الثورة السودانية الحالية وجذورها بقلم محمود أ. يوسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2019, 08:37 PM

محمود الحاج يوسف
<aمحمود الحاج يوسف
تاريخ التسجيل: 04-11-2017
مجموع المشاركات: 17

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورة السودانية الحالية وجذورها بقلم محمود أ. يوسف

    08:37 PM July, 01 2019

    سودانيز اون لاين
    محمود الحاج يوسف-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    [email protected]/
    من الصعوبة بمكان فهم الثورة السودانة دون استيعاب بعض من الخلفيات التي صاغت وشكلت هذه الثورة. كان السودان من أوائل الدول الإفريقية التي حصلت على استقلالها من بريطانيا العظمي في 1/1/1956، وقد تم صياغة مفاهيم وتطلعات الزعماء السياسيون في حقبة الاستقلال من خلال تداعيات أحداث عام 1924 ، لذلك ركزوا أكثر على التعامل مع الأيديولوجيات والتطلعات العربية وفي تجاهل تام لرغبات وطموحات الأغلبية من الجزء الإفريقي من السكان، وشكل جميع السياسات الرسمية العمل علي تعزيز هذه العملية عن طريق تعريب وأسلمة البلاد، على الرغم من أن تعداد السكان حسب إحصائية عام 1955\56 ، حيث مثل الأفارقة 58 ٪ من السكان والعرب وأولئك الذين ادعىوا أنهم عرب أقل من 39 ٪ من السكان والأجانب 3 ٪ [1 ، 2] ،وكان هناك 597 قبيلة في السودان [2]
    تم تشكيل الخريطة السياسية الحالية للسودان عندما أرسل محمد علي باشا ، الحاكم المصري، ابنه إسماعيل باشا للسودان للحصول على الرجال والعاج وريش النعام والذهب في عام 1821 [3] ؛ كان هذا الغزو بداية للحكم التركي في السودان حتى هزمه القومي السوداني الأول محمد أحمد المهدي، الذي قاد ثورته عام 1881 حتى دخل الخرطوم في 15 يناير 1885 وهزم الحاكم الإنجليزيني للسودان الجنرال جوردون باشا ممثلا للدولة التركية [4]. بعد 17 عامًا من الحكم الوطني، قامت القوات الأنجلو- مصرية – ومعه الكثير من السودانيين ، بغزو السودان في 2 سبتمبر 1898 ، ثم ضم دارفور إلي السودان في عام 1917 بعد هزيمة السلطان علي دينار الذي دعم الخلافة العثمانية والألمان في بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914 ، حينها أيد تركيا وأجرى اتصالات معها عبر السنوسي في ليبيا [5].
    ازدهرت تجارة الرقيق أثناء العهد التركي والمهدية، وعلى الرغم من أن البريطانيين زعموا أن غزو السودان تمت لوقف هذه التجارة التي تقلل من كرامة الطرفين ، فإنه من المؤسف أن ذلك لم يحدث ، ولقد علق علي ذلك مساعد مدير الاستخبارات في السودان بين عامي 1915 و 1926 ، السيد سي. ويليس قائلاً: "نما النظام الاجتماعي بأكمله في شمال السودان ليعتمد على امتلاك الرقيق التي بدونها لايمكن تطوير أي ممتلكات أوصيانة الأسرة" [6]. يظهر ذلك مدى التعاون بين السلطات البريطانية في السودان والمستفيدون الرئيسيين من وجود تجارة الرقيق في السودان، وهما علي الميرغني وعبدالرحمن المهدي، اللذان قادا مشاريع كبيرة واستغلا أتباعهما الدينيين في هذه المشاريع الزراعية، حتى عام 1926 حين تم إلغاء تجارة الرقيق رسميا في السودان، بغض النظر عن معارضة هؤلاء الزعماء الذين كتبوا مع آخرين خطابًا يعترضون على منع هذه العملية، ولكن وللسخرية كان القرار ينص على أنه يجب أن يُمنح العبيد أوراقًا للحرية عندما يبلغون الشرطة [6] وأخبرني صديق من الشماليين أن والدته كانت تطلب منهم عدم السماح لعبيدهم بالخروج خوفا من الذهاب الي مخفر الشرطة وخاصة كان هنالك أحد الجنوبيين (وكان مكروها) يمر علي المنازل ويقوم بأخذ العبيد الي مخفر الشرطة لأخذ ورقة الحرية كما أطلقوا عليها، أن هذه العملية الزائفة والغير واضحة، والتي تذكر المرء بما يحدث في موريتانيا ، قد أبقت على العبودية لفترة طويلة وحولت المجتمع إلى ثلاثة مستويات من الطبقات بناءً على مدى سطوع بشرتك، مما سمح بوجود طريق في وسط الخرطوم سمي باسم تاجر الرقيق الشهير الزبير باشا!
    خلال تلك الفترة، تم تجنيد العبيد السابقين المحررين وغيرهم من المواطنين في أعمال بناء مختلفة بعد الاحتلال، مثل المكاتب الحكومية والسكك الحديدية والطرق وخزان سنار والجسور وغيرها .. انضم آخرون إلى الجيش، بالإضافة الي المجموعة السودانية الكبيرة التي اتت من مصر مع الجيش المصري، وبعد الحرب العالمية الأولى في عام 1914 \ 1918 ، اكتسب بعض الضباط المتقاعدين والكتبة والعمال والتجار وعيًا كبيرًا تجاه أنفسهم والمجتمعات المحيطة بهم، الأمر الذي انعكس في تشكيل جمعية القبائل المتحدة في عام 1921 من قبل علي عبداللطيف، القومي السوداني الثاني (كانت والدته من الدينكا ووالده من النوبة) ، وهو ذلك الجناح السياسي الذي شارك لاحقًا في تشكيل جمعية اللواء الأبيض، بقيادته ونائبه عبيد الحاج ألأمين (من قبيلة الجعليين من الشمال) [6].
    بين عامي 1918 و 1924 ، كانت هناك مجموعتان تتنافسان على تمثيل الشعب السوداني في التفاوض مع البريطانيين، وهما جمعية اللواء الأبيض بقيادة الأفريقي علي عبداللطيف وتحالف من الزعماء الطائفيين / دينيين / تقليديين بقيادة علي الميرغني، وعبدالرحمن المهدي، والشريف يوسف الهندي، الذين أخذتهم البريطانيون إلى لندن في عام 1919 لتهنئة الملك جورج الخامس إمبراطور بريطانيا العظمي على النصر في الحرب العالمية الأولى [3] ، وفي لقائه مع ابن القائد القومي السوداني الأول المهدي، أعطى عبدالرحمن المهدي سيف والده للملك جورج الخامس، الذي قبله منه، لكنه أعاده إليه سريعًا قائلا، "لتواصل الدفاعع عن السودان والإمبراطورية وإلى الأبد! " [7]، يتسآئل البعض عند الحديث عن المفهوم الوطني، ماذا سيفعل المهدي الكبير لإبنه إذا عاد للحياة، ذلك هو المعيار الدقيق لتقييم وطنية عبدالرحمن المهدي بنظرة والده، وليست بنظرتنا. عند عودتهم للسودان، تركزت المناقشات بين المجموعتين بين تعريف الهوية وتحديد مصير البلد، بين بناء الهوية السودانية والمواطنة بما يتناقض مع اعتناق الهوية العربية وتصبح جزءًا من العالم العربي الكبير بهوية زائفة.
    ضمن تلك المواجهات الداخلية التي اتخذت أبعادا كثيرة، وقعت أحداث خارجية عديدة، والتي شكلت مصيرها، أولهما تلك الثورة المصرية في عام 1919 ، ثم قتل الحاكم العام للسودان وقائد الجيش المصري، السير لي ستاك في القاهرة في 19 نوفمبر 1924 ، على الفور أمر البريطانيون الجيش المصري بالخروج من السودان، لكن رفضت كتيبة سودانية بقيادة عبدالفاضل محمد الماظ (والده من نوير في جنوب السودان، الذي ترأس القوة السودانية في المكسيك في عام 1865 وترقي إلى رتبة العميد) ذلك وتمرد ورفضوا هذا الأمر بالتعاون مع القوة المصرية في الخرطوم بحري، التي خذلتهم لاحقًا، فقاتلوا حتى إستشهد الماظ [7 ، 8]، أما البريطانيين ولأسباب غير معروفة، وعلى الرغم من أنني أعتقد أنها مكافأة للقادة السودانيين العرب [9] ، فقد اتهموا جمعية اللواء الأبيض بقيادة علي عبداللطيف بالوقوف وراء ذلك التمرد وألقي القبض على جميع قادة الجمعية ، ثم حلوا الجيش الذي كان يهيمن عليه الضباط الأفارقة الذين كان قد تم اقتلاعهم من قبائلهم وتعلموا وتطورا في مدن مختلفة من الخرطوم والقاهرة واسطنبول وباريس ومدينة المكسيك، لأكثر من أربعة أجيال [6 ، 7 ، 8] ، يعتقد البريطانيون أنهم يشكلون تهديد لحكمهم ، لذا تم حلها ورفض السماح لهم بالعودة إلى قاعدتهم القبلية وتركهم في مدن مختلفة في السودان بدون وظائف [6] ، والتفسير الوحيد لذلك هو العقاب الجماعي من قبل البريطانيين، وحتى الجنود السودانيين في كينيا (ألنوبيين) لم يُسمح لهم بالعودة إلى السودان بسبب ذلك التمرد ، وتم تشكيل قوة دفاع السودان قائم علي التشكيلة القبلية ، روعي فيه أن يشكل 80% من ضباطه من الشمال النيلي ، لفقد الانجليز الثقة في العنصر الافريقي السوداني لحادثة البطل الماظ والمعركة التي نتجت بين قائد البعثة الاستكشافية التي كانت من المفترض الذهاب الي فشودة لمعرفة ما يقوم به مارشان الفرنسي عام 1896، حدثت المعركة في قرية لوبي قرب مدينة جنجا اليوغندية ومع السودانيين من جنود أمين باشا [10].
    حتى عام 1924 كان الكثير من الأفارقة السودانيين في المدارس، حتى أن بعضهم تخرج كأطباء في عشرينيات القرن العشرين، ولكن وبعد أن أفتقدوا للموارد، تدهورت حياتهم، لم يتمكنوا من إرسال أطفالهم إلى المدرسة، وانخفضت مشاركاتهم في المجتمع، رغم أنهم حاولوا تنظيم أنفسهم في عام 1947 و 1953. لكن قوبلوا بسياسات قوية من الأحزاب السياسية الشمالية، بينما كانوا يفتقرون إلى الموارد اللازمة لمواجهة ذلك [6].
    بالنسبة لجنوب السودان، في عام 1947 وقبل استقلال السودان ، أحضر البريطانيون بعض الكتبة الجنوبيين وزعماء القبائل مع السياسيين الشماليين في مؤتمر في جوبا ، لمناقشة العلاقة المستقبلية للبلاد ، مع ثلاثة خيارات للاستقلال أو الدمج مع دول شرق إفريقيا أو البقاء في السودان الموحد، وافق قادة الجنوب على البقاء تحت السودان الموحد، ولكن كان ذلك مشروطًا بنظام فيدرالي خاص. في ديسمبر 1955 ، وافق البرلمان على مناقشة ذلك في أول جلسة في الدورة الجديدة بعد الاستقلال، لمنح نظام الحكم الفيدرالي الي جنوب السودان، والذي لم يتم احترامه [1].
    قبل ذلك، تمردت القوات الجنوبية في 15 أغسطس 1955 [11] ، مما أدى إلى الحرب الأولى التي استمرت حتى 21 أكتوبر 1964 ونجاح ثورة أكتوبر للإطاحة بالحكومة العسكرية للجنرال إبراهيم عبود. كانت القضية الرئيسية وراء ذلك هي الحل السلمي للنزاع الجنوبي، لذلك عُقد مؤتمر المائدة المستديرة [1]. ولقد عارض قرارالمؤتمر كل من الصادق المهدي والدكتور حسن عبدالله الترابي [12] ، الذي عمل محاضر في جامعة الخرطوم والذي انتخب رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين في عام 1959 بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا وماجستير من أكسفورد، لقد عارض كلاهما توصية المؤتمر وزعما أن السودان لا يستطيع أن يحكم أو ينوب عن رئيسه إلا المسلمين [12].
    لقد عملوا على تقويض الحزب الشيوعي السوداني ، وحله، والذي كان رد فعله هو الاستيلاء على السلطة في 25 مايو 1969 تحت حكم جعفر محمد النميري ، الذي تخلص من الحزب الشيوعي السودانيلاحقا في عام 1970 وقتل زعمائه في عام 1971. وعلى الرغم من أنه حل الصراع الجنوبي في مارس 1972 ، لكنه انتهك الاتفاق في مارس 1983 بتقسيم إقليم جنوب السودان إلى ثلاث ولايات، مما قلل من سلطته ونفذ قوانين الشريعة في سبتمبر من ذلك العام بعد ضمه للصادق المهدي والدكتور حسن عبدالله الترابي إلى حكومته في عام 1978 [ 13].
    في 16 مايو 1983 ، تم تشكيل الحركة / الجيش الشعبي لتحرير السودان برئاسة دكتور جون قرنق دي مابيور، الذي حوّل القضية من البعد الاقليمي إلى البعد القومي . انضم اليه مجموعات كبيرة من النوبة في وسط السودان، والكثير من الفونج، والبعض من دارفور، وعدد قليل من شمال السودان، استمرت الحرب وتصاعدت حتى عام 1985 عند قيام الإنتفاضة ضد جعفر محمد نميري والتي أطاحت به، ثم تولى السلطة الجنرال عبدالرحمن سوار الدهب ، وأجرى الانتخابات بعد عام واحد، وفاز الصادق المهدي في الانتخابات، بعدعامين، توصل كل من شريكه في الحكم محمد عثمان الميرغني ودكتور جون قرنق دي مابيور إلى اتفاق سلام في أديس أبابا في سبتمبر 1988 ، والذي عارضها شريكه رئيس الوزراء الصادق المهدي، الذي شكل "حكومة اتجاه إسلامي" مع دكتور حسن عبدالله الترابي في نهاية عام 1988 ، في ذلك الوقت، كان الليبيون يدعمون سرا التحالف العربي في دارفور، وإسكت الترابي أعضاءه في "الجبهة القومية الإسلامية" من نقد هذا الاتجاه الليبي [14] .
    بعد ضغوط من النقابات والأحزاب السياسية والجيش علي مواصلة الحرب ، لجأ رئيس الوزراء الصادق المهدي إلى تشكيل ائتلاف مع محمد عثمان الميرغني وقبل اتفاقية السلام لعام 1988. كان من المفترض أن توقع الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاق السلام في 4 يوليو 1989 ، ثم كانت هناك خطط لعقد مؤتمر دستوري في الخرطوم في سبتمبر 1989 ؛ عندما قام الدكتور حسن عبدالله الترابي، الذي غير أسم حركته من الاخوان المسلمين في يوليوعام 1985 إلى الجبهة الإسلامية الوطنية، بانقلاب في 30 يوليو 1989 ،وقام بتنصيب العميد عمر حسن أحمد البشير رئيسًا للتمويه. وأعلنت الانقاذ بعد ذلك الحرب الديني ضد الحركة الشعبية / الجيش الشعبي لتحرير السودان مع أسوأ معاملة للمسلمين في الحركة الشعبية لتحرير السودان، ونجحوا في تعبئة العديد من العوامل داخليا وخارجيا، حيث ساعدوا في الإطاحة بحكومة منغستو هيلي مريام في إثيوبيا. وقاموا باستغلال الانقسام الذي حدث داخل الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة دكتور رياك مشار ودكتورلام أكول في أغسطس 1991 ، واستولت الحكومة على العديد من المدن من الجيش الشعبي لتحرير السودان حتى عام 1995 عندما بدأ الجيش الشعبي لتحرير السودان في إمتصاص ومواجهة هذه الهجمات، لقد حدث الانشقاق في الجيش الشعبي لتحرير السودان في وقت كانت هنالك قوة قد تم تحضيرها وتهم بالتحرك إلى دارفور في 24 أغسطس 1991 [15] ، افتقرت حكومة البشير إلى القوات في دارفور آنذاك، وقامت بتعبئة القبائل العربية لتحارب الي جانبها بعد ان أوهمتها ان الحركة الشعبية تريد طردها من السزدان ، على الرغم من أن حشد وتعبئة القبائل العربية بدأ أولاً من قبل رئيس الوزراء الصادق المهدي، حيث شكل مليشيات المرحلين في عهده، حينها وفي عام 1988 ، كتب 23 من القيادات العرببية من دارفور خطاباً إلي الصادق المهدي بإسم "التحالف العربي" برئاسة عبدالله مسار، ادعوا أنهم جلبوا التنوير إلى المنطقة ويمثلون 70٪ من السكان ويجب أن يحصلوا على أكثر من 50٪ من المناصب الدستورية في حكومة الاقليم وذات نصيب الاقليم على الصعيد القومي [16]. تم إدانتهم علانية وفي البرلمان. ولكن عندما ذهب الجيش الشعبي لتحرير السودان إلى دارفور، قام الرئيس البشير بتسليح القبائل العربية في عام 1992 لمحاربة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في كل منطقة قبلية ، وفقًا لحاكم دارفور في ذلك الوقت ، الطيب إبراهيم محمد خير، لعبت القبائل العربية دورًا رئيسيًا في قمع ما سمي آنذاك بحركة داود بولاد الذي كان نائبا ل عبدالعزيز آدم الحلو في قوة الجيش الشعبي. وقال إن السلطة أعطت القبائل العربية مئة أف قطعة من الأسلحة (100,00) [17] ، وقد إنسحب الجيش الشعبي لتحرير السودان من دارفور إلى جنوب السودان عبر جمهورية إفريقيا الوسطى رغم انه كسب 38 معركة في دارفور، لكن انسحب بسبب نقص الدعم اللوجستي، بينما إعتقل نائب قائد القوة المهندس داود يحي بولاد الذي كان على اتصال مع صديق له، وتعرض للخيانة وسلم إلى الحكومة على الرغم من حقيقة بأنه كان الثالث بعد الزعيم الديني الترابي في التسلسل الهرمي للجبهة القومية الإسلامية قبل أن ينشق إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان ، لكن باعتباره منشقًا أفريقيًا، فقد أُعدم بلا رحمة على يد زميله في الجامعة الطيب إبراهيم محمد خير [15] فذهب شهيدا الي المولي تعالي حاملا معه ما يحدث من مظالم في السودان وطن أجداده إلي المولي تعالي، هذه الحملة جعلت التحالف العربي عام 1992 مقربا إلى نظام الإنقاذ.
    في عام 1992 مباشرة بعد سيطرة الإخوان المسلمين على البلاد في عام 1989 ، تم شكيل تحالف من أربعة عشر من الأحزاب والمنظمات والشخصيات المعارضة في ظل التحالف الوطني الديمقراطي، وأطلقت قاعدة في شرق السودان في عام 1995 ، برئاسة لواء السودان الجديد باعتباره الجناح الشمالي للجيش الشعبي لتحرير السودان، وكانت هناك قوى أخرى هي حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي والتحالف الديمقراطي والحزب الفيدرالي [14] ، لكن تم إعاقة ذلك بشدة عندما فرالصادق المهدي من السودان في عملية تهتدون في ديسمبر 1996 ، وعاد الي السودان بعد اتفاقية جيبوتي في نوفمبر 1999 ، لكن التجمع الوطني الديمقراطي واصل القتال حتى عام 2004 ،نجح في تحقيق العديد من الأهداف السياسية التي ساعدت في بناء شخصية الدكتور جون قرنق باعتباره القائد القومي السوداني الثالث.
    رجوعا الي العام، 1992 وبعد المحاولة الفاشلة للجيش الشعبي لتحرير السودان ليكون له وجود في دارفور، صرح الدكتور حسن عبدالله الترابي أن "القبائل الأفريقية ليست جديرة بالثقة في نشر الإسلام ويجب استبدالها بالقبائل العربية في المناطق الحدودية" ، وبالتالي التقت حكومة الانقاذ والتحالف العربي في هدف تفكيك العناصر الإفريقية والقضاء عليها والسيطرة على أراضيهم وسلطتهم، وقد ورد ذكر ذلك في الخطة الإستراتيجية القومية السودانية الشاملة للفترة 1992-2002 ، المجلد الأول، تحت استراتيجية السكان: إعادة توزيع السكان بطريقة يمكن أن تحقق التطورات وتقوية الأمن القومي [17] الذي يبدو أنه خطط له من قبل كل من النظام والتحالف العربي، وهكذا بدأت الحكومة في عام 1993 سياسة إحلال القبائل العربية من تشاد ومالي والنيجر في دارفور، مما يشير إلى بداية استبدال القبائل الأفريقية بعرب عبر الحدود والتي ألهبت الأوضاع في المناطق المحلية، ولقد ارتكبت الكثير من الفظائع ضد القبائل الأفريقية، لكن تم التعتيم عليها بالكامل من قبل المركز على الرغم من أنه تم اكتشاف بعض الخطط السرية [18] ، وفي عام 1999 قرر الدكتور حسن عبدالله الترابي الذي كان رئيسا للبرلمان التحول الي التعددية الحزبية، ولكن عارضته مجموعة مكونة من عشرة من الأعضاء الشماليين في الجبهة الإسلامية القومية، بقيادة نائبه علي عثمان محمد طهبالاضافة الي الرئيس عمر حسن البشير، الذين اعتقدوا أن الأفارقة سوف يهيمنون بحكم أغلبيتهم.
    حدث هذا الانقسام على أساس عرقي، على الرغم من وجود بعض الشماليين لايزالوا موالين للدكتور حسن عبدالله الترابي. حل البشير البرلمان لإضعاف سلطة دكتور الترابي ثم ألقي القبض عليه، استقال دكتور الترابي من حزب المؤتمر الوطني وشكل حزب المؤتمر الشعبي ودخل الحزبين في مرحلة جديدة من المعاداة المريرة. في عام 2000 ، اشتدت الحرب في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان، حيث استولت قوات التجمع الوطني/لواء السودان الجديد على مدينة كسلا في ديسمبر 2000 ، وجدت الحكومة نفسها تقاتل في خمس جبهات مختلفة في نفس الوقت، ووقعت على بروتوكول مشاكوس في 20 يوليو، في عام 2002 ، فبرر غازي صلاح الدين االعتباني، رئيس الوفد السوداني، الذي استجاب لسؤال أحد السودانيين في نيروبي عندما سأله عن سبب منح الجنوبيين حق تقرير المصير، فقال "أليس من الأفضل توقيع بروتوكول مشاكوس بدلاً من انتظار أن تأتي دارفور ؟ " [13]. خلال تلك الفترة كانت الترتيبات تجري في دارفور سراً، والتي تمثل بداية للإبادة الجماعية، والتي بدأت في الظهور فقط عندما تشكلت جبهة تحرير دارفور في مارس 2003 برئاسة عبدالواحد محمد نور، والتي أعيدت تسميتها إلى حركة تحرير السودان/الجيش برئاسة عبدالواحد محمد نور والقيادة العسكرية للشهيد عبدالله أبكر، وفي أوائل عام 2004 ، تم انتخاب مني أركو مناوي أمينًا عامًا، ثم تبعه بعد شهرين حركة / جيش العدالة والمساواة كردود للأفعال والفظائع التي ارتكبتها مليشيات الجنجويد في دارفور، وجهت كلتا الحركتين ضربات قاتلة للحكومة السودانية [15]. أدت الشعور بالتهديدات من هذه الجبهات ، الي قيام بعض من أعضاء الوفد الحكومي خلال مفاوضات نانوكي في مايو 2003 ، بإتصالات سرية، وبعد ذلك تم التوقيع على الترتيبات الأمنية في نيفاشا، كينيا في 25 سبتمبر 2003 ، وقسمة الثروة في يناير 2004 ، وقسمة السلطة في 26 مايو 2004 ، تم بروتوكول حل نزاع أبيي في 26 مايو 2004 وحل النزاع في ولايتي جنوب كردفان و النيل الأزرق في 26 مايو 2004 ،وأخيراً تم التوقيع علي إتفاقية السلام الشامل في نيروبي، في 10 يناير، 2005 [13].
    كانت جماعة الإخوان المسلمين السودانية ، تسمى ب الكيزان (الكأس) لأنهم قالوا أن الإسلام هو البحر وأنهم كيزان (الكأس) وبه يغترفون من هذا البحر. ناقشت هذه الحركة الحل النهائي لنوع الحكوم فيما يتعلق بنظام الحكم المستقبلي في السودان إذا كان هناك احتمال بأن يحكم السودان مسيحي، ولجأوا إلى قرار بفصل جنوب السودان بدلاً من قبول مثل هذا الواقع (في الواقع كان القرار من منطلق عرقي).
    بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان، كان دكتورجون قرنق دي مابيور بطل رؤية السودان الجديد، وهي الرؤية التي استندت إلى استعادة الأحلام المحطمة للقوميين السودانيين الذين كان هدفهم بناء الدولة على أساس القومية وليس القبلية / الواقع العرقي للمجتمع السوداني الذي عمقه الزعماء الطائفيين وبدعم من البريطانيين في عام 1924 ، والذي تطور إلى نوع من نظام الفصل العنصري والذي يصعب فهمه بسهولة من قبل المراقبين الخارجيين. لسوءالحظ، تحطم ذلك الحلم أيضًا بالموت المفاجئ لدكتور جون قرنق دي مابيور مساء 30 يوليو 2005 ، أثناء عودته من عنتيبي إلى موقعه بنيوسايت في جنوب السودان. بالنسبة إلى الرئيس الجديد للحركة الشعبية لتحرير السودان، على الرغم من أنه كان نائبًا لقرنق، عندما تولى مهام منصبه ، بدأ في إعداد السكان للاستفتاء لإنشاء جمهورية جنوب السودان. من ناحية أخرى، عمل الأمريكيون والأوروبيون والدول الإفريقية بجد لإحلال السلام في دارفور بكل الوسائل ، لكي لا يفسد العملية في جنوب السودان ؛ والتي أسفرت عن التوقيع بعجل على إعلان المبادئ لحل النزاع السوداني في دارفور في 5 يوليو 2005 ، بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان التي إنشقت برئاسة أركوميني مناي [15] ،وتم مكافأة البشير.
    كانت الأهداف الرئيسية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم من توقيع الاتفاقيتين هي إضعاف الحركات الدارفورية، لاسيما الحركتان اللتان رفضتا توقيع اتفاق أبوجا. وعلى الرغم من أن حركة العدل والمساواة لدكتور خليل عثمان قد تمكنت من الدخول إلى أمدرمان في مايو 2008 ، فبعد ثلاث سنوات فقط تفككت حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان الي عدة حركات ، وعمر البشير بعد استغلاله الزعيم القبلي موسى هلال، الذي تم إخراجه من السجن في عام 2002 وتمويله لإنشاء مليشيا الجنجويد المتشددة التي نفذت جزءًا من الإبادة الجماعية في دارفور بين عامي 2002 و 2006 وبعد ذلك تحولت إلى قوات حرس الحدود ، عندما أدرك البشير أنه ذو طموح جارف ويمكنه إجراء تحالف مع المتمردين، قام البشير بتمويل محمد حمدان دوقلو حميدتي ، ابن عم هلال بالمال والأسلحة الثقيلة وشكل قوة الدعم السريع ، ليحل محل هلال لمحاربة كل من الحركات الدارفورية ثم الجيش الشعبي لتحرير السودان–شمال في جبال النوبة، ومن خلال شبكات الجواسيس والمخابرات الخارجية نجح حمدتي في دارفور، خاصة بعد استقلال جنوب السودان، لكنه فشل في جبال النوبة.
    خلال الفترة الإنتقالية بين 2005-2011 ، أثناء تنفيذ اتفاق السلام الشامل، سيطر حزب المؤتمر الوطني على السلطة في شمال السودان وأصدر العديد من القوانين التي تتعارض مع الدستور المؤقت، ولكن شريكه الحركة الشعبية لتحرير السودان عملت بشكل رئيسي على الاستعداد لليوم الكبير وعلى الرغم من أن الانتخابات العامة كانت الفرصة التي طال انتظارها لتغيير النظام السلمي في السودان، لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان قبلت طلب مرشحها ياسر عرمان بسحب ترشيحه، ورمي بآمال الملايين ممن كانوا يؤملون بالتحول السلمي وإسترجاع كراماتهم، ولاسيما الأشخاص المهمشين في جبال النوبة ودارفور والأزرق النيل والذين بذلوا الغالي والرخيص في سبل نجاح الجيش الشعبي ، ويري العديدين ان في ألمسألة إن [19] ؛ وبالتالي بهذه السهولة التي تمكن البشير من الفوز في الانتخابات، كان الاستفتاء على هذا النحو وحصل جنوب السودان على الاستقلال وترك السودان في أيدي سلطة استبدادية لاترحم على الرغم من أننا كنا قد توقعنا هذا منذ عام 2006 [12] ، حيث بعد شهر – أعلن البشير في كسلا أنه "بعد انفصال جنوب السودان، أصبح السودان ثقافة عربية ودينًا إسلاميًا كاملًا" ، مما يعني أنه لايعترف بوجود النوبة والفونج والدارفوريين ولا بوجود ثقافتهم ، مع العلم انه يوجد الكثيرون في شمال وشرق السودان مم العناصر الافريقية ويشكلون معا الاكثرية. لقد شعرت الحكومة بحرية مطلقة في إذلا أي شخص، وجلد النساء في الأماكن العامة، وسرقة الأموال العامة بطريقة لم تشهد العالم لها من مثيل. ولقد كشف موقع الويكيليكس مؤخرًا أن وزير الطاقة عواض أحمد الجاز، الذي كان مقربًا من البشير، يودع في حسابه في أوروبا مبلغ 64 مليار دولار ، بينما بلغت ديون السودان الخارجية 54 ملياردولار. ولديه حسابات أخرى في ماليزيا، ويبلغ إجمالي أموال مسؤولي حزب المؤتمر الوطني في ماليزي اأكثر من 45 مليار دولار، في حين أن السودانيين يعانون من نقص الاحتياجات الأساسية، وهذا الفساد وغيرها وثقها الكاتب فتحي الضو في عدة كتب من بينها الخندق [20]. كان أمل الشعب السوداني في التغيير كبيرًا للغاية عندما وصل دكتور جون قرنق إلى الخرطوم ليؤدي اليمين الدستوري في 8 يوليو 2005 وتلقاه مايتراوح بين 6 و 8 ملايين، لسوء الحظ فلقد تحطمت آمالهم مع تحطم مروحيته في تلك الحادث المؤلمة في 30 يوليو 2005.
    يبدو التغيير مستحيلًا مع السيطرة الكاملة لحزب المؤتمر الوطني، حيث استبدلت جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان) في عام 1989 ، الجيش والمخابرات العسكرية والمخابرات الوطنية والشرطة والخدمة المدنية برجال ونساء دينيين وعرقيين. شكلوا في السنة الأولى الأمن الشعبي (سابقًا أمن الحزب) والشرطة الشعبية وقوة الدفاع الشعبي بالإضافة إلى تجنيد الشباب بالقوة لمحاربة الجيش الشعبي لتحرير السودان، على سبيل المثال الحملة التي كانت تهدف إلى الاستيلاء على جبال النوبة في 1994 تتكون من 34000 فرد من الجيش، وقوات الدفاع الشعبي، وبعض الأجانب بالإضافة إلى المجاهدين، الذين هم كبار السن والذين يعتقدون أنهم سيذهبون إلى الجنة إذا قُتلوا. أحاطوا بقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان البالغ عددها 800 جندي في جبل توشي، برئاسة القائد الراحل محمد جمعة ناير لمدة أربعة أشهر دون إلحاق الهزيمة بهم، وانسحبوا في النهاية. تم تجنيد هذه القوات في المدن والمناطق الريفية بقسوة بالغة. بينما قتلت الحكومة في السنة الأولى كل من وجد بحوزته العملة الصعبة في محاكم عسكرية تفتقد الحد الأدنى من القيم العدلية، وشكلوا معتقلات سرية سميت بيوت اشباح حيث تعرض فيها الطلاب والمعلمون والنقابيون والمعارضون للتعذيب وحتى القتل بوحشية، وقاموا بتنفيذ هذه القيود بينما كانو يستمتعون بالحياة ويختلسون ثروات البلاد كما قاموا ببيع الأصول السودانية داخليا مثل مشروع الجزيرة الذي كان يعتبر أكبرمشروع زراعي في أفريقيا، مع نظام الري المائي المصمم في عام 1926 ليتدفق بشكل إنسيابي طبيعي دون ضخ، قاموا ببيع الخطوط الجوية السودانية وخطوط الشحن السودانية والمباني السودانية في لندن وجنيف والعديد من المدن الأخرى، وتم وصف البشير مع مجموعاته على أنهم جماعا تحكم البلاد كما لو كانوا حفنة من عصابات المافيا. أثناء قيامهم بذلك، كانت لديهم ثقة كبيرة في الحكم إلى الأبد، كما قال الدكتور الترابي أمام الصحفيين العرب من جماعة الإخوان المسلمين في عام 1992 "لن ينجح أي انقلاب عسكري في السودان، ولن تنجح الانتفاضة الشعبية أوالثورة" معددا اسباب ذلك ، وقال نائبه علي عثمان مرة "إن جذور شجرة حزب المؤتمر الوطني عميقة الجذور، ولايمكن إزالتها بسهولة" ، وقال آخر "سوف نسلم الحكم فقط الي المسيح عيسي في مجيئه الثاني!"
    هكذا كان يفكر جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان) وكانوا مفعمي بالثقة ، عندما اندلعت الاحتجاجات في الخرطوم والابيض في 30 يوليو 2011 ، وقعت عدة مظاهرات صغيرة أخرى حتى اندلعت مظاهرة كبرى في الخرطوم في 23 سبتمبر 2013، ولما يقارب من ألاسبوعين ، لكنها ووجهت بقسوة مبالغة ، نتجت عن ما يقرب من 300 شهيد ، قتلوا على أيدي عناصر الأمن باستخدام الذخيرة الحية. لقد خرجت الحكومة من تلك التجربة بالثقة المفرطة ، ولكن منقسمين بشكل كبير إلى معسكرين ، المؤيدين للبشير يتكون بشكل أساسي من رجال عسكريين مثل الفريق أول بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين ومعارضيه ، ويتكون من علي عثمان محمد طه والدكتور نافع علي نافع وآخرين. بدأ هذا التقسيم مباشرة بعد توقيع الاتفاق بين دكتور نافع علي نافع ممثلا لحكومة حزب المؤتمر الوطني ومالك أقار أيير رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال في 28 يونيو 2011. في تحليلي فإن السبب يرجع إلي أن البشير بدأ يشعر بالشعور بالذنب للخطاء الذي ارتكبه للسماح لجنوب السودان بالانفصال ، وكانت مجموعة علي عثمان طه ودكتور نافع علي نافع ومالك أقار هي الجهات الفاعلة الرئيسية من حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان الذين بدأوا العملية برمتها من الألف إلى الياء كتحالف استراتيجي لهؤلاء النخبة (إن صحت التسمية) لحكم السودان، وقد قرر البشير معاقبتهم ، وكرد فعل ، منها عارضت هذه المجموعة من الشماليين إعادة انتخاب البشير في عام 2020 ، والتي تتطلب تغيير الدستور في البرلمان ، في بدايتها ، أدي تداعيات هذا الانقسام أيضًا إلى الحرب بين الحركة الشعبية والحكومة في جبال النوبة في يونيو 6 ، 2011 ، ثم تبع ذلك في ولاية النيل الأزرق في 1 سبتمبر 2011 بعد أن رفض البشير إتفاقية نافع علي نافع ومالك أقار فإنهار الاتفاق. من ناحية أخرى ، نجح البشير في جر العديد من الفصائل الدارفورية إلى اتفاقيات الدوحة الاساسية للسلام في عام 2011 ، من خلال ملاحق إضافية حتى عام 2018 [21] ، بالإعتقاد أن ذلك قد يسمح له بالحكم إلى الأبد ، ثم في 27 يناير 2014 ، أطلق مؤتمر الحوار الوطني ، الذي افتتح في 10 أكتوبر 2015 ، افتتحه كرئيس الأول للمؤتمر في قاعة الصداقة في الخرطوم ، حضر كضيوف كل من الرئيس التشادي ، إدريس ديبي ، والأمين العام لجامعة الدول العربية ، نبيل العربي ، ورئيس البرلمان العربي ، محمد الجروان ، ولقد بلغ عدد المشاركين في الجلسة الافتتاحية 92 حزبا سياسيا و 9 حركات مسلحة و 74 شخصية وطنية ، في وقت لاحق ووفقًا للأمانة العامة للمؤتمر ، وصل العدد إلى 108 حزاب و 38 حركة مسلحة و 75 شخصية وطنية ، ويعتقد على نطاق واسع أن عددًا صغيرًا جدًا من الأحزاب المشاركة ، حوالي خمسة ، يتمتعون بنفوذ سياسي حقيقي في حين أن البقية بوزن سياسي ضعيف جدًا وتأثير سياسي أقل ، فهي إما أنشأت حديثًا ، أو فصائل منشقة من الأحزاب الموجودة بالفعل ، أو التي أنشأها النظام لأغراض المكائد ، على النقيض من ذلك ، قاطعت الأحزاب ذات النفوذ السياسي المتحالفة تحت شعار ندآء السودان المؤتمر ، إلى جانب غيرها [22] ، بما أن المؤتمر كان يهدف إلى حل النزاعات السودانية المختلفة (نفس المخطط الذي دمره بإنقلابه قبل 25 عامًا) ، بمشاركة أكثر من 116 حزبًا بما في ذلك حزب الأمة رئاسة الصادق المهدي (قاطع لاحقًا بعد القبض عليه لمدة شهر بسبب قوله إن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان في دارفور (مراسلون بلا حدود) ، في حين أن آخرين مثل الحزب الشيوعي السوداني ، وحزب البعث العربي ، وحركة تحرير السودان - ميني ، وحركة تحرير السودان - عبد الواحد ، وحركة العدل والمساواة ، والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال رفضوا حضور المؤتمر. مثل الاتفاقات المختلفة التي أجراها حزب المؤتمر الوطني ، انتهى المؤتمر بعد ثلاث سنوات ، ووقع البشير علي "الوثيقة الوطنية" في 10 أكتوبر 2016 ، والتي تضمنت بعض التعديلات على الدستور ، مثل إدخال منصب رئيس الوزراء.
    غالبية السياسيين والمراقبين والمعلقين ونشطاء المجتمع المدني وجماعات الشباب والنساء ، وما إلى ذلك ، شككوا في جدية حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، ومدى نجاح مبادرة الحوار الوطني [22]. لكن لصدمة الجميع قام البشير بتعيين صديقه الفريق أول بكري حسن صالح لتشكيل الحكومة ، أصبح من الواضح أن الإصلاحات كانت مجرد عملية تجميل وكان يلعب فقط لعبة حزب المؤتمر الوطني المعتادة والتي هي جزء من السياسة السودانية القائمة علي الخداع وعدم المصداقية ، ومع وجود العديد من المشاكل التي تواجه الحكومة الجديدة ، خاصة المالية والوقود التي فشلت في توفيره.
    في 13 سبتمبر 2018 ، استبدل البشيرصديقه بكري بقريبه معتز موسى ، الذي شغل أيضًا حقيبة المالية ، لكن مع احتفاظه بمعظم وزراء الحكومة السابقة ، ولقد ارتكب معتز العديد من الأخطاء مثل زيادة سعر الدولار المخصص من 6 جنيهات إلى 18 جنيهاً. وحجز الإيدعات في البنوك ، والسماح فقط بسحب 500 جنيه ، وسياساته في الادوية والوقود والدقيق ، مما أدي إلى زيادة سعر الخبز في ديسمبر 2018 ، مما أشعل الغضب المتراكم لقطاعات مختلفة من السكان واستعادة جميع المظالم من الشعب السوداني تجاه جماعة الإخوان المسلمين (كيزان) ، الذين أذلوا قطاعات مختلفة من المجتمعات السودانية خلال ثلاثين سنة من حكمهم اللاإنساني ، الذي انفجر في الثورة الحالية.
    بدأت الثورة بمظاهرة ضد الزيادة في تكلفة المعيشة ، في مدينة بورسودان في شرق السودان في 19 ديسمبر 2018 ، ثم أعقبتها مظاهرة في مدينة عطبرة في شمال السودان ، ثم تصاعدت يوم الجمعة 21 والسبت 22 في الخرطوم وأم درمان والأبيض في شمال كردفان ، على الرغم من أن المظاهرات كانت سلمية لكن ردود الفعل الحكومي كانت علي درجة عالية من الوحشية ، استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ثم الذخيرة الحية. ما صدمت الحكومة بشدة ، بأن هذه المظاهرات بدأت في قواعدها الشمالية ، حيث اعتقدت أنها عملت بجد لتحسين أوضاعها بألإضافة إلي إعتقادها أنهم يتفقون معها في نظرتها بسيادة العنصر النيلي.
    من أجل تخويف السكان الشماليين من المشاركة في المظاهرة ، أعلن وزير الإعلام مأمون حسن القبض على خلية تابعة للمتمردين الدارفوريين بقيادة عبد الواحد محمد نور ، رئيس حركة تحرير السودان - عبد الواحد ، وانها تتألف من عشرة أفراد ومعهم أربعة عشر بندقية ماركة كلاشينكوف وألف ذخيرة وجهاز كمبيوتر مع وثائق تبين أنهم يعتزمون قتل المتظاهرين ، وذكر أيضًا أن أحدهم قُتل عندما داهمت الحكومة مخبأهم في شمال الخرطوم [23] ؛ بينما اتهم رئيس المخابرات الوطنية السودانية صلاح غوش عناصر تابعة لحركة تحرير السودان - عبد الواحد بأنهم من تسببوا في التدمير وحرق الممتلكات الحكومية باستخدام المظاهرة كذريعة ، وصرح في بيانه بأن 280 من عناصر الحركة الأخرى تم نقلهم إلى نيروبي في كينيا بعد تدريبهم في إسرائيل. عندها أعلن الجيران وزملاؤهم الذين صدمتهم النبأ ، أن المعتقلين العشرة كانوا طلابًا يدرسون في جامعة سنار ، وأنهم لم يغادروا المنطقة مطلقًا ، وأن الحكومة فقط تحاولوا تأجيج التوتر العنصري [24]، وهذه دأب الحكومات السودانية في إختلاقها للأكاذيب دون أي واعز ضميري. عندها بدأت شعارات الشباب في بورتسودان تقول ، "أنت يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور ،" [25] بينما كانت الشعارات الشهيرة الأخرى "تسقط فقط" "الناس يريدون الإطاحة بالنظام" ، "حرية سلام والعدالة والثورة خيار الشعب" ، "نحن ما خائفين ، حندوس الكيزان". بإصدار هذه التصريحات ، أحضرت الحكومة إلى الخرطوم أكثر من 250 سيارة لاندكروزر مزودة بمدافع الدوشكا يقبع فيها قوة الدعم السريع التابعة لحميدتي ، والتقى بالبشير ، وبعد يوم من ذلك ، بدأت رسالة مسجلة إلى قواته توزع علي نطاق واسع . قال فيها "مهمتنا الرئيسية هي محاربة المتمردين ، لكننا لا نستطيع قتل المدنيين في مظاهرة شرعية" ، الأمر الذي أعطى تلميحًا عن إنشقاق داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
    منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة هامة للاتصالات ، إستغلها الكثيرين لكشف نظام البشير، ولقد ازداد ذلك كثافة خلال الانتفاضة السابقة في 2011/2013 ، لكن النظام زاد من قدرة وحدتها الإلكترونية المتخصصة في جهاز المخابرات والأمن الوطني السوداني والممولة جيدًا، وتتمثل مهمتها الرئيسية في متابعة أنشطة المعارضة والإبلاغ عنها وتشويه أنشطتها وإنشاء حملات مضادة. تكثفت هذه الحملات في العام الماضي ، مما أدى إلى ترحيل محمد البوشي من قبل السلطات المصرية إلى السودان واثنين من الناشطين الآخرين من المملكة العربية السعودية ، حيث تم احتجازهم في السودان ، وهذا هو السبب في خوف الكثيرين في المراحل الأولى من الثورة الحالية لفضح أنفسهم ، ولكن العديد من رسائل التحريض نشرت في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم قبل وبعد المظاهرات المبكرة ، حتى عودة ظهور تجمع المهنيين السودانيين التي تشكلت في عام 2013 ، ولكن تم إطلاقها رسميًا في أغسطس 2018 ، وتتكون أساسا من ثمانية من النقابات العمالية وهي:
    1. لجنة المعلمين السودانيين
    2. اللجنة المركزية للأطباء
    3. جمعية الأطباء البيطريين الديمقراطيين
    4. التحالفات الديمقراطية للمحامين
    5. تحالف أساتذة الجامعات ،
    6. شبكة الصحفيين السودانيين
    7. نقابة الأطباء السودانيين الشرعيين
    8. لجنة المبادرة لاستعادة نقابة المهندسين.
    كانت الأهداف الرئيسية لتجمع المهنيين السودانيين كما صدرت في بيان في أوائل عام 2019 كالآتي:
    أولا. الإنهاء الفوري وغير المشروط لرئاسة المشير عمر حسن احمد البشير واختتام إدارته
    ثانيا. تشكيل حكومة مؤقتة لمدة أربع سنوات
    ثالثا. وقف جميع الانتهاكات وإلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات.
    ثم وقعت الأحزاب والقوى السياسية الأخرى إعلان الحرية والتغيير في الأول من يناير 2019 ، بالإضافة إلى تجمع المهنيين السودانيين هذه القوي هي:
    (1) تحالف قوى التوافق الوطني
    (2) قوات نداء السودان
    (3) تحالف الاتحاديين (المعارضة)
    (4) الحزب الجمهوري ، وعدد آخر.
    تم تسمية هذه التحالف بقوي إعلان الحرية والتغيير ولقد انضمت اليه لاحقًا العديد من الأحزاب السياسية ونقابات العمال ، بناءً على النقاط الثلاث المذكورة أعلاه من قبل أصبحت قوي إعلان الحرية والتغيير الصوت الجهوري التي تقود المظاهرات ، ولكن مع تجمع المهنيين السودانيين كالقوة الشعبية المعترف بها ، والتي وضعت جداول أسبوعية للمظاهرات. أصدر العديد من الأفراد والجماعات بيانات ، في 21 ديسمبر 2018 ، أصدرت بيانًا بعنوان "ثورة الكرامة والتحري" ، ثم البيان الشهير على نطاق واسع للسفير إبراهيم طه أيوب وزير الخارجية السابق في 1985/86 ومتضمنا ستة من أساتذة الجامعات من بينهم الأستاذ السوداني الشهير البروفسير محمد جلال هاشم ومهندس وقد صدر في 25 ديسمبر 2018 بعنوان "من أجل أن لا تسرق ثورة الشعب" ، وفتح باب التسجيل أمام أي شخص لتوقيعه وأنشأءت مجموعة لمتابعة تطور الثورة وحمايتها من السرقة ، ومن ثم اصدرت قائمة عابدين (قائمة مؤلفة من المثقفين ومربين) الصادرة في 29 ديسمبر 2018 ، ومن ثم تحالف الفنانين السودانيين في 6 يناير 2019 ، وإعلان نيروبي (قائمة موقعة من قبل العديد من السودانيين المقيمين في نيروبي - كينيا) في 7 يناير 2019.
    بعد أيام قليلة من بدء المظاهرات في 19 ديسمبر 2018 ، دعت تجمع المهنيين السودانيين إلى مظاهرة كبرى في الخرطوم في 25 ديسمبر 2018 ، شارك فيها العديد من المتظاهرين ، ثم دعت إلى المليونية في يوم الجمعة 28 ديسمبر 2018 ، التي وضعت الكرة الجليدية في دوران . ثم بدأت في تنظيم جدول للمظاهرات الأسبوعية. ظلت ردود الأفعال الحكومية على هذه المظاهرات تذكيرا للسودانيين بالمواقف السابقة لنائب الرئيس آنذاك علي عثمان محمد طه في مقابلة له في 24 أبريل 2012 أشار فيها إلى الحرب في حدود جنوب السودان قائلاً: "لن نسمح أبدًا بتهريب حبة تمرة واحدة إلى جنوب السودان ، أدينا الاوامر لرجال الأمن بالضرب للقتل" [26] هذا هو نفس الرجل الذي أعلن في 8 يناير 2019 ، في مقابلة متلفزة أن "أولئك الذين يعتقدون أن الجيش سيتدخل هم واهمون ، والجيش لن يتدخل ، هناك كتائب ظل تدافع عن نفسه (البشير) بأرواحهم." [27] هذا هو الوقت الذي بدأت فيه العديد من عمليات القتل على أيدي الجماعات التي تركب المركبات غير المسجلة.
    تواصلت المظاهرات في فبراير ومارس ، وفي الأول من أبريل ، دعت قوي إعلان الحرية والتغييرإلى مظاهرة المليونية . وفي 6 أبريل ، تم إلقاء بيان صادر عن قوي إعلان الحرية والتغيير إلى القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تحت علامة التجزئة "#السودان_تنتفض" في الصباح الباكر من يوم 6 أبريل 2019 ، عندما تجمع المتظاهرون في مقر الجيش ، أعلن تجمع المهنيين السودانيين وائتلافها عن اعتصام القيادة العامة المفتوح ، وهو أمر لم تتوقعه الحكومة مطلقًا. بينما كانت أعداد المتظاهرين تتزايد كل ساعة ، بغض النظر عن العوائق التي تواجهها من الاجهزة الامنية الحكومية ، وفي مساء ذلك اليوم زاد عدد المتظاهرون في القيادة العامة اكثر من ثلاثة ملايين معتصم.
    حاولت قوات الأمن القيام بغارات ليلية ، لكن دافع الجيش عن المتظاهرين ثلاث مرات ، وأخيراً دعا البشير قوة الدعم السريع إلى الخرطوم ، وعقد اجتماعًا في 11 أبريل 2019 حضره رئيس الأركان ونوابه وقائد قوات الدعم السريع حميدتي ، الذي قال في وقت لاحق إن البشير أخبرهم قائلا، "كمالكيين ، أن هنالك فتوي تبيح للرئيس قتل ثلث السكان من أجل استقرار وسلامة الأمة ، بينما يقول المتشددون إنه يستطيع قتل خمسين بالمائة من السكان! "عندما خرجوا من ذلك الاجتماع ، وفي ذات الوقت يمثلون مجلس الأمن الذي شكله البشير ، عقدوا اجتماعًا وقرروا إزالة البشير وشكلوا مجلسًا عسكريًا انتقاليًا برئاسة الفريق عوض محمد أحمد بن عوف في 12 أبريل 2019 ، على الفور أصدرت قوي إعلان الحرية والتغيير بيانًا يدين هذا التشكيل ويدعو إلى تسليم السلطة إلى المدنيين. أصدر الفريق حميدتي قائد قوات الدعم السريع بيانًا يرفض فيه أي حل لا يرضي الشعب ، ثم أجبر ابن عوف على التنحي في أقل من أربع وعشرين ساعة وحل محله الفريق عبد الفتاح البرهان
    وينوب عنه الفريق محمد حمدان دوجلو حميدتي ، ويتكون المجلس العسكري الانتقالي من عشرة اشخاص ، وبضغط من قوي إعلان الحرية والتغيير ، أجبر الأعضاء الثلاثة على الاستقالة لتاريخهم الدامي فانخفض أعضاء المجلس إلى سبعة ، لكن المجلس الذي تعرض الي ضغوط من قبل الجماعات التي كانت تناصر حزب المؤتمر الوطني ورجال الامن وبعض القادة الدينيين المنتسبين للبشير والقوى الخارجية ترددوا في مفاوضاتهم مع قوي إعلان الحرية والتغيير ، ومن ثم زارت عضوة قوي إعلان الحرية والتغيير الدكتورة مريم الصادق المهدي الإمارات العربية المتحدة ، بعدها مباشرتا وفي مقابلة صحفية مع والدها الصادق المهدي ، قال إن بعض النقاط التي أثارتها تجمع المهنيين السودانيين لم يتم الاتفاق عليها ، وبعد ذلك بدأ المجلس العسكري يتردد في مواقفه. وبعد عقده مؤتمر مع عشرة من الأحزاب السياسية التي تعاونت مع البشير والجماعات الدينية ، أطلقت جماهير عطبرة قطار عطبرة الثوري الشهير في 23 أبريل 2019 ، الذي وصفه المراقبون الغربيون بأنه أفضل مشهد تاريخيا للثورة على الإطلاق [28] ، ويعتقد آخرون "بأن الثورة السودانية تبدو وكأنها رحلة زمنية إلى حقبة الثورية الروسية" [29]، تلي ذلك قوافل من مدني وسنار والابيض ودارفور ، وكلها دعم لقوي إعلان الحرية والتغييروتجمع المهنيين السودانيين كممثل وحيد للثورة ، وكان الجميع مقتنعين بأن المفاوضات تسير بشكل جيد واتفق الطرفان في 15 مايو 2015 على ما يلي:
    تشكيل مجلس مشترك عسكري ومدني.
    سيقوم قوي إعلان الحرية والتغيير بتشكيل مجلس وزراء من التكنوقراط المحايدين
    سيتم تشكيل المجلس التشريعي بنسبة 67 ٪ من قبل قوي إعلان الحرية والتغيير و 33 ٪ بشكل مشترك من قبل المجلس العسكري و قوي إعلان الحرية والتغيير
    الفترة الانتقالية ستكون ثلاث سنوات ،
    لكنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على النسبة المئوية للمدنيين والعسكريين في المجلس ومن الذي سيرأس المجلس ، وأوقف المجلس العسكري المفاوضات لمدة 48 ساعة ، يبدو أن المجلس العسكري كان يريد فقط كسب الوقت ، وخلال تلك الفترة زار نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دوقلو حميدتي ، المملكة العربية السعودية مع المتحدث باسم المجلس الفريق شمس الدين الكباشي في 23 مايو 2019 ، والتقيا بولي العهد وأعلن حميدتي عن دعم السودان للمملكة في حربهم في اليمن وأن القوة السودانية ستواصل القتال ضد الحوثيين لحماية أرض الحرمين ، كما أعلن عن دعمه للمملكة ضد إيران. خلال الزيارة ، تم توزيع صورة تُظهر الفريق طه المدير السابق لمكتب الرئيس السابق البشير في صورة خلفية مع حميدتي والتي أثارت العديد من الأسئلة [30]. ثم قام رئيس المجلس العسكري ألإنتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان الذي أشرف على القوات السودانية في اليمن عام 2015 عندما كان مسؤولاً عن القوات البرية ، بزيارة مصر في 25 مايو 2019 ، أي بعد يومين من زيارة حميدتي للمملكة العربية السعودية وأعلن عن دعمه للحكومة المصرية ضد أي عدو [31] . يستند النزاع بين المجلس العسكري و قوي إعلان الحرية والتغيير/ تجمع المهنيين إلى حقيقة من الذي سيقرر نيابة عن الشعب السوداني في قضايا السيادة مثل الأمن والدفاع الذي يشمل وجود القوات السودانية في اليمن ، وهذه من بين القضايا الخلافية في السودان ، خاصة ان معظم السودانيين يريدون انسحاب هذه القوات ، باستثناء أولئك الذين كانوا مقربين من البشير ، بالنسبة لهم فإنهم يأولون بالادعاءات الدينية والدفاع عن المواقع المقدسة ، ولكن في الواقع هم مدفوعًين بالرأي القائل إن السودان بلد عربي وهم يساعدون ذوي القربي بالاضافة الي الدوافع المادية ، وبعد عودته مباشرة من القاهرة ، ذهب رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان ، لحضور كل من قمة جامعة الدول العربية في مكة في 31 مايو 2019 ، الذي تلاه مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في 1 يونيو 2019 ، والتقى بولي العهد محمد بن سليمان ، وأعلن أن بلاده تسعى لإجراء انتخابات ديمقراطية تضم جميع الفصائل السياسية [32]!
    قبل تدهور العلاقة بين المجلس العسكري الانتقالي و وقوي إعلان الحرية والتغيير قام بعض أعضاء المعارضة ، وخاصة الأعضاء في نداء السودان بزيارة الإمارات العربية المتحدة بين 18 أبريل إلى مايو 1 ، 2019 ، من حزب ألأمة مريم المهدي ، ومن الحركة الشعبية / شمال (جناح أقار) كل من مالك أقار ، إسماعيل خميس جلاب ، ياسر عرمان ، ومبارك أردول وخالد عمر أمين الأمين العام من حزب المؤتمر السوداني وأركو مني مناوي من حركة تحرير السودان- جناح مناوي. يُزعم بعض الصحف أن مستشار ولي عهد الإمارات محمد دحلان مع الفريق طه كانا ينسقان المؤامرات لتفكيك الثورة السودانية وتأمين سيطرة المجلس العسكري الانتقالي علي الحكم [33].
    وأخيرًا في الأول والثاني من يونيو 2009 ، زعمت بعض التقارير أن المجلس العسكري الانتقالي يستعد للهجوم علي المعتصمين في ميدان القيادة العامة ، لم يصدق معظم الناس ذلك لأنه كانت نهاية شهر رمضان وكان الناس يستعدون لعطلة العيد ، بينما يهدف قوي الحرية والتغيير إلى إنشاء تجمع كبير لأداء صلاة العيد في ميدان الاعتصام بحيث لا يمكن ان يجرؤ المجلس العسكري على مهاجمة الاعتصام. لسوء الحظ في الصباح الباكر من يوم 3 يونيو الذي كان 29 من رمضان ، هجم عشرة آلاف (10,000) من الجنجويد المدججين بالسلاح مما يسمي قوات الدعم السريع مختلطة بأعضاء من جهاز الأمن الوطني السوداني (الأرقام قائمة على أساس المسلحين في الميدان في المتر المربع) هاجمت القوة بينما كان كل ذلك مسجل بواسطة مقاطع فيديو حية شاهدتها المحكمة الجنائية الدولية والمراقبون المستقلون مباشرتا ، لقد تمت العملية بطريقة علي درجة عالية من الوحشية ، مما ادي الي وفاة ما يزيد علي 140 معتصم ، في حين تم إزالة أكثر من 40 جثة من النيل الأزرق ، مربوطة بالحبال والأحجار الكبيرة لكي تظل غائصة تحت النيل لإزالة آثارها ، وتم نقل العديد من الجثث إلى جهات مجهولة ، وادعى شهود العيان أن عدد القتلى أكثر من 600 ، ومعظمهم من المناطق المهمشة ، والتي تشرح خطاب الكراهية الذي أدلى به حميدتي عندما نقل عنه القول "لماذا معظم الذين في الاعتصام من الزرقة؟ " في مجال آخر بعد إحتفالات الذكرى 19 لوفاة القائد بالحركة الشعبية / والجيش الشعبي لتحرير السودان الراحل يوسف كوة مكي في 30 مارس قال "لقد هزمناهم في الميدان وهم تاني جايين هنا؟ " لقد خرج القليل من السودان منذ ذلك الحين، بسبب قطع الإنترنيت ، لكن الذي خرج كان وقعه كبيرا جدا [34 ، 35]
    في 6 يونيو 2019 ، أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي أعمال العنف التي أدت إلى خسائر في الأرواح وإصابات في صفوف المدنيين ، ويؤكد من جديد ضرورة أن تضمن القوات العسكرية والأمنية الحماية الكاملة للمدنيين واحترام حقوق الإنسان. وأدان العمل أحادي الجانب ، وطلب من الطرفين دعم جهود الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للجفاف والتنمية ، وعلي الاستئناف الفوري للمفاوضات وتشجع الطرفان على إنشاء سلطة انتقالية يقودها المدنيون في السودان وكان على رئيس اللجنة أن يبدأ على الفور في تسهيل إنشاء فريق والتواصل مع الهيئة الحكومية للجفاف والتنمية لإعادة الأطراف إلى الحوار ووضع الخطط لسلطة مدنية إنتقالية، وإذا لم يتم ذلك يتم إيقاف مشاركة جمهورية السودان في جميع أنشطة الاتحاد الأفريقي ، أخيرًا إذا فشل المجلس العسكري الانتقالي في تسليم السلطة إلى سلطة مدنية إنتقالية فستفرض المجلس تدابير عقابية على الأفراد والكيانات [36].
    وصل رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد إلى الخرطوم والتقى برئيس المجلس العسكري الانتقالي وقوي الحرية والتغيير في السفارة الإثيوبية ، وفي بيان أكد قوي الحرية والتغيير موقفه بعدم التفاوض مع المجلس العسكري نتيجة لمجزرة القيادة ، وان يتم التعامل مع أبي أحمد كوسيط غير مباشر ، مع بعض الشروط العاجلة ، لأي عملية سياسية بأن تحدث ، وهذه هي:
    1) تشكيل لجنة تحقيق مدعومة من المجتمع الدولي للتحقيق في فض الاعتصام ،
    2) ضمان المسؤولية الكاملة لأولئك الذين ارتكبوا الجريمة ويجب توجيه الاتهام إليهم ،
    3) وقف جميع أعمال القتل الخارجة عن القانون وسحب مقاتلي الجنجويد من المدن السودانية ،
    4) إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ،
    5) السماح للحريات العامة ،
    6) إزالة تعتيم الإنترنت ، الذي تستخدمه المجلس العسكري لإحداث تعتيم على الجرائم التي يرتكبها الأمن والمقاتلون في المدن ،
    7) الهدف من أي وساطة هو نقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية الانتقالية بناءً على إعلان الحرية والتغيير الذي قبله جميع الشعب السوداني.
    هذا هو الوضع ، عندما بدأ العصيان المدني من قِبل قوي الحرية والتغيير في 9 يونيو 2019 بنجاح لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء السودان ، من الصعب التنبؤ بموعد الحل كما تريد الثورة أو نجاح الوساطة و متى؛ قمنا بتقييم قرار رئيس مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد بتعيين رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ، رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد رئيسًا للفريق المشترك بين الاتحاد الإفريقي والإيقاد للتوسط في الأزمات السودانية وبالتالي تجنب التدخل المصري ، الجهود تتطلب ضغطًا دوليًا ؛ من ناحية أخرى ، فإن مقاتلي الجنجويد الذين تم إحضارهم من تشاد والنيجر ، سيقاومون أي محاولة لإحلال السلام في السودان ، أو إلقاء السلاح ، بعد إغرائهم على هذا الطموح الكبير لتشكيل امتداد لدول الخليج في السودان ، ألا يعني هذ الكثير بالنسبة للبلدان الأفريقية؟ مع دخول هذه المرحلة من الصراع الذي بدأ عام 1924 وما زال مستمرا ، أصبح القوميون أكثر عزيمتا وبإرادة قوية هذه المرة خاصة مع زيادة المد الشبابي المؤمن بالقيم الإنسانية ، بينما يتم مساعدة الطائفيين والمتطرفين الدينيين هذه المرة عبر الحدود ، بالنسبة لهم فإن القومية الإفريقية لا تعني شيئًا ، لأنهم يتطلعون شرقًا فقط لإرضاء مشاعرهم العرقية ، لقد ربحوا في الماضي مرات عديدة لأسباب مذكورة سلفا ، لكن هذه المرة الأمور مختلفة ، حيث أظهرت عطبرة التي شهدت أول مظاهرة قومية في عام 1924 ، مرة أخرى ، كما ظهرت جليا هذه المرة عندما شهدنا مجيء قطار عطبرة الظافرة [37] ، فإن هذا التصميم سيضخ القارة الأفريقية بدماء جديدة وأكثر عزيمة ووفاء بقضيتها من أجل السلام والازدهار.
    محمود يوسف
    مفكر ، علوم الفضاء ومخترع
    [email protected]

    المراجع
    MOHAMED OMER BESHIR, The Southern Sudan—Background to Conflict, London, C. Hurst and Company, 1968.
    Karol Josef Krotki, "Demographic Survey of Sudan", in The Population of Sudan. Report on the Sixth Annual Conference (Khartoum, Philosophical Society of Sudan, 1958) [a digest of the first census's findings], pp.36-7.
    محمد سعيد القدال، تاريخ السودان الحديث، مركز عبدالكريم ميرغني، الخرطوم، 2002.
    .Rudolf C. Slatin, Fire and Sword in the Sudan, London 1896.
    Anglo-Egyptian Darfur Expedition, wikipedia.org, https://en.wikipedia.org/wiki/Anglo-Egyptian_Darfur_Expedition
    Dr. Ahmad Alawad Sikainga, Slaves into Workers: Emancipation and Labor in Colonial Sudan, University of Texas Press, Austin, 1996.
    Elena Vezzadini, The 1924 Revolution, Hegemony, Resistance, and Nationalism in the Colonial Sudan.
    د. يوشيكو كوريتا، علي عبد اللطيف وثورة 1924، بحث في مصادر الثورة السودانية، مركز الدراسات السودانية، القاهرة 1997.
    .Mahmoud E. Yousif, New Sudan Vision, Background of the Call, Sudantribune.com, http://www.sudantribune.com/New-Sudan-Vision-background-of-the,35861http://www.sudantribune.com/New-Sudan-Vision-background-of-the,35861
    Thomas Pakenham, The Scramble For Africa, Little Brown Book Groop, 2015.
    التحقيق الإداري في حوادث الجنوب 1955، مركز الدراسات السودانية، الطبعة الثانية، الخرطوم،.
    Kamal Aldin Abass, Chairman of Umma Party Delegation to Round Table Conference, Historical recording, YouTube.com, http://youtu.be/KbTdthHqtW8http://youtu.be/KbTdthHqtW8
    Mahmoud E. Yousif, Sudanese Peace: To Attain Democracy or Autocracy Consolidation؟ darfurna.com, http://www.darfurna.com/Darfur/Darfur/Alliance/Evidance/Peace.htmhttp://www.darfurna.com/Darfur/Darfur/Alliance/Evidance/Peace.htm
    Gerard's Prunier, Darfur The Ambiguous Genocide, Hurst and Company, London, 2005.(http://http://www.hurstpub.co.ukwww.hurstpub.co.uk, in Kenya Available at BBookstop Ltd, 59 Yaya Towers, Nairobi E-mail: mailto:[email protected]@wananchi.com
    Mahmoud E. Yousif, Background of Darfur Genocide, darfurna.com, http://www.darfurna.com/Darfur/Genocide1.htmhttp://www.darfurna.com/Darfur/Genocide1.htm
    Commissioned Committee By The Arab Alliance, MEMORANDUM NO. 1, darfurna.com, http://www.darfurna.com/Darfur/Darfur/Alliance/Alliance.htmhttp://www.darfurna.com/Darfur/Darfur/Alliance/Alliance.htm
    FROM THE MASSALEIT Of SUDAN, darfurna.com, http://www.darfurna.com/Darfur/Evidance/MASSALEIT_of_Sudan.htmhttp://www.darfurna.com/Darfur/Evidance/MASSALEIT_of_Sudan.htm
    The Arab Alliance, The subject – Quraish (2) [Top Secret] [Original Document], darfurna.com, http://www.darfurna.com/Darfur/Darfur/Alliance/Qurash2.htmhttp://www.darfurna.com/Darfur/Darfur/Alliance/Qurash2.htm
    Mahmoud E. Yousif, Yasir Arman, It was Truth not Allegation, https://www.alhamish.com/%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%8A%D8%A7-%D8%B9%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86/https://www.alhamish.com/%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%...1%D9%85%D8%A7%D9%86/
    Fathi Aldow, Trench: Secrets of the state of corruption and tyranny in Sudan, Jazira Al Ward Bookshop, 977-290-446-3 (Arabic).
    Wikipedia.org/, Darfur Peace Agreement, https://en.wikipedia.org/wiki/Darfur_Peace_Agreement
    Saeid, Elshafie Khidir 2017. Sudan's National Dialogue Conference: The Permissible Questions. National Dialogue, Handbook Case Study. Berlin: Bergh of Foundation. Online at: http://http://www.berghof-foundation.org/publications/national-dialogue-handbookwww.berghof-foundation.org/publications/national-dialogue-handbook
    https://www.berghof-foundation.org/fileadmin/redaktion/Publications/Other_Resources/NationalDialogue/NDH_Sudan.pdfhttps://www.berghof-foundation.org/fileadmin/redaktion/Publications/Other_Resources/NationalDialogue/NDH_Sudan.pdf
    Flora Carmichael and Owen Pinnell, How fake news from Sudan’s regime backfired, BBC World Service and BBC Arabic, 25 April 2019 https://www.bbc.com/news/blogs-trending-47899076
    Muhammed Osman and Max Bearak, Omar al-Bashir exploited Sudan’s ethnic division for decades. Now Sudan is united against him, January 20, washingtonpost.com/ https://www.washingtonpost.com/world/omar-al-bashir-exploited-sudans-ethnic-division-for-decades-now-sudan-is-united-against-him/2019/01/19/a7b5d0a0-1851-11e9-b8e6-567190c2fd08_story.html؟noredirect=onandutm_term=.cac2bc6fb35bhttps://www.washingtonpost.com/world/omar-al-bashir-exploited-sudans-ethnic-division-for-decades-now-sudan-is-united-against-him/2019/01/19/...m_term=.cac2bc6fb35b
    You arrogant,racist,,all the country is Darfur, https://learn.corel.com/contest-entry/you-arrogantracistall-the-country-is-darfur/https://learn.corel.com/contest-entry/you-arrogantracistall-the-country-is-darfur/
    Ali Osman Taha says shoot to kill ......Southern Sudanese, Youtube.com/ https://www.youtube.com/watch؟v=myMnC1qB5Jkhttps://www.youtube.com/watch؟v=myMnC1qB5Jk
    Al Bashir: ‘Sudan govt will bow only to Allah’, Radiodabangasudan.org, https://www.dabangasudan.org/en/all-news/article/al-bashir-sudan-govt-will-bow-only-to-allah
    Sudan protesters take the train to support demonstrators, World News April 23, 2019, reuters.com/ https://www.reuters.com/article/us-sudan-politics/sudan-protesters-take-the-train-to-support-demonstrators-idUSKCN1RZ15G
    Sudan’s protests feel like a trip back to revolutionary Russia, David Pilling April 24, 2019, ft.com https://www.ft.com/content/3b84079a-6684-11e9-a79d-04f350474d62https://www.ft.com/content/3b84079a-6684-11e9-a79d-04f350474d62
    Top general: Sudan will back Saudi 'against all threats, attacks', aljazeera.com/, 24 May 2019, https://www.aljazeera.com/news/2019/05/top-general-sudan-saudi-threats-attacks-190524143956221.html
    Sudan: Lt. Gen. Al-Burhan Returns Home After Short Visit to Egypt, 26 May 2019, Allafrica.com, https://allafrica.com/stories/201905270279.htmlhttps://allafrica.com/stories/201905270279.html
    Arab League Summit commences in Mecca amid ‘exceptional challenges’, Staff writer, Al Arabiya English Friday, 31 May 2019, Alarabiya.net/, http://english.alarabiya.net/en/News/gulf/2019/05/31/Arab-League-Summit-commences-in-Mecca.html
    Arabic press review: Mohammed Dahlan secretly visits Sudan, 7 May 2019 11:53 UTC, middleeasteye.net, https://www.middleeasteye.net/news/aprhttps://www.middleeasteye.net/news/apr
    Sudan protests turn violent, https://www.youtube.com/watch؟v=mWd3UpLFI0Ahttps://www.youtube.com/watch؟v=mWd3UpLFI0A
    Khartoum under siege by RSF, end of negotiations, https://www.youtube.com/watch؟v=vbFCQHq-uwYhttps://www.youtube.com/watch؟v=vbFCQHq-uwY
    The 854th meeting of the Peace and Security Council on the situation in The Sudan, Last Updated on Friday 07 June 2019, peaceau.org, http://www.peaceau.org/en/article/the-854th-meeting-of-the-peace-and-security-council-on-the-situation-in-the-sudan
    Sudanatbara-afp-2019, capital on a train, Protesters from Atbara, the city that birthed anti-Bashir protests, joins the anti-army sit-ins in Khartoum, https://www.middleeasteye.net/news/sudans-city-iron-and-fire-comes-capital-trainhttps://www.middleeasteye.net/news/sudans-city-iron-and-fire-comes-capital-train























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de