|
"الحركة" الشعبية السودانية تطلب الصفح وتتمسك برفض مشروع "دولة الجلابة"
|
البشير يعتبر المنظمات الأجنبية "أداة للاستعمار"
"الحركة" الشعبية السودانية تطلب الصفح وتتمسك برفض مشروع "دولة الجلابة"
الخرطوم “الخليج”:
دعا الرئيس السوداني عمر البشير منظمات المجتمع المدني في بلاده إلى العمل على عودة النازحين في إقليم دارفور إلى مناطقهم، وطلب منها قلب الطاولة على المنظمات الأجنبية التي اعتبرها أداة للاستعمار. في وقت أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان اعتذارا للسودانيين في الشمال عما قد يكون صدر عنها من أخطاء في فترة الحرب، وأعلنت تمسكها بأطروحة السودان الجديد مقابل مشروع ما أسمته “دولة الجلابة”.
وفي لقاء مع ممثلي منظمات مدنية سودانية أول أمس، قال الرئيس البشير “نريد القيام بحملة لإخلاء المعسكرات في دارفور، وإنهاء المظهر السيئ الذي أصبح معرضاً وأداة للغير، ونريد تسجيل أكبر قدر من منظماتنا لدى الأمم المتحدة”. وأفاد بأن التركيز سيكون الآن على إفراغ المعسكرات التي قال إنها أداة لجلب الدعم للمنظمات الأجنبية، والتي تأكد أنه يوزع في ما بينهم، حيث مصلحتهم في استمرار الوضع. واتهم البشير المنظمات الأجنبية بأنها أصبحت أداة الاستعمار الأولى، وتتدخل في الشأن الداخلي وتوجه السياسات الداخلية، واستشهد بدورها في الانتخابات في إثيوبيا ومحاولتها تغيير نظام الحكم، ودورها الخطر في زيمبابوي والصومال.
وأكد البشير وقوف الدولة ودعمها للمنظمات الأهلية، باعتبارها أسرع من مؤسسات الدولة في درء الكوارث والوصول إلى مكان الحدث، وطالبها بالتنظيم في ما بينها وتكوين شبكات، وقال إنه لابد من تخصيص منظمات لمناطق معينة، وأن يكون هنالك جسم جامع ورابط للتوجه إلى المناطق المتأثرة.
وانتقد أمين أمانة المنظمات في حزب المؤتمر الوطني الدكتور قطبي المهدي دور المنظمات الأجنبية، وقال إن بعضها سياسي وبعضها الآخر استخباراتي، وكلها تلعب أدواراً سالبة وتهدد كيان الدولة، وأكد جاهزية المنظمات الوطنية للتصدي وتحدي هذه المنظمات وإفشال مخططاتها، ودعا لتعزيز الشراكة بين المنظمات والدولة.
وقال مدير إدارة المنظمات في “المؤتمر الوطني” إبراهيم عبد الحليم إنه لا حياد للمنظمات الوطنية في قضايا الوطن، وأضاف “لسنا محايدين، بل نقف مع الدولة والنظام السياسي”. وأشار إلى أن 105 منظمات أجنبية في دارفور غير محايدة، معرباً عن اعتقاده بأن هناك “شراكة سياسية بين منظمات المجتمع المدني والدولة”.
على صعيد آخر، تمسكت “الحركة الشعبية” بأطروحة السودان الجديد مقابل ما أسمته مشروع “دولة الجلابة”، واعتبرته أحد أبرز إنجازات زعيمها الراحل جون قرنق ويحمل نهاية مشكلات السودان والمهمشين في أطرافه. وقال الأمين العام للحركة باقان أموم في ندوة أول أمس في إحياء الذكرى الثانية لرحيل قرنق إن الأخير طرح مشرع السودان الجديد باعتباره المخرج من أزمات السودان في كل اتجاهاتها، واعتبره مخرجا يتجاوز ما سماها “دولة الجلابة” التي شن عليها هجوما يعد الأشرس من نوعه. وأوضح أن مصطلح “الجلابة” لا يقصد به السودانيون الشماليون، وإنما المجموعة التي حكمت باسم الشمال وعمدت إلى تهميش أطراف السودان، وأضاف أن هناك من سعى في اليومين الماضيين لذر الرماد في العيون والاستفادة من المصطلح في الترتيب لحشد عنصري يجهض مشروع “السودان الجديد”، وحذر من انقياد مجموعات وراء تلك المزاعم وخوض حرب لا تعنيهم بالمرة، على حد تعبيره.
واعتذر باقان أموم باسم الحركة الشعبية لكل السودانيين الشماليين عن أي أخطاء ارتكبتها في حقهم في أثناء فترة الحرب، ودعا إلى ضرورة تجاوز مرارات الماضي من دون كراهية، وألا يكون السودانيون أسرى للبؤس، وقال “أطلب الصفح والغفران من القوميات الأخرى”.
وقال والي النيل الأزرق نائب الأمين العام للحركة الشعبية لقطاع الشمال مالك عقار إن الحركة واجهت صراعاً داخلياً بين المجموعة التي تنادي بوحدة السودان وأخرى تنادي بفصل الجنوب، وإن الأخيرة كانت مدعومة من الخرطوم وحاربت الحركة الشعبية بالوكالة، ووجه رسالة إلى كل القوى السياسية السودانية مفادها أن الحركة تريد وحدة السودان، إلا أن للوحدة ثمناً، وحذر القوى السياسية من أن الحرب لن تغير السودان، ودعا إلى ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل لبقاء السودان موحداً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|