هنالك شيء تم تجهاله من قبل الشعب السوداني الثائر هو جزور الاذمة الحالية التي درجت البلاد في مستنقعات يقشعر منه النفوس والابدان فإذا تطرقنا للخوض في اعادة تقصي عن جزور الاذمة السودانية نجد مفارقات واسعة المدى في اسباب نشوب الاحتراب في بلادنا بين المكونات الاجتماعية من جهة والحكومات مع المعارضة المسلحة من جهة اخرى والحكومات ضد الشعب من جهة اخرى وتباين اراء المعارضين بشقيهما السلمي والعسكري من جهة فكل هذه الخلل يترتب عليه بعد تاريخي ومنهجي تم تجاهلهما والاستهان بهما وهذا ما ادى الى وضع السودان تحت مطرقة الدول وسندان الشعب القابض على ذناد الحرية والتغيير والديمقراطية وكفالة حقوق الشعب والحريات والمساواه بين الجميع بدون تعالى وكبرياء وسفك الدماء والدموع ، ف إذاً يجب ان نعيد التقصي بشكل أدق عن جزور الاذمة التي هلكت البلاد والعباد لان المشاريع السياسية والتربوية هي الاذمة في حد ذاتها اذا كان نظام الجبهة الاسلامية اتى لكي يحكم بالشريعة الاسلامية في السودان ذو تعدد وتنوع وطبق ١١٪ من النص الشرعي دمرت السودان فما بالكم اذا طبق الشريعة الاسلامية بنسبة ١٠٠٪ ماذا تتوقعون ؟ ايضا المشاريع ذات التابع الايدلوجي( الاسلمة والاستعراب) مشاريع يربي كوادر اما على اساس الاسلمة او على اساس الاستعراب في ظلال وطن شارمخ لها تاريخها وحضارتها ونضج شعوبها وبسالة ابطالة في قلب القارة السمراء وهي السودان البلد الذي يمتلك صفات اذا جمعنا صفات جميع دول العالم لا يعادل ربع صفاتها اخيرا يحكمنا السعودية والامارات ومصر وتلك الدول متحكمة على خيوط ورؤوس المجلس العسكري الذي يحكم البلاد عنوة بويقتل الشعب السوداني لترضية وتنفيذ اوامر دول اخرى ، بمعنى لا يمكن نقيف مكتوفي الايادي ويحكمنا اشخاص يطوقون بالعقال على جماجمهم فمال بالكم سخص رأسه مربوط بقطعة قماش بالاضافة لحزام اسود في رأسه (راسه محبوس) واذنينه مسجون فمابالكم ان تنتظرو منه افكار متقدمة ويتحكم في دولة حرة ومتحررة ولها تاريخها المليء بالمفكرين والعلماء والمهندسين والاطباء والفنانيين والشعراء والآثار والحضارة والكرم والثقافة والابداع والبسالة والتقانة والمتانة والصلابة والشجاعة ومنبع الانسانية !!!؟؟؟ اذاً على الجميع التمسك بالثورة والدم الثوري يسري في شريان الجميع دونها الموت فالناس لا تستغرب من افعال المجلس العسكري في الخرطوم اذا حصرنا ضحايا الهامش السوداني لو جمعناهم في كف وشهداء الخرطوم في كف نجد ان شهداء الشعب السوداني الذين استشهدوا في الخرطوم عددهم استشهدو في قرية واحدة او قريتين في دارفور بايادي نفس الناس اللذين يقودون الحرب ضد الشعب في وسط العاصمة (الخرطوم) بمعنى النظام وحلفاءه من بعض احزاب اليمين المتطرف والوسط المتلبد شركاء في هذه المجزرة العبثية في نهاية رمضان العظيم لكن في دارفور معظم الغزوات في الرمضان وايام الاعياد ويوم الجمعة وكنت نتزكر في عام ٢٠٠٣ يوم الاثنين الثامن من رمضان حصل غزو من قبل مليشيات الجنجويد لقرى عديدة ضد مواطني عزل اسفرت ٢٧ قتيل من بينهم ٥ اطفال ٣ نساء كبار السن واغتصاب حدث ولا حرج باسم الله مع التهليل والتكبير ورفع شعارات الاستغواء راكبين الخيول والجمال وبعضهم حمير والان البيحصل في الخرطوم نفس السيناريهات القديمة فقط في تغيير بسيط في المركبات التي تحمل منفذي الجرائم اللانسانية ضد الشعب الهالك والثائر الذي لا يعرف الخوف ولا يعرف التقهقر للخلف ، فنهالك احزاب عقائدية كتيرة تقف وراء ثورة الشعب والبعض لم تدرك الاذمة اذمة المشاريع الفتاكة التي تدمر بنية المجتمع السوداني وتحطم التاريخ والمستقبل الوعيد الباهر الذي يحلم به شعب يدهس بعربات النظام في نهار رمضان ، لكي نخرج من هذا النفخ الدموي يجب علينا ان نرتكز على النقاط التالية :١/ وحدة البلاد على اسس مشاريع تجمع الجميع في قالب المساواه بين الشعوب ٢/ الرضوخ لمستقبل البلاد بدلا من الرضوخ لمستقبل الاحزاب الحَفر السياسي ٣/ اعادة تقنين الدستور الانتقالي بعد تسليم السلطة للشعب بما لا يتعارض مع القومية ٤/ محاسبة كل متورط في اي جريمة سياسية كانت او انسانية ٥/ ايقاف كل مشروع سياسي يميل للتفرقة والارهاب داخل البلاد ٦/ فصل المؤسسات والشعائر الدينية بما فيهم المساجد والقنوات الاعلامية من السياسية لكي يخدم اغراض المجتمع السوداني بدلا من اغراض الطوائف وصنع الارهاب ٧/ العزم والاستمرار في المسيرات لانجاح ما تبقى من الثورة واسترداد ماتبقى من الوطن المبيوع ٨/ اعادة النظر بشكل فاحص حول مناهج التعليم في السودان مع الاخذ في الاعتبار اعادة كتابة تاريخ السودان بشكل حقيقي بدون تزييف ٩/ بث روح الوطنية عبر مداخل التعاليم قبل المدرسي والتعاليم المدرسي لزرع روح الوطنية والانسجام بين ابناء وبنات الشعب ككل ١٠/ فتح علاقات مع جميع الدول مع الاخذ في الاعتبار يختلف نوع العلاقة بين السودان والدولة المعنية على حسب نوع العلاقة ١١/ الابتعاد عن روح القبلية والطائفية ووضع الشعب مع الحكومة في مسافة واحدة بدون استعلاء مكّوّن على مكون اخر ١٢/ استقلالية القضاء ١٣ / استقلالية الجيش والشرطة واعادة تركيبهما ليتلائم مع التنوع والتعدد والتباين الثقافي والديني واللوني لكي يعرف بانها فعلا هي تتبع للشعب السوداني نسبتاً لهذه التركيبة التي نبعت من رحم البلاد وليس رحم الاحزاب او العقائد مع الاخذ في الاعتبار اعادة تاهيلهم لكي يعرفو الدور الحقيقي لهم هل هم صناع الاذمات الداخلية ام هي معالجة الخلل والحفاظ على الدستور وامن المواطن والوطن ١٤/ تقليل عدد الاحزاب عبر قانون الاحزاب ليتم صياغتها من جديد مثلا لكي تسجل حزبا سياسيا في السودان يجب عليك ان تمتلك قاعدة جماهيرية في جميع الولايات وفي كل ولاية لا يقل عدد عضويتك عن ٥٠٠٠ عضوا وان تعرض منفستو (الرؤية السياسية) لمجلس الاحزاب بشكل تفصيلي للتصديق لكي لا يكون خطرا تعبويا في مستقبل البلاد ١٥/ نغرس في قلوبنا بان الوطن والمواطن يطغيان على مصالح المشاريع السياسية والمصالح الذاتية ١٦/ تفعيل دور القانون بنسبة ٢٠٠٪ ١٧/ اعادة تعمير مادمرتها الحروبات وخاصة مناطق الاكثر تضررا في السودان ١٨/ يتم تعداد لعدد السكان من جديد داخليا وخارجيا ولكي يسهل في عملية تقنين عضوية الاحزاب في الولايات كما ذكرته اعلاه ١٩/ الاعتماد على الذات الانتاجي يعادل بنسبة لا تقل عن ٨٠٪ والواردات او السلعة النادرة لا تزيد عن ٢٠٪ من جملة الصادات والواردات.
نترحم على ارواح شهداء الثورة وعاجل الشفاء لجرحانا المقدامين والحرية لاسرى النضال الثوري وعلى راسهم الجنرال نمر محمد عبدالرحمن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة