السودان: تأملات في المشهد العاصف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2005, 01:43 AM

محارب

تاريخ التسجيل: 10-03-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان: تأملات في المشهد العاصف

    السودان: تأملات في المشهد العاصف
    فؤاد مطر
    الشرق الاوسط 9/8/2005م


    يصعب تفسير قيام الدكتور جون قرنق بزيارة إلى بلد مجاور بعدما غدا في المنصب الثاني للسودان في المرحلة الانتقالية من دون ان تكون الحكومة على معرفة بهذه الزيارة حتى اذا كانت مجرد زيارة شخصية. نقول ذلك ونحن نتأمل في المشهد السوداني العاصف الذي يبعث على القلق بدءاً من حادثة «الهليكوبتر» التي قضى فيها النائب الاول للرئيس السوداني يوم الاثنين 1-8-2005 مروراً بعاصفة العنف التي ضربت العاصمة المثلثة (الخرطوم) وصولاً الى مرحلة التشكيك بظروف الحادث والتوجه نحو قيام لجنة تحقيق دولية او اقليمية تحسم الشك وتحدد السبب في سقوط الطائرة.. وهكذا يكون العالم في حالة ترقُّب للنتائج التي تتوصل اليها لجنتان هما: لجنة التحقيق التي تواصل مهمتها للوقوف على جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، واللجنة المزمع تشكيلها لتوضيح طبيعة حادثة سقوط طائرة «الهليكوبتر» الرئاسية الاوغندية التي قضى فيها الدكتور قرنق. ونحن عندما نقول إن العالم يترقب فلأن الشخصيتين المغيَّبتين (رفيق الحريري وجون قرنق) لهما امتدادات دولية. وإذا كانت دواعي الاهتمام بكل منهما تختلف عن الأخرى إلاَّ ان الاثنين هما في الصفحة الاولى من الأجندة الدولية ودليلنا على ذلك كيف تعامل العالم وبالدرجة الاولى الادارة الاميركية مع الفاجعة الحريرية، وكيف يتصرف العالم والإدارة البوشية نفسها مع واقعة الغياب المفاجئ للدكتور قرنق او التغييب بمعنى التصريف.

    كان لافتاً للانتباه، بل وموضع الاستغراب الشديد، أن رئيس الدولة عمر البشير لا يعرف ان نائبه الاول في زيارة الى رئيس دولة اخرى هو يويري موسيفيني ولا يدري إن هو احتاج اليه لأمر طارئ كيف يعثر عليه. كما كان محرِجاً أشد الإحراج للرئيس البشير أن يعرف من الرئيس اليوغندي أن النائب الاول (قرنق) كان في ضيافته في مزرعته (اي مزرعة الرئيس موسيفيني) وأنه قَلِقَ عليه بعدما بلغه ان الطائرة الخاصة به التي وضعها في تصرُّف قرنق لكي تنقله عائداً الى الجنوب غير مرئية على شاشة المراقبة، الأمر الذي يعني انها قد تكون تعرضت لمكروه.

    بالقدْر نفسه من الاستغراب ننظر الى التداعيات التي نشأت عن الحادث وكيف ان الجنوبيين انتشروا فجأة في بعض شوارع الخرطوم واحيائها وأمعنوا تخريباً في منشآتها وقتلاً لأشخاص عاديين لمجرد أنهم شماليون. وكان من الجائز اعتبار هذه الهجمة الجنوبية انها وليدة الصدمة الناشيءة عن فقدانهم زعيمهم وسندهم الذي سيحقق لهم مكاسب من عملية السلام لن يحلموا بالحصول عليها ولو بعد نصف قرن من القتال، لو انهم لم يخرجوا الى الشماليين منتقمين حاملين ما امكنهم حمله من سلاح ابيض خفيف يراوح بين السكاكين والعصي. ولكن طبيعة هذه الهجمة تركت انطباعاً بأن هنالك بعض النفوس الأمَّارة بالسوء وان السلام في السودان يحتاج الى توعية وتربية كي لا تترسخ النظرة التي ترى ان الشماليين والجنوبيين شعبان في بلد واحد مؤقتاً وانهما مستقبلاً الى انفصال وبحيث تصبح للجنوبي دولته وللشمالي دولته.

    والذي جعل الهجمة تحدث بالإيقاع السريع الذي حدثت فيه هو أن السلام الذي تحققت خطوته الاولى كان على مستوى القمة ومن دون توعية القاعدة وبالذات اولئك الذين كانوا منذ خوض مساعي التسوية بدأوا بتعزيز وجودهم في العاصمة المثلثة مستندين في ذلك الى ان التسوية آتية لا ريب فيها وانها تستوجب منهم الوجود المكثف في العاصمة بحيث تكون شمالية- جنوبية وليست فقط عاصمة الشماليين.

    ومع الإقرار بسرعة اشتعال مشاعر الجنوبيين لأن ظروف الحياة وقسوة التخلف وحيرة الانتماء الديني وطبيعة العيش في الغابة تختلف عن ظروف المواكبين للتطور والمستقرين ثقافة وعيشاً وعقيدة دينية، إلاَّ ان حملة تأهيل لمرحلة السلام كان يجب ان تواكب المحادثات وهو ما لم يتنبه اليه قادة حركة قرنق التي عبأت الناس في اتجاه ان الحركة هي شعبية وانها لـ «تحرير السودان» بينما انتهت المحادثات الشاقة والاتفاق على التسوية الى ان المسألة ليست هكذا وانه تبعاً لذلك من الضروري تحرير نفوس الجماهير الجنوبية من بعض الاوهام وليس تحرير السودان. ونجد انفسنا هنا نلوم بعض اخواننا الشماليين الذين شكلوا حلقة اصطفاف دائري حول الدكتور قرنق امثال الدكتور منصور خالد ذلك ان إسداء بعض النصح من جانبه كان سيفيد بالنسبة الى ما نشير اليه.

    واشتعال مشاعر الجنوبيين اصلاً ليست جديدة على الذين يتابعون الشأن السوداني مثل حالنا. ونتذكر مثل كثيرين واقعة «السبت الدامي» عام 1964 وكيف ان اشاعة عن حادثة لوزير الداخلية كليمنت امبورو واعتداء اثنين من الجنوبيين على بعض الشماليين، تسببت في مجزرة دفع ثمنها الباهظ الجنوبيون.. الذين كأنهم يردون بما فعلوه في بعض شوارع وأحياء الخرطوم بعد الذي بلغهم في شأن فقدان زعيمهم جون قرنق على تلك المجزرة، فضلاً عن الرغبة في التأكيد على ان الخرطوم غدت للجنوبي بقدر ما هي للشمالي. ولولا ان البوليس السوداني الذي تدخَّل يوم الثلاثاء (2-8-2005) لردع الجنوبيين لكانت مجزرة على النمط العراقي حدثت لكن الذي أبعد احتمال حدوثها هو أن البوليس بذل جهداً مضاعفاً بعد ذلك (الاربعاء والخميس) لردع الشماليين.

    ونجد انفسنا هنا لا نبرئ اطرافاً شمالية متضررة من اتفاق السلام الذي تَحقَّق. فهذه الاطراف غذَّت الفوضى التي حدثت من خلال ضخ المزيد من الاشاعات عبر الهواتف النقالة. كما ان اطرافاً جنوبية مصابة بحالة جشع، بمعنى انها تريد من المكاسب اكثر مما حصلت عليه، لجأت الى الهواتف النقالة لتضخ بدورها التعليمات. وهكذا وجدت العاصمة المثلثة نفسها على مدى خمسين ساعة تحت رحمة فوضى تغذِّيها الهواتف النقالة وكما لو ان هذه الهواتف هي غرفة عمليات الفوضى المبرمجة.

    وسط هذه الاجواء التي خفف بعض عقلاء القوم من سلاطين في الجنوب وحكماء في الشمال بالكلام الطيِّب من سعير نار الفوضى التي سادت تلك الاجواء، بات هنالك ما يجيز الافتراض بأن الذي حدث للدكتور جون قرنق يمكن ان يكون مجرد قضاء وقدر، ويمكن ان يندرج في سياق ما توضحه الآية الكريمة «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم، وإن يريدوا ان يخدعوك فإن حسبك الله»، ويمكن ان يكون كالذي حدث في لبنان عندما تم القضاء تفجيراً على بشير الجميل بعد انتخابه رئيساً للبلاد وهو الخارج من حرب شبيهة في بعض جوانبها بـ «حرب جون قرنق» كي لا يتسلم منصبه رسمياً. كما يمكن ان يكون كالذي حدث للرئيس العراقي عبد السلام عارف ثم لوزير الدفاع العراقي الفريق عدنان خير الله الذي كان هنالك سعي عربي ـ اقليمي ـ دولي لإحلاله محل زوج اخته الرئيس صدام حسين كمخرَج لوقف الحرب العراقية ـ الايرانية. كما انه يمكن ان يكون مثل الذي جرى في باكستان لرئيسها ضياء الحق الذي لم يعد يتحمله الوفاق الاقليمي ـ الدولي، او مثل الذي جرى لرئيس وزراء لبنان رشيد كرامي الذي ازعج اعتداله كثيرين في ساحة حافلة بـ «امراء الحرب» المسكونين بالقتل والسطو على الممتلكات، او مثل الذي جرى لملكة الاردن علياء الحسين التي اضناها مسلسل صراع الملكة الأم والملكة الزوجة. وهؤلاء الذين نشير اليهم على سبيل المثال لا الحصر قضوا في طائرات »هليكوبتر« كانت من النوع المصون افضل صيانة. وهذا ما اشار اليه موسيفيني عن متانة وأهمية طائرته الرئاسية في معرض التشكيك بأسباب الحادث وقوله «ان البعض يرى انه حادث لكن قد يكون الأمر كذلك وقد يكون شيئاً آخر...».

    في انتظار ما سيخلُص اليه التحقيق الاقليمي ـ الدولي سيتبين ما اذا كان الكيان السوداني هو المستهدَف ام ان المستهدَف هو «الإنقاذ الاسلامي» متمثلاً بأهل النظام الشريك في تحقيق السلام.. أم ان مرحلة ما بعد الاتفاق استوجبت ان يصيب جون قرنق ما اصاب الرئيس انور السادات وبحيث يقتصر دوره على انه «بطل الحرب والسلام» مثل السادات فضلاً عن انه بات للجنوب السوداني زعيم تاريخي يحج الجنوبيون الى ضريحه ويضيئون الشموع ويتلون الأناجيل فيما الجنرال سالفا اكير، الأبرز دينكاوياً من قرنق، هو مَنْ سيواصل... وعلى نحو مواصلة الرئيس حسني مبارك بعد الترحيل الساداتي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de