أهتم الناس كثيراُ حين قالوا أن الرئيس السوداني ( حمدوك ) سوف يلتقي في لقاء مكاشفة صريحة مع الشعب السوداني .. وبعد طول انتظار كان اللقاء والحوار بقيادة الأخ الصحفي عثمان ميرغني .. وبكل صدق وأمانة فإن الأخ الصحفي ( عثمان ميرغنى ) قد أجتهد كثير ليكون الحوار بمنتهى الشفافية والصراحة .. واستطاع أن ينقل كل توجسات وتساؤلات الشارع السوداني في هذه الأيام بجرأة فائقة .. واللقاء بالمجمل قد شمل تقريباُ كافة الجوانب والقضايا والمسارات .. التي تشغل أذهان الشعب السوداني في هذه الأيام .. وهنا نقول بكل شفافية وصراحة أن تلك الأسئلة الموجهة لرئيس الوزراء من الأخ عثمان ميرغني كانت مباشرة ولا تحتمل التأويلات .. وكانت واضحة وصريحة للغاية .. ولكن مع الأسف الشديد فإن الإجابات من السيد ( حمدوك ) ورفاقه طوال ساعة كاملة لم تكن بتلك الشفافية والصراحة !!.. والمشاهد الذي تابع ذلك اللقاء والحوار لم يخرج بجملة واحدة مفيدة تجلب المدح والثناء على تلك الحكومة الجديدة !.. الإجابات كلها كانت مجرد مراوغات وعبارات إنشائية لا تقدم ولا تؤخر .. وذلك المواطن الذي كان يشاهد اللقاء لم يلتمس إطلاقاُ جملة واحدة مفيدة قاطعة تؤكد سلامة الإجراءات والخطوات في معالجة قضية من تلك القضايا الشائكة .. بل مجرد عبارات إنشائية لا تقدم ولا تؤخر .. وهي تماثل بالضبط تلك العبارات الإنشائية التي كانت معهودة وشائعة في أيام الإنقاذ والبائد .. وكان السيد ( حمدوك ) يكرر عبارة ( التفرد والتميز !!!!!!! ) حين يجري الحديث عن إنجازات حكومته .. والشعب السوداني الذي يكابد الويلات ويقف في الصفوف الطويلة يسأله بمنتهى البراءة : ( أي تفرد وأي تميز ؟؟؟؟ ).. وتلك العبارة هي من العبارات والمصطلحات التي كانت تستخدمها جماعات الإنقاذ البائد لثلاثين عاماُ !.. وهي من المصطلحات والعبارات الممجوجة الكريهة التي تسبب ( الحساسية ) المفرطة لدى الشعب السوداني عند سماعها !!.
السؤال من الأخ عثمان كان واضحاُ وصريحاُ للغاية حول موضوع الغلاء المتزايد في البلاد .. والإجابة من السيد حمدوك كانت مجرد مراوغات لا تحسم الأمر بإجراءات حاسمة سريعة متوقعة .. والسؤال عن إخفاقات الوزراء كانت صريحة للغاية .. ورغم ذلك فإن السيد حمدوك لم يعطي الرد الشافي الذي يؤكد أنه يراقب نجاحات أو إخفاقات هؤلاء الوزراء .. ثم تعمد الأخ عثمان مشكوراُ وسأل الرئيس حمدوك عن رأيه في أداء وزيرة الخارجية .. وكيف الحكم على أدائها وقد فشلت في تعين السفراء في دول عديدة لفترة الخمسة شهور الماضية ؟؟ وأيضاُ عليها مآخذ أخرى كثيرة .. ولكن السيد ( حمدوك ) كعادته لم يعطي الرد الشافي المفيد في أمر تلك الوزيرة .. والسؤال عن موضوع الارتفاع الجنوني في سعر الدولار في هذه الأيام كان صريحاُ وواضحاُ للغاية أما الإجابات من السيد ( حمدوك ) عن معالجة تلك المشكلة فكانت مبهمة لدرجة الإضحاك !! .. والأعجب في الأمر أن حمدوك قد اعترف بأن هنالك جهات معروفة هي التي تتعمد في رفع سعر الدولار لمواجهة سياسات الحكومة الجديدة .. وكان يقول ذلك بمنتهى العفوية والرضا وكأنه لا يبالي بأمر هؤلاء إطلاقاُ !! .. وصدقوني فإن الكثيرين من الناس في تلك اللحظة تشككوا في أن الحكومة الجديدة لديها مصلحة بطريقة أو بأخرى في تلك الزيادات لأسعار الدولار !!.. وأهل الاقتصاد والمال قد يعرفون شيئاُ عن تلك الأسرار !!.. وحين جرى الحديث عند ( بنك السودان ) كان الأمر بمنتهى المهزلة والمسخرة !! .. حيث قال السيد حمدوك أن ذلك البنك حالياُ مجرد مؤسسة مالية تدير شئونها الخاصة بنفسها .. وتمارس تجارة العملة وتضارب في الساحات كالبنوك الأخرى !!.. والأعجب في الأمر أن ذلك البنك لا يخضع حالياُ لجهة رقابية مسئولة يفرض عليه تلك السياسات المالية .. ولا يمارس ذلك البنك المهام الأساسية التي أنشأ من أجلها .. وتلك كارثة لم تكن معروفة لدى الشعب السوداني من قبل .. وكانت هنالك أيضاُ أسئلة كثيرة من الأخ عثمان حول قضايا أخرى عديدة .. وبنفس القدر كانت الإجابات من السيد ( حمدوك ) هي تلك العبارات الإنشائية التي لا تقدم ولا تؤخر .. تفرق الناس من حول أجهزة الإعلام التي كانت تنقل ذلك اللقاء مع الرئيس ( حمدوك ) والكل يلعن حظ ذلك السودان !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة