مناوي وعبد الواحدمن الكفاح المشترك إلى المواجهة والانقسام

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 03:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-07-2005, 09:01 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مناوي وعبد الواحدمن الكفاح المشترك إلى المواجهة والانقسام

    من الكفاح المشترك إلى المواجهة والانقسام
    اعداد : ابوزيد صبي كلو ــ الفاتح عباس
    من المقرر ان يعقد نائب وزيرة الخارجية الامريكية مسئول ملف السودان روربت زوليك في العاصمة الكينية نيروبي امس لقاء مصالحة بين قادة حركة تحرير السودان .
    واكد زوليك في تصريحات صحافية بأنه سيعمل علي ايجاد حلول سياسية والمساعدة في انهاء العنف في اقليم دارفور .
    ومن العاصمة واشنطن اعلن النائب الاول رئىس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت بأن الحركة الشعبية وصلت مع الحكومة لاتفاق حول مبادئ لحل مشكلة دارفور تشكل بموجبها حكومة الوحدة الوطنية وفدا مشتركا لجولة ابوجا المقبلة، وقال ان على الحركات المسلحة ان تأتي الي ابوجا بوفد واحد ورؤية واحدة وعندئذ سيكون لنا ما نقدمه لهم لحل الازمة، وكان سلفاكير قد بحث في واشنطن مع المسئولين في الكونغرس والخارجية الامريكية مقترح الحركة بمنح اقليم دارفور حكما ذاتيا مقابل القاء سلاحهم وتجريد اسلحة مليشيات الجنجويد ، وتفعل الخرطوم محكمة سودانية جري تشكيلها لمحاكمة متهمين ينتمون الى مليشيات الجنجويد عوضا عن مثولهم امام المحكمة الجنائىة الدولية بلاهاى.
    وفي ذات الوقت ، اعلن رئىس حركة تحرير السودان مني اركوي مناوي في ختام اعمال مؤتمر حسكنيتة اطلاق سراح كافة الاسرى لدي الحركة والسجناء ، واكد التزامه الكامل بوحدة السودان ، واشاد بدور اهل دارفور بالداخل والخارج ومنبر ابناء دارفور بقيادة الفريق ابراهيم سليمان وبنضال الشعب السوداني عامة واهل دارفور بصفة خاصة من اجل ارساء دعائم الحرية والديمقراطية ، واشاد بالحركة الشعبية وجبهة الشرق وحركة كوش والصحافة السودانية والاسرة الدولية وليبيا واريتريا ونيجيريا وتشاد والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ، واعتبر الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان محجوب حسين عبد الواحد محمد نور عضوا في الحركة ، ودعا نور الي العمل في اطار المؤسسية والمساهمة الجادة في دفع مسيرة الحركة الي الامام ، مشيرا الى ان الحركة تقوم على المنهج وليس على الاشخاص.
    وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد جددت الثلاثاء الماضي العقوبات على السودان التي فرضتها عام 1993م باعتبار ان الحكومة السودانية احدى الحكومات الداعمة والراعية للارهاب الدولي ، وتنسحب تلك العقوبات علي المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية ، وقد اشارت وزارة الخارجية علي لسان متحدثها الرسمي بأن الولايات المتحدة لا تزال تري بأن الحكومة السودانية تمارس بعض الاعمال والتصرفات التي تشكل تهديدا للأمن القومي الامريكي ولا تزال الولايات المتحدة تشعر بقلق ازاء بعض جوانب الالتزام السوداني بعملية وقف العنف بدارفور اولا وتطبيق بعض جوانب تنفيذ اتفاقية نيفاشا للسلام بين الشمال والجنوب.
    وقد اعلن عن انعقاد مؤتمر للمصالحة بالحركة بالعاصمة نيروبي في الثامن من نوفمبر لعام 2005م واعلنت الولايات المتحدة المتحدث باسم الوسطاء بأن المؤتمر سيكون بحضور ممثلين لها والاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي بالاضافة الي ممثل ليبي.
    وفي خضم الصراع والنزاع الذي كان ناشبا داخل صفوف حركة تحرير السودان كان زعيمها عبد الواحد محمد نور يكرر القول بأن مشاكل الحركة مشاكل داخلية ومن غير المناسب تحويلها الى معترك اعلامي ، مشيرا الى ان وسائل الاعلام المختلفة ابرزت الحركة وكأنها تعج بالخلافات والمتابع لحركات التحرر يجد انها بطابعها الوطني الافريقي والمناخ السياسي والديمقراطي لقارة افريقيا يجد بأنها تتكئ على رؤى قبلية وقد لا يكون هنالك خلاف حول الخطاب السياسي ولا حول الاطروحات ولكن الاعتداد بالانتماءات القبلية والجهودية كثيرا ما يقف وراء تلك الخلافات والنزاعات .. فحركة تحرير السودان ليست استثناء عن تلك الحركات بل حتي الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شهد انقسامات وخلافات انتهي بعضها بالتصفيات الجسدية !! فالمكونات في دارفور جهوية وقبلية وثقافية وهي التي تلعب العامل الحاسم في انشقاق هذا الفصيل او ذاك .
    üالعلاقة بين حركة التحرير وحركة العدل والمساواة
    يرى الكثير من المراقبين بأن حركة تحرير السودان تمثل الجانب اليساري «العلماني» في التعامل مع ازمة دارفور بينما يرى البعض بأن حركة العدل والمساواة تمثل التيار الاسلامي في ذلك الصراع ، وعلق حسن ساتي لهيئة الاذاعة البريطانية الخميس الماضي قائلا : العلاقة بين حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة شهدت متغيرات كثيرة ، وتساءل ساتي: كيف تكون العلاقة بين الحركتين في حال اختيار قيادة جديدة لحركة تحرير السودان.
    واجاب : في تقديري لن يتبدل حال العلاقة بين الحركتين واعتقد بأن نقطة اللاعودة آتية قريبا لسبب بسيط وهو ان الخطاب السياسي لحركة التحرير والذي اجازه المؤتمر هو خطاب «علماني» وايضا اجاز المؤتمر آلية الوصول الى هذا السودان العلماني الديمقراطي عن طريق الحوار السلمي والكفاح المسلح معا . اما حركة العدل والمساواة فإن الانشقاقات الاساسية في تكويناتها دائما ستبقى فهي ابن شرعي او نقل غير شرعي لانقسامات الحركة الاسلامية بمداها الابعد بالسودان .، فلقد انقسم المؤتمر الوطني الى مؤتمر وطني بقيادة البشير ومؤتمر شعبي بقيادة الترابي ، وفي اعتقادي - الحديث لساتي - بأن حركة العدل والمساواة جاءت وليدة هذا الانقسام والتشرذم بالحركة الاسلامية السودانية وبالتالي فإن خطابها الذي تخاطب به قضية دارفور يمكن ان يسمى خطابا اسلامويا انشق بمرارات جهوية مع الحركة الاسلامة الام ، لقد توحدت الحركتان في تلك الفترة ولكن حينما اتوا الى «ابوجا» في هذه المرة وبدأت الجراحة الدقيقة لعلاج امراض دارفور تباين خطاب الحركتين.
    وينفي محمد حسين آدم المتحدث باسم حركة العدل والمساواة بشدة تبنى حركته خطابا اسلاميا ، قال لهيئة الاذاعة البريطانية : اننا في حركة العدل والمساواة لا نتبني خطابا اسلاميا ولكن نتبني خطابا وطنيا يقوم على حقائق اساسية تمثل الثوابت الوطنية العامة ، اذا كان في وحدة السودان او اذا كان في ديمقراطية النظام السياسي الذي سيحكم البلاد او اذا كان في شمولية النظام الاقتصادي الذي يحقق ويلبي مطالب وقضايا الناس مباشرة ، نحن نتحدث حقيقة بخطاب التهميش ولنا في ذلك احصاءات وارقام وليست هنالك خلافات بيننا وبين حركة التحرير ، ولكن بعض اليساريين والعلمانيين وكذلك بعض الاسلاميين لترف التحليل السياسي ولترف فلسفة القضية من الاساس يريدون ان يفصلوا جلبابا لهذا وجلبابا لذلك ، فهذا جلباب اسلامي وذلك جلباب علماني .
    ويضيف: اهلنا في دارفور لم يلتفوا حول برنامج علماني او اسلامي ولكن التفوا حول برنامج لانقاذ اهلهم من التهميش الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي كان يسود السودان والذي هو اساس فشل الدولة السودانية في ان تكون دولة كل الناس «أ . هـ» ، فيما لا يخفي عبد الواحد زعيم الحركة السابق الاختلاف الاستراتيجي والآيدولوجي بين حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة ، وكثيرا ما اشار الى ذلك في تصريحاته الاعلامية المختلفة.
    وعما اذا كانت الخلافات والنزاعات الحالية بحركة تحرير السودان ستؤثر على مستقبل عملية السلام باقليم دارفور، اجاب حسن ساتي في برنامج حديث الساعة الخميس الماضي: ان التأثير اكبر فالاتحاد الافريقي الوسيط الرسمي والحكومة وحتي الوسطاء والمعنيون بهذا الملف «بريطانيا ـ الاتحاد الاوربي ـ الولايات المتحدة ـ ليبيا» يريدون ان يكون التفاوض مع كتل او كتلة واحدة خيرا من ان يتم التفاوض مع حركات منقسمة، لذلك دعت الولايات المتحدة الي مؤتمر المصالحة بنيروبي لحركات دارفور ، ولكن في اعتقادي بمثل هذا الخطاب الدائر الآن ومع كل التفاؤل بقرب حسم ازمة دارفور فإن كل هذا التفاؤل لن يحسم الازمة بنهاية عام 2005م او حتي بنهاية عام 2006م وحسم ملف دارفور بالصورة التي عليها الآن فإن الحسم بيننا وبينه مسافة قد تطول ..!!
    وعندما سئل د. الصادق بخيت المستشار الاعلامي لسفارة السودان بلندن لهيئة الاذاعة البريطانية .. هل كانت مشكلة دارفور هي العامل الاساسي في تمديد العقوبات ضد السودان ؟ اجاب : نعم .. بدون شك فازمة دارفور هي الاساس في تمديد تلك العقوبات ، مشيرا الى ان روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الامريكية سيتوجه للخرطوم لتقييم التقدم سواء بالنسبة لملف دارفور او ايضا بالنسبة للالتزام بتنفيذ كافة جوانب اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب والتي تعتقد امريكا في نهاية الامر انها تصلح كنموذج يمكن تطبيقه لتسوية الازمة في دارفور ، وكانت الحكومة الامريكية تعلن «ومازالت» بأن مايحدث في دارفور ابادة جماعية ولكن بعد هذا الاعلان المتشدد حاولت الادارة الامريكية تحويل سياستها شيئا ما الى نوع من «الليونة» والى سياسة العصا والجذرة ، فاشارت الى بعض التطورات الايجابية مثل اعلان الحكومة الوطنية السودانية وتشكيل الحكومة عدة لجان مثل لجنة اعادة توزيع القوات السودانية وسحب 5،17% من القوات السودانية من دارفور كل هذا يشكل مؤشرات ايجابية بالنسبة للولايات المتحدة لكن الحكومة الامريكية تشعر بقلق ازاء بعض الجوانب الاخرى وتقع تحت ضغوط مكثفة من جانب الكونغرس الامريكي الذي يشعر باستياء شديد ليس فقط ازاء الاحوال في السودان وانما ايضا ازاء سياسة الرئىس جورج بوش الابن تجاه السودان ، الكونغرس الامريكي بعث برسالة الي الحكومة الامريكية ينتقد فيها السياسة الامريكية في السودان ويريد موقفا متشددا ، وتقول الرسالة: ان الفشل في تسوية النزاع في دارفور يمكن في واقع الامر ان يقوض السلام بين الشمال والجنوب .. وتقول الرسالة ايضا : ان اعلان الحكومة الامريكية بأن ما يحدث في دارفور يشكل ابادة جماعية فهذا الاعلان لا يتماشي مع ما نراه من تصرفات الحكومة الامريكية علي ارض التعامل في مسألة دارفور . وقد خفض الكونغرس الامريكي 50 مليون دولار من الاموال التي كان قد اعتمدها لدعم قوات الاتحاد الافريقي باقليم دارفور .
    ويؤكد د . الصادق المستشار الاعلامي بأن قرار تمديد العقوبات على السودان لم يكن مفاجأة الا انه ابدى دهشته من ان احد الاسباب التي دعت الى تجديد تلك العقوبات هو بطء سير تنفيذ اتفاقية نيفاشا للسلام عام 2005م ، ويقول «هذا البطء يأتي من المجتمع الدولي اذ بعد التزامه تجاه دعم اتفاقية السلام لم يف بما التزم به حتى الآن . الحكومة والحركة الشعبية راضيان عما تم حتي الآن بينهما من جدولة الاتفاق والاستمرار في تنفيذ بنود الاتفاق ، ولكن الالتزام الدولي والذي قطعته الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوربية لم يتم الوفاء بعد ، بل لم يف حتي ببعض الاشياء التي التزم بها تجاه دارفور ، كما ان الولايات المتحدة التزمت بالكثير جداً تجاه اتفاق السلام وحتي الآن لم نر من جانب الالتزام الامريكي غير هذه الزيارات التي تؤكد خلالها تمسكها بالتزاماتها وفي حقيقة الامر تتنصل عنها واشنطن يوما بعد يوم.
    ونفي المستشار الاعلامي بالسفارة السودانية بلندن اختطاف الحكومة لجنود من الاتحاد الافريقي واغلاق بعض الطرق ، وقال لم تخطف الحكومة السودانية عضوا واحدا في القوات الافريقية ولا عضوا آخر في اىة منظمة طوعية تعمل في دارفور، الان هنالك اكثر من 12 الفا و 500 فرد من افراد المنظمات الطوعية يعملون في السودان جاءوا بإذن وتسهيلات من الحكومة السودانية فليست الحكومة السودانية هي التي تعوق مهاما او تختطف هؤلاء في دارفور ، والولايات المتحدة تعلم ذلك ، ولا اري الى اين يريد الكونغرس الامريكي ان يصل في شأن الضغوط والعقوبات علي الحكومة السودانية ، هنالك الآن اكثر من اربعين عقوبة مطبقة علي السودن وجل هذه العقوبات اقتصادية وتضيق الخناق على الاقتصاد السوداني وهذا يعطل اتفاق السلام بين الشمال والجنوب ويعطل ايضا الحركة المتجهة لعقد سلام بين الحكومة السودانية والفصائل المختلفة بدارفور ،فسوء الاوضاع الاقتصادية في السودان جزء من مشكلة السودان سواء ذلك في جنوب السودان من قبل او الآن في دارفور ، الآن هنالك جزء من برنامج اتفاق السلام وعودة النازحين الى جنوب السودان ، ماذا قدمت الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة من دعم للجنوب حتي تجد حكومة جنوب السودان ما يجعلها تقيم مدن جنوب السودان كحكومة تعمل من اجل التنمية.
    تزامن تجديد التمديد للعقوبات مع زيادة الضغوط الاقتصادية على السودان لن ينجح عملية السلام في السودان ولن يفضي الي سلام في دارفور ولن يفضي الى سلام في كل السودان.
    لم تتبق الا ايام قليلة علي العشرين من نوفمبر حتي تستأنف جولة مفاوضات «ابوجا» بشأن دارفور .. ورغم الجرح الدامي بدارفور والعلل والامراض المزمنة التي يعاني منها السودان ، يصف المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض ان السياسات السودانية مازالت تشكل تهديدا غير عادي على الأمن القومي الامريكي .
    اول ايام العيد قال جون بولتون السفير الامريكي لدي الامم المتحدة : ان الأمن يتدهور في منطقة دارفور .. واضاف : احد الاشياء التي يجب ان ندرسها بجدية شديدة هي عقوبات اقوي على حكومة الخرطوم التي هي مصدر العنف في دارفور.
                  

11-07-2005, 09:03 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناوي وعبد الواحدمن الكفاح المشترك إلى المواجهة والانقسام (Re: محمد الامين محمد)

    Quote: محمد عيسى عليو
    لقد قطع منى مناوي الشك باليقين، وانتهى الفيلم بموت البطل في نظر منى، فقد حسم مؤتمر التحرير الأخير بحسكنيتة الامر واعلن منى اركو مناوي رئيساً لجيش تحرير السودان بديلاً للأستاذ عبد الواحد محمد نور الرئيس السابق.. هذا القرار من المؤتمرين احبط آمال كل المخلصين الذين ينشدون التوحد سبيلاً لمناقشات جادة مع الحكومة الحالية لتفضي هذه المفاوضات لتوقيع اتفاقية عادلة تمسح دموع المظلومين وتعيد النازحين واللاجئين الى ديارهم وقراهم وتعمير البلاد وتنميتها ومشاركة حقيقية في الثروة والسلطة.
    ولكن هل يا ترى بهذا التشظى والانقسام تستطيع القوى المسلحة في دارفور تحقيق مثل هذه الغايات؟ الزمن هو الكفيل للإجابة على مثل هذه التساؤلات.. الليالي من الايام حبالى مثقلات يلدن كل عجيب.
    أما اذا تناولنا مبدأ الانقسامات في الحركات الثورية والتحريرية في العالم بأثره وعلى مر التاريخ فنادراً ما نجد أية مجموعة بدأت بهدف واحد وروح واحدة وانتهت الى ما انتهت إليه بمثل ما بدأت.. ولكننا نشاهد في التاريخ عكس ذلك تماماً فإن اصدقاء اليوم هم اعداء الغد.. فبروتس غدر بيوليوس قيصر.. وان أبو مسلم الخرساني مهندس انقلاب الثورة العباسية على الامويين قتل بسيف الخليفة العباسي الثاني، وعندما حاول أبو مسلم الخرساني المرافعة عن نفسه والدفاع عن مواقفه بأنه هو الذي انتصر للثورة في العراق وبلاد فارس وغيرها رد عليه الخليفة بكل برود لقد انتصرت بجاهنا وأموالنا لو اعطينا هذا الجاه والمال لأمة لانتصرت.
    وعندنا في السودان كان مادبو زعيم الرزيقات أول من رفع راية المهدية في دارفور واطلق عليه الامام المهدي امير دارفور، لم يكتف بذلك بل اقنع معظم قبائل دارفور لصالح المهدية وحشدهم الى أم درمان للدفاع عن الثورة وحضر مادبو كل المعارك مع المهدي منذ معركة الشلالي حتى في فتح الخرطوم وقتل غردون، وكان المهدي يحبه ويتفاءل به وكان يلقبه بصباح الخير، ولكن مادبو قتل بسيف المهدية على يد الشخص الثاني للمهدية كما حصل لأبي مسلم الخرساني. أما الامثلة والادلة على ما يسمى بالثورات الحديثة، التي كان قادتها يدقون عطر المغشم فيما بينهم ولكن سرعان ما ينقلبون على بعضهم البعض ويقتل بعضهم رقاب بعض حتى جعلوا من المثل القائل الثورة تأكل بنيها اسماً على مسمى، فالثورة المصرية بدأت بمحمد نجيب وانتهت بجمال عبد الناصر، وجعفر نميري بدأ معه خمسة عشر من رفاقه ولكن في نهاية المطاف قتل منهم من قتل وطرد منهم من طرد واصبح يردد الثورة ثورتي وأنا سيدها.. وكأن الثورة فلوة رباها حتى اذا استوت على الجودي ان شاء تركها وان شاء قتلها، فيتطور الامر الى انحدار سحيق من ثورة، الى فلوة خاصة به حتى يكتشف الناس ان الامر ليس كذلك وانما هو فهلوة: وان «ثورة» الانقاذ بدأت بمجلس قيادة ثورة وانتهت الى قيادة مجلس وزراء وهكذا تأتي الامثال تترى..
    فليس هناك بدعة في انقسام جيش تحرير السودان فالسوابق كثيرة، هناك اسباب لانقسامات الثوار، تبدأ الثورة بالمشاعر العاطفية وسرعان ما تأتي مرحلة الواقع والعقلانية، وهنا تختلف خطوات التنظيم والمشي في المكان، ومن ثم يسهل الاختراق لأعداء الثورة وما اكثر المتربصين.
    على العموم لا اعتقد ان هناك شخصاً سيكون سعيداً بانشقاق جيش تحرير السودان لأن هذا التشظى لا يساعد في حل مشكلة دارفور، فبدل ان تكون الرؤية واحدة وواضحة أمام الحكومة، الآن ستكون هناك أكثر من رؤية أمام طاولة المفاوضات، والافضل طبعاً للحكومة حسب معرفتي ان تتفاهم مع جهة واحدة وليس عدة جهات.. واذكر عندما زرت الدكتور مجذوب الخليفة في غرفته بالفندق بأبوجا في رمضان الفائت كما ذكرت في مقالي السابق ذكر لي د. مجذوب في سياق حديث طويل ان بعض المتمردين من جيش تحرير السودان كانوا معه في هذه الغرفة في ليلة البارحة.. فقلت له يا دكتور مجذوب وأنا امزح معه أكيد قلت لهم يا ناس التحرير الى مزيد من التشقق والتشرذم فرد علىَّ ضاحكاً على عكس ظنك يا عليو، بل طالبتهم بالتوحد وكتبت ذلك كتابة الى الاتحاد الافريقي. اذن حتى وفد الحكومة المفاوض ومن منطلق خبرته لا يرغب في انشقاق الحركات... ولكن الحصل حصل ولا داعي للبكاء على السمن الذي اندلق ولا نكثر من لو فإن لو تفتح عمل الشيطان.
    ما المطلوب من حركتي منى مناوي وعبد الواحد نور بعد الانقسام؟ نعتقد ان الطرفين يجب ان تكون اهدافهما في الآتي:-
    1/ الإلتزام بكل ما وقع في السابق مع الحكومة.
    2/ يجب ان يتنافس الاثنان على الالتزام بوقف اطلاق النار ووقف التفلت الذي تأذى منه المواطنون وليس الحكومة كخطف العربات والاعتداء على المنظمات وسرقة الانعام.
    3/ وضع المفاوضات القادمة نصب الاعين على انها يجب ان تكون المفاوضات المصيرية والنهائية لأن أهلكم وأمهاتكم وآباءكم قد نخر النزوح في عظامهم، وابناءكم واخوانكم الصغار اغلقت المدارس في وجوههم، هناك بعض الاطفال لم يدخلوا المدارس للسنة الثالثة، هذا الجيل ما مصيره؟ وما مدى انعكاس ذلك على المجتمع السوداني بأسره في المستقبل.
    اننا ننصح الاخوة الفرقاء المتشاكسين ان يسموا جميعاً فوق الجراحات وان يضمدوها وان لا يتركوها للجراثيم تنخر في عظامها وان يعتبروا انفسهم احزاباً انشقت على بعضها البعض. مَنْ مِنْ الاحزاب السودانية لم ينشق على نفسه؟ ولكن هل قتل بعضهم بعضاً، هل نشروا غسيلهم خارج النطاق؟ اعوا الدرس ولا تعرضوا انفسكم واهليكم للتهلكة. لأنه وضح تماماً من خلال هذا الفراق ان روحاً قبلية بدأت تظهر اكثر من ذي قبل «ربنا يكضب الشينة»، فلابد من ادراك كل توجه قبلي وتوجيهه لشأن قومي يخدم مصلحة البلاد والعباد، وهذه هي مهمة ابناء دارفور العقلاء في داخل الحركات والناصحين الامناء.
    اعتقد انه لن يكون هناك مانع ان تكون هناك تنسيقات فيما بين كل الاطراف في فهم رؤى محددة تستهدف قضية دارفور وعرضها على المفاوضين من طرف الحكومة في الجولة القادمة مما يسهل النقاش ويختصر الوقت. واذا نجحت الحركتان العدل والمساواة وتحرير السودان فرع عبد الواحد نور في المفاوضات الاخيرة حيث قدمتا ورقة واحدة في كل القضايا امام المفاوضين فمن باب اولى ان تكون هذه الورقة موحدة بين التحرير والتحرير لأنهما الأقرب الى بعضهما البعض من أي جسم آخر.. وإلا فمن حق الجميع التحدث عن الاختراق والقبلنة على اعتبار انهما سبب الافتراق.. وعلى كلٍّ فإن الجولة القادمة ستبين كل شئ.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de