الثوابت في توجهات الناس كالجبال لا تحركها الرياح !!
من المستحيل أن يلتقي الكل حول محور يجاري أطماع بعض النفوس .. وصفة الطاعة العمياء من الجميع ليست واردة إطلاقاُ .. وليست من السنن لدى البشر .. وقد يتمنى بعض الحالمين أن يقفز بأحلامه فوق أحلام الآخرين .. فنجده يجتهد ليضع الآخرين أمام الأمر الواقع .. كما أنه يجتهد أحياناُ لفرض تلك الأحلام بمنطق الإخضاع والإذعان .. ثم يعمل حسيساُ لكي يحقق تلك النزعات بفرية الحق والمزاعم .. ويجهل أن للآخرين كذلك حقوقاُ وأحلاماُ وعقولاُ !.. وتلك هي سنن الحياة التي تؤكد أن الإجماع في إطاعة ومجاراة الآخرين من البشر لا يحدث ولا يتمثل إطلاقاُ .. ويدخل ذلك في خانة المستحيلات .. ومن يقول غير ذلك القول فهو جاهل من الجهلاء .. حيث الحقيقة التي تؤكد أن أمنيات وأحلام البعض من البشر لا تنال الرضا والقبول بالإجماع .. وحتى أن الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) لم يسلموا من جدال الأقوام والأمم !! .. وتلك هي أوامر السماء التي لم تنل الرضا والقبول بالإجماع من كافة البشر .. ناهيك عن أقوال وأحلام هؤلاء الشرذمة من النفـــــر !.. فتلك مجرد أحلام تتعاظم شأناُ في نفوس أصحابها بقدر يماثل التقديس والعبادة !.. بينما هي في حقيقة الأمر مجرد أوهام لدى الآخرين !.. ومن المفارقات العجيبة أن البعض من هؤلاء الناس يظل في ممارسة تلك الأحلام الواهية طوال العمر والحياة حتى يشارف القبور !.. فهو يهدر العمر والحياة كلها راكضاُ خلف السراب والأوهام .. وغيره من الأذكياء يؤدي رسالة الحياة بمناسك تجاري الرياح كيف تجري !.. فذاك غبي وجاهل ينازع الهوى ويقاتل المجهول مع جنود إبليس خلف سياج الزمن والضياع حتى يقع الأجل .. وذاك عاقل ولبيب وفطن يكمل رسالة الحياة بالقدر الميسر المتاح الذي يكفي لإرضاء طموحاته !!.. وشتان بين عقل وعقل !! .. وفي نهاية المطاف لا يحصد الحاصد إلا بمقدار عقله !!.. حاصد يحصد الحسرة والندامة بجهله وجهالته .. وحاصد يحصد المقدور من متاع الحياة بذكائه وفطنته .. وشتان بين حاصد وحاصد .. وكما يقال في المثل السوداني : ( كل شاة معلقة بعرقوبها !! ) .
التاريخ دائماُ وأبداُ يقول : ( الإخفاقات والفشل لا تبررها حجج الجهل والغباء ! ) .. وتلك مقولة تماثل مقولة أهل الحقوق الذين يقولون: ( القوانين لا تحمي الجهلاء والمغفلين !! ) .. فنقول لهؤلاء القابعين خلف متاريس الجهل والضياع لسنوات عجاف طويلة : تلك هي نواقيس العلم والمعرفة تدق منذ سنوات وسنوات .. ومناهل الثقافة قد أصبحت متاحة بقدر يماثل رمال البحار .. ينهل منها الأذكياء وأصحاب العقول النيرة بكل نهم وشراسة .. ويأبى هؤلاء الحمقى والجهلاء الذين يجهلون معاني العلم والمعرفة .. فهؤلاء يفيضون علماُ وعلواُ بفضل المعرفة والثقافة والتقدم .. وينفعون البلاد بعطايا المعرفة والثقافة المقرونة بالسلوكيات الحسنة المتحضرة .. وهؤلاء الحمقى والجهلاء يفيضون فساداُ بجهلهم .. ويهدرون الأعمار في المناكفات الفارغة والسجال !!.. وهؤلاء في عرف أبناء السودان يمثلون دائماُ وأبداُ تلك الحجارة التي تعيق تقدم البلاد نحو الأمام .. ومتى ما تتفشى المعوقات في مجتمع من المجتمعات فأعلم أن وراء ذلك يكمن الجهل والجهلاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست