من حيث المنطق والمبدأ وبالعودة إلى الحكومات الإنتقالية السابقة، قد يظل المركز مشككا في نجاح أية حكومة أو وزارة يرأسها أو يتقلدها من ليس له أقل دور في النضال وعملية التغيير مهما تسلح بالدرجات العلمية والخبرة في مجال تخصصه، وذلك لأنه رغم علمه وخبرته الوظيفية قد يفتقر إلى السياسات المطلوبة والقدرة الإدارية والتخطيطية، والثقة المسنودة بالخلفية النضالية وقبول الشعب، فالتكنوقراط السلبي الذي ظل بعيدا عن السياسة وهموم المواطن والوطن وقريبا من نفسه وأسرته وأجندته الخاصة لا يملك المعرفة الكافية بجذور الأزمة وكما لا يملك تصورا متقدما ومقنعا لكل الأطراف لمعالجتها ولا الدافع المطلوب لتنفيذ برنامج الثورة وقد لا يملك القدرة الكافية لتحمل النقد وتجاوز العقبات ومواجهة التحديات لأنه لم يدخل معترك السياسة المزحوم بالمؤامرات والدسائس من قبل. لذلك وللمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق المركز ولأهمية دور الحكومة الإنتقالية القادمة في تحقيق السلام والعدالة الإنتقالية والتحول الديمقراطي ولوجاهة وسلامة هذا الإقتراح الذي تفضل به الأستاذ الصحفي المناضل عثمان ميرغني، قد قررنا بعد إجراء إتصالات ومشاورات بخلايا الثورة الشعبية السلمية (إحدى آليات المركز) دعمه والدعوة الى تبنيه من قبل القوى السياسية والمدنية والمجلس العسكري كما نطلب من الأخ العزيز مقدم الإقتراح عرضه لكل القوى السياسية والمدنية والمجلس العسكري على أن يكون رئيسا للوزراء ومفوضا لترشيح قائمة الوزراء من تكنوقراط إيجابي بعيدا عن المحاصصة الحزبية وعرضها للمجلس السيادي بغرض إجازتها، فالمحاصصة الحزبية في مجلس الوزراء قد تضر بعملية الإنتقال والتحول الديمقراطي، لأنها قد تدخل أجندة الأحزاب وصراعاتها في برنامج الفترة الإنتقالية وتعصف به وفي الذاكرة ما حدث من تشويه لبرنامج الفترة الانتقالية من قبل الأحزاب السياسية في حكومة سر الختم الخليفة سنة ١٩٦٤م ونسف مساعي السلام التي كانت قد إقتربت من نهايتها عبر مؤتمر المائدة المستديرة وأطال من عمر الحرب، وكذلك ما حدث في حكومة الجزولي دفع الله الإنتقالية سنة ١٩٨٥م وأفشل إتفاقية كوكادام, فالأستاذ الصحفي المخضرم وعميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح الذي بدأ حياته الصحفية بصحيفة سودان ستار الناطقة بالإنجليزية سنة ١٩٤٩م، وأسس مع بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان صحيفة الأيام سنة ١٩٥٣م وترأس تحريرها، كما ترأس مجلة الحياة الأسبوعية سنة ١٩٥٧م، ويرأس مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية، وهو من الأعضاء المؤسسين لإتحاد الصحفيين الأفارقة وإتحاد الصحفيين العرب، وألف كتاب الصحافة السودانية في نصف قرن أستاذنا الجليل هذا لم يكن صحفيا ومهتما بالصحافة وعالمها فقط بل ظل معارضا للأنظمة الدكتاتورية ومناضلا ومكافحا لإسترداد الديمقراطية المغتصبة من قبل الجيش المدعوم من القوى السياسية المجرمة الضحية، ورغم تقدم سنه التي تناهز التسعين ظل مشاركا في المظاهرات الأخيرة وكان حاضرا في إعتصام ساحة القيادة العامة بحكمة الشيوخ وحماس الشباب وكذلك ظل وسيظل مهتما بأزمة السودان وكيفية حلها وله عدد من المؤلفات التي تؤكد ذلك كأضواء على قضية الجنوب، ومستقبل الديمقراطية في السودان، ودراسات حول الدستور، ونال جوائز عديدة ومن أهمها، جائزة القلم الذهبي من الجمعية العالمية للصحف ومقرها في باريس سنة ٢٠٠٥م، وجائزة مؤسسة نايت والمركز الصحفي العالمي بواشنطن سنة ٢٠٠٦م ومنحته جامعتي الأحفاد والزعيم الأزهري درجة الدكتوراه الفخرية. شخصية كهذه ظل طوال حياته خادما لوطنه وزاهدا في السلطة وبريقها مع إنه سيد العارفين وإمام الحكماء ، حتما يحتاجه السودان كثيرا في هذه المرحلة المفصلية من تأريخه، يحتاجه سندا قويا ومنقذا فعليا يحميه من الأعداء والأطماع الخارجية ويحافظ على وحدته ويحاسب المجرمين والمفسدين وينصف الضحايا، ويحقق الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. انتبه أيها الشعب فإن ضالتك في محجوب (مهاتير السودان)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة