الفانون بهالته المحببة لي في الصالون.. وأخرج كتابي امامها، بنوسة ولوزة وتختخ في ظهر الكتاب، وأقول لها ده كتاب جغرافيا..
فتصدق، ما أعظم الأمية، ما أعظم امي، الامومة كائن عجيب، يحكي عظمة الحياة، يحكي عبقرية الحياة، يحكي زبدة المشاعر حين تتسامى لرقة وعطف وحنان وامتنان، وسرب لا يوصف من الانفعالات..
الامومة تعني الاحتفاء بالطفل، بالابن بعيدا عن رعونات الانا، والاختلاف الساذج في الشكل واللون والفقر، بل تحتفي الام بالأبن كبطل حقيقي، كغاية حقيقية، ثم تتدهور هذه الخاصية في حمى قيطع المجتيع، ولكنها تعود فينة بعد أخرى في بعض التعاملاتي الكبرى، قال احد تلاميذ بوذا، بأنه آمن به، حين نظر له فقال: نظر لي بوذا نظرة أعمق واحن من أمي..
سمح يالمبروك تم قرايتك.. وواصلت مغامرتي مع المغامرين، وأمي تدعو لي بالنجاح في الجغرافيا..
هي تعلم، وربي تعلم بأني اغشها، ولكنها كالإله، ترمي الحبل في القارب، لأنها تحس بأن الجغرافيا أكبر من خطوط الطول والعرض، أكبر من كروية الارض..
حبلها السري يغذيني، بطرق خفية، بل الابن امتداد للام والاب، بل لآدم وحواء الأول، تتداعى الذكرى في قوانين الجينات لأفاق بعيدة لحواء وأدم، بل وآدم يسرق جيناته من الإطلاق، من الله... (على صورته)...
ذلك الدفء الذي احسه مع أمي، يغريني بالكتابة، يغريني بتقليب طرفي في مفهوم الأمومة.. مفهوم الميلاد.. مفهوم الرضاعة، واللبن، والهدهدة..
تلف الارض، وتهدد الجميع.. الارض رحم، وأم..
الحاجة بنت المنى تترك هالة عجيبة في البيت حين تحوم حوله، فترفع كباية، وتعدل ملاءة، وتدفن ماء الوضوء، تلقي نظرات حنونة هنا وهناك، فيتعطر المكان بتلك الإلفه، كأنها بخور أزلي، يبث الروح في النسيم والمكان والاركان..
حين تنظر لي، أحس بأني وردة، وعصفور، وملاك، وبطل، وملك، وإنسان، وكائن معتبر، ...
لم غابت الامومة في الفكر.. لم؟...
حين تحمل بيديها الخالية من الغويشات الصينة البسيطة لي، اتذوق حنانها وألعقه كعسل، قبيل الكسرة والملاح والبامية..
كنت حريدا، انحشر داخل السرير، إذا لم يعجني الاكل.. وبعد حين تحشر امي الصينية تحت السرير، ولا توقظني، لأنني اكون قد بكيت، وتعبت، ونمت..
وحين اصحو التهم البيض والمربة ومن أين؟ أتت لست ادري، إنها مائدة بين اسرائيل، مائدة من السماء..
مفهوم الامومة عصي، كبير، عظيم...
وهي تجسيد له في الام واللحم،..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
كلما هممت بالكتابة تراجعت لم أجد في قاموس الكلمات ما يناسب حزنك يا عبد الغني
والدتك ربنا يشملها برحمته ويصبرّكم على فراقها ودعواتكم لها بالرحمة والمغفرة
بقدر حبكم لها وبقدر فقدكم دعواتكم لها فراق الوالدين طعمه مر
لك الله وربنا يصبرّك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: انعام عبد الحفيظ)
|
Quote: ...
كنت أخدعها، ولا أبالي، أغشها عشرات المرات، وأنا أحضر من الخرطوم الألغاز، والمغامرين الخمس، وحين يصل بص العسلات الاصفر القرية، أسرع في القراءة، وحين تنزلق الشمس للمغيب، أمارس الكضب:
يمه بكرة عندنا امتحان... وهي تعرف الإشارة، يعني جلب الجاز من الدكان آخر الحلة، أو من القرى المجاورة... وتحضره، مغبرة الاقدام، محننة بطين وتراب بلدي المحبوب، ثم تغسل الزجاجة، وتملأ الفانوس، وتحضر الفانون بهالته المحببة لي في الصالون.. وأخرج كتابي امامها، بنوسة ولوزة وتختخ في ظهر الكتاب، وأقول لها ده كتاب جغرافيا..
فتصدق، ما أعظم الأمية، ما أعظم امي، الامومة كائن عجيب، يحكي عظمة الحياة، يحكي عبقرية الحياة، يحكي زبدة المشاعر حين تتسامى لرقة وعطف وحنان وامتنان، وسرب لا يوصف من الانفعالات..
الامومة تعني الاحتفاء بالطفل، بالابن بعيدا عن رعونات الانا، والاختلاف الساذج في الشكل واللون والفقر، بل تحتفي الام بالأبن كبطل حقيقي، كغاية حقيقية، ثم تتدهور هذه الخاصية في حمى قيطع المجتيع، ولكنها تعود فينة بعد أخرى في بعض التعاملاتي الكبرى، قال احد تلاميذ بوذا، بأنه آمن به، حين نظر له فقال: نظر لي بوذا نظرة أعمق واحن من أمي..
سمح يالمبروك تم قرايتك.. وواصلت مغامرتي مع المغامرين، وأمي تدعو لي بالنجاح في الجغرافيا..
هي تعلم، وربي تعلم بأني اغشها، ولكنها كالإله، ترمي الحبل في القارب، لأنها تحس بأن الجغرافيا أكبر من خطوط الطول والعرض، أكبر من كروية الارض.. |
والله ما عارف أعلق أقول شنو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كلمات تتقطع لها القلوب حزناً على فراق إنسان عزيز.. لقد أحسست بحزنك العميق وتساقط الدمع من عيناي وأنا أقرأ كلماتك الصادقة.. تذكرت والدتي التي فقدتها وأنا صغير ما زالت أحتفظ بصورتها في مخيلتي لا تفارقني لحظة وأنا في غربتي..
اللهم أرحم والدينا وتقبلهم في عليين وأكرم نزلهم وأحسن مثواهم وأرزقهم الجنة.. كما نسأله سبحانه وتعالى أن يطول عمر الأحياء منهم.
الأخ عبدالغني كرم نسأل الله لكم الصبر وحسن العزاء وجبر الله كسركم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عماد الشبلي)
|
ما اجمل امك يا صديقى ما اروعها مثلها لن يكف القلب عن الوجيب لها كن كما اختارتك كن مصليا وداعيا لها صم يا صديقى واوهب لها ما استطعت كل دعوة لاجلها تستحقها لها الرحمة ولك حسن العزاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عماد الشبلي)
|
اخي وصديقي استاذ عماد الشبلي
عميق محبتي على صورة أمي، أحس بدفء نظراتها وربي، هي هي، في الصورة، أو في البيت، أو في القبر، لا أدري، لقد كسرت مفهوم الموت في نفسي، لم اعد أرى الموت موتا، بل رحيل جميل لأفق ارحب وانضر واجمل، شيدت برحيلها علاقة مع المقابر، مع رياض المقابر، مع من خاضوا لغز الموت الجميل، وشرعوا كخراف ترعى في الملكوت..
لك محبتي، وتقديري الكبير...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم وطفل!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
الطفل والأم
( فإن الولد، إنما هو، من الناحية العضوية، يكاد يكون كله من المرأة ... هو من عظمها، ودمها، ولحمها .. فهي تعطيه في أحشائها كل تكوينه الجسماني، تقريباً، إلى أن يفطم .. هذا من الناحية العضوية، وأما من الناحية الروحية، فإن حالتها النفسية، ومزاجها، يؤثران عليه، وهو جنين، ثم يؤثران عليه وهو رضيع، ثم يؤثران عليه وهو طفل يشب في مدارج اليفاعة، تأثيرا يكاد يكون كاملاً.. ويكفي أنه، عندما تفتح عيناه لأول مرة، إنما تفتحان عليها هي .. فيلفح وجهه دفء أنفاسها، وتمس جلده نعومة أناملها، وتستقر في أعماق عقله، نظراتها الحنينة، ويطرق أذنيه عذب مناجاتها، ومناغاتها .. وبالاختصار، فهو يأخذ منها كل مزاجه، وكل تكوينه، الجسماني والروحي، والخلقي، والفكري، ثم هو لا يكون سعيه فيما بعد، بين الناس، إلا متأثراً تأثراً كاملاً بكل هذا التكوين المبكر..)
من كتاب تطوير شريعة الأحوال الشخصية للاستاذ محمود محمد طه
| |
|
|
|
|
|
|
|