رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 11:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2004, 09:11 PM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي

    الأخ ناظم:

    ليس من بين أغراض هذه الرسالة أو أهدافها أن تنحدر بأسلوب مخاطبتي لك إلى ما لا تقتضيه حدود اللياقة اللازمة ، حتى وإن أغواني بذلك موقف هنا أو هناك مما قد يتضح لاحقاً في متن هذه الرسالة المفتوحة.
    في الوقت نفسه ، فأنا عازم على طرح وقائع بعينها وما إتصل بها من ملابسات. وسألتزم ، ما وسعني ، بألا أتجاوز إطار الوقائع الصارم إلى أحكام قيمة لا أجد طائلاً من ورائها.
    وحتى أفضي بك متمهلاً نحو ما انا بصدده هنا فأسمح لي أن أستعيد وقائع ذات صلة بعيدة نسبياً بموضوعي الأساس ولكنها تشكل خلفية ضرورية لتفهم الأمر برمته.
    حين قدمت إلي محل سكني (مينيابلس، منسوتا) قبل أعوام لتسلمني كتباً كنت تقوم بتوزيعها آنذاك لمصلحة مركز الدراسات السودانية ، كنت أراك للمرة الثانية في حياتي فيما أظن الآن. وقد وقعت تلك الزيارة قبل مدة قصيرة جداً من تاريخ إنتقالي من منيسوتا للإقامة بولاية أخرى.
    بعد إكمال تسليمي الكتب التي اشتريتها منك لاحظت أنت ان سيارتي ما زالت بحوزتي ولم يتبق لي غير وقت قصير بالمدينة فعرضت عليّ شراءها مني. قلت لك حدد ما تراه مناسباً لقيمتها ولا بأس لإنني كنت سأتركها تحت حيازة زميل عمل على أية حال. إنتهي كل شئ في غضون خمس دقائق ، قبلت دون تردد طلباً لإمهالك فيما يتعلق بالسداد ، تركت لك عنوان صديق بولاية أخرى ولم أشترط إلا إحتفاظي بالسيارة طيلة الأيام التي تبقت لي بالمدينة على أن تستلمها قبل يوم من تاريخ مغادرتي مباشرة.
    قبل إنقضاء المدة المتفق عليها عدت ملتمساً حيازة السيارة ومعتذراً بأن عملك الجديد يستوجب ذلك. ورغم حاجتي الماسة لإستخدامها قبلت طلبك وارتضيت أن أمشي راجلاً إلى مكان عملي القريب خلال ما كان قد تبقى لي من أيام معدودة. وبما انني كنت أحتاج لإنجاز مهام متفرقة سيكلفني أداؤها عنتاً ومشقة دون سيارة فقد إتفقنا على أن نؤديها معاً في ذلك اليوم.
    كان من أهم ما توجب تنفيذه هو إرجاع جهاز الإلتقاط التلفزيوني "صندوق الكيبل" للشركة التي تملكه. قمت في حضورك بنزع التوصيلات منهياً الخدمة قبل أوانها وخرجنا معاً نحو مكتب الشركة المعنية. كان المكتب مغلقاً.
    إقترحت يا أخ ناظم أن تتحمل مسئولية تسليم ذلك الجهاز في اليوم التالي لأن مكتب الشركة الرئيسي ، فيما قلت ، كان يقع بالقرب من محل سكنك بوسط البلد ، وإتفقنا.
    ولم يكن لي من سبيل لأعرف انني إنما كنت بذلك أمهد لأشنع خطأ أرتكبه خلال فترة إقامتي بهذا البلد.

    مكثت نحو أسبوع واحد بعد هذه المقابلة سيئة الحظ قبل أن أغادر منسوتا إلى نيو جرسي ثم لاحقاً إلى فرجينيا التي كنت أنوي الإلتحاق بإحدى جامعاتها لإستئناف دراساتي.
    وبما ان كلفة الدراسات العليا في مجال القانون تفوق كثيراً جداً التمويل الأقصى الذي توفره الحكومة الفيدرالية للطلاب ، فقد كان يتوجب عليّ أن ألتمس قرضاً تكميلياً من القطاع الخاص. وحين قوبل طلبي للحصول على بطاقة إئتمان بالرفض بناء على تاريخ مالي غير مؤتمن Bad Credit ألجمتني الدهشة. لقد ظللت أحترم مسئولياتي المالية تجاه الآخرين أفراداً ومؤسسات ولم يكن في تاريخي ما يمكن أن يؤدي بي لنتيجة كهذه.
    وحينما طلبت لاحقاً التقرير المالي الخاص بشخصي وجدته يضم عجزاً بإلتزام تعاقدي سابق مع شركة خدمات تلفزيونية بمنسوتا.
    صندوق الكيبل الذي إلتزمت أنت بتسليمه للشركة المعنية يا أخ ناظم ظل بحوزتك ولم تقم بتسليمه أبداً.
    وكما يعرف المقيمون بهذا البلد فإن خللاً مالياً مثل ذلك لا يمكن إصلاحه قبل إنقضاء سبعة أعوام كاملة على تاريخ وقوعه. تهاوت أحلامي المشروعة في إستئناف دراستي العليا عبر الإعتماد على القروض وهي السبيل الأوحد المتوفر، خاصة أمام ذوي الإلتزامات والمسئوليات الأسرية الضخمة مثلي. بهذه الحقيقة المؤسفة إنتهت المرحلة الأولى من هذه الوقائع لتليها المرحلة الأكثر بؤساً والتي تشكل ، في الواقع ، الدافع الرئيسي لمخاطبتك الآن.

    بعد مجهودات مضنية تحصلت على رقم هاتفك في تلك الفترة. وقد كان رد فعلك الأوليّ "البتاع دا قاعد ، انا ما كنت قايله مهم." إتفقنا على أن تقوم فوراً بتسليم البتاع المعني إلى أصحابه وانتهت المكالمة دون أن أعبر عن غضب أو حنق مستحقين.
    حين راجعت الشركة المعنية بعد يومين من تاريخ تلك المكالمة أبلغني أحد موظفيها أن الشركة لم تتسلم الجهاز بعد. عاودت الإتصال بك ثم عاودت الإتصال بك وكان لديك أبداً ما تقوله دون أن نتقدم خطوة عملية واحدة. أحياناً تعتذر بأنك "مشغول جداً" وأحياناً تقول انك لا تملك سيارة لتسهيل تحركاتك وأحياناً تؤكد انك حتماً ستقوم بالتسليم في اليوم التالي. إزدادت مكالماتي الهاتفية عدداً وقل عدد المرات التي ترد فيها على الهاتف طردياً حتى اضطررتني للإعتماد على مهاتفتك من كابينة الشارع العام متحاشياً إستخدام الهاتف الخاص بي.
    حين فشلت في الوفاء بتلاتة وعود قطعتها على نفسك للذهاب لموقع الشركة لتسليم الجهاز المعني ، إتصلت انا بالشركة ورتبت معهم الأمر بحيث يذهب مندوب من الشركة لمكان إقامتك لإستلام الجهاز بدلاً عن إنتظارك لتسليمه بمكتبها.
    بعد لأي كلفني أياماً كثيرة تمكنت من تأمين مكالمة هاتفية جمعت على الخط نفسه الأطراف الثلاثة: أنا وأنت وممثل الشركة المعنية. طلبت منك أن تزود الشركة باسمك وعنوانك ففعلت وقام مندوب الشركة بإضافة تلك المعلومات للحساب الخاص بي لديهم. إخترت أنت الموعد الذي ناسبك حينها وعليه إلتزمت الشركة بإرسال مندوبها في الزمان والمكان المحددين لإستلام الجهاز.
    وظننت أنني نجحت أخيراً في تسوية الأمر.
    من باب المتابعة إتصلت بالشركة في اليوم التالي للموعد المتفق عليه وفاجأني ممثلها ان مندوباً لها قد ذهب بالفعل إلى العنوان الذي زودتهم به وفي الزمان الذي حددته لهم، لكنه لم يجد لك أثراً هناك.
    حين انقضت أيام دون أن تنجح إيّ من محاولاتي المتكررة للإتصال بك ، دفعني الإحباط (والحنق أيضاً) لإلتماس عون صديق لا يزال يعيش الآن بمنيسوتا. ورغم انه كان على وشك السفر إلى دولة أخرى، ورغم المسافة البعيدة بين محليّ إقامتيكما في ذلك الوقت، إلا انه ذهب إلى العنوان الذي زودتني به ثلاث أو أربع مرات متخيراً أوقاتاً متباينة.
    هذا الصديق الهميم لم يكن أيضاً أكثر حظاً من مندوب الشركة.
    بعد أسبوع أو نحوه تمكنت أخيراً من مخاطبتك بالتلفون ذات مساء. نعم .. كنت مشغولاً جداً وكانت لديك مشكلة سيارة أما الآن فكل شئ قد تم تجاوزه وانك ستضع هذا "الصندوق" داخل السيارة فور إنتهاء هذه المكالمة حتى لا "تنسى" تسليمه في اليوم التالي مباشرة.
    وحين إتصلت بالشركة في اليوم التالي ضحكت السيدة التي حفظت مسألتي وقالت لي قبل أن أسألها: ليس بعد.
    كالعادة إتصلت على رقمك الذي كنت استخدمه للإتصال بك منذ أن بدأت هذه المكالمات البائسة. صفعتني الرسالة الصوتية المسجلة: هذا الرقم موقوف عن الخدمة ولا تتوفر أية معلومات إضافية عنه.
    ومنذ ذلك التاريخ البعيد لم أسمع منك أو عنك شيئاً حتى وقوفي على وجودك في هذا المنبر قبل أيام معدودة.
    رقم الهاتف الجوال الذي كنت احمله في ذلك الوقت ظل كما هو طيلة عام كامل منذ أن حادثتك لآخر مرة.
    بحثي في الإنترنيت عن أية معلومات تتعلق بك لم ينجح.
    وإن كان مما يهم الآن فإنني أحيطك علماً بأنني قد قمت بسداد قيمة ذلك الجهاز الذي ظل بحوزتك. فعلت ذلك إخلاء لذمتي وحسب لأن سداداً متأخراً كذلك ما كان له أن يغير من طبيعة مأزقي شيئاً. القاعدة التي يعرفها جميع المقيمين بهذا البلد هي ان ليس هناك حل لهذا المأزق الذي ورطتني فيه غير إنتظار فترة السبعة أعوام المنصوص عليها قانوناً.
    لست مغتماً لحقيقة انني ، بسبب تصرفك المذكور ، قد فقدت أهليتي المالية فلا يمكنني أن أشتري بيتاً أو أمتلك سيارة وفقاً لشروط اللعبة المالية بهذا البلد علاوة على متاعب أخرى لا تحصى يعرفها أيضاً المقيمون هنا. لا ليس ذلك مما يعنيني ولكنني حتماً يا ناظم غاضب جداً لأن نتائج تصرفك قد شملت أيضاً قدرتي على تمويل دراستي على النحو الذي كنت أخطط له ولا أملك غيره.
    ننتمي معاً لثقافة ترتكز على الجماعة ليس فقط كأداة تنفيذية ولكن أيضاً كأداة ضغط على الفرد حتى تضمن تمثله لقيمها الكبرى. ولإنها ثقافة لا تعول على الوازع الفردي في الدرجة الأولى ، فإن الفرد يستطيع أن يفعل "ما يشاء" إذا ما ضمن تحييد الجماعة أو تغييبها بالإستتار أو بالكذب أو بغيره من حيل. هناك قليلون يستطيعون الإحتفاظ بتلك القيم نفسها تحت ظل مراقبة الجماعة أو خارجها أو فإنهم يتبنون غيرها علناً أيضاً.
    من المؤكد انك ما زلت تذكر انك قد طلبت مني في إحدى مكالماتنا تلك وبالحرف الواحد: ياخ لو سمحت صلاح (. .) ما يعرف الحاصل دا. وعدتك ولم أخبره لأنه لم تكن لي حاجة في إخباره على أية حال. أما الآن فقد إختلف الأمر ، عدم وفائك اللاحق بإلتزامك نحوي وتعمدك التهرب من مواجهة النتائج التي ترتبت عليه وتوهمك أن الأخطاء يمكن تجاوزها بمجرد تصور إن الذين تضرروا منها قد خرجوا عن دائرة حياتك الضيقة، كل ذلك قد دفعني دفعاً لمخاطبتك على هذا النحو الذي أعرف انك تكره ولكنك لم تترك لي بديلاً غيره.
    ليست لدي أية أوهام. أعرف إن إصلاح ذلك الخطأ أو تلافي نتائجه الشنيعة التي ينبغي عليّ وحدي سداد مستحقاتها قد أصبح أمراً مستحيلاً الآن. ما أطالبك به علناً هو الإعتذار عما إقترفته بحقي، بأية وسيلة تختارها، فكن بقدر ما تستحق أن تكون وأعترف بذلك الخطأ الشنيع مهما تنوعت تبريراته لديك ثم اعتذر عنه.

    محمد النعمان
                  

العنوان الكاتب Date
رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي محمد النعمان12-16-04, 09:11 PM
  Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي NAZIM IBRAHIM ALI12-17-04, 03:03 AM
    Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي محمد النعمان12-18-04, 02:11 AM
      Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي محمد النعمان12-18-04, 02:16 AM
  Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي NAZIM IBRAHIM ALI12-18-04, 07:24 AM
  Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي NAZIM IBRAHIM ALI12-18-04, 08:32 AM
  Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي Agab Alfaya12-18-04, 10:55 AM
    Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي حاتم الياس12-18-04, 11:07 AM
  Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي Agab Alfaya12-18-04, 11:30 AM
    Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي munswor almophtah12-18-04, 12:16 PM
    Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي بكرى ابوبكر12-18-04, 12:29 PM
      Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي محمد النعمان12-21-04, 01:07 AM
        Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي محمد النعمان12-21-04, 01:24 AM
  Re: رسالة شخصية جداً إلى ناظـم إبراهيم علي NAZIM IBRAHIM ALI12-21-04, 02:09 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de