الصراع الإیراني الصھیوني على العراق - 4 بقلم عبد الحق العاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2020, 05:27 PM

عبد الحق العاني
<aعبد الحق العاني
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 44

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصراع الإیراني الصھیوني على العراق - 4 بقلم عبد الحق العاني

    04:27 PM January, 05 2020

    سودانيز اون لاين
    عبد الحق العاني-العراق
    مكتبتى
    رابط مختصر




    انتھیت في الحلقة السابقة للسؤال عن سبب فشل إیران في العراق. لكنھ لا بد لي قبل الدخول في ھذا أن أتوقف قلیلاً عند ما استجد من حدث تصعیدي خطیر في اغتیال الصھیونیة لعدد من القادة الإیرانیین والعراقیین قرب مطار بغداد. ویبدو أني بشكل غیر مقصود بدأت بكتابة ھذه السلسلة، بعد أن أجلتھا لمدة عام بسبب انشغالي بمقاضاة أعداء العراق، في وقت یتطلب
    متابعة مستمرة لإن مستجدات الحدث تكاد تكون یومیة.
    إن أھم ما یمكن استخلاصھ من العدوان العسكري الأخیر ھو:
    أولاً: إن الولایات المتحدة، كما قلت في الحلقات السابقة، ما زالت تحتل العراق وتتصرف فیھ كأیة قوة محتلة في التأریخ. فھي لا تسأل احداً عن إذن التحرك فوق أرضھ أوسمائھ. وھذا یعني كما أسلفت أن أي وضع سیاسي في العراق لا قیمة لھ ما دامت الصھیونیة قادرة على ازالة ما لا ترضى عنھ بعمل عسكري. والإغتیال الأخیر دلیل ذلك. ولو كانت إیران تحتل العراق، كما یقول عدد من الجھلة وعدد من المغرضین، لما أمكن لأحد أن یقتل أحد اكبر قادتھا على ارض العراق وبطائرات تطیر من أرض العراق. وأكتفي بھذا القدر في ھذا
    الموضوع حیث لن أعود لبحث ھذه الحقیقة بعد الیوم. ولن أضیع وقتي في حوار حولھا. ً
    ثانیا: إن الصھیونیة أرادت أن ترسل رسالة لیس فقط لإیران والعراق ولكن لكل العالم مفادھا أنھا، أي الصھیونیة، تمتلك الحق بالتصرف في اغتیال من تشاء، متى تشاء وأینما تشاء. إن سكوت العالم، وعلى الأخص في أوربا وھي وحدھا القادرة الیوم على تحدید الطغیان الصھیوني، أمام ھذا السلوك الإجرامي یعني أننا وصلنا لوضع جدید في العلاقات الدولیة یستخف بكل قواعد العلاقات الدولیة التي اتفق علیھا العالم في اعقاب الحرب العالمیة الثانیة والتي شكلت النظام السیاسي الدولي الجدید المحدد بمیثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي. وھو وضع لا یختلف كثیراً عن وضع العالم عشیة الحرب العالمیة الثانیة
    وسقوط عصبة الأمم.
    ً ثالثا: إن دعوى من ینادي بأن ینأى العراق عن دائرة الصراع وتسویة الحسابات یبدو وكانھ
    طلب من یعیش خارج التأریخ والواقع. ذلك لأن البلد المحتل لا یمكن أن یكون خارج صراعات القوة التي تحتلھ. وقد أثبت اغتیال قاسم سلیماني أنھ لا یمكن أن یكون العراق حراً في تحقیق ھذا الطلب اذا صدقت نیة المطالب بالنأي بالنفس. وھذا كان حال فرنسا بعد أن احتلھا ھتلر في الحرب العالمیة الثانیة حیث حسمت الحرب العالمیة على ارضھا. وحتى لو
    1
    افترضنا، من باب الجدل، أن العراق دولة مستقلة تمتلك السیادة والقرار فإنھ، أي العراق، یظل غیر قادر على تحقیق النأي عن الصراع وتسویة الحسابات بین الصھیونیة واعدائھا ذلك لوجود القواعد العسكریة المنتشرة فوقھ والتي تنطلق منھا العلمیات العسكریة الصھیونیة مما یؤدي بالنتیجة لكونھا ھي، وبالتبعیة أرض العراق، ھدف أي رد یأتي من أعداء
    الصھیونیة.
    ً
    رابعا: إن الصراع الإیراني الصھیوني على العراق حقیقة ولیست مجرد أفكار أنتجھا عبد
    الحق لتسوید صفحات مقال. ذلك لأن اغتیال قاسم سلیماني على أرض العراق لا علاقة لھ بالعراق ومشاكلھ أومصلحتھ. بل ھو مطلب صھیوني نادت بھ أسرائیل لسنوات بسبب مساھمة سلیماني في دعم حزب الله في لبنان وسوریة العربیة مما أضر بالمشروع الصھیوني. وقد ثبت ھذه الحقیقة كل من رئیس وزراء إسرائیل والرئیس الأمریكي النزق مما یغلق باب الجدل حولھا. فالعراق أصبح ساحة الصراع بین الھیمنة الإیرانیة والھیمنة الصھیونیة على أرض العرب. وھذه الحقیقة لا علاقة لھا أین أقف واین یقف الآخرون من ھذا الصراع. إنھا حقیقة الواقع الذي یجب أن یفھمھ ویقره الجمیع عند الحدیث عن العراق الیوم. إذ لا یكفي الإستنكار ورفع الشعارات والمطالب. بل یجب أن یكون واضحاً أین یقف
    كل شخص أو مشروع ولماذا یھدف ھذا الموقف.
    أعود الآن لمتابعة حدیثي عن سبب فشل ایران آخذا في ذلك الحدیث شیئا مما استجد.
    لا بد أن نتذكر أن إیران، والتي كانت سعیدة للتخلص من المشروع القومي العربي في
    العراق والذي مثلھ حزب البعث العربي الإشتراكي الذي حكم العراق ثلاثة عقود والذي ما كان لیزول لولا الغزو الصھیوني، دخلت العراق عن طریق خدمھا من قوات بدر. لكن إیران واجھت الحقائق التالیة حین دخلت العراق عن طریق عملائھا:
    1. إنھا لم یكن لھا دور في اختیار أعضاء ما سمي بمجلس الحكم من الخونة الذین اختارتھم الصھیونیة والذي سیدخلون تأریخ الخیانة كما دخلھ إبن العلقمي. ذلك لأن اختیار الصھیونیة لعدد ممن كانوا یعیشون في إیران أعضاء في مجلس الخیانة ذلك لم یكن بسبب أھمیة إیران في القرار وإنما أولاً لكونھم من الشیعة، وھو عرضي،
    وثانیاً لأنھم كانوا على إتصال بالصھیونیة سواء أكان ذلك بعلم إیران وموافقتھا أم لا.
    ًً
    وھذه العلاقة لھم بالصھیونیة اضافت عنصرا جدیدا من التعقید في التعامل مع حقیقة
    إرتباطھم الصھیوني وشعورھم بالولاء المذھبي لإیران.
    ًً
    2
    2. إنھا، أي إیران، لم یكن لھا أي دور في التغییر الشامل الذي أدخلھ الصھاینة للعراق عن طریق تشریع أكثر من مائة قانون غیرت العراق سیاسیاً واقتصادیاً ومالیاً
    واجتماعیاً وعسكریاً حیث أصبح لزاماً على من یعمل في العراق أن یتعامل مع
    الحدث في ظل ذلك التغییر.
    3. إنھا لم یكن لھا اي دور في صیاغة أو تعدیل الدستور الذي كتبھ الصھاینة للعراق عام 2005 والذي یدعي عدد من الأمیین العراقیین الیوم أنھم شاركوا في صیاغتھ ثم تسود الصفحات وتصرف الساعات في الحوار عما كتب أصلاً وما أدخل علیھ من
    ً
    تعدیل وكأنھ حقا مشروع عراقي أصیل. فلو ان إیران كان لھا دور في صیاغة
    دستور عام 2005 في العراق لأعترضت على عدد من مبادئھ لیس لأن تلك المبادئ لا تخدم العراق فحسب بل بسبب أنھا تفتح باب المشاكل لإیران. ونكتفي بمثال واحد على ذلك لتقریب الصورة. فلو ان إیران كان لھا رأي لأعترضت على قیام عراق اتحادي بین العرب والأكراد. ذلك لأن دعم إیران لعراق اتحادي لا بد أن یفتح أعین وشھیة شعوب الأزیریین والعرب والأكراد والبلوش للحدیث عن إیران إتحادي وھو
    ما لا تریده ولا تسمح بالحدیث عنھ الجمھوریة الإسلامیة الإیرانیة.
    إن فھم ھذه الحقائق مھم لفھم الواقع الذي وجدت إیران نفسھا تعمل فیھ حین وضعت أقدامھا في العراق عن طریق مجموعة من الجھلة والمتخلفین والأمیین، وھو كل ما كان لدیھا من العراقیین الذین لجؤوا الیھا.
    كما إنھ كان على إیران أن تتعامل مع المرجعیة الدینیة في النجف ذلك لأنھ قد یبدو غریباً لكثیر من العرب أن یكتشفوا أن مرجعیة النجف لیست على توافق مع مرجعیة إیران الدینیة. وسبب ذلك یعود لتأریخ المرجعیة في النجف ونشوء ولایة الفقیھ وصعودھا. فمرجعیة النجف التي كان تأریخھا السیاسي یتأرجح في القرن العشرین حتى حسمھ محسن الحكیم في الفتوى ضد الشیوعیة والتي أظھرت انحیاز المرجعیة الكامل سیاسیاً للصھیونیة حین كانت لیست ملزمة على الدخول في معركة الإنحیازات والولاءات. وقد تولى أولاد محسن الحكیم قیادة
    التعاون مع الصھیونیة وتوجوه بالمشاركة في الإعداد للغزو ودخول العراق مع الصھاینة.
    لكن الوضع في إیران كان مختلفاً ولأسباب عدة لیس ھذا مجال الخوض فیھا. إلا أن ما یھمنا ھنا ھو أن الخمیني حین بعث نظریة ولایة الفقیھ للوجود فإنھ ادرك عن یقین أنھا لا یمكن لھا أن تنتصر ما دامت الصھیونیة تتحكم بالمنطقة فكان طبیعیاً أن یكون مشروعھ لبناء الدولة الإسلامیة القائمة على ولایة الفقیھ معادیا للصھیونیة. وھكذا كان. وحین ورث علي الخامنئي الولایة فقد وجد نفسھ في مواجھة مرجعیة السیستاني المھادنة للصھیونیة وقد أوجز ذلك الموقف الصعب حین تساءل مرة بقولھ إنھم یقولون إنھم یوالون علیاً لكنھم لا یتعرضون
    لأمریكا. ولیس صعباً على القارئ أن یفھم ما أراده ومن المقصود!
    3
    وھذا الموقف الصعب الذي كان على مرجعیة ولایة الفقیھ أن تتعامل معھ یتضح من حقیقة
    أن مرجعیة ولایة الفقیھ لیس لھا تقلید ذو قیمة في العراق في الوقت الذي یقدر السیستاني فیھ
    تحریك الملایین كما فعل في الدعوة للتصدیق على دستور عام 2005 والذي لو كان الأمر
    بید الخامنئي لدعا لرفضھ. وھذا یعني بالضرورة أن أغلب جماھیر الشیعة في العراق، مھما
    كان تعاطفھم أو عدمھ مع إیران، لم یكونوا في حقیقة الأمر في إمرة الفقیھ في إیران بل ھم
    ً
    في إمرة مرجعیة النجف. وھذه الحقیقة مھمة ویجب ادراكھا لمن أراد أن یعرف حقا ما جرى
    ویجري في العراق وماذا فعلت إیران أو ماذا كان یجب أن تفعل. فقد دخل العدید من عملاء الصھیونیة من الملتحفین بغطاء مظلومیة الشیعة من ھذا الباب مدعین الولاء لإیران في الوقت الذي كانت فیھ أھواؤھم حقا في الجانب المعادي لإیران. ولن أسمي أحداً لكن یكفي أن نلقي نظرة واحدة على أولاء الذین كانوا في الصف الأول من المسؤولین في العراق في أعقاب الغزو وننظر أین انتھى الذین اختفوا منھم عن المسرح السیاسي. فھم لم یذھبوا الى طھران بل تراھم في واشنطون أو لندن أو باریس أو في عاصمة صھیونیة أخرى! فاذا كانوا
    حقاً رجال طھران في العراق فلماذا لم یتقاعدوا في بیت سادتھم الفرس؟
    أما أجھزة الدولة الإیرانیة فقد كان علیھا التعامل مع حقائق جدیدة في وجود أجھزة المخابرات الدولیة في العراق التي تتحرك بمطلق الحریة. فكان شاغلھا الأول ھو منع تغلغل ھذه الأجھزة في إیران وزعزعة الأمن القلق في أساسھ في ظل الحصار الخانق. وھذه الحالة القاھرة قضت بغض النظر عما سواھا. ولو أدى ذلك للتعامل مع فاسدین من العراقیین لما كان ھناك من ضرر اذا خدم ذلك الأمن القومي الإیراني وحمى ذلك حدود إیران من
    الإختراق.
    وحیث إن العراق لم یكن شیعیاً في أغلبیتھ حیث كان السنة وما زالوا یشكلون قوة حقیقیة
    ًً
    بینما یشكل الأكراد لیس قوة فحسب بل واقعا سیاسیا أوجده الغزو الأول عام 1991 وشبھ
    الإستقلال الذي تمتعوا بھ منذ عام 1991 وحى عام 2003. وقد نجح الصھاینة في استغلال ھذه الحقائق لإجبار إیران على التعامل كرد فعل ولیس مبادرة في أغلب مراحل. فرضخ الإیرانیون لأكراد العراق شریطة عدم قیامھم بتأجیج الشعور بالإستقلال بین أكراد إیران.
    فجاز لأكراد العراق الفساد دون أي ضغط إیراني!
    فما أن انتھى الصھاینة من تسلیح واطلاق ید المیلیشیات الشیعیة التي جاءت من إیران بحجة مكافأتھا على القتال ضد صدام حسین، كما قال بول بریمر، حتى بدأت بتسلیح شباب أھل السنة في الصحوة وما شابھھا بحجة حمایتھم من میلیشیات الشیعة! ثم ما لبثت أن بعثت الحیاة بتنظیم القاعدة الذي أوجدتھ في أفغانستان بمال الأعراب لتطلق شذاذ المسلمین من جدید في حرب اساسھا اجتثاث الشیعة من المنطقة: حیث لم یرفعوا شعاراً غیره! ولا یخفى على أبسط مراقب أن ھدف الصھیونیة، من تجمیع رجالھا القدماء في القاعدة واعادة تنظیمھم وتمویلھم وتسلیحھم ومنحھم ممر العبور من تركیا، كان وما زال من أجل منع قیام محور معاد لإسرائیل یمتد من جبال زغروس حتى الأبیض المتوسط. فالصھیونیة لیست سنیة ولا
    4
    شیعیة ولا نصرانیة وھي تنظر لكل سكان المنطقة من المنظار ذاتھ من التعالي والإحتقار ولیس لھا من ھدف سوى الھیمنة المطلقة والإذلال وتفعل في سبیل ذلك كل شيء.
    ھذي لیست سوى نظرة عابرة للحقائق التي وجدت إیران نفسھا تتعامل معھا في العراق وھي لا تمتلك من مفاتح القوة سوى عدد محدود من الأفراد الذین یمكن لھا حقاً الإعتماد علیھم. ولو كان قادة المشروع السیاسي الشیعي في العراق في جیب إیران لما وقعوا معاھدات الذل والتي سمیت، من باب الإستخفاف بالعقول، معاھدات أمنیة منحت الصیھونیة كل السلطة وأبقت العراق رھینة لھا. فلو كان أي من علاوي أو المالكي أو الجعفري أو العبادي أو المنتفجي في جیب إیران لما انتھى الوضع الى أن تطیر الطائرات الصھیونیة من أرض العراق لتقتل قادة إیران على أرض العراق. ثم تنتھي بأن تأمر المنتفجي بأن یحمي سفارتھا
    ومواطنیھا!
    لكن ما قلتھ أعلاه لا یجیب على السؤال المشروع، ألا وھو لماذا سمحت إیران للفساد أن یستشري في العراق بالشكل الأسطوري الذي ھو علیھ الیوم؟ وھو أمر لا یمكن لإیران أن تدعي أنھا لم تساھم فیھ بالرغم من حقیقة أن الصھیونیة ھي التي جاءت بالفاسدین وسلمتھم العراق. حیث إنھ لا بد لإیران من أن ترد عن سبب فشلھا في ردع رجالھا عن الإنشغال بالفساد وحده دون أیة مساھمة أخرى في إدارة الدولة اذا لم نقل المساھمة في البناء والتطویر
    ً
    للدولة التي خرجت من ثلاثة عشر عاما من الحصار وغزو واحتلال مدمرین.
    إن علة الفساد لیست ظاھرة عراقیة ولا عربیة فھي موجودة في بني الإنسان ویحدد انتشار الفساد النظم والقوانین والأعراف السائدة في أي مجتمع. فبقدر قوة ھذه الضوابط یجري التحكم بالفساد. وتتحكم بھذه الضوابط ونموھا عوامل معقدة لست أدعي الإحاطة بھا وحتى لوكنت فلیس ھذا موضع بحثھا. لكن ما یھمنا ھنا ھو أن ندرك أن غزو أي بلد یعني انھاء النظم القائمة في البلد المغزو. ولو أراد الغازي أن یضم الأرض لھ فإنھ كان سیأتي بنظمھ لتحل فیھا. وقد حل الغزو الصھیوني النظام السیاسي والإجتماعي في العراق كما أسلفت القول. ولم یأت، عن قصد، ببدیل. فأصبح العراق ساحة مكشوفة لأیة قاعدة جدیدة في التعامل بین الناس. وحین تكون السلطة العسكریة الحاكمة تتطلع للفوضى تحت سمعھا وبصرھا، وحین تكون المؤسسة الدینیة تتطلع لكسب مالي، وحین تكون الجماھیر المحرومة والجائعة بسبب الحصار المدمر تحلم بكسب مالي سھل وحین یكون المتعلمون القادمون من أوربا رسل الإنتفاع السریع الذي تعلموه من نظم الدعم المالي المفسدة، فحینھا یصبح الفساد سنة وقاعدة التعامل بین الناس لأن كل الأطراف المساھمة راغبة فیھ، ولا توجد قوة ضده تردعھ
    أو تحدده!! ولأن أحدا لم یكن معنیا ببناء دولة!
    ً
    ویبقى السؤال قائما: ما الذي فعلتھ إیران لتحدید الفساد الذي أوصل العراق لما ھو علیھ
    ً
    الیوم؟ فھل حاسبت أحدا من رجالھا المسؤولین في العراق المحتل عن الفساد أو حاولت
    ایقافھ؟ وان لم تفعل فلماذا؟ إن الإجابة بأنھ كان علیھا أن تختار بین الدفاع عن أمنھا القومي
    ً
    بأیة وسیلة وبین إقامة نظام ولو نصف عادل في العراق لیس مقنعا. إن التضحیة بمستقبل
    5
    العراق لیس في مصلحة العراق ولا حتى في مصلحة إیران. ولا یمكن لإیران أن تتنصل من المسؤولیة. إن كل الشواھد التي یراھا مراقب الحدث العراقي في السنوات العشر الماصیة یدل على مسؤولیة إیران المشتركة مع الصھیونیة عن ما جري في العراق وما آل الیھ الأمر
    الذي دفع للإنتفاضة...... وھذا حدیث الحلقة القادمة.
    عبد الحق العاني 5 كانون الثاني 2020























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de