|
Re: تعالو شوفو معي حلفا القديمة قبل الهجرة 2 (Re: فيصل محمد خليل)
|
ابن المدن البروس في باريس زرت باريس في أغسطس الماضي، ليس كسائح، بل هناك ضرورات أملت تلك الزيارة، ولا تجعل خيالك يودي ويجيب، (ففرنسا في عقول من لم يزوروها هي بلد النساء الكاسيات العاريات الملظلظات، وقد غذى كذابون تلك الصورة بأن زعموا بأنهن يقفن في ناصية هذا الشارع أو ذاك في انتظار إشارة من فحل قادم من أفريقيا).. وباختصار أقول لك ان كل ذلك «إشاعة». ولنفي الشبهات عن نفسي نهائيا أقول ان أم الجعافر وعيالنا كانوا معي.. يعني ما في «نَفَس» حتى لو كان ما قيل عن نساء فرنسا صحيحا، وكان أبو الجعافر ما زال في طور المراهقة الثالثة!! نزلنا مطار شارل ديقول في باريس وحسبت أننا في مطار دنقلا.. فقد كان المطار بائسا حتى بالمقاييس الأفريقية.. وكنت منذ ان تقرر سفرنا الى فرنسا قد قررت تحويل الضرورات التي حتمت السفر إليها الى «كماليات» وتحويل الكماليات الى ضرورات، والكماليات التي أعنيها هي زيارة مدينة ديزني للألعاب في باريس.. فمنذ سنوات وأنا «أهاتي» بزيارة تلك المدينة، بل وناشدت فاعلي الخير وذوي القلوب الرحيمة في صحف الخليج أن يتبرعوا لإنسان لم يمارس من اللعب في طفولته غير الغوص في الطين وأكل التركين، بمبلغ يسمح له بالسفر الى مدينة ديزني، ولكن أهل الخليج أثبتوا أنه «ما فيهم خير» بدليل أنهم تجاهلوا مناشداتي.. المهم توجهت من المطار رأسا الى مدينة ديزني وكنت قد حجزت فندقا فيها من خلال وكالة سفر، وعند وصولي الى الفندق اكتشفت انه «وكالة» مثل تلك التي كانت منتشرة في السوق العربي بالخرطوم، حيث كان الزبون يستأجر عنقريبا من نحو خمسين موزعين في فناء واسع.. ورفعت صوتي بالاحتجاج.. ولكن موظفي الاستقبال وقفوا ينظرون ببلاهة الى ذلك الشخص الأسود الذي يبدو عليه الغضب دون ان يدركوا سبب غضبه! فصحت مجددا: الله يسامحك يا مكي شبيكة.. كان البروفسور شبيكة عميدا لكلية الآداب التي انتقلت اليها من كلية الحقوق (القانون) ولما أعربت عن رغبتي في دراسة اللغة الفرنسية، أخبرني بحزم انه تم استيعاب العدد المطلوب في شعبة الفرنسية: يا أستاذ غيِّر بَدِّل! ولكن بلا طائل ولم أجد سوى مادة الجغرافيا لأكمل بها متطلبات القيد الأكاديمي.. ورغم حبي الشديد للجغرافيا، إلا أنني لم أكن ميالا الى دراستها ولو مؤقتا ومرحليا في الجامعة بعد أن رأيت طلابا يدرسونها، يحملون جداول اللوغريثمات! ماذا بإمكان طالب لا يعرف من الحساب سوى «جدول عشرة» أن يفعل بتلك الجداول السخيفة التي يعاني من يتعامل بها من التهاب الجيوب الأنفية بسبب ما فيها من جيوب تسبب الحساسية: جيب الظل وجيب التمام وما الى ذلك من تسميات خارم بارم؟ شتمت وردحت بالعربي والانجليزي والرطانة، وهبت بنتي التي تعرف الفرنسية الى حد ما، لنجدتي وقالت لهم إنني أرفض البقاء في فندق يشبه الفندق الذي كانت أمه تستخدمه لدق البهارات والثوم في عصر ما قبل السحان الكهربائي.. وفجأة علت الابتسامات البلاستيكية التي يدربون عليها المضيفات وموظفي الفنادق والمطاعم وجوه موظفي ذلك الفندق، ورطنوا مع بنتي لبعض الوقت ثم أتوا بسيارة ونقلونا الى فندق ابن ناس.. عجبت للسهولة التي استجابوا بها لاحتجاجاتي.. ربما حسبوا أنني جعلي! وربما حسبوا انني من أكلة لحوم البشر، خاصة وأن أسناني تشبه أسنان القرنتية (فرس النهر).. وقضينا عدة أيام في مدينة ديزني وكان أكثر ما لفت نظري هو ان آلاف الأوربيات من حولي كن في غاية الاحتشام حتى بمقاييسنا.. المهم انني استمتعت باللعب بكل ما هو متاح، ما عدا ذلك القطار المرعب الذي ينطلق بالمقلوب في كل الاتجاهات بسرعة صاروخية roller coaster ، وكان لابد من جولات في باريس، وتوجهت الى مكتب سياحة على أمل ان أجد فيه من يتكلم الانجليزية لاستعلم عن سبل الانتقال الى وداخل باريس.. كانت هناك فتاة حسناء يبدو أنها فهمت مرادي، ولكنها بدأت تكلمني بالفرنسية التي لا أعرف منها سوى بونجور (صباح الخير) وميرسي (شكرا) والأعداد من واحد الى أربعة.. وخلال لحظات، تأكد لي أن ما يروجه البعض من ان الفرنسيات (فاكّات) وعيونهن بيضاء (فاجرات) صحيح، فقد بدأت الفتاة تردد كلمة بوس مصحوبة بكلمة «تروا» التي تعني «ثلاثة» ثم تبرطم وتقول: بوس ست (سبعة)! كيف أقول لها: عيب يا قليلة الحياء ان تبيعي لي معلومات نظير التحرش بي (وزوجتي على مقربة مني).. واستنجدت ببنتي التي تتكلم الفرنسية وقلت لها تعالي انظري في أمر هذه الفتاة التي تريد ان تعتدي على شرف أبيك.. فرطنت بنتي معها ثم قالت لي: شرفك في الحفظ والصون.. بوس تروا وست، هما البص رقم 3 و7 على التوالي! بوس يعني بص.. حافلة.. وأحسست بالضآلة وصحت: الله يسامحك ويغفر لك يا أستاذي شبيكة... فعلا من تعلم لغة قوم أمِن شرهم.. وشر خياله المريض! وكانت هناك مرآة خلف الفتاة التي كانت تحدثني عن البوس الذي ينبغي ان استخدمه للانتقال الى وداخل باريس، ورأيت صورتي فيها وقلت في سري: ما الذي يغري فتاة فرنسية او بوركينا فاسوية لتحدثك في أمر البوس بالمعنى الذي فهمته يا محسي يا متخلف؟ وتجولت في باريس وأحسست بأن مدننا «بروس»،.. عشوائية، لا شيء فيها من رائحة التاريخ وعبق الماضي وأريج المستقبل.. وتحسرت على الكنوز التاريخية المبعثرة في العراء في شمال السودان النوبي.. ثروة كانت ستعود علينا بمئات الملايين سنويا لو كانت لدينا طرق وفنادق ومطارات، أو لو أدركنا ان السودان ليس الخرطوم التي تشبه جحر البعشوم.. وعلي بالطلاق، لدينا مناطق في شمال السودان تتفوق على الريف الفرنسي والانجليزي جمالا وبهاءً، ولكن لأن الله ابتلانا بحكومات تكره كل ما هو جميل، فإن تلك المناطق مرشحة للغرق تحت مياه الخزانات التي لم نجد لها موقعا غير المواقع التاريخية والزراعية الخصبة! معليش: ماذا تتوقع في بلد باعت حكومته حلفا بكل أمجادها ب 35 مليون جنيه؟. جعفر عباس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعالو شوفو معي حلفا القديمة قبل الهجرة 2 (Re: فيصل محمد خليل)
|
عزيزى فيصل...مسكاقنا بمناسبة عيد الاضحى المبارك يسرنى ان انقل لك التهانى القلبية لك ولاسرتك الكريمة وكل مطالعى هذا البوست التأريخى وكل ابناء وادى حلفا العزيزة والى صديقك اللدود المامنسى.. ود المنسى بلدياتى العزيز وبالمناسبة سارسل لة عبرك الى بوستة الظريف عيدية بس لازم يجى متحزم للبطان ..وممكن تجى يافيصل تاخد ليك سوط.....سوطين ......بس اركـــــــــــــــز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعالو شوفو معي حلفا القديمة قبل الهجرة 2 (Re: احمد العربي)
|
Quote: ولنا أن نسأل عن البحر السماء عن المطر كل التراتيل والتفاصيل |
يا احمد الربي
ولي ان اسأل
عن البوست
اين عثر
وعن كل التفاصيل.
تعرف يا احمد البوست دا
ضاع السنة الفاتت بعد الارشفة
فتشت عليهو في كل الاقسام و مراكز البوليس
حتى التخشيبة وليمان طرة
فظننت انه في غواتانامو و نمت
انت ليقتو وين
الف شكر لك وللاخ بكري ابو بكر
| |
|
|
|
|
|
|
|