بسم الله الرحمن الرحيم متى يلتقي الكل في رحاب يجعل البساط أحمـــدياُ ؟؟ لقد اكتفى أهل السودان من حالات التناحر والابتلاء .. وطالت السنوات في حروب دموية لا تعرف التوقف والانتهاء .. حروب بعضها محقة وبعضها مجرد نزعات لأطماع وأهواء .. وتلك دوامة من السجال والمناكفات التي لا تلتقي بعقول العقلاء .. وقد أهوت بالبلاد في دوامة من الجحيم الذي لا يطاق ويماثل حمم البراكين .. نزاعات وخلافات قد فاضت وزادت عن حدها بقدر يخالف الأعراف في بلاد العالم .. لقد فاضت وطفحت بالوعة الخلافات والخصومات بين أهل السودان .. وتلك المشاحنات والخلافات قد نالت حقها بالكفاية عبر السنوات تلو السنوات .. وحان الوقت ليلتقي أبناء السودان حول طاولة مستديرة بحثاُ عن الوفاق والاتفاق .. لقاءات مودة وإخاء يقيمها أبناء السودان الحكماء العقلاء .. والناظر متعمقاُ في أحوال السودان يجد أن دولة السودان لا تمثل جدلاُ يخالف الأعرافُ ولا تشذ عن دول العالم .. فهي دولة كمثيلاتها في العالم تتشكل خلاياها من شتى الأعراق والأجناس والأصول .. وتلك الصفة يمتاز بها معظم الدول في العالم .. ورغم ذلك فإن شعوب تلك الدول لا تجعل الحروب والتناحر ديدناُ ملازماُ يواكب الأجيال تلو الأجيال .. ولا تجعل من الخصومات والعداوات مناسك ملزمة كالعبادات .. بل هي تلك الشعوب التي تلتقي عند مرحلة من المراحل حول موائد الحوار والوفاق والاتفاق .. فلماذا يختلف إنسان السودان عن الآخرين في الأرجاء ؟؟ .. ولماذا هو يدمن نزعة العداء والخصومات بقدر يفوق الخيال ؟؟ .. وتلك التجارب في الماضي تقتضي أن يتجرد كل أبناء السودان من نزعة الأطماع والأهواء .. حيث طالت السنوات والسنوات وهي تحكي قصة أمة تكابد وتواجه أبشع ألوان الويلات .. أمة لم تهنأ يوماُ بحالة الأمن والهدوء والاستقرار .. ولم تلتمس في مسارها يوماُ حياة العز والنماء والرخاء .. بل كان مكتوب لها أن تعاني من الفرقة والشتات وحروب الإخوة الأشقاء .. أمة ظلت طوال مسارها تحلم بدولة عصرية قائمة على العدل والمساواة .. دولة متقدمة كمثيلاتها من دول العالم التي تمارس حياتها العادية الطبيعية .
ولأجل تحقيق تلك الأحلام فإن الأمة السودانية قد قدمت الكثير والكثير من التضحيات والدماء النقية الطاهرة .. ورفضت دوماُ تلك الممارسات التي يفرضها أهل السلطة والقادة الطغاة في كل مراحل الحكم بالسودان .. وصبرت وتحملت الكثير والكثير وهي تواجه أنكى ألوان الشقاء والبلاء والغلاء .. ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك النضال وتلك الثورات والانتفاضات لم تنهي في يوم من الأيام معاناة وشقاء الشعب السوداني .. بل كعادتها دامت تلك الحروب الأهلية والفرقة والشتات والتناحر .. دوامة تستوجب الوقوف عندها بمنتهى الاهتمام والتأني والدراسة .. وجاء الوقت ليجلس أبناء السودان حول مائدة مستديرة في حوار أساسه المودة والإخاء .. حوار ينهي تلك الدوامة من الحروب الأهلية التي أهلكت الحرث والنسل وعطلت عجلة السودان عن التقدم والرخاء .. وتلك تجارب الماضي تؤكد أن الأمة السودانية كانت دوماُ وما زالت حريصة في إقامة دولة أساسها الوفاق والاتفاق بين الأشقاء .. وهي أمة تعودت أن تنظر في الآفاق البعيدة أملاُ في تحقيق سودان الغد المشرق .. سودان الغد الذي يتصف بأوصاف العدالة والإنصاف .. كما يتصف بمواصفات التنمية والرخاء .. فهل سوف تختفي مظاهر الخلافات والاختلافات والحروب من قواميس السودانيين ؟؟ .. أم سوف تستمر تلك الأحوال كعادتها حيث ذلك البعض الذي يدمن حياة الحروب والشقاق والشتات ؟؟ .. وهو ذلك البعض الذي مازال يصر في ممارسة الطعن في الأظهر بخناجر الغدر من الخلف دون أسباب !.. وكذلك هي تلك الأيدي الملوثة التي تتسابق لسفك دماء الأبرياء تحت حجج واهية لا ترتقي لمصداقية تبرهن الحدث !.. وحيث الإصرار في مواصلة تلك الحروب الأهلية المدمرة التي تهلك الحرث والنسل ..وهنالك جماعات وفئات أدمنت حالة الحروب في السراء والضراء .. وتعودت أن تطعن في الأظهر بخناجر الغدر دون أسباب منطقية تبرر الفعلة .. أيدي تزعم أنها في خندق الوطن الواحد ثم تتسابق في الطعن قبل أيدي الأعداء !.. فيا عجباُ من أقوام يطعنون الأظهر من الخلف وهم يأكلون من نفس الإناء !.. فكيف يلتقي الكل في مركب واحد يمثل المستقبل ويمثل الحصانة لكل أبناء السودان ؟؟ .. ولذلك فإن الحادبين بأمر السودان ينادون اليوم بالصوت العالي ويؤكدون ضرورة التوقف عن تلك الممارسات المشينة .. كما ينادون بضرورة اللقاء والحوار والوفاق والاتفاق بين الإخوة الأشقاء .. وكل من يرفض ذلك النداء ويشذ عن القاعدة العادلة التي تجمع الكل حول مائدة الحوار فهو مجرد معاند يريد فقط التسويف والمتاجرة بقضية باطلة الهدف منها المصلحة الذاتية .. وليست تلك المصلحة التي تعني قضية عادلة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست