خيارات الإنقاذ المتاحة ...!! / الحاج وراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-03-2004, 09:47 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خيارات الإنقاذ المتاحة ...!! / الحاج وراق

    في عموده اليومي مسارب الضي
    بالصحافة يحلل الحاج وراق خيارات
    الأنقاذ ومراوغاتها القديمة


    للحاكمين: تقدير موقف لوجه الله! (1)

    * ماهي الخيارات المتاحة امام الانقاذ في مواجهة قرار مجلس الأمن الدولي؟ خياران اساسيان - الخيار الأول خيار الهروب اليائس من الاستحقاقات، وهو الخيار الذي اعتمدته الانقاذ الآن، ويقوم على الممارسات المعهودة للانقاذ - ممارسات المراوغة والمناورة وشراء الوقت والانكار ومغالطة الحقائق وقصر السياسة على (حرفيات) الحفاظ على السلطة بتدابير مؤقتة قائمة علي ذهنية رزق اليوم باليوم.. وهي ممارسات جربتها الانقاذ كثيرا واقتنعت بفاعليتها بدليل احتفاظها بالسلطة لستة عشر عاما!

    ولكن السؤال الذي يواجه الانقاذ وعليها اجابته: لماذا تسقط الانظمة على مر التاريخ؟! لأسباب يمكن اختصارها في واحد - انه في لحظة ما من لحظات التاريخ فان الوسائل المعهودة لنظام ما تكون غير ملائمة للخروج من ازمة مغايرة عن سابقاتها، فاذا استمر النظام في وسائله القديمة في ظروف مغايرة فانه حتما يسقط! وهذه اللحظة تواجهها الانقاذ حاليا، ولايضاح ذلك نناقش مدى ملاءمة وسائل الانقاذ للخروج من الأزمة الماثلة الآن!

    * تريد الانقاذ رسميا قبول قرار مجلس الأمن مع إبداء «التحفظات» عليه، هذا خطابها للمجتمع الدولي، أما محليا فقد شرعت عمليا في التعبئة ضد القرار! ولأن القرار يطالب الحكومة السودانية «بالامتثال الكامل» - ومصطلح الامتثال في القانون الدولي يتجاوز مجرد (القبول) او (التطبيق) - فان ازدواج الخطاب الحكومي و (التحفظات) و (التعبئة) الداخلية سيجعل القوى الراغبة في اثبات عدم تعاون الحكومة السودانية تكسب المعركة مجانا وحتى قبل بدايتها!!

    * وأما التعبئة الداخلية فلها عدة اهداف - الهدف الاول والاساسي ارسال رسالة للولايات المتحدة الامريكية بان التيار الحاكم يمسك بالبلاد رهينة تحت يديه - يمسك بمفاتيح القرار وبمعادلات الاستقرار - ولذا لا يمكن تمرير اي مشاريع الا تحت قيادته وبرضائه وتعاونه، فاذا كانت الولايات المتحدة حريصة على مشروع السلام الذي استثمرت فيه استثمارا هائلا فعليها ان تقبل بهذا التيار كعراب لا غني عنه!

    وفي هذه الرسالة الكثير من الحقيقة، و ذلك السبب الذي جعل الولايات المتحدة تقبل بشراكة الانقاذ في اطار مشروع السلام، ولكن احداث دارفور- وعلى عكس ما تعتقد الانقاذ - وضعت هذه الرسالة موضع الفحص من جديد - حيث فرضت الانقاذ سطوتها على دارفور بالاستعانة بمليشيات قبلية، ولا تجرؤ الانقاذ على تجريد هذه المليشيات من اسلحتها حتى بعد انتهاء مهمتها خوفا من اختلال توازن القوي مع المتمردين، مما يثير تساؤلا مشروعا حول قدرة الانقاذ في الحفاظ علي الاستقرار، خصوصا وان وجود مليشيات غير منضبطة ذات قوة توازي قوة الدولة يجعل الانقاذ تقترب من نموذج الدولة الفاشلة، وهو نموذج لا يتم التعاطي معه على أساس الشراكة الندية!.. دع عنك ان هذه المليشيات المشار اليها قد اقترفت انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في دارفور، اضافة الى كونها تعيق تطبيع الاوضاع هناك باعاقتها اعادة النازحين الى ديارهم واعاقتها عمل المنظمات الانسانية..! والأهم من كل ذلك ان دارفور تحديدا يفترض ان يمر بها خط انابيب النفط المزمع انشاؤه لربط البحر الاحمر بالاطلسي وبالتالي تتطلب استقرارا عاليا يتناقض ووجود هذه المليشيات!

    وهكذا فإن الانقاذ لا تستطيع الرهان على امساكها بمفاتيح الاستقرار دون ان تفي باستحقاقات هذا الرهان، خصوصا في منطقة استراتيجية كدارفور!

    وأما التهديد بتفجير الأوضاع علي اساس خيار شمشون - عليّّ وعلى أعدائي - فذلك مما يخيف الضعاف - مثلنا في القوي السياسية السودانية المدنية، وهو خيار ظلت تهدد به الإنقاذ وبنجاح هذه القوى طيلة السنوات السابقة، ولكن مثل هذا الخيار لا يخيف الولايات المتحدة كما لا يخيف الحركات الاقليمية المسلحة، حيث يمكنها احتمال أسوأ النتائج الناجمة عنه، وأسوأها تصفية القيادات السياسية والمدنية ضمن فوضى شاملة (!) اضافة الى انفلات اقاليم سودانية عن مركز السلطة، وكلا الاحتمالين لن تضار منهما لا الولايات المتحدة ولا الحركات الجهوية (!) ويمكنها المراهنة على فوضى وتمزيق في المدى القصير والمتوسط نسبيا لتحقيق مصالحها وبالكامل على المدى المتوسط والطويل!!

    * وأما الهدف الثاني من التعبئة فهو (توحيد) الجبهة الداخلية بفزاعة الخطر الخارجي! أى استخدام أطروحة المؤامراة الصليبية الصهيونية لضمان تأييد التيار الإسلامي من جانب، ومن الجانب الآخر ابتزاز القوى السياسية المعارضة بأن استمرارها في المعارضة يشكل إسنادا للمؤامرة إياها، وبالتالي إما ضمان تأييد المعارضة مجانا ودون أية تنازلات، وإما في حال عدم تأييدها تبرير الانقضاض عليها باعتبارها طابورا خامسا لأعداء (العقيدة والوطن)!

    وهنا تواجه الانقاذ عدة تعقيدات، اولها ان الحركات المسلحة في دارفور، ومن فرط عدائها للسلطة ومعاناة اهلها في دارفور، لا يمكن اردافها هكذا مجانا بفزاعة المؤامرة على الاسلام في السرج الحكومي! مثل هذه القوى - وكما تؤكد تجربة الاكراد في العراق، والتصريحات المعلنة لهذه القوى- تصل حدا يجعلها ترحب برفع القهر القومي ايا كانت الوسائل والسبل، ولأنهم يحسون بأنهم فقدوا كل شئ فلا يمكن تخويفهم بأية خسائر اضافية! وهكذا فإن الشعار العملي لهذه القوى ماذا نخسر؟ لن نخسر سوى السلاسل)!!

    والتعقيد الثاني أن اطرافا في التيار الاسلامي لديها روابط مع ما يجري في دارفور، وهذه الاطراف خلاف حذقها تاكتيكات (التخدير) (وكسب الوقت) بحيث لا يمكن ممارستها عليها وهي التي اخترعتها ابتداءً، وخلاف كونها معبأة المشاعر العدائية بحيث تتمنى (فش غبينتها) مهما كانت الوسائل، فالأهم انها اضافة لهذا وذاك ستعيق تعبئة الحكومة بشعار الاسلام، فهي الرموز المعتمدة والاكثر مقبولية لدى التيار الاسلامي محليا وعالميا، فاذا كانت مثل هذه الرموز (ظهيرا) لمؤامرة صليبية صهيونية فمن هو البرئ اذا؟ واذا فسرت احداث دارفور على اساس مخطط استهداف الاسلام فلماذا لا ينسحب ذات التأويل على 30 يونيو 89 نفسها، وقد كان هؤلاء الرموز اصحاب القدح المعلي فيها؟!

    وهذا بالطبع لا ينفي حقيقة انه من مصلحة التيار الاسلامي الغاضب التوصل الى تسوية مع التيار الحاكم، ولكن مثل هذه التسوية لن تتم مجانا، ولا بالزعيق الدعائي، كما لن تتم بفعل التلويح بفزاعة الخطر الخارجي وحدها، التسوية بين الاسلاميين، مثلها مثل التسوية مع الآخرين - سواء القوى المعارضة أو القوى الدولية - لها استحقاقاتها واثمانها واجبة السداد! وهذا ما لم تتيقن منه الانقاذ بعد!
    وغداً نواصل بإذن الله تعالى..
                  

08-03-2004, 10:53 PM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيارات الإنقاذ المتاحة ...!! / الحاج وراق (Re: ahmed haneen)

    أخي احمد حنين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    على الرغم من اختلاف توجهاتنا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا ، الا أنني اراك متزنا ورصينا، من حيث الطرح ، في كثير من الاحيان التي اطالعك فيها ، حتى مع من يمكن ان تعتبره خصما لك في وقت من الاوقات .. ولذلك ..
    اسمح لي بأن ألفت نظرك الى قضية أجدها من جانبي غاية في الأهمية ومفادها هو هذا التساؤل الجوهري والمخلص :

    ما الذي يدفع مفكرا وطنيا ليبراليا علمانيا يساريا بارزا مثل الحاج وراق الى اسداء النصح الى نظام الانقاذ واضاءة الطريق بالنسبة اليه حتى لا يسقط ؟

    لماذا ينبهه الى مواطن الزلل ويقدم له النصائح المخلصة والشجاعة والمفيدة؟ اليس هذا نوعا من الدفاع العملي عن الحكومة ؟
    هل لديه مصلحة - كما قد تظن - في استمرار هذا النظام ؟ هذا هو أهم ما ينبغي ان ننقاشه هنا بروية واحترام لبعضنا .
    من ناحيتي سأجيب فورا بنعم! .
    للحاج وراق مصلحة ، ولي ولك وللبورداب وفي مقدمتهم دعاة السودان الجديد.
    وللوطن برمته مصلحة حقيقية في سير هذا النظام حتى آخر الشوط بسلام واطمئنان الى ان يحدث التحول السلمي والديمقراطي بسلاسة وبدون خسائر لا داعي لها طالما ان الأمور تسير نحو الافضل سيرا حثيثا.
    فاستحقاقات نيفاشا اضحت قيد انملة ، وكثير من التزامات انجاز ذلك بيد هذا النظام الذي ساهم في صياغة مشروع السلام مع قرنق على سبيل الشراكة الوطنية الجادة ، وبالتالي فهو الأكثر أهلية ( الآن ) لتحقيق هذا الحلم الوطني المزمن ! .
    ان نسف الانقاذ في الوقت الراهن يعني القفز بمستقبلنا ( جميعا كشعب وكتنظيمات وكأقاليم ) مجددا نحو الظلام.
    كما ان تجربة تغيير نظام الحكم بواسطة رافعة امبريالية قد آتت أكلها زقوما كما في العراق .. ولذلك فان المراهنين على هكذا حل ، انما هم مغامرون متهورون ، يجنحون الى خيار شمشون كما قال المفكر الكبير الحاج وراق متوجها بالحديث الى النظام نفسه.
    كلام وراق هو كلام العقلاء والمخلصين الى الوطن والمواطن بغض النظر عن اختلاف التوجهات.
    فهل تشاطرني المذهب أخي حنين ؟

    ان معظم مقالاتي التي رفعتها مؤخرا والتي يشتم منها انحيازا الى جانب النظام ، تصب في الاتجاه ذاته ، أعني : الدفاع عن السلام والوطن من خلال مناهضة واضعي العصي في الدواليب .
    نظام الانقاذ يجب ان يستمر ( يا اخوانا ) لثلاث سنوات أخرى على الأقل ، هذه فقط مصلحة الوطن ، وغيرها مجازفة وعبث بحق شعبنا في الحياة بكرامة وأمان.
    وفوق ذلك ( أقصد فوق رأي وراق ) فانني اقرر من جانبي ، ولنفسي ، موقفا آخر اضافيا وهو التحذير من المساس بهوية السودان ( الأفروعربية الاسلامية / نموذج سنار ) .
    أما لماذا افعل ذلك ؟
    فلأن الهوية هي بالضبط عظم ظهر وحارسة وحدة أي شعب من شعوب العالم، وبدون الهويةالثقافية المركزية المشتركة فلا تناغم ولا استقرار لأي شعب من الشعوب ( وهكذا حال كل شعوب الدنيابالمناسبة )، ومن يعبث بالهوية أو يحاول اختراقها وهدمها- بدعوى اعادة صياغتها كما يروق له - فانما يتلاعب بالوحدة الوطنية فورا وبالضرورة.
    والهوية شئ يصنعه التاريخ عبر تراكم القيم المشتركة ، وليست شيئا يصنع بقرار سياسي وثوري وفوري .

    اذاً فيجب علينا - بهذا المعنى - أن ندافع، تكتيكيا ، عن نظام الانقاذ حتى ينفذ اتفاقات نيفاشا، وحتى يتحمل مسؤولياته التاريخية ازاء الدفاع عن هويتنا السنارية في هذه المرحلة الدقيقة التي تحتاج الى عقلاء وليس الى ثوار رومانسيين.
    وشعاري الخاص يا صديقي هو:
    ان الوطن أكثر جدية من أن نتركه للسياسيين ! .
    لك محبتي وارجو ان اجد عندك تفهما يتجاوز التباسات آخرين التقيت بهم وكلهم غضب.

    ---------------
    رب اشرح لي صدري

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 08-04-2004, 00:43 AM)

                  

08-04-2004, 11:17 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيارات الإنقاذ المتاحة ...!! / الحاج وراق (Re: ahmed haneen)

    الأستاذ سبيل
    شكرا لمداخلتك هنا
    وتأكد كلنا نغضب من اجل الوطن فقط
    ولا شئ شخصي
    واقدر مساهتك هنا
    وسوف اعود لها بالتفصيل

    تحياتي
                  

08-04-2004, 11:37 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيارات الإنقاذ المتاحة ...!! / الحاج وراق (Re: ahmed haneen)

    فى أعتقادى الخاص أن الحاج وراق كسياسى يحلل ولا يسدى النصح.
    وعلى اية حال أرى أن أفضل مخرج للوطن هو أن نقف أمام التدخل الأجنبى ، على شرط الا نساهم فى بقاء الأنقاذ.

    بمعنى أن تزول الأنقاذ قيادات سياسيه وعسكريه وأمنيه ,ان يوكل الأمر للرجال الذين لم تعقر حواء السودانيه منهم بعد.

    وأن يراعى عدم حدوث فراغ أمنى مثلما حدث فى العراق ، بسبب أحالة كافة الجنود للتقاعد.

    فذلك العاطل المدرب الذى لا يملك قوت عياله سوف يتحول الى حاقد يستهدف الكل.

    وأن يعمل الف حساب لعدم أتاحة الفرص لأخوان (الزرقانى) الذين يبحثون عن مواقع لهم فى بلدان تعمها الفوضى.

    نحن ضد التدخل الأجنبى على شرط الا تستغل هذه الدعوه الأنقاذ لتستمر بعد كل هذا الفشل على جميع الجبهات.
                  

08-04-2004, 09:50 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيارات الإنقاذ المتاحة ...!! / الحاج وراق (Re: ahmed haneen)

    اخونا تاج السر

    اتفق معك تماما فيما ذهبت اليه

    ولكن ،،
    نرحب بالتدخل لأنقاذ تلك الأرواح ان عجزت الحكومة عن ذلك
    وهنا يدور سؤال محرج ،،؟؟
    اذا طلب منا الأختيار بين
    موت الأطفال والنساء في دارفور او بقاء نظام الأنقاذ ؟؟
    فأنا شخصيا سوف اختار دون تردد
    ذهاب الأنقاذ بأئ وسيلة كانت لأنقاذ ما يمكن انقاذه
    من الأرواح ،،
    ولي عودة بعد الجزء الثاني من مقال
    الحاج وراق - الصحافة اليوم

    للحاكمين: تقدير موقف لوجه الله! (2/2
    والتعبئة ضد الغزو الاجنبي تعبئة يعرف مصمموها قبل غيرهم عدم دقتها! والبلاد بحاجة حقا الى تعبئة، ولكن في اتجاه اخر، تعبئة لأجل اغاثة حوالى المليون ونصف المليون سوداني من دارفور في معسكرات النزوح واللجوء، بلا طعام كافٍ، وتحت الامطار بلا سقوف كافية، وبلا دورات مياه كافية، ومع ذلك لم تهتم أجهزة الحزب الحاكم بهذه المأساة فتعبئ موارد البلاد المادية والمعنوية لأجلها!... وفي حالة تفشي الأوبئة هناك، وهذا هو المتوقع، وبداية ظهور صور الجثث بالمئات على شاشات تلفزيونات العالم، فما من أحد بعدها سيسمع همهماتنا عن عدم جدوي التدخل العسكري الدولي، وهكذا فإن حل القضايا الملموسة والمحددة لا غني عنه اذا كانت الحكومة تريد فعلا قطع الطريق امام التدخل العسكري الدولي!
    ولكن التعبئة الحالىة تريد إنكار الوقائع الماثلة ومغالطة الحقائق على الارض، والاستعاضة عن كل ذلك بقضايا آخري مزعومة كاستهداف الإسلام أو المؤامرة للاطاحة بالأنقاذ، ولذلك فهي تعبئة زائفة.
    * وتعرف الانقاذ قبل غيرها ان الادارة الامريكية القائمة لم تستهدف اسقاطها، بل واغمضت العين عما يجري في دارفور لفترة طويلة، وقد سبق ان صرح المتحدث باسم الخارجية الامريكية عند بداية الازمة انها ازمة داخلية - وهذا هو التعبير الدبلوماسي عن الضوء الاخضر لاستخدام القوة (!) -، ولكن الحملة التي قادتها منظمات حقوق الانسان ومنظمات الاغاثة، ووجدت صداها اولا في اوروبا ، التي لم تكن لديها مصلحة استثنائية في اتفاقات نيفاشا، فتبنت الحملة، ثم وجدت صداها لدي الديمقراطيين في الولايات المتحدة ولديهم مصلحة انتخابية في تجريد إدارة بوش من كرت سلام السودان، ثم تبنتها مجموعات الضغط من السود والىهود. هذه الحملة هي التي أجبرت الإدارة الأمريكية على تغيير موقفها من (شركائها) في الخرطوم! ، وعن ذلك عبر جون دانفورث في مجلس الامن بعد اجازة القرار قائلا: (الحكومة السودانية لم تترك لنا خيارا بارتكابها مالا يعقل)!!
    وهكذا فإن التقييم الموضوعي لموقف الادارة الامريكية لا بد ان يتوصل الى انها لم تكن تستبطن موقفا عدائيا مسبقا ضد الانقاذ، وانما اضطرت الى ذلك تحت ضغط رأى عام دولي ومحلي معبأ بصور المأساة الانسانية في دافور، ولذا بدلا من خداع النفس والآخرين بالحديث عن مخطط مسبق للاستهداف، كان للانقاذ ومازال لديها، ان تعالج القضايا الموضوعية التي استدعت اهتمام المجتمع الدولي واستدعت بالتالى تنامي تأثير الاصوات المتطرفة الداعية الى تدخل عسكري دولي.
    * ولان للانقاذ تقديرا لمحددات القرار الامريكي وللبيئة الدولية الماثلة - كمثل الانشغال بالعراق وافغانستان وقرب ميعاد الانتخابات الامريكية، واحتمال الفيتو الصيني او الروسي ضد قرار بتدخل عسكري - هذا التقدير يجعلها تستبعد احتمال التدخل العسكري الدولي، ولذا تعبئ الانقاذ ضد تدخل تعتقد هي بأنه غير وارد عمليا!! ولو صحّ هذا التقدير، فإن مثل هذه التعبئة ستكون مفيدة سياسيا ودعائيا دون ان تكلف اية اثمان! ولكن الاوضاع اعقد من ذلك وبكثير، فاذا استمرت الإنقاذ في تجاهل مطالب المجتمع الدولي، وتفاقمت بالتالى الكارثة الانسانية في دارفور، فإن التدخل سيقع، ولكنه سيتخذ اشكالا غير التي تعبئ الانقاذ ضدها! حيث يمكن بعد نهاية مهلة الشهر ان يقرر مجلس الامن عقوبات مثل حظر تصدير النفط، وحظر المعاملات الاقتصادية، وحظر الطيران العسكري في مناطق محددة، والمطالبة بتسليم قيادات معينة للمحاكمة.. الخ! وهي عقوبات ورغم طابعها غير العسكري، الا انها تسهل وتمهد لاجتياح عسكري للنظام (!) خصوصا اذا ترافقت مع تخلي الولايات المتحدة عن مشروع سلام نيفاشا، واعطت الضوء الاخضر لفتح جبهة الشرق في تزامن مع جبهتي الجنوب والغرب! وربما تكون الخطوة التالىة من بعد ذلك (تمويل) قوات تدخل عسكرية افريقية! ومثل هذا السيناريو، وكما هو واضح، لا يكلف جنودا امريكيين او بريطانيين على الارض، ولا يتيح تعبئة اهل السودان ضد الغزاة الصليبيين، ومع ذلك يؤدى الى ذات نتائج التدخل العسكري الغربي!!
    * ومثل هذا السيناريو المشار الىه سيناريو ممكن التطبيق، واذا تفاءلنا بقدرة الانقاذ على التصدي فإنه على الاقل سيكلفها اثمانا باهظة، وهي أثمان كذلك غير حتمية ويمكن تفاديها! ثم انه سيناريو اضافة الى اضراره بالانقاذ، فإنه لا يخدم مصلحة البلاد، بل ولايخدم مصالح القوي الدولية - وعلى رأسها الولايات المتحدة - التي قد تضطر اليه إضطراراً في حال عدم ايفاء الانقاذ باستحقاقات الوضع في دارفور! فاذا كان الامر كذلك، فلم لا تفكر الانقاذ في خيار آخر بديل؟!
    * وذلك ما يوصلنا الى الخيار الثاني الاساسي المتاح للانقاذ، هو خيار الاقرار بالمشاكل بدلا من إنكارها! والتقدم من بعد ذلك الى حلها باخلاص وجدية ونزاهة.
    وأولى المشاكل الواجب الإقرار بها الحجم المهول للكارثة الانسانية في دارفور، وذلك يتطلب ليس فقط تعبئة الموارد المحلية والاقليمية وحسب، وانما الأهم تعبئة وتيسير وصول الإغاثة الدولية دون أية عوائق.

    والمشكلة الاساسية الثانية ميليشيا الجنجويد، وهي خلاف كونها السبب الأساسي في المأساة الانسانية، فإنها كذلك وبترويعها للنازحين تعوق إمكان ارجاعهم لديارهم.. وهي مشكلة يمكن ان يتفهم المجتمع الدولي تعقيداتها إذا رسمت الإنقاذ مسافة بينها وبين هذه الميليشيات.. مسافة سياسية وقانونية واخلاقية، مسافة تجعل الإنقاذ تقر ومن حيث المبدأ بأن أية دولة انما هي دولة بالتعريف لأنها تحتكر استخدام العنف المشروع، وبالتالى فإن الهدف النهائي لابد ان يكون تجريد هذه الميليشيات من اسلحتها.. هدف يمكن ان يتحقق مع وضع الاعتبار لهموم الانقاذ، في الحفاظ على توازن القوي العسكري والقبلي في دارفور، وفي عدم اعطاء متمردي دارفور ميزات على غيرهم نتيجة تحقيقه!
    وفي حال الإقرار بذلك، فإن الانقاذ يمكن ان تطرح مشاكلها في تنفيذه بشفافية على المجتمع الدولي، وقد سبق وأشار الامريكان الى استعداد مبدئي لقبول خيارات متعددة في ذلك، وقد عبر عن ذلك شارلس سنايدر - مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الافريقية - وكيم هولمز - مساعد الوزير للمنظمات الدولية - في مؤتمرهما المشترك بتاريخ 27 يوليو حين قالا «بأنهم لا يمانعون في ان تستعين حكومة السودان باصدقائها في المنطقة لكبح جماح الميلشيات»، بل وأردفا ان (اصدقائها كثر في المنطقة؟)!! وعلى هذا الاساس، يمكن ان تستعين الانقاذ بالحكومة المصرية او الاثيوبية او الجزائرية.. او غيرها من الدول الحليفة للإنقاذ ولا يمكن الإدعاء بأنها تدعم التمرد في دارفور أو تخطط لتمزيق وحدة البلاد!
    * وهكذا إذا وافقت الإنقاذ على الهدف من حيث المبدأ - وهو تجريد المليشيات من السلاح - او وضعت المسافات المعقولة بينها وبين هذه الميليشيات، فإن هناك العديد من الخيارات المتاحة لتحقيقه !... وعلى اساس القبول المبدئ للهدف فإن العقلاء في المجتمع الدولي يمكن ان يتفهموا مقدار تعقيد تحقيق هذا الهدف، حيث ان تجريد الميليشيات من أسلحتها مهمة معقدة تتطلب اكثر من شهر، وتتطلب اسنادها بالتقدم في المسار السياسي، كما تتطلب تضافر الجهد الرسمي مع الجهد الطوعي المحلي والدولي، إضافة الى تضافر القانوني مع الإقتصادي والاجتماعي والثقافي.. وان مثل هذه الحجج عن تعقيد المهمة ستسمع بانتباه حين تعبر عن هموم الشروع فعلا وحقا في المهمة، ولا تعبر عن مجرد (ذرائع) للتهرب من المهمة ابتداء، وللمأساة، فإن خطاب وممارسة الإنقاذ مازالا يرسلان الاشارات برفض المهمة إبتداءً ! ولهذا السبب فإن الإنقاذ لم تجد ولن تجد آذانا صاغية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de