مناديل زينب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-29-2004, 02:22 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مناديل زينب

    مناديل زينب


    الفستان البني
    وهي بين صديقتين ، نظرتها صوب الولد ، وانا خارجا من باب حوش القصب ، بيدي الكراريس ، وارتدي ردايئ الرمادي المخاط من قماش شرطة السجون ، وقميصي الابيض ، وبيننا الصباح المدرسي ، المدرسة مشوار بين سورها والبيت ، اما داخلها فقد كنا نتعلم الكذب
    اقابل نظراتها ، بابتسامة لم تكن شفاهية مطلقا ، ويرسم الفستان على طريقي لونا بنيا ، بل كل المدينة وجبالها تلبس اللون البني ، وتلف الشال الابيض ، وتمشي على ايقاع خطوات الحذاء الاسبورت ، الحذاء ذو الرباط اللامع ، يحمل جسدا اسمرا ونحيفا ، وعينين رحيمتين ، منه تبدأ نظرتي ويمشي على قلبي بخفة طائر الرهو
    تكون زينب يومي ، ومدينتي ومراهقة جنوني
    أمرأة كما الصمت
    تهديني كتابا ، وتقول
    بين كل الحروف ثمة ما نخبئه عن عيوننا

    حين طلبت مني ان نتبادل الرسائل ، كنت انسج من خطوتها، كلمات ادونها في دفتري الذي اشتريته اولا بفكرة ان يكون دفترا للتعارف ، سطرته بمسطرة جديدة كانت تأخذ مكانها في علبة الهندسة ، وحددت خانات الاسئلة ،
    الاسم
    العنوان
    العمر
    والشاعر المفضل
    حتى الوجبات المفضلة واللون المفضل ، تلك اسئلة لها علاقة بالتحقيق البوليسي ، ربما استفادت منها بلادنا في حصر رغبات مواطنيها وكبتها للأبد ،ثم اخذ ذلك الدفتر يمتليئ بحكايات زينب ، خروج زينب الصباحي ، ويومي المشدوه بالنظرات عبر الاسوار لرؤيتها تلعب في سور المدرسة او تمشط شعر صديقة لها ، زينب تمارس المشاط في سور المدرسة ، رغم تحذيرات المدير بل وانزاراته المتكرره ، وتثبيت اعلان في لوحة قوانين المدرسة بعدم المشاط داخل المدرسة ، ثم صار القرار بمنع المشاط نهائيا للطالبات الا ان زينب في فسحة الفطور وفي نهاية اليوم تمشط البنات ، بل تحرضهن على ذلك ، وحين غلبتها قوانين المدرسة اتخذت طريق آخر وهو الجلوس في الوادي نهاية اليوم لتمشط صديقاتها تحت شعار مشطة ليوم واحد ، وهو اليوم الذي يبتدي بعد الخروج من المدرسة وقبل الولوج الى بابها ، وفي شأن المشاط كان لنا خلافا حميما ، كنت اراها عديمة شغلة ، وهي تقول لي المشاط مثل سرابات القصب ، مثل الدروب ، وتتهمني انني لست فنانا ولا احمل روح ابداع والا لرأيت جمالية فنها ، وكراس التعارف يدون احاديثها ، اغانيها احيانا ، وفي احيان كثيرة كان الورق المتاح لكتابة الجوابات ، فحين اكتشف خطابي الاول لها ، كان ولسؤ الحظ من كراس العربي ابو اربعة وستين ورقة ، وقد قام الاستاذ بحاسته البوليسية بعد اوراق الكراس ليكتسف ان هنالك اربعة اوراق مفقودة ، مما يعني ان ثلاثة خطابات سابقة عبرت نقاط المراقبة ، ووصلت للطرف الآخر ، ونلت يومها جزاءا يتناسب وحجم الجرم في قانون الاستاذ ، ولذلك اقنعت نفسي بأن التعارف ليس مهما واين اذهب بأسماء اصدقاء الفصل ورغباتهم ، فهم دوما يكتبون اشياء لا يمارسونها ، ودوما يكتبون اسماء مطربين لا يستمعون اليهم ، وامنياتهم بائسة ، وشحيحة
    وكنت اوسع الخيال بزينب ، ارسمها طريقا لعبور قوافل افكاري ، واعمدها حلما لخروجي من دائرة التعارف
    الرأس يأخذ شكل المارينز ، وقتها وصلتنا صورة الجندي الامريكي حليق جنيات الراس ، كانت الصورة معلقة على حائط صالون المدينة ، والرشيد الحلاق ، كتب تحتها بالخط الاسود الواضح ، عشرة جنيهات ، وكتب الحلاقة العادية جنيهين ، واردف الدين ممنوع والزعل مرفوع
    وابتدأ الاقتطاع من مصروف المدرسة ، كل اسبوع يتم توفير ثلاثة جنيهات ، بدك وجبتين فطور ، وعدم تناول البطاطس المسلوقة والمطعمة بشطة حارقة ، وتخميس السجائر او تقاسم السجارة الواحدة بيني وحامد ، او استخدام السجارة الواحدة ، للصباح ولبعد الفطور ، رغم ان القبور يكون قويا على تلك الاجساد اليافعة ، وعلى الصدر ، وفي الاسبوع الرابع يتم تقديم الرأس للرشيد لرسم الصورة المعلقة على الحائط كما هي ، رغم اختلاف الوجه ، الا ان مرآة الرشيد حين تعكس الراس من الخلف على المرآة التي تواجهني ، كان المارينز شابا صغيرا ، يتهيأ لاحتمالات لقاء زينب ، ورأسه خفيفا رغم تكوم كل الشعر في الوسط ، والجبهة عارية وكذلك الاطراف ، وناولته العشرة جنيهات ، كلها فكة ، جنيهات وعملة نحاسية وفضية ، عدها ضاحكا ، دي ما زرقا
    وقد تمت حلاقة الرأس كما المارينز
    يا زينب صدقيني
    كما المارينز
    اكتمل مشهد الخروج
    الرأس كما الصورة تماما ، والرشيد كان في مزاجا عاليا ، فرائحة الصاعوت تفوح من الدكان الذي يجاور الصالون ، مما يعني انه ليس خرمانا ، ويده حين اقتربت من انفي شممت رائحة الحشيش ، وعرفت انه من النوع الجيد ، لدينا خبرة تمييز الحشيش من رائحته ، انا وحامد افرغنا سجارة اللايف من التباكوا ، شحناها بالحشيش ودخناها ونحن نتكيئ على سور المدرسة ، كنا نطلق انفسانا تجاه مدرسة البنات ، ونتبادل اسرارهن ، اقرأ له كلماتها ، التي ترميها كل يوم في بريدي ، ويقرأ لي ما قالته تهاني ،اليوم اتى برسالة من العيادة الصباحية ، لم اسأله لماذا سجل اسمه في دفتر المرضى رغم اني كنت انتظر الطابور كي يتحرك لاحكي له سر فرحي ، لكني مدرك انه سليم الجسد ، وله اسبابه التي تستدعي الذهاب الى العيادة ، وهي كثيرة ، اهمها على الاطلاق ان اليوم لدينا حصتين لغة عربية ، حامد يكره استاذها وانا ايضا ، لماذا يكون استاذ اللغة العربية ابا للفصل ؟
    لم نتسآئل انا وحامد عن شرعية ابوة الفصل ، لاننا كنا نجاوب اذا نعرف الاجابة ، او نهرب عندما لا نسأل السؤال ، وربما للعيادة اسباب اخرى هذا الصباح احيانا يحتاج احدنا للجلوس على كنبة الرعاية الاجتماعية ، بدلا من الجلوس في حصة العربي ، او ربما لم يدخن حامد سجارة الصباح ، ويريد تدخينها في طريق العودة الى المدرسة ، يغسل يديه بعد آخر نفس بالليمون ، وبعض النوار ، هذا في حالة انه يثق ان بين مرضى هذا الصباح لم يندس جاسوسا ، او شخصا بينه وبيننا عداوة ، وان التنسيق ممكن للعودة من المستشفى مع مواعيد جرس الفطور ، بعد نهاية الحصة الثالثة ويكون دبل العربي قد انتهى في مشوار العيادة ، يبدوا من جدول الحصص ان هنالك عقلانية في وضعة ، كانت الرياضيات هي الحصة الاولى دوما ، لكن يليها العربي ، يقول استاذ الرياضيات ان مادته تذهن الذهن ، وحين نسأله كيف يقول تريضه ، اي هي مقدمات لأستيعاب حصة اللغة العربية التي عادة تكون الحصة الثانية مباشرة
    وتجد اذهاننا قد تريضت بالتكامل والتفاضل ، وجزر الهم التربيعي
    ويكون دخول الرجل ذو العباءة ، مصحوبا بنشيد عالي النبرة ، يخرج من حناجر تم تذهينها جيدا ، وكذلك ابوة الفصل تستحق نفخ الصدر لتأكيد الطاعة
    اتقاءا للتذاهن ، ولنفخ الصدر ، ولتسميع القصائد ، كان طريق العيادة الصباحية مجنبا للحصتين معا ، ويذهن الذهن برائحة اللايف ، وتقاطع البني مع اللبني في الطريق الذي يصعد ربوة الرعاية الاجتماعية ، ذلك المبنى الاصفر الذي يتوهج الزنك على سطحه ، وتفوح منه رائحة الادوية
    لم اسال حامد فقدت تأكد لي انه ذهب لمقابلة تهاني في العيادة ، فحين فرّ الرسالة كانت هنالك وردتين قطفتا هذا الصباح فما زال بهن بقايا ندى ، مما يدل على ان قطفهن تم على اقل تقدير بعد الحصة الاولى ، رائحة الخمرة تفوح من الرسالة ، دائما اشعر انني المس هذه الرائحة ، واعرفها بحاسة اللمس ، فقد صنعت حسب اعتقادي لتحتل الجسد مدى الحياة .
    كلما اتخيل رائحة الخمرة اشمها فهل هي اصل الرائحة ؟
    اذا قلت سؤالا كهذا لحامد لقال لي انت مثل استاذ العربي ، وربما يهرب مني بدفتر السجائر
    ادهشتني تحاياها
    حبيبي حامد
    ارسل لك تحية
    اذا مرت بالقبور اوقفت الميتين طابور
    اذا مرت بالجبال بعثرتها ، واذا عبرت الوديان سيلتها
    واذا مرت بالسهول
    اشعلت البذور
    واذا مرت بمدرستكم ، طيرت كل حروف اللغة العربية
    وقدمت حصة الجغرافيا على حصة العربي
    وحصة التاريخ ، على التربية الاسلامية

    ونواصل

    (عدل بواسطة ابنوس on 08-29-2004, 02:26 PM)
    (عدل بواسطة ابنوس on 08-29-2004, 03:09 PM)

                  

08-30-2004, 00:24 AM

مصطفى عجب
<aمصطفى عجب
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 94

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    اما داخلها فقد كنا نتعلم الكذب
    يا صادق
    أين أنت، وجلوسك المطمئن
                  

08-30-2004, 02:37 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: مصطفى عجب)

    الجميل مصطفى عجب كيف انت يا صديق ، وقد علمت من اخبارك المنشورة هنا انكم قد صرتم ثلاثة في داخل السودان ، منذ ان حزمت حقائبك عائدا الى السودان وانا بنده عليك ، انا فارق الجلوس بل هنالك اشياء كثيرة تجلس مطمئنة الان ، لقد فقدت تلك الاوراق هل معك نسخة ؟
    ماز لت اهلوس ، فالحقني بهلوساتي القديمة لك اشواق عظيمة
    ولنتواصل
    وكدت انشر تلك القصيدة لولا ان ابو عبيدة حملها معه الى امريكا
    لك كل الفرح

    (عدل بواسطة ابنوس on 08-30-2004, 02:40 PM)

                  

08-30-2004, 01:07 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    ابنوس
    مش لينا حق نجأر بالشكوى من هجرك للكتابة في البورد ؟
    جيدن جيت
    ومنتظرين وصلك ومواصلتك

    مصطفى عجب
    ادفق وما تبقى رقراق
    عالم بخيلة بشكل ؟
                  

08-30-2004, 02:43 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: الجندرية)

    العزيزة الجندرية
    لك كل الحروف ، ان الغياب قسري ، نحن تورطنا في متاهة كبيرة ، واحاول مغالبة اشياء كثيرة كي اكون معكم في هذا المكان الرّحب
    وساحاول جهدي ان اكون هنا
    ولك ما تبقى من حكاية زينب ومناديل الصباح
                  

08-30-2004, 02:46 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    رغم السجع البائن في خطاب تهاني الى حامد الا ان فكرة استبدال حصة العربي ، بالجغرافيا اعجبتني جدا ، ليس حبا في الجغرافيا ، ولكنها اكثر الدروس التي نحضرها ، ودائما تكون الحصة الخامسة ، ولا يهتم استاذها ان كنا فعلا قد التقينا في القولد بالصديق ام لا ، ولا يهتم ان كانت الهام من بنات حلفا ام من اي من المناطق الاخرى ، كان يأتي محملا بعدة رسم الخرائط مسطرة كبيرة ، وطباشير من كل الالوان ، والشكل اكثر ما يهمه ، يرسم الخريطة كما هي في الاطلس ، يهتم بالنقاط وبلون الحشائش ، بالفصول والمناخات ، ويتحدث بالحماسة ذاتها التي كتب بها منهج جغرافية السودان ، كنا نذكره ان مشروع غزالة جاوزت للالبان لم يعد موجودا ، نحن ناكل جبنة هولندية ، والخالة عزة التي تبيع وجبة الفطور تستخدم جبنة لا مصدر لها ، كان يقول لا تهتموا بهذه الاشياء ركزوا على ماهو موجود في المنهج ، هذا مقرر عليكم ، وحامد يحب الجغرافيا لانها السياحة الوحيدة الممكنة
    ولم يثنينا اي شيئ عن حضور حصة الجغرافيا ويواصل الاستاذ توصيف الري في مشروع القدمبلية ، وبطيخ ساق النعام ، وانا وحامد ننفخ سجائرنا بأتجاه زينب وتهاني ، حقائبنا المدرسية مليئة بكلماتهن ، وبالمناديل ذات الحواف الحريرية الحمراء ، ورائحة خمرة ، وبعض القلوب كل هذا يجعل للجغرافيا وورودها في رسالة تهاني القا وانحيازا واضحا منا تجاهها
    قال لي الرشيد بعد اتمام الحلاقة
    اذا ابتسم رأسك ، فليس بالضرورة ان تكونا وسيما
    فستجد وجها جميلا يبتسم لك

    وجهها والشمس خلف جبل القبّة ، اشعتها على رؤوس البيوت ، بينما طريقنا ما زالت ظلال الفجر تغطيه ، كان خروجي باهيا ، البنطلون البني مكويا ، والقميص الابيض كفكفت اكمامه ، الى الحد الذي تبين معه العضلات ، وحذائ لامعا ، واخذت حلاقة المارينز مكانها على راسي حتى بعد الحمام الصباحي ، لم تتغير شعيرات الراس ولم تبرز اي زوائد ، ، واللون اللبني يجعل وجهها الاسمر بابتسامته تلك بديلا لشمس مغيمة ، كان اقترابي منها مهذبا رغم تسريحة المارينز التي تنسف التهذيب من اساسه ، حلاقة قليلة ادب ، قالت ذلك وضحكت ، قلت ان قلة الادب يمكن ان تحتمل معنيين ، يمكن ان يكون المعنى سلبيا وايجابيا في ذات اللحظة ، كنت وحامد حين نرى الاشياء الملفته ونعجب بها نقول ، هذا الشيئ صعلوكا، مثلا عربية صعلوقة ، او لعبة كورة صعلوقة ، وبين الصعلقة وقلة احترام حلاقتي ، خيط رفيع ، سأشده باتجاه الجانب الايجابي دوما ،
    بيني وزينب تاريخ طويل من الابتسامات ، ومن الرسائل واللحظات السرية التي لا يجوز البوح بها حتى على الورق ، فرسائلها المرشوشة بالخمرة ، ومحملة بالزهور التي تقطفها من مشتل غابات الحكومة ، تبوح بالكثير من الاسرار
    في طريقها اليومي للمدرسة الثانوية بنات ، تمر بمحازاة مشتل الحكومة ، وتقرأ كل يوم اللوحة التي كتبت وعلقت على الاسلاك الشائكة ، ممنوع الاقتراب ، او القطف
    ولكن هنالك دوما زهرات نحبها خلف هذه الاسلاك ، كانت تتفتح عندما تمر زينب في الصباح ، فتقطفها بأحساس انتصار خفي ، وتضعها بين دفتي منديل احمر الحواف ، تخيطه من قماش التترن ، وترسله لي عبر بريدنا الخاص ، الذي نمتلك مفتاحه وحدنا ، حفرنا صندوقه داخل شجرة تمر الهندي ، الثالثة في طريق زينب والسابعة في طريقي ، فأنا وهي نسير في اتجاهين تبتديئ هي من الحرازة نحو المدرسة بينما ابتديئ انا من شجرة بئر الخرّاجه في الصباح تغشى هي البريد اولا تدخل يدها خلف الشجرة بعد ان تتأكد عدم وجود لصوص الجوابات ، خصوصا بعد العثور على رسالتنا الاولى وما سببته من ازمة ، وتفتح البريد وتترك رسالتها ، وحين التقيها في وسط الشارع تضع يدها على راسها دلالة ان بالبريد شيئا ما ، احيانا اجده حلاوة مندكوه ، صنعتها بيدها ، او حلاوة قصب ، ويكون مذاق اليوم كله حلوى ، والمناديل رسالة دائمة ، في المساء اترك رسالتي ردا على احاديثها التي لا تنتهي ، دوما لها لغة جديدة وحكايات ، وعطورا ان ابتعدت عن الخمرة تكون سوار باريس ، احمل زهرتها والكلمات ، اقرأها لي اولا ، ثم افرّها لحامد ، ونشعل سجارة بعد الفطور ، ونشرع في كتابة الردود ، اكتب رسائلي المستعجلة على الوجه الابيض لقصدير السجائر ، واطبقها حتى تكون صغيرة واضعها على البريد ، مثل هذه الرسالة عادة ما تحدد موعدا مسائيا ، في مكان واحد هو بيت تهاني ، فأم تهاني امرأة مهمومة بصناعة الطعمية ، وبيعها في المدرسة الابتدائية ، ولا تترك شغلها الا لظروف قاهرة ، ليس حضورنا واحدا منها ، كنت وحامد اختلقنا فكرة المذاكرة الجماعية ، وهي تضمنا نحن الاربعة فقط ، في بيت تهاني في غرفتها التي تتوسط البيت ، كنا نشعل الفانوس ، ونضعه على التربيزة ، ثم يغرق كل منا في احاديث وجد خاصة ، والضؤ لا يسلبنا الاحساس بالوحدة المطلقة ، اما رسائلها فقد كانت تشبه ارخبيل احاسيسها ، ودائما ما تتحدث عن اشياء لا علاقة لها بعشقنا ، بل تتجاوزه لكتابة اراء في المدرسة والمديرة ، وصلف الاساتذة ، وجدول الحصص
    وانا يهمني ان تتحدث عن كل هذا ، فقط ان تترك المشاط
    كل هذا التاريخ وفي اعلى درجات انحنائه ، مر بعاصفة واحدة ، فعندما اقتربت الامتحانات قررت زينب اغلاق البريد ، والمواعيد اليومية صارت اسبوعية و في نهاية الاسبوع يرسل اعتذار حميم ، وتشجيعات على المذاكرة ، ووعود بقبل قادمة
    واليوم وفي عز خدر الصباح اللذيذ ، قلت لها وانا ابرر اسباب حلاقتي ، باننا يجب ان نكون جزءا من الموضة السائدة ، وتبرير واهي بأن هذه الحلاقة تناسب اجوائنا ، قلت لها اريد ان ارافقك رجلا برجل نحو المدرسة ، فلنسير خطوات معا ، قالت وهي تشد الفستان اللبني ، فلنذهب ومما نخاف ، لن نضع رسائل على البريد مرة اخرى ، ولن نخاف رؤية احد
    في هذا اليوم الذي كنت متشوقا لنهاية الطابور والخطبة المدرسية الصباحية والجزاءات ، لاحكي لحامد حقيقة مشوارنا العلني ، اختار هو دفتر مرضى العيادة الصباحية ، وحين حدثته وهو يدخن آخر انفاس السجارة اننا سرنا معا ، وتحدثنا دون اي التفات ولم نكتب رساله ، قال لي لم يعد هنالك احدا في هذه المدينة لا يعرف انكم سرتم هذه الخطوات من قبل في ظلام الليل ، ولا احدا يهتم سوى هذا الاحمق واشار بيده نحو الاستاذ عبد الله الذي كان قادما من بيته المجاور للمدرسة ، مرتديا عبائته ، وذكرني حامد ان قضيتك ما زالت قائمة ، وانه الوحيد المستعد لاثارتها وقتما علم ان هنالك تطورات جديدة ، فعندما تم القبض على رسالتي ، طلب من ولي امري ، والذي هو صديقي الاكبر بابكر ، الذي اصطحبته ليتولى امري بحجة ان لا ولي امر لي غيره ، تم الزامه على التوقيع على اقرار بعدم كتابة اي رسالة مني لزينب ، او ان التقيها ، او حتى ارسل نظراتي عبر سور مدرسة البنات او احدث نفسي بذلك ، وان اغير طريقي من الوادي الى الطريق الجبلي لاسير وحدي
    وحدي في درب العزلة

    (عدل بواسطة ابنوس on 08-30-2004, 02:57 PM)

                  

08-31-2004, 00:14 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-03-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    أبنوس...

    لك التحية يا أخى..

    مناديل زينب...يا لها من مناديل..
    نص إبداعى سلس وجميل تبتعد به قليلا
    عن دارفور ومشكلتها والسياسة وبؤسها..
    المناديل ظل يعود به الماهرى...


    لك حزمات الود...


    عبد الرحمن قوى...
                  

08-31-2004, 05:03 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: Giwey)

    الصديق عبد الرحمن قوي
    لك كل المناديل
    ولك ما تشتهي زينب من فرح
    كم هي بائسة لغة السياسة ، وكم هم بؤساء اهلك ، اهلي في دارفور وفي هذا الوطن ، ولكن دائما هنالك متسعا للهروب واللغة وفيرة
    لك الحب

    (عدل بواسطة ابنوس on 08-31-2004, 05:18 PM)

                  

08-31-2004, 03:55 AM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    اين خبأت كل هذا السحر من زمان؟
                  

08-31-2004, 05:06 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: Zoal Wahid)

    زول واحد ، لك زولين
    صدقني لا خبأت ولا حاجة ، وانا منذ ان جلست هنا في هذا المكان ، كنت اشخبط شخبطاتي هذه ، ولا ادري هل فيها سحر ام لا ، وشكرا لانتباهك مناديل زينب ، وتابع ما زال للحكوة بقية
    لك ودي
                  

08-31-2004, 05:46 AM

gessan
<agessan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 746

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    الجميل ابنوس..
    كثيراً ما ارقب خطوك في هذا البورد..
    اتمنى ان تسمح ظروفك بمزيد من التدفق ..
    زينب ومناديلها ..وهذا السرد الدافيء ..

    ** لمرابع الديار غيمات حب ونسمات سلام..

    --ولي عودة--

    قيسان
                  

08-31-2004, 05:12 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: gessan)

    الجميل قيسان
    شكرا لطلتك الوسيمة ، وكلماتك اسعدتني ، وانا بأنتظار عودتك ودائما ستجد حروفا اخرى بأنتظارك
    لك كل الحروف
    وهاك منديل
                  

09-01-2004, 02:59 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    بيني وبينها انهدت الاسوار ، البريد اشجار الطريق ، والزهرات التي تخترق الاسلاك الشائكة كنت اول من اشمها ،الطريق في وحدته تلك يعطرني بالخمرة ، وبرائحة الليمون ، يغسل يدي من التبغ ، ومن سلامي العابر لها ، ويلغي شبهة اغتراف الفعل المحروم فكل ادلة الاثبات لدي استاذ العربي هي حاسة الشم ، والليمون ليس حراما وكذلك رائحة زهور الرمثة
    يجيئ حبنا دوما ماشيا على الطرقات الصباحية ، ممزوجا بأشعة الشمس والابتسامات ، يقرأ حامد رسالته مرات يحفظها ، ثم يلحنها بطريقة تشبه تلاوة القرآن ، يكتب بعض كلماتها ببقايا الطباشير على السبورة ، ووحدي اعرف ان هذه الكلمات العنيفة لتهاني ، قلت له هذه البنت تمتلك من التحايا ما يصلح الى ازاحة حصة العربي نهائيا من مقرر الدراسة
    قال
    ان قوة العبارة من قوة العاطفة
    فقلت ربما بهذه التحايا نستطيع ان نحول ابوة الفصل لاستاذ الجغرافيا ، فتحايا قادرة على ان توقف الميتين في طابور صباحي ، بل تجعلهم يرددون نشيد الحياة ، بالتأكيد تستطيع ان تقلب جدول الحصص ، وتعيد ترتيبة لصالح الجغرافيا ، او التاريخ
    انتهت فترة خريف المرحلة الثانوية ، جائت الامتحانات على خيول خوفنا من الفشل ، كل منا حاصرته الساعات المتبقية لمصيرنا النهائ ، زينب تطلق تشجيعاتها ووعودها ، وتحلف بكل المقدسات انها تهيئ فمها لقبلة لم يتزوق اي احد طعمها من قبل ، رائحة زهورها تختلط برائحة الحبر السائل ، وبدخان الكيروسين المنبعث من فانوس المذاكرة ، كل هذا يختلط بسجارة حامد المشتعلة فقد زاد المصروف المدرسي ، بل بدأت تصل الى معسكر المذاكرة مساعدات من ابناء الحي وتجاره ، بعض الذين فشلوا في نيل الشهادة الثانوية يريدون افقادنا اي فرصة للتعلل بالظروف غير المساعدة على النجاح ، مثل ان كيروسين الفانوس ينتهي بعد الساعة الحادية عشر والدكاكين جميعها مغلقة بقرار حظر التجول ، مثل اننا لا يمكن ان نعتمد على وجبة البيت الفقيرة ونحن نتنافس مع ناس يأكلون البيتزة والجاتوه ، ويشربون النسكافيه في معسكرات مذاكرتهم ، مثل اننا لا يمكننا تجاوز هذه العقبة دون ان يكون لدينا سجائر لايف كافي ، وكذلك قهوة في تيرمس جاهزة ، كل هذه الاشياء قرر ابناء الحي توفيرها عدى النسكافيه ، لانهم قالوا انهم ارسلوا في طلبه لكنه سيصل بعد الامتحانات ، نسبة للامطار التي اغلقت الطريق ، وكذلك ندرة الحصول عليه في الدكاكين العادية حتى في تلك المدن البعيدة ، لم يكن هنالك تلفون للأطمئنان على موقف زينب وتهاني ، كل ما هو متوفر طفلة في عمر التاسعة اسمها منى ، تحمل الرسائل والوعود التي تتكرر كل يوم من زينب ، حتى اصبحت تلك القبلة الآف الشفاه المنتظرة ، وحتى بات الخوف من اقتراب تعليق جدول الامتحانات يتحول الى انتظار ثقيل ، يصاحبه سأم من المذاكرة ، وتأمل في صورة زينب بين دفتي الكراس بينما حامد ايضا يغرق في تأملات خاصة ولا يحادث اي منا الاخر حتى لا نتلاوم عندما يتحقق فشلنا الاكيد ، التزم كل منا بجدول المذاكرة مسقطين العربي نهائيا من مذاكرتنا
    مرّ اسبوع الامتحان دون تبادل اي رسالة ، كنا نخرج نهاية كل امتحان ونتناقش ، ونمر ببوابة المدرسة الثانوية بنات ، نسال زينب وتهاني عن الاجابات الصحيحة ، ونؤكد لهن اننا كتبنا نفس الاجابات ، وان الموقف مطمئن جدا ، وان الوعود ستتحقق جميعها ، وسنسافر معا للمدن البعيدة ، نركب اللواري التجارية ذات عصر ، وحقائبنا على ظهورنا ، ننظر لجمهرة المودعين بموقف اللواري ، من يعرفنا ومن لا يعرفنا سيأتي ليودع طلبة الجامعة ، وقتها فقط يا زينب سيسمحون لنا ان نركب في مؤخرة العربة النيسان الكبيرة ، تختلط رائحتك مع رائحة البصل ، والديزل ، وصيحات الكماسرة ، وسيدس الاهل صرر القروش على جيوبنا وسندخن عند اول لفة في الوادي سجائرنا دون ان نداري الدخان ، وسأهيئ لك مكانا فسيحا واركب على حافة اللوري ، واذا حدث ان مال ساسقط نحوك لا نحو الارض ، ففكرة الخروج سورة تلوناها في كل رسائلنا وكان الباب الوحيد للسفر اما هروبا نحو التحول الى الجندية ، او سفرا تحتفي به المدينة كلها وتتبادل اخباره ، وتجهز مساهمتها فيه ، كل يقتطع جنيهات من مصروفه ليقدمها لعابري جبال المدن المنسية ، نحو مدن بعيدة ، لا يضطر فيها احدا لحفر بريده على جزع شجرة ، ودائما للعائدين منها رائحة جديدة ، ولغة جديدة ، وقمصان تثير شهوة فتيات الثانوي ، بفساتينهن ذات اللون الواحد
    فتحنا علبه اللايت ، ولم ننتبه الى ان حرفا قد تغير في اسمها ، رغم ان النكهة واحدة ، واللون هو ذاته ، والقصدير الداخلي بنفس تركيبته الهشة التي تسمح بنزع الورقة البيضاء واستخدامها بدلا للبرنسيس ، لم نتقاسمها كما تعودنا ، خمسة سجارات لكل منا ، فأنا وحامد اصبحنا نعيش معا في معسكرنا ، ونتقاسم الضوء الشحيح ، ورائحة التلوث ، والاسرار
    عندما انتبهنا ، وجدنا ان حرف ال
    F
    تغير الى حرف ال
    T
    مما جعل حامد يزداد شراهة في التدخين ، وانقلبت حياتي الى تعب حقيقي ، كتبت لزينب رسالة رغم ان هنالك امتحان اخير يوم غد ، قلت فيها
    اكتب لك اليوم رسالة على قصدير جديد لسجائر اخرى غير التي كنت ادخنها ، هذه السجارة التي كانت تسمى الحياة والتي حمل قصديرها قصة حياتنا لم تعد تنتج في مصانع البلاد البعيدة
    اشياء كثيرة ربما عندما نصل هناك نجدها قد تغيرت ، لكن كوني دوما زينب التي عرفت
    ارسلت الرسالة مع الطفلة ذات التسعة اعوام
    وقبل ان ترد زينب ، كان راديوا امدرمان يزيع خبرا بكشف الامتحانات في مدن الجنوب ، والغاء كل الامتحانات السابقة وسيعلن موعدا جديدا للامتحانات القادمة
    كتبت رسالة اخرى الى زينب
    الان وقد انتهت الامتحانات الى اللا نجاح واللافشل
    ما مصير وعدك ?
                  

09-02-2004, 00:52 AM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    Quote: لماذا يكون استاذ اللغة العربية ابا للفصل ؟


    حتى تمتعنا بقصص كهذه !!

    هل حكى لك أبي عن العواقب التي يتكبدها الطالب النوبي إذا ما تحدث بلغته داخل المدرسة أو حتى في الداخلية " السكن الطلابي " ، حيث لا لغة شرعية غير العربية ؟!


    عزت ،،

    لغتك شفافة وعفوية ، أشعرتني حقيقة - بدون تملق أو انحياز - أنني أعيش في قصتك هذه ، وأن هذه المدرسة إنما هي مدرستي وهمومها همومي .. حتى الأسماء تذكرها دون أن تمد يديك بين القارئ والشخصية معرفاً هذا على ذاك .. وكأنهما يعرفان بعضهما مسبقاً ، وكذلك التفاصيل المكانية .. إنك يا عزت تكتب وكأنك لم تقترف شيئاُ ، قمة المتعة أن تقرأ فتعيش في جو المقروء !!
                  

09-02-2004, 02:51 AM

عوض الله الفولانى
<aعوض الله الفولانى
تاريخ التسجيل: 09-04-2003
مجموع المشاركات: 850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: Husam Hilali)

    أبنوس

    ســــــــلامات

    تمتلك خاصية متفردة فى سردك و توثيقك
    لأيام ألشقاوة فمناديل زينب اججت فى ..
    دواخلى لحظات حلوة عشتها مع أميرتى ..
    نحن أبناء دارفور نعرف جيدا ماذا يعنى
    أن تهديك فتاة منديل فكنا نعتبرها قمة
    فى التعبير الوجدانى المتدفق عشقا و..
    و حبا... و يا لها من أيام .. ارجوك ..
    و اصل أبداعك .. يا رائع
                  

09-02-2004, 11:47 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    ابنوس
    نزيف الذكريات ..حديث العشق..التفاصيل الدقيقة واللغة الحياة..اسم زينب قد يكفي حتي بدون مناديلها ربما هي الصدفة وحدها ..لتبقي زينب عندي ...عندك ..أول العشق ومبتدأ الحديث..استمتعت بها كغيري واخذتني تماما الي حيث تريد..ومعك اغني لزينب الحلم الهدوء المستحيل

    لزينب تسرج الاقلام
    تكتب
    عاتيات الشوق
    أغنية القدوم
    الشمس تشرق من يديها
    أغنيات العشق
    مهر الالتزام
    القلب
    قد تأتي
    عبورا
    من ضفافك
    أو
    رحيلاً
    من جميل الذكريات
    فأبق حيث القلب!!

    لها ولك الود

    عبد الله جعفر
                  

09-03-2004, 01:24 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: Abdalla Gaafar)

    الصديق حسام هلالي
    شكرا لدخولك من هنا
    وقد عايشت ذلك المنع الذي يحدث في منطقة النوبة ، في مناطق اخرى لها لهجاتها وتعرف ان المدرسة الابتدائية التي درست بها ، كان طلابها يتحدثون اكثر من لغة واساتذتها كذلك ولكن رغم هذا فلغة التخاطب داخل المدرسة هي العربية وحدها ، هذه ليست القضية ولكن حتى استاذ العربي له لغته في البيت والتي يتركها وراءه بل ويقمع نفسه قمعا مبالغا فيه لدرجة انه يتحدث بالفصحى ، عموما ربما هذه الحكاية لا تتدخل الا في حدود في هذه المسألة الشائكة ،
    اما عن دخولك الى تفاصيل زينب وحكايتها ، فهذا سرب لي احساسا جميلا بأني اشركتك في حياة ما زلت انا اعود اليها كلما خاصرتني الايام ، انا اكتب هذه الحكاية كل يوم في ساهة اللنش بالشغل ، لكني اكتبها وان اعمل وانا اسير وانا انام ، واجمع قصاصاتها آخر اليوم وانزلها هنا حتى دون ان اصحح اخطائها الاملائية او النحوية
    وانتظرني فحكاية زينب لن تنتهي

    الجميل عوض الله الفولاني
    سلامات
    واعرف ان هذه الحكاية نتقاسمها معا ، فالمنديل دوما كان شارة الحب ، وعندما يتهم اهدائك طاقية مخرمة ومصنوعة باليد تكون المسألة قد توجت بزغاريد العرس ، هي تلك الاشياء الصغيرة التي تفعلها زينب ، واميرتك ، واميرات ما زالت حكايتهن لم تكتب وانا احاول ان اخرج المناديل هنا والرسائل كي ادخل الى عوالمنا تلك والتي تتكرر بشكل او بآخر
    لك منديل مطرز بالفرح

    الجميل عبد الله جعفر
    جميلا ان نتقاطع في زينب ، وذكرني حديثك بحكاية اخرى كنت قد عرضت على الدكتور بشرى الفاضل حكاية اخرى اسمها هلوسة الجلوس ، وتدور حول شخصية اسمها مريم بت الشيخ رابح ود جبر الدار ، فنبهني بشرى الى ان الاسم سيحيلني الى الطيب صالح رغم اختلاف النصين سردا وبيئة ، وقال لي كلمة / مريم براها اسم زي البسكويت ولا تحتاج لتعريفها بجبر الدار ، للاسف ضاعت تلك الحكاية قبل ان اضع مريم وحدها فيها ، زينب يا صديقي هي زينبنا جميعنا ، ولكل زينب قارئ وكاتب ، ولكن المنديل له رائحة تخص كل عاشق ، ادهشني نصك لدرجة انني شعرت بأن ما اكتبه عن زينبي عبثا وان اللغة بهشاشتها الظاهرة قد تكون اجراما في حق زينب مقابل نصك الجميل ، وشكرا على دخولك هنا وهناك
    ولك منديلين ورائحة نوار

    (عدل بواسطة ابنوس on 09-03-2004, 04:13 PM)

                  

09-03-2004, 04:15 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    يمتزج الارهاق بالسجائر فيصير الدخان باهتا وماسخ الطعم ، ففي اللحظة التي انتهى فيها الخبر ، وبدأت موسيقى سهرة الاربعاء ، قام حامد بأعطاء وجهه للحائط ونام ، تركني اتأمل المكان الذي قضينا فيه شهرا كاملا ، ملابسنا معلقة في كل مسمار على حائط الجالوص ، البناطلين البنية والقمصان البيضاء التي اوشكنا على مفارقتها غدا تخرج لسانها وتستفزني ، على الحائط علقت صورة المدينة ،التي التقطها سائح ما بكاميرا ذات لونين فقط ، ابيض واسود ، يظهر يمينها جبل القبّة بعلوه الشاهق ، على يسارها صهريج المدينة الفارغ ، ويبين جزء من شارع دبّة العمارة ، ومبنى وقاية النباتات ، على الركن يقبع المسجل ماركة ناشيونال وتمتد سلوك التوصيلات الى بطارية العربية التي تبرع لنا بها سائق المدرسة لكي نشغله بها ، ومنه نستمع لموسيقى ام كلثوم في صوت العرب ، ونتعرف على ميادة الحناوي ، ونستمع الى حقيبة الفن ، التي لم نكن بداخلها يوما ، والى مونتكارلوا ، وخصوصا برنامج بريد الاصدقاء ، حيث كانت تلك هي خيانتنا الاولى لزينب وتهاني ، سرا كنا نكتب رسائل لفتيات ترد عناوينهن ويرغبن في المراسلة ، وكنت اكتب لريّا السامري بمنطقة الجنادرية بالعراق ، ولم اتلقى رد حتى هذه اللحظة ، في جوانب غرفة الجالوص تلك كانت سراير الحديد التي ننام عليها ، بمراتب قطن وثيرة وملاءات نظيفة وبطاطين عليها نمر لا يثير خوفنا ، وتربيزة المذاكرة هي عبارة عن شبابيك من داخلية المدرسة قمنا انا وحامد بفكها ، وحملناها للخشابي ليصنع لنا منها تربيزة مذاكرة ، بعد ان تم تجفيف الداخلية لان الذين يسكنونها يجب ان يكونوا فاقد تربوي ، علي تلك التربيزة كثير من الاشياء اوراق مبعثرة وطفاية سجائر ، كتب مدرسية واخرى لا علاقة لها بالمدرسة ، سلسلة اجاثا كريستي ، وكتب عتيقة تصدرها دار رادوغا بموسكو ، وروايات عبير ، ومجلة العربي ، كلها تجيئ عبر الاستلاف ولا تعود وزينب هي السبب المباشر لوصول كل هذه الاشياء ، فشقيقها الاكبر كان قد دخل الجامعة ، ونقل لها سوسة القراية خارج المقرر ، ووالدها لا احد يعرف من اين يأتي بتلك الاحاديث ، يتكلم في السياسة كانه في الخرطوم ، وكل خبر يرد في الازاعة لديه فيه رايئ كانت زينب تنقله لي في رسالتها ، وتضيف عليه ، وانا لا اهتم ، فقط اشم منديلها واغرق في حلمي ، في هذه اللحظةفكرت ان استغل هرج النبأ ، واداهم المعسكر الآخر ، لكن ذهاب حامد معي الى بيت تهاني هو جواز مروري ، فلم تتعود تهاني من قبل ان تستقبلني وحدي ورفقتي لحامد تطمئن امها ، وتجعلها تجلس خلف صاج الطعمية وهي في قمة طمأنينيتها ، تعثرت عمدا بالتربيزة ، وقلبتها على حامد تناثرت كل الاشياء على ظهره ، لكنه لم يسحب وجهه من الحائط ، اعدت الاشياء ############ة بمزيد من الضوضاء لكنه ظل في ثبات يثير الخوف ، رفعت صوت المسجل الى اعلى درجاته ، كانت ازاعة امدرمان تواصل سهرتها وكان شيئا لا يستحق الاسف ، غيرتها الى لندن ، كان حصاد اليوم الاخباري ، والمزيع يحلل الاسباب اللامنطقية في دخول العراق الكويت ليلة البارحة ، اطلق حامد ضحكته بهستيريا ، ونهض قال لي فلنذهب بلاد باكملها تروح ، فماذا يعنى تاجيل امتحان ، لم يأخذ من كل تلك البعثرة غير علبة السجائر وعلبة الكبريت ، اغلقنا باب الزنك خلفنا ، وسلكنا الطريق الذي يمر بين الجناين ، حتى صعدنا دبّة العمارة ، كنا نتجاذب الاغنية بيننا دون اي اتفاق على اللحن ، حتى التقينا بابكر يقف في ناصية بيتهم ، سلمنا عليه ، وقد كان كتابه في يده ، سألناه عن ما سنفعله في هذا الفراغ الذي وجدنا انفسنا فيه ، وادهشنا انه لم يسمع بخبر الغاء الامتحنات ، وقد ظل يذاكر لاكثر من ساعتين في مادة الغد ، وعكس كل الاحتمالات ، انفجر بابكر في فرح غريب ، وقذف بالكتاب داخل زريبة الغنم التي يملكها والده ، علاقتنا ببابكر لم تكن في بدايتها سوى علاقة خصومة شريفة ، فقد كنا انا وحامد وصديقنا يوسف الوحيدين الذين لا نشتري منه حلاوة الدروبس ، عندما كنا بالابتدائ ، ليس لدينا موقف من الدروبس او من بابكر ، لكن مصروف المدرسة ليس فيه اي بند للحلويات ، ثم اننا كنا نحب البطاطس بالشطة ، والاشياء حادقة الطعم بصفة خاصة ، وبابكر كتاجر منذ ذلك الوقت رأى انه لن يستفيد منا باي شكل من الاشكال ولذلك تظل الخصومة هي اقرب الطرق لتحديد علاقته بنا ، وكنا نسخر منه وهو يأتي للمدرسة ليبيع تجارته ولا يشتري حرفا واحدا ، تطورت تجارته في المرحلة المتوسطة ، وفتح طبلية سجائر في ركن منزلهم ، ويبيع كذلك الحلويات بكل اشكالها ، كانت زينب تحب حلاوة النعناع ، ولا يبعد بيت بابكر عن بيت تهاني سوى لفتين وخطوة ، تمرزينب من هنا كل يوم ، حتى التقيتها في زاوية الشارع الآخر ، عصرا كنت اتكيئ على ظهر قميصي الابيض ، كنت في انتظار خروج حامد من بيت تهاني فأمها حتى هذه اللحظة كانت في المدرسة تبيع الطعمية ، والفقوس بالشطة والبطاطس والقنقليس ، رغم نتؤات الحصى على جدار الجالوص ، كنت اتحدث مع بابكر في حوارين مختلفين تماما ، يشرح لي افكاره في توسيع مشاريعه بينما كنت اتحدث عن ظل الحائط وطوله وعن مواقيت الخريف ، وهجرة طيور الرّهو هذا العام قبل الموسم ، رايتها قادمة ، كل الاشياء تلخبطت حتى ان حديث بابكر امتزج بحديثى لاسمع نفسي اكرر جملتين من حديثه واخرى تتداخل مع ظلال لا علاقة لها بالحديثين معا ، وعندما عبرتني ودخلت الشارع الآخر ، لحقت بها ، والتقينا في زاوية انفرجت بأتساع حلمي ، وغطتني ظلال ابتسامتها ، لحقنا بحامد هناك ، فكان نشيدنا الرباعي الذي عزفناه على اوتار حلمنا ،
    لابد من اسكات بابكر ، وضمان سكوته يتطلب رشوة ما تزيل كل الخصومة مرّة واحدة ، وعندما وقفنا امام الطبلية ، اخرجت جنيه ونصف هي حصاد لعبة بلي كسبتها في سور المدرسة ، واشتريت منه علبة سجائر لايف حمراء ، ارتجفت يده على مفتاح الطبلية ، وزالت من نظرته كل الاحتقانات السابقة ، فاشعلت سجارتي الاولى وغرقت في كحة شاركني حامد في ايقاعها الجاف ، وفي علبة السجائر التي تقاسمها معي النصف بالنصف ، وابدى بابكر استعداده لتوصيل رسائلنا او اي خدمة تطلب منه ، ولكن بعد مرحلة كاملة من العمر كان بابكر هو اول من كشف رسائلي لزينب ، وعمل لصا يسرق بريدنا ، وقادني للمحاكمة التي ادت لتوقيع ولي امري على تعهد العزلة

    (عدل بواسطة ابنوس on 09-03-2004, 04:26 PM)
    (عدل بواسطة ابنوس on 09-06-2004, 11:20 AM)

                  

09-04-2004, 11:10 AM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    UP
                  

09-04-2004, 01:59 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    الأخ يوسف
    قلت فيه شعار ويتعذب ضميري
    كل حرف كتبتو بي دمي.....
    (آه من المنديل بتاعكو دا ياعزت).
    في إنتظارك..
                  

09-11-2004, 07:26 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: Mohamed Adam)

    الجميل حسام هلالي
    اعرف انك تتابع هذا النزيف ، واعتزر لاني معزول عن الكتابة لاسباب هكرية
    وساواصل هذا الحديث عن زينب

    الاخ محمد ادم
    للمناديل
    رائحة ، وللصباح ايضا
    لك فرحي
                  

09-13-2004, 08:50 AM

mohammed alfadla
<amohammed alfadla
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 1589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    يا سلام
    ياعزت يا سلام
                  

09-13-2004, 10:15 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: ابنوس)

    ***
                  

10-11-2004, 08:08 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناديل زينب (Re: الجندرية)

    الفاضلابي
    يا سلااااااااااااااااااااام
    لم اكن ادري انك تتابع رائحة المناديل سرا
    واعتذر للانقطاع
    تابع
    الجندرية
    هنا توجد اوراق اخر من حكاية زينب ، لقد تطايرت بفعل الريح
    ولكني الان سأكتبها
    لك ودي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de