يتداول الناس حول العالم الكثير من القصص و الاساطير حول قوس قزح و ما يحمله من دلالات و منها ان من يتمكن من الوصول الي طرفه الاخر و يتمنى اية امنية فانها ستحقق لا محالة’ و كما ان الوانه الطيفية الجميلة و المبهرة تحمل الكثير من الدلالات لاولي الالباب و الابصار. بل ان حتى من لم يتمكن من النظر اليه لمرض العين ابتو غياب حاسة الابصار ’ فانه يتكمن من الاحساس به من خلال طاقة اللون و التي يطلقها ذلك الطيف و بالتالي الشعور و الاحساس بالالوان بدلا عن رؤيتها و كما قال بشار بن برد : ورت كبدي فلم اجهل شجاها فبت كانني اعمى معنى يحب الغانيات و لا يراها
و لعل ضعف استعداد المحليات للخريف و الخوف من السيول و الفيضانات جعلنا ننظر لاسفل في المجاري و المصارف بدلا من النظر لاعلى للاستمتاع بجمال الطبيعة و عظمة الخالق و التي حرمتنا منها محليات السجم و الرماد و ادارت خم و صر و ما بها من فساد. فاللون الاحمر يتبدى كلون الدم الذي يجري في عروق البسطاء كما يجرى الشيطان في اوداج اهل الثراء الفاحش و المشبوه, و يعبر عن رغبة الحرية و الانعتاق من الصلف و الكبت و الغبن: و للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق و يتماهى ذلك اللون حتى في تصنيف المواطنين فهذا احمر و ذاك غيره ليتقدم اهل الولاء على اهل الاداء و في النهااية يخسر الوطن. و ياتي الاخضر براحة النفس و السلامة الذهنية و رمزا للنماء و الخصب و يلازمه البنفسجي بروعته و الازرق بهيبته و الذي هو لون السماء و الذي جعلته الكتاحات و الجفاف و التصحر جعلتها غبشاء كما اصبح جل مواطنينا في الاونة الاخيرة تعساء بما يرون و يسمعون. و الازرق النيلي يفغر فاه ضاحكا من عبقريتنا و نحن نعطش و النيل بقربنا و ننام في الظلام و السدود على قفا من يشيل, و نستورد الاسماك من الخارج و البلطي يتقافز من حولنا و نحن سعداء و هانئين:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام
و يا ليتنا كنا مثل الكسعي الذي كسر قوسه بعد ان اصاب به و هو لا يعلم و نحن منذ عشرات السنين نرمي و لا نصيب شيئا سوى انفسنا و اهلنا و لم ينكسر قوسنا و لم نسال انفسنا من الذي ياتي لنا و يمدنا بكل تلك السهام و الحراب الضاربة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة