|
عافاكم الله شباب لبنان ,,, وأنتم تبنون مجده ... بقلم جورج ديوب
|
03:49 AM January, 20 2020 سودانيز اون لاين جورج ديوب-استراليا مكتبتى رابط مختصر
لبنان ليس استثناء ولا هو ظاهرة غريبة شاذة عن محيطه العربي الذي تحكمه وتتحكم به أنظمة حكم مستبدة متخلفة أصابته بالعدوى أم هو أصابها لا فرق في ذلك فالكل مصاب بتخلف عقلي يهوى بقاءه خارج العصر , فهم الآن متشابهون متطابقون في الغرائز والشهوات وارتكاب الموبقات التي أغوتهم باستغلال المناصب لنهب جيوب المواطن وخزائن الدولة وتبييض الأموال وتفتيت البلاد إلى حظائر طائفية ومذهبية , تفرض آراءها السياسية والإقتصادية والأمنية على الدولة والمجتمع , وبسبب فقدان تلك القوى لأي بصيرة مستقبلية , تصبح الدولة مشلولة عاجزة عن تحقيق أي خدمة يستحقها المواطن . هذا السلوك أدى إلى توقف عجلة البناء والتقدم وتدنى مستوى الخدمات , وحلت بالبلاد أزمات حادة بلغت ذروتها سنة 1975 عندما اندلعت حرب أهلية أدت إلى فقدان الآلاف من الناس أرواحهم وترملت عشرات الآلاف من النساء , ولم يكن سكان لبنان يتجاوز عددهم أثناءها ثلاثة ملايين نسمة , تساءل عنهم الرئيس الصيني الراحل ماوتسي تونغ في أي فندق يسكنون . ورغم طول مدة الأزمة لم يحاول اللبنانيون الإستفادة من دروسها ليعيدوا التفكير في كيفية بناء وطن مدني جديد مبني على العدالة والمساواة , بل ذهبوا في الإتجاه المعاكس أثناء مؤتمر الطائف لينصوا دستورا كتبت نصوصه على مقاس الطوائف والمذاهب أسس للأزمة الجديدة التي يعيشها لبنان اليوم . لقد طالت مدة الأزمات في لبنان واستفحلت بعد أن تجذرت في نفوس اللبنانيين سواء عند المستفيدين منها أو عند ضعفاء النفوس والمعرفة بفقدان الأمل بإمكانية التغيير والخلاص من الوضع القائم , حتى أن الكثيرين منهم استسلم وسلم أمره للله (( بيفرجها ألله )) , وهذه بحد ذاتها أزمة نفسية حادة واستسلام للأمر الواقع وعدم بذل أي جهد للتغيير . وبرسوخ هذه الفلسفة الجديدة أخذ العديد من الشباب يصطفون أمام السفارات الأجنبية طلبا للهجرة أملا في الحصول على ما يبتغون . لكن فئة شابة تحسست معاناة المواطن وأصرت على عدم مغادرة الوطن واستعادة الحقوق ليس بالأساليب المهترئة المتبعة بل بثورة عارمة جذرية وشاملة تطيح بكل رموز السلطة التي اختبرتها سابقا وبكل مؤيديها وداعميها . فانهمر الطوفان البشري وامتلأت به شوارع وساحات المدن اللبنانية , شباب وشابات كأزهار الربيع تفتحت لتعلن اقتراب بدء قطاف الأثمار , ببناء لبنان الحضاري الجديد . وهاهم ورغم كل محاولات التطويع والإسفاف والمراوغة التي تتبعها الطبقات الحاكمة , وإلصاق التهم بالمتظاهرين بالإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وكأنه يوجد في لبنان ممتلكات عامة , أليس لبنان كله من أقصاه إلى أقصاه ممتلكات خاصة لأصحابه الممسكين بزمام السلطة . رغم كل ذلك ورغم استخدام العنف ضدهم من قبل بعض عناصر الأمن المرتبطين بفصائل حزبية يغيظها حصول التغيير المؤدي إلى خسارة امتيازاتها , ورغم تواجد المندسين في صفوفهم وارتكاب أعمال تخريبية وعنفية أدت إلى استشهاد بعض الثوار , كل هذا لم يثنهم عن مواصلة التظاهر بعزيمة متزايدة حتى تحقيق الأهداف التي سعوا من أجل تحقيقها . إن للثوار الحق كل الحق في استخدام كافة الوسائل المشروعة للضغط على السلطة الحاكمة لتحقيق مطالبهم سواء كان بقطع الطرقات أو غيرها , بعد أن صمت السلطات آذانها عن سماع تلك الحناجر الهاتفة , وبعد الإسفاف والمماطلة التي مارستها , فقطع الطرقات وتعطيل حركة التنقل ووصول المواطنين إلى أعمالهم ووظائفهم لم يحصل إلا مؤخرا , وبعد المحاولات التي تبذلها السلطة لإعادة إنتاج نفسها برموز خفية وغير معروفة تماما لدى الرأي العام , أي إستبدال الأصيل بالبديل . وهذه ألاعيب لم تغب عن الثوار بعد أن استطاعوا كشفها في وقت مبكر , بوعيهم المتميز والمتزايد , فجاء رفضهم جازما لكل المحاولات البائسة , وعدم العودة باللاد إلى إشكالية النظم السابقة . لقد أصبحت ألاعيب السلطة الحاكمة مكشوفة لدى الثوار , وأخذت تتساقط الواحدة تلو الأخرى , وقد أحس الجميع بوقعها , لكن المغانم والمكاسب قد تغري المتشبسين بالمناصب إلى ارتكاب حماقات قد تقود البلاد إلى ارتكاب عظائم الأمور . لهذا نشدد على سلمية التظاهر والإحتجاج وعلى المزيد من الإنضباط والإلتزام بالهدوء والروية لتفويت الفرصة على أعداء الشعب , الذي أثار إعجاب العالم , فأنتم النموذج الذي نأمله في كافة أرجاء الوطن العربي . للتواصل : 0434631501
|
|
|
|
|
|