خطوة شجاعة موفقة من سعادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي وذلك بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جمهورية يوغندا لبحث انهاء القطيعة بين البلدين وحماية مصالح البلاد وانتهاج سياسة السلام الذي صار خيار العالم فقد ظل السودان رهين لقضايا دولية لا ناقة له فيها ولا جمل فالصراع العربي الاسرائيلي لا حل له الا عبر السلام العادل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائلي وهناك دول عربية لها حدود مباشرة مع اسرائيل اتخذت قرارها بالسلام والتطبيع معها منها جمهورية مصر العربيه التي وقعت علي اتفاقية كامب ديفيد للسلام في 17 سبتمبر 1978 وقبلها كانت زيارة المصري التاريخية في 19 نوفمبر 1977، حيث هبطت طائرة الرئيس السادات، في مطار بن جوريون في تل أبيب واتفاق السلام بين المملكة الاردنية الهاشمية مع اسرائيل في 26اكتوبر 1994م وهناك العديد من الدول العربية التي لها علاقات اقتصادية ومكاتب تجارية مع اسرائيل ولماذا تكون تلك الخطوة محرمة علي السودان الذي بسبب انغماسه في ذلك النزاع فقد نصفه الجنوبي نتيجة لاختلاف الهوية الوطنية بين الشطرين التي كانت تحتاج الي انتهاج سياسة خارجية متوازنة وان لايسعي الي لدعم لقضايا الغير علي حساب مصالح العليا نحن بلد فيه تعددية سكانية وعادات وتقاليد وثقافات اضافة الي تفشي الفقر والبطالة والجوع والمرض لدي قاع عريض من الشعب ويمكن للسودان من خلال اقامة علاقات مع الدول المتقدمة في التقانة الزراعية والري التي تملكها اسرائيل ان نزرع اكبر مساحة من الحقول حتي نخرج من دائرة الفقر بشكل نهائي ولمن لايعلم ان المسلحة بعد قيام سد النهضة سوف تقل في فترة الصيف. ولاحل الا عبر الاستفادة من تقنية الري المحوري التي تملكها اسرائيل ولها تجارب في مساعدة دول في شرق افريقيا في احداث تنمية كبيرة نحن دولة تقع في جنوب الصحراء الكبرى وتحتم علينا الطبيعة ان نكون محايدين وقد كنا في الماضي نشطاء في منظمة دول عدم الانحياز حتي قبل ان ينال السودان استقلاله بشكل رسمي حيث شارك الراحل اسماعيل الازهري في قمة باندونغ باندونيسيا في العام 1955م والان والبلاد مقبلة علي سلام مع رفاق الكفاح المسلح وبلاشك ان بينهم من لايرفض اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ولهم فيها مكاتب رسمية تمثل حركاتهم و لذلك ينبغي علينا الاعتراف بان السودان الجديد يجب عليه ان يراعي مصالح شعبه قبل مصالح الغير فحتي السلطة الفلسطينية التي ظهرت للوجود نتاج اتفاق سلام اوسلو في العام 1993م ولا يحق للفلسطينيين وصف خطوة السودان باقامة علاقات مع اسرائيل بالغدر فهذا الحديث مردود اليهم ونتذكر جيد كيف ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ابان القمة الاسلامية بمناسبة قرار الرئيس الامريكي ترامب بنقل سفارتها الي مدينة القدس حيث قال ابو مازن حينها هناك دولة ليست عربية تساند الفلسطنيين اكثر من العرب وذكر السودان مع تلك الدول الغير عربية مثل تركيا وايران حينها ضجت الاسافير بالضحك والسخرية منا بسبب عدم اعتماد السودان بلد عربي من الرئيس الفلسطيني اذا حان الوقت للسودان ان يختار طريق المصلحة العامة وان لايكون ملكي اكثر من الملك نفسه ربما ازمة لقاء البرهان ونتنياهو قد تنسف الاستقرار السياسي في حال اصرار جانب آخر علي اثارة ذلك الملف ورفض اي علاقة مع اسرائيل وبيان اعلان الحرية والتغير لم يكن موفق حيث كان يمكن ان يقول انه مع السلام العادل واقامة الدولتين في حدود العام 1967 بدلا من التصريح المفتوح باقامة دولة فلسطينية بدون ذكر الجانب الاسرائيلي وتعريف الحدود فالسياسة لا تعرف العاطفة ونحن بلاد ليست علي قلب رجل واحد وبالطبع هناك اصوات تنادي حتي بالانسحاب من الجامعة العربية وان تجاهل تلك الاصوات لن يكون في صالح الاستقرار ويكفي تجربة انفصال الجنوب الذي لم يتردد في اقامة علاقات دبلوماسية مع كل دولة العالم بما فيها اسرائيل بدون ان يرهن نفسه لمواقف سياسية معينة اتمني النظر الي مصالح الشعب السوداني بعين الإعتبار واذا كانت هناك غضبة لادانة احتلال لماذا سكت البعض عن ضياع مثلث حلايب وشلاتين وابورماد في شمال البلاد ومنطقة الفشقة في شرق البلاد وفي نفس الوقت يمارس علاقات طبيعة مع تلك الدول التي تحتل اراض سودانية بل يحتفل بهم ويشيد بالعلاقات الازلية معهم والتطبيع مع اسرائيل ليس خيانة ولكن الخيانة هي السكوت علي ضياع حدود السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة