محسن خالد يقدِّم لـ كتاب قدَّم له طه حسين من قبل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2004, 02:05 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محسن خالد يقدِّم لـ كتاب قدَّم له طه حسين من قبل

    صدر كتاب تاريخ الأدب الجغرافي العربي للمؤلف: أغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي، المترجم السوداني: صلاح الدين عثمان هاشم .. حرره وراجعه وكتب مقدمته الأديب السوداني محسن خالد..
    تعرض خلال مقدمته لكثير من الاسماء في الأدب العربي القديم الذين اهتموا بالجغرافيا وتناولوها في كتاباتهم الأدبية .. ولـ محسن أيضا:
    من الروايات:
    * إحداثيات الإنسان: الكتاب الأول
    * إحداثيات الإنسان: الكتاب الثاني
    * إحداثيات الإنسان: الكتاب الثالث
    * الحياة السرية للأشياء
    * الكرنفال: عشق إدريس للضابطة اليونانية
    * قسيس الطبيعة

    قصص:
    * عيد المراكب: قصص
    * الوجود والوجود الآخر: قصص

    شعر:
    * أطلس: ديوان شعر بالعامية السودانية
    * الحنين بوصفه الموطن: ديوان شعر بالفصحى

    بحوث وتقديم كتب:
    * تاريخ الأدب الجغرافي العربي
    * رحلة في بلاد الزنوج، المؤلف الصحفي اللبناني: عبد الله حشيمة.
    * تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان، المؤلف : محمد بن عمر التونسي.
    * رحلة الشدياق: محمد فارس الشدياق، بالتعاون مع الباحث السوري أيمن حجازي
    * شكلانية الأسس: نظرية حول بناء الفنان
    *أثر ميكانيكا الكم والنسبية على الفلسفة: الحرب القديمة بين الفنان والفكر.

    ستنزل مقدمة الكتاب على حلقات بإذن الله - وكان قد خص بهاالمقدَّم مشكوراً صحيفة الأضواء،التي يشرف على ملفها الثقافي الشاعر الصادق الرضي.
    الجدير بالذكر أن الكتاب تحدثت عنه بعض الصحف الخليجية وهو يقع في مجلدين.

    هذا انجاز آخر للأدب السوداني من خلال المترجم صلاح الدين عثمان هاشم والآن المقدّم والمراجع محسن خالد








                  

01-06-2004, 02:08 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن خالد يقدِّم لـ كتاب قدَّم له طه حسين من قبل (Re: رانيا مامون)

    مقدّمة كتاب تاريخ الأدب الجغرافي العربي

    عن ثقة كبيرة يُنَصَّب العالم الروسي أغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي على قائمة كبار المستشرقين إجمالاً والمستشرقين الروس خصوصاً، "شيخ المستشرقين الروس" كما يحلو للكثير من العلماء أن يُعَرِّف به. وربما تعرفه الثقافة العربية ومثقفوها على نحو أكثر في إطار مشاريعه التي أنجزها في حقل التأريخ للأدب العربي القديم والحديث؛ وتحديداً فيما يخص المواضيع المرتبطة بالآداب والفنون، لاعتبارات رواجها السهل وتوافر الدارسين والقراء في حقلها أكثر من المباحث الحضارية الأخرى. ككتاباته عن الشنفرى وذي الرمة وأبي العتاهية والبحتري وابن المعتز والمتنبي والوأواء الدمشقي وأبي العلاء المعري وحتى أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والرصافي والجواهري وعداهم من مواضيع الدرس التي يكثر وراءها الطالبون والبحاثة. وتقدَّر أعماله بنحو 600 بحث تتوزع بين مقالات وكتب وإسهامات شَتَّى؛ وقد بدأ النشر منذ سنة 1904 ولم يتوقف حتى وفاته عام 1951. وقد نُشر فهرست كتبه بعد تجديده في عام 1949 وكان يحتوي على 434 اسماً من أسماء مؤلَّفاته الأخيرة المتعلقة بالرُقُم العربية؛ وقد ظهرت باللغة الروسية في المجلة السنوية المدعوة "الرقيم الشرقي" والتي كانت تديرها زوجة كراتشكوفسكي المهتمة أيضاً بالكتابات القديمة.
    أما اهتمامه الكبير في حياته فقد كان منصبَّاً بأكمله على استخراج المخطوطات العربية من أضابيرها ومعالجتها بالذي كان متوافراً في عصره من تكنيك ووسائل بحثية، وكمثال على حرصه الشديد هذا نورد مقولته التي اختتم بها استدراكه الذي نظَّمه في إثر كتاب الأب لويس شيخو اليسوعي، حول موضوع "المخطوطات العربية لِكَتَبَة النصرانية في المكاتب البطرسبرجية"؛ فهو يقول بعد استدراكه الذي جاء كدائرة معارف مهولة ومترامية الحيازة: "وفيما ذكرنا من المخطوطات دليل كافٍ على ما لخزائننا من الأهمية في عالم العربية. ولنا وطيد الرجاء أن يتحفنا يوماً ما أصحاب البحث والتنقيب بعنايتهم كما فعلوا ذلك بمكاتب رومية، وباريز، ولوندرا، وبرلين وغيرها".
    ورحلة العالم الكبير كراتشكوفسكي بدأت بميلاده في "ويلنا" Vilnius عاصمة ليتوانيا القديمة بتاريخ 16 مارس 1883 وأنهى دروسه بموطنه الصغير "ويلنا" ثم التحق سنة 1901 بمعهد الدراسات الشرقية في جامعة بطرسبورغ وظلَّ فيها حتى العام 1905. وفي هذا المعهد تلقى معارفه على أيدي أساتذة من العلماء الكبار والمشهود لهم؛ أمثال ميدنيكوف (Miednikov)؛ وشميد (Schmidt)؛ وبرتولد (Bartold)؛ والبارون روزن (Rosen) الذي لقَّبه في أحد مؤلفاته "بمؤسس المدرسة الجديدة للدروس الشرقية في روسيا" قبل الثورة السوفياتية. وتحت إرشاد هذا العالم الكبير سيواصل كراتشكوفسكي دروسه وأبحاثه حتى يوليو عام 1908؛ حيث انتُدِبَ للذهاب إلى الشرق في بعثة علمية للاطلاع عن كثب على اللهجات العربية الحيَّة وعلى الأدب العربي وثقافته، وخصوصاً للاتصال بتعليم الأدب العربي الذي باشر به معهد الآداب الشرقية في جامعة القديس يوسف في بيروت، والاتصال أيضاً بالحركة العلمية في المعهد المذكور.
    وبهذه الوضعية يبقى كراتشكوفسكي في بيروت منذ يوليو 1908 حتى يوليو 1910 يتتبع دروس تاريخ الأدب العربي ومحاضراته التي يلقيها الأب لويس شيخو اليسوعي و"سيرة محمد" بواسطة الأب هنري لامنس؛ ويدرس اللهجة العربية على الأب لويس رونزفال (Ronzevalle) والعبرانية على الأب بولس جوون (Jouِn)؛ كما وأخذ يساهم في تصحيح أغلاط الطباعة في ديوان الأخطل حتى شارك بعد ذلك مع الأب صالحاني في عملية نشر كاملة للديوان.
    استغل كراتشكوفسكي فرصة تواجده في الشرق العربي ليزور لبنان وسوريا وفلسطين ومصر. وكل هذا أعان كراتشكوفسكي على أن يكون واحداً من المستعربين الأكملين؛ وأن يتقن روح اللهجات الدارجة إلى حد يعجز عن اكتشافه الناطقون بها في الشارع العربي؛ وهو يروي عن نفسه أنه حاول زيارة مكتبة تيمور باشا في مصر ولم يتيسر قصده؛ فعاد أدراجه لينتظر القطار في إحدى المحطات من ضواحي القاهرة؛ وفي هذه الأثناء أدار حواراً مع أحد ماسحي الأحذية وأظهر له كراتشكوفسكي الأسف على أنه سيترك مصر مغادراً إلى بلده روسيا دون أن يرى مكتبة تيمور باشا؛ فضحك ماسح الأحذية بسخر وأجابه: "أنت لست فرنجي ولا مصري، أنت سوري. عرفت هذا من لهجتك... مع السلامة وسنلتقي في الشام". وينظر كراتشكوفسكي إلى هذه القصة على أنه سمع هذا الحكم أو الإجازة من الجهة التي يجب أن تجيزه فعلياً؛ فهو أتى إلى الشرق ليعرف روح اللغة وحسّها اليومي وليس كلماتها؛ الأمر الذي ما كان ليتحقق له في بلده روسيا أبداً.
    وجاء رحيل الكاتب عن عمر بلغ 69 عاماً أفناها جميعاً في خدمة الحضارة والثقافة العربية؛ وحتى شَكلَ اختتامها المتواضع اختار له أن تكون علامته الباقية ما أوصى بأن يكتب على شاهد قبره: (الموت بابٌ وكلُّ الناسِ داخله) للشاعر العربي أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم.
    أما سِفْرُهُ موضوع تقديمنا هذا "تاريخ الأدب الجغرافي العربي" فهو يمثل ملحمة جغرافية عملاقة وبالغة الأهمية. تبدأ من مجرد ذكر ألفاظ ذات صلة عفوية بالجغرافية، كما هو الحال مع الألفاظ الواردة في الشعر الجاهلي والقرآن والحديث، ثم تَدَرُّج هذه الظاهرة البطيء جداً لتنتج لنا بدايات الجغرافيا الرياضية عند العرب؛ وما يتلو هذه المرحلة من تأثر الفكر الجغرافي العربي بالمدارس اليونانية القديمة؛ وتطور هذه الأخيرة لتنتج الخامة الأولى والهشة لتأسيس الفكر الجغرافي العربي؛ أي المدرسة التي أسماها كراتشكوفسكي بمدرسة "الجغرافيون اللغويون". ثم المرحلة التالية لذلك التي تميزت بمصنفاتها في الجغرافيا الوصفية والعامة وبمصنفاتها في الجغرافيا الإقليمية؛ وهكذا يتتبع كراتشكوفسكي ?لأدب الجغرافي العربي شارده ووارده إلى أن يبلغ القرن الثامن عشر فينتهي بذلك الكتاب نتيجة رحيله في عام 1951؛ دون أن يختتمه المؤلف بتناول القرنين التاسع عشر والعشرين اللذان كان يخطط لاستعراضهما. أما لحظة التاريخ الجوهرية التي يعتبرها كراتشكوفسكي بداية انطلاق الأدب الجغرافي العربي كعلم له قسطاسه ومناهجه وأسسه العلمية الصارمة فهي نهاية القرن الثامن؛ التي أنبتت فروعاً متنوعة لعلم الجغرافيا؛ وقامت بخلخلة وتنقية الفروع الموجودة أصلاً عبر إرسائها لمعايير نقدية وتملكها لمناهج بحثية متكاملة ودقيقة ساعدتها في قيادة علم الجغرافيا في ذلك العصر.

    .... يتبع
                  

01-06-2004, 02:15 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن خالد يقدِّم لـ كتاب قدَّم له طه حسين من قبل (Re: رانيا مامون)

    الأخوة عاطف عبد الله والكيك

    أتمني فعلاً أن أجد هذا الممتلىء بيننا ذات يوم

    وأتمنى أن تنجح جهودكما في الإتيان به إلى هذا (الحوش) الكبير الذي يضمنا جميعاً

                  

01-06-2004, 03:56 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن خالد يقدِّم لـ كتاب قدَّم له طه حسين من قبل (Re: رانيا مامون)

    شكرا رانيا

    وتحية للأخ محسن

    تحقيق الكتب نشاط آخر يمارسه الاديب محسن ولعله يعمل الآن على تحقيق بعض كتب لها علاقة بالسودان استعدادا لعام الخرطوم العاصمة الثقافية 2005م
                  

01-07-2004, 10:53 AM

Emad Batran

تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 125

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن خالد يقدِّم لـ كتاب قدَّم له طه حسين من قبل (Re: رانيا مامون)

    Dear Rania

    I m verry appaled by your efforts ..there are much more things to be dabtadted about on your topic ..thupms up and respect ..I will be
    following your (quite needed contributions)and studies
    keep it up ...very needed..

    thanx
                  

01-07-2004, 02:55 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن خالد يقدِّم لـ كتاب قدَّم له طه حسين من قبل (Re: رانيا مامون)

    الأخ سمبتيكو
    شكراً على هذه الإضاءة .. وعلى المداخلة أيضاً

    الأخ عماد
    يسعدني فعلاً متابعتك للموضوع .. وذا هو الجزء الثاني من المقدمة

    تحياتي لكما

    تابع..

    فالفصل الأول من الكتاب المعنون "الجغرافيا عند العرب قبل ظهور المصنفات الجغرافية الأولى" يحاول فيه المؤلف من خلال معلومات شحيحة وتفتقر إلى الترابط استيضاح التصورات الأولية عند العرب للجغرافيا. مع تقديمه لبلاد العرب الجنوبية لاعتبارات ينسبها كراتشكوفسكي لعامل حراكها التجاري مع جغرافيات وثقافات أخرى؛ فهي بذلك لعبت دور الوسيط بين الهند وأفريقيا الشرقية من ناحية؛ وبلاد دجلة والفرات والإمبراطورية الرومانية من ناحية أخرى. ويرجح كراتشكوفسكي أن المعلومات التي جمعها التجار العرب إبان رحلاتهم الطويلة قد تردد صداها في ما خلفوه من أوصاف الطرق المختلفة، حيث يرد بالإضافة إلى ذكر الأماكن ذكر أهم الآبار وموارد المياه والجبال والقبائل التي يخترق الطريق أراضيها. وقد تبقى الكثير من هذه الأخبار والمعلومات التي وصلت من السكان المحليين مباشرة في بعض مصنفات العالم الكلاسيكي القديم، مثال ذلك "المحطات البارثية" (The Parthian Stations) لأيزيدور الخركي Isidorus Characensis الذي عاش في القرن الأول للميلاد وهو من سواحل الخليج الفارسي، ويرجح المؤلف كراتشكوفسكي بكل جرأة أن يكون عربي الأصل. كما يقوم بتحليل للشعر الجاهلي وخصوصاً للألفاظ التي إما ناقشت بعض المواقع الجغرافية أو خاضت في وضع تصور ما للجغرافيا الفلكية، وذلك من خلال تصوراتهم لحركة النجوم والكواكب والأجرام السماوية وربطها بما يحدث على الأرض. ويقرر كراتشكوفسكي بكل وضوح أنه من العسير أن نتوقع اتساعاً في المدارك الجغرافية بين بدو الجاهلية، غير أن قوة ملاحظتهم للظواهر الطبيعية المحيطة بهم أمر بدهي مرده إلى طبيعة حياتهم نفسها. ويركز كراتشكوفسكي بشكل خاص على إيراد روايتين لرحلتين مختلفتين؛ إحداهما رحلة تميم الداري التي يروي فيها لقاءه ببحر الشام كما يدعي، أو "البحر الأبيض المتوسط" حيث قذفت به عاصفة هو وصحبه إلى جزيرة مهجورة رأوا فيها رأي العين المسيح الدجّال (Antichrist) مقيداً ورأوا أيضاً الجساوسة (The Apocalyptic Monster). أما القصة الثانية فيتناول فيها رحلة عبادة بن الصامت التي قصدت إلى القسطنطينية، والتي تنقسم أسطوريتها إلى شقين: الأول يتعلق برؤية رقيم أهل الكهف كما يزعم تميم؛ والشق الثاني: قصة الخرقة السوداء التي يُستخرج منها الأنبياء. ويقرِّر كراتشكوفسكي أن الحكاية أكثر تلفيقاً من سابقتها وكذلك ظروفهما التاريخية وأيضاً تاريخهما الأدبي. والفكرة التي سيخلص إليها كراتشكوفسكي من إيراد ما يسميه بأدب العجائب Mirabilia هي أن هذه الأقاصيص أدَّت لظهور ما يعرف في بدايات تكون علم الجغرافيا العربي بنمط كتب "الفضائل" التي تصف محاسن البلاد وساكنيها؛ والتي سريعاً ما ابتُدع خلفها نمط كتب "المثالب". وكراتشكوفسكي من خلال نقده المتوازن وموضوعي التحليل ـ إذ هو يرفض تطرف الأصمعي في النقد؛ الذي لا يكتفي بنفي الروايات فقط؛ وإنما ينخرط في نفي وجود الرواة أنفسهم ـ يتوصل إلى أن نمط الفضائل يعود إليه الفضل في استيلاد الرسائل الجغرافية الحقيقية. وأنها أطرف محاولة في ذلك العصر لصياغة التصورات الجغرافية في قالب أدبي. كما يجزم بصورة قاطعة بأن بعض أمثلة "الفضائل" صحيحة الأصل، وترجع فعلاً إلى العصر الذي تشير إليه المراجع وأنها تحتفظ بنفس القالب الذي صيغت فيه. ومع ذلك يرى في هذا النمط أن البلاغة واللفتة البارعة قائمة على حساب الصحة والواقع والتحليل. ومن هذا المدخل يتطرق إلى دراسة الألفاظ الجغرافية التي وردت في القرآن الكريم؛ الأمر الذي ربما شعر معه مترجم الكتاب صلاح الدين عثمان هاشم ببعض الحرج؛ لأن المؤلف ولج إلى هذا الباب من منطلقات الدراسة الجغرافية فحسب وبأدوات التحليل العلمي والموضوعي لا غير. فالمؤلف كراتشكوفسكي أبعد نفسه عن الخوض في مسائل القداسة والاعتقاد منذ البداية، وألزم نفسه بخط التنقيب الذي اتبعه مع الروايات السابقة له، سواء من الشعر الجاهلي أو غيره من المرويات القديمة. ومع ذلك التزم صلاح الدين عثمان هاشم بخط الترجمة الحرفية التي ربما تقوم أحياناً على حساب أسلوبه، كما ذكر ذلك هو نفسه. كما أفرد لبنت الشاطي فصلاً أتبعه ملحقات الكتاب تردُّ فيه على ما يراه كراتشكوفسكي بصدد الألفاظ الجغرافية في القرآن الكريم. أما هيئة التحرير في مشروع "ارتياد الآفاق" فقد رأت أن الفصل مجانب للمعنى الذي وُضِع في إطاره الكتاب. إذ مبتغى هذا الكتاب دراسة وتتبع الجغرافيا منذ كَلِمها الأول وليس الخوض في مسائل دينية؛ ولذلك قامت باستبعاد هذا الفصل من مادة الكتاب ورأت أن تنوِّه إليه لمن أراد الرجوع لمادته.
    وبصرف النظر عن وجهات نظرنا كعرب ومسلمين، فإن كراتشكوفسكي يتوصل من خلال مناقشته لهذا الموضوع إلى أن إجراء أية مقارنة بين المادة الجغرافية في كل من الشعر الجاهلي والقرآن نخرج منها دون عناء بنتيجة مؤداها أن الشعر يزخر بالواقعية لكونه يحتوي على ظواهر متصلة بالأمكنة والعيش، أما القرآن فالمادة الجغرافية فيه قليلة ويصعب تتبعها. ويسترسل أنه كان للأعوام العشرة الأولى للخلافة أن اتسعت فيها المعلومات الجغرافية كما أن سيل الفتوحات العربية الجارف الذي ذهب بالعرب بعيداً عن حدود جزيرتهم إلى مختلف الأقطار كان من شأنه أن يحدث تغييراً شاملاً في تصورهم للعالم، ويؤدي بلا ريب إلى اتساع أفقهم الجغرافي نتيجة للتجربة المباشرة. ويضيف أن هذه الصدمة المعلوماتية لم تكن الأولى؛ فالنظرية قد اختلفت منذ البداية عن التجربة الواقعية، كما وأنَّ هذه التجربة الواقعية نادراً ما وجدت طريقها إلى الوسط العلمي آنذاك. ويستعرض كراتشكوفسكي نوعية العلم المعتمد آنذاك، ويصفه بأنه ترعرع خاصة بالمدينة، وكان حَمَلَتُه صحابة محمد والتابعين، أما هدفه الأساسي فهو دراسة القرآن وتدوين جميع ما يمت بصلة إلى السيرة النبوية والخلفاء الأولين. ويتوافق لديه أن الأسماء الجغرافية في الحديث نادرة الوجود كما هو الحال مع القرآن؛ وإن كان يرى أن فيها تصحيحاً وصراعاً مع تصورات الجاهلية حول الأنواء والنجوم في جانب الجغرافيا الفلكية. ولكنها إجمالاً مادة يسيرة يتسلل فيها ذكر الصين من حين لآخر كرمز لأبعد قطر في العالم كما هو في الحديث المشهور الذي يهيب بطلب العلم حتى في تلك البلاد النائية؛ أو ذكر الهند في الحديث الذي يتنبأ بحملة عسكرية على تلك البلاد.
    كما يرى كراتشكوفسكي أن النمط الذي ازدهر بشكل حقيقي وانتعش هو ما يسمى بالجغرافيا الأسطورية، كالكلام عن حجم الأرض وعن البحر المحيط ومنبع الأنهار من الفردوس وأعماق البحار والبحيرات وسلاسل الجبال. نهايةً يُلِّخص الفصل في مثل هذه المادة بما فيها من لامعقول ويتوصل إلى أنها قد أثرت حتى على المصنفات الجغرافية المتخصصة التي تلتها فلم تستطع أن تخلص نفسها من ربقتها.

    .. يتبع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de