مات محمد وعاش الخروف!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 04:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام هباني(هشام هباني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2007, 12:04 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مات محمد وعاش الخروف!!

    كانت امنية محمد الصغير عندما يرجع الي الوطن لاول مرة بصحبة ابيه المهاجر الي اوروبا منذ خمسة عشر عاما قضاها في صقيع المنافي لاجئا هائما تاركا وطنا يتلظي تحت وطأة الظلم والطغاة ..كانت امنية محمد الصغير بن (الخواجية )ان يغتني عند العودة للوطن خروفا يلاعبه كبقية الاطفال كالذي راه في حديقة الحيوان في بلد امه الاوروبي وايضاكذاك الذي راه في مسلسل اطفال تلفزيوني اجنبي وهو حمل جميل وديع تغتنيه اسرةريفية اوروبية في مزرعتها وقد كان مصدر بهجة لاطفالها يلاعبونه ويسليهم.. وفعلا وعده ابوه بتحقيق هذه الامنية البسيطة!!
    وفعلا عاد محمد برفقة ابيه السوداني المهاجر والعائد بعد غيبة الي ارض الوطن السودان ..وكانت العودة قد صادفت مناسبة عيد الاضحي وقد كانت مناسبة العيد لهذا الاب العائد لتوه للوطن والذي يحب كثيرا طفله الاوحد فرصة ذهبيةان يحقق لصغيره رغبته في التمتع باللعب بخروف العيد قبل ذبحه بعد يومين كاملين وهو حر طليق في ساحة البيت يلعب به كما يشاء.. ويومان فرصة كافية لتسلية الطفل المدلل مع ابناء عمومته بهذا الضيف المسكين السيد المرحوم الخروف والذي سيغادر الدنيا حتما بعد اليومين المحددين في اول ايام عيد الاضحية بامر الله ذبحا حلالا ومباركافداء اسماعيل!!
    في عصر ذلكم اليوم جاء العم الطيب بخروفين هما اضحية العيد له ولاخيه المهاجرالعائد وكم كانت مفاجأة مدهشة للطفل الصغير محمد بن الثمانية اعوام ان يرى حلمه يتحقق امامه وفي بيتهم فبدل خروف كانا خروفين وفرصة عظيمة للتسلية ومداعبتهما مع ابناء عمومته اثناء فترة ما قبل العيد.. .. وفعلا استمتع محمد الصغير مع ابناء عمه باللعب والمطاردة للخروفين الجميلين حتى صار مولعا بهما حدا يفوق التصور..ونشات بينه وبينهما في هذين اليومين علاقة حميمة ووثيقة حد الوله حيث كان يصحو محمد مبكرا عند الصبح قبل شرب الشاي ليتسلل خلسة واهله نيام الى الزريبة الملحقة بحوش البيت حيث كان يقبع الخروفان ويبدأ في اللعب معهما من الصبح الي ان تغيب الشمس ولا ينقطع عنهما الا في فترات تناوله الطعام عندما تناديه امه.!!
    ولم يكن يدري انه بنهاية اليومين سيفارقه ابديا الصديقان الجميلان اللذان اسعداه جدا وهماسيفارقانه الي عوالم اخرى باذن الله امرا ظل مسطورا وذبحا عظيما فداء اسماعيل بن ابراهيم !!
    جأء العيد السعيد و في صباحه البهي تسلل كعادته محمد الصغير خلسة الى الزريبة ليحيي صديقيه الحميمين بتحية الصباح المعتادة واعدا اياهما بمواصلة اللعب والتسلية معهما بعد اداء صلاة العيد في هذا اليوم السعيد!!
    ارتدى محمد الصغير في ذلكم الصباح المبارك اي صباح العيد لاول مرة مثل ابناء عمه وعماته جلبابه السوداني الجديدوطاقية ومركوبا وخرج مزهوا فرحا بالعيد مع والده وعمه وابناء الاهل من انداده الي صلاة العيد وكان فرحا بهم وهم ايضايبادلونه ذات الشعور رغم لغته العربية ( العجمية) والتي كانت مثار ضحكهم وتندرهم البريء علي بن عمهم السوداني العجمي!! ..وبعد ان اتموا صلاة العيد وبعض مراسم المعايدة بالساحة التي اقيمت عليها الصلاة كان محمد الصغير متشوقا جدا اكثر من ابيه وابناء عمه للعودة للبيت ليقابل صديقيه الجميلين وقد افتقدهما اثناء ادائه شعيرة صلاة الاضحية وهو الان شغوف للقائهما حيث ذاهب اليهما ليهنئهما ايضا بالعيد!!
    وفعلا سبق محمد الصغير اباه وابناء عمه الي منزلهم القريب جدا من ساحة العيد.. وذهب مباشرةالي الزريبة حيث يمكث صديقاه الجميلان وفعلا التقاهما فرحا مسرورا وهوتحدث اليهما بلكنة عربية اعجمية يحييهما بالعيدية قائلا: (ايد مبارك اليكم) اي العيد مبارك عليكم.. وقفز الي داخل الزريبة ممسكا باحدهما وفعلا بدأ مداعبتهما والتحدث معهما والمسكينان كانا ينظران اليه بحيرة ويحاولان التملص منه واحيانا يحاولان مناطحته ولكنهما يعدلان عن هذه الفكرة السخيفة وهما يعقلان انه طفل بريء جدا جدا وبعد لحظات انضم اليه ابناء عمه وعمته وقد بدأوا ايضا يداعبون الخروفين المسكينين!!
    فجأة واثناء اللعب وفرحتهم بمداعبة الخروفين التفت الصغار تجاه صوت ينبههم للخروج من الزريبة وعندما التفتوا الى مصدر الصوت اكتشفوا انهما ابوهم وعمهم وقد ظهر والد الصغير محمد واخوه عم محمد وهما يرتديان (عراقيين) بعد ان خلع كل منهما عمامته وجلباب العيد الجديد ويحمل والد محمد حبلا طويلا وسطلا به ماء وعمه كان يحمل سكينة طويلة وفأسا وساطورا كبيرة وحادة وهما يتقدمان الي الزريبة حيث لا زال يلهو الصغير محمد مع الخروفين المسكينين وقد تلطخت جلبابه بوحل الزريبة ولم يلتفت الي ابيه وعمه القادمين لذبح صديقيه الحميمين وهو ابدا لا يعلم بهذا الخبر الفاجعة وليس في خياله مثل تلكم الصورة الوحشية لسكين وفاس وساطور وحبل وذبح وحشرجات ودماء وموت وهي من من مكملات فرحةالعيد!!
    فجأة صاح الصغار ابناء عم محمد فرحين مولولين وهم مشحونة ذاكراتهم بهذا المشهد الدموي المعتاد في يوم العيد ويعلمون علم اليقين بدنو لحظات ذبح الخروفين المسكينين..حيث سيستمتعون كما جرت العادة بالقفز من فوق الخروفين بعد ذبحهما تبركابدمائهما في هذا العيد السعيد وسيساعدون اباهم وعمهم في عملية القاء الفضلات والاستمتاع بالتفرج علي عملية السلخ وتعليق الخروف علي شجرة البيت وايضا سيستمتعون بعملية نفخ الفشفاش الاحمر بالفم الحر وادخال محتويات بعض المصارين فيه لعمل طبق
    ( المرارة) الشهيرة..وايضا سيحمل الصبية الكرشة وبعض اجزاء البطن والمعدة الي امهم في البيت لعمل المرارة والكمونية والتي سيستمتعون باكلها!! الا الصغير البريء محمد وحده لم يشاهد ولم يسمع بتلكم العملية ولم يحكي له ابوه عنهاذات يوم وهو في بلاد امه الاوروبية حيث هناك لا تذبح الخراف ولا الدجاج في البيوت ابدا لانها عملية محرمة بموجب القوانين..ولا يرى الاطفال هناك ابدا عملية الذبح وملحقاتها ولا حتى في افلام الرعب!!
    فجأة التفت الصغير محمد الي ظهره حيث كان يشير ابناء عمه مولولين فرحين.. وهو لا يفهم لغتهم وسر فرحتهم العظيمة..وكم كانت المفاجأة والتي جعلته ايضا يضحك بشكل هستيري مع ابناء عمومته وهو يولول معهم فرحا وهو يشاهد اباه وعمه في هذه الهيئة وكانهما يمثلان في فيلم رعب ساذج ....وهو يعتقد ان اباه وعمه يقومان بمناسبة العيد بعمل كوميدي او درامي لاسعاد الاطفال في هذا اليوم السعيد.. وظل مثل ابناء عمه يصيح ويصرخ من الفرح وهو يرى اباه وعمه يقتربان من احد الخروفين ويمسكان به ظانا انهما ايضا سيداعبان ويلعبان مع صديقيه الحميمين بمناسبة العيد!! وقبض والدالصغيرمحمد الخروف من قرنيه وبطحه ارضا وهو يضحك والصغار يضحكون ومحمد ايضا يضحك..وتقدم العم الطيب يحمل سكينته الطويلة الحادة.. هنا ازدادت دهشة محمد من براعة التمثيل لدي عمه وابيه وهو فرح جدا ولكن فجأة تغيرت تعابيره في تلكم اللحظة الشريرة و بشكل لا ارادي اصابته قشعريرة رعب وخوف عظيم من منظر السكين الكبيرة الحادة والتي يراها لاول مرة... وهو حتى تلكم اللحظة ظل مصدقا انها مسرحية عيدية للصغار يؤديها ابوه وعمه.. ولكنه لا يدري ان مثل تلكم السكينة الحادة لا تخطيء ابدا في هذا اليوم السعيد هدفها ولا عمه ووالده سيمزحان في هذا اليوم السعيد وهما سيفرطان في اداء شعيرة دينية هامة!!
    في اللحظة القاصمة الحاسمة صمت الاطفال الصغار..وايضاصمت الصمت..حيث للموت رهبة وهيبة
    وكاد قلب الصغير محمد ان ينخلع من الخوف من صدره مابين مكذب ومصدق ما يراه امامه والدهشة والرعب تمكنا منه وهو يرى بريقا في عيني ابيه وعمه اشبه بنظرات المجرمين في افلام الرعب .. وهذا المشهد ابدا لا علاقة له بفرحة العيد.. سكين ودماء وذبيح مسكين تحت الارجل...من اين ياتي الفرح والسرور ...في هذا الحال البشع ودارت في راسه الصغير البريءافكار سريعة ونداء ضمير صغير يرفض فكرة الذبح مهما كانت المبررات والذرائع حتى لو كانت بامر من الله ومن صلب الدين الحنيف .. من هو هذا الذبيح يا محمد!! انه صديقي وحبيبي الخروف الطيب الذي اسعدني ليومين كاملين وهانذا في الزريبة اتيت لاحييه تحية العيد و الان ازوره لنواصل سمر العيد الجميل....هل حقيقة ان ابي وعمي جادان في هذه الهزلية ليذبحانه؟؟!!...لا لا ان البريق الذي في عينيهما يفضح هذا الشر المقدس..لا يكذبان لا يكذبان.. وبدا الصغير من غير وعي يقترب رويدا رويدا من ابيه الذي يمسك الخروف من رجليه وعمه الذي ظل ممسكا بالسكينة الطويلة الحادة وهو يضع قدمه علي رقبة الخروف المسكين والان بالفعل بدأ في عملية التكبير ايذانا ببداية الذبح العظيم.. وبدأ يحرك السكين في اتجاه رقبة الخروف المسكين.....
    وفي لحظة الحسم الكبير كان الصغير محمد قد وصل ذروة الرعب الكبير وعلا في داخله صوت الضمير مناديا اياه بالفداء بالفداء ليفدي صاحبه المسكين الجميل في يوم الفداء العظيم وفى اللحظة القاصمة التي وضع العم سكينه على رقبةالخروف وهو يحرك يده ليبدأ الذبح..هنا طار بلا شعور الصغير محمد من مكانه صارخا صرخة داوية رددت اصداءها حيطان الحي و نبحت وراءها كلاب الجيران وفزع اهل البيت رعبا وحتى الصغار ابناء عم محمد اصابتهم رهبة وخوف عظيم و(تضايروا) فزعا خلف الشجرة الصغيرة عند الزريبة وقد افزعهم صوت محمد المذعور ايضا,, وفجأة مثل عقاب كاسرانقض الصغير محمد والذي تحول الي نسر عظيم علي يد عمه القابضة علي السكين في طريقها لتمارس الذبح العظيم وحينها هب العم المفزوع مذعورا والسكين في يده ولا يدري ما الخطب ومن فرط الصدمة ومن غير ان يشعر صادفت سكينه المفزوعة وهي تغادر رقبة الخروف المحظوظ لتستقر بدلها في صدر بن اخيه محمد الصغير الكبيرواستقرت في قلبه الصغير الكبير وهو يفدي صديقه الخروف الجميل في عيد الفداء العظيم.. وكان يوم فداء عظيم اذمات محمد الصغيروعاش الخروف وضاعت فرحة العيد ورجع العائد من الصقيع ابدا الي الصقيع يلعن وطنايفرح فيه الناس دومابالذبح والدماءوالسكين والدموع والنحيب والنحر من الوريد للوريد!!


    هشام هباني

    (عدل بواسطة هشام هباني on 01-06-2007, 05:20 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
مات محمد وعاش الخروف!! هشام هباني01-06-07, 12:04 PM
  Re: مات محمد وعاش الخروف!! Mustafa Mahmoud01-06-07, 12:25 PM
  Re: مات محمد وعاش الخروف!! هشام هباني01-06-07, 01:14 PM
    Re: مات محمد وعاش الخروف!! othman mohmmadien01-06-07, 03:15 PM
      Re: مات محمد وعاش الخروف!! هشام هباني01-06-07, 05:42 PM
        Re: مات محمد وعاش الخروف!! هشام هباني01-08-07, 00:03 AM
          Re: مات محمد وعاش الخروف!! Mohamed Elgadi01-08-07, 02:35 AM
            Re: مات محمد وعاش الخروف!! هشام هباني01-08-07, 03:29 AM
              Re: مات محمد وعاش الخروف!! Haydar Badawi Sadig01-09-07, 07:25 PM
                Re: مات محمد وعاش الخروف!! هشام هباني01-10-07, 10:35 AM
  Re: مات محمد وعاش الخروف!! Omer Abdalla01-10-07, 07:02 AM
    Re: مات محمد وعاش الخروف!! هشام هباني01-10-07, 10:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de