|
Re: العواصم من القواصم بقلم البروفيسور عارف ا (Re: عارف عوض الركابي)
|
عمل الصحابي وخليفة رسول الله الثالث عثمان بن عفان علي محاباة أهله بني أمية وتقريبهم إلي الحكم فتحكموا في مصائر المسلمين فحكم بعضهم بالظلم. لم يسمع الخليفة عثمان نصح المقربين ومن ضمنهم الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الذي سعي بكل جهد إلي الاصلاح ولكن لم يسمع له عثمان بن عفان. فكان أن ثار عليه المسلمون من كل الامصار . الكتب تقول أن علي بن أبي طالب كان موافق علي هذه الثورة لكنه وقف بقوة ضد الهجوم علي دار الخليفة عثمان وقتله . إشترك في هذه الثورة ضد الخليفة عثمان صحابة كثر من ضمنهم محمد بن أبي بكر الصديق.
الكتب تثبت أن الصحابة زيهم وزي كل البشر يختلفون ويقتتلون أحياناً لاسباب ليست بالضرورة أن تكون كلها رفعة للدين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العواصم من القواصم بقلم البروفيسور عارف ا (Re: الصحابي)
|
هو عثمان بن عفان، أبو العاص القرشيّ الأمويّ، وكان يلقّب بذي النورين؛ حيث إنّه تزوّج رقية بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولمّا توفّيت تزوّج من ابنته الأخرى أم كلثوم رضي الله عنها، وُلد قبل عام الفيل بست سنوات، وكان مربوع القامة، ليس بالطويل ولا بالقصير، عريض المنكبين، أبيض اللون مشربّاً بالحُمرة، حَسَن الوجه، من أحسن الناس ثغراً، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد الحياء، حتى قال عنه رسول الله: (ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكةُ)،[١] وكان مشهوراً بالكرم، والإنفاق في سبيل الله، فهو الذي جهّز جيش المسلمين في معركة تبوك بتسعمئةٍ وأربعين بعيراً، وستين فرساً، وله من الفضل العظيم؛ فهو من العشرة المبشرين في الجنة، وهاجر إلى الحبشة، ثمّ إلى المدينة المنورة، وحفر بئر رُومة، وجعلها صدقةً للمسلمين، وقال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما ضَرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ)، وكرّرها مرّتين. استشهاد عثمان بن عفان بعد أن حاصر الخوارج بيت عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان قد بلغ من العمر أكثر من اثنين وثمانين سنةً، وصلت الأخبار للجيوش الإسلامية بذلك فتوجّهوا إلى المدينة المنورة لمناصرة الخليفة، إلّا أنّ القتلة علموا بالأمر فاستعجلوا بالدخول إليه، فدخلوا إليه بعد أن أنهى صلاة النافلة وأخذ يقرأ القرآن الكريم، وكان أول من اقتحم البيت: كنانة بن بشر التجيبي، الذي كان من روؤس الفتنة، فأحرق باب البيت بشعلةٍ من نار، واقتحم معه بعض رجال الفتنة، وقام رجل منهم يسمّى بالموت الأسود؛ وقيل إنّه عبد الله بن سبأ بخنق عثمان رضي الله عنه، خنقاً شديداً حتى ظُنّ أنّه مات، فانصرف عنه، ثمّ دخل بعده محمد بن أبي بكر، وكان الوحيد الذي شارك في تلك الفتنة من الصحابة رضي الله عنهم، فقد لَبّس إبليس عليه الأمر؛ حيث كان يظن أن خلع عثمان رضي الله عنه، أو قتله طاعةً يتقرّب بها إلى الله تعالى، وينجو بها من النار، فلمّا دخل على عثمان رضي الله عنه، وجده حيّاً، فقال له: (على أي دين أنت يا نعثل؟)، فردّ عليه قائلاً: (على دين الإسلام، ولست بنعثل، إنّما أنا أمير المؤمنين)، ونعثل تطلقُ على الشيخ الأحمق، فقال محمد: (غيّرت كتاب الله)، فردّ عليه قائلاً: (كتاب الله بيني وبينكم)، ثمّ تقدّم محمد نحوه، وأخذ بلحيته، وهزّه، ثمّ قال: (إنّا لا نقبل أن نكون ممّن يقول يوم القيامة: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)،[٤] فقال عثمان رضي الله عنه: (يا ابن أخي، لقد أمسكت لحيةً كان أبوك يُكرمها).[٥] كانت تلك الكلمات القليلة كافية ليرجع محمد بن أبي بكر -رضي الله عنه- إلى نفسه، ولتُزال الغشاوة التي كانت على عينيه، ويرى الحقّ، ويتذكّر حقيقة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتاريخه المشرّف مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومع أبي بكر الصديق، وشهدت نائلة بنت الفرافص زوجة عثمان رضي الله عنه، أنّه لمّا سمع تلك الكلمات أنزل يده عن لحية عثمان رضي الله عنه، وأخذ يبكي، ثمّ خرج يقاتل بسيفه دفاعاً عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولكنّ كثرة الخوارج هزمت شجاعته، فدخل الملعون كنانة بن بشر يحمل سيفه، وضرب عثمان رضي الله عنه، فتلقّى الضربة بيده فقطع يده، وبدأ الدم يسيل منها، وعثمان يقول: (بسم الله توكلت على الله، سبحان الله العظيم)، وتساقطت الدماء على المصحف، وبالتحديد على قول الله تعالى: ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ)،[٦] ثمّ قام الملعون بضربه بعمود على رأسه، فسقط إلى الأرض، فأقبلت زوجته نائلة -رضي الله عنها- لتحميه، فقطع بعض أصابعها، ثمّ سقطت أرضاً، فقام المجرم بطعن عثمان -رضي الله عنه- في صدره، وقام سودان بن حمران بطعنه في بطنه أيضاً، فقُتل عثمان بعد تلك الطعنات ونال الشهادة، وتحقّقت رؤيته التي أخبر عنها قبل مقتله بيوم؛ حيث رأى في المنام أنّه دخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعنده أبو بكر وعمر بن الخطاب، فقال له: (ارجع فإنّك مفطر عندي غداً)، وعلى الرغم ممّا فعله المجرمون إلّا أنّهم لم يكتفوا بذلك، بل قام أحدهم وهو عمرو بن الحمق وطعن عثمان -رضي الله عنه- تسع طعنات في صدره، وهو يقول: (هذه الثلاث الأولى لله، وهذه الست لشيء في نفسي)، ثمّ أخذوا ينهبون ما في بيته، ويقولون: (إذا كان قد أُحلّ لنا دمه أفلا يحل لنا ماله؟)، ثمّ همّوا بقطع رأسه، إلّا أنّ زوجات عثمان رضي الله عنه، وبناته أخذن يصرخن، فقال عبد الرحمن بن عديس، وهو أحد روؤس الفتنة: اتركوه، فتركوه.[٥] خلافة عثمان بن عفان بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اجتمع الستة الذين اختارهم ليتشاوروا في أمر الخليفة من بعده، وهم: عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوّام، وطلحة بن عبيد الله، ومعهم عبد الله بن عمر لينصح لهم فقط، من دون أن يكون له من الأمر شيء، ففوّض سعد ما له في ذلك إلى عبد الرحمن، والزبير إلى علي، وطلحة إلى عثمان، فتنازل عبد الرحمن عن حقّه، وقال لعلي وعثمان: (سأجتهد فأولِّي أولاكما بالحقّ)، فوافقا على ذلك، وأخذ عليهما العهد بأن يعدل الذي سيُولّى على المسلمين، ويسمع له الآخر ويطيع، فوافقا على ذلك، فأخذ عبد الرحمن يستشير الناس فيهما، فلم يُبقي أحداً في المدينة إلّا استشاره، حتى النساء اللاتي في خِدرِهنّ، والولدان في المكاتب، حتى إنّه سأل الرُكبان والأعراب إلى المدينة، واستمرّ بفعل ذلك ثلاثة أيامٍ متتاليات، فلم يجد اثنين يختلفان في تقديم عثمان بن عفان رضي الله عنه، إلّا المقداد وعمار بن ياسر رضي الله عنهما، فقد أشارا لعلي بن أبي طالب، وفي اليوم الرابع أرسل عبد الرحمن إلى عليّ وعثمان فحضرا، ثمّ جمع الناس في المسجد، وخطب بهم، ودعا لهم، ثمّ أخبرهم بأنّه قد سألهم عن أمانيّهم، فلم يجدهم حادوا عن علي وعثمان، ثمّ نادى عثمان، وأخذ بيده، ثمّ قال: (هل أنت مبايعي على كتاب الله، وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم، وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهمّ نعم، قال: فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان، فقال: اللهمّ اسمع واشهد، اللهمّ اسمع واشهد، اللهمّ إنّي قد خلعت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان)، فقام الناس يبايعون عثمان حتى غشّوه تحت المنبر، وتمت بذلك خلافة عثمان -رضي الله عنه- على المسلمين برضا واختيار منهم.
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|