مفهوم تصحيحي جديد للقيامة او قيام الساعة من خلال قراءة كلية لنصوص في القران والسنة بقلم محمد الصادق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 12:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2019, 00:05 AM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفهوم تصحيحي جديد للقيامة او قيام الساعة من خلال قراءة كلية لنصوص في القران والسنة بقلم محمد الصادق

    11:05 PM December, 25 2019

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه.
    القران به آلية تفهيم مبنية بداخله، لان الله تعالي يقول {ولقد يسرنا القران للذكر(17)} [القمر]
    في هذا البحث نقدم مفاهيم جديدة لقيام الساعة والزلزلة وعذاب القبر والدابّة .. كلها متسقة مع بعضها.
    يقول تعالي {يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية(18)} [الحاقة]
    وقد قدم لنا القران اشارات واضحة عن مكان ومدة وكيفية ذلك العرض، لكننا غفلنا عن ذلك،
    واثر ذلك كثيرا في حياتنا، حيث ضعف لدينا الشعور بمراقبة الله، علي عكس ما كان عليه الصحابة والسلف.
    والمنهج المتبع في هذا البحث هو تجميع بعض الايات المتفرقة في المصحف ثم قراءتها مع بعضها،
    وهذا المنهج ببساطة هو التدبر الذي يدعو له القران،
    فالقران يفسر بعضه.
    ولذلك نشدنا التفسير علي حساب التأويل،
    ومن ثم تجنّبنا بعض التأويلات المشهورة وبحثنا عن تفسيرات الالفاظ في المعاجم اللغوية.
    ولانزعم اننا احطنا بكل شئ، بل علي العكس فان ما نقدمه نحسبه نقطة انطلاق فقط، ونرجو ان يعيننا اخوتنا بالاضافة والحذف، اذ نشعر ان كثيرا من النصوص التي ترتبط بالموضوع من قريب او بعيد تحتاج الي مزيد من التدبر، وهناك موضوعات كثيرة وجدنا انها تحتاج لتصحيحات مفهومية، ولكن بدأنا بالأهم.
    وسوف نعرض باختصار المفاهيم و التفسيرات حسب ما فهمنا، مع محاولة تبيين البون بينها وبين التفسيرات القديمة.

    1- القيامة هي الاشهاد هي الاجساد:
    المشهد الرئيسي في اليوم الاخر هو مشهد عرض الأعمال لان الحساب ينبني عليه،
    واذا تأملنا كثير من المسميات والتعبيرات القرانية التي تشير الي اليوم الاخر سيتبين لنا كيفية العرض:
    (يوم القيامة(
    )يوم تقوم الساعة(
    )يوم يقوم الاشهاد(
    ) يوم يقوم الناس لرب العالمين(
    )فاذا هم قيام ينظرون(
    كل هذه التعبيرات بمعني واحد،
    وهي تشير الي مشهد عرض الاعمال،
    فالناس يبعثون لكي يروا اعمالهم بين يدي رب العزة،
    وهم يبعثون في اجسادهم التي كانوا فيها في الدنيا،
    و(القيامة) هي قيام الاجساد (فاذا هم قيام ينظرون)،
    ولان هذه الاجساد هي التي تشهد عليهم فلذلك سميت (بالاشهاد)،
    {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون(24)} [النور]
    وهي تشهد بلسان الحال وليس بلسان المقال كما قال بعض المفسرين،
    فهي تعرض وتقدم صور تمثيلة دقيقة لما عملته في الدنيا،
    ومشهد العرض هذا هو المشهد الرئيسي،
    لان عملية الحساب تتم مباشرة وبسرعة بعد ان يري الناس اعمالهم،
    فالله (سريع الحساب) وهو (اسرع الحاسبين)،
    ولذلك فالقيامة وقيام الساعة وقيام الناس وقيام الاشهاد كلها تشير الي مشهد العرض.

    2- الساعة والدابة: اجساد بلا انفس
    فلنتدبر الايات التالية مجتمعة:
    أ- {وأخرجت الأرض أثقالها (2) وقال الإنسان ما لها(3)} [الزلزلة]
    و"اثقالها" اي امواتها اشارة الي جثث الموتي.
    ب- {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد(21)} [ق]
    ج- {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون(65)} [يس]
    د- {إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رءوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء} [إبراهيم: 43]
    ه- {خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر(7)} [القمر]
    و- {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث(4)} القارعة
    ز- {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (82)} [النمل]
    ح- {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى(42)} [الزمر]
    ط- روي عن ابن عباس (ان في ابن آدم نفس وروح، بينهما شعاع مثل شعاع الشمس، فالنفس هي التي بها العقل والتمييز، والروح هي التي بها النفس والتحرك، فاذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه).

    نلاحظ انه عند الحديث عن الانسان في اليوم الاخر هناك تفريق واضح بين عنصرين مكونين له:
    انسان + اثقال
    نفس + (سائق و شهيد)
    ففي الدنيا كان الانسان روحا ونفسا وبدنا كلا لا يتجزأ،
    ولكن في اليوم الاخر تفترق العناصر فتكون النفس في طرف والروح والجسد في طرف اخر،
    لان النفس منوط بها رؤية ما عملته في الدنيا فحسب،
    فهي تلازم الجسد ولكنها موجودة بمنأي عنه، وغير متحكمة فيه كما كانت في الدنيا،
    اما الجسد الذي تسوقه الروح فهو مأمور بان يفعل نفس ما فعله في الدنيا بكل دقة،
    وهو يفعل ذلك وكأنه في حالة عدم وعي او في حالة نوم،
    فهو يساق سوقا الي ما يفعله.
    وهذا ما يفهم من تناول القران لمسالة النوم والوفاة،
    فالانسان النائم نفسه متوفاة ولكنه احيانا يقف ويمشي و يتكلم وهو ما نسميه "حمار النوم"،
    وهذه الحالة تشبه ما يكون عليه المرء يوم القيامة،
    فالنفس تكون بمعزل عن الجسد، تشاهد فقط،
    والجسد تسوقه الروح،
    فعند الحديث عن اليوم الاخر يشير القران في الغالب الي جانب الجسد،
    فالجسد هو الذي يروي الاحداث بتمثيلها فعليا،
    فهو يسعي نفس السعي الذي سعاه في الدنيا، فكأنه يتذكر: (يوم يتذكر الانسان ما سعي)
    فلفظ "القيامة" صيغة مبالغة يشير الي قيام الاجساد لوحدها وهو ما ليس من طبيعتها،
    ولفظ "الساعة" يشير الي ان الاجساد تتحرك دون سيطرة الانفس عليها كما كانت في الدنيا،
    ففي القاموس المحيط : "ساعت الإبل، تسوع: تخلت بلا راع، وهو ضائع سائع"
    وفي الصحاح: "أسعت الابل: أهملتها، فساعت هي تسوع سوعا. ومنه قيل ضائع سائع. وناقة مسياع: تذهب في المرعى. ورجل مضياع مسياع للمال، وهو مضيع مسيع"
    والساعة جمع سائع، مثل الباعة والصاغة.
    فمعني الساعة انها الاجساد الشاردة الفالتة من سيطرة الانفس،
    وانها تتحرك بشبه لا وعي منها، فكما قال تعالي: {وأفئدتهم هواء (43)} [إبراهيم]، أي ليس فيها عقل
    ولذلك شبههم القران بكائنات غير عاقلة:
    {كأنهم جراد منتشر(7)} [القمر]، { كالفراش المبثوث(4)} القارعة
    وعلي ذلك يمكن قياس قوله تعالي: { دابة من الأرض تكلمهم (82)} [النمل]
    ف"الدابة" التي تخرج من الارض هي مثل "الجراد المنتشر" و"الفراش المبثوث" فهي كائنات بلا عقل
    ودابة اسم جمع من دابّ مثل قوله: { ما دلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته(14)} [سبأ]
    ولذلك أمثلة مسموعة عن العرب مثل: تامّ وتامّة، وخاصّ وخاصّة، ومارّ ومارّة، وسيّار وسيّارة
    فالمقصود ب (دابة من الأرض تكلمهم) هي اجسادهم التي "تدب"
    وهي (تكلمهم) باعمالهم التي عملوها في الدنيا، وهذا مثل قوله تعالي:
    { وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون(65)} [يس]،
    فكلمة الدابة مثل الساعة، فالاولي بلا عقل، والثانية بلا راع

    3- العرض في الارض
    أ- {يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم (6)} [الزلزلة]
    ب- {يقولون أإنا لمردودون في الحافرة(10) أإذا كنا عظاما نخرة(11)} [النازعات]
    ج- {فإذا هم بالساهرة (14)} [النازعات]
    والساهرة والحافرة بمعني الارض
    د- {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء(69)} [الزمر]
    قيل في تفسير (يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم) ان الناس يرجعون عن موقف الحساب متفرقين لكي يروا جزاء اعمالهم، وهناك اشكال، فالقران يقول (ليروا اعمالهم) وليس جزاء اعمالهم،
    ولو اردنا ان نعرف الي اين يرجع الناس فلا بد للعودة الي السورة كلها، لان كل سورة لديها وحدة بنائية،
    والسورة تبدأ بالحديث عن الارض وعن اخراج اثقالها وتحديث اخبارها،
    ثم يُذكر الرجوع لرؤية الاعمال، فلابد ان يكون الرجوع للارض التي تحدث الاخبار وحيث توجد الاثقال- الاشهاد- الاجساد التي تشهد علي عمل الانسان.
    والكتاب ليس بالضرورة ان يكون اوراقا وكلاما مكتوبا، ففي اللغة يكون بمعني السجل او التسجيل،
    ونلاحظ في الاية ان عبارة (ووضع الكتاب) جاءت بين الحديث عن اشراق الارض و الاتيان بالنبيين والشهداء
    وهذا يوضح ان "الكتاب" هو عرض تمثيلي علي الارض، تمثله الاجساد ويحضره النبيون.

    4- المَعاد : الإعادة
    القران لا يفتأ يذكّر الناس ويحذرهم بان الله سيعرض عليهم اعمالهم،
    وانه سيري عمل كل منهم، ولذلك يقول {سنفرغ لكم أيها الثقلان(31)} [الرحمن]
    وعبارة "سنفرغ" للدلالة علي ان الله كان قد اطلع من قبل علي تلك الأعمال في الدنيا،
    وفي يوم القيامة يعرض كل شخص اعماله امام ربه،
    وقلنا ان أجساد الناس تقدم تصوير تمثيلي دقيق لاعمالهم في الدنيا،
    والآيات القادمة تبين لنا كيف يكون هذا التصوير التمثيلي الدقيق،
    فلنتدبر النصوص التالية مليا:
    أ- {قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا(11)} [غافر]
    ب- {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا(75)} [الإسراء]
    ج- {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة(4)} [المعارج]
    قال الضحاك: هو يوم القيامة، وقال مجاهد والحكم وعكرمة: هو عمر الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة لا يدري أحد كم مضى وكم بقي إلا الله.
    د- {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع (26)} [الرعد] والمتاع كل ما ينتفع به.
    ه- {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (27)} [الانعام]
    و- {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون(29)} [الجاثية]
    قال ابن عباس: ألستم قوما عربا تسمعون الحفظة يقولون: (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل؟
    من الايات ندرك ان هناك اماتتان وحياتان، او حياة مضاعفة وموت مضاعف
    وان الدنيا كائنة في الاخرة (الحياة الدنيا في الاخرة)،
    وان يوم القيامة خمسين الف سنة هي عمر الدنيا،
    اذن ففي الاخرة تكرار كامل للحياة الدنيا (اعادة) كانت نتيجته الاعتراف بالذنوب (فاعترفنا بذنوبنا)،
    وعندما وقفوا علي النار قالوا (يا ليتنا نرد ولا نكذب)، وهذا يعني انهم رُدّوا ولكنهم كذبوا،
    فلانهم كذبوا في المرة الاولي فتكرر تكذيبهم في الاعادة،
    اذن فالحياة الدنيا (خمسين الف سنة) "تعاد" جميعها في الاخرة،
    فهي اذن مجرد متاع ينتفع منه في عرض الاعمال،
    وهي النسخة (طبق الاصل) التي تستخدم في عرض الاعمال.
    وهناك اشارات قرانية اخري تدل علي هذا المعني:
    أ- {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (56)} [الدخان]
    جاء في تفسير تأويلات أهل السنة للماتريدي: "(لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ... والإشكال: أنه نفى الموت في الجنة واستثنى الموتة الأولى، وليس في الجنة موت أصلا، كيف يستثني الموتة الأولى وأن ظاهر الاستثناء أن يكون من جنس المستثنى منه، فيوهم أن يكون في الجنة موت؟!"
    وحل الاشكال ان المعني انهم لا يذوقون في الاخرة سوي الموتة الاولي التي تكون في الاعادة،
    فهذه الموتة تكون في الاخرة مع انها موت في الارض في نهاية عمر الشخص في الدنيا،
    وهي الثانية بحساب تلك التي كانت في الدنيا ولذلك جاء قوله (امتنا اثنتين).
    ب- { قالوا تلك إذا كرة خاسرة (12)} [النازعات] عن قتادة (كرة خاسرة) : أي رجعة خاسرة.
    "وقال بعض المفسرين: معناه: أن لو كانت كرة كما يزعمها المسلمون فهي كرة خاسرة على المسلمين؛ لأنهم ظنوا أنهم إذا كانوا في الدنيا أنعم حالا وأرغد عيشا، وكان المسلمون في ضيق من العيش وشدة من الحال - أن يكونوا كذلك في الآخرة" (الماتريدي: تأويلات أهل السنة)
    ج- {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين(85)} [القصص]
    أي: "إن الذي أوجب عليك تبليغ القرآن لرادك إليه، ومعيدك يوم القيامة، وسائلك عن أداء ما فرض عليك" (ابن كثير)
    "ثم تكون جملة (قل ربي أعلم من جاء بالهدى) بالنسبة إلى الوجه الأول بمنزلة التفريع على جملة لرادك إلى معاد، أي رادك إلى يوم المعاد فمظهر المهتدي والضالين" (ابن عاشور: التحرير والتنوير)
    د- {ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون (84)} [النحل]
    ان الله كان قد بعث الرسل في الحياة الدنيا اول مرة: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} [النحل: 36]
    ولذلك فان اعادة الحياة الدنيا في الاخرة تنطوي علي بعث الرسل ايضا، لان هذه اعادة للاحداث التي كانت هناك.
    ه- وإذا الرسل أقتت (11) لأي يوم أجلت (12) ليوم الفصل (13) [المرسلات]
    وهذا نفس المعني السابق، جاء في تفسير القرطبي: "أقتت أي أرسلت لأوقات معلومة على ما علمه الله وأراد".
    فكل رسول يبعث في وقته الذي جاء فيه في الحياة الدنيا الاولي.

    5- زلزلة الارض وزلزلة الساعة:
    النصوص التالية تفصح لنا عن مفهوم الزلزلة:
    أ- {اذا زلزلت الارض زلزالها(1)} [الزلزلة]
    ب- {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1)} يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد(2)} [الحج]
    ج- {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا} [الأحزاب: 11]
    د- {مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب(214)} [البقرة]
    ه- {فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا (17)} [المزمل]
    و- في صحيح مسلم (يبعث كل عبد على ما مات عليه)
    ز- وفي البخاري: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها)
    ح- {خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر(7)} [القمر]
    ط- {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث(4)} القارعة
    جاء في المصباح المنير: "زل عن مكانه زلا من باب ضرب تنحى عنه"، وقال الضحاك في تفسير قوله (وزلزلوا زلزالا شديدا): هو إزاحتهم عن أماكنهم حتى لم يكن لهم إلا موضع الخندق. وهذا بالطبع في غزوة الاحزاب.
    في النصوص هناك زلزلة الارض وزلزلة الساعة وزلزلة المؤمنين،
    في اية الاحزاب المؤمنون يتراجعون عن اماكنهم،
    في اية الحج ذكر الارضاع قبل الحمل،
    وحركة السكران فيها تراجع للوراء (القهقري)
    وفي المزمل الولدان شيب،
    والشمس تشرق من المغرب،
    والبعث يبدأ من حالة الممات.
    ما يجمع كل ذلك هو انعكاس اتجاه حركة الاحداث،
    وبالاحري هناك تراجع للاحداث.
    ومن هنا يتبين لنا ان الحركة في المعاد تكون معكوسة،
    فالمراة تضع مولودها ثم يقرب اليها فتنظر اليه بدهشة واستغراب ثم تاخذ في ارضاعه،
    وبقلب الاحداث يكون الارضاع اولا ثم نظرة الاستغراب (الذهول)، ثم يبعد عنها،
    ثم يرجع المولود الي بطن امه،
    وهذا ما يحدث في المعاد، فالاحداث ترجع الي الوراء
    ولذلك جاء (تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها)
    أي انها ترضعه ثم تستغرب منظره ثم تضعه في بطنها، فترجع حاملا به،
    وحركة الناس تكون القهقري مثل حركة السكران الذي يتراجع احيانا الي الوراء بفعل عدم التوازن،
    وكذلك تشبه حركتهم حركة الفراش والجراد، (كالفراش المبثوث)، (كأنهم جراد منتشر)
    فالفراش والجراد يتحرك الي الامام وعيونه جهة الخلف،
    وفي المعاد يتحرك الناس الي الخلف وعيونهم جهة الامام،
    وهذا كله بسبب ان الارض تتراجع، فبعد المغرب يكون العصر ثم الظهر ثم الضحي فالصبح،
    وبداية حركة الارض ان الشمس تتراجع عن غروبها،
    فغروبها الاخير هو اول شروق لها من جهة المغرب،
    والناس لا يبدأون حياتهم بخروجهم من بطون امهاتهم كما في الدنيا،
    وانما تنقلب الاية فتكون بداية الحياة بالخروج من القبر، وتنتهي الحياة بالرجوع الي بطن الام،
    فاذا مات شخص وهو يتلو القران في المسجد ثم جئ به البيت فغسل ثم صلي عليه وقبر،
    ففي المعاد يُخرج من القبر ثم يصلي عليه ثم يُغسل ثم يُذهب به الي المسجد ،
    وهناك تعود الحياة اليه وهو يتلو القران، وهذا مصداق لقوله (ص): (يبعث كل عبد على ما مات عليه)،
    فاذا ما مات مسنا يعلو رأسه الشيب، فانه في المعاد يأتي الي الدنيا (يولد) وهو اشيب، ثم يبدأ يصغر في السن مع مرور الوقت حتي يصير طفلا ثم رضيعا، الا ان يخرج من الدنيا حين يرجع الي بطن امه، وهذا تفسير قوله تعالي: (يوما يجعل الولدان شيبا). فالقادمون الجدد الي الدنيا (الولدان) يخرجون من قبورهم شيبا.
    وبهذا يتضح لنا ان الزلزلة هي الحركة الي الوراء (القهقري)، وهذا ينطبق علي حركة الارض وحركة الساعة.
    فاول يوم للارض في الدنيا هو اخر يوم لها في المعاد.
    وآخر يوم للارض في الدنيا هو اول يوم لها في المعاد،
    ولهذا فان معظم المفسرين قالوا ان الزلزلة كائنة في آخر عمر الدنيا وأول أحوال الساعة.

    6- عذاب القبر: زلزال الارض
    النصوص التالية توضح لنا علاقة عذاب القبر بزلزال الارض:
    أ- وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد(2) [الحج]
    ب-{سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم (101)} [التوبة]
    ت- { وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك (47)} [الطور]
    ج- {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين} [إبراهيم]
    عن البراء بن عازب انه قال: "نزلت في عذاب القبر"
    ح- {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا(75)} [الإسراء]
    "عن الحسن البصري {ضعف الممات} قال: هو عذاب القبر" (البيهقي: إثبات عذاب القبر)
    خ- {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر: 46]
    د- {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(125)} [طه]
    ذ- عن عائشة، أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئا من المعروف، إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر، قالت: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، فقلت: يا رسول الله، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟ قال: " لا، وعم ذاك؟ " قالت: هذه اليهودية لا نصنع إليها من المعروف شيئا إلا قالت: وقاك الله عذاب القبر، قال: " كذبت يهود، وهم على الله عز وجل أكذب، لا عذاب دون يوم القيامة "، قالت: ثم مكث بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه، محمرة عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: " أيها الناس، أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أيها الناس، لو تعلمون ما أعلم بكيتم كثيرا وضحكتم قليلا، أيها الناس، استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإن عذاب القبر حق"
    ذكر بعض المفسرون ان الاية الاخيرة تتحدث عن عذاب القبر،
    واختلفوا هل الضنك في الدنيا ام الاخرة، وهل العمي عمي البصر ام البصيرة،
    وحل الاشكال يكون بادراك ان هناك معاد للدنيا في الاخرة، فتكون المعيشة الضنك في الدنيا وفي الاخرة، لان الضنك في الدنيا يتبعه بالضرورة ضنك في المعاد،
    وتقدير الاية: ان له معيشة ضنكا في الدنيا، ويوم القيامة له معيشة ضنكا ونحشره اعمي،
    اعمي البصر، لان هذا هو عذاب القبر الذي ينتظر المعرضين عن الذكر، وينجو منه الذاكرين،
    ولذلك يستعيذ المؤمن من عذاب القبر.
    وهناك اشكال في ان المفسرين تجنبوا تفسير العمي بانه عمي البصر مع ان النص واضح جدا:
    (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا)،
    والسبب هو اية [ق] {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (22)}،
    وحل الاشكال في ادراك الانفصال النوعي الذي لاندرك حدوده الدقيقة لكننا علي يقين به لقوله تعالي: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد(21)} [ق]،
    فالجسد يكون اعمي، وعمي الجسد لا يتبعه عمي النفس التي تراقب عن كثب،
    لان النفس يراد لها ان تكون مبصرة لتري ما عملته، بل ان الله يعطيها حدة الابصار،
    وذلك بتحررها جزئيا –علي الاقل- من ثقل الجسد ذي الامكانات المحدودة،
    ومعني كشفنا عنك غطاءك أي غطاء الجسد، ولذلك تكون النفس ذات بصر (حديد) أي حاد.
    فهي تري صورة كاملة للجسد الملازمة له في جميع احواله، وهذا ما لم يكن ممكنا في الدنيا،
    حديث عائشة يبيّن ان عذاب القبر حق، ولكن كما قال الرسول (ص) (لا عذاب دون يوم القيامة)،
    وقد سمي القرآن زلزلة الساعة بانها عذاب شديد، وهذا العذاب في الارض،
    وبنهاية الدنيا وموت البشر تكون الارض بمثابة مقبرة كبيرة للناس،
    ولذلك فان معاد الدنيا الناتج عن زلزلة الارض (تراجعها) في الاخرة هو عذاب القبر،
    لان زلزال الارض يحدث لكي يري الناس اعمالهم {يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم (6)} [الزلزلة]، والاجساد التي تسعي لتعرض ما عملته في الدنيا هي اجساد ميتة (منفصلة عن انفسها) مقبورة داخل الارض، وكل سعيها ذلك يكون داخل الارض- القبر الكبير. نعوذ بالله من عذاب القبر.

    خاتمة:
    يتضح لنا من البحث ان قيام الساعة وزلزلة الساعة وزلزال الارض وعذاب القبر كلها شيء واحد هو يوم القيامة الذي يكون بنهايته الحساب قبل الدخول في الخلود الابدي في الجنة او النار، اعوذ بالله من النار.
    ان تصوير الاحداث والاخبار عبر الصور المتحركة (الفيديو) قد تطور تطورا كبيرا، واصبحت دقة الصورة عالية جدا عبر الكاميرات الرقمية والهواتف الذكية. واضحت الكثير من الشوراع والمباني مراقبة علي مدار اليوم بكاميرات المراقبة التي تحتفظ بتسجيلاتها لفترات طويلة. فاذا كانت هذه صنعة الانسان ذي القدرة المحدودة فما بالك بصاحب القدرة المطلقة الذي قال في كتابه {يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية)(18)} [الحاقة]، فهل تكون التقنية الالهية في العرض اقل من تقنيات البشر؟ كلا بالطبع.
    قلنا ان الحياة الدنيا خمسين الف سنة، وكذلك تكون مدة اليوم الآخر، ولكن هذا بحساباتنا الارضية الان، ولكن في الاخرة يحدث نسف للجبال والبحار والانهار فتتاثر كتلة الارض والجاذبية وغير ذلك-ربما تفيدنا هنا نظرية النسبية- مما يجعل الارض تنطلق بسرعة اكبر {يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون (43)} والله اعلم، ولكن الغاية من المعاد هي عرض الاعمال، فمهما كانت سرعة الارض وحركة الاجساد فان النفس المنوط بها تذكر ما فعلته تدرك وتستوعب حركة الجسد لان النفس امكانياتها اعلي بكثير، فيكفي ان نتخيل وفاتها اليومية عند النوم الي الملكوت الاعلي وعودتها في لمح البصر متي ما استيقظ النائم. ولذلك فعندما ينتهي العرض (يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة) فهذا كله لا يساوي شئ ازاء الخلود الابدي. نعلم ان هذا المفهوم الجديد للزلزلة مخيف جدا، فحركة الزلزلة المعكوسة (القهقري) مثلما عبر القران: (شئ عظيم) (عذاب الله شديد)، فهي فعلا عذاب خاصة عندما يتخيل المرء ان حركته في الدنيا كلها الي الوراء (علي قفاه) وانه حينما يجلس الي الطعام يرجّع ما اكله، وحينما يذهب الي الحمام يرجّع البول والغائط الي بطنه، وربما كان هذا ما قصده الرسول(ص) من قوله: (أكثر عذاب القبر من البول)، فلأنّ في خروجه في الدنيا كثير من الراحة يكون في رجوعه الي الجسم في المعاد كثير من العذاب. فربما أُسيئ فهم الحديث. ولذلك كان الرسول (ص) دائما ما يستعيذ من عذاب القبر وجعله دعاء في الصلاة، ولكن رغم ذلك يكون المؤمن الشاكر سعيدا بعمله لانه ذاهب الي خلود في الجنة بعكس حال الكافر. . اعوذ بالله.
    ان ما تصورناه عن اليوم الاخر يظل اجتهادا فقط للعظة والتذكر أتاحها لنا تدبر القران لما يمكن ان يكون في ذلك اليوم، اما الصورة الحقيقية فتظل غيبا لا يعلمه الا علام الغيوب عزّ وجلّ.

    وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب
    محمد الصادق
























                  

12-26-2019, 11:40 AM

عمر عيسى محمد أحمد
<aعمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مفهوم تصحيحي جديد للقيامة او قيام الساعة � (Re: مقالات سودانيزاونلاين)

    الأخ الفاضل / محمد الصادق
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :

    حاولت أن أجاري اجتهاداتكم تلك عن مفاهيمكم الجديدة لقيام الساعة والزلزلة وعذاب القبر والدابة .. وأنت تقول أن الإنسان في الدنيا ( كائن ) يتكون من ثلاثة عناصر .. وهي : ( الروح والنفس والبدن ) .. وفي اليوم الآخر تفترق تلك العناصر .. لتكون ( النفس ) في طرف .. ( والروح والجسد في طرف آخر ) .. ولكنك تتجاهل كلياُ تلك المرحلة التي تعقب الموت مباشرة قبل يوم القيامة !! .. فماذا تسمي تلك المرحلة وهي حالة تخالف مفهومكم عن فترة القيامة والساعة .. وإذا افترضت أن اليوم الآخر يبدأ من لحظة موت الإنسان فيعني ذلك بمفهومكم الجديد أن الكائن الميت مازال يجتمع فيه ( الروح مع البدن ) وفقط المفارق هي النفس !!.. وذلك أمر عجيب !! .. وأما إذا افترضت أن هنالك مرحلة أخرى قبل اليوم الآخر فالأمر يحتاج لوقفة أخرى عميقة .. فأين تلك الأطرف بعد الموت مباشرة .. هل يفترق الثلاثة عناصر بعضها عن البعض كلياُ بحيث تكون النفس لوحدها منفرداُ وتكون الروح لوحدها منفرداُ ويكون الجسد لوحده منفرداُ ؟؟ .. أم أن ذلك الموت يعني ( الروح والجسد ) يظلان بنفس المعية بينما أن النفس هي التي تنفرد ؟؟؟ .. وفي كل تلك الاحتمالات فإن تفسيرك لا يليق إطلاقاُ .. فإذا قلت أن الموت يعني افتراق الثلاثة عناصر بعضها عن البعض فإن ذلك ينسف كل تفاسيرك عن الآيات من الأساس .. وإذا قلت أن الموت يعني ملازمة الروح للجسد في السراء والضراء بينما أن ( النفس ) هي التي تفترق عن الثلاثة فإن ذلك ينفي فكرة الموت أساساُ .. حيث عدم مفارقة الروح للجسد في كل الأحوال وذلك تفسير لا يقبله العقل السليم !! .. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد : من هو المنوط به الحساب والعقاب والعذاب والثواب : هل هي ( الروح أم هي النفس أم هو ذلك الجسد أم تلك الأطراف الثلاثة مجتمعة ؟؟؟؟؟؟؟؟ ) .. وإذا كانت تلك الأطراف الثلاث سوف تجتمع في الآخرة فما الفرق بين الإنسان في الحياة الدنيا وبين الإنسان في اليوم الآخر ؟؟؟ . وأنت في مرحلة في تفسيرك تقول أن النفس سوف تشهد على ( الإنسان ) وبذلك تفصل بين كائنين : ( كائن الإنسان وكائن النفس ) ؟؟. والله وحده يعلم تفصيل تلك الآيات .

    وفي الختام لكم خالص التحيات

    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 12-26-2019, 12:08 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de