عاطفة الضوء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 07:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2005, 07:26 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10012

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عاطفة الضوء

    عاطفة الضوء
    إنه الفيديو آرت، أو ما يطلق عليه بالإنكليزية Video Art Screening، وما يجيّشه من تداعيات الضوء (الداخلي) الرابض في عمق المفردات الكونية، والضوءِ (الصنعي) الموجَّه رديفِ تكنولوجيا العدسات الرقمية
    بقلم: مرح البقاعي

    نوفمبر 2005


    إذا كان الشعر يعيد كتابة العالم بحبر اللغة فإن التشكيل إنما يعيد صياغة مشهديته في تعاقب دورة الضوء والعتمة. وبين تأصيل الحبر وانفلات الضوء تكمن مسَّرة الخلق.

    هنا تربض معضلة الفنان في نهجه إلى تخليد "البَشَري" واستخراج شحناته من طاقة النور العابر للزمان بسرعة الوهج.

    إنها المناورة المفتوحة مع خط الزمن ومشهده الكوني. وإنها إرادة الفنان في استعادة المرتجى -المفقود نائيا برؤاه عن شذرات المستنقعي- الواقع.

    إنها غلبة الحلم على شظف المعاش وانتصار إرادة تلوين العالم، لا بل إعادة تشكيل كائناته من شجر ونهر ونبات وبشر.. وعاطفة.

    إنه اختبار روحي خالص للفنان من جهة، والمتلقي من أخرى. إنه دعوة يوجهها الفنان لإعادة قراءة العالم بلغة الضوء وتناقضه مع العتمة؛ ففي المسافة بين النقيضين يكمن سر الحياة. وهنا تبرز "البصيرة" عنصرا لـ "الإبصار" الذي حَدَقته عين الروح. وهكذا نتلمس طريقنا عائدين إلى رحم النفس مخترقين حاجز المعهود والآني والسائد باتجاه بوابات المرتجى والموعود والماورائي.

    إنه الفيديو آرت، أو ما يطلق عليه بالإنكليزية Video Art Screening، وما يجيّشه من تداعيات الضوء (الداخلي) الرابض في عمق المفردات الكونية، والضوءِ (الصنعي) الموجَّه رديفِ تكنولوجيا العدسات الرقمية.

    العاطفة + الحقيقة = الضوء
    روبرت درومند فنان وثَّاب ومتعدد المواهب من ولاية كاليفورنيا. بدأ رحلته الفنية كمخرج تلفزيوني ومهندس إضاءة مسرحية، وانتهى به المطاف إلى صياغة هواجسه الفنية على شاشات إل سي دي العالية الحساسية مستخدما آخر ما توصلت إليه تقانة الفيديو الرقمي لطرح رؤاه ممنتجة على طريقة الفيديو آرت.

    يتأسس العمل الفني عند دروموند على قاعدة من الإحداثيات الفنية الضابطة قوامها الإضاءة، واللوحة، والمؤثرات الصوتية. ويبدو أن المساقات التعليمية التي درج عليها درومند من التشخيص المسرحي إلى هندسة الإضاءة والتصوير الفني والإخراج السينمائي وهندسة الصوت لمدة 7 سنوات في جامعة جنوب كاليفورنيا وكلية فاسار، هذه الخبرات التشكيلية الرؤيوية مجتمعة شكّلت قاعدة متعددة المحاور لأعماله التي ألَّف فيها بين فن التشكيل والنحت من جهة، وتقنيات الشاشة والمسرح من أخرى.

    وقد ساعدت طفرات التقانة الهائلة في عالم صناعة الكاميرات المتناهية الدقة (هاي ديفينشن)، ساعدت درومند على متابعة تفاصيل حسّية في مشهد بليغ التعقيد قد تُغيّبها العين المجردة في المشهد الواحد؛ فقام ـ مجازاـ برصد الحالة العاطفية التي تكمن ماوراء أبعاد المجسَّم الثلاثة (3D).

    بيت القصيد من هذه الخلطة الدرامية للأدوات الفنية والصوتية إلى تقانات الفيديو هو محاولة سبر عمق الشخصيات التي تتحرك من حولنا في الحياة اليومية وتسليط الضوء على دواخلها العاطفية. وهي في نهاية المطاف تحدد الطريقة التي نرى فيها العالم من جهة، وصورتنا في مرآة الروح من أخرى. إنه نسيج عاطفي يتداخل فيه شبق الضوء والصوت ليغوصان في متاهات التركيبة العاطفية البشرية. يقول درومند: "أشعر أثناء شروعي بالعمل أنني أنجرف وتيار الدفق الموصول إلى السيالة التخييلية الإنسانية. أنا أرصد أمواج العاطفة وتداعياتها النفسانية والروحية من خلال نحت الفراغ في كتلة الضوء".

    يلاقح درومند فن العمارة والنحت إلى تقانة الفيديو التفاعلية. ويجرفه بحثه الحثيث في نقلات الضوء، ونظريات المؤثرات الصوتية، وعدسات الفيديو، إلى رسم ملامح المشهد الذي يقدمه لجمهوره في إيقاع حيوي مباشر ومفتوح على سياقات اليومي المعاصرة.

    يقول درومند: "الضوء هو محصلة العاطفة والحقيقة حين تلتقيان. وبالنسبة لي فإن التلاعب بالضوء إنما هو وسيلة لاستحضار الخط الزمني الموازي لتيار العاطفة".

    إنها دعوة الفنان لإعادة تشكيل الكائنات والطبيعة والعاطفة في تناغم الضوء على شاشات إل سي دي العالية التقانة. إنها رؤيته لما "سيكون" لا لما هو "كائن".

    يقول دريمند: "ما وفرته التكنولوجيا المتقدمة في عالم الصورة والإضاءة أصبح حلقة أساسا من حلقات منحوتاتي الضوئية. إني أحاول أن أروي ما وراء الرواية نفسها. إنها استعادة العاطفة بتردداتها وخلجاتها على المستوى التأملي الفرداني".

    محاولة درومند في استقطاب طاقات الضوء إنما تصب في عمق جنوحه إلى تأكيد إشراقات النفس البشرية الداخلية. فبالنسبة له لا يفترق منبع الضوء في النفس عن منابعه في الأكوان المحيطة. كلاهما يفيض نورا، وكلاهما يتبادلان الإشراق في دورة الحياة باجتماع عناصرها من ماء وسماء وشجر وبشر.

    وهو في انتمائه الجريء إلى هذا المذهب الفني إنما يؤكد ذاته البشرية المفعمة بالضوء والحركة ونزوع التبادل المبدع بين العاطفة البشرية من جهة، وعناصر الكون التي مبناها الحركة والنور، من جهة أخرى.

    نافذة على الرمل
    يستعيد درومند في واحد من عروضه التي يمكن متابعتها على موقعه الإلكتروني: www.robertdrummond.com ، والذي حمل عنوان "نافذة داخلية"، يستعيد إحداثات العلاقة الأزلية بين الرمل والزمن.

    ويبدو أن مواقيت الساعة الرملية هي الناظم الزمني لأعمال درومند في علاقاته البائنة مع مساحة الصحراء العامرة بميراث الضوء. يتحرك الرمل في الأنبوب الفاصل بين زجاجتي الساعة الرملية؛ وتتحرك بدورها الصور على شاشات درومند تلاحق الضوء المنتشر على خط تماهي السماء بالأرض، يرصدها من وراء ستارة شفيفة ترسم لتحوّل الفصول.
    والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أي الكائنين هو الأكثر تحولا: الضوء أم الرمل؟ وأيهما الأزلي في اللعبة الكونية: كتل الكثبان أم فَرجة النور فيما بينهما؟

    لقد تمكن درومند في رصده العاطفي لعلاقة الضوء بالزمن من خلال الوسيط الأكثر هشاشة وأبدية في آن: الرمل، تمكن أن يؤسّس لمشهد فني مشدود إلى تأملاتٍ ماورائية ترتد إلى جوهر الخلق، وجوهر الضوء، وجوهر النهايات أيضا. وهو يرسّم من خلال شاشات البلازما فلسفة "المشهد المتحوِّل" الذي ينتهي بنا أبدا عائدين إلى بداياته في اللحظة التي يحتل فيها الضوء كتلة الفراغ ليرث الجغرافيا، ويعيد خلق الأشكال والكائنات من عناصر النور الكامنة فيها.

    تعكس عروضه مقدرة واضحة على التحكم بتقنيات العدسة والإضاءة، والسيطرة على مقدَّراتهما لخدمة الغرض من العرض. ففي كل رفة طير أو خفق غيمة أو انبلاج شمس إصرار على استعادة هذه اللحظات الكونية من خلال متابعة سيرتها على خط الضوء في تقاطعه مع قاسم الزمان؛ وفي كل استعادة تولد العناصر من جديد أكثر اكتمالا ونضجا ونضارة.
    إنها مشاهد ضوئية تعكس وهج الروح البشرية في ارتجافاتها النورانية وقلقها الكوني في تلمّس خطى الحقيقة.

    إنها الرحلة الافتراضية للنفس البشرية عبر تفاصيل المعاش والزائل في سعيها إلى الانسحاب في سيالة ذاك الضوء نحو تخوم الأبدية.




    --------------------------------------------------------------------------------
                  

11-06-2005, 09:50 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عاطفة الضوء (Re: محمد الامين محمد)

    موضوع غايه في الجمال ومفيد جدا
                  

11-07-2005, 08:53 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10012

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عاطفة الضوء (Re: Elmosley)

    تسلم استاذي العزيز
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de