السودان الذي أحلم به هو ذلك الوطن الذي يسعى دونما انقطاع لتحقيق الفضيلة. و بما أن الفضيلة قيمتها ما لا نهاية (∞)، فسودان أحلامي ليس نهراً من القيم الراكضة بل كيان يجدد نفسه إرتقاءً إلى نسخة جديدة و متجددة من الإنسانية السودانية. ترتقي الأفاعى إلى نسخة جديدة منها أكثر صلابة و جاذبية كلما أحرقت جلدها البالي و كست نفسها جلداً جديداً. كذلك هي رحلة الترقي الإنساني فهي تستوجب إحراق الوضيع من القيم و اعتناق الرفيع منها. حصانة البشرية من علل الحيوانية تكمن في صعودها الأزلي نحو الفضيلة المالانهائية. تقتضي الفضيلة أن يتحرك المرء في دائرة الخيرالإنساني الكبيرة لا في دائرة الأنا الضئيلة. فحين تصبح الفضيلة منبع و مصب الطاقات البشرية الجماعية، حينها يتحقق الخير للآدمية و تنتحر الأنا الصغيرة شر ما انتحار. السودان الذي أحلم به هو ذلك الذي تشيده جهود الفضلاء من المجاهدين ضد الأنا و المقاومين لهيمنة الصناديق العقائدية المغلقة. جعفرافيا المجتمع السوداني الذي أحلم به فسيفساء من البشر. فسيفساء تربطها قيمة السعي نحو الفضيلة و عشق التنوع. فسيفساء تتداخل و تتفاعل من قاعدة مسطحة لتصعد في ثبات نحو مستوى إنساني أرقى. عزيز(ت)ي القارئ(’)، إننا مسؤولون من بناء هذا السودان الجديد. أنت و أنا و هي و هو و هما و هم و هن. ولنعلم بأن بناء الوطن يكون من أسفل إلى أعلى. من الفسيفساء إلى العلياء. من فسيفساء الشعب المتعدد الألوان و الأفهام إلى علياء الفضيلة و الرقي القيمي. و شتان بين هذا و أوهام البناء الفوقي الذي تزعمه "النُخب" ! و ما دورنا كأفراد في هذا البناء؟ دورنا أن تتعدى تحركاتنا اليومية دائرة الأنا إلى فضاء الفضيلة. دورنا هو أن نفتح صندوق المُسَلَّمات " المطبول" و نصفيه من كل ما أقحم فيه دون إذن مسبق منا. دورنا هو أن نسعى إلى الحرية من خلال تحرير الذات أولا. و أن نعلم بأن التحرير الذي يأتي من السلطة الفوقية (ما يسمى بالنخبة) إنما هو وجه جديد من أوجه الاستعباد. ** رحلة تشييد السودان الجميل تبدأ بتحرير الذات من قيود العبودية الطوعية. هياكم للتحرير الذاتي ... للتلاحم عبر القيم ... هياكم نحلق سوياً إلى علياء الوطن الفصيل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة