جريمة اغتيال الدولة السودانية رقم 7 بقلم د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-27-2019, 00:31 AM

د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
<aد. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 38

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جريمة اغتيال الدولة السودانية رقم 7 بقلم د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر

    00:31 AM September, 26 2019

    سودانيز اون لاين
    د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    استشراف المستقبل والخروج من المأزق الراهن
    د. الهادي عبدالله إدريس أبوضفآئر

    أكثر من ستة عقود مضت منذ الإستقلال، و لا يزال السودان غارقاً في دموع ودماء ابنآئه ، ومآلات الحرب وصور الرعب والموت في كل الأجزاء، و البندقية هي الآلية الأكثر حظاً والأعلى صوتاً لحل القضية السودانية، مما نتج عنها دولة القهر والظلم والاستبداد، ومجتمع يكيدون فيه لبعضهم البعض ويتصارع داخليا مما لا يسمح له بالنهوض، فهل يمكن لنا بعد الثورة المجيدة أن نحلم بتأسيس مجتمع سليم معافى خالٍ من العنصرية، فيه الإنسان يقبل الآخر ويعملون مع بعض بشكل إيجابي لبنآء دولة المواطنة.

    فالثورة التى أذهلت العالم وقدمت دروساً في الوعي و السلمية في الأدآء، لا تزال عاجزةً عن إحداث نقلة نوعية تنقلها من الجهوية والعنصرية إلي فضاءات الإنسانية. فمخرجات الثورة اليوم تعاني من الضبابية والتداخل التى يعجز معها طلاب المدنية وقادتها من تحديد المعايير والسياسات للتعامل مع القضايا الشآئكة والمعقدة، مما أدى إلى إرباك في المشهد السياسي، و إتفاق أديس أبابا والتنصل منه خير دليل. على قادة الثورة مراجعة تصعيد الكوادر السياسية الذين تنقصهم القدرة والكفاءة السياسية على معالجة إشكاليات وقضايا معقدة نسبياً، فعدم الإلمام بالقضية الأساسية و متطلباتها يؤدي بدرجة ما إلى عدم القدرة علي تبرير القرارات السياسية الخاطئة مما يقلل من المصداقية أمام الثوار وعموم الجمهور. فالقدرة السياسية لا تعتمد فقط على المواصفات الشخصية والإستعداد النفسي، بل هنالك عدة أمور تؤثر في الفاعل السياسي، منها المستوى التعليمي والتدريب المميز، والبيئة التى نشأ فيها ومستوى الثقافة المتوفر ومدى الاحتكاك بشرائح المجتمع المختلفة، والإلمام بالجذور الأساسية لطبيعة المشكلة والسياق التاريخي لها.

    الثورة لم تقُم لتغيير نظام سياسي واستبدالها بنظام آخر، إنما هي ثورة وعي لتغيير المفاهيم البالية التي أدخلتنا في دوامة من الفشل، وإحراز المراكز المتقدمة في الفساد والاستبداد والحروب الأهلية والنزوح والتشريد والإغتصاب والمرض والجهل والأمية وتسّيد المراكز الخلفية في النزاهة والشفافية. إلى مفهوم سياسي راشد وممارستها في إطار إجتماعي واسع يستوعب الجميع في أطر يكفل الإنسجام وعدم التضارب في المضامين، وإنشآء مؤسسات مدنية تحرس الثورة ومكتسباتها من طمع الجاهلين وشهوات المندسين الضاربين مصالح البلاد بعرض الحائط. وتأمين العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بشكل يضمن استمرار رفاهية المجتمع ورفع مستوى معيشة افراده مما يؤدي إلى تحقيق الرضآء والسعادة.

    اعتماد الرؤية الفاحصة والمتزنة للمستقبل المأمول لبناء أسس الديمقراطية باعتبارها ضرورة إنسانية وحضارية، وإدراج المزيد من أفراد الشعب للمشاركة في عملية صنع القرار، الذى لا يخضع للرغبات والأماني والأحلام، وإنما للمعطيات السياسية على أرض الواقع، وموازين القوى بين الأطراف المتصارعة، مما يجعل السياسة ممارسة إستراتيجية واضحة وراشدة تهدف إلى إثرآء الفكر وترسيخ قيم التسامح ومد جسور الثقة والتفاهم بين أفراد المجتمع، وليست ممارسة مبنية على ردود الأفعال. فالديمقراطية ممارسةً تحتاج إلى تفعيل وتطوير آليات تؤسس لوعي جديد يكفل ثقافة الحوار وممارسة الحريات ضمن إطار القانون والإنتقال بحياتنا الفكرية والسياسية إلى معايير جودة الأداء وانفتاح التفكير وقبول الآخر وتقبل النقد والإعتراف بالخطأ.

    فالوعي بشعارات الثورة (حرية سلام وعدالة) يتجاوز ردود الأفعال المصاحبة لحالة الاحتقان بين المناطق المهمشة و المركز، دون التقليل من أهميتها الآنية والعمل على إيجاد رؤية مستقبلية تسمح بإفتكاك المستقبل من الماضي الكئيب. وأن تترجم الشعارات التى رفعها الثوار إلى واقع ملموس، مستصحبين تجارب كل الحقب التاريخية التى أنتجت الوضع المأزوم. ولا نستطيع أن نتقدم إلى الإمام دون النظر إلى الماضي ومراجعة التاريخ، فرؤية المستقبل تعتمد على فهم التاريخ حتى لا نجد أنفسنا غارقين في نفس ممارسات الأنظمة البآئدة، بل أضيق أفقاً منها في الفعل السياسي، لأننا لم ننظر إلى الصورة الكاملة للمشهد، فالواقع أعقد بكثير مما نظن. فيجب أن تأخذ قضايا الأقاليم الأقل نمواً والتى لم تحظ بمشاركة معتبرة في الحكومات المتعاقبة بمنظور اعمق، إضافة إلى القضايا المباشرة والغير مباشرة للأطراف لتحقق أكبر قدر من الشعارات التي نادت بها الثورة ولدفع أكبر قدرٍ من الأخطار. فمساحة النظر الإستراتيجي أمر مهم لمتابعي المشهد.

    فالثورة التى تؤمن بالسلام ومبادئه تحتاج إلى أشخاص يمتلكون وعآءً معرفياً عميقاً بالإحداث وذاكرة تاريخية قوية عن القضية محل الصراع وخبرة سياسية بتعقيدات الواقع والمظالم التاريخية، لا إلى أشخاص يتعجلون خطف الثمار ولا يحسنون استغلال الفرص ومن خلال العجلة والتخبط خسرت الثورة الكثير من مكتسباتها في مقابل القليل من النتآئج المرجوة. فالتضحيات كبيرة تحتاج إلى إعمال العقل ولرؤية فاحصة وعميقة تعالج جذور المشكلة، بعيدة عن الشللية ومراجعة بعض السياسات الإقصآئية مما جعل شرقنا الحبيب ينادي بتقرير المصير الذي لم نسمع عنه طوال عهود الظلم والظلام، الذى اصاب وحدتنا في مقتل فخسرنا جنوبنا الحبيب ولم يكن لدينا ادنى درجة من الاستعداد لذلك، فهجر معظم الشباب الديار، ليعيش على فتات موآئد الآخرين. كما ينبغى أن لا نحمل المركز وحده اخفاقات المناطق المهمشة جملة وتفصيلا، لأن داخل المناطق المهمشة هنالك مرًكز يتعاون وينآمر على الهامش من أجل المصالح الشخصية الضيقة المشتركة بين مركز الهامش والمركز، مما جعل الهامش يتزيل المراكز الدنيا في التخلف والجهل والمرض. وبينما هنالك هامش داخل المًركز، فعلى الجميع العمل من أجل سودان يسع الجميع بترسيخ مبادئ المؤسسية وتثبت دعآئم الدولة المدينة بإنشآء مؤسسات قومية تتمثل فيها كآفة أطياف المجتمع برؤية قومية تجعل تقبل الشراكة وتجعلها مرتكزاً أساسيا في معناها ومبناها. فالهامش ليست جغرافيا فحسب، إنما الهامش هو تهميش الأفكار الحية في العقول والمركز هو تمركز الأفكار الخاطئة في العقول.

    الممارسة السياسية ليست لعبة النوايا الحسنة أو المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة فحسب، إنما أشبه بلعبة الشطرنج، حيث يعلب الذكآء والإلمام الجيد بقواعد اللعبة، ومخاطبة جذور المشكلة، والوعي بتاريخ الصراع، تلعب دورا مهماً في معالجة القضية محل الصراع، فصاحب الحق قد لا ينتصر إذا افتقد أدوات تحقيق النصر، فالتقصير في فهم قواعد اللعبة السياسية يؤدي إلى الخسارة وإن حسنت نية صاحبها وصفت قلبه وسما أهدافه. الحسين بن علي كان يمتلك النية الحسنة إلا أن الهزيمة لحقته ومن معه. كما أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تركوا الثغرة في غزوة أحد لحقت بهم الهزيمة. إذن حسن النوايا لا يبني مجتمعاً ولا يغيبر مسار التاريخ. الفاعل السياسي يجب أن يتعامل مع الواقع كما هو بعيدا عن التمنى وعند التحليق في سمآء الأحلام يجب أن يعود إلى أرض الواقع لتحديد الخطوة الممكنة في اتجاه الأماني والأحلام. مشاركة المناطق المهمشة في فضآءات السياسة أمراً يحتاج إلى فهم قواعد اللعبة السياسية من كل الأطراف المعنية.

    د. الهادي عبدالله إدريس أبوضفآئر























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de