سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-26-2004, 12:06 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان.

    فى "بوست" عن "مارتن لوثر كنج" العام الماضى, جرى حوار بينى و "عادل عبد العاطى" و "خالد الحاج", و قادنا الحوار الى كتاب "مذكرات سليم أغا", الذى تفضل الأخ "عادل" مشكورا بتعريفنا عليه. و سرعان ما تحمسنا على ترجمته و شرعنا فى ذلك, و لكن المشاغل صرفتنا عن اكمال المهمة.

    تأتى أهمية ترجمة هذا الكتاب فى أنها تمنحنا فكرة عن مشهد حقبة الاسترقاق فى بلادنا, و هى فكرة مغيبة عن أذهان ما يسمى بالسودانيين "الشماليين", أو ان شئت من خلع على نفسه من السودانيين القاب التميز العرقى الثقافى من قبيل "أولاد القبايل, أولاد البحر, أولاد العرب, أولاد البلد ..الخ", الحقبة التى شاركوا عن وعى فى ممارساتها على أبناء السودان و مورست عليهم كذلك, و يسعون بكل الوسائل الى انكارها و تناسيها, و ما بهكذا أسلوب يتم معالجة الأخطاء التاريخية و تضميد جراح الماضى لبناء سودان معافى حر و ديمقراطى. و لا يتم ذلك باعتذار مقتضب يتفوه به حفيد "المهدى" "الصادق" مر دون أن يشعر به أحد فى غمرة الحروب المستعرة.

    و أهمية الكتاب تأتى أيضا من أن مشهد حقبة الاسترقاق تقدم لنا فى هذا الكتاب من خلال عيون المسترق نفسه و الأكثر ادهاشا أن المسترق هنا سودانى سمحت له الظروف بلوغ درجة من العلم مكنته من سرد تجربته و توثيقها, ليعطينا صورة نابضة بالحياة عن أحداث تلك الحقبة القميئة .

    الجزء الأول من ترجمة الكتاب تم بمجهود مشترك بينى و بين "خالد الحاج", و سأكمل بقية الترجمة فى مقبل الأيام.

    يتبــــــــــع ..








                  

03-26-2004, 09:55 PM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    العزيز طناش..لك الود،وفى انتظار ان يطل الكتاب او مقتطفات منه للنور،فالسودان الحقيقى مغيب بفعل فاعل او بفعل مفعول به..لذا نامل ان يقدم مجهودكم هذا جرعة ولو مره لمدعى ثقافة السودان العروبسلاميه لتحيى فيهم بعض عروق قديمة تقطعت أو قطعت عن عمد
                  

03-26-2004, 10:13 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    غـــــلاف الكـتاب
    [

    ســـــــــــليـم أغـــــــــــا
    مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان



    الإهــــــــــــــــــــــــــــــداء

    الى السيدة / ثيربيرن
    مورتل: يونيو 1846

    سيدتي .. بعد كتابتي رواية قصيرة لبعض الأحداث ذات الصلة بسيرة حياتي, أجد نفسي مدينا لك لما بذلتيه من جهود و اهتمام فى تعليمي, و الذي به قد تم إخراجي من ظلمات إفريقيا الى نور المعرفة و حياة الدعة الاجتماعية المتحضرة. طوال عشرة أعوام, و حتى اليوم, ظللت أتلمس اهتمامك اللامحدود فى دعم تعليمي, الذي ارتقى بمستواي الى مراحل أعلى بكثير من مستوى أهل بلادي المساكين, اللذين ما زالت عقولهم يعميها غبار الأكاذيب. فإلى من أنسب عملي هذا, إذا لم يكن منسوبا الى راعية تعليمي ؟ و إلى من أهدى هذه الأحداث, إذا لم أهديها الى وصى طفولتي ؟ نعم .., سيدتي, إليك, و إليك وحدك, أعترف الآن بفضلك على فيما أتمتع به من مزايا. فرغم بعد الشقة عن عشيرتي و صلاتي .. و رغم بعدى عن اهتمام و رعاية أمي .. فلقد وجدت فيك, سيدتي, البديل الطبيعي الحقيقي لاحتياجاتي تلك. لقد لمست طيبتك فى ابتعاثى الى المدرسة, و فى وضعك إياي بين يدي أحد اللذين انصب جل اهتمامهم فى تعليم اليافعين كيف يحررون أفكارهم. و فى كل الأحوال, مهما أسهبت لن أستطيع إيفائك حقك, و كل ما أتمناه أن تجعل نصائحك منى حصنا منيعا, حينما أواجه هجوم انتقادات الحاقدين المنتشرين فى العالم, و ما أكثرهم.

    لي الشرف .. سيدتي
    أن أكون خادمك المطيع
    سليم أغا

    يتــبـــــــــــــع ..

    (عدل بواسطة Tanash on 03-30-2004, 06:16 PM)
    (عدل بواسطة Tanash on 03-30-2004, 06:19 PM)

                      

03-27-2004, 10:37 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    واصل يا ملك
                  

03-27-2004, 11:31 AM

قلقو
<aقلقو
تاريخ التسجيل: 05-13-2003
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: عشة بت فاطنة)

    الأخ طناش
    نحن فى انتظار ثمرة مجهودك والأخ خالد الحاج على احر من الجمر حتى تكشفوا لنا عن زيف اشياء كثيرة مسكوت عنها والساكت عن الحق شيطان اخرس.لكن الا توافقنى بأن اسم سليم اغا هذا هو اسم غير منتشر فى السودان او قد يجوز ان فيه العرق التركى الشيئ الذى قد يطعن فى جنسية المؤلف وبالتالى فى مصداقيته كشاهد على عصره؟
    ودمتم
    .
                  

03-27-2004, 11:40 AM

Omer54

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 783

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    الاخ طناش

    التحيه لك و انت تساهم في سبر غور معرفتنا. و ددت لو تعرفنا اولا بسليم اغا, مجرد طلب.
    لاحظت ايضا ان عنوان الكتاب لا يتطابق مع العنوان الذي اخترته له, ايضا مجرد ملاحظه.

    لكني اوفقك تماما في ان مكافحه العنصريه و القبليه تبداء ببيان الخطأ الذي تم اقترافه. و ان المساواه بيننا جميعا تحتاج الي ان نعترف باخطائنا وان نرسم الطريق الي الاصلاح.

    شكرا لمجهودات كل من شارك في ترجمه الكتاب.
                  

03-27-2004, 01:31 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Omer54)

    الأعزاء الزوار الكرام .. بشرى سليمان .. عشة بت فاطنة .. قلقو .. Omer54

    تشكرون غاية الشكر على المتابعة .. و أعتذر لكم مقدما ان تأخر تتابع تحميل هذا "البوست", ذلك لظروف الترجمة و انشغالى بترجمة نصوص أخرى و كتابة مواضيع فى نفس الوقت.

    قلقو, .. "سليم أغا" ليس الأسم الأصلى للمسترق السودانى و انما اسم اكتسبه لاحقا, فالمسترق دائما يحصل على اسم جديد يختاره له سيده, بل يكتسب عدة أسماء كل ما انتقل من سيد الى آخر. فكما فى قصة "الجذور" حين سأل "السيد" بطل القصة عن اسمه قال: "كونتا كنتى", فقال له "السيد": ( اسمك الجديد من الآن فصاعدا "توبى" ). و لكن الاسم الجديد لم يرق " لكونتا كنتى" و لم يستطع الاعتياد على نطقه, فصلبه "السيد" و أمام بقية الرقيق و عقب كل سوط يدمى ظهر "كونتا" كان "السيد" يكرر القول: ( اسمك "توبى", اسمعنى اياه, انه سهل النطق, ما اسمك ؟ ) فيرد "كونتا" باصرار: " كونتا كنتى". و يستمر "السيد" يكرر سآله " لكونتا" المصلوب من الظهر و حتى المغرب يلهب ظهره بالسياط حتى أدماه : "ما اسمك ؟", فيرد أخيرا "كونتا كنتى" و هو بين و الوعى و الاغماء بصوت خفيض: " توبى"...

    Omer54 .. عنوان الكتاب هو:
    Incident connected with "the life of Salim Aga"a native of central Africa , و عندما نتقدم فى الكتاب سيتطح لنا أن "سليم" تحديدا من غرب السودان, و قد اخترت هذا العنوان للفت الانتباه " للبوست", فاذا قلنا من أفريقيا الوسطى سيعتقد الجميع أن الموضوع ليس له علاقة بالسودان... هذا .. و لا أريد أن أفسد عليك القصة باستباق أحداثها. و أرجو أن نواصل النقاش بعد الفراغ منها, كما اتطلع لاسهام كل الزوار فى اثراء هذا "البوست" بالنقاش لاحقا.
    ودمتم ...
                  

03-27-2004, 01:42 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)



    المحــــــــتويــات:

    - مـقدمــــــــــة .
    - ذكريات " أغا " .
    - وصف لوادي " تقلى " و سكانه .
    - نبذة تاريخية ذاتية: الصبا و ما قبل العبودية .
    - ملحق أشعار

                      

03-27-2004, 01:51 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    مقدمــــــــــــة:
    ليس فى نية الكاتب أن يؤلف خطبة بلاغية من لا شيء, و لا أن يرسم صورة لبلاده بلغة شاعرية فصيحة, و لكنه يرغب أن يقدم, فى صورة ذكريات, رواية بسيطة عن أحداث لها علاقة بحياته الخاصة. و نظرا للتشجيع الذي لمسه من عدة أصدقاء, فهو يتمنى أن يجد عمله البسيط هذا استحسان كل من يقرأه. و هو لهذا السبب, لن يألو جهدا فى جعله ممتعا بقدر الإمكان. و فى كل الأحوال, لا يجب أن يتوقع القارئ شيئا فوق العادة عندما يبدأ مطالعة هذا العمل. و بالنسبة للجغرافيين و جهات أخرى, الذين تدفعهم رغبة شغوفة للحصول على معرفة دقيقة عن أفريقيا و منتجاتها, فان الكاتب يعتذر لعدم تمكنه من إشباع شغفهم هذا نظرا لإبعاده عن بلاده فى سن مبكرة كثيرا.

    إفريقيا, من بين جهات الأرض الأربعة, تظل الأقل اكتشافا و الأكثر غموضا. فالجهل و الهمجية و الخرافات, تسود فى وسطها, و طبيعة طقسها غير الصحي, يجعل من شبه المستحيل على الأوروبيين التنقل فيها و إشباع فضولهم فى التعرف عليها.

    و باستعراض طبيعة بلادي, فهي أرض قاحلة, رملية, جبلية, مع بعض البقع الخضراء المتناثرة, تسمى واحات, و التي يتم تخصيبها حين تغمرها بعض الأنهر فى موسم الأمطار. و بنظرة متكلفة لهذه المساحات, ستلاحظ بالكاد بضعة أكواخ صغيرة هنا و هناك, بناها السكان كمأوى لهم. أما الأجزاء الشمالية والجنوبية, فتستطيع أن تتباهى بقليل من المدنية التي تبدو للعيان فى المشهد المألوف لإقامة بعض سكان المناطق المعتدلة فيها.

    و بنظرة سياسية لوسط أفريقيا, سيتضح للباحث أن البلاد منقسمة الى عدة إمارات, تؤكد وجودها بافتعال الحروب مع بعضها البعض. أما أسرى هذه الحروب فيباعون كعبيد للمشترين العرب و الأتراك على الساحل الشرقي, و للأسبانيين و البرتغاليين والأمريكان على الساحل الغربي. و بالتالي, كثير من هذه المخلوقات المسكينة يتم جلبها برباطة جأش بواسطة أبشع الحيوانات و حشية وقسوة, و هم مواطني تلك الدولة الفدرالية,(الولايات المتحدة الأمريكية), التي تتظاهر بالالتزام بمبادئ الحرية و الديانة المسيحية فى أنقى صورها.

    إن بيع هؤلاء الأسرى يشجع الآخرين لاختطاف بعض الأهالي الضعفاء والانهماك فى تجارة غير مشروعة و بشعة, تبيع و تشترى ضحايا الإنسانية, إشباعا لأطماعهم الذاتية. و فى هذا السياق تقرر قدر المؤلف. و هو سيقوم فيما يلي بسرد سيرته فى صورة ذكريات.

    سلـيــــــــــم أغــا

    يتبـــــــــــــــع ......

                  

03-27-2004, 06:00 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)



    معذرة فقد حدث خطأ فى تحميل هذا الجزء من "البوست", تابع الموضوع أدناه ...

    (عدل بواسطة Tanash on 03-30-2004, 06:11 PM)

                  

03-29-2004, 10:23 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)



    العزيز طناش..
    أشد علي يدك وأنت تواصل كفاحك العنيد رغم المشاغل
    ويا لها من أيام..لم لا تعود؟؟ دعونا نعمل إذن .
    محبتي لك.
                  

03-27-2004, 11:00 PM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    واصل وفى الانتظار
                  

03-28-2004, 01:34 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    احييك يا حبيب وايدك في الزناد، ورجلك في الجمر!
    الرق في تاريخنا كسود او سودانيين، يكاد بل الفعل يوازي ان لم يفوق الدين نفسو، من حيث تأثيرو القاتل في تركيبة شخصية الانسان السوداني او الاسود، من كامتون "لوس انجلوس"، لي هارلم "نيويورك"، مرورا بي افريقيا، جنوب اسيا، وانتهاءا باستراليا!

    اعتقد ان عملية الاسترقاق اللتي تعرضنا لها كقوم سود او سودانيين، من الهول والضخامة بما لايتسع تكوينا النفسي الحالي، ومقدرتنا الذهنية الحالية، لتحمل انفجارات وانشطارت شظايا لهب هذا البركان الكامن، وبالذات في السودان!

    في اعتقادي المتواضع تجربة استرقاقنا كسودانييين اكبر بي كثير من اهوال ما تعرض له اخوتنا واخواتنا في الدنيا الجديدة واستراليا! جهلاء السودان لا يعلمون مدي الجحيم الذي كابده اخوتنا واخواتنا الشمال الامريكي. اثار العبودية لا زالت تفتك بهم كقنابل زمنينة تنفجر علي مراحل لتدمر انسانية الاسود لتحيله الي وحش كاسر.

    لهذا تقديرا واحتفاء بتضحياتهم فاني اجلهم واحبهم لوجه الله من اعماق اعماق قلبي رغم الكراهية المتجذرة في اعماق كل اجناس الكون ضد الافارقة الامريكان.

    في مقدمة الاجناس الكارهة للافارقة الامريكان، نجد زنوج السودان، وهم من ضمن اول من استرق علي وجه السيطة. لهذا وكفرار من عار وذل العبودية ادعي اجدادنا العروبة منذ اكثر من 500سنة مضت! المضحك المبكي اننا لازلنا نستخدم اسلوب الهمبتة هذا، سطوا علي هوية الغير، لنقي انفسنا السنة لهب وعار العبودية المدفونة تحت ركام لاوعينا! فيا ويلنا متي ماتم الحفر في هذا الركام!

    براك ملاحظ يا طناش ردود الفعل الاولية وانت تحاول هذا الحفر، وكدليل نسوق رد الاخ منير في واحدة من بوستات الحفر التجريبية!

    العزوف والهروب تحت غطاء الازدراء والتعالي الاجوف علي واقع محنة دونيتنا كقوم سود في عالم يسوده البيض، ماهو الا جزع وهروب من هول ماهو مخزون في عقلنا الباطني!

    فواصل نبشك ياطناش، لانو "بنج" وهم العروبة ابتدأ يفك!
    عيييييييييييييييييييييييييييك!!!!!!!!!!!!!!
                  

03-28-2004, 10:27 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Bashasha)

    العزيز طناش واصل حفرك فلك التحية لتمليكنا هذه الحقائق التي نسعي لمعرفتها رغم دفنها من قبل الانظمة الاستعلائية فهذه الحقائق تدين من ظللنا نصفق لهم في المحافل الرسمية ويطاردونا كلعنةمنذ الدراسة وهم الذين شوهوا التاريخ وواذلوا انسان السودان ومازالويتحكمون في رقابنا فلنعمل لتعريتهم من اجل انسان السودان الجديد .
    عندي توضيح بسيط بخصوص العبيدالذين كانوا يؤخذون- من دارفور الى مصر والاستانة وغيرها من لبلاد العربية والاوربية ، ويذكر التونسي -شحذ الاذهان- رحلته الى دارفور ويتكلم عن نظام الحريم والخصيان وللخصيان علاقة بعلاقات السلطان الجنسية وحراسة حريم السلطان فكانوا ياتون باملح الصبية بعد خصيهم طبعا لحراسة الحريم ولمنع الرجال والنساء من الاختلاط في السوق ، وكان هناك سنويا 200صبي من املح ابناء دارفور يؤخذون لبلاط السلطان العثماني في الاستانة(كهدية) عبر مصر وفي مصر يتم خصيهم في اسوان بواسطة قسيس اغريقي يخصيهم وجرا-والوجر هو قطع الخصي نهائيا -وبعد ذلك يساقون الى السلطان لحراسة حريمه،وللاخ المتسائل عن معنى كلمة اغا ؟؟ فكلمة اغا لها علاقة بالخصيان و-القيرلي اغا_هو رئيس الخصيان وكان يؤتي به من افريقيا (احمد الشنتاري تطور الجنس) . في الحقيقةان موضوع الخصيان والحريم موضوع تقشعر له الابدان خاصة الطريقة التى يمارسها اهل دارفور في خصي الصبية ومن الملاحظ هنا ان سلاطين الفور انفسهم هم الذين ينظمون الغزوات لصيد الرقيق لانه كان اساس اقتصادهم وحصادهم وتوطيد علاقاتهم مع الرؤساء والملوك وقد طلب نابليون من السلطان عبد الرحمن-التونسي- ان يرسل له الفي عبدا في عمرالسادسة عشر من العبيد الاشداء.وواضح من كلمة اشداء ان نابليون كان يريدهم كوقود لغزواته وهناك علاقة تسترعي انتباهي هي علاقة الغزوات بمتع السلاطين والملوك فالغزوات وراءها الصيد الوفير من النساءالجواري والغلمان وسفك الدماء اذ نجد ان معظمهم مهووس جنسيا -نيرون هارون الرشيدوسلاطين العثمانيين ونابليون ..الخ -وطبعا لا انسى عبدالله التعايشي الذي كانت له ما يقرب ال400جارية وكان يستعمل الخصيان ايضا لحريمه والمهدي كانت له 60فقط لانه متقشف .
                  

03-28-2004, 09:46 AM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    الأخ الفاضل طناش .. والإخوة المشاركون:
    التحية لكم والتقدير .. وبعد؛

    إن شئنا أن نحاكم السابقين على استعباد مزعوم لأجدادنا .. فلماذا لا نحاكم رفات أجدادنا لماذ ارتضوا الذهل والمهانة لأنفسهم .. أليسوا بشراً ولهم عقول .. لماذا لم تكن لهم المبادرة والنفس الأبية على أن يعيشوا على الأقل كغيرهم في مستوى من الاعتداد بالنفس؟؟!!

    إذا أردنا أن نحاكم على مستوى حقباً تاريخية .. فلنبدأ بمحاكمة الأوربيين الذين حملوا أجدادنا الأفارقة كما تحمل الأغنام في ظروف لا تليق بذي كبد رطبة واضعين في الاعتبار نفوق أو خسارة تتجاوز 25% من الشحنة؟ تلك الشحنات المتتالية من البشر الأفارقة التي عمرت بها أمريكا واستعملت جرارات لحرث الأرض وبذر البذور وحصادات لحقول القمح الشاسعة ردحاً من الزمن.

    يجب أن توجه هذه المحاكمات إلى الغرب المستعمر وإلى البريطانيين الذي استخدموا البشر عندنا ليحملوا قاذوراتهم على ظهروهم .. هم أنفسهم أسلاف هذه السيدة التي يدين لها سليم أغا بالشكر والعرفان.

    وهم أنفسهم أهل الغرب المسترق الأول والقاسي للأفارقة .. هم من يحاول إثارة النعرات العنصرية ومحاولة إرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء ليشعل الخلافات ويوسع الشقاق باعتبار ما كان.

    الأجدى بالإخوة المتباكين على ماضي يرون أنهم قد غبنوا فيه واسترق فيه أسلافهم .. أن يحسنوا من وضعهم المعنوي وأن يحرروا أنفسهم من عقدة الماضي وأن يعلموا أن هذه الأفكار تلاشت والناس تعيش في السودان على قدم المساواة وموفوري الكرامة.

    إن التحرر النفسي حاجة ملحة وضرورية ليعيش الفرد في سلام مع نفسه ومع مجتمعه ..

    وإن كان السيد لمن يعرفون بالعبيد سابقًاً في السودان يوفر لهم لقمة العيش والكساء والمسكن والحماية .. وهم بذلك قانعون وراضون بالبقاء تحت خدمته نظير هذه الخدمات .. فالسيـــــــد سليم أغا قانع الآن وراض تمام الرضا أن يضع نفسه رهن إشارة سيدته التي وفرت له إضافة إلى ما سبق التعليم والتثقيف .. فهو رغم ما ناله من ثقافة إلا أنه ما يزال يرزح تحت الانهزام النفسي والاسترقاق المعنوي الاختياري.. واقرأوا إن شئتم قوله الذي ترجم له((لي الشرف .. سيدتي أن أكون خادمك المطيع سليم أغا))) .

    لذا فإن الدعوة الآن أكثر إلحاحاً للتحرير المعنوي وبث روح الثقة في تلك النفوس العليلة.

    ودمتم،،

    جاد



                  

03-29-2004, 00:47 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    الاخت عاشة بت فاطنة تحياتي.
    هذا الموضوع اعقد واكبر بي كثير جدا جدا من تبسيطك الشديد هذا. ماذا كان سلطان دارفور يملك من امره، اذا هو فتح او جا او لقي الرق كالماء والهواء.

    بعدين ما دارفور او الفور وانما السودان كلو والقارة الافريقية بحالها، كانت مزرعة مهولة لي محصول الرق الادمي، وعلي مدي قرون وقرون من قبل ميلاد التعايشي او سلطان دارفور.

    كلنا درسونا حكاية ال360 كاحدي بنود الاتفاق مع الدولة العربية الوليدة ولا اقول الخلافة الاسلامية الراشدة، منذ القرن السابع الميلادي.

    فهذا الموضوع شائك وضخم ولم يدرس بعد، ولن يدرس زمن قريب. علينا ان نبعد اسقاط معايير ومفاهيم يومنا علي امسنا. انا لاقيت افارقة امريكان ترجع اصولهم للسودان، وكلنا في السودان ننحدر من اصول استرقاق بلا ادني اثتثناء، كما يحاول مواهيم العروبة الترويج لهذا.

    من ذلك كيف النوبيات المسترقات اشتهرن بالتدين والروحانية حتي وهن خادمات مستعبدات! بالذات بعد سقوط دنقلا القبض والبيع في مصر والحجاز كان من طرف، وبالذات في الشمال
                  

03-29-2004, 09:50 AM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    الأخ الفاضل طناش .. والإخوة المشاركون:
    التحية لكم والتقدير .. وبعد؛

    إن شئنا أن نحاكم السابقين على استعباد مزعوم لأجدادنا .. فلماذا لا نحاكم رفات أجدادنا لماذ ارتضوا الذهل والمهانة لأنفسهم .. أليسوا بشراً ولهم عقول .. لماذا لم تكن لهم المبادرة والنفس الأبية على أن يعيشوا على الأقل كغيرهم في مستوى من الاعتداد بالنفس؟؟!!

    إذا أردنا أن نحاكم على مستوى حقباً تاريخية .. فلنبدأ بمحاكمة الأوربيين الذين حملوا أجدادنا الأفارقة كما تحمل الأغنام في ظروف لا تليق بذي كبد رطبة واضعين في الاعتبار نفوق أو خسارة تتجاوز 25% من الشحنة؟ تلك الشحنات المتتالية من البشر الأفارقة التي عمرت بها أمريكا واستعملت جرارات لحرث الأرض وبذر البذور وحصادات لحقول القمح الشاسعة ردحاً من الزمن.

    يجب أن توجه هذه المحاكمات إلى الغرب المستعمر وإلى البريطانيين الذي استخدموا البشر عندنا ليحملوا قاذوراتهم على ظهروهم .. هم أنفسهم أسلاف هذه السيدة التي يدين لها سليم أغا بالشكر والعرفان.

    وهم أنفسهم أهل الغرب المسترق الأول والقاسي للأفارقة .. هم من يحاول إثارة النعرات العنصرية ومحاولة إرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء ليشعل الخلافات ويوسع الشقاق باعتبار ما كان.

    الأجدى بالإخوة المتباكين على ماضي يرون أنهم قد غبنوا فيه واسترق فيه أسلافهم .. أن يحسنوا من وضعهم المعنوي وأن يحرروا أنفسهم من عقدة الماضي وأن يعلموا أن هذه الأفكار تلاشت والناس تعيش في السودان على قدم المساواة وموفوري الكرامة.

    إن التحرر النفسي حاجة ملحة وضرورية ليعيش الفرد في سلام مع نفسه ومع مجتمعه ..

    وإن كان السيد لمن يعرفون بالعبيد سابقًاً في السودان يوفر لهم لقمة العيش والكساء والمسكن والحماية .. وهم بذلك قانعون وراضون بالبقاء تحت خدمته نظير هذه الخدمات .. فالسيـــــــد سليم أغا قانع الآن وراض تمام الرضا أن يضع نفسه رهن إشارة سيدته التي وفرت له إضافة إلى ما سبق التعليم والتثقيف .. فهو رغم ما ناله من ثقافة إلا أنه ما يزال يرزح تحت الانهزام النفسي والاسترقاق المعنوي الاختياري.. واقرأوا إن شئتم قوله الذي ترجم له((لي الشرف .. سيدتي أن أكون خادمك المطيع سليم أغا))) .

    لذا فإن الدعوة الآن أكثر إلحاحاً للتحرير المعنوي وبث روح الثقة في تلك النفوس العليلة.

    ودمتم،،

    جاد
                  

03-29-2004, 03:43 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: JAD)

    الاخ جاد تسألت:
    Quote: إن شئنا أن نحاكم السابقين على استعباد مزعوم لأجدادنا .. فلماذا لا نحاكم رفات أجدادنا لماذ ارتضوا الذهل والمهانة لأنفسهم .. أليسوا بشراً ولهم عقول .. لماذا لم تكن لهم المبادرة والنفس الأبية على أن يعيشوا على الأقل كغيرهم في مستوى من الاعتداد بالنفس؟؟!!


    وهذا تساؤل مشروع.. و لكنك ربما لا تعلم ان الوثائق التاريخية توضح ان 90 % من الرقيق، من الجنسين في اسواق الرقيق كانوا (خماسيين)، اي دون الخامسة عشر.. اي اطفال.. ولا اظن ان من المنطق ان تتوقع من طفل بلا ابوين، وسط قوم لا يعرفهم، وسوط النخاس علي ظهورهم ما تتوقع انت فعله اذا وقعت في الرق.. ولا تظن ان غارات الرق تلك كانت منظمة بحيث يستعد لها الضحايا.. اذ ان الكثيرين من اولئك الاطفال قد تم اختطافهم خلسة من ذويهم...
    وقد ورد في امر الشلوخ ان اهل مكة كانوا يشلخون اطفالهم خوفا من اختطافهم من قبل الفرس في موسم الحج..
    كما ورد في سيرة الزبير باشا انه(عن طريق المكر و الخداع و التحايل استطاع تكوين مبراطورية لممارسة الرق)...
    ولكي اقرب لك الصورة الان، تابع برنامج ابرياء في قناة الجزيرة او البرامج التوثيقية عن الرقيق الابيض في محطات التلفزيون الغربية.. لتري انه من الصعب تجريم الضحية..
    ورغم كل هذا فالتاريخ حافل بقصص المقاومة البطولية..

    (عدل بواسطة aymen on 03-29-2004, 03:58 PM)
    (عدل بواسطة aymen on 03-29-2004, 04:00 PM)

                  

03-29-2004, 08:23 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: aymen)

    بشاشا تحياتي /وصراحة انا لا عقدتة ولا بسطة، انما اوردت حقائق تاريخية ولا انا ما عرفت قصدك شنو ؟ ارجو التوضيح وخالص الود صديقى ،
    اخي جاد زي ما قال ليك ايمن ان القضية اكبرمن الرفض والقبول ، وتاجر الرقيق عادة هو صياد يمتلك السلاح ويطلع الجبل ليصطاد الناس وبعد ما يصطادهم خلاس بعد دا ببقوا عبيده يبيعهم ويستغلهم زي ما عايز والرجال عادة وقود للحروب والنساء للخدمات المنزلية واستثمار الدعارة والحسناوات عادة يباعن باسعار اغلىلمتع الاسيادكمحظيات ويباعون عينك يا تاجر مثل الخرفان في سوق امدرمان (سوق النخاسة) ومعظمهم الاطفال والحبشيات اغلى من السودانيات .
    بشاشا انت وينك نحنا في انتظارك وسليم
                  

03-30-2004, 02:04 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    عاشي بت فاطني نعلك عافيي!
    عارفة ناس ندي امين، وبيان، والجندرية شابكني انا بهرش الناس، او هن ما عارفات انا بلاوز منك قدر شنو!

    كويس جدا انو مداخلتي ديك جات سليمة، او باقي الكلام انشاء الله طاير مادام المسعلة عدت بي سلام!

    كدي خليني اخد نفسي شوية، او بجيكي صادي لا شوي!
                  

03-30-2004, 08:23 AM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    أخي الفاضل أيمن ..

    قلت:
    ================
    وهذا تساؤل مشروع.. و لكنك ربما لا تعلم ان الوثائق التاريخية توضح ان 90 % من الرقيق، من الجنسين في اسواق الرقيق كانوا (خماسيين)، اي دون الخامسة عشر.. اي اطفال.. ولا اظن ان من المنطق ان تتوقع من طفل بلا ابوين، وسط قوم لا يعرفهم، وسوط النخاس علي ظهورهم ما تتوقع انت فعله اذا وقعت في الرق.. ولا تظن ان غارات الرق تلك كانت منظمة بحيث يستعد لها الضحايا.. اذ ان الكثيرين من اولئك الاطفال قد تم اختطافهم خلسة من ذويهم...

    وقد ورد في امر الشلوخ ان اهل مكة كانوا يشلخون اطفالهم خوفا من اختطافهم من قبل الفرس في موسم الحج..
    =================

    ولي أيضاً تساؤل أخي الكريم .. بما أن الأفارقة ليسوا وحدهم الذين يولودن صغاراً .. وأن جميع الناس تولد صغاراً قصراً ثم يتولاهم ذووهم بالرعاية والحماية حتى يصيروا رجالاً .. فلماذا عجز أؤلئك الناس عن حماية أطفالهم؟؟!!

    فيما يخص الشلوخ .. عندما كنا صغاراً سألت الوالد عنها .. فقال لي هي بمثابة الوشم لتعرف كل قبيلة أبتاعها .. ولذلك مهمتان الأولى خوفاً من الضياع والخطف لصغار الأطفال .. وقد حدثت عندنا سابقاً في وسط السودان عمليات اختطاف من قبل قبائل من شرق السودان وبقي بعض المخطوفين هناك يخدمون ردحاً من الزمن وبعضهم عاد وهو كهلاً وحكي لأهله قسوة المعاملة التي لقيه.. ولكنها حالات نادرة لم تكن تمثل ظاهرة لأن أجدادنا وضعوا لها الاحتياطات بم يكفل منع تكرارها.

    وبما أنه لا توجد حالات استرقاق في السودان عدا في حالات الحروب القبلية والتي اشتهرت بها دارفور وحالة الحرب حالة استثنائية ويجب أن تقرأ هكذا. فإسقاط الماضي على الحاضر لا يخدم قضايا الوحدة الوطنية والتعايش السلمي الذي يسهم في بناء وطن متعافي .. والواقع المعاش أن السودانيين يعيشون في توادد تام ومثال القبائل الأفريقية التي نزحت واستوطنت وسط السودان وكذلك القبائل العربية التي نزحت إلى غرب السودان فهم يتقاسمون الأرض والماء والأرض والكلأ والرزق الحلال في اندماج مثالي. وهذا ما يجب ان يكون عليه الحال فالسودان ملك لجميع أبنائه.

    أما موضوع الزبير باشا المفتري عليه في نظر بعض المؤرخين والجاني في نظر البعض .. فقد تم نقاشه سابقاً بما له وما عليه.

    ولكم ودي ..

    جاد

                  

03-30-2004, 11:19 AM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: JAD)

    الاخ جاد..
    كتبت
    Quote: ولي أيضاً تساؤل أخي الكريم .. بما أن الأفارقة ليسوا وحدهم الذين يولودن صغاراً .. وأن جميع الناس تولد صغاراً قصراً ثم يتولاهم ذووهم بالرعاية والحماية حتى يصيروا رجالاً .. فلماذا عجز أؤلئك الناس عن حماية أطفالهم؟؟!!


    لا يخفي عليك ان المماليك قد حكموا مصر لمدة خمسة قرون... معظم اولئك المماليك انما هم (كما يستشف من الاسم) عبارة عن رقيق- من اسيا الصغرى و البلقان- وقد بلغوا شأوا عظيما.. بل لقد اصبحوا سادة مصر بينما المصريون صاروا لهم خدم.. وقد خلد المتنبي ذلك من حيث لا يعلم اذ بهجائه كافورا، اثبت للعالم اي مدي بلغه هؤلاء المماليك..وما تعرض له بعض اهلك من الخطف بواسطة القبائل من الشرق هو نفسه ما تعرض له اولئك المماليك.. و ان اخلتف العدد، فان الكيفية واحدة (ولا انسي هنا الطريقة الاخري وهي الاسر في الحروب)..وهذا امر تعرضت له كل شعوب الارض تقريبا.. و اليهود الذين يحكمون العالم اليوم، كان اجدادهم عبيدا عند اجدادنا السودانيين..
    وبالنسبة لسؤالك، اري ان من الاجدي مناقشته في شقين، الاولي لماذا لم يمنع الاباء اولادهم من السبي..و الاخر لماذا لم يفعل السبايا شيئا مغايرا..
    بالنسبة للشق الاول فقد ابنت سابقا ان عمليات الخطف هذه كثيرا ما كانت تتم بالتحايل والخداع (وهذا ما اردت الاشارة اليه فيما ارتبط بسيرة الزبير باشا- وان اختلف الناس في صحة ذلك) وايضا في قصة انتشار الاسلام في شرق افريقيا- حيث تم خداع الملك واركبوه السفينة ليروه شيئا، ولكن السفينة ابحرت و تم بيع الملك كرقيق في الجزيرة العربية ولكنه اعتنق الاسلام وعاد الي بلاده بعد حين..(وقصة النجاشي كذلك) ..وسترى ذلك في سيرة الاغا (وايضا قد يؤكده لك ابوك او جدك)..ولكن في حالة الغارات فلا تظن ان اجداد اولئك الناس وقفوا مكتوفي الايدي ، ففي كثير من القصص تري ان الوالدين او رجال القبيلة جميعهم سقطوا ما بين قتيل و جريح قبل ان يتمكن المغيرون من اخذ الاطفال و النساء..وفي حملات الدفتردار الي مملكة شندي بعد هروب المك نمر سقط كثير من الجعلين كسبايا. وقد فدي " العقيد" عددا كبير منهم- و قد كان ثريا (رغم انه كان يرشد الاتراك الي منازل النمراب)..و ان لم يفعل لكان مصيرهم الاستعباد..
    وفي مرحلة لاحقة كان للسلاح الناري اثرا كبيرا، يبرر لنا الاعداد الكبيرة من الرقيق في تلك الفترة..
    (وقد يطول الحديث عن هذه الجزئية)..
    اما لماذا لم ينتفض الرقيق بعد وقوعهم في الاسر، فيمكن- لضيق الوقت- اختصاره في:
    - حداثة السن
    - الغربة عن الاوطان
    - قساوة العقوبة في حالة الفشل..
    - غسل المخ (فدينيا يأثم العبد الابق، اي اذا حاول الفرار).
    - قسوة المجتمع عموما (راجع قصة كافور العظيم و معاناته عندما طرد من القصر)
    - الامل في الخلاص و تحين الفرص التي ربما لا تأتي

    Quote: وبما أنه لا توجد حالات استرقاق في السودان عدا في حالات الحروب القبلية والتي اشتهرت بها دارفور وحالة الحرب حالة استثنائية ويجب أن تقرأ هكذا


    لم افهم كلامك و علاقته بردي السابق..ولكني لا اريد الدخول في مدي صحة ما يتردد من الرق في السودان في الزمن الحالي وما اذا كانت لجنة "سواك" الحكومية لاعادة الاطفال المختطفين انما تعمل علي ترجيع رقيق ام لا (و الي اي مدة يتطابق الخطف هنا من الخطف الذي تعرض لم بعض اهلك من قبل قبائل الشرق- وعما اذا كان هذا ام ذاك الخطف استعباديا ام لا)..
    اما ما يخص (حالات الحروب القبلية التي اشتهرت بها دارفور )، فهذا فصل كامل في تاريخ السودان..
    ولا اظن انه يخفي عليك انه قبل التركية، كانت الحروب القبلية شئيا طبيعيا في كل السودان، وقد مات الكثيرين من عائلة المك نمر في حروبهم مع الشوايقة.. كما ان نزوح البديرية الي كردفان كان نتيجة هذه الحروبات..
    وقد تغير الحال بعد نزوح اعداد كبيرة من المماليك (بعد هزيمتهم في مصر) الي دنقلا و الخندق بالذات، اذ دخلوا مسرح الاحداث السودانية بشكل مؤثر ( ولا ادري اين ذهبت دمائهم الان- وحسب علمي لم يكونوا خصيا)، وربما استطاع بشاشا افادتنا

    Quote: والواقع المعاش أن السودانيين يعيشون في توادد تام ومثال القبائل الأفريقية التي نزحت واستوطنت وسط السودان وكذلك القبائل العربية التي نزحت إلى غرب السودان فهم يتقاسمون الأرض والماء والأرض والكلأ والرزق الحلال في اندماج مثالي. وهذا ما يجب ان يكون عليه الحال فالسودان ملك لجميع أبنائه.



    لم يكن المراد طرق هذا الباب و لكن لابد ان القبائل السودانية لها القدرة علي حل الاشكالات بينها و العيش بصورة مسالمة، ولكن اين لنا بالسياسيين ممن لا تفيدهم الفتن؟؟

    وعودا لسؤالك
    Quote: ولي أيضاً تساؤل أخي الكريم .. بما أن الأفارقة ليسوا وحدهم الذين يولودن صغاراً .. وأن جميع الناس تولد صغاراً قصراً ثم يتولاهم ذووهم بالرعاية والحماية حتى يصيروا رجالاً .. فلماذا عجز أؤلئك الناس عن حماية أطفالهم؟؟!!


    فاذا كان اهل مكة كانوا يشلخون ابناءهم مخافة الخطف، و القبائيل السودانية كلها تقريبا كانت تشلخ، لا اظن ان الامر كان (مجرد حالات استثنائية)
    ولك خالص الود
                  

03-30-2004, 01:02 PM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    عزيزي أيمن ..

    ومما سبق ذكره من قبلي ومن قبلك يجب أن يعلم الإخوة من القبائل الأفريقية أن تلك حقب عفى عليها الزمن .. ولم تستثنى أحد .. وحسبنا أن سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنه كان مسترقاً نتيجة الحروب القبلية وهو حر وابن حر من أعز القبائل .. فالنظر بحساسية مفرطة لحقبة تاريخية مرت بها الإنسانية عامة ومحاولة بعثها من جديد لا يخدم للوطن قضية البتة.

    النقطة التي لم تكن واضحة.. كنت أقصد أنه لا يوجد رق واستعباد يومنا هذا في السودان وإن وجد ففي حدود ضيقة أوجدته حالة الحرب والغارات القبلية والاختطاف المتبادل بين القبائل في غرب السودان.

    أراك يا أخي تركز بشكل واضح أن أهلي كانوا مسترقين رغم أني لم أذكر أهلي شخصياً وإنما قلت في منطقتنا .. حسناً أخي حتى لو حصل لنا ظرف استرقاق فهذا لن يجعلني ألعن قبيلة الهدندوة مثلاً أو غيرها .. هي فترة من التاريخ وإنما هي أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا نسأل نحن أبناء اليوم عما كانوا يعملون.

    ولمزيد من التعارف فنحن أحفاد محمود ود زايد شيخ قبيلة الضباينة عرف أجدادنا بالجود والشجاعة كغيرهم من السودانيين فهم لم يسترِقوا ولم يسترَُقوا إلا أن أحبابهم كثر لا أقول عبيدهم ولكن أحبابهم.. ولم يصبهم عنت إلا من جيش المهدية العائد من الحبشة الذين عرفوا آنذاك بالجهيدية حيث استغلوا سلحتهم النارية للفتك بهم واعتقال شيخهم ود زايد وأحضروه إلى أم درمان وبقي معتقلاً ولم يطلق سراحه إلا بعد أن طرقت جيوش الإنلجيز بوابة السودان الشمالية.. فإن كان ذلك يعتبر استرقاقاً فقد كان جدنا محمود ود زايد رقيقاً .
    .. وأيضاً تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.

    ودي الدائم،،

    جاد



                  

03-30-2004, 02:13 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: JAD)

    الاخ جاد..
    من سياق كلامك كان واضحا جدا ان من تم خطفهم- حسب رواية والدك- رجعوا بعد ان كبروا ورووا ما رووه.. عليه لم يخالط عقلي سو فهم للامر، و لكنني ربما استعملت اللغة بصورة غلط بقولي " اهلك" وكنت اقصد "اهل منطقتك" و ليس اسلافك..
    وأوكد انني لم افصد " التركيز" باي صورة

    فعذرا ان اصابك سوء استعملنا للغة بسوء..
    ولك العتبي

    وثمة شئ اخر..
    اعتقد ان ما تم خطفه و بيعه هو زيد بن ثابت و الد اسامة بن زيد
                  

03-30-2004, 02:25 PM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    أخي أيمن .. شكراً للتصويب .. أعني سيدنا زيد بن حارثة والد حب النبي صلى الله عليه وسلم أسامة رضي الله عنهما..

    يبدو أنهينا الموضوع باتفاق تام بعدم تحميل الجيل الحاضر وزر أجيال خلت.

    ولي كلمة أخيرة أرجو أن تتقبلها بصدر رحب ..

    ::




    ::




    ::



    ::






    ومن خلال هذه الجولة من النقاش ::



















    أشهد أنك رجل حسن الطبع .. جم الأدب..
    تحياتي،،

    جاد
                  

03-30-2004, 06:22 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: JAD)

    الأعزاء .. الزوار الكرام ..

    تشكرون لأهتمامكم بموضوع "البوست" و لأثرائكم أياه بالنقاش و الاضافات المفيدة.
    .. حدث خطأ فى تحميل الجزء الثانى تحت عنوان "ذكريات أغا" لذا استوجب حذفه و اعادة تحميله فيما يلى. و نكون بهذا قد انتهينا من الجزء المتعلق بحديث "سليم" عن وصف وادى " تقلى" و عادات سكانه, و بعدها ننتقل الى الجزء الشيق من الكتاب و هو قصة حياته و تجربة الاسترقاق المؤلمة.

    الأخ "خالد": دعنى أكمل " سليم أغا" فقد قطعت فيه شوطا .. و لنفكر معا فى البحث عن من يشترك معنا من أعضاء البورد فى ترجمة السير المختصرة " لعظماء السود فى العالم" من كتاب "ج.أ. روجرز" لننجز أكبر عمل ممكن. و قد وجدت اثنين من أعضاء البورد أبديا رغبتهما فى الترجمة و بعثت لهما بقائمة السير ليختارا ما يفضلونه. و لا تنسى أن "كليوباترا" فى انتظار أن تتزوج بها, فقد نبهت العضوين عند اختيارهما أن يبتعدا عن "كليوباترا" فهى محجوزة "لخالد" !.

    و نواصــــــل ....
                  

03-30-2004, 06:40 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)


    ذكــريــات أغــا :



    بين اقليم "دارفور" و حدود الحبشة كا ن يتموضع وادى صغير عرف باقليم "تقلا" أو "تقلى" الذى تحفه بعض الجبال بمنظرها الخلاب. ان حنينى المتدفق و أشواقى العارمة لذاك الوادى يصبغان فى نفسى هوية وطنى الأول و أرض أجدادى المحببة الى, انه هناك فى ذاك الوادى العزيز أتيت الى هذه الدنيا, و فيه استقبلت نظرات أمى الدافئة الحنينة و المحبة, و فيه خطوت أولى خطوات الطفولة فى عالم عامر بالألفة و المحبة و التجارب و المشاق و المخاطر.
    لا أستطيع أن أحدد حدود وادى "تقلى" بشكل دقيق. و لكن على كل حال كان هناك ثلاثة زعماء يمتلكون السلطة على سكان الوادى. "محمد شمارو", الذى يتبع له والدى, و الذى كان يحكم وسط الوادى. بينما سيطر كل من الزعيمين الآخرين على طرفى الوادى. و كما هو الحال فى كثير من الأقاليم التى تقع فى المناطق الاستوائية فان وادى "تقلى" معرض بصورة مفرطة للحرارة و اشعة الشمس الحارقة.
    و يمكن تقسيم الفصول المناخية الى قسمين اثنين فقط, الموسم الممطر و الموسم الجاف. فى الموسم الممطر يقوم ساكن الوادى بزراعة مساحة صغيرة جدا, الوسيلة الوحيدة لحرثها عبارة عن لوح خشب طويل فى نهايته قطعة معدنية فى شكل مجرفة. انه بهذه الآلة يتم تقليب سطح الأرض الزراعية, حيث بعدها تشتل البذور و هى عبارة عن بذور "الذرة" و "الشعير" و التى تبذر بكميات صغير على مسافات محددة بينها. و بعد نموها الى مستوى معين يتم اعادة شتل جزء منها فى حقول أخرى, و بهذه الطريقة يمنح المحصول قوة أكبر و تحفيز للنمو. و عندما يبدأ لون المحصول فى التغير, يكون فصل الخريف قد بدأ فى التراجع الى الحد الذى تظهر فيه الشمس مرسلة أشعتها البراقة تخبر بها ساكن الوادى بأن وقت حصاد المحصول قد حان ليبدأ استعداداته. هكذا يكون فصل الأمطار قد انتهى الآن, و بدا موسم الجفاف و معه يبدا الكثيرون حصاد ثمرة عملهم الشاق (1).
    ان ذكريات صباى لا تساعدنى فى استحضار طبيعة الوسائل التى تستخدم لجمع المحصول. و ما أذكره أن من كان يقوم بجمع المحصول لم يكونوا يتكونون من عدد من العمال المستأجرين الذين ينتظر منهم جمع الثروة للآخرين ليكافأوا بالقليل من حصة هذه الثروة فى نهاية عملهم المضنى, و انما كان يتم هذا العمل من خلال تعاون الأهالى و آصرة ترابطهم الاجتماعى, حيث يتبادلون الخدمات فيما بينهم, فيحتشد جمع غفير من الأهالى و يتجمعون فى الحقل و فى وقت وجيز جدا يكون كل المحصول قد فرغ من حصاده. ثم يختم عادة اليوم الأخير من جمع المحصول بالاحتفال و الرقص و الغناء, و هو نوع الترفيه المحبب للأهالى و الذى يتعلقون به كثيرا.
    و ربما تساءل القارىء عن نوع الشراب الذى يتناوله الأهالى فى مثل هذه الاحتفالات ؟ و قد يذهب تفكيره الى أنه قد يكون "الرم الجامايكى" أو "البراندى الفرنسى" أو " الويسكى الأيرلندى". و لكن كل هذا تخمين خطأ. فالماء هو شرابهم الرئيسى, و لديهم شراب كحولى مسكر يصنعونه من "الذرة", و هو من ما يعتبر رفاهية يستمتعون بها فى المناسبات الكبيرة. و بعد انتهاء كل الاحتفالات بالحصاد يركنون الى كل أنماط حياة التراخى و الكسل المسيطر فى تلك المناطق الغربية, فينفقون جل أوقاتهم متبطلين تحت ظلال "رواكيبهم" الى أن تعلن السماء عن قدوم موسم الأمطار الجديد.
    ان فصل الجفاف يختلف كثيرا اذا ما قارناه بفصل الأمطار. ففى فصل الجفاف يقوم الساكن فى الوادى باستثمار وقته فى عدة أنشطة (2). أما فى فصل الخريف فلا شىء يشغله غير الزراعة. و فى فصل الجفاف عليه أن يحفر الآبار ليؤمن حاجة أهله من الماء, بينما فى فصل الخريف يوفر حاجته من ما تخلفه الأمطار من نهيرات. ليأتى الجفاف مرة أخرى و يقضى على كل آثار مياه الخريف, و يجرد الأرض من كل الحشائش و الأشجار الخضراء خالقا شقوق عميقة فى التربة و تاركا ساكن الوادى بلا شىء يعتمد عليه سوى حرفة الزراعة تلك فى موسم الخريف. فثروته بصورة عامة تتكون من "الشعير" و "الذرة" و قطيع الأغنام أما العملة المالية فلا قيمة لها. و وادى " تقلى" لا يعطى كبير اهتمام للأبقار رغم أن الكثير منها يحتفظ به فى المناطق المحيطة.
    و يوجد فى الأراضى التابعة للسلطان " شمارو" ثلاثة آبار, تتناوب عليها بانتظام المناطق المختلفة لتحصل على حصصها من المياه. و ديانة السكان هى الوثنية مختلطة مع عدد من شعائر الديانة "المحمدية", مثل حلاقة شعر الرأس و الختان و الصيام, و لكن تظل ممارساتهم الدينية الرئيسية تتجه نحو الشمس و القمر و النجوم.
    بعد انتهاء مناسبة الختان, يجتمع عدد من الشباب فى المنزل الذى تمت فيه هذه المناسبة, و من هناك ينطلقون فى ما يشبه الهجوم فى رحلات صيد تجوب الوادى, فيقع كل ما يقابلونه فى هذه الرحلات ضحية لرماحهم و مديهم, و نجد أن أكثر الحيوانات معاناة من حمى الصيد هذه هم الدجاج و الطيور الداجنة, حيث نجد مالكيهم من السكان المساكين يقفون مكتوفى الأيدى يتفرجون على مصير حيواناتهم و هى تقع فريسة للنهب و السلب, فان منع هؤلاء الشباب كان يعتبر مما يتعارض مع الطقس المخصص لاحتفالاتهم هذه. و شعيرة الصيام يتقيد بها المتعصبون للدين بصورة صارمة, و التى يخصص لها شهر واحد من كل سنة. و يبدأ الصيام من قبل شروق الشمس, حيث ينهض الشخص من نومه فيأكل أولا ثم يمتنع بعدها عن تذوق اى شىء الى أن تظهر نجوم المساء معلنة انسدال الليل, حينها فقط يقوم الصائم بالافطار و يخلد الى الراحة.
    المنازل فى وادى " تقلى" تبنى على نمط فريد من نوعه. كل وحدة سكنية تبنى على مسافة عشرة الى عشرين ياردة من التى تليها, لها شكل دائرى و سقوف من القش, الجزء السفلى منها يبنى بالحجارة أو الطين و تسقف بقش و قصب "الذرة" و "الشعير". الواحدة من هذه المساكن التى تتكون من أربعة او خمسة غرف تعتبر من المنازل المحترمة, و التى تكون محاطة بجدار بارتفاع حوالى خمسة أقدام تاركا مساحة مربعة فى الوسط. هذه المساحة المربعة تستخدم من قبل سكان المنزل فى فصل الجفاف و الصيف الحار كغرفة نوم, حيث يضجع الجميع على الأرض و يتدثرون بقطعة بيضاء كبيرة. و اذا حدث أن شعروا بخطر أحد الحيوان المفترسة فانهم يحتمون بالغرف الداخلية. كان منزل والدى يتكون من غرفتى نوم, و مطبخ و مخزن و غرفة للأغنام أو زريبة. و كان حليب الأغنام يعتبر مادة صحية, فله طعم و مذاق لذيذ يسيل له اللعاب, و يقال أن لديه مزية علاجية معينة. و تستغل الأسر الصبية فى رعى قطعان الأغنام. و عندما يخرج هؤلاء الصبية فى نفس الاتجاه يخلطون قطعانهم ببعض, و يتناوب كل واحد منهم على رعاية مجموع القطيع الى أن يأتى المساء, حينها يصيح الواحد منهم صحية مميزة لقطيعه فينفصل قطيعه عن المجموعة ليتبعه. و بعدها يذهب بهم الصبى الى المنزل و يقوم بحلب لبنهم و ايوائهم فى الزريبة. و الأغنام المفضلة لديهم من القطيع تؤخذ معهم الى غرفة النوم. أما الحليب فيجب أن لا يبقى حتى منتصف اليوم التالى لأنه سيتخثر و يفسد. و حتى لا يحدث ذلك فأنهم اما يشربونه أو يستخرجون منه السمن. ان عملية خفق الحليب لاستخراج السمن تتم كما يلى:
    فمن ثمار " القرع" أو "اليقطين", التى تنمو بشكل مهول فى الوادى و التى تنمو بأحجام مختلفة, يصنع السكان مواعين و صحون بقطعها الى نصفين. و لكن الماعون الذى يخفق فيه الحليب يحتاج الى ثمرة كاملة من "القرع" أو "اليقطين" و يتم اختيار أكبر الثمار لهذا الغرض. و بعد افراغ الثمرة من ما فى جوفها تملأ بالماء, و تترك حتى يصيب داخلها العفن, عندها يتم تنظيفها و حفظها فى سلة منسوجة بالحبال ثم تعلق على سقف احدى الغرف بحيث يستطيع أن يصلها الانسان الواقف على قدميه, و بوضعها هذا تعمل كخفاقة للحليب حيث تقوم المرأة المكلفة بهذا العمل بتعبئتها بالحليب و تحريك الى الأمام و الى الخلف, فتبدأ الزبدة أو السمن فى التكون.
    هذه الزبدة يستخدمها السكان عادة فى مسح أجسادهم, و لأنهم يغطون أجسادهم بالقليل جدا من الملابس فأنك حين تشاهد الكثير منهم يقف تحت الشمس يبدون لك كما لو كانوا عددا من التماثيل المصقولة اللامعة. و عندما يغسلون أجسادهم بالماء فانهم لا يحسون باكتمال نظافتهم الا حين يمسحون أجسادهم بالزبدة. ملابس الطبقات العليا عبارة عن جلباب أو عباءة واسعة و طويلة تصل حتى أعلى القدم بقليل, لها أكمام واسعة حتى لا يشعر من يرتديها بالضيق, و ينتعلون "صندل" على أقدامهم. أما الطبقات الدنيا فترتدى نوع من النسيج أيضا واسع, يربطونه حول أجسادهم و حول أحد اكتافهم بينما يتركون الكتف الآخر عارى, و يصل طول ردائهم هذا حتى الركبة. و هذا النوع من الملابس يشكل كل المتوفر لديهم من أنواع أزياء.
    و غذاء سكان الوادى ينحصر تماما فى محصول "الذرة" الذى يقدم فى أشكال غذائية مختلفة. و لأنهم حريصين على تربية أكبر عدد من الأغنام فهم نادرا ما يذبحونها لأكل لحومها.
    و الى هنا أكون قد قدمت نبذة مختصرة عن عادات و تقاليد أهل بلادى, و الآن سأقوم برواية قصة حياتى.
    ــــــــــــــــــــــــــ
    (1) كم هى العناية الالهية حكيمة فى تنظيمها لكل الامور. فسكان "مصر" يفتقرون للأمطار و مع ذلك نهر النيل يفيض عليهم كل عام. فى الوقت الذى فيه الأمطار فى "تقلى" و البلدان المجاورة, من غزارتها, تشكل نهيرات ترفد بمياهها النيل الى الحد الذى يفيض فيه فيغمر ضفتيه, ناشرا خصوبته على تربة البلاد الطينية فيوفر بذلك للأهالى المعتمدين عليه بشكل أساسى كل ضروريات الحياة.
    (2) عادة فى هذا الفصل تمارس أعمال البناء, الصيد, السفر و الحرب, فكل ذكر شب عن الطوق يعتبر محارب.

    يتبــــــع ..

    (عدل بواسطة Tanash on 03-30-2004, 08:17 PM)
    (عدل بواسطة Tanash on 03-30-2004, 08:29 PM)

                      

03-30-2004, 06:29 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: JAD)

    يا طناش وينك
    مادامك ما ظهرت حاهدي سكان البوست ناس بشاشة وايمن وجاد والجميع هذا الخبر من الش رق الاوسط:بعنوان احفاد الاميركيين السود يقاضون (لويدز) للتامين بسبب الرق -
    قال احفاد رقيق من الاميركيين السود امس انهم يعتزمون مقاضاة لويدز، اقدم شركة تامين في لندن للحصول على تعويضات لانها تولت التامين على السفن التي استخدمت في تجارة الرقيق .
    وقال ايد فاجان محامي المدعيين ان لويدز لعبت دورا مهما في تجارة الرقيق . واكد ان احفاد الرقيق الاميريكيين السود لديهم الحق في طلب تعويضات مثلهم في ذلك مثل اناس اخرين تعرضو للابادة .
    وفي تصريحات لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) قال فاجان المعروف بدوره في المعركة من اجل تعويض ضحايا جرائم النازية -كانت لويدزتعرف ان ما تفعله ادى الى تدمير السكان الاصليين ..اخذوا الناس ووضعوهم على السفن ومحوا هويتهم -
    وحظر الرق في في الامبراطورية البريطانية في الثلاثينات من القرن التاسع عشر ثم بعد حوالي 30 عاما في الولايات المتحدة لكن من المعتقد ان حوالي عشرة ملايين شخص كانوا مادة لتجارة الرقيق في مواني غرب افريقيا واقتيدوا الى سفن متجهة الى امريكا في القرن الثامن عشر واوائل التاسع عشر . وكان من المتوقع ان يطالب فانجان بالتعويضات امام محكمة في نيويورك امس .
    وقالت متحدثة باسم لويزفي لندن ان الشركة لم تتطلع على الدعوى ولذلك لا يمكنها التعليق واشارت الى انه سبق رفض دعاوى تطاتطالب بتعويضات فيما يتعلق بالرق .
    انتهي الخبر -وعرب افريقيا الابلوا اضنيهم !!
    طناش دا حرد لينا البوست ونحنا في انتظار سليم .
    بشاشة كمان باخد لي نفس وراجعة

    (عدل بواسطة عشة بت فاطنة on 03-30-2004, 06:49 PM)

                  

03-31-2004, 09:04 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: عشة بت فاطنة)

    متابعين ، ويا ريت لو واحد منكم ادانا خلفية تاريخية عن هذه المرحلة وعن مملكة تقلي والسلطان شمارو ، عشان تكتمل المتعة والمنفعة .
    بشاشا قت شنو؟
                  

03-31-2004, 11:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)
                  

03-31-2004, 02:40 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Yasir Elsharif)

    الاخت عشة بت فاطمة
    لك التحايا
    املك كتاب عن مملكة تقلي الاسلامية ولكن لضيق الوقت لا استطيع ان اكتبه منا.. وقد حاولت سابقا (اسكان- الانجليزي)، ولكن الفوايل كبيرة جدا فلا استطيع تحميلها.. هل تعرفين طريقه اخري؟؟

    وبالمناسبة تعجبني مداخلاتك
                  

03-31-2004, 07:13 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: aymen)

    ايمن يا جميل شكرا لاهتمامك بالموضوع ، بخصوص اعرف طريقة ما اظن ، بس لو تديني عنوان الكتاب بالضبط ومكان الاصدار هذا اذا فشلت في انزاله واتمنى ان تسطيع بمشاورة اهل الخبرة والفن ناس خالد الحاج .
    وانا صراحة مستمتعة بمداخلاتك ونفسك الطويل في الحوار باحترام الاخر ،وربنا احفظك
                  

03-31-2004, 09:49 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: عشة بت فاطنة)

    الأخ .. ياسر ..

    خيرا فعلت بعمل اللينك, قرأت "بوست" "الفكرة" و يعتبر متكاملا مع موضوعنا هنا و اضافة فى محلها. واضح من تهرب السودانيين و هلعهم من طرق موضوع الرق فى السودان أنو هذا الموضوع عايز شغل كثير جدا.

    لك وافر الود ..

    الأخت .. عشة بت فاطنة ..

    أصبرى على شوية, أنا مستعجل أكتر منك لأكمال هذا الموضوع, بس مشغالى هذه الأيام أصبحت كتيرة, و فى كل الأحوال مافى مانع النقاش يستمر لحين اكتمال سيرة "سليم أغا".

    لك وافر الود ..

    و نواصـــــــــــل ..
                  

03-31-2004, 10:04 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)


    Self-History : Youth & Premature Slavery
    نبذة تاريخية ذاتية: الصبا و ما قبل العبودية .

    مرحلة الصبا هى المرحلة التى يحس فيها الانسان بالسعادة الحقيقة. انها الفترة التى تبدو فيها كل صنوف المخاطر و المحن كما لا يوجد لها مكان فى الذاكرة, و لذلك يكون فى الامكان غرس كل المبادىء فى عقل الصبى الغض. و لأن العقل فى الصبى لا يحمل أفكارا مسبقة نجده يحلم فيبنى قلاعا من الخيال, و رغم أنها أحلام خالية من الطموح الا أن العقل يكون دائما سعيدا و دائما على استعداد لمنح السعادة. ان مرحلة الصبى كالزهرة الندية عندما تتفتح قبل أن تذبل أوراقها. انها البذرة التى تتشكل منها المشاعر و الوجدان و الميول القوية, و فيها تتكون مقدرات الانسان الحرفية و الفنية و تبرز علامات نبوغه.
    ليس كل ما سبق, على كل حال, مما كان مسيطرا على عقلى الغض حين كنت فى موطنى الأول. فكونى الأبن الأكبر كان الأمر الذى يشدنى بصورة كبيرة هو عندما كنت أرقب والدى و هو يقوم بتجهيز أرضى الزراعية. كان شعور امتلاكى أرض تخصنى وحدى يملأ خيالى بالاثارة و يعنى قرب موعد تركى رعى الأغنام لأخى الأصغر الذى بدأ يتعلم العمل. و أثناء تجهيز والدى للأرض الزراعية كنت ما أزال أقوم بعملى الثابت فى رعى الأغنام, و بصحبة اثنين من الصبية الذين يقيمون بجانب منزل والدى كنا نتجول باغنامنا الى مسافات تبعد بأميال عن دورنا, حتى أصبحنا نألف عدة مناطق من بلادنا.
    انه فى هذه الجولات الطويلة مع زملائى حدث أن و قعت ضحية لصائدى العبيد. فعندما كنا نرعى أغنامنا فى منطقة تقع بين جبلين, راينا رجلين متجهين نحونا, فقاموا بسؤالنا عما اذا كان لدينا أغنام لهم. و هذا من الأسئلة المعتادة فى تلك البلاد. و كانت اجابتنا بالطبع النفى, و لكنهم كانوا استخدموا هذه الخدعة عمدا لصرف انتباهنا بعيدا عن الاشتباه بهم. و لما كنت الأقرب الى الرجلين قبضا على باحكام و سحبانى بالقوة غصبا و رغما عن مقاومتى. و بينما استمريت فى مقاومتهما, انتقى أحدهم غصن أخضر و الهب به ساقى حتى سالت منهما الدماء. و بعد تقدمنا لعدة أميال و صلنا الى منزل حيث تم ربط يدى و رجلى معا بحبل و ألقى بى لأنال قسطا من الراحة. اليوم الثانى و قبل شروق الشمس قام السيد القاسى بفك قيد اقدامى و وجهنى لأمشى فى اتجاه معين بينما ظل هو يتبعنى و فى يده سوط طويل. بخوفى و رعبى ذاك قدرت أنه ليس هناك ما يمكن فعله, فأما أن أنفذ ما يطلب منى و الا فالعذاب فى انتظارى. و بالطبع فضلت ان أنفذ ما يطلب منى, لقد كانت معاملة فى غاية الوحشية لطفل فى الثامنة من العمر. ثم واصلنا قبل شروق الشمس مسيرتنا حتى منتصف النهار حيث و صلنا قرية أخرى. و قد كان اسم هذه القرية " تقلا". فى قرية "تقلا" هذه تخلص منى السيد المتوحش و عاد من حيث أتى.
    عند دخولى الى منزل سيدى الجديد, لدهشتى الكبيرة وقع نظرى على وجه مألوف لدى, انها البنت التى التقيت بها قبل أسابيع قليلة مضت. لقد و قعت هذه المخلوقة المسكينة أيضا فى الأسر قبلى بايام قليلة. هذه البنت التى تدعى "مدينة" قدمت لى النصح عند لقائنا هذا, قائلة لى أنه يجب على تنفيذ كل ما يطلب منى, مؤكدة لى أن الرجل الأبيض لن يتردد فى سلبنا أرواحنا و ان ذلك لن يكلفه أى شىء. لقد تم الاحتفاظ بنا بشكل محكم واضعين سلسلة حديدية على اقدامنا, و لم يسمح لنا الابتعاد عن المنزل أبدا. و لم نوفق فى رسم خطط هروب ناجحة رغم أننا قمنا بمحاولات لهذا الغرض. ففى احدى الليالى نجحت فى التخلص من قيود اقدامى وكنت على وشك الهروب لولا أن مخاوف و قوعى فى الأسر مرة أخرى و ما سألاقيه من عذاب حينها جعلنى أتراجع عن الفكرة. بينما كل المحاولات التى لجأت اليها "مدينة" لفك قيد أقدامها باءت بالفشل.
    و لم يمر وقت طويل حتى غادرت قافلة مكونة من تجار و مسافرين القرية. و التحق سيدنا بهذه القافلة, و بعد يوم من المسير وصلنا الى قرية حيث تخلص منا السيد بوضعنا فى بين يدى شخص آخر و قفل راجعا من حيث أتى. و بينما نحن فى هذه القرية و صلت معلومات بأن أهلنا يبحثون عنا و هم فى أشد الغضب, و عند سماع ذلك تم نقلنا الى مكان بعيد. و على عجل تم تجهيز قافلة أخرى للسفر لمسافة أبعد. و قد استغرقت القافلة مسيرة حوالى أربعة أيام من قرية "تقلا" لتصل الى مدينة كبيرة تدعى "كردفان" و التى كانت تخضع لسلطان " باشا" مصر. فى الليلة الأولى نصبنا خيمنا بجانب بئر للمياه و كنا طيلة رحلتنا لم تقع أعيننا على منزل واحد فقط. اليوم التالى واصلنا رحلتنا حتى منتصف الليل حيث لاحت لناظرنا بعض الأضواء البعيدة التى و صلنا اليها و أسلمنا عندها أنفسنا الى الراحة. هذه القرية يسميها السكان المحليين " البحر" أو كما نراها على الخرائط تحت اسم "الأبيض".
    ان سكان هذه القرية هم أناس فى الامكان تمييزهم من وسط آلاف الشعوب الأخرى. انهم متعلقون بدرجة كبيرة بالجواهر, فتراهم يعلقون حلقات فى فتحات أنوفهم و كذلك آذانهم. و عوضا عن ركوب الحصين أو الحمير أو الجمال تجدهم يركبون العجول و الثيران, التى هى الأخرى تعلق حلقات فى فتحات أنوفها و عليها يربط اللجام. أقمنا أيام قليلة فى هذا المكان الذى حظينا فيه بالكرم الصادق من سكان القرية الذين كانوا طيبين بصورة غير معهودة. و خلال اقامتنا هذه فى القرية تم أخذنا أنا و "مدينة" الى معسكر "الأتراك" الذى لم يكن يبعد كثيرا عن القرية, حيث تم اخضاعنا لفحوصات مختلفة. و أول أمر طلب منا هناك هو أن نخرج السنتنا, ثم أن نظهر أسناننا. و خضعت شفاهنا الى فحص دقيق أيضا. و بعد انتهاء هذه الفحوصات تم اعادتنا الى مخيمنا مرة أخرى. اليوم التالى انضم سيدنا الى "الأتراك" الذين كانوا عائدين الى "كردفان", و عرفنا بذلك أن قدرنا تأكد باننا لن نعودة الى موطننا و أهلنا مرة أخرى.

    يتبــــــــــــــــــــــع ...

                      

04-01-2004, 03:42 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)


    فى خلال يومين و صلنا الى و جهتنا, و هناك تخلص منا سيدنا الى أحد " العرب", الذى لم نبقى معه سوى يومين أو ثلاثة ايام. و من هذا " العربى" و قعنا بين يدى أحد الأتراك. و بينما كنت مع السادة الثلاثة السابقين لا أقوم بأى عمل, فقد كان هذا السيد " التركى" يجد عملا لكل شخص. و كل ما يمكن أن أشهد له به عن سلوكه الشخصى, أنه كان أقسى و أبشع انسان يمشى على وجه الأرض.
    فباعتباره قائد فرقة عسكرية "للأغا", فان جنوده كانوا يلقون على يديه أكثر المعاملات وحشية. فى واحدة من المرات أقتيد الى مكتبه أحد الجنود لارتكابه خطأ بسيطا, فتولى السيد مهمة عقابه بنفسه, فأمرا أربعة رجال للامساك به ثم أخذ يضرب الرجل المسكين ضربا مبرحا حتى سالت الدماء من وجهه. و كان أيضا راعى جماله يعانى على يديه الكثير. لقد كان عملى الذى أوكل الى هو ما يمكن تسميته خادم منزلى لكل شىء. فأعمال مثل خدمة مائدة الطعام, و غسيل الأطباق, و صناعة القهوة, و الوقوف فى الجوار انتظارا للأوامر و الطلبات كانت نصيبى من العمل. أما " مدينة" فلم يمضى وقت طويل على عملها كمساعدة فى المطبخ, حتى تم بيعها الى " تركى" آخر. و لكم تألمت لسؤ طالعها و أنا أرقبها تباع لذاك " التركى", و لكم ندبت حظى لما حدث, فقد تركت من وقتها و حيدا أواجه المعاناة.
    و لكن مرور ستة أشهر على تلك الحادثة أنستى آلامى تلك. و لا حاجة لى الى سرد كل ما مريت به من تجارب مؤلمة. فيكفى أن أشير الى القليل منها. فقد كان سيدى, الذى كان على السهر على خدمته و ملازمته باستمرار, يعاقب عقابا قاسيا على أتفه الأسباب. قال لى أنه اذا حدث و نادى على فيجب أن أسمعه و البى نداءه فى الحال مهما كنت بعيدا. و فى مرة من المرات حيث قامت سيدتى بارسالى لأمر ما, قام سيدى باستجوابى عند عودتى بالسؤال : أين كنت ؟ ثم بدأ على الفور بضربى. لا فائدة أن تطلب منه انصافك, و لن يجدى معه التوسل لتهدأته أو أن تأمل بزوال غضبه بضربك. فكان أن صفعنى على خدى بعنف و تلقى خدى الآخر بصفعة مماثلة, فقدت على أثرهما الاحساس و صرت شبه فاقدا للوعى غير مدركا لما حولى, بينما ظلت الدماء تسيل من أذناى. و فى مرة أخرى, عندما قمت بتجهيز قهوة على حسب طلبه, حدث أن زدت أكوابا أكثر بقليل من العدد المطلوب. فلم يقل شيئا فى وقتها, و لكن بعد أن آويت الى فراشى تناول " الكرباج" الذى يستخدم للحصين, و دخل على و أنا لا أدرى ما يدور, و انهال على بالجلد حتى أصبحت عاجزا عن الكلام. لقد كنت مقتنعا أنه كان سيقتلنى لولا أن أحد خدم المنزل سمع صراخى فجاء لنجدتى.
    هنا يجب أن أنوه على أنه يمكن لصبى صغير أن يوقف من يؤمن بالدين "المحمدى" عن أن لا يتمادى فى انتقامه لنفسه أكثر من اللازم, و ذلك بأن يأخذ منه السوط أو أى شىء كان يستخدمه. لقد كان لأحد الخدم ذاك اليوم الفضل فى توقف سيدى عن ضربى.
    كانت المنازل فى "كردفان" كلها على ارتفاع طابق واحد. و الجزء الذى كنت أعيش فيه كان مسكونا بالموظفين الذين يعملون فى خدمة الباشا. و كان سيدى "التركى" متزوجا و لديه طفلين, و خادمتين و خادمين, و شخصى أنا. و لأن الخادمان قد شبا عن الطوق و اصبحا رجالا, فقد تم تحويلهم للتدريب مع بقية الجنود. و كان عند عودتهم مع السيد من التدريب, لابد أن تسمع سيدى يصرخ مناديا على من على بعد ربع ميل, فأعدو بكل ما أوتيت من قوة لملاقاته حيث هو, لأحمل عنه سيفه الى المنزل. هذه النماذج من المعاناة و غيرها من ما يشابهها, أعدتنى لمهمة لاحقة, فقد جعلتنى أكثر قوة و تحملا للسفر عبر الصحراء.
    ان الظروف التى تركت فيها سيدى " التركى" لا تشابه فى تميزها و فرادتها الا الضرب غير المسبوق الذى كنت اتلقاه منه. ففى أحد الأيام عند غروب الشمس و عندما ساد السكون و الطمأنينة كل شىء, حضر الى منزلنا أحد " العرب" المميزين, و تم الايعاز لى ان أذهب معه للبحث عن بعض الصابون. فتركت ما كنت مشغول به و رافقت "العربى" لانجاز مهمة البحث عن الصابون المفترضة. و عندما و صلنا الى منزل الرجل, سألنى عن اسمى, ثم أخبرنى أننى أصبحت ملكا له. و قد كان ردى عليه مجرد نظرة فحسب, فقد أصبحت من قبل ذاك اليوم لا أكترث لما يفضى اليه مصيرى.

    يتــبــــــــــع ..

                      

04-02-2004, 03:25 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)





    سيدى الجديد الذى يدعى "جوبيلى", كان أحد مواطنى " دنقلا", و كان قد أتى الى "كردفان" فى رحلة تجارية صغيرة. و كان فى صحبته رجلين أحدهما يدعى "أوشمت" و الآخر " محمد" و كانا من نفس المدينة. "محمد" و هو أصغر الرجلين, كان متوحش و قاسى بصورة غير مسبوقة, فقد كان يضرب و يعذب العبيد بدون أى سبب. أما "أوشمت" فقد كان هادىء. و سيدى الجديد كان مزاجه و طباعه فى غاية الهدؤ و الاتزان مالم يعترضه احد فى أمر ما, و كان نادر ما يجلد واحدا من عبيده. و بعد أن جمعوا منا ستة عبيد بدأوا يفكرون فى الرحيل الى موطنهم, و لهذا الغرض بدأت استعدادات السفر. فجهزوا أربعة جمال و حصان و بعض الحاجات الضرورية للرحلة, ثم بدأوا يشقون طريقهم نحو النيل. لقد عرف عن هذه الرحلات فى اتجاه الشرق بخطورتها, فكثيرا ما يتعرض من يتخذ هذه الطرق من المسافرين للمجاعة و الموت عطشا و مخاطر هجوم الحيوانات المفترسة, و يكون ايضا عرضة للوقوع تحت رحمة العواصف الرملية المهلكة "Monsoons" *.
    استغرقت رحلتنا قبل أن نصل الى ضفاف النيل عشرة أيام, عانينا فى معظمها العوز و الحرمان, أحيانا من حرارة الشمس المحرقة و أحيانا أخرى من العطش الشديد. و قد كان يحدث خلال مسيرنا أثناء النهار أن لا نقدر على تحمل الحارة, مما يجعلنا نتوقف عن المسير. و مرات أخرى كان يمر علينا يوم كامل دون أن نتذوق طعم الماء. و قد مررنا بتلك الظروف بعد ان حدث أن الجمل الذى كنا نحمل عليه حافظات الماء و الذى كنت مسؤولا عنه بصفة خاصة, كان فى مقدمة القافلة, و لسؤ الحظ مر على جثة جمل آخر ملقى على الطريق. منظر الجثة و رائحتها الكريهة أثارة حفيظة جمل الماء, و كانت النتيجة أن دار الجمل على نفسه و اخذ يرقص و يقفز ثم انطلق يجرى فى خطوط متعرجة حتى تحطمت حافظات الماء التى كانت تتدلى على جانبيه, و ذلك من ارتضامها المتكرر بألأخشاب المثبتة على السرج. و لكن الحظ لم يدر لنا ظهره تماما ذلك اليوم, فقد أتينا فى المساء على آبار ماء حيث تذودنا بالماء و اخذنا قسطا من الراحة فى الليل. و من هذه النقطة واصلنا مسيرنا الى ضفاف النيل و نصبنا خيامنا فى وادى " سنار" على مقربة من المدينة.
    قام سيدى بتركى فى المخيم مع الرجل العجوز و أثنين من العبيد و جمل, و اخذ معه "محمد" و بقية ملحقات القافلة ثم انطلق الى مدينة "سنار". و هناك بقى لمدة اسبوعين. و فى هذه الفترة كان لدى القليل من ما يشغلنى, لذلك طفقت أتجول هنا و هناك دون أدنى خوف من الوقوع مرة أخرى فى أيدى أحد صائدى عبيد. و كان الوادى فى تلك الفترة فى قمة ريعانه, فالأجشار تكسيها خضرة متعددة الألوان, و الحشائش و الأعشاب و الأزهار كانت فى قمة جمالها, باختصار كان كل شىء فى غاية الروعة و الجمال, بدا فيها كأنما الطبيعة تناقض و تعاند بشاعة و قبح العالم. و قد حدث ذات مرة أن ذهبت الى ضفاف النيل حيث شاهدت شيئا غريبا يتحرك على سطح الماء له قطعة قماش ضخمة مملوءة بالهواء حسب ما اعتقدت. و كنت ممسكا بسطل فى يدى كان على أن أجلب بعض الماء فيه, و لكن عندما رأيت هذا المشهد الغريب يتقدم نحوى القيت بالسطل و أطلقت لساقى العنان, الى أن وقفت أمام الرجل العجوز فى المخيم و أنا لا أكاد التقط أنفاسى المتقطعة. و عندما شرحت له ما رأيت من مشهد غريب, قام بتأنيبى تأنيبا قاسيا ثم قال لى أن ما رايته انما كان مركبا شراعيا, و أنه لا يؤذى البشر بدليل الناس الموجودين على متنه. فقفلت راجعا الى السطل الذى القيته. لقد كانت هذه أول مرة فى حياتى أشاهد فيها مركبا.
    و صل سيدى بعد هذه الحادثة مباشرة من "سنار", فبدأنا استعداداتنا للرحيل مع عدد آخر من التجار قادمين من المدينة و متجهين الى "دنقلا". لقد كان هؤلاء التجار لا يملكون عبيدا, و لكن كان عندهم عدد كبير من الجمال و الحصين و الحمير, تشكل معا قافلة فريدة من نوعها. و لمدة ثلاثة الى أربعة أيام أخذنا نشق طريقنا على ضفاف النيل, كان دليلنا فيها اعرابى من المنطقة. و فى نهاية تلك الفترة بدانا استعداداتنا للرحلة عبر الصحراء الليبية. و هنا تركنا دليلنا الاعرابى و قفل راجعا الى دياره لنسير بعدها بمفردنا. و قد حرمت تماما فى هذه الرحلة من ركوب أى من جمال القافلة, فقد كنت مازلت مرتبطا بقيادة صديقى القديم جمل الماء الذى تحول حينها الى مستشفى. ذلك أن احدى الرقيق أصبحت مريضة بورم خبيث بين فخذيها و صارت لا تقدر على المشى, بالنتيجة كان على قيادة الجمل الذى ركبت عليه المرأة المريضة طوال ما يقارب الشهر بينما كنا نسير عبر الصحراء. و قد بدأت حالتها شيئا فشيئا فى التدهور الى أن ماتت, ثم تم دفنها فى الرمال دون تكفينها أو القيام بأى تجهيزات أخرى, بل دون رثائها أو زرف مجرد دمعة واحدة فقط على رحيلها. هكذا هى بشاعة تجارة العبيد. مازلت أذكر جيدا ذلك المساء الذى فارقت فيه تلك المسكينة الحياة. كانت الشمس فى طريقها الى المغيب, و السماء التى اكتست لونا لازورديا بدت بسكونها و خشوعها ذاك كمن تشهد على تلك النهاية المحزنة, بينما ظهر كل ما أحاط بنا فى هيئة عبوسة كئيبة انعكست على كل نشاطنا. و كان فى ذاك اليوم قد تم ارسالى الى مؤخرة القافلة, حين شاهدنا رفيقى فى العبودية يترنح و يتمايل على سرج الجمل الذى و ضعت علية المريضة, و عند سقوطها من على الجمل أعلنت وفاتها على الفور. لقد كانت فتاة فى عمر الزهور من مواطنى "دارفور".

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * "Monsoons" هى عواصف قوية تحمل الرمال التى تكون سببا فى دفن المسافرين عبر الصحراء الشرقية أحياءا.


    يتبـــــــــــــــع ...
                  

04-02-2004, 08:18 PM

Shao Dorsheed

تاريخ التسجيل: 06-12-2003
مجموع المشاركات: 1083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    up
                  

04-06-2004, 09:53 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Shao Dorsheed)



    لقد جعلنى موت هذه الفتاة المسكينة مسؤولا بصفة دائمة عن الجمل خلال الفترة المتبقية للرحلة. و خلال هذه المرحلة أصبحت محبوبا و مفضلا لدى سيدى, حيث فى احدى المرات كسر عصاه التى يتوكأ عليها فى ظهر أحد العبيد لأنه احتل مكانى على سرج الجمل. مدفوعا بالأسف فيما بعد طلب منى سيدى أن لا أخبر أحدا عن الكفية التى كسرت بها عصاه. بعد الضجر و الملل الذى أصابنا من طول الرحلة, كنا فى غاية السعادة حين لاحت لنا "دنقلا العجوز" الأمر الذى يشير الى قرب نهاية دحلتنا.
    "دنقلا العجوز" تقع على ضفاف النيل, و ما يميزها بقايا أطلالها. اقمنا هنا لفترة و جيزة لنستعيد بعض قوانا, و من ثم تقدما الى "دنقلا الجديدة" مع محازاة النيل. و بعد بضعة أيام و صلنا الى ديارنا, و عند و صولنا تفرق السادة كل منهم آخذا معه نصيبه من الغنائم. "أوشمت" الأكبر سنا أخذ معه عبدين و جمل, "جبيلى" أخذ معه ثلاثة عبيد محسوبا معهم الفتاة التى ماتت فى الصحراء, و "محمد" حصل على المتبقى من الغنيمة. و لم تمر أيام قليلة كنت مقيما فيها مع سيدى فى داره حتى قام والد "محمد" بشرائى. كان والد "محمد" و والدته كبار فى السن, و أرادانى أن أبقى معهما حين يذهب ابنهما الى العمل. و لكن حين أبدى جارهم الملاصق لمنزلهم رغبته فى أن أعمل معه فى متجره قاموا ببيعى له.
    لم أشعر بالارتياح لسيدى الجديد كما كنت مرتاحا للسيدين السابقين, حيث أنه كان يعامل عبيده بقسوة. و قد حالفنى الحظ كثيرا فى تجنب الضرب الذى كان يتلقاه الآخرين. و كان عندما أخذنى الى داره قدم لى بعض اللحم, و بعدها مباشرة أخذنى الى متجره على بعد نصف ميل من المنزل. و كان يتاجر فى كل أنواع البهارات و الصمغ من منتجات البلاد. و يقع متجره فى سوق "دنقلا" ذو "البرندات" ذات الأقواس بين عيادة طبيب و محل جواهرجى. و كان هناك بالاضافة لى صبى آخر يزين مدخل المتجر يدعى "سلامة". أصبحت و "سلامة" أصدقاء حميمين, و كثيرا ما نذهب للعب معا بجانب شاطىء النيل.
    بعد أن اقفل المتجر أبوابه ذات مساء سحبنا أقدامنا كالعادة الى شاطىء النيل, و كم كانت دهشتى كبيرة حين وقع نظرى من على البعد على بنت بدا لى من الوهلة الأولى أننى أعرفها. و عندما اقتربت وجدت البنت التى تقف أمامى ما هى الا صديقتى القديمة "مدينة". و قف "سلامة" مزهولا حين سمعها تنادينى بأخى. و لكن بشرح مقتضب من جانبى زالت حيرته. أخذتنا "مدينة" الى منزل سيدها, و عرفتنا برفاقها, و لكن لضيق و قتنا كان علينا أن نغادر و نصل لدارنا بأسرع ما يمكن, واعدين اياهم بتكرار الزيارة لرؤياهم. و هذا وعد لم أتمكن من الايفاء به مع "سلامة", "فسلامة" تم بيعه بعد تلك الزيارة بفترة وجيزة.
    و كان قد حدث بعد تلك الزيارة بايام قليلة أن عثرنا أنا و "سلامة" على مسدس و بعض البارود فى المتجر. و دفعنا فضولنا الى تعبئته و تعميره. و لأننى لأول مرة فى حياتى أحمل مسدسا, تركت "سلامة" يقوم بتجربته أولا. الذى توجه الى الشباك موجها فوهته الى الخارج ثم أطلق النار, و قام بتعبئته مرة أخرى مقدما اياه لى لآخذ دورى فى التجربة. و عوضا عن اتباعى لنفس المحاذير التى اتخذها "سلامة", حدث أن أطلقت النار داخل المتجر, فانتشرت رائحة بارود قوية فى "برندات" السوق. الأمر الذى حمل الجيران الى فحص كل الأمكنة بكل دقة فتوصلوا الى أن الرائحة القوية تنبعث من متجرنا. و بالنتيجة قبضوا على "سلامة" و كانوا على وشك ضربه لولا انه القى اللوم على. فلم أجد أمامى من مخرج سوى أن أطلق لساقى الريح, و لكن ساقى لم تسعفانى لتجاوز جموع المطاردين فى "برندات" السوق ذات الأقواس, و كانت النتيجة و قوعى فى قبضتهم و الحصول على "علقة" ساخنة لم يكن من السهولة نسيانها خلال فترة و جيزة. و من حسن الحظ أن سيدنا كان بعيدا عن المتجر خلال تلك الأحداث, و على عكس توقعاتنا كان رد فعله مجرد الضحك حين تم اعلامه بما دار منا فى غيابه.
    عقب ذلك مباشرة أدرك سيدنا أنه ليس من الحكمة الاحتفاظ بكلينا فى المتجر, و بالنتيجة قام ببيع صديقى "سلامة" و أصبحت مجبرا على العمل وحيدا وسط البهارات.


    يتبــــــــــــــع ...
                  

04-07-2004, 02:39 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)



    تمكنت من تسجيل زيارة أخرى "لمدينة", التى كانت تخصنى باستقبال خاص, و كانت الزيارة فرصة أخرى لنا لنسترجع زكريات تاريخنا المشترك. فاكتشفت أننى كنت فى وقتها فى حوزة سيدى رقم سبعة, بينما كانت "مدينة" قد وصلت الى سيدها الخامس. و لأننا فى لقاآتنا لم نكن على يقين أن نلتقى مرة أخرى, فقد كنا نودع بعضنا البعض كما لو أنه لقاءنا الأخير, و فعلا قد كان وداعنا فى هذه المناسبة. فبعد يومين أو ثلاثة أحضر سيدى رجلا الى المتجر, الذى قام بكل حرص بفحصى باسلوب تجار الرقيق, و بعدها طلب منى الذهاب معه باعتباره سيدى الجديد.
    و بدون أن يسمح لى بتوديع زملائى فى السكن, أجبرت على الغاء كل شىء و الذهاب معه.
    "همت خضر", اسم السيد الجديد, كان صاحب ملامح وسيمة, و هو مواطن من "بربر", أو كما يطلق عليهم السكان المحليين "بربرى". و هى بلد يحتل قطعة أرض صغيرة فى برارى مصر العليا, و يسكنها جنس لطيف من الناس, الذين كرسوا حياتهم بشكل أساسى لأعمال الفلاحة. أمسك "همت خضر" بيدى و قادنى عبر شوارع "دنقلا" الى ضواحى المدينة. حتى وصلنا الى منزل أخيه الذى يقع على بعد بضعة أميال خارج المدينة حيث كان اثنين من أبنائه فى انتظارنا. ثم وضعت فى غرفة وجدت فيها اثنين من العبيد يجلسون, و سرعان ما انخرطت معهما فى حوار. كان أحدهما ولد من "دارفور", و الآخر بنت من "سنار". لقد كان سيدنا يقيم مع أخيه تحديدا من أجل جمع العبيد, حيث تبعد بلاده عن "دنقلا" مسافة مسير شهر فى اتجاه "القاهرة", و هى قرية صغيرة يطلق عليها السكان المحليين "كورتى". بعد أن جمع ثلاثتنا رأى هو أبنائه أن وقت العودة الى بلادهم قد حان و أخذوا يستعدون من أجل ذلك.
    بدأنا رحلتنا فى صباح يوم حيث كانت الشمس تسطع بأشعتها على حقول القمح الخضراء مصبغة اياها بزخرفة مضيئة, و شقينا طريقنا الى أن وصلنا أراضى صحراوية. قبل أن أغادر "دنقلا", عندما سمع سيدى القديم "جبيلى" بأن أحد التجار المسافرين قد ابتاعنى, جاء اليه يخبره عن شخصيتى بأننى رفيق ممتاز فى السفر, و حكى له عدة مواقف تؤكد صدق ما ذهب اليه حتى يقتنع سيدى الجديد. لهذا السبب عهد الى بأحد الجمال. و بعد مرورنا بمصاعب السفر المعهودة, وصلنا الى "كورتى".
    ان ما لقيه سيدى من استقبال بمقدمه من هذه الرحلة كان فوق الوصف. جاءت زوجته تقبله و دموع الشوق تترقق فى عينيها, و بنته تقفز لتتعلق بعنقه, و الجيران يسلمون عليه بحرارة مبدين ترحيبهم بأروع ما يكون. و قد كتبت فى ذلك قصيدة صغيرة قلت فيها:


    THO' LOST TO SIGHT, TO MEMORY DEAR.

    How can the mother's eye
    Part with the children whom she bore;
    Her sons are called, they'll not deny,
    To serve on some far distant shore.
    Swift time may soar on lofty wing,
    With patience yet she'll stand and bear;
    She know they're gone to serve their king,
    "Tho' lost to sight, to memory dear."

    How can the loving husband's eye
    Look from the wife he holds so dear:
    She soon his secrets does descry,
    He tells them all without a fear.
    But business calls him soon apart,
    From her he holds so dear and near;
    He near forgets her from his heart,
    "Tho' lost to sight, to memory dear."

    But how can mark the sacred glance,
    Tow lovers bear when doomed to part;
    They part for months, for years, perchance,
    Far from those scenes which cheer the heart.
    They wait fair fortune's future day,
    In hopes to meet some distant year;
    Tho' parted far, true love can say,
    "Tho' lost to sight, to memory dear."

    Let such as court daer freindship's path,
    Pass happy days with friendship here;
    Let all forget the way warth,
    In mutual love let all adhere.
    Let those who cherish in their harts
    The thoughts - - "Tho' absent, ever dear,"
    Remember that although they part,
    "Tho' lost to sight, to memory dear."


    يتبــــــــــــــــــع ...
                  

04-07-2004, 03:34 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    راجعة
                  

04-08-2004, 01:39 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: عشة بت فاطنة)



    كان الموعد الذى يذهب فيه تجار الرقيق الى "القاهرة" لبيع محصولهم من الرقيق لم يحن بعد, و عليه كان علينا الاقامة فى "كورتى" لمدة ثلاثة شهور, و هى الفترة التى أوكل الى فيها عمل أشياء مختلفة. بادىء ذى بدء تم ارسالى للعيش مع أحد أصدقاء سيدى, الذى وجدت لديه معاملة كريمة الى حد كبير. و عنده كان على الاهتمام بعدد من الأبقار, بينما كان ابناءه الاثنين يذهبون للعمل فى الحقل الذى يبعد نحو ثلاثة الى أربعة أميال عن المنزل. و عندما تزوج سيدى زوجة أخرى تقطن على بعد ستة أميال من "كورتى", سرعان ما تم نقلى للعيش معها. ففى كثير من دول الشرق و بالذات "مصر" لا يقتصر الرجل على امرأة واحدة, بل يستطيع أن يحتفظ بأكثر عدد ممكن من النساء على قدر ما تسمح له امكانياته. و كان زواج سيدى الأخير سببا فى ظهور مشاعر الغيرة لدى زوجته القديمة. و قد كان مقيما بصفة رسمية فى منزل زوجته القديمة, و عندما كانا يلتقيان كان لابد أن تنشب بينهما مشادة حول أمر ما.
    فى احدى المرات حين تم ارسالى اليها ببعض شوالات القمح التى كنت أحملها على ظهر حمار, لم تتركنى زوجته أقوم بافراغ الشوالات, الأمر الذى جعلنى أقف نصف النهار فى انتظار قدوم سيدى. و عند مقدمه أتى الى و سألنى: لماذا لم تفرغ الشوالات ؟ فأخبرته بالسبب, و بعدها مباشرة دلف الى البيت لتبدأ المشادة المعتادة. تجمع الجيران حول المنزل, و حاولوا منع المشادة, و لكن و جدوا صعوبة كبيرة فى تهدئة سيدى الذى كان قد وصل عنده الغضب درجة عالية. و بعد أن كسر عددا كبيرا من الأشياء استطاعوا أن يخرجوه من المنزل, و فى نفس الوقت تمكنت أنا من افراغ الشوالات و العودة الى المنزل. و قد عاد أيضا سيدى الى زوجته الجديدة, و لم يعد مرة أخرى الى "كورتى" حتى موعد مغادرته الى "القاهرة" بأيام قليلة.
    رست سفينة الرقيق فى موسمها المحدد على ضفاف "كورتى", ثم حملتنا على سطحها. و عندما وصلت بنا الى الشلال الأول اصبح من المستحيل عليها مواصلة الابحار, و بالتالى كان علينا تغيير و سيلة سفرنا. أنشغل الأسياد بالبحث عن سفينة أخرى يشحنوا فيها معرضهم البنى آدمى المتوحش. و لهذا السبب كان علينا السفر بالبر و النوم كذلك فى البر, قبل أن نتمكن من الصعود الى سفينة أخرى. و قد كانت سفينتنا الجديدة صغيرة الحجم بحيث لم يكن فى الامكان استيعابها لكل الشحنة دون أن تتحطم, و فى نفس الوقت كان بعض العبيد الذين سببوا مشاكل لأسيادهم لأصابتهم بالأمراض أن تم مكافأتهم بحصولهم على "علقة" محترمة.
    بعد مرور اسبوعين, رسونا على بعد بضعة أميال عن "القاهرة", و ذلك حتى نقوم بتجهيز أنفسنا ليبدو مظهرنا نشطا و فى أروع ما يكون قبل دخولنا الى المدينة. و من هذا المكان أمرنا أن نسير فى تشكيلة مارش عسكري. فاصطف العبيد من كبار السن فى الطليعة, بينما أنا و معى بقية الصبيان سرنا فى المؤخرة, فى الوقت الذى كان فيه الأسياد يسيرون بانتظام على جانبينا. و عند وصولنا الى مدخل المدينة الملكية, تم تعدادنا كلنا بواسطة شخص تم تعيينه خصيصا لهذه المهمة, و الذى وجد أن عددنا يبلغ أربعين بالاضافة الى عشرة أسياد. و مباشرة بعد تعدادنا أخذ كل سيد عبيده و انفصل.
    سيدنا أخذنا الى أحد معارفه حيث من هناك شرع فى بيعنا واحدا تلو الآخر, و لكن لم يتم له انهاء عملية بيعنا هذه الا بعد مرور شهرين كاملين, كنا خلالهما نؤخذ بانتظام لنعرض فى سوق العبيد حيث يأتى المشترين لينتقوا و يحملوا. الكبار فى السن تم اختيارهم و اختفوا بسرعة, بينما بقي صغار السن من الثروة الحيوانية معروضين لفترة طويلة فى السوق. بعد مرور شهر انتقل سيدنا الى موقع آخر من المدينة بجانب ثكنات "القاهرة".
    فى هذا المكان كنت تشاهد أشخاص هنا و هناك من أهل سيدى يعملون فى خدمة "الباشا", و كانت مهمتهم حراسة بوابة مصنع لانتاج مختلف السلع. و قد تركنى سيدى فى هذا المكان و غادر, و لكن الى أين ؟ هذا مالم أكن أعرفه.
    و بعد أسبوع أو عشرة أيام عاد الى و أخذنى الى مكانى القديم, ... سوق العبيد, حيث قام ببيعى فى التو.


    يتبـــــــــــــــــع .....
                  

04-10-2004, 05:05 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    الاخوة والأخوات.

    هل تعرفون من هو إستنسلاوس عبد الله بساما؟

    دينق.
                  

04-10-2004, 08:51 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Deng)

    .. "دينق" ..

    ليس لدى علم بالمذكور. يبدو أنه صاحب قصة مشابهة لقصة "سليم". الرجاء افادتنا ..
                  

04-10-2004, 10:53 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)


    الاخوة والاخوات

    قصة المرحوم استنسلاوس عبدالله بساما مشابهة كثيراً لقصة أغا.
    المعروف عن استنسلاوس عبدالله بساما أنه احد الساسة الجنوبيين المخضرمين, وهو مؤسس الحزب الفيدرالي لجنوب السودان. ولقد كان وزير الموصلات في أول حكومة وطنية ممثلاً للجنوب. قصة استنسلاوس عبدالله التي حكاها لي قبل وفاته وأنا كنت في سن صغير جداً أذكر منها أنه أصلاَ من أقليم دارفور, قبض عليه مجموعة من التجار الشماليين وأوثقوه بالحبال ثم أخزوه بشاحنة لوري وفي أثناء الطريق قرر التجار المبيت في أحدى القرى. في أثناء الليل سمع استنلاوس التجار يتحدثون عن ماذا يفعلون به, لقد سمع أحدهم يقول" العبد ده لازم نخصيه ونقطع عرقوبه لكي يخدم مع الحريم" عندما سمع استنسلاوس هذا الكلام جن جنونه وتخلص من الحبال ثم هرب جنوباً لمنطقة واو وفي واو ألتحق بالإرسالية الكاثوليكية هناك وتم تنصيره وتعميده كمسيحي. ولقد قام بعد ذلك بدراسة علم اللاهوت. ثم صار بعد ذلك من ألمع رجال الخدمة المدنية في السودان, وعمل بالسياسة بعد ذلك وصار أحد السياسيين الذين يمثلون ويدافعون عن قضايا جنوب السودان, رغم كل ما عاناه الرجل في حياته من الشماليين لكنه كان أحد الذين يدافعون على وحدة السودان في ظل الكونفديرالية, ولقد كان رأيه صريحاً بذلك في مؤتمر جوبا 1947م. لكن بعد حكومة الاستقلال نكص الاخوة الشماليين بوعدهم وتم إيداع عدد كبير من الساسة الجنوبيين السجون ولقد كان منهم استنسلاوس عبدالله بساما.

    Deng.
                  

04-10-2004, 11:12 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)



    الاخوة والأخوات.

    كان استنسلاوس بساما من ضمن الذين أهداهم دكتور منصور خالد كتابه الاخير"السودان أهوال الحرب.. وطموحات السلام".
    كتب دكتور منصور: ستنسلاوس عبدالله بساما: نشأ في بيئة إسلامية(دارفور), وحفظ القراّن في خلاويها, ثم إسترقهُ, وبقى في رقه الى أن حرر فرعاه في بحر الغزال المبشرون ونصرونه. تلك الرحلة القاسية لم تبق في نفس الرجل غيظاً عندما جاء الاستقلال, فالمغيظ يتشفى. كان بيساما في طليعة الدعاة لوحدة الشمال والجنوب ولاحترام ديانات أهله وأعراقهم على اختلافها, وكان يعبر عن رأيه بعربية فصيحة يغذيها بكلام الله. هذا الرجل الذي كظم غيظه, وعفى عن الناس, وعَرىَ عن كل ملامة, طرد من الوزارة وأودع السجن لدفاعه عن الوحدة الفيدرالية.
    صفحة الإهداء

    Deng
                  

04-10-2004, 11:57 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Deng)

    شكرا ليك اخي دينق على المعلومة ، ويا ريتنا نجمع كل هذه القصص التى تحكي هذا التاريخ المشين لتظل اسماءهم رمزا للحرية في شوارع للحرية في ارض الوطن حتى تعرفهم الاجيال جيلا بعد جيل ، هذا اذا تحرر الوطن طبعا من العسكر ي ابطاقية الذي مازال يقتل ويذبح ف يالابرياء والاطفال
                  

04-11-2004, 00:48 AM

farda
<afarda
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: عشة بت فاطنة)

    *


    عشة بت فاطمة
    أتابع مداخلاتك بإنتظام ، واهتمام... فهل لي أن أطلب منك الكتابة دون استخدام الخط المائل (italics)؟ قراءته صعبة و"بتزغلل" العين! ربما بإمكانك أن تسخدمي الـBold size
    طناش... شكراً على ترجمة هذا الكتاب المهم ، اردت فقط أن اقول أننا نتابع...
    شكراً دينق ، والمتداخلين/ــات أعلاه



                  

04-12-2004, 04:06 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: farda)

    .. تشكر يا "دينق" على التنوير ..

    و هكذا و نحن نبحث بعيدا عن قصص نفضح بها بشاعة تجارة الرقيق فى السودان, نجهل تماما قصص فى نفس المجال تلامس حد الخيال عن زعماء سياسيين سودانيين بين ظهرانينا.
    استحيت من نفسى حين بان لى جهلى برجل سياسى سودانى عظيم فى قامة "استنسلاوس بساما".
    ان قصته لا تفضح فقط بشاعة سلوك الاسترقاق عند ما يسمى "بالشماليين", و انما تفضح "فرية" الدونية المعشعشة فى أذهانهم, ف"استنسلاوس بساما" كشف عن شخصية سياسى وطنى محنك صاحب بعد نظر استراتيجى, لم تتح له عقلية "العربسلام" العنصرية أن يسهم بامكانياته هذه, باعتباره مواطن سودانى, فى تجنيب ملايين السودانيين من المصير الذى حالفه الحظ فى الافلات منه, ليبرز لاحقا بعيدا عن ذاك المصير كسياسى بارز.
    يبدو أنه, للتركة الثقيلة, لن يسعفنا العمر فى الالمام بمآسى الرق فى السودان.
                  

04-12-2004, 04:08 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)



    كان سيدى رقم تسعة "جنتلمان" أوروبى يدعى " P….. ". و قد عشت مع السيد " P…. " لمدة أسبوعين فقط, حيث سرعان ما تم أرسلى تحت أمرة أحد "الأتراك" الى "الاسكندرية". و كان السيد التالى الذى و قعت فى يديه هو القنصل البريطانى فى "مصر", و يدعى "R…. T…., Esq.". شعرت بالضياع حين وقعت فى أيدى "جنتلمان" "بريطانى", فقد كونت فكرة سيئة مسبقة عن المسيحيين من الكثير الذى سمعته عنهم من المسلمين. و على عكس توقعاتى وجدت معاملة على مستوى عالى من الرأفة و الرحمة, و حصلت على تدليل و تساهل لم أعرفه من قبل. و قد توج ما كنت فيه من سعادة الجهد المضنى الذى اتخذه السيد "L...", ابن زوجة سيدى, على عاتقه فى تعليمى القراءة و الكتابة. و عندما و جد أنه من المستحيل أن يقوم بتدريسى بنفسه, أوكل المهمة الى مدبرة المنزل السيدة " S...". و قد شعرت بالكثير من السرور و الرضا بهذه المعاملة الجديدة, و توقعت التعرف على أشياء عظيمة من ورائها. و لم يفت على السيدة "S….", التى تولتنى بالاهتمام الكبير, أننى كنت أشعر بالارتياح و الرضا.
    و بعد مرور أربعة أشهر, عندما بدأت أفقد ملامح ثقافتى الأفريقية و التحول نحو نمط السلوك الأوروبي, أبحرت الأسرة الى أعلى النيل نحو الشلال الأول, و فى صحبتهم كنت أنا و السيدة "S…." و خادم "ايطالى" يدعى "جاكومو". و كان الشلال الأول على بعد 400 ميل من "الاسكندرية". و قد استغرقنا شهرا كاملا فى الذهاب و المجىء من و الى الشلال, و كان الموضوع الذى يجد اهتماما خاصا من الأسرة فى هذه الرحلات هو المبانى الأثرية التى مازالت أطلالها باقية. على الضفة اليسرى من النيل و على مسافة معينة من "القاهرة" كانت الاهرامات المصرية تقف مشكلة مشهدا عملاقا فى شكل جبال صغيرة. هذه الاهرامات و صروح عديدة أخرى تم بناؤها فى العصور الموغلة فى القدم, عندما ازدهرت الدولة المصرية تحت قيادة السلالات الوطنية الحاكمة. و وقتها كانت البلاد ترزح تحت طغيان حكم نائب ملك مستبد.
    ان سكان "مصر" الأصليين كانوا شعب هادىء و مسالم, يبدون أكثر سمرة من المنحدرين من "اسماعيل", و كانوا مازالوا يكرسون وقتهم فى الاطلاع, كما لو أنهم لم ينسوا الميول الطبيعية النبيلة لأسلافهم. لقد وصل فن المعمار الى أقصى انجازاته على يد المصريين قبل ثلاثة آلاف سنة من ميلاد المسيح. كانت الأطلال منتشرة فى طول و عرض البلاد. و كان هناك العديد منها فى الشلال الأول, حيث مشهدها مجتمعة مع الشلال كان يشكل أروع المناظر الرومانسية التى يمكن تخيلها. و فى طريق عودتنا الى ديارنا من تلك الرحلة زارت الأسرة مدينة "طيبة" و مناطق أثرية أخرى. و عند وصولنا الى "الاسكندرية" قام سيدى مع السيد و السيدة "L…." بالاستعداد الى رحلة أخرى. و مصطحبين معهم السيد و السيدة "S…." استقلوا الباخرة الى "مالطا". و قد كانت هذه أول باخرة أستقلها فى حياتى, و كنت شغوفا بمعرفة كيف تبحر الباخرة من غير شراع. و قمت بالاستفسار عن ذلك من أحد البحارة الذى قام بشرح كل الغموض بالقول أنها تسير على عجلات.
    بعد خمس أيام و ليالى فى عرض المتوسط وصلنا الى "مالطا" الجزيرة الرائعة التى كانت تحت الحكم البريطانى. و أثناء وجودنا فى الحجز الصحى قام سيدى بارسال السيد و السيدة "S…." الى باخرة متجهة الى انجلترا, بينما بقينا نحن فى هذا المكان ثلاثة اسابيع قبل أن ندخل الى المدينة. لم يكن يسمح للأجانب الدخول الى "مالطا" دون قضاء فترة محددة فى الحجز الصحى. و بانتهاء فترة حبسنا فى هذا المكان, ذهبت الأسرة الى المدينة و بقيت فترة قصيرة هناك ثم أبحرت الى "مسينا" فى "صقلية", و لكن البحر ذاك اليوم كان مضطربا الى الحد الذى أجبر الباخرة الصغيرة الى العودة الى "مالطا" مرة أخرى.
    و كنت مستغرقا فى النوم تلك الليلة و لم أكن أعى بأحداث عودتنا الا فى الصباح. و عندما صعدت الى سطح الباخرة علمت ان الأسرة قد ذهبت الى الساحل أثناء الليل, ثم أخبرنى البحارة الذين كانوا كلهم "مالطيين" أنهم ينوون تعويض أنفسهم عن ما قدموه من عمل للأسرة بامتلاكهم اياى. فأخذت أبكى و أبكى, و لم يهدأ لى بال الى أن أكدوا أنهم يكذبون على. فقدموا لى افطارا, و قام اثنان منهم, اللذان يبدوان قد تلقيا تعليمات مسبقة, بأخذى الى سيدى.
    و بعد فترة وجيزة, أبحرنا مرة أخرى الى "مسينا" على باخرة أكبر حجما, و بعد ابحارنا لمدة يومين وصلنا بالسلامة الى المكان الذى بحثنا عنه طويلا. فى "مسينا" كان فى انتظارنا صهر سيدى السيد "H…. T…." الذى أقلنا الى منزله. و هنا أقمنا لفترة ثم انتقلنا الى "نابلس" حيث ترك سيدى هناك السيد و السيدة "L….", ثم توجهنا الى انجلترا. بعد أن تركت الباخرة "نابلس" أبحرت ليلة كاملة و فى الثانية عشر من صباح اليوم التالى رست بنا فى "ليغورن" حيث تناولنا وجبة الغداء على شاطىء البحر. و عندما وصلت بنا الباخرة الى "جنوه" قام سيدى برحلة داخل الجزيرة فى محاولة عبور للقارة ليبحر بعد ذلك عبر القناة الى انجلترا. و لتنفيذ ذلك تحصل على عربة من "جنوه" الى "ميلان". و فى ضواحى "ميلان" التقى سيدى بالسيد "J….", أخ آخر لزوجته. و بعد البقاء لفترة وجيزة هناك توجهنا الى انجلترا. السيد "J…" ترك هو الآخر عائلته و رافق سيدى. فسافرنا عبر القارة و عبرنا القناة الانجليزية من "روتردام" الى "لندن".
    و الآن و قد دخلنا الى بريطانيا سأحتفل بهذه المناسبة بكتابة قصيدة غنائية الى الدولة التى يدين اليها كثير من أبناء وطنى باستعادتهم لحريتهم و تحرير و عيهم:



    ODE TO BRITAIN

    Srounded by the foaming surge,
    The Queen of land and see;
    For who can boast of Nelson's arms,
    Or Wellington's, as thee.

    Britain, thou land of peace and joy,
    How strong thy bulwarks are;
    Thou standest far above the world,
    And that without a par.

    All nations do thy seamen fear,
    Thy ships they see with awe;
    Allegiance, too, and homage pay,
    As e'er fair Albion saw.

    Thy vet'rans prove fatal scourge,
    To those who thee offend;
    To those who court thy shelt'ring arms,
    Pritection dost extend.

    Thou waivest high the flag of flame,
    Liberty is thy theme,
    And while the exile seeks thy shore,
    Salvation dost proclaim.

    They hail thee as the stronger's home,
    The freedom of the slaves;
    Thy motto is - - "Where'er I go,
    "The captive I will save."

    The ancient empires, what where they,
    When thus compare with thee ?
    The powers of Media, Greece, and Rome,
    Thy fame did never see.


    انتهت مذكرات "سليم أغا", يتبـــــــــع .. أشعـــاره..
                  

04-12-2004, 07:55 PM

maryoud ali

تاريخ التسجيل: 02-15-2004
مجموع المشاركات: 330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: Tanash)

    طناش
    سلامات
    من حقك علينا ان نقول شكرا، لمجهودك الدقيق في الترجمة، والجهد في انزال هذة السيرة، من اجل التوثيق والتعريف، بمواصفات الباحث الذي لا يكل،
    ارجو ان نشارك جميعنا، بالقاء الضوء على السيرة، تعليق وتحليل وشرح، ونقاش حولها،
    [RED/]
                  

04-12-2004, 08:27 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: maryoud ali)

    شكرا يا فردا وعشان حاطر نغير الخط ، وسوف اجتهد لاتعلم الخط بحجم اكبر ولون اجمل /وتسلم

    بت فاطنة
                  

04-12-2004, 10:02 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7538

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلـيم أغـا: مذكرات مسترق سودانى من غرب السودان. (Re: عشة بت فاطنة)

    الأخ تناش
    شكرآ جزيلآ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de