ان النظرية السياسية متفق عليها من الصعب جدا الاجتهاد لتكوين حزب ناجح من افكار شخص او حتي الأشخاص .نعم يمكن ان يجتهد مجموعة وتأسس حزب ولكن ليس بالضرورة ان يكون ناجحا فان الاحزاب في العادة تنشأ من مفاهيم مشتركة او تيار عام يؤمن او يعتقد بها مجموعة في المجتمع ويشتركون في مقاصدها. ولذلك نشأة الاحزاب السودانية كانت مؤسسة علي تيارين أساسين هما العربان الصديقة حلفاء مصر وجيش كتشنر الذين انتظموا في حزب الاتحادي والمهديين الذين انتظموا في حزب الأمة. نعم هناك احزاب اخري ولكن لم تحقق النجاح الكافي لان التيارات التي تأسست عليها كانت محدودة وكما انها احزاب قائمة علي الفكر. .فمن الصعب جدا صناعة التيار العام بالاجتهاد حتي ولو تحقق بعض النجاح سيظل لفترة محدودة وتنهار . لان طبيعة الفكر قابل للتطور من الصعب جدا تتفق التيار علي التطورات الفكرية اللاحقة في الغالب تأخذ طابعًا مختلفًا عما كانت عليها. ويشمل ذلك التيارات المؤسسة علي الفكر الديني. وفان التيارات الحزبية الناجحة تصنعها التفاعلات السياسية والاجتماعية والان أمامنا تيار الهامش مهما اختلفوا فيما بينهم فان القاعدة المؤسسة عليها واحدة وهي موقف الضد من استمرار سلطة المؤتمر الخريجين واستمرار مؤسساتها كما هي .والتيار الاخر هو موقف ابناء النيل او الجلابة او القحت في شكله الاخير وهم المستفيدين من تلك المؤسسات باختلاف قناعتهم وقبائلهم وأحزابهم ومواقعهم الجغرافية . ولذلك الجميع يعارضون الاحتجاجات المسلحة ضد اية السلطة في المركز لانها قائمة علي هذه المؤسسات. نعم كل هذه التيارات تضم تنظيمات متباينة في داخلها ولربما بعضها تصل درجة الاختلاف في كل شئ ولكن تربطهم فهم واحد مع ذلك يكفي ان يكون حزبا . وهكذا ان التفاعلات السياسية التي استمرت ست عقود أنتجت حزبان تتبني عليهما مستقبل السلطة في السودان اذا كان مقدر ان يكون هناك نظام ديموقراطي وبقاء الوحدة. ومن دون اي اجتهاد ان حزب او احزاب الهامش المتحالفة اكبر بكثير من احزاب المركز المتحالفة فان دخولهما في السباق فان الفوز الكاسح شئ مؤكد يكون من نصيب احزاب الهامش وتترتب علي ذلك اعادة صياغة مؤسسات الدولة بطريقة تراها عادلة. ولذلك ان احزاب المركز تقاوم بقدر الإمكان و العمل علي ابقاء الصيغة الحزبية القديمة ووضع العراقيل حتي لا تكون هذه المشهد واقعا .هو ما يحاول الصادق المهدي الوقوف امام تشكل النهائ لهذا المشهد لان اول المتضررين من هذا الواقع السياسي الجديد هو حزب الأمة والصادق المهدي بوجه التحديد لان البناء السياسي الجديد خصمًا علي حزبه ولربما البديل لحزبه. لان احزاب الأمة التي انشقت منه حتما تكون جزء من تحالف الهامش. تلك الدوافع جعلت المهدي يتحرك الي كل الاتجاهات في ان الواحد بعضها تصل للمغامرة اول هذه الإجراءات ،محاولة لملمة اطراف حزبه والتصالح مع ابناء عمومته الذين ابتعدوا عنه بسبب محاولته لتوريث ابنه بمساعدة نظام البشير. .ثانيا حاول ان يكون جزء من تنظيمات الهامش وإقناعها للتصالح مع البشير مقابل الوعد الذي حصل عليه نظير هذه الخدمة من البشير لإعطاء ابنته منصب رئاسة الوزارة اذا فاز البشير في 2020 وبعدها الترتيب للهبوط الناعم وترك الامر برمته لحزب الأمة ويكون المؤتمر الوطني معينا له .ولكن هذه الوعود لم تتحق بسبب قيام الثورة بالرغم من استيائه الكبير من الثورة ولكن قرر السير مع التيار . وبعد انهيار حكومة البشير تأكد بان موقعه وسط تنظيمات الهامش لم يحقق طموحاته لان في النهاية يعتمدون علي القاعدة الواحدة وحجا احق بلحم ثوره.حاول عزل بعض تنظيمات الهامش بالتعاون مع تنظيمات القحت و ابعادهم من المشاركة في صياغة الحكومة الانتقالية ،بل من المشهد السياسي حتي لا يتمكنوا من الترتيب والترويج لأنفسهم من موقع السلطة ولكن أدي ذلك الي النتيجة العكسية عندما تمسك اهل الهامش بتنظيمات ابنائهم. واخيرا وضع يده علي كل تركة التنظيم الاسلامي وحزب المؤتمر الوطني بتنظيماته العسكرية وعضويته واحياء التفاهمات القديمة مع المؤتمر الوطني ليستفيد كل من الاخر علي مبدأ الاعمي والمقعد .وشاهدنا أعلام حزب الأمة في المسيرة الخضراء وأعلن المهدي صراحة بدعم بقاء الأجهزة الأمنية للمؤتمر الوطني صراحة، وتمكن من إقناع تنظيم القحت في دخول الحوار مع المؤتمر الوطني ولكن المشكلة تكمن بالرغم من ذلك لا يمكن ان يحقق النصر ديموقراطيا امام للتنظيم الكاسح الهامش .هنا تطلب تفكير السياسي من نوع جديد . ولعب الأدوار وتوظيف المهارة السياسية والمؤسسات الإعلامية لتحويل المشهد السياسي السوداني الي قطبين الاول المسمي باهل القبلة بقيادته والثاني المحور العلماني او اليسار وتروج علي انهم ملة خارج الاسلام وهم الكفار في اشارة الي اهل الهامش .لتبقي الصراع السياسي في السباق الديموقراطي في هذا الإطار بدلًا من تحالف تنظيمات الهامش ضد تحالف تنظيمات المركز .والوقت المناسب له اعجل ما يكون لان حكومة حكمدوك لا تستطيع ابقاء قادة الانقاذ من دون المحاكمات لفترة طويلة .وقادة التنظيم الاسلامي لا تعني اتفاقهم مع المهدي شيئًا اذا تمت المحاكمات نفذ فيهم الأحكام الإعدام ولذلك المطلوب الترتيبات العسكريةالعاجلة وان ما حدث بالأمس في الخرطوم نوع من البروفة وإنزار لحميدتي او حتي الانتخابات بالضرورة ان تكون في اقرب فرصة ممكنة. وأقصي مدة المهدي لتحقيق الاتفاق هو قبل توقيع اتفاق جوبا وحتي ذلك تعمل المؤتمر الوطني يعمل علي توظيف عضويته وإمكانيته لصالح حزب الأمة القومي ومساعدته علي الحشد الشعبي لإظهار شعبيته ويتمكن من فرض واقع الانتخابات المبكرة ويساعدونه علي ذلك بافشال حكومة حمدوك سواء بالإضطراب الأمني او خلق الأزمات الاقتصادية بسحب الدولار من السوق وتعطيل عمل المؤسسات وخاصة الأمنية منها .وبوصول حزب المهدي للسلطة يتم تصفير العداد وتبدأ كل شئ من جديد بدعوة المصالحة الوطنية. اما اليساريون في تنظيم القحت لقد فوضوا امرهم المهدي في مقابل ان ياخذوا مواقعهم في جهاز الخدمة في الدولة وان يضمنوا ان لا يتم استهدافهم والاتفاقيات السرية فيما بينهم ،وفي نفس الوقت يستمروا في رفع راية العلمانية للتقارب مع دعاتها من اهل الهامش ليس للإضافة السياسية لاهل الهامش ولكن لتاكيد موقف ضد الإسلام وبصوت عالي وربطه بدعوات الهامش لدفع اهل الهامش للتصويت لصالح ابناء النيل الذين يرفعون راية الإسلام وهكذا يتم تحويل المشهد السياسي الي صالحهم مستفيدين من العاطفة الدينية لشعوب الهامش هو معني ان لا يري صادق المهدي في قتل آلاف الأبرياء من الناس والأطفال والنساء وبل كبار السن تحت حكمه ويتبني. جهاز الامن بكل سوءاته وبل يوفر الحماية للذين ارتكبوا الابادة الجماعية ويرفض الدعوات للعلمانية لانه مسلم رقم ١١ من المبشرين بالجنة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة