قراءات نقدية في ديوان (لبيك يا سودان) (3 من3) بقلم د. قاسم نسيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 00:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2020, 06:44 PM

قاسم نسيم حماد حربة
<aقاسم نسيم حماد حربة
تاريخ التسجيل: 07-31-2019
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءات نقدية في ديوان (لبيك يا سودان) (3 من3) بقلم د. قاسم نسيم

    05:44 PM January, 27 2020

    سودانيز اون لاين
    قاسم نسيم حماد حربة-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    انتهينا في مقالتنا السابقة من نثر ما استطعمته ذائقتنا، واستعذبته قرائحنا، من قصيدة (أحزان طفلة في الغربة)، ويتصل حديثنا ويختتم اليوم بقصيدة لبيك يا سودان، حتى لا نفسد لذة التملي والكشف عن مغاليق نفس الشاعر ومعانيه للقارئ، ونحرمه من دهشة الاكتشاف ومتعته وحده، وهذه القصيدة (لبيك يا سودان) لعلها أهم قصائده وأطولها، وعليها تقوم مدار فكرته ورؤيته، وبها سمى ديوانه، ولها بنى أنغامه، يقول:
    أهوِّم طافياً على حافة المدينة
    وعلى أستار الليل أعلق أحزاني
    أنشر القلوع للأحلام ... للترحال
    للهموم... للأفكار
    لاجترار الذاكرة
    بدأ بوصفٍ لحال إنسان الوطن، في زمن الكبت، هائماً على أطراف المدينة سحابة نهاره، ينشد أحلام الأمل بفجر الحرية، وينشر الفكرة، وفي الليل يخلد لينزع عنه أحزانه، هذا حال المناضل، ولشحن صورته وظف الصورة الفنية الجزئية في أكثر من معنى، أبرزها تجسيم الأحزان (أعلق أحزاني) وتجسيم الأحلام (أنشر القلوع للأحلام) .
    وقد جشم معنى (الشراع) لفظة (القلوع)، فهذه اللفظة غير مستخدمة في اللغة بهذه الهيئة، وهذا المعنى، وربما ظن المرء أنه يقصد القلاع جمع قلعة، لكنه إنما قصد الأشرعة جمع شراع، فلماذا هذا التعقيد اللفظي، فكان يمكنه ببساطة أن يقول (أنشر الشراع للأحلام)، ولا يكسر البيت ولا يرتج المعنى، بل هي أجود لما في حرف (الشين) من انتشار وتفشي أليق بالمعنى المقصود.
    صوَّر هجرة الناس من البلاد أروع تصوير، وهم يتخذون كل السبل للخروج من السودان، يواجهون الموت والضياع، وقد أنحلهم الجوع وأهلكتهم المسغبة، أيام العهد البائد، يقول:
    حزني على سيل العمائم المهاجرة
    أسفي على السواعد النحيلة السمراء
    تتوه في الصحراء
    تموت فوق هاجرة
    ...
    سرب الحمائم المهاجرة على مد البصر
    سيل الحزن الأسمر
    على هامته رمال الغبراء
    على الكتفين دثار غبار
    وفي العينين خضاب السفر
    يتعمم حباً... شوقاً...أملا
    محترقا شمعه
    يتكفف خبزاً في الصحراء
    يتفيأ ظل دمعه
    ما أبدع هذا إذ يقول (يتفيأ ظل دمعه)، لقد جعل للدمعة ظل يتفيأ إليه، ما أروع هذا من تركيب ومعنى، فتأمله.
    وقد برزت بعض الظواهر التركيبية غير المألوفة، أو ملحنة لغويا ونحويا، مثل قوله:
    (رغم أنفه السلطان)، فقد أعاد الضمير إلى متأخر رتبة ولفظاً، رغم أن الجريان على الأصل لم يكن ممتنعاً لديه، فإن قال: (رغم أنف السلطان) ما اعترى الوزن اضطراب، اللهم إلا أن أراد معنى دلاليا خفي علينا.
    ومن ذلك رفعه لمنصوب بالاختصاص وهو (نحن السودانيون السمحاء)، والأوْلى (السودانيين) نصباً على الاختصاص، فتحرير القول هو (نحن أخص السودانيين).
    وقد وقع الشاعر في قوله: ( وفي العينين خضاب السفر) في عيب سناد الردف، حيث خالف ردف القافية وهو حرف الألف، فجاءت القافية هنا دونه فخالف حرف الردف فلو قال (أسفار) كان أجود.
    تجليات السودانوية
    وملاحظٌ تضمين شاعرنا أسماء عدد من مدن ومناطق السودان في قصائده بعامة، وفي قصيدته هذه خاصة، وذلك نحو: (بورتسودان، ملكال، كردفان، أمدرمان، سنار، أـمضبان)، وضمن أسماء أشجار وثمار يتميز بها السودان، مثل (المانقو، الهشاب، النيم)، واستحضر التاريخ والتراث السوداني، ووظفه في قصيدته، مثل أسطورة عروس النيل التي رمز إليها بقوله: (ترقص فتاة النيل في الجندول)، وضمن قصيدته كلمات وتراكيب سودانية قُحة، نحو(الدرت، التقابة، الكجور، الرث، السنبر، التربال، جيتاً جيت، إزي الحال، برق عبادي، قطاطي القرية، أدروب، ملوال، الحاردلو، ضو البيت، عشا الضيفان، جاي يا زول، حبابك عشرة ، مريسة، كسرة، كجور، ليحان، توريت، رمبيك، الجبال) وعبارات ذات دلالات في الثقافة السودانية، نحو إطلاق البخور، ذبح النذور، خرز ملوال، خُلال أدروب، بخور تيمان، كتابة بخرة، سبح لالوب) ، لم ياتِ هذا الاختيار خبط عشواء، إنما له دلالات مقصودة واضحة، فالشاعر من ملتزمي مدرسة قومية الشعر السوداني التي افترعها حمزة الملك طمبل، يلخص طمبل رؤيته في قوله: ( نريد أنْ يقال عندما يقرأ شعرنا من هم خارج الوطن أنَّ ناحية التفكير في هذه القصيدة، أو روحها تدلُّ على أنَّها لشاعر سوداني، هذا المنظر الطبيعي الجليل الذي يصفه الشاعر موجود في السودان، هذه الحالة التي يصفها الشاعر هي حالة السودان، هذا الجمال الذي يهيم به الشاعر هو جمال نساء السودان، نبات هذه الروضة أو هذه الغابة التي يصفها الشاعر ينمو في السودان) ويضيف طمبل:( وهذه الصورة التي نشير إليها نودُّ أنْ تكون دالة على السودان، ومذكِّرة لمن يراها به أي (سودانية) بكامل معناها حتى الشلوخ والوشم)، وهذه المدرسة تحتفي بإدخال كلمات عامية سودانية في بنية القصيدة الفصيحة، وهذا ما فعله شاعرنا، والسودانوية ضرورة جمالية ووظيفية ونفسية، فجماليتها تتجلى في أنك لا تتقرأ الجمال وتستشعره إلا حينما يتطابق ومعاييرك، ومعايير الجمال السودانية لن تجدها في الثقافة العربية في الشام أو الجزيرة العربية متطابقة، إنما تجدها في الثقافة السودانية، أما نفسية لأن السودانوية تكسر حدة حمولة الثقافة العربية على الثقافة السودانية أو الإفريقية، فالسواد المستهجن في الثقافة العربية مثلاً، شُحن بدلالات جمالية في السودانوية، فوصفه الشاعر السوداني بالأبنوس، فأعطاه بعدا جماليا، وهناك على هذا كثير من الأمثلة، نعود إليها في مقال ما، في يوم ما.
    صور جميلة
    حفل الديوان بصور جمالية عديدة، نجدها منثورة بين طياته، فمن ذاك قوله: (أنسل السراب، تنقب الضمير، تنبش الجيوب)، وقوله: (رفعت كتاب الله في الصباح، في المساء عمت ال################ة)، وهذه مفارقة لطيفة، وقوله: (المولود بشعر أشيب) وهذا توظيف للتراث القرآني.
    نبوءة
    في هذه الأبيات نبوءة، كتبت سنة 1997 ، نعم كان يتنبأ بشباب الثورة الذي خلص البلاد من حكم العسكر، كان مختلفاً عن سابقه، مستعداً للاستشهاد من أجل أمته، لقد وصفه وصفاً دقيقاً حين يقول:
    هذا زمن الطفل المسيح
    يخلص أمته
    نترقب أن يأتي يوم الطفل المنقذ
    لا يولد، بل يمرق
    مندفعا كقذيفة
    يغمد خنجره
    لا بل يغمد نفسه
    بركاناً يزأر
    ينفث حمماً في بطن الجيفة
    ينفجر غضبا في صدر العسكر























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de