سلام على إثيوبيا .. بقلم محمد السيد علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2019, 09:33 PM

محمد السيد علي
<aمحمد السيد علي
تاريخ التسجيل: 08-12-2019
مجموع المشاركات: 6

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلام على إثيوبيا .. بقلم محمد السيد علي

    09:33 PM August, 19 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد السيد علي-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    أظهرت الجارة العزيزة إثيوبيا تعاطفا لافتا على المستوى الرسمي والشعبي للثورة السودانية بحيث كان لها القدح المعلى فيما آلت إليه الأمور فيما بعد . لقد أثبتت أثيوبيا على مرّ التاريخ أنها الصديق الوفي للسودان ولا غرو في ذلك فالجذور التاريخية للشعبين تؤكد أنهما ينحدران من ذات الأرومة ، يدلل على ذلك ما يحملونه تجاهنا من حب وتقدير متناه . لذلك لم يكن غريبا أن يكونوا السباقين في تبني مثل هذه المبادرة الموفقة لتخطي الصعاب التي واجهتها الثورة السودانية حتى تكللت المبادرة بالإتفاق الأخير ، ثمّ كيف لنا أن ننسى تلك العبرة التي حبست دموع (درير) يوم إعلان الإتفاق ، لقد كانت لحظة رائعة ، مثلما لا ننسى تلك الجموع الحاشدة التي خرجت في أديس في ذات اليوم .

    عطفا على حقائق التاريخ ، يمكننا القول وبكل أريحية أنّ النيل الأزرق أو (الآباي) كما يسميه الإخوة الاثيوبيون لا يحمل إلينا فقط الطمي والخير وأسباب الحياة ، بل يحمل الينا كذلك الحب والعشق الإثيوبي الذي لا تحده حدود وهو حب وثقّت عراه الأيام يوما بعد يوم . لقد قال (سياد بري) ذات مرة وكان وقتها يقصد شعوب القرن الأفريقي والسودان : دعوا علماء الأنثربولوجي يعملون فسيتوصلون إلى أننا من أصل واحد . لكن هل نحن أصلا في حاجة إلى هذا العناء ؟ بالطبع لا .. صحيح أن الشبة بين السودانيين وشعوب القرن الأفريقي كبير ، لكنه يتجلى بشكل أكبر في الحالة الأثيوبية التي تتميز بحالة وجدانية متفردة ، وإن كان من ثمّة مثال في هذا الصدد فهناك القصة المعروفة للإمبراطور هيلاسلاسي حينما قدم السودان عام 1967 وكان في برنامجه زيارة لمدينة (نيالا) التي جاء لزيارتها بمعية الأزهري . أستقبل الرجل يومها إستقبالا باهرا ونصب له سرداق كبير للإحتفال وفي أثناء جلوسه أبصر (هيلاسلاسي) ضابط شرطة سوداني كان مرافقا لوفده . حدّق (هيلاسلاسي) طويلا وتملى في وجه هذا الضابط فتذكر إبنه المحبوب إلى قلبه / الأمير ( مُكَنّنْ) دوق مقاطعة هرر الذي لقي مصرعه عام 1957 في حادث مروري قيل يومها أنه مدير . إغرورقت عينا (رأس تفري) بالدموع وهو يرى شبيه إبنه يقف أمامه منتصبا فأنحنى على الأزهري وحدثه بذلك وطلب من الضابط المجيء والجلوس بجانب الإمبراطور .. فتحدث معه الإمبراطور بود وحنيه ، طالبا منه زيارة إثيوبيا ومقابلته .. لم يكن ذلك الضابط سوى المقدم شرطة / كريم الدين محمد أحمد الياس ، المتبرم من تنقلاته الكثيرة داخل الوطن . . لكنه لم يك يدري أن القدر سيحمله إلى عوالم لم يكن يحلم بها من قبل . أصبح كريم الدين يتردد على العاصمة الإثيوبية مرارا حيث أكرمت وفادته هناك وأصبح يقابل الأمبراطور في كل مناسبة من دون أي ترتيبات بروتوكولية .

    في المقابل لا ينسى الإثيوبيين أن السودانيين كانوا دوما متعاطفون معهم فحدود السودان الشرقية ظلت على الدوام مشرعة أمام الجميع ، يوم كانت المسغبة وقسوة الطبيعة تضرب تلك المناطق ، فكان أن تدفق الوافدون من الشرق زرافات ووحدانا ، فكان إن إستقبلهم السودان برحابة صدر من دون أي منّ أو أذى . لم يضايقهم أحد برغم الظروف الصعبة للبلاد ، فكان منهم من إستطاب العيش في السودان فأقام ، ومنهم من إتخذه معبرا لبلاد أخرى وفي كل الأحوال لم يجد الإثيوبيون سوى المعاملة الطيبة والكريمة من إخوتهم السودانيين . سياسيا وفي التاريخ الحديث لم تشب العلاقات بين البلدين ما يعكر صفوها سوى تلك الفترة الحرجة خلال الحقبة المهدية حينما كانت الأحلام التوسعية هي المهيمنة ، ويومها كتب الملك يوحنا الثاني رسالة مؤثرة إلى الخليفة عبد الله التعايشي طالبا فيها التوحد ضد العدو المشترك بل ذهب إلى الأبعد طالبا إقامة تكامل إقتصادي بين البلدين قائلا (فإذا صار كذلك فهو غاية المنفعة لنا ولكم ، أنتم ونحن في الأصول السابقة أولاد جد واحد) لكن الخليفة عبد الله ضيّع هذه الفرصة التاريخية بقصر النظر فأرسل حمدان أبو عنجه تحت دعوى إما مسلم وإما كافر فأطاح بصاحب الفكرة الذي يعتبره الإثيوبيون حتى اليوم بطلا قوميا . لم تسوء العلاقات بعد ذلك بين البلدين إلا في عهد منغستو هايلي مريام الذي عادى الجميع فكانت ضرورة مقاتلته أمرا واجبا للإثيوبيين الذين لم يتوانوا في إسقاطه في العام 1991 وبين هذه وتلك كان لجوء الإمبراطور هيلاسلاسي للسودان في الثلاثينات حيث وجد الملاذ الآمن ريثما يتم طرد الطليان في اثيوبيا ويومها قاتل السودانيون قتال الأبطال في كرن وغيرها ونجحوا ضمن قوات الحلفاء في دحر القوات الإيطالية .

    لا يمكن أن يأتي الحديث عن إثيوبيا والسودان دون التطرق لمجال الفن والموسيقى والذي طالما ترك ولا يزال أثرا عميقا على وجدان الشعبين .، ففي ستينات القرن الماضي كانت الفرق الأثيوبية تترى على الخرطوم فعرف الناس فرق الحرس الأمبراطوري ، فرقة البوليس ، فرقة الجيش ، الخ .. وعرفوا فنانين أمثال (المايو) ، (منليك) وكذلك تعرفوا على عازف الساكس الماهر (قيتاشو) الذي طالما ضّوع المكان بعزفه البارع والحانه الشجية . كانت الأغاني الإثيوبية تهز وجدان السودانيين بالحانها ذات الشجن العميق كونها مستلهمة من الحان التراتيل والمزامير الدينية التي تأخذ بالمشاعر فيتحدر الدمع من العين غصبا . في المقابل كانت (عازه) هي تميمة الحب المشتركة بين الفن السوداني والإثيوبي . ما من فنان إثيوبي صعد المسرح إلا وغني (عازه) بالأمهرية أو العربية ، ولعلّ واحدا من أكثر المشاهد تأثيرا على نفوس الجماهير هو ظهور (تلهون) في أخر أيامه على المسرح في أديس وهو يغني (عازه) وهو على كرسيه المتحرك . إن تأثر فني البلدين ببعضهما البعض تؤكده شواهد كثيرة ، ولأن النبع واحد فإن (المايو) لم يجد حرجا في أن يأخذ من (بشير) مقطوعته الأثيرة (يا ترى) حتى من غير إذنه . صحيح أن (بشير عباس) غضب وأختصم معه في مردود المبيع من الأسطوانات ، لكنهما في النهاية إصطلحا لأنهما في الأصل وجهان لعملة واحدة .

    لا يمكن أن نغادر هذه المحطة دون أن نذكر الحب والشغف الكبير الذي أظهره الإثيوبيون تجاه الفنان (محمد وردي) فكان هو البلد الوحيد الذي نصّبه كفنان أفريقيا الأول ، مع أن محبة (وردي) كانت على إمتداد القارة ، إلا إنّ الأثيوبيين كانوا سباقين في ذلك التكريم . في إستاد أديس أبابا كان المشهد مختلفا حيث توافد الإثيوبيون من كل حدب ليشهدوا ذلك الحفل الكبير . حينما كان يغني (وردي) كانت ترقص الهضبة ، ينتفض السهل ، برقص الصغار والكبار وتعم الفرحة الجميع . من قال أنّ (الموسيقى لغة الشعوب) لم يحد قيد أنملة عن الحقيقة ، فاللغة لم تقف بوما حاجزا بين الشعبين فكان هذا الإنصهار الوجداني الذي نراه اليوم ، حب تلمسه في عيون الناس وفي لطفهم مع كل سوداني . هذه كلمات كان لا بد أن تقال في حق إثيوبيا هذه الجارة الحميمة التي أظهرت كل معان الود والتضامن معنا .. فسلام عليها وسلام على شعبها الجميل !























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de