حتى لا يصير التطبيع تطويعاً بقلم ⁨الفاضل إحيمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2020, 08:14 PM

الفاضل إحيمر
<aالفاضل إحيمر
تاريخ التسجيل: 12-31-2014
مجموع المشاركات: 24

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى لا يصير التطبيع تطويعاً بقلم ⁨الفاضل إحيمر

    07:14 PM February, 05 2020

    سودانيز اون لاين
    الفاضل إحيمر-أوتاوا- كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر






    الفاضل إحيمر - أوتاوا
    بالنظر إلى توقيت اللقاء بين السيد/ عبد الفتاح برهان، رئيس مجلس السيادة والسيد/ بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل فإنه قد جاء بعد الإعلان عن المبادرة الامريكية الأخيرة للسلام في الشرق الأوسط أو ما يعرف بصفقة القرن والتي قوبلت برفضٍ متفاوت الدرجات من العديد من الدول العربية والإسلامية، والتي لم يعلن السودان حتى الآن عن موقف واضح تجاهها. ترمي إسرائيل ومن ورائها أمريكا لزيادة عدد من يقبلون بالصفقة ولإحداث المزيد من "الإنشقاق" في الصف العربي/ الإسلامي. استهلت هذا باختيار أضعف حلقات السلسلة أو العقد ألا وهو السودان والذي هو الآن في أضعف حالاته سياسياً واقتصادياً بل ومعنوياً مما يجعله فريسة سهلة لأية محاولة تأثير واستمالة وشراء بل تركيع وإذلال. لا أدعي أنني عالم ببواطن الأمور لكن ما قرأت وسمعت يفيد بأنه لم تتم استشارة الخارجية أو مجلس الأمن القومي أو أية جهة غيرهما قبل اتخاذ قرار اللقاء بنتنياهو وما يمكن أن يدور فيه أو يسفر عنه.
    بدءاً، هكذا نهج في ممارسة سياستنا الخارجية غير صحيح وليس بالمفيد، وعلى الرغم من أن مبرراتٍ ما، أمنية، لوجستية، عملية .... إلخ ربَّما تكون قد أملت أن يتمَّ اللقاء بنتنياهو بالصورة التي جاء بها، فإنه من المرجو أن يكون ذلك آخر مظاهر العشوائية والارتجالية والتخبط في سياستنا الخارجية. لقد آن أوان أن تكون لنا سياسة خارجية محددة الأهداف، واضحة المعالم، بينة الإستراتيجية، بعيدة النظر لها ثوابت ومبادئ، فيها خطوط حمرا، بها مساحات للتفاوض والمساومة وتتوفر بها آليات ليس فقد للرصد والمتابعة بل أيضاً التنبؤ والاستقراء حتى لا تفاجئنا الأحداث أو نلهث حول التطورات خاصة ونحن نعيش في عالمٍ مضطرب، تتسارع فيه الأحداث وتتشابك وتتقاطع المصالح وتتبدل الاستراتيجيات. هكذا تصور في مجال السياسة الخارجية يقتضي الإحجام عن الفوقية ويستدعي أن تكون هناك أجهزة متخصصة ذات دراية وقدرات عالية وأن تكون هناك آلية فعالة للتنسيق فيما بينها وأن يكون بها أكفاء مؤهلين للتعامل بمهنية عالية مع تحديات المرحلة وعِظمِ المسؤولية.
    وعودة إلى اللقاء بين السيد/ عبد الفتاح برهان والسيد/ بنيامين نتانياهو، فإنه على الرغم من أهمية مناقشة كيف تمَّ التخطيط والتمهيد ثم الإعداد له من قبل الجانب السوداني، فإن ما قد تسفر عنه هذه الخطوة غير المسبوقة، على الأقل في العلن، أكثر أهمية. إن قرار الانصياع لطلب/ طلبات إسرائيل والإدارة الأمريكية او رفضها قرار خطير سوف تكون له في كلتا الحالتين بالنسبة للسودان تبعاته الخطيرة والبعيدة المدى والبالغة الأثر محلياً، إقليمياً وعالمياً وعلى العديد من الأصعدة، السياسة والاقتصادية وغيرها. ليس ثمة دولة، خاصة حينما تكون في وضع وحال دولتنا تتمنى أن تجد أو تضع نفسها في مثل هذا الوضع الحرج والذي هو مأزق وورطة. إنه بواقعيةٍ وبكل أسفٍ وضعٌ لا نملك في الوقت الراهن مقومات أن نخرج منه رابحين، كما نشتهي، مهما كان خيارنا، رفضاً او قبولاً. إننا نتواصل، ولا أقول نتفاوض، مع دولة إسرائيل ونحن في أسوأ حالة ضعفنا وهي في عنفوان قوتها ومجدها، نتواصل، معها ويدها هي العليا ويدنا السفلى، ظهرنا إلى الحائط وظهرها إلى أكبر قوة في العالم، نتواصل معها كيتيمٍ يسعى لنيل ما يسد رمقه من مائدة متخمٍ لئيم، نتواصل معها ونحن على دراية تامة بما جناه من سبقونا على هذا الدرب وعلى الرغم من ذلك نمضي فيه، وهي على دراية بأننا تمنَّعنا في السابق بل تعاملنا معها بعدوانية لم يظهرها أصحاب القضية والآن جئنا تائبين ولا أريد أن أقول صاغرين.
    إن وقع السهام ونزعهن أليم وأن صاحب الحاجة أرعن وان الشحَّاذين لا يختارون ما يمنحون. كل هذا محزن غير أنه واقع لا يجدينا إنكاره أو التغاضي عنه ويفيدنا الإقرار به. وليتنا نوظَّف ما هو متاح لنا من مقدرات دبلوماسية وغير ذلك من المقومات والمعطيات القومية التي يوفرها لنا تاريخنا وجغرافيتنا، لأن نخرج من هذا الاختبار، إن لم يكن بأكبر قدرٍ ممكن من الأرباح فبأقل قدرٍ ممكن من الخسائر. علينا أن نساوم ببراعة، أن نرفع ثمن الاقدام على التطبيع وان نحدد شكله ومداه الزمني. إن فشلنا في ذلك، فعلينا أن نخفض تكلفة وتبعات الرفض، أن نلعق جراحنا ونتحسب لما بعد ذلك. ولعله يساعدنا أن نفكر في الأمر بالكثير من العقل والقليل من العاطفة وان نغلِّب البراغماتية والواقعية على الرومانسية، وأن نتذكر دائماً أن السودان أولاً وأولى، ولعله يساعدنا أن نستشعر ونستصحب في كل قرارٍ نتخذه رأي الشعب ومشيئته وننفذ إرادته فهو صاحب الشأن والمتضرر أو المستفيد الأول من كل خطوة وقرار.
    قبل أن أختم، أورد، على سبيل العظة والاعتبار، أن دبلوماسياً أمريكياً مرموقاً سُئل أن دولة ما قدمت الكثير من التنازلات ونفَّذت كل ما طُلب منها فلماذا لا تمنحها أمريكا مكافأة على ذلك؟ فأجاب لماذا ندفع لشراء ما نحصل عليه أو يقدم لنا مجاناً؟ وأن دبلوماسياً آخراً من ذات البلد سُئل أن دولة ما قد رضخت بعد أن اشبعتموها عِصياً فلماذا لا تقدمونا لها بعض الجزر؟ فأجاب: طالما العصي تؤدي الغرض، فلماذا نخسر بعض الجزر؟ أرجو ألا ينطبق هذا علينا ونحن نلج المجهول ونقبل على مغامرة ومقامرة تفوق كل ما أقدمنا عليه وعرفناه في السابق وتختلف عنه.
    أمر آخير، مهما كان الخلاف بين مؤسسات الدولة حول هذا الأمر، فعلينا أن نتفادى نشر غسيلنا أمام العالم ولنتحلى ببعض المهنية والمؤسسة وننشد الستر ونستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان.
    كما حدث قبل عد أشهر وحينما تداولت الوسائط والوسائل الإعلامية نبأ أن السودان يسعى للتطبيع مع إسرائيل، سوف نسمع الكثير من الهراء والشتم والسباب والذي كان بعضه ممن سبقونا في التطبيع والانبطاح ومن باعوا قضيتهم وطعنوا بعضهم في الظهر أكثر مما فعل سواهم. نقول لهؤلاء أن هكذا سلوك من طرفكم وجحود ونكران لما قدم السودان وتحمل من أجلكم، هو الذي يبعدنا عنكم أكثر وأكثر ويدفعنا في أحضان غيكم ويزيد الشقة بيننا إتساعاً. سوف نمضي على درب ما هو أفضل لنا، شعباً وبلداً. السودان أولى وأولاً، والله معنا ...... ومعكم.
    الفاضل إحيمر - أوتاوا























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de