|
|
 الرعب الذى أصاب سكان الخرطوم
|
قالوا إنها السبب في انتشار السرطان..!!
سكان الخرطوم: أبراج الاتصالات تهدد حياتنا..!!
ü انتشرت ابراج تقوية الاتصالات هنا وهناك بالعاصمة الاتحادية الخرطوم.. على أسطح المنازل.. والبنايات العالية... اطباق كبيرة وارتال من الحديد والاسمنت... والأشعة والترددات.. وربما كانت الأخيرة هي الكلمة التي فتحت آفاقاً من الخوف والتوجس لدى المواطنين، لأن البعض حملها مسؤولية اصابة الناس بالامراض المنتشرة حالياً كالسرطان... وحل عبرها البعض الكلمات المتقاطعة للعديد من الامراض.. وانتشر الخبر وذاع... الشركات تدفع الملايين لايجار الاسطح... للبث والاستقبال.. قد تمر نسمة تحمل آلاف الترددات عبر نافذتك او قد تصيبك هذه الابراج بالذعر.. وقد يوحي لك كبر حجمها بالكثير الخطر.. وقد يغذي خيالك بالسرطان والآلام ويتحول الصداع البسيط الى أزمة ويصبح البرج مسؤولاً عن اعطاب ثلاجتك وضياع البث التلفزيوني وتشويشه..
قـــــــــــال محدثي إن الابراج الكبيرة موجودة الآن تحت نافذة الشقة التي يقيم فيها مع أسرته واضاف.. أنا طبيب واعرف تماماً ان الامر قد يضر بصحتي وصحة ابنائي.. خاصة وانها قريبة جداً من نافذتي.. حوالي ( أمتار فقط... انهم يحذروننا من تأثيرات استخدام الموبايل على الانسان.. فما بالك بهذا البرج الكبير وتردداته العالية.
يخشى الطبيب المعروف من الآثار السالبة للاشعة الكهرومغنطيسية.. ويخشى ايضاً من خطر انهيار البرج وسقوفه على رؤوس الناس وعبر عن ذلك بالقول... ما الذي يضمن لي ان عاصفة ترابية (جامدة) لن تحمل هذا البرج إلينا..
ثمة تساؤلات سمعتها هنا من السكان.. وعلمت منهم ان الشركة صاحبة البرج وهي شركة بشائر التي حصلت مؤخراً على رخصة المشغل الثاني، لم تحط السكان علماً بالأمر، وحتى صاحب العقار لم يتحدث الي السكان بشأن البرج، الشيء الذي أثار سخطهم وسرب إليهم المزيد من المخاوف..
لماذا لم تلجأ الشركة لاقامة ابراج التقوية التي تخصها على أسطح المنازل.. لماذا لا تضعها على اسطح مبانيها.. ومكاتب خدماتها.. وما علاقة هذه الابراج بتساؤلات الشارع حول انتشار مرض السرطان وغيره..
شركة بشائر التي طلبت الاطلاع على الشكوى (أرسلتها لهم عبر الفاكس) اخذوا وقتاً طويلاً قبل ان يعلقوا على الموضوع بالقول ان المحطة التي اشرنا لها (لم تبدأ العمل بعد) والشركة نفسها رغم حصولها على رخصة المشغل فإنها لم تبدأ العمل بعد، مما يعني انها في مرحلة تركيب بنياتها الاساسية.
محدثتي من شركة بشائر قالت ان تركيب الابراج بالمنازل قانوني وفقاً لاشتراطات الهيئة السودانية للاتصالات. وهي اشتراطات ليس من بينها الحصول على اذن من الجيران أو احاطتهم علماً بالامر.. كل ما هناك أن القانون ألزمهم باستئجار الاسطح من مالك العقار (بمعنى ألا تؤجر الشركة من مستأجر مثلاً) الى جانب ضرورة حصولها على تصديق من المحلية. وكلها اشتراطات التزمت بها الشركة التي التزمت أيضاً حسب المسؤولة بالشركة بالاشتراطات الخاصة بالتركيب كالابعاد والاطوال وغيرها. وقالت إن الشركة مستمرة في التعاقد على مواقع اخرى استناداً الى المسوحات التي اجرتها والمواقع التي حددتها، بعد اجازتها من الهيئة السودانية للاتصالات.
فهمت من شركة بشائر ومن الباشمهندس جمال امين السيد مدير ادارة المعايير والمراقبة بالهيئة السودانية للاتصالات، ان الاجهزة تخضع للفحص قبل دخولها للتأكد من جودتها وفق معايير مطابقة للمواصفات العالمية وليست لديها آثار سالبة على صحة الانسان..
لنأخذ جزئية الاشعة الكهرومغنطيسية الصادرة عن هذه الابراج هل هي ضارة.. وما نوعها.. ومداها... في ظل عدم وجود - حسب معلوماتنا - جهة مسؤولة قانوناً متخصصة يمكن اللجوء إليها، لكن على الاقل يمكننا تصنيف هذه الاشعة الى نوعين مؤينة وغير مؤينة كما يقول د. ابراهيم شداد الفيزيائي المعروف بهيئة الطاقة الذرية.
الاشعة المؤينة هي الاشعة السينية واشعة جاما والاشعة النووية عموماً، وسميت بالمؤينة لأنها تؤين المواد التي تتفاعل معها.. أما غير المؤينة فلديها تطبيقات عديدة في حياتنا كاشعة الرادار والراديو والمايكرويف وتفاعلها عادة ما يكون حرارياً أو (حراري كيميائي).
إذن الاشعة التي نتحدث عنها هنا هي الاشعة غير المؤينة أو ما يسمى بالـ (Radiofrequency) ومن الثابت حسب د. شداد، ان الاشعة غير المؤينة تكون تأثيراتها ضارة عندما تكون قوية، وهو رأي اكده واتفق معه تماماً المهندس جمال امين السيد مدير ادارة المعايير والمراقبة بالهيئة السودانية للاتصالات، وهي الجهة التي تمنح التصاديق للشركات العاملة بالبلاد، عندما قال ان الاشعة مضرة في حال خالفت الشركة المواصفات.
المواصفات كما يقول د. شداد - وهي موجهات وضعت من قبل منظمات ومؤسسات دولية مختصة - أهمها المعايير الخاصة بتعرض المواطنين للترددات الاشعاعية المنبعثة عن ابراج الهاتف، وتقاس نسبة التعرض للترددات بوحدة على واط/سنتمتر مربع. وتعتمد المعايير على قوة البرج، إذ يجب ألا تتعدى نسبة التعرض من الابراج التي تعمل على مدى (1800-2000) ميقاهيرتز (1.2mw/cm2) وألا تتجاوز (0.57mw/cm2) في الابراج التي تعمل في مدى (900) ميقاهيرتز. واتفق ايضاً حسب المعايير على مواصفات للمناطق التي تقام عليها الابراج.. أما المسافة التي يجب الاحتفاظ بها بين البرج والمساكن فهي حوالي ( أمتار..
هذه المسافة تقول شركة بشائر انها ملتزمة بها. ويقول مسؤول المعايير والمراقبة بالهيئة السودانية للاتصالات انه مهتم بها ويراقبها.. وانه يعلم تماماً المناطق التي اقيمت عليها هذه الابراج والحملات مستمرة لضمان انفاذ هذه المواصفات والتقيد بها.
رغم هذه التأكيدات فقد سمعت حديثاً آخر من عائلة سلطان بمدينة النيل أم درمان، قالت فيه ان برجاً أقيم في العقار المجاور لهم. ورغم انها لم تعمل حتى الآن إلا ان المسافة بين سورهم والبرج لا تتجاوز الـ (5) أمتار.. أي انهم في مدى اقل من المتفق عليه وهو ( أمتار.
المهندس جمال قال ان بعض الشكاوى بالخصوص وصلتهم خلال الفترة الماضية واضاف.. حققت فيها ووجدناها للأسف محاولات ابتزاز. واضاف.. الهوائيات الموجودة حالياً بمواصفات عالية كما ان شركة بشائر شركة عالمية لديهم تجارب عديدة، ويعلمون ان أية اخطاء كهذه قد تكلفهم فقدان الرخصة وبالتالي فقدان الملايين التي دفعوها من اجل الحصول عليها.
إذن الشركة قالت إنها ملتزمة بضوابط الهيئة رغم حديث (آل سلطان) الذين يخشون ترددات برجها.. والهيئة قالت ان الشركة متمرسة وهي لم تبدأ العمل حتى الآن لنشكوها ونحاسبها.. صحيح انها حصلت على الترخيص لكنها لم تحصل بعد على تصريح بدء العمل. وهو الترخيص الخاص بالترددات وارقام الخدمة لتجربة أبراجها..
هل تملك الهيئة السودانية للاتصالات جهازاً لقياس الترددات على مسافات مختلفة؟ وهل درست اماكن تركيب الابراج واخذت في الاعتبار المسافات اللازمة لضمان عدم تعرض السكان للاشعاعات؟ وما هي معايير السلامة المتبعة؟
جهاز قياس الترددات عنصر مهم جداً، لأن وجوده يعني ان الجهة لديها على الاقل القدرة على تحديد وتحليل الطيف الترددي في فضاء الخرطوم، وهو ما اكده المهندس جمال الذي قال ان الهيئة تملك جهازاً وصف سعره بـ «الغالي جداً»، اقل امكانات أو مهام يستطيع ان يؤديها هي تحليل الطيف الترددي وتحديد الجهة التي تستعمله. ووصف مدير إدارة المعايير والمراقبة بالهيئة السودانية للاتصالات الجهاز بأنه (دقيق جداً» واشار لوجود محطات رصد ومراقبة وجودة خدمات، بالاضافة الى المنظمات الاجنبية ذات الصلة التي تراقب العمل وتستند الى مواصفات ومعايير عالمية مثل الـ (E.T.S.I) والـ (I.S.O).
رغم التطمينات الصادرة والاعلان الذي وزعته الهيئة السودانية للاتصالات بالصحف، وقالت فيه ان الابراج غير مضرة بصحة المواطنين، إلا ان الشكاوى وصلت الى النيابات كما أكدت لي آمال محمد عثمان وكيل نيابة المستهلك، ورغم رفضها التعليق على الموضوع، إلا انها قالت ان النيابة لم تفتح بلاغاً بالموضوع بعد، وان الامر كله في مرحلة الاجراءات.
الشكاوى طرقت ابواباًً عديدة وضمت اسماءً وشخصيات معروفة، من بينهم اطباء وطيارين، والاوراق التي وصلتني حملت شكوى من نائب سابق لرئيس الجمهورية بدا واضحاً انه يجلس بين ثلاث لافتات، اقصد هنا ثلاث ابراج.. اثنان شيدا قديماً وواحد اقيم لاحقاً.. والسكان كما يقول د. فيصل سلطان ليست لديهم اشكالات مع الشركات (بشائر أو غيرها) وهم مع تطور الاتصالات في السودان.. لكن...؟! وقال نحن نخشى هذه الابراج ولا نريدها فوق رؤوسنا.. ألا يحق لنا المطالبة بترحيلها إلى أماكن أخرى..؟!
الهيئة التي قالت إنها مستعدة لتلقي شكاوى المواطنين، اكدت على لسان مدير ادارة المعايير والمراقبة، أنها مسؤولة مائة بالمائة عن أية تأثيرات سالبة قد تصيب الانسان السوداني بسبب هذه الابراج، مما يعني ان الهيئة هي المسؤول الاول باعتبارها الجهة التي تمنح الترخيص وتراقب عمليات التركيب والتنفيذ والتشغيل.
ثمة نقطة اشار اليها المهندس جمال وهو يحدثني عن اشتراطات ومعايير جديدة وضعتها الهيئة، بالاضافة الى المعايير العالمية كاحتياطات. وقال انه جلس بشأنها مع شركة موبتيل وتباحث معهم بشأن مقترح بتغطية الموجات الكهرومغنطيسية. واضاف قائلاًً وجدنا ان الاجراءات الحالية كافية تماماً، ومع ذلك أوحينا بتنفيذها احتياطات فقط وكاحتياطات كما قال فقد اوصت الهيئة بترحيل الابراج من المستشفيات كالمستشفى (الدولي ببحري مثلاً) والمدارس، لضرورات قال انها بعيدة عن التأثيرات السالبة على البشر، مثل ابعادها (المستشفيات والمدارس) عن الضجيج الناجم عن استخدام بعض الشركات لاجهزة توليد كهربائي قد تسبب ازعاجاً هنا وهناك..
وتبقى هنا.. ابراج تقوية على اسطح المنازل.. شكاوى متعددة وهواجس من تأثيرات سالبة على الانسان في ظل تأكيدات الهيئة السودانية للاتصالات انها مسيطرة تماماً على الاوضاع ومسؤولة عن الآثار السالبة في حال حدوثها، من واقع امتلاكها لاجهزة الرصد وآليات المتابعة، ومن واقع انها المانحة للترخيص.
السكان هنا وهناك عازمون على ما يبدو لتصعيد الأمر، بعضهم لأنه يخشى من المضار الصحية.. وبعضهم لأنه يعتقد أن هذه الابراج الكبيرة قد تتحرر من أسر الحديد وتنطلق إلى رؤوس أطفاله فجأة.. هناك بلاغات وشكاوى... واعتراف بأن الاشعة خطرة في حال لم تتقيد الشركة بالاشتراطات والمعايير.
نقلاً عن جريدة الصحافة السودانية اصدارة يوم 21/05/2005م
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرعب الذى أصاب سكان الخرطوم (Re: democracy)
|
تحية طيبة للجميع
democracy
شكرا على الموضوع و التنبيه الهام ، فعلا ان هذة الابراج تشكل خطرا داهم
على الصحة، فتردداتها عاليه جدا، و لا يجب ان تكون فى المدن السكنية
الحكومتان السودانية و الصينية تتحملان مسؤولية هذة المرض مع سبق الاصرار و الترصد
و ياريت برضو نسمع من اصحاب الشأن و الخبرة فى هذة المجال
و شكرا
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Abureesh
محمد الامين احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست