ان جزء من تعقيدات المشهد السياسي السوداني تعدد الاحزاب والكيانات السياسية المختلفة ووجود تيارات وتنظيمات وحركات مسلحة وغيرها. فضاء سياسي مفتوح لدرجة الفوضى والعبث السياسي ، قوى سياسية مختلفة لا احد يعلم وزنها السياسي ، قوى كانت تصطف مع الحراك السياسي وآخرى تقف في الجانب الاخر ، الحلقة المفقودة بينها معايير لتقيمها بجانب فقدان (التواصل – التوافق – الالتزام السياسي الوطني – ميثاق شرف العمل السياسي ) بعضها يفتقر الي الالتزام السياسي والوطني والأخلاقي ، العلاقة بين تلك المكونات التي يعمل كل مكون فيها للقضاء على الاخر في بعض الاحيان، وليس المشاركة في البناء الوطني ، ان غياب البرنامج الوطني الواضح و عدم تغليب مصلحة الوطن تعيق الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي. كما ان الصراعات بين القوى السياسية وتعددها غالبا ما تنعكس على الشارع وانقسامه. أليست المسئولية الوطنية تتطلب في هذه المرحلة وجود تقاليد وقيم للبناء الوطني ؟ ان القيم والأخلاق تلعب دورا كبير في بناء الامم ، مع ضرورة وجود خطوط حمراء في القضايا الوطنية الكبرى ينبغي عدم تجاوزها . ان الوضع الراهن في السودان الذي يتمثل في عدم التوافق والوحدة قد يؤثر على المرحلة الانتقالية وربما يجر البلاد في أي مرحلة الي اغراء النظم العسكرية للعودة الي الحكم مر ة أخرى. ان من الاسباب الرئيسية للانقلابات على السلطة بواسطة النظم العسكرية ظهور الخلافات السياسية التي تتخذها ذريعة للاستيلاء على السلطة بالرغم من انها تفتقر للتأهيل السياسي لبناء الدولة ورفاهية الشعب. ان من التركات الثقيلة للنظام السابق (المؤتمر الوطني) على البلاد هو خلق جيش من السياسيين اما بسبب التعيين السياسي بالترضيات او شراء المواقف السياسية دون النظر الي الكفاءة ومصلحة البلاد بجانب تغيير قانون الاحزاب السياسية وتسجيل عدد من الاحزاب السياسية للتحالف معها للعب ادوار تخدم بقاءه في السلطة ، نتج عن ذلك وجود عدد من العاطلين السياسيين بأطراف السوق العربي على سبيل المثال (وزير او معتمد سابق)الذين سيشكلون جزء من المشكلات السياسية في المستقبل و هم على استعداد تام للدخول في أي مزادات سياسية تخدم مصالحهم الشخصية. ان الوضع الراهن يحتاج الي اعادة تقييم النظام السياسي وتحديد معايير و تشريع قوانين لبناء الاحزاب والتنظيمات السياسية لإدارة العملية السياسية. ان كثرة وتعدد الاحزاب والكيانات السياسية لا تصب في مصلحة الوطن وأي توافق سياسي بين المكونات السياسية والمشاركة لحكم البلاد يحتاج لضبط العمل السياسي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة