الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
أهل العوض في القلب..
|
الحضارة والتعليم قلمت أظافر النخوة الريفية تعبير أعجبني ووقفت في ما وراء معانيه ..وما مدى التطابق مع واقع اليوم ..وأضع أمامي قصة " أهل العوض وزجاجة العسل " التي اصبحت أشهر من نار علي رأس علم. زمان كنا نهش للقادم من الريف ونحتفي بمقدمه ونطرب ..ولا يقل الإعلان العفوي عن الكرم وحسن الإستقبال عن " خروف مدوعل" يعلق في الباب قبل ان يستلقي الضيف ويضع أمتعته التي تعج بالكثير المثير من سمن ورطب وبعض " خبيز" ويجلب كل.. حسب خيرات بلاده وموقعها والمتوفر في الريف آنذاك من خير رغيد محمل في " قفاف" يطمئن الناظر اليها بأن الخير حتما وارد معها وان القادم بها لا يحمل غير السماحة والحنين ..والحب أو كما قال الشاعر" حلاة الريده في الطيبين" ..ويا لها من ريده صافية وخالصة لله من دون غرض أو " مرض" كأمراض هذا الزمان ..يمكث هذا الضيف ..ما تثني له ونعلق به.. فنبقيه أكثر وهو ضائق بهذا " البندر " ويحدوه الحنين لموطنه الصغير ...ولكنه يبقي تحت الإلحاح ومشاعر الحب التي تطوقه منذ قدومه .. من الجميع..وهو يرفل في هذه الحفاوة والاجتهاد في توفير سبل راحته حتى يعاود أهله ..وقد تسبق الدموع الأذرع التي تلتزمه ضما ً وحباً ووداعاً .. ولنرى كيف تبدل الحال اليوم وصار..ذلك المرحب به ..مغضوب عليه ، ومهموم النازل عنده لعلاج او قضاء حاجة ملحة ..فيبدأ في ضرب الأخماس بالأسداس ..اين المكان الذي يسع وكيف " الدبارة " مع القليل الذي بالكاد يكفي ..واين الوقت ذاته الذي ينفق مع ذاك القادم من " بلدا طيرا عجم" ..واين ؟ وكيف ؟ وماذا ؟ وهل ؟ تصطرع التساؤلات وتتقافز معلنة عن حيرة ..وضيق آت ..ويتهدد البيت الآمن من " ست البيت" غالباً ..بت البندر من ذاك المتشقق الأقدام .."والذي يتلف الملاءات –الكانون الأمريكية- ويمرغ ماركتها في التراب "قاتلها الله وأفناها وهذي من عندي!!" ..فيكب الزائر " القريب" علي وجهه حزناً وألما ويدخل " في أظافره" كسوفاً ..وحياء من ظرف اقتلعه من داره الآمنة ..وبلده الحبيب ..وما ذاك الظرف إلا " الشديد القوي" .. هذه الصورة لا تعكس واقع العموم ..ولكنها الغالبة ..ويثبتها إحجام الأهل عن الحضور للمدن ..للمرض مثلا إلا حينما يشتد " ويغلب الداوآي" ..والعدد الكبير الذي ينزل في " اللكوندات" صوناً للكرامة العزيزة ..وحفظ لماء الوجه من العبوس والتقطيبة التي يقابل بها ..والتي ربما تأتي رغماً عن صاحبها " المغموم " أصلا !! هل نجد لمثل هؤلاء العذر ..من تغير الأحوال ..والظروف ..والضيق الذي اكتنف العيش " والنفس !! " مؤخراً ..وهل نحن كذلك ولا نشعر بتصرفاتنا التي تبررها .."الاعتيادية " المخيفة التي طغت علي طابع الحياة السودانية البسيطة السمحة و التي تكلست وركدت مؤخراً ..!! بدعوى التحضر والانقلاب الثقافي علي العادات والتقاليد التي في طريقها للاندثار ..والمحو وعلي طغيان الغرض والمصلحة علي كل شي ..الله ندعوه ان لا يصدق هذا الزعم ..وتعد هذه التغيرات قشور يكمن الأصل تحتها .. ويا ليتها تعود ..وتتمثل في أرض الواقع ..وتتحدي المعاناة وشظف العيش ..الأمثال التي تتحدث عن .." النفوس كان اتطايبت البيت بسع الكل " " والفقرا اتقاسموا النبقة " وووو....
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
أنا بنت النيل
لله درك و انت تصيبين الحقيقة في كبدها و تعانق كلماتك وجعا ينتح في صلب الواقع و خاصة هذه الجملة :
هذه الصورة لا تعكس واقع العموم ..ولكنها الغالبة ..ويثبتها إحجام الأهل عن الحضور للمدن ..للمرض مثلا إلا حينما يشتد " ويغلب الداوآي" ..والعدد الكبير الذي ينزل في " اللكوندات" صوناً للكرامة العزيزة ..وحفظ لماء الوجه من العبوس والتقطيبة التي يقابل بها ..والتي ربما تأتي رغماً عن صاحبها " المغموم " أصلا !!
لم تتركي لنا شيئا لنعلق عليه. هذا هو الواقع ، و هم في القلب حتى و إن طغى الواقع المرير على كرمنا و أريحيتنا. تسلمي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
انه الفقر يا بنت النيل... قاتل الله الفقر...الناس كانوا ميسورين اهل الريف بينزلوا بي خيرهم..واهل المدن...ما كانوا بهذه البهدلة والجري من طلعة الشمس للقمة العيش والايجار وحق المدارس...
باختصار شديد الزمن زهج الناس من انفسهم ناهيك عن ضيفهم
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: nazar hussien)
|
الأكارم .. ابو جهينة .. نزار حسين..
نعم هو التغيير ..في الزمن ..وياحليل ايام زمان ..ولكن الا تتفقون معي ان النفس هي التي تسع ..ولكن كيف نتغلب علي غلبتها نتيجة للضغوط الكثيرة التي تتعرض لها ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
أنت بنت النيل سلم قلمك وقد أجد مبررات إضافة لما قاله نزار عن الحالة المادية المتردية وأضيف عليه أن طباع الناس تغيرت،،، من حالة العطاء لحالة الأخذ. وما كان البعض يمارسه كصلة رحم،،، أصبح اليوم استغلالاً وضحك على الذقون. يعني حتى ناس أهل العوض نفوسهم تغيرت إلى حد ما
يا بنت النيل الناس بقت تمشي بيوت البكيات وهي سعيدة ،،، مصدر رزق لهم،،، وتطبيق لمقولة (مصائب قوم عند قوم فوائد) ،، لا ليصبروا أهل الميت،، بل ليصبروا جوعهم وفقرهم. الناس جميعها ، في المدن والقرى تغيرت،، والله أعلم
تحياتي للجميع
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
شكرا لك أختي أنا بنت النيل ، هذه إضاءة جميلة . إلى عهد قريب كان الريف يعج بالموظفين من أبناء المدن ، وكان أبناء المدن الذين ينتقلون إلى العيش في الأرياف يشعرون بالسعادة وينعمون بكرم أهل الريف ، لكن البلاد كلها تحولت وبفعل فاعل إلى بلاد طاردة ، والريف أصبح يطرد أبناءه أكثر من غيره ، ويزج بهم إلى المدن ليعيشوا تهميشا ما بعده تهميش ، كان الريفيون يزورون المدينة محملين بخيراتهم ، وكانوا ينظرون إلى أكل المطاعم في المدينة على أنه دلالة جوع ، فالصحن عندهم واسع وكبير ، ويجتمع حوله أناس كثيرون ، وبيوت المدينة في نظر الريفيين هي صناديق ضيقة ، لكن الاختلال الكبير في الخدمات وفي عدالة التوزيع دفعت أبناء الريف للهجرة إلى المدن ، وأهل المدن أصيبوا بالفقر وأصيبوا بالضيق وعانوا من قلة الخدمات ، فاضطروا إلى ما ليس من مثلنا وإلى ما ليس من تقاليدنا ، فضاقوا ذرعا من تعاقب أهل العوض ، الذين يأتون بأيدي فارغة وبمطالب لا نهائية ،، الوطن كله ينهار ، عسى أن نجد ما يعيننا على استعادة عافيتنا فتعود إلى كريم خصالنا ريفا ومدينة
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
لقد قال سيدنا علي كرم الله وجهه: لو كان الفقر رجلا لقتلته,, ان اهم الاسباب لما عليه الوضع الراهن هو الفقر المدقع والوضع الاقتصادي المتردي ولكن تضاف اليها العوامل التى ذكرها المشاركين اعلاه. وهذا موضوع ممتاز يا بنت النيل اتمني ان يأخذ حظه وحقه من النقاش والتفحيص والشخيص كظاهره اجتماعيه ودمتم...
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: Ehab Eltayeb)
|
الاخت بنت النيل،مني اعز التحايا، في البداية احب ان اشكرك علي هذا الموضوع الهادف واللذي يمس شئ غالي كنا نتفاخر ونعتز به امام جحافل القوم من العرب والاجانب واللذي كانو دوما ما يمدحونا به الا وهو الحفاوة والكرم ،واللذان لا اقول اندثرا ولكن هذه الصفات قلت وندرت في مجتمعنا،واني لاذكر قبل اعوام مضت كيف كنا نستقبل اهلنا الرطانة قادمون من اقصي الشمال وكيف كانو يجدو السعة والترحاب عدنا في بيتنا في (البندر)الخرطوم وكيف كنا نقضي تلك الايام الخوالي ونحنا صغار بين الاحتجي الحلوة ولوك القنديلة في فرح وحنية وامان،لا ناس البيت مضايقين ولا الزائر مضايق،لعن الله الكان السبب في الضائفة المعيشية واوضع الاقتصادى المتدني لغالبية الشعب،وكما ذكرت البحصل من زول البندر ما منو من العليه. تسلمي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
لقد قلت في منتدى آخر إن بنت النيل تعرف فن إختيار الموضوعات و أكد أغلب المداخلين ذلك بإشارة مباشرة في هذا البوست أما أنا يا بنت جزيل العطاء فقد فرض علي زماني أن كنت من أهل العوض يومآ و من مستقبليهم أيامآ و عدا الفقر المتفق على أثره هناك أريحية المضيف فقد يختار أهل العوض من أقاربهم في البندر من هو أفقر منهم و صلته بهم أبعد و داره في أطراف العاصمة و يفضلونه على من هو أقرب رحمآ و أكثر مالآ و أعز نفرآ لكن تظل بخاطرهم تكشيرته التي تعقب الضبيحة فيؤثرون البليلة بعدسها و فومها و حتى حصاها و من هنا يرتكبون الدفارات وصولآ للبعيد الهاش الباش رغم أنف الفقر و الزمن ووالله الذي لا إله إلا هو حكى لي قريب أن {شخصآ} قد ضاق بهم ضيوفآ في بداية السبعينات قبل مطلع الفقر و كانت زيارتهم الأولى له و هو يعلم أنهم {طالبان} في الداخلية يعني ماشين ماشين لكنه لم يحتمل وجودهم على الغداء! مع الفقر هنالك الطبع الذي يغلب التطبع
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
انا بنت النيل..
لقد تقمصتنى روح امى بالامس..
فلقد جاء المقداد شقيقى لزيارتى فى مدينتى الاميريكيه الصغيره المغطاه بالثلوج..
واتى معه ولداه..الصغيران...وجاء بولد تبارك وكانت فى زيارتنا عشه وابنها...وتصورى ..كان فى استفبالهم اولادى (ياحافط ياحقيظ) وقلت اعمل زى امى ..وارمى لقيمات.. على شرف "الحبان" بضم الحاء..وكما كان يحلو لها ..تسمية القادمين الضبوف.."الحبان"...بينما "ترمى اللقيمات" وكانها تصنع خيطا روحيا ..بين فكره "العروض"الطازج والنفس المقدم به..وبين وفكره الضيافه...وروابط الحب..مع عزيز الضيف...
كان الصغار قد اصطفوا امام التلفزيون..وهم يحملون " الكنترولات" للفيديو قيم..
وانا احاول ان اخبرهم اننى اود تقديم "لقيمات"
وسمعت الحوار التالى:
migdam: what is ligaimat?? mohamed: (my son) you don't know ligaimat faris: (migdad's son) I think i know what it is Migdam: (migdad's ) what is ligaimat Mohamed: you don't know ligaimat and you call yourself Sudanese??
وقبل ان اضع طبق اللقيمات الضخم..واراقبهم يتلذذون بالتهامه ويشيدون...فكرت بكتابة موضوع..عن الطعام..والهويه..وتعجب محمد...
وجيت ..لقيتك..كاجمل ما تكون بنات النيل...
شكرا على بوست رايق..وجميل...
اتابع...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: Tumadir)
|
بت النيل شكرا لموضوعك الجميل حبوبة صديقتى قال : من مرقتو العناقريب من الديوان وختيتو محلهن الكراسى طردتو الضيفان ما قلتو ليهم اقعدوا وامشو عديل كدا حقا ان تغير اثاث المنزل دليل على تغير النفوس حليل زمن الضيف يجى محمل بالخيرات السمن والفول و البلح الجرم القمح ينزل بحقوا واذا كانت الضيفة مرأة المرأة فى المعروف ما عندها ضيفة تخش طوالى تساعد فى الطبيخ الان قد تغير اهل العوض كثيرا صاروا يأتوا اباطهم والنجم ويبخلوا ضراعهم لا يساعدوا فى الخدمة اذكر صديقتى كنت تترك منزلها ممتلئ بالاضياف وتعود تدخل المطبخ لتطعم هذه الافواه خاصة البنات يأتين ويعشن فندقة على ضهر الاخرين هناك كثير من المتغيرات افقدت الضيافة طعمها و الخطا مشترك بين اهل العوض وناس البندر فى ذلك الزمان الزين كان الضيف يحفظ اسرار البيت الذى يعيش فيه اما الان فتجده مصدر شمارات دائمة وكان الضيف امين على اهل البيت الذى يعيش فيه ولكن الان لا ليس لديه مانع من اقامة علاقات غير شريفة مع بنات الاسرة وكان الضيف لا يمد يده على ممتلكات الاسرة ولكن تغير الحال تجد الالاسر المضيفة دائما تفقد ممتلكاتها فيا عزيزتى قد تغير الزمان وتغيرت النفوس
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: أهل العوض في القلب.. (Re: انا بنت النيل)
|
شكراً استاذة بنت النيل.السرد رائع..وعميق..ويحكي عن الواقع بحذافيره.. وزي ما قال ليك الزملاء(إنه الفقر) وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(كاد الفقر أن يكون كفراً) ويروي عن الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أنه قال لو كان الفقر رجلاً لقتلته)..هي غشاوة تمر على المجتمع السوداني.. ولكن اصل المعدن باقي..وسوف تنجلي هذه الغشاوة.طال الوقت او قصر.تنجلي هذه الغشاوة.كما ينجلي الماء الابيض من العين.. وكما ينجلي الصدف عن الدر او الجوهر..لم نعرف معدن الشعب السوداني إلا بعد ان إختلطنا مع الشعوب الأخري..لا يقنط مؤمن من رحمة الله..ولكن الآن إنه الفقر يا سيدتي صديق منصوري
| |

|
|
|
|
|
|
|