رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2004, 09:11 PM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي

    الأخ ناظم:

    ليس من بين أغراض هذه الرسالة أو أهدافها أن تنحدر بأسلوب مخاطبتي لك إلى ما لا تقتضيه حدود اللياقة اللازمة ، حتى وإن أغواني بذلك موقف هنا أو هناك مما قد يتضح لاحقاً في متن هذه الرسالة المفتوحة.
    في الوقت نفسه ، فأنا عازم على طرح وقائع بعينها وما إتصل بها من ملابسات. وسألتزم ، ما وسعني ، بألا أتجاوز إطار الوقائع الصارم إلى أحكام قيمة لا أجد طائلاً من ورائها.
    وحتى أفضي بك متمهلاً نحو ما انا بصدده هنا فأسمح لي أن أستعيد وقائع ذات صلة بعيدة نسبياً بموضوعي الأساس ولكنها تشكل خلفية ضرورية لتفهم الأمر برمته.
    حين قدمت إلي محل سكني (مينيابلس، منسوتا) قبل أعوام لتسلمني كتباً كنت تقوم بتوزيعها آنذاك لمصلحة مركز الدراسات السودانية ، كنت أراك للمرة الثانية في حياتي فيما أظن الآن. وقد وقعت تلك الزيارة قبل مدة قصيرة جداً من تاريخ إنتقالي من منيسوتا للإقامة بولاية أخرى.
    بعد إكمال تسليمي الكتب التي اشتريتها منك لاحظت أنت ان سيارتي ما زالت بحوزتي ولم يتبق لي غير وقت قصير بالمدينة فعرضت عليّ شراءها مني. قلت لك حدد ما تراه مناسباً لقيمتها ولا بأس لإنني كنت سأتركها تحت حيازة زميل عمل على أية حال. إنتهي كل شئ في غضون خمس دقائق ، قبلت دون تردد طلباً لإمهالك فيما يتعلق بالسداد ، تركت لك عنوان صديق بولاية أخرى ولم أشترط إلا إحتفاظي بالسيارة طيلة الأيام التي تبقت لي بالمدينة على أن تستلمها قبل يوم من تاريخ مغادرتي مباشرة.
    قبل إنقضاء المدة المتفق عليها عدت ملتمساً حيازة السيارة ومعتذراً بأن عملك الجديد يستوجب ذلك. ورغم حاجتي الماسة لإستخدامها قبلت طلبك وارتضيت أن أمشي راجلاً إلى مكان عملي القريب خلال ما كان قد تبقى لي من أيام معدودة. وبما انني كنت أحتاج لإنجاز مهام متفرقة سيكلفني أداؤها عنتاً ومشقة دون سيارة فقد إتفقنا على أن نؤديها معاً في ذلك اليوم.
    كان من أهم ما توجب تنفيذه هو إرجاع جهاز الإلتقاط التلفزيوني "صندوق الكيبل" للشركة التي تملكه. قمت في حضورك بنزع التوصيلات منهياً الخدمة قبل أوانها وخرجنا معاً نحو مكتب الشركة المعنية. كان المكتب مغلقاً.
    إقترحت يا أخ ناظم أن تتحمل مسئولية تسليم ذلك الجهاز في اليوم التالي لأن مكتب الشركة الرئيسي ، فيما قلت ، كان يقع بالقرب من محل سكنك بوسط البلد ، وإتفقنا.
    ولم يكن لي من سبيل لأعرف انني إنما كنت بذلك أمهد لأشنع خطأ أرتكبه خلال فترة إقامتي بهذا البلد.

    مكثت نحو أسبوع واحد بعد هذه المقابلة سيئة الحظ قبل أن أغادر منسوتا إلى نيو جرسي ثم لاحقاً إلى فرجينيا التي كنت أنوي الإلتحاق بإحدى جامعاتها لإستئناف دراساتي.
    وبما ان كلفة الدراسات العليا في مجال القانون تفوق كثيراً جداً التمويل الأقصى الذي توفره الحكومة الفيدرالية للطلاب ، فقد كان يتوجب عليّ أن ألتمس قرضاً تكميلياً من القطاع الخاص. وحين قوبل طلبي للحصول على بطاقة إئتمان بالرفض بناء على تاريخ مالي غير مؤتمن Bad Credit ألجمتني الدهشة. لقد ظللت أحترم مسئولياتي المالية تجاه الآخرين أفراداً ومؤسسات ولم يكن في تاريخي ما يمكن أن يؤدي بي لنتيجة كهذه.
    وحينما طلبت لاحقاً التقرير المالي الخاص بشخصي وجدته يضم عجزاً بإلتزام تعاقدي سابق مع شركة خدمات تلفزيونية بمنسوتا.
    صندوق الكيبل الذي إلتزمت أنت بتسليمه للشركة المعنية يا أخ ناظم ظل بحوزتك ولم تقم بتسليمه أبداً.
    وكما يعرف المقيمون بهذا البلد فإن خللاً مالياً مثل ذلك لا يمكن إصلاحه قبل إنقضاء سبعة أعوام كاملة على تاريخ وقوعه. تهاوت أحلامي المشروعة في إستئناف دراستي العليا عبر الإعتماد على القروض وهي السبيل الأوحد المتوفر، خاصة أمام ذوي الإلتزامات والمسئوليات الأسرية الضخمة مثلي. بهذه الحقيقة المؤسفة إنتهت المرحلة الأولى من هذه الوقائع لتليها المرحلة الأكثر بؤساً والتي تشكل ، في الواقع ، الدافع الرئيسي لمخاطبتك الآن.

    بعد مجهودات مضنية تحصلت على رقم هاتفك في تلك الفترة. وقد كان رد فعلك الأوليّ "البتاع دا قاعد ، انا ما كنت قايله مهم." إتفقنا على أن تقوم فوراً بتسليم البتاع المعني إلى أصحابه وانتهت المكالمة دون أن أعبر عن غضب أو حنق مستحقين.
    حين راجعت الشركة المعنية بعد يومين من تاريخ تلك المكالمة أبلغني أحد موظفيها أن الشركة لم تتسلم الجهاز بعد. عاودت الإتصال بك ثم عاودت الإتصال بك وكان لديك أبداً ما تقوله دون أن نتقدم خطوة عملية واحدة. أحياناً تعتذر بأنك "مشغول جداً" وأحياناً تقول انك لا تملك سيارة لتسهيل تحركاتك وأحياناً تؤكد انك حتماً ستقوم بالتسليم في اليوم التالي. إزدادت مكالماتي الهاتفية عدداً وقل عدد المرات التي ترد فيها على الهاتف طردياً حتى اضطررتني للإعتماد على مهاتفتك من كابينة الشارع العام متحاشياً إستخدام الهاتف الخاص بي.
    حين فشلت في الوفاء بتلاتة وعود قطعتها على نفسك للذهاب لموقع الشركة لتسليم الجهاز المعني ، إتصلت انا بالشركة ورتبت معهم الأمر بحيث يذهب مندوب من الشركة لمكان إقامتك لإستلام الجهاز بدلاً عن إنتظارك لتسليمه بمكتبها.
    بعد لأي كلفني أياماً كثيرة تمكنت من تأمين مكالمة هاتفية جمعت على الخط نفسه الأطراف الثلاثة: أنا وأنت وممثل الشركة المعنية. طلبت منك أن تزود الشركة باسمك وعنوانك ففعلت وقام مندوب الشركة بإضافة تلك المعلومات للحساب الخاص بي لديهم. إخترت أنت الموعد الذي ناسبك حينها وعليه إلتزمت الشركة بإرسال مندوبها في الزمان والمكان المحددين لإستلام الجهاز.
    وظننت أنني نجحت أخيراً في تسوية الأمر.
    من باب المتابعة إتصلت بالشركة في اليوم التالي للموعد المتفق عليه وفاجأني ممثلها ان مندوباً لها قد ذهب بالفعل إلى العنوان الذي زودتهم به وفي الزمان الذي حددته لهم، لكنه لم يجد لك أثراً هناك.
    حين انقضت أيام دون أن تنجح إيّ من محاولاتي المتكررة للإتصال بك ، دفعني الإحباط (والحنق أيضاً) لإلتماس عون صديق لا يزال يعيش الآن بمنيسوتا. ورغم انه كان على وشك السفر إلى دولة أخرى، ورغم المسافة البعيدة بين محليّ إقامتيكما في ذلك الوقت، إلا انه ذهب إلى العنوان الذي زودتني به ثلاث أو أربع مرات متخيراً أوقاتاً متباينة.
    هذا الصديق الهميم لم يكن أيضاً أكثر حظاً من مندوب الشركة.
    بعد أسبوع أو نحوه تمكنت أخيراً من مخاطبتك بالتلفون ذات مساء. نعم .. كنت مشغولاً جداً وكانت لديك مشكلة سيارة أما الآن فكل شئ قد تم تجاوزه وانك ستضع هذا "الصندوق" داخل السيارة فور إنتهاء هذه المكالمة حتى لا "تنسى" تسليمه في اليوم التالي مباشرة.
    وحين إتصلت بالشركة في اليوم التالي ضحكت السيدة التي حفظت مسألتي وقالت لي قبل أن أسألها: ليس بعد.
    كالعادة إتصلت على رقمك الذي كنت استخدمه للإتصال بك منذ أن بدأت هذه المكالمات البائسة. صفعتني الرسالة الصوتية المسجلة: هذا الرقم موقوف عن الخدمة ولا تتوفر أية معلومات إضافية عنه.
    ومنذ ذلك التاريخ البعيد لم أسمع منك أو عنك شيئاً حتى وقوفي على وجودك في هذا المنبر قبل أيام معدودة.
    رقم الهاتف الجوال الذي كنت احمله في ذلك الوقت ظل كما هو طيلة عام كامل منذ أن حادثتك لآخر مرة.
    بحثي في الإنترنيت عن أية معلومات تتعلق بك لم ينجح.
    وإن كان مما يهم الآن فإنني أحيطك علماً بأنني قد قمت بسداد قيمة ذلك الجهاز الذي ظل بحوزتك. فعلت ذلك إخلاء لذمتي وحسب لأن سداداً متأخراً كذلك ما كان له أن يغير من طبيعة مأزقي شيئاً. القاعدة التي يعرفها جميع المقيمين بهذا البلد هي ان ليس هناك حل لهذا المأزق الذي ورطتني فيه غير إنتظار فترة السبعة أعوام المنصوص عليها قانوناً.
    لست مغتماً لحقيقة انني ، بسبب تصرفك المذكور ، قد فقدت أهليتي المالية فلا يمكنني أن أشتري بيتاً أو أمتلك سيارة وفقاً لشروط اللعبة المالية بهذا البلد علاوة على متاعب أخرى لا تحصى يعرفها أيضاً المقيمون هنا. لا ليس ذلك مما يعنيني ولكنني حتماً يا ناظم غاضب جداً لأن نتائج تصرفك قد شملت أيضاً قدرتي على تمويل دراستي على النحو الذي كنت أخطط له ولا أملك غيره.
    ننتمي معاً لثقافة ترتكز على الجماعة ليس فقط كأداة تنفيذية ولكن أيضاً كأداة ضغط على الفرد حتى تضمن تمثله لقيمها الكبرى. ولإنها ثقافة لا تعول على الوازع الفردي في الدرجة الأولى ، فإن الفرد يستطيع أن يفعل "ما يشاء" إذا ما ضمن تحييد الجماعة أو تغييبها بالإستتار أو بالكذب أو بغيره من حيل. هناك قليلون يستطيعون الإحتفاظ بتلك القيم نفسها تحت ظل مراقبة الجماعة أو خارجها أو فإنهم يتبنون غيرها علناً أيضاً.
    من المؤكد انك ما زلت تذكر انك قد طلبت مني في إحدى مكالماتنا تلك وبالحرف الواحد: ياخ لو سمحت صلاح (. .) ما يعرف الحاصل دا. وعدتك ولم أخبره لأنه لم تكن لي حاجة في إخباره على أية حال. أما الآن فقد إختلف الأمر ، عدم وفائك اللاحق بإلتزامك نحوي وتعمدك التهرب من مواجهة النتائج التي ترتبت عليه وتوهمك أن الأخطاء يمكن تجاوزها بمجرد تصور إن الذين تضرروا منها قد خرجوا عن دائرة حياتك الضيقة، كل ذلك قد دفعني دفعاً لمخاطبتك على هذا النحو الذي أعرف انك تكره ولكنك لم تترك لي بديلاً غيره.
    ليست لدي أية أوهام. أعرف إن إصلاح ذلك الخطأ أو تلافي نتائجه الشنيعة التي ينبغي عليّ وحدي سداد مستحقاتها قد أصبح أمراً مستحيلاً الآن. ما أطالبك به علناً هو الإعتذار عما إقترفته بحقي، بأية وسيلة تختارها، فكن بقدر ما تستحق أن تكون وأعترف بذلك الخطأ الشنيع مهما تنوعت تبريراته لديك ثم اعتذر عنه.

    محمد النعمان
                  

12-17-2004, 03:03 AM

NAZIM IBRAHIM ALI
<aNAZIM IBRAHIM ALI
تاريخ التسجيل: 05-21-2004
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    الاستاذ النعمان
    ساوضح بعض الحقائق التي اختزلتها
    فيما يخص السياره اشتريتها منك برغبتك وبمبلغ اضعاف ماكنت تتوقعه وشكرتنى حينها علي ذلك لانك لم تجدـمشتري لان العربات هنا علي قفا من يشيل
    ليس صحيا انك عدت راجلا بل احتفظت بالعربيه حتي قبل سفرك بيوم وللاسف لم تكن امينا معي العربيه الممتازه لم تعمر معي اكثر من شهر وكنت نبيلا لم اسالك حتى
    هذه اللحظه ان ترد لي فلوسى(شربت المقلب)
    ثانيا يا نعمان بالنسبه للجهاز عندما كلفتني بارجاعه كنت تعلم انى اعمل 16 ساعه في اليوم وكنت واضحا معك بعدها بفتره اتصلت بي واتصلنا بمندوب الشركه ولم ياتي رغم اني تعطلت عن عملي وما حدث بعدها لم اسمع منك حتي هذه
    اللحظه ما زعمته انى قلت ليك ما تكلم(صلاح)ليس صحيحا لسبب واحد اني لا احترمه ولا اخشاه وبالمناسبه ما دام انت بادرت بالعداء عندي مشروع لكشف سفاله المتاجرين بالثقافه والتقدميه لانو في كتيرين مغشوشين فيهم بالمناسبه
    بتتذكر زول اسمه(محمد مادبو)الوحيد الساندك ايام سجنك في(اثيوبيا)فقلت فيهو ما لم يقله مالك في الخمر
    نعمان ليس عندي مااخجل عليه لاني لم اتربي في(اندايه)
    انا انسان مسالم ومهذب وواثق من نفسى واعتز باهلي وناسي ولم اتلوث بالاحقاد
    والكراهيه لكن بعذرك نتاج طبيعى انك تكون كده
    بادرت يا نعمان فى التجني على بوسيله كشفت عن معدنك الحقيقى وارجو ان توعى الناس المغشوشين فيك
    راجع ليك تانى لما افضى ليك
    ناظم
                  

12-18-2004, 02:11 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: NAZIM IBRAHIM ALI)

    الأخ ناظم:

    لو إنني كنت أبحث عن مهاترة رخيصة أو كنت بصدد عداء مجاني لما استكثرت على هذا البوست عنواناً آخراً أكثر ايلاماً لك وأدعى لإصطياد القراء. إختياري لعنوان هذا البوست جاء مباشراً ودون ايحاءات قد تستقطب فضول القراء وإهتمامهم لأنني رأيت أن أحصر نقاشي معك في أضيق حدود ممكنة وذلك بعد أن أغلقت المنافذ الأخرى في وجهي من قبل وبعد أن تطاولت عليّ في بوستي الآخر. ما يهمني ببساطة هو ان أسمعك ، وبأقصى برود ممكن ، صوتي الذي تهربت من سماعه عمداً وليس من بين أجندتي ، كما قلت لك سلفاً ، أن أنجر إلى إسفاف عاجز لأنني أحترم نفسي أولاً كما أشفق على فضاء هذا البورد وقارئيه من ركاكة الخصومة.
    التهذب هو خصلة لا يقررها الفرد كتابة ً في شهادات مجروحة لمصلحته ولكنه قيمة كامنة في الفعل نفسه فيشف عنها أسلوباً وهماً وأفقاً. إقرأ ما كتبته أنا وأعد ما كتبته أنت لترى الفرق بين التهذب والإسفاف المتهافت. كان يمكنني أن أعمد لنعوت تحقيرية جارحة كانت ستجد موقعها بإرتياح في سياق مخاطبتي لك ، ولكنني لم أفعل.
    لست في حملة لإصطياد الساحرات ، كما يقولون ، وكل ما أعرفه عنك لا يتعدى فعلتك الشنيعة في حقي ولست ممن صدأت روحهم لأستهلك النميمة مستكملاً بها ما يعوزه الدليل لأسترضي ذاتاً مريضة.
    موضوعي الأساسي معك يا ناظم هو بالضبط ما يسميه القانون الجنائي خيانة الأمانة ثم ذلك الضرر البليغ الذي لحق بي جراءها ثم تهربك اللاحق ومداوراتك الناجحة.
    كف – وأنت الرجل الراشد – عن الإحتماء البائس باللأهل والعشائر لتثبت أنك شخصياً فوق الشبهات وانك بالفعل ما تود أن يراك الآخرون عليه أو ما يجب أن تكون. إشارتك (انا انسان مسالم ومهذب وواثق من نفسى واعتز باهلي وناسي) هي إشارة محزنة. ليس هناك أحد في هذا الكوكب غيري وغيرك له شأن بزنخ هذا المستنقع الذي نخوض فيه الآن بسبب من إستهتارك والذي صادف إصراري على ألا يتسنى لخطأ متعمد واحد أن يبقى دون مساءلة من إرتكبه.
    لم أجد في ردك إلا إشارة وحيدة ذات صلة بجوهر موضوعي معك وهي التي تفضلت بإثباتها عبر الجملة الكاذبة التي زعمت فيها انك لم تذهب إلى عملك وإنتظرت مندوب الشركة ولكنه لم يأت. وهي بالضبط مما يسهل تصنيفه تحت عذر الصبية المشهور The dog ate my home work
    كانت أمامك شهور طويلة جداً منذ أن إستلمت ذلك الجهاز وحتى ذلك الموعد الذي رتبته أنا بصبر النمل لحضور مندوب الشركة إلى مكان سكنك. فإذا كنت أنت فعلاً ممن يتعطل عن عمله "ليؤدي أمانة" أما كان الأجدر بك والأسهل لك أن تذهب بنفسك لمقر الشركة القريب من سكنك كما أخبرتني حين استلمت ذلك الجهاز؟
    عمدت في ردك إلى تناسي عشرات المرات التي هاتفتك فيها ولتجاهل وعودك المتتالية بإرجاع الجهاز وكتبت ردك وكأن المسألة كلها لم تتجاوز موعداً واحداً تخلف فيه مندوب الشركة وانتهى الأمر. ودعني أفترض إنك صادق في أن مندوب الشركة هو الذي تخلف – وهو أمر يعرف خطله أي مقيم بهذا البلد – فماذا فعلت أنت في اليوم اللاحق أو في الشهر اللاحق أو في العام اللاحق؟ هل حاولت أن تذهب مرة واحدة إلى مقر الشركة؟ هل حاولت الإتصال بي مرة واحدة منذ أن غادرت أنا منيسوتا لتطلعني على تطور أو عذر أو وعد فيما يتعلق بهذا الأمر؟ ثم لماذا لم تحاول الإجابة على السؤال الرئيسي: ماذا صنعت بذلك الجهاز وأين هو الآن؟
    وكنت يا ناظم أتحدث معك قبل يوم واحد من تغييرك لرقم الهاتف الذي كنت أعتمد عليه أنا للإتصال بك ، هل عن لك أن تخبرني في تلك المكالمة أن رقم هاتفك كان من المقرر أن يتغير في اليوم التالي فتزودني بالرقم الجديد؟ وبما أن رقم هاتفي كان بحوزتك ، هل حدث أن إتصلت عليّ مرة واحدة قبل أن يتغير رقم هاتفك أو بعده لتخبرني بأن ذلك الجهاز لم يزل بحوزتك وتطللب مني التصرف لأنك عاجز عن تسليمه؟
    هذا هو الموضوع يا ناظم. أما الحشو الذي أردت عبره أن تضمن التهرب والمهاترة فهذا تعليقي عليه:
    حديثي عن السيارة وشأنها لم يأت إلا لتوضيح الملابسات التي مكنتك من حيازة الجهاز والإحتفاظ به.
    حديثي عن صلاح لم يرد إلا لإثبات نقطة تعلقت بإضطراري لمخاطبتك في هذا المنبر العام وأنا أعرف أن كلينا يكره ذلك ولكلٍّ أسبابه. وبالمناسبة كيف عرفت انني أتحدث عن صلاح ذلك "الذي لا تحترمه" وليس عن صلاح آخر إذا ما كان ما أسندته لك مجرد إختلاق؟ كيف استطعت أن تدخل في قصتي المختلقة وتتعرف على شخوصها بهذا الوضوح؟
    أما حشرك لاسم طرف ثالث في هذا الفضاء المفتوح (وهو شخص أكن له فائق الإحترام ويستوجب أن تمر مئة عام آخرى حتى تبلغ أنت مثلاً منزلته عندي) لتدعي إنني قلت فيه هذا وذاك فهو إبتزاز رخيص وإسفاف مؤسي . أنصحك صادقاً أن تتحدث إلى ذلك الشخص مباشرة إن كنت خاضعاً لدائرة نميمة بائسة ولم أكن أنا قد قلت لك شخصياً ما تزعم من أقاويل عاطلة.
    ولديّ أخيراً سؤال يتعلق بإشارتك هذه:

    نعمان ليس عندي مااخجل عليه لاني لم اتربي في(اندايه)
    انا انسان مسالم ومهذب وواثق من نفسى واعتز باهلي وناسي ولم اتلوث بالاحقاد
    والكراهيه لكن بعذرك نتاج طبيعى انك تكون كده


    هل هذا هذر صبي يحاول التشفي والإنتصار بكل السبل لكرامة منجرحة أم إنك بالفعل تحاول التلميح إلى ما تعتبره شيئاً مشيناً بحق أسرتي؟ أرجو أن تنقذ هذه النقطة من غموض الغمز واللمز إلى علانية الشخص الناضح الذي يتحمل نتائج ما يقول.

    نعمان
                  

12-18-2004, 02:16 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    الصديقات والأصدقاء الذين إتصلوا بي بشأن هذا البوست ، لكم التحية والإحترام.

    يؤسفني إنه لم يكن أمامي غير هذا الطريق الوعر لإيصال رأيي دون مواربة وطلبي الإعتذار من الشخص المعني والذي جربت معه (بصبر أحسد عليه) كل الوسائل الأخرى حين كانت متاحة ، دون فائدة. حاولت أن أقول هنا ما أريد قوله وأنا منتبه للخط الرفيع الفاصل ما بين طلب الحق بحزم ووضوح وبين الإسفاف في الخصومة والمهاترة.
    أعتذر للذين وجدوا في إختياري هذا ما لا يليق بي. إن ما حرضني على هذه المخاطبة كان سؤالاً محدداً لم ترق لي الإجابة الجاهزة عليه: تحت أي شروط إجتماعية و ثقافية يستطيع الفرد أن يدمر مرحلة كاملة من حياة فرد آخر ثم يستطيع مع كل ذلك أن ينجو من المحاسبة؟ هل لثقافة المداراة والصمت (التي تزدهر فيها النميمة والحقد والمحاباة والمؤامرة) هي المسئولة؟ ولماذا لا نستطيع أن نجابه الأفراد في العلن حين يرتكبون خطأ ما ونطالبهم بإصلاح ما يمكن إصلاحه من ذلك الخطأ ببرود وتعقل ودون أية ضرورة للمهاترة والإسفاف؟
    أعرف أن هناك إجابة يوفرها القانون لمعالجة مثل هذه الأمور. وكنت بالفعل قد فكرت حينذاك في إتخاذ إجراءات قضائية ضد الشخص المعني هنا (وما زلت أحتفظ بحقي هذا) ولكنني لم أستطع الدخول فيها حينذاك بسبب إقامتي القصيرة بالولاية التي إنتقلت إليها وكل ما يستتبع ذلك من مسئوليات وإلتزامات جديدة. وصدقوني أنني كنت أحاول تناسي هذا الأمر ولكنه كان يطاردني كلما إنتهى فصل دراسي دون أن أكون ضمن طلابه ودون أن يتوفر لي حتى حق أن أقول لمن تسبب في كل ذلك إنه قد أخطأ في حقي.
    شكراً لإهتمامكم وعفواً . . فقد سبق السيف العزل.

    نعمان
                  

12-18-2004, 07:24 AM

NAZIM IBRAHIM ALI
<aNAZIM IBRAHIM ALI
تاريخ التسجيل: 05-21-2004
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    استاذ نعمان
    ما اغضبنى انك قلت نصف الحقيقه واختزلت كثير ا منها
    نعمان لم اسمع منك طوال 4 سنوات لتفاجئني بهذا البوست وكان من السهوله ان تحصل علي تلفونى او عنواني ان اردت اضافه لذلك لم اغير تلفونى او عنوانى ظللت فى نفس المكان الذى اتيت لتاخذ منه الكتب ولم اتهرب منك كما تدعي
    عموما لدي كثير من الاسئله حول ما حدث

    وانا في انتظار قضيتك ضدى لانو ما فى قضيه اصلا يا استاذ وانت(رجل قانون)
    عموما برضوا اعتزر لاى ضرر تعتقد اننى سببته لك
    ولى عوده
                  

12-18-2004, 08:32 AM

NAZIM IBRAHIM ALI
<aNAZIM IBRAHIM ALI
تاريخ التسجيل: 05-21-2004
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    نعمان
    حقيقه لا يشرفنى ان تضعنى في مكانه صديقك هذا الذى قمت بزج اسمه وقمت بالردـلتوضيح حقائق ومستعد لمواجهته وهذا ما اوده حقيقه وممكن تسال اي زول
    كان في )القاهره) عن(سلطان النميمه والكذب)
    نعمان (الحسد والحقد والكراهية)دائما يحملها اشخاص عندهم احساس عميق بالدونيه مهما حاولوا مداراة ذلك بتمثيل النبل والصدق خطورتهم ان كشفهم صعب يدارون عن شخصياتهم الحقيقيه بالثقافه والحزب والشله
    فى قصة(بدايه ونهايه)ل)نجيب محفوظ) البطل يدوس على كل شخص بعد ان ينال منه مصلحته بالعكس يقوم بتشويه من ساندوه
    لم اشر لاهلك بخير او شر كنت اتحدث عن نفسى لانك بلؤم حاولت ان تظهرنى( هلفوت)

    نعمان ما يقلق هو تفاهة وزيف من يدعون حمل شعلة(المعرفه والتغيير)
    (المشكله الناس لسه مغشوشه فيهم)


    ولى عوده
                  

12-18-2004, 10:55 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    Quote: بتتذكر زول اسمه(محمد مادبو)الوحيد الساندك ايام سجنك في(اثيوبيا)فقلت فيهو ما لم يقله مالك في الخمر

    حسب علمي ان النعمان كان قد تم اعتقاله تحفظيا في محاولة اغتيال حسني مبارك بادريس ابابا
    لانه كان يدير مطعما كان يرتاده المتهمون في تنفيذ المحاولة وظل بالحبس لحوالي العامين
    الي ان تدخلت جماعات حقوق الانسان وتم اطلاق سراحه ومنح اللجؤ الي امريكا.
                  

12-18-2004, 11:07 AM

حاتم الياس
<aحاتم الياس
تاريخ التسجيل: 08-25-2004
مجموع المشاركات: 1981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: Agab Alfaya)

    الأستاذ محمد النعمان مهما كانت الدوافع هذا البوست شخصى جداً رجائى أن تجد وسيله أخرى للتواصل مع ناظم
    مع تقديرى

    ناظم...أمهل أو عاود لسوق راسك كما يحكى أهلك
                  

12-18-2004, 11:30 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    Quote: عموما برضوا اعتزر لاى ضرر تعتقد اننى سببته لك

    الاخ النعمان
    ارجو ان تعتبر هذا بمناسبة اعتذار من الاخ ناظم
    واضم صوتي الي الاخ حاتم الياس بان يتم التواصل فيما بينكما عبر
    المسانجر لتسوية الامور العالقة
                  

12-18-2004, 12:16 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: Agab Alfaya)

    النعمان لك السلام وعليك السلام الأجاويد يحملون سلطة عرفية تتجاوز السلطات القانونية وهم كثر يئط بهم هذاالبراح الرحب فاقلع عن هذا
    لم اراك منذ منتصف الثمانين مع احمد الغالى وعاصم حنفى وعثمان يعقوب وصديقك ذلك من الأقتصاد فقد ابتلعتنا جميعا حيتان الغربة اللهم لا الة الا انت سبحانك انى كنت منالظالمين
    الرجل ابدا اعتذارة وبين مااراد ان يقول فدائما نفكر فيما ينبغى ان يقال لا الذي قيل وما ادراك ما القيل والقال

    لك فائق وجزيل السلام

    منصور عبداللة كالقرى كندا
                  

12-18-2004, 12:29 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: Agab Alfaya)

    الصديق العزيز و الاديب محمد النعمان
    كما عرفتك طوال ايام الجامعة وما بعد الجامعة من واشنطن الى فرجينيا عرفت مخلصا,امينا,عفيفا و اخو اخوان عرفت الاخ و الصديق العزيز ناظم ابراهيم من الثانوى الى اتحاد الشباب عرفته مخلصا,امينا,عفيفا و اخو اخوان لا يقل عنك درجة ارجو ان تقبل اعتذاره و ان نعمل جميعا على معالجه الموضوع تحت تحت ...و حسب تجربتى ان الموضوع يمكن معالجته ....على كل حال اتوقع منى تلفون الاسبوع القادم واذا غيرت تلفونك رسل لى الجديد بالماسنجر

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 12-18-2004, 12:58 PM)

                  

12-21-2004, 01:07 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: بكرى ابوبكر)

    ناظم:

    ما كان لغرضي من هذا البوست أن يتجاوز حاجتي لأن أسمعك صوتي دون إلتواء أو مواربة وأن أطالبك علناً بالإعتذار عما أعتبره فعلاً متعمداً ومشيناً لم يكن له أبداً ما يبرره.
    أما صوتي فقد سمعته أعلى مما كنت تتمنى له أن يكون.
    وأما إعتذارك فسأعتبره ، على علاته ، كافياً لأغراض محاكمة أخلاقية في جوهرها كل ما أرادت أن تصل إليه هو إقرارك بالمسئولية عما لحق بي من ضرر فادح. فنحن لم نكن أصدقاء مثلاً حتى نبحث عن تصافٍ الآن عبر إعتذار صادق.
    أقول "على علاته" لأنك ما زلت مصراً على أن تترك غباراً حول شخصي مهما كلف الأمر روحك من كذب وإختلاق وكلف وعيك من مسكنة وإبتذال.
    إنني أتفهم حاجة الفرد (وليس حقه فقط) في الدفاع عن كرامته وألتزم بواجبي الأخلاقي ، حتى في أوج الخصومة ، في أن أتوقع وأتقبل كل ما يفعله ذلك الفرد مما يمكن إعتباره من باب حفظ ماء الوجه. لست ضيق الأفق إلى درجة ألا أترك لك منطقة محدودة "منزوعة السلاح" لتقول وتفعل داخلها ما تشاء وأنت تنسحب معتذراً عما اقترفته بحقي.
    ولو أنك كنت قد إستخدمت تلك المنطقة لتقول داخلها أشياء من قبيل: إنك فوجئت بهذا البوست أو أنك لم تتهرب أبداً أو إنك لم تغير رقم هاتفك وما إليه من تبريرات تخالف الواقع لكنت أغلقت هذا البوست دون حاجة للتعليق مرة أخرى.
    حديثك الوضيع عن الدونية هو ما يدفع بي الآن إلى كتابة هذا التعليق.
    بالطبع لن أمنحك سلاح المهاترة (الذي لا تملك أن تواجه بغيره) وسأحاول أن أناقشك في أمر دونيتي "بنفس بارد."
    حاولت جاهداً أن أجد أساساً ما لحديثك الصفيق. جربت تطبيق المعايير التي أعرفها انا وهي معايير لا تتجاوز الفرد المحدد أبداً إلى جنسه أو عرقه أو طبقته أو دينه وما إليه ، فلم أجد ما يسوغ لك وصمي بالإنطلاق من حس دوني ما. فأنا يا ناظم قد أنجزت على مستوى الكدح المعرفي والتماسك الأخلاقي والهم الإجتماعي والنضج العاطفي والخبرة العملية ما من شأنه أن يضعني كتفاً لكتف مع طليعة جيلي وليس في حضيض ذلك الجيل على أية حال حتى يرافقني إحساس ما بالدونية. تلفت حولك ، فمن أنت؟ أعني علاوة على حقيقة إنك إبن فلان أو أخ فلان أو والد فلان؟ فلماذا لا تشعر بالدونية؟
    وبما إن إستجارتك السابقة "بالأهل" تؤهلك لأن تكون وكيلاً مفوضاً عن الذهنية المتخلفة السائدة في السودان المنكوب بأمثالك ، فقد حاولت أن أفهم إشارتك لإحساسي بالدونية من خلال تطبيق المعايير التي تنظم بها المؤسسة السياسية الثقافية السائدة وضعيات الأفراد والجماعات داخل الهرم الإجتماعي الثقافي. هذه المعايير (التي لا تحفل بالمؤهلات الشخصية للفرد المحدد وإنما تتجاوزه ، عند التقييم ، إلى جنسه أو عرقه أو طبقته أو دينه) لم تمنحني أيضاً أي مسوغ يجعلك أنت تخطرف بدونيتي وتهذي. فأنا – ويا للمصادفة – ممن تستثنيهم تلك المعايير القذرة من بطشها. إن لؤم المؤسسة التي تعبر عنها يا ناظم لا يقترح تصنيفي ضمن من "يعانون إحساساً بالدونية." فأنا في نظر تلك المؤسسة رجل ومسلم وعربي ومديني وأبن ناس إلى آخر هذا الهراء.
    إمعاناً في الدقة الممتعة يا ناظم دعني أسألك ، هل تشير في حديثك عن إحساسي بالدونية إلى إنتمائي لغرب السودان؟ أعترف أن هذا الإنتماء (الذي يعتبره بالفعل بعض السوقة المتمكنين من مصائرنا أمراً قد يقلل من إمتلاء الفرد بذاته) ربما هو الوحيد الذي من الممكن أن يفسر هذيانك. ولك أن تصير ملكاً على الهذيان يا ناظم فأنا من ذلك الغرب ، وسأموت وأنا منه قبل أن ينتابني أدنى حس بنقصان أهليتي الكاملة كسوداني له القدرة على الإحساس بالشفقة تجاهك وتجاه وعيك الذليل.
    استغرب أن يصدر عنك إدعاء بهذا الحجم وأنت لم ترني في حياتك سوى مرتين أو ثلاث إرتبطت كلها بأداء أمور محددة لم تكن الزيارة مثلاً من بينها. أي موهبة (وأنت العاطل عن أية موهبة إيجابية خاصة) مكنتك من أن "تكتشف" في شخصي ما لم يره آخرون عاشروني لعشرات السنين؟
    إبداءً لحسن النية ، دعني أفترض انك لم تختلق هذا الوهم الغشيم كرد فعل يائس على هذه المواجهة العلنية لك في أمر لم تكن تود أن يعرفه أحد غيري وغيرك ، فهذا يعني أنك تستمد بؤسك هذا من طرف ثالث. قم إذن من مجالس النميمة التي ينظمها الوضعاء وإسأل عني من يعرفني بحق من بين أسوياء الناس.
    ومن جهة أخرى ، أراك تتوهم إن في مقدورك أن تنصح من يعرفني (ممن أسميتهم بالمغشوشين.) أعترف قبل كل شئ بإنني لا أفهم تماماً ما تريدهم أن يفعلوا بالضبط في شأني. هل تطالب بنبذي مثلاً؟ بألا يصادقني أحد مثلاً؟ بألا يقرأوا ما أكتب أو يستمعوا لمحاضرة أو قصيدة ألقيها؟ يا لبؤسك.
    هون عليك ، فإذا كنت أنت – وقد رأيت ملكاتك في هذا البوست وقبله في فعلتك الشنيعة بحقي – قد استطعت أن "تكتشف" في شخصي ما لم يره الآخرون ودون أن يحوجك الأمر لأكثرمن مقابلتين أو ثلاث فقط ، فتأكد إن الآخرين ممن هم في دائرة حياتي يفوقونك ذكاء وأمانة وجدية وسوف لن أستطع "خداعهم" أبداً. إن الآخرين لا تنقصهم بالضبط وصاية أشخاص بمؤهلاتك البائسة فأبحث عن وظيفة غيرها شرط ألا تكون حاجباً في مجلس للنميمة.
    سألتك أنا أسئلة كثيرة لم تجب عليها والآن تقول إن لك بدورك أسئلة. يمكنك يا ناظم أن تسأل ما تشاء وسأترك لك عنواني البريدي في نهاية هذه المداخلة فاستخدمه متى شئت.
    وإن حاجتي لهذا البوست "إنقضت" كما نقول في الغرب.

    نعمان
    [email protected]

    (عدل بواسطة محمد النعمان on 12-21-2004, 01:12 AM)

                  

12-21-2004, 01:24 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    الأخوة والأصدقاء المتداخلون، تحياتي.

    أقدر إهتمامكم يتجاوز هذا النزاع وأحترمه، فشكراً لكم.
    كما أعتذر عن عدم تمكني من الرد على مداخلاتكم ، التي قرأتها ليلة أمس ، بسبب إنشغالاتي الكثيرة.
    وأسمحوا لي قبل طي هذه الصفحة تماماً أن أتأمل فكرة ترتبط بسياق هذا النزاع وربما كان فيها بعض الإجابات لأسئلة تعلقت به.
    أعتقد أننا عموماً جماعة ثقافية يؤكد واقعها إنها "تأكل بعضها بعضاً" ولكنها في الوقت نفسه تحتفظ بعداء بدوي نحو مفهوم التقاضي ومؤسساته. يعتقد أغلبنا إن إلصاق صفة "بتاع / ة محاكم" مثلاً بشخص ما إنما يقع في باب الإساءة والتحقير. ولربما كانت المرأة أكثر المتضررين من هذا التواطؤ الذي يطالبها بالصمت على سوء معاملة الزوج مثلاً فيما يشمله ويفرضه عادة مفهوم السترة.
    يجب ألا نتوهم أن هذا الموقف من التقاضي (بإعتباره إدارة عقلانية للنزاعات) هو دليل على إنحياز هذه الجماعة لقيم التسامح والغفران وما إليه من معاني العفو. فإننا من جهة أخرى نكاد نحتفي بالشخص الذي "ما بخلي حقه" كما نعتذر لردود الأفعال العنيفة (الشخصية وغير المؤسسية) التي قد تبدر من "مظلوم" أو مجنى عليه.
    هذا الإزدواج المختل يجد تفسيره في سيادة الثقافة التقليدية وبالتحديد في موقفها من مؤسسات العصر الحديث الموازية مثل المحكمة والمستشفى و . . الإنترنيت الآن وغيرها.
    إن النزاعات – داخل فضاء الثقافة التقليدية – لو تم أو لم يتم حسمها موضوعياً ونفسياً عبر المؤسسات التقليدية مثل "الجودية" ومجالس العوائل وغيرها فإنها على كل حال ستتحول حتماً إلى نميمة ( لا يحكمها قانون إثبات) وإلى استقطابات عشائرية واسقاطات حقد يومي مرهق.
    داخل هذا الفضاء التقليدي (الذي يتصارع داخل ذهننا مع فضاء آخر حديث وأكثر قلقاً وهامشية) تحتل صيانة "السمعة" موقعاً متقدماً على طلب الحق أو على قيمة العفو نفسها ولذلك فإن المحكمة الحديثة والإنترنيت (بشرط التعامل معها بمثابة قاعة محكمة متعقلة وليس كحانة للمهاترة) يشكلان تهديداً بالغاً للطمأنينة الكاذبة والسلام العشائري الأجوف.
    إن ما يميز مثل هذه المؤسسات الحديثة هو القدرة على الإعلان العام الذي يتجاوز "العشيرة" ليقوم بتوصيل فحوى "الفضيحة" إلى "الآخر" بالإضافة إلى قدرة أخرى أكثر أهمية تتمثل في تسييد العقل. إن العقلنة والتعقل ، الذي تفرضه إجراءات صارمة موضوعة لذلك الغرض ، تخرج بالنزاع من فضاء المهاترة الذي تلتبس فيه المسئوليات عادة ويسوده الظن والمكابرة وخراب الذمم والسند والكذب والمحاباة والغمز والتطاول . . إلى آخر مما رأينا في الواقع وفي هذا المنبر أيضاً حين يعمد بعض الأفراد ، وناظم منهم ، إلى إستخدام التكنولوجيا الحديثة دون أن يتوفر لهم الإنتماء الذهني إلى المبدأ العقلاني الذي أنتجها فيحيلونها إلى مجرد مطية إضافية للثقافة التقليدية الموازية.
    وينبغي أن ألاحظ هنا إن صيانة "السمعة" في الذهنية التقليدية تتقدم قيمياً على طبيعة الوسائل التي من الممكن أن يعتمدها الفرد لصيانة "سمعته." فهو لا يجد حرجاً أو كابحاً أخلاقياً يمنعه من الكذب مثلاً إذا ما كان من شأنه أن يصون له "سمعته" أمام الآخرين. بمعنى آخر فإن هذا الفرد البائس لا يتردد في أن يخسر ذاته ليكسب ذلك المجتمع الذي يمثل في المحصلة الأخيرة مجموع أفراد من ورق منخورين حتى النخاع .
    هذا ما بدا لي أن أكتبه هنا.
    أما على المستوى العملي المتعلق بهذا البوست ،
    فإنني أخول الأخ بكري سلطة سحب هذا البوست من المنبر
    بشرط
    أن يقوم ناظم بحذف مداخلته الصفيقة التي أضافها لبوستي المعنون: أما أنا ، يا تماضر ، فأرشح للمنبر ما يلي.
    وهي بالمناسبة مداخلة سبقت نشري لهذا البوست الذي يزعم ناظم كاذباً إنني فاجأته به.
    وأخيراً لدي تصحيح لما أورده الأخ منعم ، بحسن نية ، في شأن إعتقالي بأثيوبيا.
    لقد تم إعتقالي بأديس أبابا لحوالى 11 شهر فيما أظن (يونيو 95 وحتى أبريل 96) وليس لمدة عامين كما ذكر منعم.
    كنت أقوم بإدارة فندق (وليس مطعماً) وقد كان من بين نزلائه من هو الآن عضواً نشطاً بهذا المنبر وقد أشار الشخص نفسه لهذا المعنى في مداخلة سابقة.
    المتهمون في محاولة الإغتيال لم يرتادوا أو يزوروا ذلك الفندق أبدأً وإنه لم تتسن لي حتى رؤية صورهم بسبب ظروف الإعتقال المعروفة إلا بعد أن أجرى تلفزيون MBC حواراً معي بعد إطلاق سراحي في أبريل 96 وقد ظهرت وجوه بعضهم في تلك الحلقة التي تمت إذاعتها في النصف الثاني من العام نفسه.
    ولكم مودتي وإحترامي.

    نعمان
                  

12-21-2004, 02:09 AM

NAZIM IBRAHIM ALI
<aNAZIM IBRAHIM ALI
تاريخ التسجيل: 05-21-2004
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي (Re: محمد النعمان)

    شكرا يا استاذ
    نعمان لن انجر معك الي اي مهاترات
    رغم انك تقولني ما لم اقله وتفسر كلامي بما تريد
    لن اسحب اي كلام كتبته لان ده منبر حر ما (اتحاد اشتراكي)
    اكرر لن انجر معك لاي مهاترات






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de