شهدناكِ في خضرة الحقل: لون السلامه وتحت ظلال الرماح: الكرامه ألفناكِ، كان غناؤك في هدأة الليل يسري وفي أعين المتعبين، البنين، البنات، الشتات المهاجر خلف السرابْ وفي أدمع الأمهات اللواتي يسائلن من ليس يدري وفي القمر القروي الجميلْ وفي كلماتٍ رواها فتىً حالمٌ كان يدعى الخليلْ
(2)
هو السفرُ الدائري الحزينْ يباعدني عنكِ حيناً، ليجمعنا مرة... ليفرقنا بعد حينْ أشاهدك الآن شامخةً في الأماكن بين "البحيرة" و"الإستواء" وياليت شعريَ: هذا الذي بيننا، أي شئ نسميه هذا الذي يعتريني إذا مس طيفيَ طيفُك دون لقاء؟ وكيف يسيل اللهيبُ المقدسُ في باطني حين تنتصرينْ؟
(3)
هو الطيرُ ينشرُ أجنحةً للرحيلْ هو الطيرُ ـ ياعزُّ ـ بيني وبينك ينسابُ سرباً فسرباً .. فسرباً، ويهبط في شامخات النخيل خذيني إليك فجوفي خرِبْ خذيني لعليَ أنسى سنين الغياب الرطبْ وذاكرتي أنت فيها ـ كما كنتِ دوماً ـ خليطاً من الصندلية والعفّة البدوية والهجر والوصل والرغبة الصافية هو العشق بيني وبينك يسلبني النوم والعافية خذيني إليك فليلُ الشتاء الطويل ... طويلْ
(4)
أسائلُ عزَّة، هل سامرُ الليل يرجعْ؟ وهل فتيةُ الحيِّ مازال واحدهم كالحسام المرصع؟ أقول: لمن طللٌ يستحمُّ بشمس العشية كلَّ غروبْ.. ويسأل عن غائبٍ لن يؤوبْ.. ومن غرس الحزن مليون ميل مربعْ؟
(5)
أجيئكِ يا طفلةً أنضجتها شموسُ المدارات، صادقةً كالنهارْ ووافرةَ العرضِ معجونةً بالبهارْ خذيني إليك فإن الموانئ تنكرني، والصحابْ ووجهك ذاك البعيدُ ... البعيدُ يحرضني أبداً للإيابْ خذيني فإني أحبك يا غادةً صدرها بالسنابلِ مزدهرٌ ثغرها بالأناشيد مستعرٌ غادةً أشتهيها وأعلم أني أعانق فيها عبير السجونْ مهرُها من دمي نقطتان بحجم الشهادة مهرها الصعبُ: أن نتعلمَ كيف نكونْ!
(6)
أجيئك ياطفلةً توقف النبضَ، والنهرَ تشعله ... والخيالْ أجيئك من حمأة الطينِ مغتسلاً بالكراماتِ، منجذباً في هواكِ العضالْ فهل تقبلين الدخولَ إلى ساحة العشقِ، حيث أرانا ـ كلينا ـ نضيءْ وهل تقبلين المجيء؟
(7)
أيا ضاحك البرق حيّ نزيل الخباء وروِّ مضارب عزة بالغيث دوما، وحدث عن الراحلين وعن شجرات الخلاء ها أنا في المدائن منتشرٌ أبتغيك، تجيئين بالطيباتِ ودفء العشيرة وقت الحصادْ أحبك نيلاً ونيماً، وعهداً قديماً، وعشقاً مقيماً تمدد ما بين خاصرتي والفؤادْ وما لي إذا كنت أعشق هذي البلادْ؟ وأشتاق عزّةَ، لا الجند يمنعني الشوق جهراً، وهذا النهارُ لنا، والرغائبُ دون انتهاء أيا طائراً من رماد الحرائقِ منبعثاً يرفض الموتَ قبل الوفاءْ
(
تغيّر شيئٌ بفعل الزمنْ فلا الظلُْ هو الظلُْ ذاك الظليلُْ ولا النيل هو النيل ذاك الذي نعرفهْ تمدد شيءٌ ثقيلٌ على الأرضِ، شيءٌ ثقيلٌ على الشمسِ شيءٌ ثقيلٌ على النفسِ شيءٌ دخيلٌ على إرث قومي الأصيلْ وحين تسافر ممتطياً صهوة الشوقِ نحو الوطنْ تُفاجأُ بالشئ ذالك الثقيل على الأرض والشمس والفرح الممتهنْ
(9)
هو الجوعُ يأكل خضْر الضفافْ هو البقراتُ العجافْ هو الخوف من عسسِ القصرِ، والأمنِ: لا أمنَ في ظل هذي المحنْ
(10)
ها هي النارُ مضرمةٌ، والصبايا كما الأبنوسِ، وهذي طبول القبيلة أعلنوا الفرح الآن، هذي الزغاريدُ والليلُ والعطرُ والرغباتُ النبيلة أعلنوا الحرب: هذا زمانٌ يسود به العسسُ الأغبياء أعلنوا الفرح الآن: ما أجمل الفتياتِ إذا كان فيهن عزّة وما أكثر الشرفاءْ (11)
سأدفع بابََ المدينة فجراً، واسألْ: أما حانَ وقت الرحيلْ.. أما آن للقائدِ الملهمِ الفذِ... أن يستقيلْ؟
(12)
للمتاريس موعدُها، والبشائرُ آتيةٌ في الصباحْ وعزّةُ تعرف أن البشائرَ آتيةٌ في الصباحْ وتشهد أن المحبين ماتوا وهاجسهم، قمرٌ لسماءِ بلادي الحبيبة مطرٌ للرمال الجديبة غزلٌ للمحبين حين استبيحت حروف الكلام المباحْ زهرةٌ للشهيد المسجّى على شارع المجدِ يستنهض الجرح حين تنام الجراحْ
(13)
لعزّةََ مجدُ الجدودِ الأوائلْ لعزةَ درعُ التّـــَـقى والفضـــائلْ لعزّةََ ميــثاقُ حبِّ عنــيفٍ وعهدٌ على عاشقـــــيها البواسـلْ لعزّةَ من شمس هذا النهارِ بريقٌ ومن صارمات النواهـــــلْ وعزةُ تعرِفُ من خـــانها في الخفاءِ، ومن باعـــها للقــبائلْ وتعرِفُ أنّ القِصاصَ قريبٌ وليلَ المهـــــانةِ لا بـــــــــدّ زائلْ فيا من شهدناكِ في خضرة الحقل سلماً، وفي ذهبي السنابلْ سنأتيكِ تحت ظلالِ الرماحِ بضَعْفِ المحبِّ .. وبأسِ المقاتلْ
أقول شكراً أن دلفت إلى الداخل. وشكرا على الكلام الذي. ولا أدري لم تغرورق عيناي وأنا أقرأ كلاماً (أو شخصاً) جميلا. ليس خطأك بالتأكيد ألا تعرفني ولا تقرأ لي ـ إن كان لدي ما يستحق القراءة، ذلك أن طول غربتنا حال دون التواصل. ولذلك تجدني أبحث في "بروفايلات" الناس هنا، في "البورد" كما في شوارع الإمارات التي حططت رحالي بها مؤخراً (إلى حين)، أبحث عن شخص أعرفه... أو يعرفني. أقيم بالمغرب الأقصى منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي. والقصيدة ألقيت في مهرجان شعري بالرباط في ربيع 1984 قبيل "الانتفاضة" بأيام معدودات، ونُشرت حينها بصحيفة "الشرق الأوسط". هل قلت محمد المكي إبراهيم؟ واحسرتي أن لم أقابله فأسأله ما هذا الذي يقول؟ ! وأحكي له عشية أن تشنجت وأنا أطالع إحدى قصائده واقفاً، لعلها "بعض الرحيق ..."، في معرض للكتاب بالعاصمة المغربية مطلع الثمانينات. ذاك رجل. هل قلت إنه (بجوارك الآن)؟ اقرئه مني السلام. كنت أتسقط أخباره في الغربة. ولم أعد أذكر من قال لي إنه في باكستان: سيد أحمد الحردلو أم حسن عثمان أم كمبال؟ من استشهدت بهم هم أساتذتي الذين شكلوا وجداني ودوزنوا دواخلي على الجمال والصدق والصح، ولا أتطاول على مقامهم. شكراً. ولنتبادل الشعر علي الايميل ... المشكلة أنه مفرّق بين القبائل في صحف الغربة. سأحاول أن "أتصرّف"! لكم ولجميع من بطرفكم السلام.
04-27-2005, 06:23 AM
raheemsudani raheemsudani
تاريخ التسجيل: 02-24-2003
مجموع المشاركات: 522
العزيزمحجوب البيلي لك التحية والسلام كم سعدت بان اقراء لك وان اقراء عنك اذكرك جيدا وقد التقتيك وعاصرتك لسنوات اربع برباط الفتح كنت مقلا في الكلام ولكنك عظيم في معاني القليل الذي تجود به هكذا العظماء دائما اذكرك بالفعل وان تشارك بالعزف علي الاورغن في مناسبات عظيمة مضت سنوات طوال وجرت مياة كثيره
ساقتنا من مرقاء الي مرفاء بخطانا احيانا وبدفع الامواج في غالب الاحيان سعدت وانا اقراء في بروفايلك عن عدد اطفالك ادعو الله ان يحفظهم لك كما شاركتك في المغرب لسنوات كذلك اشتركنا في تلك القرية علي منحي النيل فنصفي منها
04-27-2005, 01:33 PM
نصار نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
بعد شهادة رحيم سوداني و القامة محمد المكي ابراهيم لا شهادة لنا فقط المتعة و الطرب و الاعجاب. منذ ان لمحت اسمك في المنبر وددت التثبت من انك من _بليابنا_ و قد يسرت لي الامر بذكر اصلك الراكز في تلك القرية علي منحني النيل، و زاد الاخ عبد الله الصورة توضيحا و هو الذي يعرفك و يعرف مشاركته اياك واياي بنصفه _المنصور_ .
فمرحبا بك
04-28-2005, 06:48 AM
raheemsudani raheemsudani
تاريخ التسجيل: 02-24-2003
مجموع المشاركات: 522
Quote: سأدفع بابََ المدينة فجراً، واسألْ: أما حانَ وقت الرحيلْ.. أما آن للقائدِ الملهمِ الفذِ... أن يستقيلْ؟
لم تتساءل وقد شهدتهم يصترعون انفسهم من اجل البقاء لم تتساءل وقد سبقتهم حزنا لم تتساءل وقد هلع عبدالواحد وانتحر النقاش لم التساءل وقد اعتزل القصاب واضحت الخشبة تنادي الزروالي وتقسم بالاسدي
05-21-2005, 03:38 AM
Elawad Eltayeb Elawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319
لكم تحتاج عزة بلسماً من المآقي المحترقة والقلوب الولهة تنثره أيدٍ نقيه على ثديها الذي جف ضرعه لتذهب عنه الزبد وتنفض عنه غبار أبوات العسس ورماد حرائقهم لتعود لأنهاره الحياة فتسقي من جفت حلوقهم ومآقيهم ليزرفوا دموع الفرحة.
05-22-2005, 11:34 AM
المسافر المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5062
الأخ محجوب البيلي بمثل هذا الشعر يقيناً ستأخدك عزة إليها باليمين وبالشمال فأنت راقد في الإتجاهات جميعها.هذا جزء من غناء الروح وتخبىء معظمه فافصح مزيداًً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة