ديوان نهضة السودان الجديد بقلم د. قاسم نسيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 08:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2019, 03:52 PM

قاسم نسيم حماد حربة
<aقاسم نسيم حماد حربة
تاريخ التسجيل: 07-31-2019
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ديوان نهضة السودان الجديد بقلم د. قاسم نسيم

    02:52 PM December, 30 2019

    سودانيز اون لاين
    قاسم نسيم حماد حربة-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    لم تكن لغة الشعر الدارجة السودانية بدعاً طارئاً أحدثته اللحظة، بل هي الأصل والسبق، فما تناهى إلينا من قديم الشعر السوداني كان كله بالدارجة، ثم عنَّت لنا في عهد الفونج بعض محاولات لتفصيح الدارجة، وقد طفقت متعثرة تنتصب وتسقط حتى استقامت عصماء في العهود اللاحقة، بيْد أن الشعر الدارجي لم يتوقف يوماً عن الصدوح، ولم يكل عن التدفق، فكان يُسمع هديره موازياً للفصيح الذي لم يكبحه أو يهزمه، بل المشاهد أن شعر الدارجة ظلَّ دائماً أكثر رواداً، وأكثف حضوراً في المجتمع، لا سيما حينما يكون المعترك قضايا الوطن الكبرى، وحينما يكون الشأن شأنٌ جماهيري.

    والوقت وقت ثورة، فهل ثمة شأن ألصق به جماهيراً؟ ولعلي لا أجانب الصواب إن قلت: إن الشعر مثَّلَ صافرة انطلاقها، ونحاس حماسها، ومدونة شرعتها، وآسي أحزانها، كل نفثات الثورة كانت شعراً، كان هتافها شعرا، وخطابها شعراً، وإرهاصها كان شعراً، فلا غرو أن تقذف لنا بهذا الكم الوافر من الشعراء والشاعرات، اتخذ أكثرهم الدارجة قواماً لكلمته.

    وشاعرتنا نازك إبراهيم البدوي تقف في موضع متقدم بين هؤلاء الشعراء الذين أهدتهم لنا الثورة، بعد أن أنضجتهم في مرجلها، وأدبتهم بأدبها، فها هي ذي باكورة دفقها تشبه الثورة في كل شيء، في كلماتها وأوزانها وإيقاعها وقوافيها، أنت صادق إن أطلقت عليه السهل الممتنع؛ فكلماتها لم تخرج عن متداول معجم العاصمة، فلا نجد تلك الكلمات التي تميزت بها بعض النواحي والقبائل، فهي إذن عاصمية صميمة، ومعانيها قريبة المأخذ لا تعقيد فيها ولا التواء، وطريقتها الاهتمام بالمعنى أكثر، وأن تجشم اللفظ وجار على الوزن، فلا مناص من إبلاغها للمعنى تحمله تطأ به اللغة والكلمة والإيقاع، وموسيقاها ما خرجت عن موسيقى أناشيد الثورة وأوزانها، بل لعلك تجد أكثر من قصيدة على وزن وروي قصائد الثورة المشتهرة، وهذه الأوزان أدنى ملابسة وأخيل إيقاعا مع الثورة وحراكها، من أجل إزكاء اللهيب وبث الحماسة، لكنها لا تنسى وسط كل هذا الحماس أن ترسل وتوجه الثوار إلى المعاني الدينية للثورة التي تعتنقها، فالشاعرة ثورية قُحة لكن لها فهمها للثورة لا يحيد عن مقاصد دينها الذي تتحذه دستورا وقيماً، فقد تجلت روحها الإسلامية في أكثر من قصيدة، ففي قصيدتها (دستور جديد) تقول:

    دايرين دستورنا بالقرآن

    نخضع ليهو وين ما كان

    ولتضمخها بالقيم الإسلامية؛ كانت توظيف رموز الشعائر الإسلامية في قصائدها وصورها، تقول شاعرتنا وهي تصف وقوف المتظاهرين في ساحة الاعتصام تحت هجير الشمس مشبهة وقفتهم برمي الجمار:

    مقيم على مر النهار كأنوا في رمي الجمار

    هنا صنعت صورتها الفنية الجزئية موظفة رمزية شعيرة رمي الجمرات في منسك الحج، فأعطى التشبيه الصورة طاقة وشحنة درامية، ومن ذلك توظيفها لرمزية انتصار الإسلام في (حطين) لانتصار الثورة في قولها:

    سقطُّوا رجعتوا مندسين ضربتوا كأنوا في (حطين)

    فبجانب ما أحدثه توظيف الرمز من شحن لصورتها الفنية وتحريكها حتى جعلت المعنى يضج بالحياة، فقد أسبغت على أنصار الحكومة المخلوعة صفة الصليبيين وعلى الثوار صفة المسلمين في معركة حطين المعروفة، وهذا أعده من أنكى الوصف، وقد حفلت قصائدها بكثير من صور توظيف الرموز الإسلامية مثل (مكة، منى، عمر بن الخطاب،...) توظفها في قصائدها ممن يكشف لنا على ثقافة إسلامية تنضح بها نفس الشاعرة، وقدرة توظيفية عالية لتلك الرموز.

    لم تكتف شاعرتنا بالكتابة بالدارجة السودانية احتفاءً بسودانيتها، بل أمعنت فيها بتوظيف التراث السوداني في قصائدها، تقول:

    نهتف ليك بالمردوم إنتو براكو جبتوا اللوم

    تريد النظام السابق الذي جنى على نفسه بأفعاله، فهي تهتف في تظاهراتها ضده بإيقاع المردوم الكردفاني الصاخب الذي يفترُّ عن قوة وعزيمة ومضاء، وتجلت سودانيتها أيضاً في حشد رموزها الوطنية السودانية أمثال على عبد اللطيف وبنونة ورابحة ومهيرة وغيرهن.

    كان لا بدَّ أن تغني لبنات جنسها شأن أي مرأة تعبر عن نفسها، فغنت للمرة السودانية ودورها في الثورة ومجدها في التاريخ، وكنَّت لها بالرمز السوداني المشهور (عزة)، تقول:

    عـــــــــــزة في أحزان شديدة

    يلا اكتـــــبـــوا للقصيدة

    (عـــــــــزة) مدت لينا إيدا

    قصيده فيها صفات جديدة

    وهي قصيدة من أنصع القصائد وأجملها، انمازت بموسيقاها الدافقة وقافيتها الجميلة، كما غنت (لعزة) الأم وقلبها الذي مزقه الرصاص حينما اخترق جسد وليدها الشهيد، فقد كان شهيدها غيث حياتها، وغيمة نهارها.

    وقد حملت قصائدها الدعوة للحرية والديمقراطية ونبذ الجهوية، وغنت للوحدة والسلام وحب الوطن والحوار وما شابه ذلك من معاني، وقصائدها ثورية دفاقة، هتافية مباشرة، فلا تحتاج مثل هذه القصائد لحشد الصور الفنية، فمقصدها الجماهير ورسالتها الثورة ، لذا قل الاهتمام بحشد الصور الفنية عندها وإن لم يُعدم.

    والثورة في وعيها لم تأت دفعاً لمسغبة بل دحضاً لحكم الطغمة، فثورتها سامية عن أدناس الحاجات والمطالب البشرية، وتقديرها للسيادة الوطنية كان حاضرا فهي تفرق بين ثوريتها التي أردت النظام المخلوع، وتمسكها بالسيادة الوطنية التي لا تسمح بمحاكمة الرئيس المخلوع خارج وطنه وفي ذات الوقت تعلن عميق تمسكها بقوى الحرية والتغيير وتنادي بالاتفاق معها

    ما نتحاكم للجنائية يلا اتفقوا مع الحرية

    ومن أجمل قصائدها قصيدة (حال البلد)

    فتحت لي نفس الطريق لقيتو ساهي عشان أصل

    كتبت في الثورة الكتير بديت ألملم في الجمل

    ما قصدي إتكلم كتير بس قصدي أحلامهم تصل

    ووصفت الواقع قبل الثورة بدقة وأسى

    صف بنوك ومواصلات أفرامنا تحكي عن الحصل

    الشايب في صفو بقيف في حالتو قرب للشلل

    الراجل عشان كيس الرغيف لملم شباشبو وقام رحل

    مريضنا في المستشفى ديك روشتة بصرفها بالأهل

    وقد سعدت غاية السعادة بتفرس هذا الديوان، والتملي في قصائده، وهو بلا شك يأذن بإطلالة شاعرة سيكون لها موضع في خارطة الشعر الثوري السوداني.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de