هذه واحدة من القضايا تأخرت كثيرا في ابداء رأي والسبب لان المسألة غامضة من كل جوانبها والصعب جدا فهم المضمون وخاصة من اهم خلفية عسكرية . لان الاحتجاج لهذه الكيفية من الصعب جدا وضعه في خانة التمرد كما جاءت في الروايات الرسمية لان التمرد العسكري هو العصيان او الامتناع من تنفيذ الأوامر التي تصدر من الرتبة الاعلي وفي حالة الجماعة ينطبق عليهم مفهوم التمرد العسكري المعروف في الوسط السياسي . ولكن هذه الحالة من الناحية العملية لم ترد كمعلومة انهم رفضوا تنفيذ الأوامر . والحالة الثانية التي ينطبق عليها صفة التمرد اذا قاموا بالهجوم علي مقر القيادة السياسية او العسكرية او المقررات او الوحدات التابعة لها بالمباغتة او تم السيطرة وهم بذلك الصدد وهذا ايضا لم يحدث. والصورة التي أمامنا فوضي لأحدي الوحدات التابعة لجهاز الامن وليس كل الوحدات ولم يتضح علي الاقل حسب البيانات بان هناك ضابط قادوا هذه المظاهرة العسكرية، وان كانوا ضمنيًا يتحملون مسؤلية هذا الفوضى، لان من المحال علي القادة عدم ادرك الاستياء العام للجنود الي درجة التعبير عنها علنا بالمظاهرة المسلحة. ولكن المشكلة الحقيقية ما هو المغزي من هذا النوع من الاحتجاج اقل ما يمكن وصفه بانه تصرف في منتهي الغباء اذا كان الغرض منه النتائج الظاهرية؟ لان التصرف بهذه الكيفية نتائجها حتما ستكون عكسية وكارثية ولم تخدم الغرض من اجله تم اعلان العصيان .وطالما كلهم يدركون هذه الحقيقية فان في الامر هناك جزء مخفي لان من المحال قراءة المشهد كاملا من المعطيات التي أمامنا. هناك عدة احتمالات منها اولا الانقلاب من الصعب جدا قبول هذه الفرضية الا اذا كان الغرض منه هناك جهات ضالعة تابعة للأجهزة الأمنية للنظام أخذت مواقعها سرًا وان هذا التصرف ليس سوي صرف الانتباه واحداث خلل للحراسات داخل العاصمة بالدعوة للمواجهه في هذا الموقع وفي هذه الحالة ان وحدات من الجيش طرفا ولربما كتائب الظل من ضمن مكونات الجيش السوداني والأمن وبتنظيمات سرية . و في هذه العملية اذا صدق ان الأسلحة الثقلية قد تمت سحبها من وحدات الجهاز. فان احتمال تورط القوات المسلحة اكبر من جهاز الامن نفسه لان بيدهم الأسلحة الثقيلة الضرورية لمواجه قوات كحماية الثورة ولكن في اللحظات الاخيرة لربما تراجعوا عن تنفيذ الانقلاب ولم يتمكنوا من اخطار الجميع في تغير ساعة الصفر او الضابط عجزوا في إقناعهم عن العدول عن الموقف لان هذه القوة تمت تعبئتهم باعتبار ان الامر متعلق بالحقوق .. الاحتمال الثاني هو الترتيب من قيادة الجهاز للتخلص من قسم العمليات ودفع البسطاء منهم لهذا النوع من الاحتجاج لان القسم والوحيد من الأقسام الأربعة معظم او كل جنوده من ابناء الغرب البسطاء ولربما حصلوا علي وعود قاطعة بان كل وحدات الامن من كل أمكنة سوف يشتركون في هذه المظاهرة المسلحة وبالتالي لا تستطيع السلطات التعامل معهم سوي تنفيذ مطالبهم. وفي اغلب الاحيان يريد القادة ابعاد هذه الوحدة دفعة واحدة بدعوة التمرد والتصرف في أموال التعويضات البالغ ثلاث وعشرون مليون دولار . وان اغلب الاحتمال تصرف القيادة في المبالغ ويريدون دفع الجنود الي الجيش او دعم السريع وينفردون في الهيكلة الجزء المتبقي منه وفي هذا لا يستبعد بعض أعضاء تنظيم القحط جزء من المؤامرة . وهذه الفرضية اكبر الاحتمال لان قيادة الجهاز استلمت مبلغ التعويضات ومع ذلك هؤلاء الجنود يعلنون احتجاجهم هذا يعني ان بعض الواحدات لم تحصل علي حقوقهم ما بعد الخدمة وبالتالي لا يوجد تفسير سوي ان بعض قادة الجهاز تصرفوا في هذا المبلغ هو معني الطرد من الخدمة هذا العدد الكبير من الضابط العظام من الجهاز وبالطبع ان أخذنا الفرضية الاولي فان هذا العدد من قادة الجهاز لا اعتقد يكتفوا بطردهم او يستحقون هذه المعاملة الناعمة. الاحتمال الثالث قيام بعض الجهات من تنظيم الكيزان. بخداع جنود العمليات في الجهاز والغرض من ذلك صناعة الضجة أمنية بدعوي الحقوق لتكون ضمن مشروع الثقوب في امن البلاد الحاقا لما حدث في في الجنينة وبوتسودان ومجلد ومدني وارسال رسالة للحكومة مفادها بان الجهاز هو الخطر ويريدون الاستفادة من تصرف الحكومة مع الجهاز لان في حالة الحل وأبعاد قادته تحسب لمصلحتهم ومهما يكن في قناعتي لا يخرج الامر خارج هذه الفرضيات ولكن من الذي وراء هذا التصرف لم يعرف بعد. ولكن الحقيقة الوحيدة المستفيدة من هذا التصرف ان امن البلاد في خطر اذا كان صلاح قوش يستطيع من منفاه ان يحرك قوة عسكرية في قلب البلاد فان التعامل مع عشرات آلاف من الجنود اكثر من ثلثين منهم مازالوا في الخفاء فان طرد بعض القادة ليس هو التصرف المناسب بل المطلوب تحسب اكثر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست