ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2005, 01:30 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!!


    ارودت جريدة الصحافه اليوم هذه الورقه

    وهي تكمله لورقة عبد الرحيم حمدي

    والتي يبدو منها ان ورقت حمدي لم تكن

    مجرد ورقة عمل قدمت لمؤتمر وانما تيارا

    اقصائيا خطرا يتنامى في السودان

    فالنشرع اقلامنا لهذه الحرب

    وادعو كل شرفاء المنبر والقراء من الخارج التصدي

    لهذا التيار.

    ساعود لنشرها من جريدة الصحافه.

    تراجي.
                  

11-12-2005, 01:37 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: Tragie Mustafa)

    زلزال عبد الرحيم حمدى [د. صلاح محمد ابراهيم]


    Quote: هل نطق عبد الرحيم حمدى بالحقيقة الساطعة عندما تحدث عن محور دنقلا- سنار -كردفان , باعتباره المحور الذى ظل يحافظ على قوة وصلابة وصمود الدولة السودانية , بل والتراب السودانى منذ عدة قرون , هل تفيق العقول , وتصغى الاذان , وتستيقظ النفوس والضمائر من ثبات وغفلة , لتلتقط من ما قاله السيد عبدالرحيم حمدى ذلك البعد الاستراتيجى الغائب منذ زمن بعيد عن السياسة والزعماء السودانيين , الذين غرقوا وتاهوا فى لجج القضايا والمصالح الضيقة , وغاب عنهم البعد الاستراتيجى الذى كان ينبغى ان يتعامل به سودان عبدالرحيم حمدى مع كل مشكلات هذا المحيط فى الجنوب والغرب والشرق , والتى توشك ان تعصف به .
    ان محور دنقلا-سنار-كردفان الذى نادى به السيد حمدى ليس موجها ضد احد , ولم يكن كذلك طوال تاريخه الحافل بالحضارات , انه مستودع الحضارة المروية منذ الاف السنين وهو موطن الدولة السنارية التى يعود اليها الفضل فى قيام السودان الحديث , وهو دار خليفة المهدى واهله الذين ناصروا الامام المهدى ضد الغزاة وحرروا الخرطوم , وهو الذى تحمل طوال تاريخه الذين قدموا للاستيطان فيه و الذين التحقوا بالركب من جنوبه وغربه وشرقه , فاحسن وفادتهم وهم الغرباء عنه , واحسن تعليمهم وعاشوا بين كنف اهله فى وقت كانت الارزاق كلها تعتمد على هذا المحور الصلب الراسخ فى جذور التاريخ القوى بأهله و عزمهم وبأسهم عند الشدة .
    ان محور عبد الرحيم حمدى ينبغى ان لا يخيف احدا بل يجب العمل على تعزيزه وزيادة قوته والاهتمام به , لانه لولا هذا المحور لما ظل هذا السودان متماسكا قويا الى اليوم , ولعصفت به اهواء الغضب والعصيان والتفلت والتمرد التى انطلقت من كل اركانه , تغذيها فى معظم الاحيان دوافع وتطلعات فيها الكثير من الغلو والشطط وغياب الحقائق الموضوعية والاغرض والمصالح الاجنبية المشبوهة .
    وحقيقة الامر ان عبدالرحيم حمدى عندما تحدث عن هذا المحور كان يستحضر حقائق التاريخ والجغرافيا التى ينبغى ان لا تغضب احدا , فدارفور لم تلحق بالسودان الا فى عام 1916م , كما ان جنوب السودان لم يتبع اداريا للشمال الا بعد مذكرة جيمس روبرتسون فى عام 1946 , , وتقتضى الموضوعية والانصاف ان لا يحاسب محور عبدالرحيم حمدى عن مظالم وتركة استعمارية لم يكن هذا المحور مسئولا عنها , بل فى معظم الاحيان لم يعط الفرصة لمعالجة هذه المشاكل المو######## ( كما حدث من تمرد الى تمرد فى الجنوب ) ولكن الذى حدث ويحدث هو ان كل الحركات المسلحة التى ظلت تنطلق فى هذا البلد تردد حديث عن مظالم وتخلف تظن ان سببه المركز ولكن السبب الرئيسى فى كثير من الاحيان يعود الى اهل تلك المناطق الطرفية الذين هجروا اوطانهم واستقروا فى محور عبد الرحيم حمدى الجاذب والذى ظل كذلك منذ عهد صمويل بيكر ومحمد على باشا , فكم من طبيب ومهندس ومعلم من ابناء الجنوب ودارفور وكذلك من محور عبد الرحيم حمدى تخرجوا من جامعات الخرطوم , اين ذهبوا , واين استقروا . طبعا معظمهم استقروا فى الخرطوم واندمجوا فى نسيج هذا المحور الجاذب , ولم يساهموا فى تنمية مناطقهم بل ان معظمهم كان يرفض العمل خارج الخرطوم , وينطبق هذا الامر على ابناء المحور انفسهم , وظلت تلك المناطق على حالها لم تتبدل ( ولعل العديد من ابناء الجنوب الذين زاروا الشمالية يرددون دعابة :لو ان اهل الشمالية كان لديهم غابة لتمردوا ايضا ) , وحتى الذين اغتربوا وفتحت امامهم ابواب الثراء استثمروا اموالهم وبنوا قصورهم فى الخرطوم , الفرق الوحيد بين اهل محور دنقلا سنار كردفان وغيرهم , ان بعض اهل الجنوب ودارفور والشرق رفعوا السلاح فى وجه الدولة, بينما ظل اهل المحور صابرين على فقرهم . المشكلة ان معظم االذين رفعوا السلاح وجهوا حرابهم نحو المركز اى الخرطوم ظنا منهم ان حكومة السودان انفقت كل ثروات البلاد على اهل هذا المحور , وماذا كانت تملك حكومة السودان غير "مشروع الجزيرة ", الذى يوجد فى قلب هذا المحور , وهل كان يكفى المشروع نفقات الحكم ومشاكله والحروب التى اشتعلت مع بزوغ فجر الاستقلال .
    ان الثروة فى معظم السودان يملكها ابناء السودان ولا تملكها الحكومة , وظل الامر كذلك الى ما قبل عهد البترول , ان معظم التنمية التى حدثت فى محور دنقلا سنار كردفان , هى من كد ابنائه واهله وليس للحكومة يد فيها , وما تقدمه من خدمات هو من المال الذى تستقطعه من اهل هذا المحور الذى اندمج فيه ايضا بعض ابناء المناطق التى ترفع السلاح الان لدرجة ان الخرطوم نفسها باتت تشكوا من تغول وتكدس اهل الاقاليم فيها حتى ان اهلها الاصليين يكاد ان لا يصبح لهم وجود .
    واذا كان السيد عبدالرحيم حمدى اطلقها صرخة داوية , فاننا نزيد على ذلك بقولنا ان الواقع الماثل امامنا يقول ان الوحدة حقيقة قد اصبحت فى رحم الغيب وان بدت للبعض جاذبة وستظل مغامرة يندفع وراءها البعض دون حساب عقلانى , وهى مغامرة لان امرها ترك لاقلية من سكان السودان هم اهل الجنوب الذين لو تركوا للاختيار الحر دون تدخل من تجار السياسة لاختاروا الانفصال فعلا منذ مؤتمر جوبا فى عام 1947 . واذا ما كان امر الوحدة بيد اهل الجنوب , فان على السودان كله ان ينتظر ويترقب لمدة نصف دستة من السنين.. المستقبل ذلك المجهول , بل سوف يستمر محور دنقلا سنار كردفان فى دفع مستحقات الاغراء والترويج لوحدة قد لا تاتى ابدا , كيف يستقيم هذا المنطق الذى يروج له اصحاب نظرية الوحدة الجاذبة .
    ان ما قاله السيد عبدالرحيم حمدى , هو ان الوقت قد حان لكى يستعيد محور دنقلا سنار كردفان وعيه , وان يفكر بعمق استراتيجى علمى وواقعى بعيدا عن التفكير العاطفى الذى يعتمد على الامانى والتطلعات التى لا تستند الى حقائق العلم والتاريخ والجغرافية , وبعيدا عن هندسة السودان على طريقة الادارة البريطانية التى اورثتنا كل هذه المشاكل التى يغرق فيها السودان بلد المليون ميل مربع الذى لم يتمكن المركز من السيطرة عليه باكمله فى معظم الاوقات , فرحنا بالمساحة الكبيرة وجعلنا منها شعارا اجوفا يدرس للطلاب فى المدارس دون ان يكون هو موجود على ارض الواقع . الذين غضبوا او انتقدوا حديث السيد حمدى عن محور دنقلا-سنار جوبا , هم انصار سودان التناقضات الذى ثبت فشل معادلته عبر نصف قرن من الزمان او لان ابنائه قد ادمنوا الفشل على حد تعبير الدكتور منصور خالد احد مهندسى اتفاقيتى اديس ابابا التى فشلت ثم بعدها نيفاشا؟ ! , وقت ثمين اهدر فى الاقتتال و والتدمير والخراب والدمار , من اجل حلم بعيد المنال انتهى الى فكرة ان نبحث عن العوامل التى يمكن ان تجعل الوحدة جاذبة فى خلال بضع سنوات لا تكفى لانشاء طريق برى واحد بمعايير دول العالم الثالث , والدليل ان طرفى الاتفاق ما زالا الى ما يقرب من نصف عام منشغلان بترتيب وقسمة السلطة بينما التصريحات غير الجاذبة للوحدة تتطاير من كل صوب .
    ان سودان عبد الرحيم حمدى هو فى واقع الامر , سودان نبتة, وعلوة , والمغرة , ودولة الفونج , وبادية كرفان , وهو بالفعل سودان وادى النيل , وهو محور الدولة السودانية الحديثة , وهو المحور الذى اثبت قدرته على المحافظة على نسيجه السياسى والاقتصادى و الاجتماعى والثقافى , وهو الذى اكد سكانه رغبتهم فى التعايش دون صدام او حروب , وهو الذى قاد حركة التعليم والتنوير والتحرير من الغزاة ثم التطوير وفى اعتقادى ان حديث السيد حمدى عن محور دنقلا سنار كردفان هو بداية لصحوة عقلية ذات بعد استراتيجى كان غائبا فى السياسة السودانية منذ الاستقلال , ولعل هذا الغياب الاستراتيجى يعود الى انشغال الزعماء السياسين بهموم العمل اليومى المعقدة فى بلد مساحته مليون ميل مربع , وكذلك يعود الى الفقر الفكرى للاحزاب التى قادت البلاد الى الاستقلال , والى المصالح والنظرات الضيقة للمشكلات فى حدود مرمى البصر , ولعل السؤال الذى ينبغى ان يبرز الان قبل غيره من الاسئلة هو , هل كان لدينا فى اى وقت من الاوقات مشروع استرتيجى متفق عليه بين كل الفئات والجماعات السودانية , هل لدينا خطوط حمراء متفق عليها ذات بعد استرتيجى لا يمس وان اختلفنا سياسيا , اعتقد ان مثل هذا المشروع لم يوجد فى يوم من الايام على الاقل على مستوى كل ارض السودان الحالى , , لان الواقع يقول اننا مختلفون لدرجة الحرب والاقتتال , لكل ذلك ارى ان مشروع السيد حمدى , الذى جهر به هو بداية للوصول الى الفهم الاستراتيجى الصحيح لواقع ظل موجودا امامنا ولكننا كنا غافلين عنه , فالسودان الحالى فى واقع الامر ظل موجودا تجرى فى عروقه الدماء بفضل هذا المحور رغم الجراحات ومرارات الحروب وقد ان الاوان لكى نعيد لسودان عبد الرحيم حمدى عزته ومجده وكرامته وقوته, وان نعيره اهتماما يليق به , ومع ذلك يظل الباب مفتوحا للذين يريدون التعايش مع هذا المحور ولكن دون مزايدات او مطالب غير مبررة او موضوعية . ان زلزال عبد الرحيم حمدى له توابعه فترقبوه .




    تراجي.

    (عدل بواسطة Tragie Mustafa on 11-12-2005, 02:42 PM)

                  

11-12-2005, 03:22 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: Tragie Mustafa)



    Quote: ان محور عبد الرحيم حمدى ينبغى ان لا يخيف احدا بل يجب العمل على تعزيزه وزيادة قوته والاهتمام به , لانه لولا هذا المحور لما ظل هذا السودان متماسكا قويا الى اليوم , ولعصفت به اهواء الغضب والعصيان والتفلت والتمرد التى انطلقت من كل اركانه , تغذيها فى معظم الاحيان دوافع وتطلعات فيها الكثير من الغلو والشطط وغياب الحقائق الموضوعية والاغرض والمصالح الاجنبية المشبوهة .


    يدعونا المدعو د. صلاح محمد ابراهيم

    لعدم الخوف من (محور حمدي) بل يدعونا لمساندته وتعزيزه وزيادة قوته ,بل ويذكرنا انه

    لولا هذا المحور لما ظل السودان متماسكا وقويا واسأله بدوري هل السودان الآن متماسكا

    او قويا,ايها الكاذب, السودان الآن جسدا مثخننا بالجراح, السودان الآن قطرا منكوب

    تتصدر قصص مذابحه كل فضائيات العالم وصفحات الصحف العالميه.

    يتحدث الكاتب انه لولا هذا المحور لعصفت بالسودان ال.....وال....وال.......

    وكأن السودان لم تعصفه به هذه ال .....ال.......ال......

    ولا يفوت الفرصه هذا الكاتب الا بعد ان يسمعنا فرمالة حومة السجم اياها

    (الاغراض والمصالح الاجنبيه المشبوهه), وكأن مطالبة الناس بحقوقهم صارت اغراضا

    ومصالحا اجنبيه مشبوهه!!!!!!!

    يا دكتور صلاح حتى متي وانتم كالنعام تخبون رؤسكم في الرمال؟؟؟؟؟؟؟

    حتى متي وانتم لا تمييزون بين ما يجعل الوحده خيارا جاذبا وما يدعوا لاستعجال

    تمزيق السودان.

    حتى متي ومثلك ومثل الشوش وحمدي وخالد المبارك يتاح لهم التعبير في وسائل اعلامنا

    الرسميه ؟؟؟؟؟؟؟

    ان تحليلاتكما خطرا على وحدتنا وان ارائكم كالمزيد من الحطب للنار التي اصلا مشتعله

    فابعدوا عنا وكفوا اقلامكم والسنتكم والسودان بخير بلاكم.

    تراجي.
                  

11-12-2005, 03:26 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حمـدي وفصـل دارفـور وشـرق وجنوب السـودان للصالح العام (Re: Tragie Mustafa)

    الحبيبة تراجي
    لقد اعتقدت اول ما اعتقدت ان حمدي كتب ورقته من جراء تأثير هذيان حمى اصابته..
    اليك تحليلاً جميلاً من خبير مختص هو الحبيب دكتور حامد البشير
    محبتي
    لنا
    Quote: أول صحيفة سودانية تصدر عبر الإنترنت من الخرطوم - أسسها خالد عز الدين و محمد علي عبد الحليم


    --------------------------------------------------------------------------------

    رئيس التحرير: طارق الجزولي

    تلفون: 0912201125

    --------------------------------------------------------------------------------



    [email protected]




    Last Update 01 نوفمبر, 2005 12:13:15 AM

    حمـدي وفصـل دارفـور وشـرق وجنوب السـودان للصالح العام

    مناقشات هادئة لآراء صاخبة

    د. حامد البشير إبراهيم

    بخارست/رومانيا
    [email protected]

    مــدخـل

    في خلال كل سنوات الانقاذ كان الناس ُيحالون لما عرف في ادبيات الدولة والمجتمع بالصالح العام في إشارة لضرورة إنجاح مشروع الاسلامويين الذي ُعرف بالمشروع الحضاري والذي يقضي بإبعاد المخالفين وتقريب المؤمنين به.

    لكن ومع تطور ازمة الحكم في السودان بدأ رجال الإنقاذ في إحداث نقلة نوعية في فكرهم الإستراتيجي وإجراءاتهم التكتيكية تقضي بإحالة أجزاء من الوطن – هذه المرة - للصالح العام حتى يتناسب حجم الوطن الجديد مع مقاس الحزب الذي للاسف بدأ يضيق مع تمدد تيارات العولمة وإشعاعات الإستنارة وتناقضات الداخل التي اضحت تحاصره من كل الإتجاهات .

    في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ السودان المعاصر يفاجؤنا كبار رجالات الاسلامويون بفكرة مقادها إعادة تعريف الوطن وإعادة رسم حدوده في خطوة اقل ماتوصف به بانها " أبارتيد إسلامويه" في تعبير عن حالة الإحباط والعتمة التي وصلت إليها بعض المجموعات في داخل جسم الإسلامويين في السودان .

    قبل حوالي اكثر من اسبوعين وأثناء تواجدي بالسودان في عطلة سنوية علمت بالورقة المثيرة التي قدمها الأُستاذ عبد الرحيم محمود حمدي، وزير المالية الأسبق الذائع الصيت في السودان والذي تم على يديه إلغاء دولة الرفاهية وإحلال محلها إقتصاد السوق المسيطر على كل جوانب الحياة بما فيها التعليم (المدرسة الخاصة) والصحة (العيادة الخاصة ) وزيادة معدلات الفقر لتصل الى ارقام تقارب التسعين في المائة (90% ) او تزيد وماترتب على ذلك من ظواهر سلبية شملت كل مناحي الحياة : الفساد حيث السودان هو الدولة الاولى عربيا حسب ترتيب منظمة الشفافية العالمية، والتفسخ الأخلاقي ، والتفكك الاسري، وإرتفاع نسب عطالة الشباب والمتعلمين (حوالي 60%)، تنامى الوعي الإثنى كاستراتيجية للتكيف مع الإحباط وانعدام الوجهة وغيرها من الظواهر السالبة للمشروع الاقتصادي والتي في مجملها ضربت "المشروع الحضاري " في مقتل . يضاف الى ذلك الرصيد الاجتماعي السالب والصورة المرسومة سلبا في العقل الجمعي والمجتمعي عن " الإسلاميين" في السودان بعد سنين حكمهم الطويل والمنفرد للسودان .

    في خضم كل ذلك يفاجؤنا الاسلامويون وهذه المرة على لسان خبيرهم الاقتصادي الأكبر باطروحه أقل مايُقال عنها أنها تلغي الاخرين وتفرض عليهم وصاية تصل الى حد تقرير المصير.. بل ومصير احفادهم من بعدهم .. هي ورقة حتما تستحق الرد وأكثر لما لها من دلالات جد خطيرة وذات أبعاد لايمكن الإستهانة بها ولا يمكن السكوت عليها. الاستاذ حمدي مشهود له بالجرأة في مواقفه وبالتصريح والترويج لها بقليل من المواراة والاعتبارات السياسية .

    وفوق ذلك فهو المهندس الذي حقق البناء الطبقي الجديد والمنعة الاقتصادية للاسلامويين في السودان مُحدثا بذلك إنقلابا إجتماعيا كاملا في البناء الاجتماعي السوداني بدلالات بعيدة المدى. وبهذا الفهم فالأُستاذ حمدي ورغم أنه هو الذي كتب هذه الورقة كشخص إلا وأنه بماضيه التليد وموقعه المتميز في الحركة الإسلامية وبإمساكه بتلابيب الحراك الاقتصادي وسط الحركة الاسلامية، فإنه حتما (بهذه الصفات) يمثل تيارا بل وتيارا فاعلا في جسم الحركة الاسلامية واسمها الحركي ( المؤتمر الوطني ) . إن أي تعامل مع هذه الورقة بخلاف ذلك يعتبر إنكارا لحقائق ومسلمات سوسيولوجية أساسية في بنية وتوجهات الحركة الاسلامية في السودان وأهدافها الإستراتيجية البعيدة المدى ونمط تفكيرها وتكتيكاتها المرحلية والآنية .

    حيـثـيات ورقـة الاسـتاذ حمـدي :

    1- تحدثت الورقة عن مستقبل الاستثمار في السودان في الفترة الإنتقالية خلال الست أعوام القادمة .

    2- أكدت الورقة بصورة جازمة بأن تفويض الحكومة يأتي من الحزب وليس من الدولة وبالتالي فإن مصلحة الأول ( الحزب) تطغى على مصلحة الثاني ( الدولة ) وتسود عليها .

    - أكدت الورقة بأن خيار الوحدة غير وارد بل وأن الإنفصال هو الأكثر تأكيدا. وعليه فعلى الحزب الحاكم أن يعد العدة كاملة لخيار الإنفصال وهو الأرجح .

    4- السودان المحوري (الشمالية – الوسط + كروفان ) يمثل اقليما متجانسا تاريخيا – ثقافيا- اثنيا ودينيا .

    5- جهد الحزب الحاكم خلال الفترة الإنتقالية يجب أن ينصب في هذا الإقليم المحوري والذي يحمل كل مقومات الدولة المستقلة ( ثقافيا واقتصاديا وسياسيا ) ولا غضاضة من إنفصال بقية الاقاليم عنه وهذا حادث لامحالة كما يُستنبط من الورقة .

    - أكدت الورقة بأن حروب الهامش التي تستعر في الغرب الأقصى ( دارفور) والشرق الأقصى من (البحر الأحمر- كسلا ) هي في الأساس جزء من مخطط أجنبي قصد منه إملاء شروط الأقليات ( مضافا إليها الجنوب ) غير العربية وأيضا غير الإسلامية على شاكلة وضعية المسلمين في نيجيريا والسنغال واثيوبيا . سميت هذه الدول بدول الحزام العازل للإسلام .

    على أسوأ الفروض وطالما ان حربا يصعب كسبها أمام هذا التيار اللاعربي- لاإسلامي فمن الأجدى الإنسحاب كلية وتشكيل دولة جديدة متجانسة دينيا وشعوبيا( إسلامية – عربية ) تخرج من حزام العزل (الإسلامي) لتعيش في سلام داخلي وإستقرار بعيد عن تعكير صفوها بعناصر افريقيه وغير إسلامية .

    - بهذه الخيارات سيتمكن الحزب الحاكم لامحالة من الإستمرار في الحكم خاصة وان ذلك يمكن أن يأتي بقليل من الجهد الإستثماري في هذا الإقليم المحوري ذو الوعي العالي والإستجابة العالية للخدمات والتي من مردوداتها التصويت لصالح حزب المؤتمر الوطني في حالة تقديم الخدمات المناسبة ( مساكن شعبية ، تخفيف الجوع بصورة مباشرة، التشغيل ومحاربة العطالة خاصة وسط المتعلمين والمبعدين عن العمل) وغيرها من نماذج تخفيف الفقر وسياسات النمو المنحازة للفقراء pro-poor growth policies .

    - هذا البرنامج ( السودان المحوري) والإستثمار الداعم له يجب أن ينفذه فقط من يؤمنون ويؤتمنون على الفكرة وذلك يعني ضمنا عزل الآخرين في مسعى تكرار الماضي يعيد من جديد خاصة فيما يتعلق بالتفضيل في الخدمة العامة .

    - الورقة على البعد السياسي تتعامل وكأن اتفاقية السلام لاوجود لها وغير ملزمة للحكومة خاصة فيما يتعلق بضرورات الاجراءات والخيارات السياسية التي تجعل الوحدة خيارا جاذبا حسب ورقة السيد أن الخيارات السياسية المتاحة للسودان تحددها قوى دولية خفية لاصيرورات وتفاعلات داخلية .

    منـاقشــات اســاسـية :

    في هذا القسم سأسعى لمناقشة بعض ماورد في ورقة الاستاذ حمدي خاصة تلك الاراء ذات الدلالات الكبيرة والبعيدة . وأيضا إعتمدت في هذه المناقشات على المنهج التفكيكي حيث أن بعض ماورد في الورقة لايمكن فهمه إلا برده "للصورة الكبيرة" Bigger picture"" المتمثلة في سياسات نظام الإنقاذ ومواقفه أو مواقف بعض اللاعبين الاساسيين فيه والذين حتما منهم الاستاذ حمدي .

    اولا :

    يقول الاستاذ حمدي :

    "التكليف يجئ من حزب سياسي وليس من الدولة .. ولهذا يفترض ان تُراعى الإجابة عليه مصلحة الحزب في الإستفادة من الإستثمار خلال الفترة الإنتقالية …الخ ".

    هذه الجملة حتما بها كثير من الأخطاء " الأخلاقية " الفادحة حيث ان التكليف يجئ من جماهير ليست بالضرورة منضوية لحزب بل منحازة لبرنامج يصبح – حين يتم إختياره جماهيريا- برنامجا للحكومة “Government” والتي هي اليد الفاعلة للدولة (State) والتي بدورها الممثلة للأمة أو للوطن أو للناس جميعا .

    وبالتالي المقولة أو الحيثية الصحيحة التي كان يجب أن ينطلق منها الاستاذ حمدي هي أن مايجب أن يُراعى هو مصلحة الدولة ومصلحة الأُمة وإن تقاطعت مع مصلحة الحزب . وقديما لو يذكر الاستاذ الكريم قد إنحاز المرحوم اسماعيل الأزهري لخيار الإستقلال حينما كان مطلبا جماهيريا سودانيا وليس حزبيا ، مما دفعه ورفاقه لإعلان الإستقلال من داخل قبة البرلمان وذلك على الرغم من البرنامج الاستراتيجي المعلن لحزبه وهو وحدة وادي النيل .

    ثانيا :

    في حديثه عن مميزات السودان المحوري(دنقلا – سنار+ كردفان) والتي من اهمها تزايد الوعي فيه وكذلك التعليم مما يجعله سريع الإستجابة التصويتية في حال تقديم خدمات له بالمقارنة مع السودان الآخر الذي يمكن الاستغناء عنه ( تنمويا لانه ينعدم فيه الوعي وحساسية اللإستجابة لتقديم الخدمات والذي يُفهم صراحة وضمنا بانه ميؤوس منه إنتخابيا).

    ألم يسال الاستاذ حمدي نفسه ماهو كان دوره في زيادة او تدني نسب التعليم والوعي في هذه الاقاليم التي قرر عزلها من السودان المحوري :

    ألم يتوقف طريق الإنقاذ الغربي في عهد الاستاذ حمدي وبدلا عنه قامت طرق أقل أهمية اقتصادية منه .

    هل كان الاستاذ حمدي ورفاقه يستقرؤن الاحداث بانه يجب ان يتوقف هذا الطريق لانه يوما ما سيكون طريقا قاريا يربطنا مع دولة جارة (هي دارفورحسب استقراء حمدي) ويقع خارج اطار السودان المحوري ؟

    (ب) ألم يتم في عهد الاستاذ حمدي تحويل مسؤولية التعليم العام للمحليات والتي كانت وما زالت عاجزة حتى من سداد مرتبات العاملين عليها. نتيجة لذلك توقفت المدارس في أغلب الولايات الطرفية لحوالي عشرة سنوات . والفاقد التربوي كان وقودا للحرب الأهلية بالوكالة وبالإنابة عن دولة تعيش نخبها في ابراج بعيدة . أرجو من الاستاذ حمدي أن يُراجع نسب الإنخراط في التعليم العام في تلك السنوات والتي إنحدرت إلى أقل من 30% في بعض الولايات . وان من كل مائة طفل دخلوا الصف الاول فقط ثمانية منهم يصلون الصف الثامن .. كل هذا يحدث في الاقاليم " قليلة الوعي " والتي حُكم عليها أخيرا بالفصل تعسفيا من السودان المحوري ولصالحه العام .

    والمؤسف ان يأتي هذا الحكم من شخص كان هو المؤتمن على المال العام في كل السودان وهو الذي كان يُرجى منه احداث التغيير المنشود وبحيادية وحيدة مرجوة فيمن يشغل منصبا بذلك الحجم . وحزنت مؤخرا أكثر حينما علمت ان وزير مالية آخر قد قرر الانحياز لمشروع السودان المحوري بإختياره الجلوس في منبر السلام العادل الذي ينادي بفصل الشمال عن الجنوب بقيادة المهندس الطيب مصطفى .

    ثالثا :

    إن أُطروحة الاستاذ حمدي التي تقول بخلق وطن جديد قوامه (دنقلا – سنار+كردفان) هي من أولها لآخرها عنصرية تقوم على فرضية التجانس العرقي والتجانس الديني. وتقوم على مبدأ الفصل على أساس هاتين المعطيتين ( العرق والدين ) لاأظنني أُضيف كثيرا إن قلت للاستاذ حمدي أن المرادف لمصطلح الفصل العنصري هو ماعرف بلغه الأفريكانا بال (APARTTHEID) والتي هي مصطلح يرجع للكلمة الانجليزية (APARTNESS) أي الفصل بين الاعراق .

    بقصد أو بدون قصد إن أُطروحة الاستاذ حمدي هي وجه اخر "للأبارتايد" وهذه المرة داخل الوطن الواحد وباللذين ينتمون لذات العرق وإن توهموا وعظموا صغائر التفاصيل والفوارق.

    المؤسف حقا أيضا هو أن هذه الاطروحة من قبل الاستاذ حمدي قد أعطت وزنا أكبر للعرق أكثر من الدين وإلا بماذا يُفسر عزل دارفور والشرق عن هذا المحور رغم الخطأ التاريخي في تبريره بانه العمود الفقري للدولة الاسلامية في السودان خلال الخمسة قرون الماضية. لماذا تضاءل طموح السسيد حمدي وكذلك الاسلامويين حتى يكون "الميس" هو مملكة سنار بدلا عن الدولة المهدية التي غطت معظم مساحة الوطن الحالي وتمددت دعوتها غربا حتى بلاد الفولاتي " وأسماء دان فوديو وحياتو بن سعيد" وغيرهم ممن تزين بأسمائهم أسماء الشركات الغير ربحية والمعفاة من الضرائب والمتمتعة بكل الإمتيازات في الاحياء الراقية في الخرطوم شاهد تاريخي على ذلك التواصل .

    لماذا يتم الحكم بلا اسلامية دارفور وهي الرابط القويم للإسلام المتمدد والمتصل بين غرب وشرق إفريقيا عبر رحلات الحج التي شهدتها القارة منذ حوالي اربعة عشر قرنا… كيف يتم ذلك ودارفور هي كاسية الكعبة في رحلات كانت توصف برواق دارفور مؤكدة بذلك اتصال افريقيا بشبه جزيرة العرب حيث ان البحر الاحمر كان عبر التاريخ رابطا لاعائقا ومن قبل قد عبره أول المهاجرين الى الحبشة حينما ضاق بالدعوة والدعاة الأمر وكان حينها النجاشي ملك الحبشه .

    محزن للغاية ان يتضاءل الاسلامويين من الخطاب والمنظور الاسلامي الى آخر عرقي ضيق يردهم إلى جاهلية ماقبل الإسلام تماما كما ارتدت حركة طالبان إلى عصبية البشتون عند نهاية المشوار القصير من تأسيس الدولة . أقول للأستاذ حمدي إن العنصرية هي عندما تبنى الصيرورات السياسية على أساس ديني أو عرقي. وحينما تكون الخيارات السياسية مبنية على الدين او العرق ذلك هو من صميم التفكير العنصري ومن صميم التوجهات الفاشية (حيث في المانيا كانت النازية هي تلاحم المسيحية المتطرفة مع سيادة الجنس الاري) وكذلك كانت تجربة الفاشية في ايطاليا موسيليني ، وتجربة الفاشية في المنطقة العربية حيث توأمة الفكر الشعوبي العروبي مع الاشتراكية والتي في نهاية المطاف أنتجت صدام حسين، وحلبجة ، ومآس الاكراد ، وانهيار الدولة ذات الامكانيات الأوفر للنهضة في المنطقة العربية … وما نشاهده الآن أمام أعيننا وقلوبنا تدمي ، هي النتيجة الحتمية لذلك التطرف . اقول للأستاذ حمدي إن الدمار الكبير يأتي من فكرة صغيرة وكذا الخلاص الكبير .. ان لكم في دهركم نفحات .

    رابعا :

    إن الاستراتيجية التي طرحها السيد حمدي والتي تقضي بضخ أموال هائلة في عمليات إستثمارية بقصد إستجداء وكسب أصوات الناخبين في السودان المحوري (دنقلا – سنار + كردفان ) بها كثير من السذاجة والبساطة للأسباب التالية:

    هذه الاستثمارات - وكغيرها من العمليات الاقتصادية الكبيرة – تحتاج لقدر كبير من الاستقرار السياسي وهذا مايشكوه النظام حاليا وذلك للجرح الغائر في الشرق والنزيف المستمر في دارفور والشلل النصفي في الجنوب .

    ليس بمقدور الشمال ( ماقبل السودان المحوري) بعد اقتسام عائدات البترول مع الجنوب بالاضافة الى الإلتزامات المالية الأخرى ( إعمار الجنوب والمناطق المتأثرة بالحرب ) أن يضُخ أموالا طائلة لمشروع حمدي الاستثماري .

    ان القطاع الاقتصادي في الدولة رهن نفسه لالتزامات مالية باهظة في شكل إعفاءات وأشكال مختلفة من الفساد المالي والإداري للحلفاء الإقتصاديين والمؤلفة قلوبهم من الاحزاب المتوالية والمنشطرة والمحاسيب بالاضافة للدفعيات الخاصة بالحركة الاسلامية داخليا وخارجيا ( تحسبا لاي طارئ) ، وبالإضافة لضرورة الاستعداد للإنتخابات والتي من وحيها استلهم السيد حمدي كل هذه الافكار الخطيرة "والفطيرة" في آن معا .

    (د) من المؤكد أن هناك إنهيارا مريعا في البنيات التحتية وفي المشروعات الزراعية الكبرى( مشروع الجزيرة والمشاريع المروية الاخرى) زائدا التدهور الكبير في مشاريع الزراعة الآلية في القضارف والنيل الأزرق وجنوب النيل الأبيض وجنوب كردفان . كل هذه العوامل تجعل الاستثمار في القطاع الزراعي أكثر تكلفة وبطيء وقليل العائد على عكس ماطرح السيد حمدي .

    (هـ) ترهل الخدمة المدنية وإنعدام الكادر البشري المؤهل سيظل عائقا امام أي عملية استثمارية ضخمة في السودان. هذه الكوادر البشرية التي تم الاستغناء عنها حينما كان الاستاذ حمدي وزيرا للمالية ومروجا لبرامج الإستخصاص وبيع مؤسسات القطاع العام . بالاضافة للفصل التعسفي لعشرات الآلاف من الكوادر البشرية المؤهلة لأن نظام الانقاذ (بنصائح خبرائه الاقتصاديين ) قرر في التسعينات (وكذلك الآن حسب توصية السيد حمدي ) بأن هؤلاء غير مقتنعين بسياسات وبرامج الانقاذ . المؤسف أن السيد حمدي مازال يحمل ذات القناعات القائلة بان هذه السياسات والاستراتيجيات يجب ان توكل للمؤمنين بها فقط في اشارة واضحة بأن ماسواهم يمكن الإستغناء عنه للصالح العام وهذه المرة – لنكن أكثر تحديدا - لصالح " السودان المحوري " .

    (و) في تناقض واضح وبتبسيط مخل فان ورقة السيد حمدي لم تبد تحمسا واضحا تجاه القطاع الصناعي وقابليته لاستقبال مشروعه الاستثماري الضخم في "السودان المحوري " . وحينما تم تناول ذلك كان بصورة هامشية لقطاع التعدين ( لااحد يدري مايدور فيه ) وقطاع اللحوم والخضر والفاكهة مهملا بذلك كل الصناعات التحويلية الغذائية الأُخرى مثل الحبوب الزيتية وغيرها. وللأسف أورد السيد حمدي في إحدى توصياته بضرورة تخفيض الجمارك "خدمة للجماهير وليس حفاظا على احتكارات صناعية يملكها قلة من الرأسماليين أغلبهم ليسوا من مؤيدي حركتنا" .[ الطريف أنه لم يقل من مؤيدي حزبنا والذي يضم كوادر مثل أنجلوا بيدا و سبدرات والقس فلثاوس فرج واخيرا السيد جبر الله خمسين وغيرهم … ٍ].

    وانا اقرأ هذه الفقرة الاخيرة ذهب بي تفكيري إلى " بروتوكولات بني صهيون" والتي قرأتها قبل اشهر واجزم بوجود تشابه في اللغة خاصة في تأكيد الأنا ونفي الآخرين … . وايضا ذكرني هذا الحديث ماأورده في بداية التسعينات السيد صلاح الدين كرار وكان حينها رئيس اللجنة الإقتصادية، للإجتماع الذي ضم كثير من رجال الاعمال في السودان. سأله محدثي عن عدم جدوى سياسة اللجنة الاقتصادية بفتح باب الاستيراد على مصراعيه للأنواع الرديئة من الزيوت مثل زيت الاولين والتي بالاضافة لمردوداتها الصحية السالبة على المواطن فانها تدمر قطاع الصناعة السودانية المحلي . فرد عليه السيد رئيس اللجنة الاقتصادية نحن نعلم مانفعل وان قطاع صناعة الزيوت والذي تسيطر عليه الرأسمالية الحزبية الغير مواليه لنا يجب ان يُدمر . بعدها بقليل نقل محدثي كل اعماله التجارية الى الجارة مصر وما زال الى اليوم ومعه الكثيرون ممن يمثلون رأس المال المهاجر قهرا خارج الوطن .

    ارجو من الاستاذ حمدي الذي استشهد بتجربة المحافظين في تمليك الشقق وأثر ذلك على كسبهم الانتخابي.. ارجو ان يحدثنا بذات الاريحية المنفتحة على التجربة الانسانية والعالمية عن كيان سياسي سوى العقل ومستقيم يرسم سياسة اقتصادية لقطاع صناعي بناءا على متغير واحد أساسي هو القضاء على من يخالفه الفكرة السياسية؟ ارجو وبمنتهى الشفافية والصدقية ان يجيب الاستاذ حمدي عن تفسيره لمواقع الاسلامويين من خارطة الاستثمار في السودان:

    ألم يكن الاسلامويون هم القابضون على البنوك ؟

    ألم يكن الاسلاميون هم القابضون على كل المضاربات المالية ( وشركة الرواد للاسهم المالية دليل على ذلك وهي التي يرأس مجلس ادارتها الاستاذ حمدي )؟.

    ألم يكونوا هم القابضون على الصادر والوارد ؟

    لماذا لم يدخل الاسلامويون ويسيطرون على القطاع الصناعي ؟

    (هـ) لماذا لم يدخل الاسلامويون ويسيطرون على القطاع الزراعي ؟

    الاجابة على هذه الاسئلة في غاية البساطة هي أن نشاط الاسلامويين الاقتصادي جله او كله منصب في قطاع التجارة والمضاربة والخدمات وذلك للربحية العالية وقلة المخاطرة وفعالية المحسوبية .

    أما القطاع الصناعي والزراعي فقد إبتعد عنهما الاسلامويون وهم في كامل وعيهم نسبة لدرجة المخاطرة فيهما ولعائدهما الضئيل رغم مردودهما الايجابي على الاقتصاد الكلي ( حيث ان القطاع الزراعي هو المخدم الاول للناس في السودان وكذلك العائل الاكبر لهم ). لكن حسب توصيات الاستاذ حمدي ان القطاع الصناعي يمكن ان تدمر بعض اجزائه ( ماعدا التعدين ) لانه تسيطر عليه " قلة من الرأسماليين اغلبهم ليس من مؤيدي حركتنا السياسية ". المتناقض في توصيات السيد حمدي بان النهضة التي ينشدها في القطاع الزراعي حتما ستأتيه بما لايشتهي من الرأسمالية الزراعية الغير موالية والتي ربما تشوش كثيرا على مشروع السودان العنصري الجديد الذي يدعو له .

    خامسا : ان اطروحة السيد حمدي والتي ضمن ميزاتها الصراحة المفرطة هي بلا شك اطروحة المؤتمر الوطني خاصة وانه لم يثبت ماينفي ذلك وانه لم يتم أي اعلان عن رفضها . وان روح الورقة وابعادها الاستراتيجية تعبر عن روح تفكير الاسلامويين في السودان والذي في اللآونة الأخيرة أفرز كثيرا من الشوائب العنصرية ممثلة في افكار المهندس الطيب مصطفى والدكتور حسن مكي ( صاحب نظرية الحزام الاسود في اشارة للنازحين حول الخرطوم ، مضافا اليها سياسات الإنقاذ على الارض خاصة تلك المتمثلة في تشجيع وتغذية الحروب الاثنية في حزام التواصل - قديما يطلق عليه حزام التماس - بين النوبة والعرب وبين الدينكا والعرب وبين الشلك والعرب وبين العرب والزُرقة في دارفور) مستغلين في ذلك سياسيين ونخب محلية تعمل بشروط خدمة متفق عليها بين الطرفين ليس من بينها مصلحة الرعايا المحليين .

    سادسا :

    اطروحة السودان المحوري تتناغم مع كثير من الاكليشيهات التي كثيرا ماتزين خطاب الانقاذ (Discourse) المتمثل في أن "العروبة في خطر " وأن السودان مهدد بان يكون "أندلس آخر نبكي على عروبته " وتأسيس كيانات وهمية عنصرية برعاية حكومية مثل ماعرف بتنظيم قريش " وغيرها من التشكيلات الشعوبية الضيقة التي وصلت حتى داخل الوزارات الحكومية والتي أصبح الإفصاح عنها كلمة السر ومطلبا رسميا في بعض دواوين الدولة خاصة عند طلب الحصول على وظيفة . الدولة السودانية في عهد الانقاذ خلقت لنفسها عدوا إفتراضيا هو الافريقانية وتقمصت في ذلك شخصية دون كويكزوت ذلك الذي يحارب طواحين الهواء في غير مامعترك .

    سابعا :

    ان البعد العنصري في ورقة السيد حمدي يمكن رده للإطار النظري الكبير الذي تأسس في بدايات الإنقاذ ممثلا في المؤتمر الشعبي العربي- الاسلامي الباعث الاول لتيار النهضة الشعوبية في السودان خلال العقدين الاخرين . للاسف خلال سنوات حكم الاسلاميين قد تم تنشيط القبلية والإثنيه في مناطق كانت هي نماذج للتعايش والحوار في وطن مازال يتحسس طريقه نحو الوحدة والتوحد بكل ابعاد الإنتماء : العربية ، الافريقية ، الاسلامية ، المسيحية وكريم المعتقدات.

    في تقديري كانت سياسات الدولة خلال العقد الماضي تتسم بالتخوف من ذلك الإنسجام الإجتماعي التلقائي وكان لابد من القضاء عليه بازكاء الشعوبية والعنصرية . وببساطة كان ذلك لضرورات ان يتناسب الواقع مع تفصيلة المشروع الحضاري ببعده العربي - الاسلامي النقي والذي كان جلبابا من حديد لبسه الاسلامويون . إن خطورة هذا المنهج والذي يقضي بتفصيل الواقع ليناسب المشروع حتما سيقود الاسلاميين – وهم القابضون على تلابيب السلطة - الى حالة مستمرة من اعادة التفصيل ورسم حدود للوطن المتناسب مع المشروع المرسوم في الذهن .

    الخوف كل الخوف ان هذا المشروع سيتناقص كلما حاصرته التناقضات حتى ينكمش على مقاس عمارة الفيحاء او كما قال احدهم في حدود القصر الجمهوري او على اسوأ الافتراض ان يكون فقط جمهورية فاضلة على شاكلة جمهورية افلاطون وتكون حبيسة في العقول او بين دفات الكتب .

    ثامنا :

    ورقة السيد حمدي ونموذج السودان المحوري يقودني الى الاعتقاد الجازم بان الاخوة الاسلامويون وهم يفكرون في ذلك كانت تجربة باكستان في مؤخرة دماغهم. وطالما انهم مولعين بافكار أبي الأعلى المودودي فنموذج الدولة الباكستانية والذي يمثل تلاحم فريد بين الاثنينة والدينية، يتمنون أن يعيدوا انتاجه في الحزام السوداني المتنوع اصلا . ويكون النموذج المماثل لباكستان هو السودان المحوري والعدو الهندوسي الافتراضي هو : دارفور – الجنوب - الشرق ( الجزء المفصول قسرا ) حسب تصور السيد حمدي .

    نحن حتما في حاجة ماسة لدراسة سوسيو- سايكولوجية متعمقة لهذا النمط من التفكير ودوافعه النفسية . ولكن حتى ذلك الحين سيفقد السودان الكثير ونصبح نحن في سودانات مختلفة اختارها لنا " بدم بارد" السيد حمدي . لماذا لاينظر الإسلامويون في السودان الى نموذج الصومال حيث لم يغن التماثل الإثني والديني من انهيار الدولة نتيجة لتصلب شرايينها من جراء الحكم الشمولي الطويل والمليء بالفساد في منطقة في غاية الأهمية للإقليم وللعالم. ووجه الشبه بين هذا وذاك حتما لاتخطأه العين .

    تاسعا:

    الاقليم السوداني المحوري الذي اختاره السيد حمدي ليس متجانسا لاعرقيا ولا دينيا حيث ان عاصمة البلاد (الخرطوم) الواقعة في قلب هذا الوطن الجديد بها ما لايقل عن 50% من غير العرب وحوالي 30 % من غير المسلمين وكذا مدن وأجزاء أخرى داخل هذا الاقليم المحوري وبنسب متفاوته.

    عاشرا :

    الاطروحة الجديدة تضع الاخوة أعضاء المؤتمر الوطني من الأقاليم التي قرر السيد حمدي فصلها ( دارفور- الجنوب والشرق) في مأزق كبير : اما الانحياز للاقليم المحوري الجديد حيث يكونون اقليات او الإنضمام لأقاليمهم المفصولة وبالتالي يكون المؤتمر قد استعملهم " واستغلهم" مرحليا ثم لفظهم أو كما يقول المثل الانكليزي" تركهم في الصقيع" “Left them out for the cold "

    حتما تفكير الاستاذ حمدي ودهاقنة المؤتمر الوطن يسعى مستقبلا للاحتفاظ بهذه النخب في دور " مخالب القط" في الاقاليم المفصولة قسرا من بقية السودان وبالتالي : يكون المؤتمر الوطني قد ضمن العناصر الضرورية "لعكننة" الجيران الجدد.

    هناك عدة استنتاجات وتساؤلات مشروعة تثيرها ورقة السيد حمدي :

    الاستاذ حمدي لم يكن قوميا وحدويا محايدا عندما كان وزيرا للمالية وبالتالي يمكن وصفه بأنه كان متحيزا في سياساته التنموية والاستثمارية خارج اطار السودان المحوري .

    هل هذا التفكير الاقصائي عند الاستاذ حمدي وبالطبع عند رجال الانقاذ هو السبب في انهاء المشروعين التنمويين الاساسيين في غرب السودان : مشروع السافانا في دارفور ومشروع تنمية جبال النوبة في جنوب كردفان ( خارج اطار السودان المحوري ).

    هل هذا التفكير الانتقائي هو السبب في عدم تنفيذ الطريق الدائري في جنوب كردفان ؟

    هل هذا التفكير الاقصائي هو السبب في تدني نسب التعليم في اقاليم الهامش (حوالي 50%) مقارنة بالسودان المحوري اكثر من 80% .

    هل تبرع السيد حمدي اخيرا ليعطينا الاجابة الشافية في عدم تنفيذ طريق الانقاذ العربي .

    وهل ما قاله السيد حمدي اخيرا هو التفسير للإبقاء على النسب العالية لمرض الدرن في شرق السودان حتى اصبح كارثة قومية وذلك نتيجة لتوطين الجوع في هذا الاقليم وفي السودان عامة !

    هل هذا التفكير هو الذي يُبرر النشاط المتصل في الآونة الاخيرة في مشروعات التنمية في الاقليم شمال الخرطوم ( العمود الفقري للسودان المحوري)؟

    هل اقليم كردفان الذي اضيف اضافة لهذا الاقليم المحوري ينظر اليه" كـ لفقة" مرحلية (fellow traveler ) ، وايضا كاحتياطي لتوريد العمالة الرخيصة للاقليم المحوري ولتوفير الجندية التي اشتهر بها ( خاصة وانه ظل مصدرا لخدمات الدفاع الشعبي وقوات المراحيل التي كثيرا ما أُستعملت كـ"مخلب قط " و "مكنسة شوك" كما يقول المثل المحلي" لتصفية خصومات النظام العنصرية في المناطق المتاخمة للجنوب وجنوب كردفان؟

    وربما يقول قائل إن إقليم كردفان قد تم ضمه للسودان المحوري نسبة لمرور البترول به وربما ايضا للثروة الحيوانية مصدر البروتين الحيواني لسودان الاستاذ حمدي وكذلك مصدر مهم للعملة الصعبة. وربما ايضا كحديقة خلفية للسودان المحوري في مقابل السودانات الجنوبية والغربية التي حكم عليها الاستاذ حمدي بالانفصال والتشكل .

    خـــاتــمـــة

    ورقة السيد حمدي هي رمزا وتحليلا تعبر عن رؤية الاسلامويين او غالبية كبيرة منهم حيث ان الورقة تتناسق مع سياسات الدولة والحزب فيما يتعلق بالحدود والفواصل الإثنية والعرقية ودور الدولة في ذلك . وكذلك الدور الذي لعبته الدولة ممثلة في حزبها الحاكم في تأجيج الصراع الاثني والعرقي في دارفور بدعمها مجموعة ضد اخرى على اسس عرقية .

    إن ورقة السيد حمدي لم تأت من فراغ بل عُبرّ عنها كثيرا وبكثافة في سياسات الدولة خلال الخمسة عشرة سنة الماضية . مايحمد لحمدي حقيقة شجاعته في القول صراحة ماظلت تقوم به الحركة الاسلامية رمزا وعملا في سياساتها التي حتما ستؤدي الى انهيار المشروع القومي السوداني .

    إن مشروع الاستاذ حمدي حتما هو محاولة الاسلاميين الاخيرة لانقاذ مايمكن انقاذه من وطن يتآكل ويتضاءل امام سياسات حكامه الانانيين الذين يخشون حكم وطن متنوع لان مشروعهم اضيق من المليون ميل ولا يسع غير حدود النقاء العرقي والنقاء الديني المُتخيل .

    لحسن الحظ ان السودان المحوري الذي يطرحه الاسلامويون هو ايضا مليء بالتناقضات التي حتما ستحاصرهم ليتضاءلون وينكفؤون حول فكرة لا مكان لها على ارض الواقع السوداني الجميل بالوانه والزاهي بتنوعه.

    بعد اكثر من ستة عشر عاما من الحكم المنفرد للسودان وبقوة الحديد والنار لم تتمكن الحركة الاسلامية من احداث تغيير هيكلي على الارض يسهم في بناء الدولة السودانية الحديثة ويؤكد على زيادة عضوية الحركة او قبول برنامجها في المجتمع السوداني بشكل اجمالي . استولت الحركة الاسلامية على السلطة بشعارات اسلامية ولكنها ظلت بعيدة عن فقراء المدن القاطنين مدن الصفيح وعن الطبقة الوسطى التي تلاشت . وتقاصرت الحركة واطروحتها ايضا امام قطاعات الطلاب ، وصغار المنتجين ، واضمحل المشروع الحضاري امام قطاعات المرأة والمثقفين والمبدعين . وفوق كل ذلك فقد تم حصار الحركة وحكومتها محليا ودوليا وضاقت ذرعا بالعولمة ، واصبح المشروع الحضاري " صاروخ ضل هدفه، يسير على غير هدى " (Mis-quided Missile) ، ويلفظ انفاسه إلا من بعض عنصرية وبعض فاشية وبعض كلماتي امام الله ….

    اكتوبر 2005



                  

11-12-2005, 04:17 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حمـدي وفصـل دارفـور وشـرق وجنوب السـودان للصالح العام (Re: lana mahdi)



    الحبيه لنا مهدي

    شكرا لاثرائك النقاش بهذه الورقه

    ود.حامد البشير من جامعة الخرطوم اعرفه رجل اسهاماته مقدره:

    Quote:
    في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ السودان المعاصر يفاجؤنا كبار رجالات الاسلامويون بفكرة مقادها إعادة تعريف الوطن وإعادة رسم حدوده في خطوة اقل ماتوصف به بانها " أبارتيد إسلامويه" في تعبير عن حالة الإحباط والعتمة التي وصلت إليها بعض المجموعات في داخل جسم الإسلامويين في السودان .


    اعجبني هذا التوصيف للازمه جدا شكرا لنا.

    هل نتركمه يفعلون بنا هذا؟؟؟؟؟؟؟

    مودتي.

    تراجي.
                  

11-12-2005, 03:30 PM

ayman haroun
<aayman haroun
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 1409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: Tragie Mustafa)

    الاستاذة العزيزة تراجى

    والتي يبدو منها ان ورقت حمدي لم تكن

    مجرد ورقة عمل قدمت لمؤتمر وانما تيارا

    اقصائيا خطرا يتنامى في السودان


    حقيقة ماتناولته ورقت حمدى هو اقصاء حقيقى اؤكد لكى ان هذه الورقة ليست ورقة حمدى انما هى ورقة المؤتمر الوطنى .

    ايمن هارون
                  

11-12-2005, 04:05 PM

محمد احمد النور

تاريخ التسجيل: 03-06-2005
مجموع المشاركات: 408

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: ayman haroun)

    الاخت العزيزة/ تراجى

    سلامات وعافية

    لايمانى ان السودان هو وطن لنا جميعا مهما اختلفت ادياننا - اعراقنا - ثقافتنا - توجهاتنا الفكرية او السياسية فقد المنى جدا ما يدعو له الطيب مصفى بانفصال الشمال او دولة الشمال وايضا ما يخطط له عبد الرحيم حمدى عن دولة الشمال التى محورها الخرطوم - دنقلا - سنار ... وهى قناعة الكثير من السودانيين وهناك من دفع نفسه رخيصة لتحقيق هذا الحلم وسوف يتحقق الحلم


    Quote: ازمة الوحدة ام وحدة الازمة فى السودان بقلم محمد احمد النور
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    11/3/2005 5:07 م

    تساؤلات فى سياق (مشروع دولة الشمال) فى خطاب الطيب مصطفى وورقة عبدالرحيم حمدى عن مستقبل الاستثمار فى السودان.

    شكل موضوع الوحدة فى السودان واحدة من الاشكالات التى استعصت على الفهم والتوقع وتراوحت بين احتمالات الوحدة بشروط جديدة او الانفصال وفقا لمبدا تقرير المصير الذى تضمنته بروتوكول نيفاشا الذى تم التوقيع عليه بين الموتمر الوطنى الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان بعد مخاض عسير وهو مطلب ليس جديدا فى سجال الصراع بين الجنوب والشمال فقد طالب الجنوبيون قبل استقلال السودان بالحكم الفيدرالى ,والذى وعدوا بالنظر فيه عند وضع دستور دائم للسودان ,الا ان اللجنة العليا للدستور التى مارست عملها فى الفترة من 56 – 1958 رفضت مطلب الحكم الفيدرالى وتعللت بتخوفها من ان يشكل ذلك المطلب خطوة نحو انفصال الجنوب. وفى مؤتمر المائدة المستديرة فى مايو 1965 لمناقشة قضية السلطة والثروة لم تتمكن الاحزاب السودانية المشاركة فى الوصول الى صيغة محددة يتم بناء عليها العلاقة الدستورية بين المركز والاقاليم,ايضا استبعد تقرير لجنة مارس 1966 خيارى الانفصال والكونفدرالية واوصى الاخذ بمبدا الحكم الاقليمى وقد تم اخذ توصيات اللجنة لتشكل الاساس الذى بنيت عليه اتفاق اديس ابابا 1972 التى اوقفت الحرب بصورة مؤقتة منذ اندلاعها فى1955 بعد ان منحت الاقليم الجنوبى حكما ذاتيا الا ان ردة النميرى عنها بعد قراره بتقسيم الجنوب الى ثلاثة اقاليم لتستانف الحرب وتاتى قوانين سبتمبر 1983 ,وتبدا الحرب مرة اخرى وتتم اضافة بعدا جديدا للصراع وهو البعد الدينى لتاتى الجبهة الاسلامية الى السلطةفى 30 يونيو 1989 وتقطع الطريق امام اتفاقية الميرغنى – قرنق التى تم التوقيع عليها فى نوفمبر88 والتى من المفترض اقرارها فى 4يوليو 89 وتنص اهم بنود هذه الاتفاقية على تجميد قوانين سبتمبر وعقد مؤتمر دستورى فى 18سبتمبر 89 لوضع صيغة سياسية دستورية جديدة لحكم السودان. وتنقض الجبهة الاسلامية على السلطة وتضع الجنوب على راس اولوياتها باعلانها فى بيانها الانقلابى انها لو لم تات لوصل الجنوبيون الى الخرطوم وتلتقى بالحركة الشعبية فى اديس ابابا لاول مرة فى اغسطس 89 تحمل معا مشروعها الجاهز الذى سبق ان قدمته فى مؤتمرها الاول فى1987 ورغم فشل اللقاء الاول الا نه تم عقد اجتماع اخر فى نيروبى فى ديسمبر 89 وفشل اللقاء ايضا لان الوفد الحكومى لم يكن مفوضا فى اتخاذ اى قرارفيما يخص مبادرة كارتر وحمل مفاوضى الحركة الشعبية هذا التفويض وتتصاعد الحرب وتجتهد الجبهة فى الاستقطاب الدينى لها وجعلها حرب مقدسة تحشد لها كل صور مشاهد الفنتازيا من التراث الاسلامى وجديدها من اعراس الشهيد لتجعله واقعا تقنع به الشعب السودانى وخصوصا مسانديها وشبابها بمبرر فرضية الجهاد و تتحول الى حرب استنزاف لن تترك معادلة لتمييز الخاسر من الرابح ويظهر جليا انها لا نهائية مما تسندعى القناعة المشتركة لدى الطرفين انه لا جدوى فى الاستمرار وعليه فان وقفها اصبح امرا لا مفر منه ووضعت الحرب اوزارها ولكن يبقى السؤال قائما حول كيفية حكم السودان ووضع الجنوب وهل سوف تنفصل بعد الاستفتاء الذى ينتظر نهاية الفترة الانتقالية ام ان الوحدة هى التى سوف يتم التصويت لصالحه وبين هذه وتلك تظهر الرؤى النشاز من اثنين من عرابى المؤتمر الوطنى ,احدهما ينادى علانية بانفصال الشمال اما الاخر فهو يرتب للانفصال على استحياء وبرؤية استراتيجية اساسها الاقتصاد وعمادها الاستثمار ويغيب الموت جون قرنق الرجل الذى تحول فى عين الكثيرين منهم القوى المعارضة والشعب السودانى فى جعل الوحدة التى طالما راهن عليها بمشروع السودان الجديد يصبح اكثر قربا وتكبر معها الامال بجعلها واقعا معاش وتتصاعد تداعيات رحيله الذى تظمهر فى الفراغ الذى تركه واحداث غسطس الاسود جعلت الوحدة التى ينادى بها الكثيرون تصبح بعيدة المنال ام لم تكن مستحيلة خصوصا بعد اطلاق العنان لمشاعر العداء والكراهية بين الشماليين والجنوبيين فى الخرطوم والمدن الاخرى التى انتلقت اليها احداث الشغب.
    وفى عمق هذه الاحداث يتشكل صوت منبر السلام العادل الذى ينادى بحق تقرير المصير للشمال والذى يتزعمه احد اقطاب المؤتمر الوطنى الطيب مصطفى وهو احد الاصوات الشمالية النشاذ التى طالبت بالانفصال صراحة وصبت جام غضبها وفشل( المشروع الحضارى) على الحركة الشعبية وضم اليه العديد من الاصوات التى ترى ان الشمال دفع ما فيه الكفاية وتحملت كثيرا ولكن جاء الوقت الذى صار فيه ان الانفصال هى الوسيلة الوحيدة لحل هذا الصراع وذلك لعوامل عديدة كالهوية ومكوناتها (الدين ,العرق والثقافة) المختلفة بين القطبين متناسيا ان هناك العديد من العوامل التى تجمع اكثر مما تفرق و هناك العدي من الشواهد لدول(الهند مثلا) حملت اديانا واعراقا وثقافات والعديد من التنوع فى داخلها ولكنها شكلت نسيجا متماسكا بتوافر الشرط الديمقراطى واعتمدتها صيغة للتعايش ولم تعمتد سياسة الاقصاء والتهميش او التمثيل الصورى للتنوع كما سائد فى السودان منذ الاستقلال .ويرى مصطفى فى دعوته لدولة الشمال ان هناك دولا اخرى تتشوق للانضمام لدولة الشمال المزعومة مثل تشاد ولكن ينطرح التساؤل داخل الشمالى الجغرافى عن هل دارفور بعد تم فيها ويتم فيها من اقصاء وتهميش وجرائم حرب من قبل الحكومة لديها الاستعداد او الرغبة فى الوحدة داخل دولة الشمال دون شروط جديدة تضمن لها عدم تكرار ما حدث ؟, وايضا مبررات النخب الشمالية التى ترى ان انفصال الجنوب سوف يعيد انتاج الازمة وسط الجنوبيين وهو تجاوز لمشاكل الشمال نفسها وهروب من سؤال هل الشمال كل متناجس وايضا تتقافز الشواهد وتقول غير ذلك فالدين لم يكن عاملا للوحدة فى الشمال رغم كل المزاعم فهاهى الحكومة ترتكب ابشع جرائمها باسم الدين فى دارفور والعنصرية تجاه الاخر الغير عربى لم تبرح مكانها رغم محاولات اخفائها.
    وتاتى ورقة عبدالرحيم حمدى عن مستقبل الاستثمار فى السودان وتشكل القشة التى قصمت ظهر البعير وقد وجدت حظها من الرد والمداولة ولكننى اتناولها بعيدا عن سياق الراى فيها ودون تسميتها بالعنصرية او الساذجة فهى تشكل رؤية المؤتمر الوطنى الحاكم للفترة الماضية والقادمة وهى اكثر تطرفا من رؤية الطيب مصطفى فهى تضع مثلثا جديدا (الخرطوم – دنقلا – سنار) وهو شمال جديد داخل الشمال الجغرافى وتكشف حجم الرغبة فى التضحية بالجنوب الذى سوف ينفصل حتما وقد تتبعها دارفور وهى فى نظر حمدى نسبة مقدرة فقط من الموارد التى سوف يستعاض عناه بالاستثمار العربى الاسلامى ,فهو اقرب ما يكون الى الدولة الصهيونية الجديدة (عروبة +اسلام ) والمدهش انه تم تقديمها فى طاولة المؤتمر الوطنى لتسقط وهم الوعاء الجامع ولم تاخذ صفة السرية فهى عرضت للمناقشة العلنية وايضا يتبادر الى الذهن سؤال ما موقف اعضاء المؤتمر الوطنى منها وخصوصا من هم خارج المثلث الغريب .
    واخيرا فان مطلب المجموعات او الاقليات التى تؤمن انها مهمشة او مقصية بالانفصال هو امرا ليس جديدا ولكن البدعة هى ان تطالب بها نخبة حاكمة تملك كل مفاصل الدولة السودانية اذا تم تسميتها بذلك مجازا ,و بقراءة لمجريات الاحداث فى السودان خصوصا بعد توقيع بروتكول نيفاشا ورحيل د.جون وما تلاها من تداعيات مأساوية شهدتها مدن الخرطوم ومدنى وجوبا وتاتى اختلافات انجاز بروتوكول تقسيم السلطة والثروة بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية والتى لم تغير كثيرا فى الوضع فى السودان فالقبضة الامنية على كل مناحى الحياة(سياسية – ثقافية – اجتماعية ) ما زالت قائمة وظهرت للسطح العديد من المهوسيين الاسلاميين الذين ينادون بدولة الخلافة والتى على رأسها خليفة من قريش ومن يعيش فى هذا الواقع السودانى بنفسية مغتربة الى شعاب الجزيرة العربية ودولة المدينة والذين لا يرون الاخر المختلف عنه الا كافرا او صليبيا تجب مجاهدته !؟ وصوت السلاح ما زال عاليا فى دارفور وشرق السودان وتصاعد مشاعر العداء بين الشمال والجنوب فان اى حديث عن وحدة جاذبة فى غياب الخطوات الجادة والتضحيات التى يجب ان يقدمها الطرفين والقوى السودانية الاخرى لصالح مشروع الوحدة فان التصويت لصالح الانفصال فى الاستفتاء الذى يعقب هذه الفترة الانتقالية يصبح امرا لا يختلف عليه ولكن اذا تم انفصال الجنوب فهل تتحول دولة الشمال الى تلك اليوتيبا التى يحلم بها دعاة الانفصال .


    محمد احمد النور
                  

11-12-2005, 04:12 PM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: ayman haroun)


    الأخت العزيزة تراجي
    لك التحية و الأحترام
    أن أبلغ رد قراته مؤخرا هو ما كتبه الاخ محمد أحمد موتسو . رد بليغ علي عبدالرحيم حمدي و د. صلاح محمد أبراهيم و كل أنفصاليي الشمال .

    Quote:
    علي الانفصاليين الشماليين من امثال عبدالرحيم حمدي والطيب مصطفي وغيرهم ان يفصلوا قراهم وبلداتهم ان ارادوا , وليعلموا ان ولاية الخرطوم ليست ضمن حدود ما يريدون فصله.
    [12.11.2005]
    علي الانفصاليين الشماليين من امثال عبدالرحيم حمدي والطيب مصطفي وغيرهم ان يفصلوا قراهم وبلداتهم ان ارادوا , وليعلموا ان ولاية الخرطوم ليست ضمن حدود ما يريدون فصله.


    غريب امر هؤلاء الذين لا يستحون من الذين ينادون بفصل الجنوب والان يريدون فصل دارفور والشرق حسب ما جاء في ورقة المدعو عبدالرحيم حمدي الطافحة عنصرية وحقدا , وهو انما يعبر عن راي قطاع , نرجو الا يكون كبيرا, من الجلابة داخل وخارج منظومة الحزب الحاكم الذين سرقوا السلطة بليل وبكذبة شنيعة وباسم الاسلام والاسلام ابعد ما يكون منهم , كما وضح جليا لاتباعهم قبل اعدائهم , فتنصل منهم وتبرا منهم الكثير من اتباع الامس. هؤلاء لا يستحون لانهم يتحدثون عن فصل مناطق هم واجدادهم الاكثر استفادة منها . اذ انك لو استعرضت التركيبة السكانية لاي اقليم , وتفحصت اسواقها وعددت شاغلي الوظائف الحكومية فيها منذ الاستقلال الي عهد قريب جدا , للرايت بان معظم التجار وراس المال هم من امثال دعاة الانفصال الشمالي هؤلاء , سعضدهم في تنمية اموالهم ومشاريعهم الزراعية والصناعية جيش من كبار الموظفين من شاكلتهم , يمررون لهم معاملاتهم الادارية والمالية , ويعفونهم من الجمارك والرسوم, ويفرون لهم مدخلات الانتاج من وقود الشاحنات والسيارات الفارهة , ويسهلون لهم استيراد بضائعهم ويسنون القوانين واللوائح التي تضمن لهم احتكار الاسواق.


    فاذا ذهبنا الي دارفور الكبري مثلا, نجد انه وحتي عهد قريب , كان كبار التجار الذين يشار اليهم بالبنان هم من اهل الانفصاليين الشماليين هؤلاء. ففي الفاشر مثلا , كان هناك " التهامي" و " جبارة الخضر" و"الكوارتي" و"الريح السنهوري", واخرين , قبل ان ياتي الزغاوة ويكتسحون السوق ويبزونهم في التجارة حتي اذا ما فشلوا في البقاء وسط هذا التنافس الشديد ومقارعة هؤلاء التجار الجدد الاذكياء , غادروها او انكمشت انشطتهم التجارية( وهنا ياتي حقدهم علي الزغاوة, حتي ان الرئيس البشير في احدي لقاءاته باعيان الزغاوة في الخرطوم قال وبالحرف الواحد : طردتم اهلي التجار من دارفور).والغريب بان اهله هؤلاء لم يتركوا اثرا خيريا كمدرسة او مستشفي يحمل اسم واحد منهم, لا في الفاشر ولا في باقي مدن المهمشين شرقا وغربا.والله عيب.

    وفي نيالا , ايضا تجد الحال مثل ما كان بالفاشر, وفي الجنينة وبرام والضعين, حتي ان معظم العمارات بالخرطوم يمتلكها هؤلاء التجار , حتي ظهرت اغنيات البنات تنشد(يا مغترب يا ود غرب)متوهمات بانه طالما هؤلاء التجار بهذا الغني فلا بد ان اولاد الغرب اغنياء .

    اما في الشرق , فكل الجناين التي تنتج فاكهة وخضارا في كسلا هي مملوكة لسلالة هؤلاء الانفصاليين. وهناك نكتة تعكس هيمنة هؤلاء علي خيرات كسلا , اذ انه يحكي بان ادروب كان حارسا لاحدي هذه الجناين واخذته غفوة ومر به صاحب الجنينة من اهل الانفصاليين الشماليين هؤلاء , فوكزه وايقظه من نومه وقال له منتهرا: انا اتيت بك لتنام يا ادروب؟ فرد ادروب:هو ادروب لوما بنوم انت تلقي جنينة زي دا.

    اما في الجنوب, فهناك الكثير من التجار , ففي جوبا مثلا لا تجد تاجرا من الجنوبيين, وتجار الجنوب من الجلابة ضربوا اسوا المثل للشماليين وللاسلام , باستثناء القليل. ففي مرة حدثت فتنة كادت ان تقضي علي الشماليين وذلك عندما اطلق احد التجار الشماليين النار علي خادمه الجنوبي لانه تاخر في احضار الماء له ليشرب؟‼فما كان من الجنوبيين بعد انتشار الخبر الا ان فعلوا مثل ما حدث عندما قتل قرنق, ومعروف في الجنوب انك عليك ان تهرع الي اقرب مركز شرطة او جيش ان انت صدمت جنوبيا بعربتك, لانك ستموت في الحال قتلا ان انت انتظرت , كما حدث لابن وزير التربية بالخرطوم في الحادث الاليم.

    وفي كردفان , انظر الي الابيض والي ابي زبد وام روابة, كلها تعج باجداد واحفاد الانفصاليين الشماليين.

    وحتي في الجزيرة هم منتشرون كالسرطان, ويكفي ان رئيس الوزراء في الفترة النتقالية بعد انتفاضة ابريل لا يستحي بان يقول هو من قرية "الدناقلة" بالجزيرة‼مما يدل علي انهم هناك وبكثرة حتي صارت لهم قري باسماء قبائلهم.

    هذا من ناحية احتكار الثروة , لا بالتنافس الحر الشريف, ولكن بسبب التسهيلات التي كانوا يجدونها من الذين يملكون زمام الامور من اهليهم في السلطة في هذه الاقاليم.

    ففي دارفور وكردفان والشرق والجنوب, كان الحاكم والوزراء دائما ما يكونون من اهل الانفصاليين الشماليين هؤلاء. ومعلوم جدا ان مدير مديرية دارفور سابقا في الستينيات من القرن الماضي,كان دائما ما يعيد اكثر من نصف ميزانية المديرية انذاك كفائض في الميزانية , ودارفور وقتها ولا تزال في امس الحاجة الي مدارس ومشافي. ولكنه الحقد الاعمي وما كان يفعله ذاك المدير هو ما ظهر الان بانها سياسة قديمة لا يزال امثال عبدالرحيم حمدي يتبعها ويطبقها, كما اعلنها لنا في ورقته السيئة . فهو الذي قتل مشروع ساق النعام ومشروع جبل مرة ومشروع السافنا عن عمد وسبق اصرار وهو وزير مالية هذا البلد الظالم اهله.

    وفي العهد الحديث, وحتي بعد ان استفاق اهل الهامش وبات من غير المجدي ولا المعقول استيراد حكام من اهل الانفصاليين , وتولي اهل الاقاليم حكم بلادهم, نجد بان وزارات المالية واقسام الجمارك وكل ما له علاقة بالمال والسيطرة علي مفصلات الحكم من امن وقيادة الجيش والشرطة ,لا تزال بيد اهل الانفصاليين هؤلاء. فوزير المالية في الفاشر مثلا كان شايقيا مطرودا من الشمالية لفساده, فاتوا به لدارفور في بداية الانقاذ لياكل وليؤكل اهله من اهل الانفصاليين الشماليين.

    وفي نيالا ,لم يستطيعوا ان يطيقوا رؤية اغني ولايات السودان يحكمها اهلها , فجاؤوا بعطا المنان اكثر من مرة ولا زال يفسد فيها ويسفك الدماء ويهلك الحرث والنسل , الي ان اخذته العزة بالاسم وافصح بما في داخله وداخل كل الانفصاليين الشماليين وقال في شعيرية: علي الزغاوة ان يجدوا لهم كوكبا اخر يعيشون فيه. فكان رد الاشاوس من ثوار دارفور بان بداوا مؤتمر حركة تحرير السودان, الذي يضم من الزغاوة عدد ليس بالقليل, في مهاجرية وهي بلدة اقرب الي الوالي من حمام بيته.


    وان انت ذهبت الي نقاط الجمارك في كل السودان , لا يقابلك الا اهل هؤلاء الانفصاليين, وان انت دخلت اي شركة حكومية او مرفق حكومي يدر مالا , لا تجد الا هؤلاء, حتي انه في الجنوب وفي كردفان لا تجد الا اهل الانفصاليين الشماليين يعملون في حقول البترول حيث الرواتب بالدولار , حتي الغسالين والمكوجية من اهل حمدي والطيب مصطفي, فهم في كل مرفق لا يحتاجون الي مؤهل او خبرة الا الواسطة والمحسوبية, فيصير ساعي البريد منهم وزيرا للثقافة ومديرا للاذاعة والتلفزيون, مؤهله الوحيد لذلك كله انه خال الرئيس‼

    والان , وبعد هذه المقدمة التي لابد منها, ياتي هؤلاء ويطلبوا فصل تلكم الاقاليم التي لحوم اكتافهم من خيرها, وبعد ان رتعوا فيها سنين طويلة مديدة , واغتنوا وبنوا العمارات في الخرطوم, وبعد ان قتلوا المشاريع الحية هناك, وبعد ان تركوها بعد ان جففوا منابعها, وبعد ان غرهم ظهور البترول, بداوا يضيقون بها ذرعا وارادوا التخلص منها. تماما مثل طفيل البلهارسيا او اي طفيل, يدخل الي جسم الانسان وهو صحيح معافي , ويمتص دمه وغذاءه , ثم يتركه جثة هامدة او جسد هزيلا, او بلغة المصريين , ياخذه لحم ويرميه عظم.اما هؤلاء , حتي عظامنا "قرقشوها".

    يا هؤلاء , ان اردتم الانفصال , فحدود دولتكم المستقبلية هذه , يجب الا تضم ولاية الخرطوم, لان كل ما فيها من عمران وازدهار ومطارات وجامعات ومشافي , هي من دم وعرق اهلنا بالهامش والجزيرة. وهي بقيت الي اليوم لان دماء ابناء المهمشين من دراويش و جنود وشهداء مظاهرات وضحايا تعذيب , هم من ابناء المهمشين.

    ولانه وببساطة ايها السادة الانفصاليون الشماليون, المنطقة التي تودون فصلها هي من الجيلي شمالا , والتي هي صحراء هجرتموها واجدادكم الي البلاد التي ترعرتم فيها كما ذكرنا انفا , ولو كان فيها خيرا لما تركتموها. فبالله عودوا اليها ان ضقتم بنا, واظن محور حمدي هذا , وتركيز التنمية بها الان من سدود وخزانات ومطار كريمة وغيرها من مشاريع تدل علي ذلك, وتكونوا بذلك قد فعلتم خيرا لباقي السودان , لان الجسم الذي خرج منه المرض لا بد ان يتعافي ويعيد امجاده.اما الخيرين والمعقولين منكم , والذين فيهم شيئ من الاسلام واخلاقه وحيائه , فهم غير معنيين بهذا المقال , وهم والحمدلله كثيرون وبيننا وبينهم ود واخاء ومصاهرة ,مثلهم مثل باقي اهل السودان الطيبين الذين كما قال الكويتي: انتم يا سودانيين طيبين , بس ربنا ما اعطاكم حكومة تشبهكم . فالله نساله بان يرزقنا حكومة تشبهنا وتشبه اخلاقنا , ويخلصنا من حكومة اخلاقها واخلاق وزراءها لخصها عبدالرحيم حمدي في ورقته .


    محمد احمد موتسو


    [email protected]






    منقول من موقع حركة العدل و المساواة
                  

11-12-2005, 04:23 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: Mohamed Suleiman)

    تراجى
    دبايتو
    من لا يملك القوة لا يملك القدرة على العيش انتهى عهد الوصاية
    وسينتزع الثورا حقوقهم كاملة دون اى اعتداء على حقوق الاخرين
    ولن ندفع بعد اليوم صدقتا لاى من مصاصى دماءنا وعهدهم انتهى الى
    غير رجعة وصدقتى لان حمدى حلقة من حلقات الاستعمار وبقية الحلقات
    تكملها احزاب التامر على السودان
                  

11-12-2005, 05:28 PM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: هاشم نوريت)

    Quote:
    اما في الشرق , فكل الجناين التي تنتج فاكهة وخضارا في كسلا هي مملوكة لسلالة هؤلاء الانفصاليين. وهناك نكتة تعكس هيمنة هؤلاء علي خيرات كسلا , اذ انه يحكي بان ادروب كان حارسا لاحدي هذه الجناين واخذته غفوة ومر به صاحب الجنينة من اهل الانفصاليين الشماليين هؤلاء , فوكزه وايقظه من نومه وقال له منتهرا: انا اتيت بك لتنام يا ادروب؟ فرد ادروب:هو ادروب لوما بنوم انت تلقي جنينة زي دا.
                  

11-13-2005, 04:33 AM

ayman haroun
<aayman haroun
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 1409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: Tragie Mustafa)

    up
                  

11-13-2005, 04:43 AM

Faisal Taha

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 1123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورقة حمدي ليست مجرد ورقه انها تيار يتنامى في السودان!!!!! (Re: ayman haroun)

    OK then what is the reason and objective of opening 3 US consulates in the South of Sudan
    could U PLS also attend to such matter or pass it to MR Silva Keer

    Faisal
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de