تصريحات القس الألماني الأخيرة: هل هي مؤشرات لتحولاتٍ اجتماعية عميقة؟ بقلم د.محمد عبدالله الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2020, 06:57 AM

د.محمد عبدالله الحسين
<aد.محمد عبدالله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-05-2020
مجموع المشاركات: 8

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تصريحات القس الألماني الأخيرة: هل هي مؤشرات لتحولاتٍ اجتماعية عميقة؟ بقلم د.محمد عبدالله الحسين

    05:57 AM January, 04 2020

    سودانيز اون لاين
    د.محمد عبدالله الحسين-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    قد تكون تصريحات القس الألماني، فرانس يوزيف أوفربِك الأخيرة، حول العزوبية والرهبنة و الزواج، والتي أدلى بها مؤخراً مفاجئة للكثيرين. وإن كانت تلك التصريحات قد صدرت عقب كثير من الجدل المصاحب لاعترافات بعض رجال الدين والكنائس، والصادرة عقب حالات اغتصاب وتحرش جنسي التي تم الكشف عنها داخل بعض الكنائس. بالتالي يحق للمرء أن يتساءل المرء هل يمكن النظر للموضوع بمعزل عما تكشفت عنه الفترة الأخيرة من فضائح و جرائم تتعلق جلها بالاغتصاب و التحرش، و كذلك عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية في المجتمع، والتي تمثل بالتالي ارهاصات تخفي أكثر مما تُبدي لثورة عميقة الأثر.و بالتالي إلى أي حد يمكن أن نعتبر تلك مثل تلك التصريحات، دون أن نشتط، حلقة ضمن سلسلة ممتدة عبر التاريخ من حركات التمرد أو الثورة أو الإصلاح التي يحفظها التاريخ بدء من مارتن لوثر وازونجلي،و كالفن وإنتهاء بالقس فرانس اوفربك.. وقد أكد القس أوفريك أن النقاشات بشأن هذه القضية لن تخفت، وقال: “لذلك فإن الحكمة تقتضي منا داخل الكنيسة عدم توطيد أسوار دائمة تمنع النساء من المشاركة في تحمل المسؤولية”، مضيفا أنه يتابع بقلق كبير “شعور المرارة والغضب المتزايد لدى الكثير من النساء". كما أشار الأسقف الألماني إلى أن قضية الأخلاق الجنسية والشراكة في الحياة الزوجية على رأس أجندة الإصلاحات المطروحة،.
    بالطبع لا مندوحة، و نحن نطالع هذه التصريحات من أن ننظر في مدى ارتباطها بالسياق و الديناميات المشرئبة نحو الحرية الفردية وحرية المرأة على وجه الخصوص،وحرية الفكر والمعتقد. بالتالي فإن مفاهيم النسوية المشتملة على حرية المرأة ابتداء ومروراً بمفاهيم الجندر، و الجنسانية و ما إلى ذلك، تطل برأسها عند كل منعطف و تزداد و تتمدد مساحة المطالبين بها. و إلا ما مدلول قول القس(...إن عدم السماح للمرأة بتقلد وظائف بعينها “لم يعد منطقيا ولا مفهوما من جانب عدد متزايد من الناس). فالكلمات كما يتبدّى تحمل الكثير، و تعد بالمثير كما نستشف من التصريح التالي:(....هناك العديد من التوجهات الجنسية المختلفة، ولم يعد الانتساب الجنسي أمرا قاطعا دائما، وأصبح من غير الممكن ممارسة معظم العلاقات (الزوجية) و وصفها في إطار الفئات الأخلاقية الخاصة بالأزمنة الماضية).
    نقول كل ذلك دون ان نتجشم مشقة و جدل الاختلاف او الاتفاق حول تقاليد و و إرث الكنيسة الكاثوليكية. و لا يسعنا إلا أن ننظر إلى تلك التصريحات باعتبارها بوادر أو إرهاصات تعكس التحولات الاجتماعية و المفاهيم التي بات تطرحها و تنادي به قطاعات كبيرة من المجتمع خاصة الشباب، ودعاة حرية المرأة.
    على صعيد آخر، إذا أمعنّا النظر في تصريح القس الألماني كما اشارت إليه الأخبار نجد أنها تحمل محاور ثلاثة تمثل نقاط ارتكاز أو منطلقات لهذه التصريحات.
    المؤحور الأول هو موضوع الرهبنة وتوابعه( والتي لم تتوسع التصريحات في تفاصيلها أو شرحها، حسب ما نُشِر). والمحور الثاني هو موضوع الزواج في إطار الرهبنة، و هو الذي ظل من بين المحرمات الرئيسية للكنيسة الكاثوليكية لعدة قرون. أما الممحور الثالث فهو موضوع مشاركة المرأة والمسئوليات المناطة بها، كما يظهر ذلك ضمن الفقرة التالية من تصريحات القس والتي يشير فيها لمكانة المرأة في الكنيسة الكاثوليكية: (....إن عدم السماح للمرأة بتقلد وظائف بعينها لم يعد منطقيا ولا مفهوما من جانب عدد متزايد من الناس)..والكلمات الاخيرة من هذه الفقرة تُظهِر تأثير الأفكار الحداثية فيما يتعلق بأوضاع المرأة. وإن كنا لا نستطيع الجزم فيما إذا كانت تلك المطالب تنحصر في ما ورد تصريحات، أم أن هناك المزيد من التوابع. و لا إن كانت هذه التصريحات حلقة ضمن سلسلة من الثورات ضد الكنيسة تتبعها حلقات أوسع أم ستتم في إطار محدود. وهل سيتم التعامل معها باعتبارها نقد مشروع، أم باعتباره خروج عن الخط الكهنوتي المرسوم المحاط بقدسية من تابوهات ومحرمات ومقدسات كوّنت سوراً منيعاً لمئات السنين.
    قد لا تكون هناك إجابات قاطعة على أسئلة من شاكلة هل ما ظهر يمثل فقط رأس جبل الجليد ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد تصريحات متمردة صادرة من فرد أو أفراد يجدون الدعم من مجموعة من القساوسة و الكرادلة؟ و في هذا الإطار لا تغيب عنا الثورات و الانشطارات التي اسهمت فيها حركات ثورية أو متمردة بعضها ذات دوافع دينية مثل البروتستانتية اللوثرية أو الكالفينية أو كانت بواعثها سياسية مثل حادثة الإنفصال عن الكنيسة الكاثوليكية أيام الملك هنري الخامس و إنشائه للكنيسة الأنغليكانية في انجلترا، 

    علماً أن تلك التصريحات ستجد الدعم و التأييد من المناصرين للحرية الدينية والاجتماعية وحتى اصحاب الحرية الجنسانية مثل الناشطين من مجموعات الميم و مناصريهم(المثليين، والمثليات، ومتحولي الجنس، ومغيري الجنس). فالموضوع كما يبدو قد يشيء بتغييرات في البيت الكنسي، وقد تتمدد لتصل إلى بعضٍ من ثوابتها وتقاليدها العتيقة.
    و قد لا نبعد النجعة إن نظرنا لتلك المطالب الإصلاحية ضمن التحولات اجتماعية العميقة في المجتمعات الغربية، والتي باتت تتلمس طريقها نحو المؤسسة الدينية التي لم يبقَ في جسدها موضع شبر إلا وفيه ضربة سيف، أو رمية سهم، أو طعنة رمح إلأ أنها ما فتئت منتصبة تحتمل كل ذلك.. و بالطبع لن نعدم المبررات لأن نفهم أن كل ذلك يأتي ضمن سيرورة التحولات الاجتماعية و الاقتصادية المصاحبة للنيوليبرالية، و العولمة و أفكار المراحل الأخيرة من الحداثة أو ما بعد الحداثة إن جاز التعبير. و سنظل نردد كما تعودنا دائما في مثل هذه الظروف بأن الأيام دائما حبلى بالجديد و ربما المفاجآت.
    فهل نحن على أبواب ثورة فكرية جديدة لا تقف في طريقها /تقتلع حتى ما كان يعتبر ضمن التابوهات و المحرمات و المسكوت عنه؟
    وهل وصلت رياح التغيير إلى حقاً إلى مشارف أسوار الكنيسة الكاثوليكية؟ فإن أراد ذلك منتقدوها و خصومها و هم كُثُر فمن يعصمها منهم ؟
    د.محمد عبدالله الحسين
    [email protected]























                  

01-06-2020, 06:35 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تصريحات القس الألماني الأخيرة: هل هي مؤشر� (Re: د.محمد عبدالله الحسين)

    الهدف ليس التعليق على أو حتى الحط من المسلّمات الدينية أو الطقوس المرتبطة بها..و لكننا ننظر إلى ما وراء ذلك من ديناميات تحرك مثل هذه المطالبات..

    نحن لا ننظر إلى سطح الأحداث..فالإعلام و الوسائط كفيلة بذلك..و لكننا ننظر في عمق الأشياء و في خلفياتها لنتعرف على المديات و الآفاق التي سترتادها هذه الديناميات و الحراك..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de