د.عبدالقادر الرفاعي في سَجلٍ منيرٍ في لوحِ التاريخِ المحفوظ.. بقلم عبدالوهاب الأنصاري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2019, 01:34 AM

عبد الوهاب الأنصاري
<aعبد الوهاب الأنصاري
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.عبدالقادر الرفاعي في سَجلٍ منيرٍ في لوحِ التاريخِ المحفوظ.. بقلم عبدالوهاب الأنصاري

    01:34 AM June, 11 2019

    سودانيز اون لاين
    عبد الوهاب الأنصاري-
    مكتبتى
    رابط مختصر






    فقدناك في ليلةٍ حالكة السّواد، يا بدر الدياجيّر اللُجِّيّ ، وفي الَيْلَةِ اللَيْلاَءُ يُفتقّد القمر رحيلك السّرمدي الفاجع والبلاد تمر بمنعرجٍ حرجٍ وحاد، والوطن وجّع مُترّامي الأطراف، يعيش مخاضاً عسّيراً ويمر بطورٍ فارق من سِّفر التكوين الثوري الزاخر، بالثورات، والبطولات، والتضحيات، والنضّالات، والإنتصارات، والإنكسارات، المُخضبة بالدماءِ القانية، "والنهر يطّفح بالضحايا، وما لان فرسان لنا بل (غّدرِ) جمع الطاغية".

    ليس غريباً أن يُصّادف يوم رحّيلك، قدح الثورة مُتقد الإشّعال، والشّمس تلوح؛ و.."الراية منديل حداد، وخضّب الشُّهداء تحول مسّحوقا ً تتبرج فيه الغانية بكل بيان..ونياشين النصر تدلت من أذنيها أقراط ..يا مجداً تُوج بالإسقاط .. حتى الريح تنادي من رحم النيلِ إلى دمياط .. فلتسقط أوسمة الضباط" .. فلتسقط أوسمة الضباط.
    رحل عنا الفقيّد الحاضر، بعد صراعٍ ومعاناةٍ تطاولت مع المرض جّالده بصبرٍ نبيل وبشجاعتة المعهودة.

    د.عبدالقادر الرفاعي من الذين نذروا حياتهم بذلاً للوعي ونسّج راياته الخفاقة العّلِيِة؛ "بطموحِ مؤرخٍ وعينا قط بري، ورؤيا شاعر"؛ (كإنسان المبدعة غادة السمان النادر) إستنارةً وتنويراً وتنظيماً للوعي، توثيقاً ونشّر، مداده التوثيقي السّيال متدفق الأنسياب، نهرٌ ممتد الضِّفاف، لا تكسِّر الشّلالات؛ عُنفوان مسيِرته الهادرة الفيّض، كان دائم الحُّضور في السّجل الثوري، ووقف بشجاعة ورباطة جأش من منصته الفكرية ضد الشّمولية العسكرية، والإستبداد والفاشية المتاجرة بالدين، وفي صف الفقراء.

    في تفاني ورباطة بأس وإباء، قاتل بلا هوادة من أجل حقوق الإنسان وحقه في الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، وضد كل أنواع الإستغلال حتى آخر شهقة روح، منافحاً عن الحق الإنساني في العيش الكريم، راكز بجانب الكادحين، والفقراء، والمناضلين ملح الأرض سّر خصّبها ، مختاراً "الحزب الشيوعي السوداني" من الجماهير وإليها يُعلمها ويتعَّلم منها بكل النبل الثوري و الغضب النبيل، وفي سّبيل ذلك كان دائماً مُستعداً لسَّداد فاتورة موقفه المبدئي بكل صلابه راكزاً مُنتصب القامة؛ منتظراً حتى طلوع الفجر؛ وما بدل تبديلا؛ سّجناً، وتشريداً ومطاردة؛ بلاد أدنى تردد أو ميلان.

    عرفت الفقيد الحاضر عن قُرب، في العام 2011 حيئذ كنت بصدد إعداد ملف عن الأمير الحاج نقدالله أقال الله عثرته، الفارس الذي أثقلته هموم الوطن حتى أقعده التعذيب الوحشي الذي تعرض له من قبل (جهاز أمن) المخلوع عمر البشير؛ وما أنكسر.. كانت الفاتورة باهظة الثمن لعقلية الجلاد الصنم بلا دين, بلا خلق بلا إنسانية .. لتكسر العزائم و ينفلت الأمل عند رجال صودر من دواخلهم الإحساس له الحضور هنا والتحية المسُّتحقة ورفع القبعات.
    فذهبت إلي أُستاذي (محجوب شريف) شاعر الشعب عليه شبائيب الرحمة بمنزله العامر المرحاب، بالثوره الحارة 21، فأسّتقبلني بتلقائيته وبشّاشته الرحيبه، التي يتخللها الكثير من المداعبات والنكات المُحببة، قرِّب، تعال وإتفضّل إذ كنت بصّدد أخذ شّهادته، عن الأمير المناضل عبدالرحمن نقدالله؛ حيث كنت قد كُلفت بإعداد ملف عن الأمير الحاج نقد الله من قِّبلِ جريدة (أجراس الحرية) التي أغلقتها السُّلطات بعد إنفصال (دولة جنوب السّودان) قبل إكتمال نشر حلقات الملف؛ فأعادت نشّره لاحقاً جريدة الأيام الغراء كاملاً.
    وجهّني الأستاذ محجوب شريف، له الرحمة وبعد إتصاله به بأهمية أخذ شهادة د. عبدالقادر الرفاعي نسبةً لأنه تربطه علاقةٌ مُميزة كما قال: لي، بالاميرالمناضل الحاج نقدالله، رد الله صحته
    فألتقيته ذات صباح بّاشاً طلق المُحيا وضيء القسّمات، رغم المرض بمنزله المراحب (بأبوروف) الحي الأمدرماني الشهير إستقبلني كإنسان أمدرماني بسّماته وصفاته الإنسانية، والوطنية المشّهودة التي أكسبته فرادة متفردة وبإلتزامه الذي منحة صلابة ومهابة.

    وبفيضٍ غامر من الموده والحب وصدق المشّاعر النبيلة إستقبلني وأسرته الفاضلة الكريمة بحفاوة وترحاب نادر وفريد .. وببشاشةٍ وضيئة، وبلطف وسماحة تفوق الوصف؛ و أحاطتني بكرمٍ فياضٍ وبإهتمامٍ هياب ثم قدم شهادته ومرافعته الرفيعة عن الأمير لمكانةِ الأمير نقدالله المميزه عنده والتي لمستها من خلال إفادته التي أثرت الملف، والتي قدمها في سّخاءٍ سّيال بالرغم من إنه كان طريح الفراش، ويعاني الآلآم المرض اللعين كتب د/ الرفاعي شهادة ضافية وافية رائعة، نُشِّرت في ملف الأمير الحاج نقدالله. بصحيفتي (أجراس الحريه وصحيفة الأيام) حينئذ؛ وبحرصه وحسه التوثيقي الدقيق؛ وبعد أن سلمني مسّودة شهادته طلب مني بأدبٍ جّم، وذوقٍ رفيع، أن أطلعه عليها بعد الطباعة؛ وقبل النشّر فوعدته بذلك وقد كان، ثم أحضرت له العدد من الجريدة بعد نشّرها، وكل أعداد حلقات الملف، وفاءً مستحق له، فكان وأسرته المضيافة الفاضلة يسّتقبلني بفيض مطبوع من الكرم والرحابة.
    "الصمت كبرياء.. والحزن من أشعة الإباء.. ونحن سائرون لم نزل"؛ رحل عنّا الفقيد الحاضر؛ د.عبدالقادر الرفاعي؛ بكل شموخٍ وصمودٍ و كبرياء وإباء؛ وثقةِ نفسٍ مُطمئنة راضيةٍ مرضية، كان حزمة من البساطة والنّبل الفطري والنقاء والعطاء الذي لا يسعه حد وهب حياته لأجل الناس الطيبين بتجرد ونكران ذات لم ترهبه كل قوانين التدجين في مسالك حياته الممتدة "ماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين".

    سلامٌ عليك حياً، وسلامٌ عليك في سِجلِ الخالدين، والتحية لكل من صمد في زمن الإنكسّار.
    خالص التعّازي، لرفيقة دربه ولإبنته عزة، وإبنه أحمد وأشقائها جميعاً، ولأسرته الممتدة، فرداً فردا ولأصدقائه وجيرانه، بحي أبروف وأمدرمان جميعاً، ولعارفي فضله جميعاً، وللحزب الشيوعي السّوداني.

    اللهم أمطر على مرقده شبآئيب رحمتك، وهتون مغفرتك، وأجعل نفسه المطمئنة راضيةً مرضية، وأكرمها من كثير رحمتك التي تسّع كل شيء، وأنر قبره من نورك الذي ليس كمثله نور؛ وآنس وحدته، وأمن روعته، وأجعل قبره روضة من رياضِ الجنة وأعف عنه إنك العفو الكريم، كافئه يا تواب يا رحيم؛ بمثل ما وهب عمره في سبيل المساواة والعدالة الإجتماعية، و كانت عنيداً في الحق، كارهاً للظلم الذي حرمته تعالى على نفسّك وجعلته محرماً بين عبادك؛ إنك سميع مجيب الدعاء.
    توسد بسلام تراب أرضك الذي أحببت.. سلامٌ عليك في لوحِ الخالدين.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de