|
يوماً او بعض يومْ!! بقلم علي بلدو
|
02:07 PM August, 16 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب اد/ علي بلدو
مثل الزمن دوماً عاملاً حاسماً و مؤثراً في تغيير مجرى الكثير من الاشياء و احداث الفارق في الحياة العامة و الخاصة على حد سواء, كما كان من العوامل التي يتناسها الجميع في تقرير مصيرهم و ادارة شؤؤون دينهم و دنياهم و التي ان سرقها منهم البعض جوراً و بهتاناً , فان لديهم ايضاً دنياوات" كثر’. و في بلاد العجائب التي ابتلانا الله بالعيش فيها’ نجد ان الزمن هو اول شئ يتم سحقه و محقه على ايدي الفرقاء و الخصماء و المتشاكسين من كل حدب و صوب, و تتبدى ظاهرة التبلدٌ الزمنيٌ في ابهى حلة حين ترى حزباً كبيراً و عريقاً و ينادي بالديمقراطية و سيادة حكم القانون و المؤسسية و هو لم يعقد مؤتمراً لقواعده منذ خمسين عاماُ او يزيدون’ مكتفياً باشارات مولانا و عبارات (ستي) و تنظيرات( شيخنا) و اخيراٌ و ليس اخراً تجليات( امامنا المبجلٌ) و الذي اصبح معصوما لدى البسطاء و ضعاف العقول و اصحاب المصلحة و الهوى و دون شكٌ اقرباء و انسباء و اصهار ال البيت و عترة الصالحين و الذين يسود لديهم اعتقاد قوي انهم عند الله من المقربين’ و ان من يعاديهم او ينتقدهم و لو بكلمة فهو دونما شك من الضالين! كما تمرمط الزمن في تلك الحادثة الشهيرة و التي انتقصت ساعة كاملة من عمر شعبنا الذي ضاع معظمه اصلاً و جاءنا من اصيب بلوثة العقل في بلاد الاغتراب ليتنزل علينا بفكرة لم ينزل الله بها من سلطان و يتبناها اهل الحكم الظالمون و يجبرون الناس عليها عن يد و هم صاغرون, ليخرج البلاد من توقيتها الذي سارت عليه نواميس الكون و منطقتها الجغرافية و يعاني الجميع حتى الصغار ’ و بل و حتى الجماد و الحيوان بفضل تلك النظرية الغريبة و التي اتت من نفوس مضطربة و اذهان يملؤها الضباب’ و ليدفع شعبنا المسكين فاتورة الجهل الحكومي ٌ و نصبح اضحوكة للاخرين و مثاراً للتندر للاولين. و ليت االامر توقف عند هذا الحد’ بل جاءنا اقوام زعموا انهم خبراء استراتيجيون و قاموا بعمل خطط بلهاء و فاشلة ابتداءً اطلقوا عليها بزعمهم الخطط الاستراتيجية و التي قضت على الاخضر و اليابس و جعلت الناس يموتون جوعا و عطشا’ و نضبت المشاريع الزراعية و الماء فوق ظهورها محمول’, و تواصل انقطاع الكهرباء برغم سدود الوهم التي قامت على جماجم الاطفال و الشهداء و بكاء النساء و الشيوخ و دعوات المهجرين و الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق,سوى انهم ليسوا بكيزان و ليسوا باخوان للشياطين. كما اختار هؤلاء الادعياء اسماءً لخرمجتهم تلك من خمسية و عشرية و نصف فصلية و غيرها من الاسماء و التي لا تساوى الا صفرا على اقصى اليسار, و ليتدهور كل شئ في غضون اشهر معدودات و زمن متسارع دون ان يحسوا او يشعروا به, بعد ان قبضوا المعلوم من مال سحت السلطان اللص وولاته السارقون ووزراءه المرتشون و الفاسدون بكل معاني الكلمة, و التي عناهم الشاعر بقوله لهم: ترك اللصٌ لنا رسالةً فوق الحصير جاء فيها لعن الله الامير و قاتل الله الوزير لم يتركا لنا شيئا لنسرقه معهما الا الشخير! والان و بعض ان تمكن العسكري الحاكم من الجلوس على الكرسي و احس بحلاوة السلطة و الصولجان’ بدا هو ايضاً بتناسي عامل الزمن و فقدان الاحساس به و التراخي و التماطل و اختلاق الاعذار لنيل الاستحقاقات الدستورية و تسليم السلطة للشعب و العودة الي الثكنات كما كل الجيوش في العالم, و لكن و بعض شهور طويلة من الجلوس و طقُ الحنك و صناعة الانقلابات و خوض المعارك الافتراضية’ فانك لو سالت والينا الان كم لبثتم في الحكم و السلطة بعد كل هذا الزمن الضائع’ فدون شك سيجيبك ناطقه الرسمي( ما لبثنا الا يوماٌ او بعض يوم).
|
|
|
|
|
|