منذ أن تفجرت الثورة الشعبية في ديسمبر 2018م ببدأ التامر عليها خاصة بعد أن بدأت بشائر إنتصار الثورة الشعبية التي وحدت أهل السودان كافة من اجل تحقيق الخلاص من نظام الحكم الديكتاتوري والإنتقال إلى الحكم المدني الديمقراطي. بعد أن بدأت المفاوضات بين قوى الحرية والتغيير المعبرة عن الإرادة الشعبية والمجلس العسكري الذي أعلن إنحيازه للإرادة الشعبية وأزاح الرئيس السابق من السلطة طفحت على سطح المجتمع بعض الجماعات المعادية للثورة من بقايا النظام السابق ومعها بعض الحركات التي إتفقت مع النظام السابق وأدعياء الحرص على الشريعة في الضغط كي يشاركوا في نظام الحكم الجديد. رغم ذلك وتحت ضغط الشارع الذي لايخون إضطر المجلس العسكري للإعتراف بقوى الحرية والتغيير وعاد للتفاوض معها، لكن ظلت "فاولات" القوى المعادية للثورة متواصلة لعرقلة الإتفاق الذي تم الإعلان عن تجاوز نسبة ال80% من إستحقاقات ترتيبات الفترة الإنتقالية. ظهرت للأسف بعض الأصوات الحزبية وسط قوى الحرية والتغيير تعلن عن رأيها ما يجرى من تفاوض بين "الطرفين" واستغلت قوى الثورة المضادة هذه الثغرة في التحرك لعرقلة الإتفاق المرتقب. يحدث هذا وسط إستمرار ذات كوادر الجهاز التنفيذي للنظام القديم ينفذون ذات السياسات الفاشلة التي تسببت في كل الأزمات، كي تتفاقم أكثر واكثر والمجلس العسكري مشغول في المؤتمرات الصحافية واللقاءات المصنوعة على ذات نهج الإنقاذ وتركوا حبل حال الوطن والمواطنين على غارب سدنة النظام السابق. بعد التوقيع على وثيقة الإتفاق السياسي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري عاد بعض حواة المؤامرات للحديث عن أهمية إستصحاب الحركات المسلحة التي أعلنت رفضها للإتفاق السياسي وبدأت مفاوضات مطولة في اديس اببا مع بعض رموز هذه الحركات التي كاننت ضمن نحالف نداء السودان أحد أكبر مكونات قوى الحرية والتغيير لإقناعهم باللحاق بركب العملية السلمية!! لم يكد يتم إتفاق أديس أببا حتى عاد حواة المؤامرات لدفع التنورحرك نحو حركة مسلحة أخرى للإجتماع بها .. هذه المرة في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، ويقود وفد التفاوض حميدتي وبعض أعضاء المجلس ورموز من قوى الحرية والتغيير. يحدث هذا وسط إستمرار حالة الفراغ الدستوري والتنفيذي مع تفاقم حاد للأوضاع الإقتصادية والمعيشية للمواطنين دون معالجة تذكر، بل ربما عن تعمد وقصد لإزلال المواطنين ودفعهم لليأس وال################ لكن الجماهير التي فاض بها الكيل خرجت للشارع من جديد، وللأسف ووجهت بذات أسلوب الإنقاذ بالعنف المفرط. يعلم القاصي والداني خاصة الذين إستولوا على السلطة بدعوى الإنحياز للإرادة الشعبية أن العنف لم يجدي في تحقيق السلام والإستقرار والامن في العهد السابق، وأن كل المؤامرات المصنوعة القديمة المتجددة لن تفلح في إخماد صوت الجماهير الثائرة. لم يعد هناك وقت ولا مجال للمزايدة .. ومع كامل الإحترام للحركات المسلحة بدون إستثناء بما فيها قوات الدعم السريع وكل المليشيات الإنقاذية فإن واجبها الان وضع السلاح جانباً لإسكتمال الإتفاق السياسي والدستوري بكامل إستحقاقاته والإسراع في قيام مؤسسات الحكم المدني الديمقراطي قبل أن ينفرط عقد السودان ويخسر الجميع، حينها لن ينفع الندم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة