الثورة الحقة والثورة الأحق بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2019, 05:33 AM

الريح عبد القادر محمد عثمان
<aالريح عبد القادر محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 05-08-2015
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورة الحقة والثورة الأحق بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان

    05:33 AM June, 26 2019

    سودانيز اون لاين
    الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي
    مكتبتى
    رابط مختصر




    والله لأن يرعى الرجلُ الغنم (لنسوان الحلة) خيرٌ له ألف مرة، وأكرم له، وأسلم له، في دينه وآخرته، من أن "يرتكب" أحد المناصب التي يسيل لها لعاب الكثيرين، وتكبُرُ في صدور الجميع، إلا من رحم ربي.

    إن كنت تستغرب هذا الكلام، فاعلم أنه العَمَش.
    فهذا القول هو زبدة الحكمة في جميع الأديان، إلا دين "الجماعة".

    لقد جاءت "الجماعة" لأجل هذا العمش.

    وأعلمُ أن العمش قد صار عمى.

    لقد أصابنا ما أصابنا، فتهاوينا حتى وصلنا إلى قعر سحيق في الاستخفاف بالمهن الحلال، وإلى درك وضيع في الاحتفاء بالمناصب والألقاب.

    يدفعنا جهلٌ فادح إلى أن نصفَ الرجلَ بأنه "قامة"، وكأنه سيبلغ الجبال طولا!
    أو بأنه "عملاق" وكأنه سيخرق الأرض!

    ويدفعنا جهل فاحش إلى أن نشتم رجلاً بأنه "نكرة"، وكأن الرسول الكريم، عليه الصلاة والتسليم، لم يقل: "ما صدق الله من طلب الشهرة"!

    أما جهلنا الفاضح فيجعلنا نعير الرجل بالعمل البسيط يكسب منه رزقاً حلالاً!
    الكل يسخر من "ناس قريعتي راحت"!
    يا إلهي! من هم أولئك الودعاء الأنقياء الأصفياء؟
    أين هم؟
    أين أولئك الرحماء؟
    أين أنتم يا عشيرتي، ويا أهلي، ويا نفسي؟

    يا إلهي! وأين أولئك "النكرات"، الذين باتوا عملةً نادرة، بعد لم أن يعد مع الفيسبوك أي نكرة وصار مليارات الناس معرفة؟ ابحث عن "النكرات"، ولا تيأس، فعلك إن وجدتهم فسوف يمكنك أن تختفي بينهم مثلما تختفي حبة الرمل في الكثيب المهيب الريّان.

    أعلمُ علم اليقين أن "ناس قريعتي راحت" هم السادات، وهم الهامات وهم القامات الحقيقيون؛ وأن أهل القش هم أصحاب العرش؛ وأن "النكرات" هم الأعلام! لكن كل ذلك في زمانٍ مشمس، غير مُعْتم؛ وفي نفوس مُعشبة، غير مجدبة.

    ولكني أعلمُ أن العمش قد صار عمى.

    إيها الثوار، إن هذا الانحطاط في الوعي القِيَمي هو الذي يجدر بنا أن نثور عليه!
    فهو وقود كل الصراعات؛ وهو سبب استمرار هذه الأزمة، هذه الغمة.
    وهو سبب الأكاذيب، سيل الأكاذيب الدفاق، والانهيار الأخلاقي عالي المستوى، الذي نسمعه ونشاهده في جميع وسائل الأعلام.
    وهو الذي يجعل شيوخنا يهرمون وهم يجرون وراء المناصب!
    وهو الذي يجعل شبابنا يتهافتون تهافت الفراش على نار المناصب!
    وهو الذي يجعل الرجل يجلس في الحكم ثلاثين عاماً، بائعاً في سبيل ذلك دينه ووطنه وشعبه وأهله!
    لقد صار المنصب أعظم هدية نقدمها للرجال والنساء والشباب!
    نعم، ستسمع كهلاً يقول: أعطوا المنصب لفلان، فهو يستحق!
    أو يقول كهل آخر (ويختفي حب المناصب بين تجاعيد وجهه): أعطوا المناصب للشباب فهم أصحاب الثورة!
    أيها الأغبياء، من قال لكم إن المناصب هدايا؟
    المناصب مسؤوليات وأمانات وكفى!
    لقد كبرت المناصب في صدور الناس، فصَغُر الناس، وضاعت القيم؛
    صار المنصب هو الرجل؛
    وصار الرجل بلا منصب بلا قيمة؛
    وصار الرجل ذو المنصب بلا قِيَم.

    وصار العمش عمى.

    أيها الثوار، ثوروا كما تشاؤون، لكن اعلموا أن الثورة الحقة هي الثورة الثقافية، الثورة المفاهيمية، الثورة الأخلاقية؛ وأن الثورة الأحق هي الثورة على النفس!

    واعلموا أنه طالما أن أعناقكم ما زالت تشرئب بإعجاب نحو أهل المناصب؛ وطالما أن قلوبكم تهفو لمجد المناصب، فلتثوروا، أو لا تثوروا، فلن تكون ثورتكم حقة.

    لن تبلغوا الثورة الحقة حتى تثوروا على أنفسكم فتنظروا إلى المناصب فترونها مسؤولية ثقيلة، وأمانة جسيمة، وتنظروا إلى الطغاة والمستبدين والمتكبرين من المتشبثين بالمناصب فترونهم بحجمهم الحقيقي: صغار كأمثال الذر يطؤهم الناس يوم القيامة.

    هيا، فلننظر إلى الطغاة، الآن بحجمهم الحقيقي: صغار كأمثال الذر لا تزيدهم قوتهم وأموالهم مكروميتراً واحداً!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de