ممنوع الاقتــــــراب والتصــــوير يا غــــــلابة !!
كم وكم من يبتغي الرحيل عن سواحل الفاقة والبهدلة .. وكم وكم من عاشق يتمنى أن يهجر رفقة الفقراء والغلابة .. وكم وكم من متيم يهيم بالدولار ليدخل في عوالم السحر والغرابة !.. فهو صاحب النفس التي تجادل كثيراُ لتلتحق بأهل الفخامة والمكانة !.. يحاول الإثراء كالآخرين سطواُ أو نهباُ بأي طرق مهما كانت قذرة وملتوية .. فإذا به يظهر قزماُ بين هؤلاء العمالقة في ميادين الاحتيال والمنفعة !.. ويكتشف أن مهنة اللصوصية محاطة بأسوارها العالية وبأبوابها المجنزرة .. وهي مهنة ليست متاحة لكل من هب ودب ليشترك في جملة المعمعة .. قد يحسبها الجاهلون أنها مهنة مفتوحة ومتاحة وميسرة !! .. ولكنها مهنة بشروطها التي لا يقدر عليها إلا أهل المواصفات والمقدرة .. وهي مهنة تتطلب التجرد كاملاُ عن محاسن الأخلاق عند الذبح والمذبحة .. وتحتاج بشدة لتلك الأغطية الواقية التي توحي بالنفاق والتورية .. وهي الأغطية التي تجعل من الشياطين في ثياب الأنبياء والأولياء الصالحين .. أغطية تتباين في مواصفاتها من بلد لبلد ومن مجتمع لمجتمع .. وعادة هي أغطية تجاري قدسية الناس لفكر من الأفكار أو لمعتقد من المعتقدات .
وللشعب السوداني مواقف وتجارب مع هؤلاء النابغين في بحار الفساد .. وهي تجارب تظل مغرية وتنادي بالتمرد والانحراف .. ولكنها ليست متاحة مرتاحة لكل إنسان .. فهي بأسرارها التي تخص أهل الشأن عبر الأزمان .. وتلك الأسرار تحيطها أسوار عاصية وعالية لا يمكن أن يتسلقها الصغار !.. فهي دائماُ وأبداُ لأهلها الكبار .. ينفرد بها هؤلاء الذين يجيدون الحديث بالمليار والدولار .. وأسواق الفساد بشروطها المقدسة .. ومن الشروط أن الذي يزاول مهنة ( اللصوصية ) في السودان لابد أن يمتلك ورقة الترخيص !.. وهي ورقة مصدرها القمة في البلاد !.. ومن العجيب أن ( رخصة اللصوصية ) هي درجات ودرجات كحال الرخصة في قيادة المركبات !.. فهنالك الرخصة الكبيرة وهنالك الرخصة الصغيرة !,, فهؤلاء الفطاحل في مجال اللصوصية أصحاب النفوذ يحملون الرخصة الكبيرة .. وهي رخصة لا تمنح لهؤلاء اللصوص الكبار إلا بعد الاجتياز لشروط في المجال .. ومن تلك الشروط أن تفوق قيمة المسروقات فوق المليارات !.. وأن لا يتعامل صاحب الرخصة الكبيرة إلا ( بالدولار ) .. أما هؤلاء اللصوص الذين يحملون الرخصة الصغيرة فعادة سرقاتهم متواضعة .. فهي في حدود الآلاف والآلاف من الجنيهات بجانب القليل من الدولارات .
الشخص الجديد الذي يريد الالتحاق بركب اللصوصية في السودان عليه أن يبدأ الخطوة الأولى بنهب خزينة عامة في موقع من المواقع المهملة !.. وما أكثر تلك المواقع المهملة التي لا تراها عيون السادة ( ديوان المراجع العام ) .. ولابد أن يبدأ الخطوة بسرقة مبالغ كبيرة تستحق الذكر والمجازفة .. مبالغ كبيرة تدغدغ المشاعر وتثير شهية الصحافة .. ويجب أن لا يكتفي السارق الجديد بالسرقة بل عليه أن يجتهد في إشهار الذات حتى ينتشر الأمر ويذاع .. وتلك الجرأة في الخطوة تجذب شهية ( نقابة اللصوص ) في السودان .. تلك النقابة التي لا تعتمد العضوية إلا لأهل التحدي والإشهار !!.. ومن الطبيعي أن تتفاخر النقابة بذلك العضو الجديد المتوسم بالجرأة .. وهو ذلك العضو الذي يتلقى كل ألوان الحماية والمساعدة من النقابة .. ومن أدبيات تلك النقابة أن العضو فيها لا ينفرد عند الضيق والحاجة .. ولا يعاني إطلاقاُ من مناسك الأسر والحبس .. وإذا حدث لعضو من الأعضاء ما يسوء فإنه يجد كامل الحماية والرعاية من كافة الأعضاء .. وكذلك إذا تم إدانة وتغريم عضو من الأعضاء فإن الغرامة توزع على رؤوس اللصوص أينما تواجدوا بالداخل أو بالخارج .. وبذلك تنهار وتقل مقادير الحصص من الغرامة كالتأمين وإعادة التأمين .. فيا بخت هؤلاء اللصوص !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست